سؤال عن كيفية تثبيت حفظ القرآن، والسبيل إلى التوفيق بين طلب العلم وحفظ القرآن؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا، ممكن نصائح لتثبيت حفظ القرآن،
وما السبيل إلى التوفيق بين طلب العلم والقرآن؟
وأحسن الله إليكم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه المسألة فيها نصّ صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ به فاز بحفظ القرآن وانتفع به؛ ففي صحيح البخاري من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقَّلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت)).
ورواه مسلم من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بمثله وزاد: ((فإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذَكَره وإذا لم يقم به نسيه)) وهذه الزيادة فيها بيان مهم لطريقة التعاهد.
فمن تعاهد القرآن وصلحت نيته في تلاوته حفظه وسعد به سعادة عظيمة في الدنيا والآخرة، وكان من أصحاب القرآن لكثرة تلاوته له وتعاهده إياه حتى يكون صاحبه الذي لا يغفل عنه، وفي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أصحاب القرآن، وأن يعيننا على تعاهده وحفظه والعمل به، وأن يوفقنا لحسن فهمه واتباع ما فيه من الهدى والنور.
وأما التوفيق بين حفظ القرآن وطلب العلم فمتيسّر ولله الحمد؛ فالحفظ لا يستغرق وقت طالب العلم؛ فلو خصص لنفسه ساعة لحفظ القرآن في اليوم، وخصص ساعات أخرى لطلب العلم أمكنه أن يحصل تحصيلاً علمياً جيداً في وقت ليس بالطويل إذا صبر واجتهد وداوم على الطلب.
والموفَّق من وفقه الله.