معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=479)
-   -   سورة آل عمران (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=13906)

إشراق المطيري 7 ربيع الثاني 1432هـ/12-03-2011م 12:23 AM

سورة آل عمران
 
سورة آل عمران

قوله عز وجل: {إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح}... (3: 45).
«كلمة»، إما متعلق «كن» عند الإيجاد، وإما لأنه أبان مراد الله فأشبه الحجة والدليل.
فائدة: اختلف الناس في المسيح بن مريم. فقال الأقلون: مات ثلاث ساعات، ثم أحيي ورفع. وقال الأكثرون: بل نام فلم يشعر بنفسه إلا وقد رفع. فالحاصل أن الإجماع منعقد على أنه لم يرفع ميتًا، بل أجمعوا على أنه رفع حيًا.
[فوائد في مشكل القرآن: 105]
قوله عز وجل: ........{لو نعلم قتالا لاتبعناكم}... (3: 167).
كيف يحسن من هؤلاء الذين هم عارفون بمواقع الحرب، ومكايدها أن يقولوا: «لو نعلم قتالا». وهم أعرف الناس بالقتال، وليس قصدهم أن يذكروا كلاما لا تقوم به حجتهم، بل الظاهر أنهم لا يذكرون إلا ما يكون حجة، ومثل هذا كيف يكون حجة. وأيضًا فإن العرب تأنف أن تنسب إلى عدم المعرفة بالقتال.
والجواب: أنه قد قال مقاتل: تقدير الكلام: لو نعلم مكان قتال لاتبعناكم. ومعنى ذلك أنهم كانوا في قضية أحد قالوا: من المصلحة أن لا نخرج إليهم، بل نصبر حتى يدخلوا المدينة، فيقتلهم الرجال في الأزفة، وترميهم النساء بالحجارة. فكان هذا عندهم هو الرأي. فقالوا: لو نعلم مكانا مناسبًا للقتال لاتبعناكم، وهذا ظاهر.
قوله عز وجل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} (3: 169).
[فوائد في مشكل القرآن: 106]
الأموات كلهم كذلك، فكيف خصص هؤلاء؟
الجواب: ليس الكل كذلك، لأن الموت عبارة عن أن تنزع الروح عن الأجساد لقوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها} أي يأخذها وافية. والمجاهد تنتقل روحه إلى طير أخضر، فقد انتقلت من جسد إلى آخر، لا أنها توفيت من الأجساد، بخلاف الباقي فإنها تتوفى من الأجساد.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «نسمة المؤمن في حواصل طير» الحديث. فهذا العموم على المجاهدين. لأنه قد ورد أن الروح في القبر يعرض عليها مقعدها من الجنة والنار، ولأنا أمرنا بالسلام على القبور. ولولا أن الأرواح، تدرك لما كان فيه فائدة.
[فوائد في مشكل القرآن: 107]
والموت أيضًا إنما تتصف به الأجساد دون الأرواح، لقوله عز وجل: {كل نفس ذائقة الموت} أي عالمة الموت. والموت عرض ينافي الإدراك، فلو قام بها، وكانت هي الميتة لاجتمع الضدان.
قوله عز وجل: .... {ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك}... (3: 191).
فيه سؤالان: الأول: ما المراد بالباطل. الثاني: أن الله عز وجل له أن يخلق الخلق لا لمصلحة وغرض، فكيف ينزه عما له أن يفعله، بقوله: سبحانك، إذ لا ينزه إلا عن نقيصة، والنقيصة محال عليه، وهذا ليس محالاً عليه، فلا يكون نقيصة، فلا ينزه عنه. وهذه حجة كبيرة للمعتزلة في أنه لا يفعل الشيء إلا لغرض. فلا جرم حسن التنزيه عنه لاستحالته عليه، ولو
[فوائد في مشكل القرآن: 108]
كان ممكنا لم يحسن التنزيه.
والجواب عن الأول: أن الباطل هاهنا هو الذي لا فائدة له، والخلق له فوائد التكليف، والنفع الدنيوي، وإظهار الحكمة.
وعن الثاني: أنه ما نزه إلا [عن] مستحيل. بيان: ذلك: أن الله عز وجل أخبر أنها إنما خلقت للتكاليف، بقوله: {وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزي كل نفس بما كسبت}، أي للتكليف والجزاء، فلو خلقها لا لمعنى البتة، للزم الخلف في هذا الخبر، والخلف (نقيصة) مستحيلة، فحسن التنزيه [له] عنها، فنفس المذكور في اللفظ ليس هو المنزه عنه.
[فوائد في مشكل القرآن: 109]


الساعة الآن 06:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir