سؤال: من المعوقات التي تصد عن أخذ العلم من الكتب: «قراءة ما لا يكتب، وكتابة ما لا يقرأ» فما معناها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل.. أعانكم الله على إجابة أسئلتنا. في باب: التلقي عن الأشياخ، عند ذكر المعوقات التي تصد عن أخذ العلم من الكتب، من تلك المعوقات: قراءة ما لا يكتب، وكتابة ما لا يقرأ. نرجوا منكم توضيح هذه العبارة. |
اقتباس:
آمين، وجزاك الله عني خيراً. اقتباس:
ومنها ما يكتب ولا ينطق كواو عمرو وألف واو الجماعة وغيرها. وهذا الكلام أراد به ابن بطلان بيان أهمية التلقي عن الشيخ وأنه لا يغني عنه التلقي المباشر من الكتب. وهذه المسألة حصل فيها إفراط وتفريط، والحق هو التوسط والاعتدال. فمن غلا وأفرط لم يصحح للطالب أن يتلقى علماً إلا عن طريق السماع من الأشياخ. ومن فرَّط وتساهل حث الطالب على التلقي من الكتب مباشرة بلا منهج علمي ولا إشراف من شيخ. والطريقة الأولى خطأ وتشدد وحرمان للطالب من الاستفادة من كتب أهل العلم ، وتطويل مملّ لأمد التحصيل عليه حتى تمضي عليه مدة نهمته في الطالب وهو مقتصر على السماع لا يبحث ولا يقرأ وإنما يتلقى العلم بالتلقين كالصبيان ، وينتظر فراغ الشيخ له حتى يعطيه النزر اليسير من وقته أو يجمعه مع جماعة من الطلاب فيلقي عليهم الدرس، وقد يكون لدى الشيخ من الأخطاء ما لا يتفطن له الطالب إلا بالبحث والقراءة والدراسة الجادة وعرض كلام الشيخ على كلام الشراح الآخرين والموازنة بينها حتى يحذق فهم الباب الذي يدرسه وتزول عنه الإشكالات العارضة. والطريقة الثانية مضيعة للطالب ومظنة للانحراف في الفهم والمنهج لأن التلقي المباشر من الكتب بلا عالم يشرف عليه ويوجهه ويجيبه على ما يشكل عليه ويرتب له درجات التعلم حتى يشتد عوده في العلم فيضبط الأصول ويفهم المسائل بالدلائل ثم ينطلق في القراءة في كتب أهل العلم انطلاق الماهر الحاذق البصير بما يأتي وما يذر. فمن ضيع الإشراف في أول طلبه لم تؤمن عليه مخاطر الانحراف والخطأ في الفهم والمنهج، ومن تشدد واقتصر على السماع فرط في علم كثير، وضيع على نفسه أوقاتاً كثيرة. |
الساعة الآن 04:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir