سؤال عن أسباب اختلاف الروايات عن الإمام أحمد، وهل يرجح إحداها على الأخرى؟
 

في الفقه: يقال في بعض الأحكام: " رواية عن الإمام أحمد"، فما سبب تباين بعض الروايات رغم نقلها عن الإمام نفسه؟ وهل يرجح بعضها على بعض؟
جزاكم الله خيرا.

اختلاف الروايات عن الإمام أحمد له أسباب متعددة منها ما يعود للإمام نفسه باختلاف اجتهاده في المسألة الواحدة وهذا له أمثلته وأسبابه المعروفة إما بتضعيف حديث كان يصححه أو تصحيح حديث كان يضعفه أو كان يفتي بفتوى إمام من الأئمة السابقين ثم يطّلع على نص يخالفها فيذهب إلى مدلول النص.
ومنها أسباب تعود إلى بعض أصحابه باختلاف حكاية القول فمنهم من يحكي الرواية نصاً ومنهم من يحكيها معنىً بحسب ما فهمه.
ومنها أسباب تعود إلى مجتهدي المذهب ولا سيما في استخراج الروايات اجتهاداً على أصول المذهب بناء على القواعد التي اجتهدوا في تقريرها؛ فتذكر عن الإمام رواية مستخرجة على قول له في مسألة أخرى بجامع من الجوامع.
كما استخرجوا له قولاً جعلوه قاعدة بأن كل حيوان نجس ففي نجاسة شعره روايتان، وهذه إنما أخذوها من مسائل له ضموا بعضها إلى بعض ثم استخرجوا له قولاً من مجموعها جعلوه قاعدة.
وإن كان قد يؤثر عنه نصّ في مخالفة بعض ما قرره بعض مجتهدي المذهب كقوله فيمن لبس نعلاً منسوجة من شعر خنزير: لا يعجبني؛ فإن صلى به فلا بأس لأنه لا يعلَق؛ فهذا تصريح بأنه إنما أفتى بالجواز لأن النجاسة هنا لا تتعدّى، وليس لأن شعر الخنزير طاهر.
وكثير من هذه المسائل والروايات بحاجة إلى دراسة وتحرير في ثبوتها أولا وفي معناها ثانياً، وفي صحة الاستخراج عليها ثالثاً؛ فإن الاجتهاد في ذلك يقع فيه ما يقع من الخطأ.