معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المفضليات (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=85)
-   -   65: قصيدة أفنون :أَلاَ لَست في شيْء فَروحاً معاوِيَا = ولاَ المشفِقاتُ إِذ تَبعن الحوازِيا (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=9520)

علي بن عمر 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م 09:00 PM

65: قصيدة أفنون :أَلاَ لَست في شيْء فَروحاً معاوِيَا = ولاَ المشفِقاتُ إِذ تَبعن الحوازِيا
 
قال رجل من بني تغلب يلقب بأفنون:

أَلاَ لَسْتُ في شَيْءٍ فَرُوحاً مُعاوِيَا = ولاَ المُشْفِقاتُ إِذْ تَبِعْنَ الحَوازِيَا
فَلاَ خَيْرَ فِيما يَكْذِبُ المَرْءُ نَفْسَهُ = وتِقْوَالِهِ لِلشَّيْءِ: يَا لَيْتَ ذَا لِيَا
فَطَأْ مُعْرِضاً، إِنَّ الحُتُوفَ كَثِيرَةٌ = وإِنَّكَ لا تُبْقِي بِمالِكَ باقِيَا
لَعمْرُكَ ما يَدْرِي امْرُؤُ كيْفَ يَتَّقي = إِذَا هُوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهُ وَاقِيَا
كَفَى حَزناً أَنْ يَرْحَلَ الحَيُّ غُدْوَةً = وأُصْبحَ فِي أَعْلَي إِلاَهَةَ ثاوِيَا

محمد أبو زيد 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م 02:54 PM

شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون
 
65


وقال رجل من بني تغلب يلقب بأفنون


1: ألا لست في شيء فروحا معاويا = ولا المشفقات إذ تبعن الحوازيا
2: فلا خير فيما يكذب المرء نفسه = وتقواله للشيء: يا ليت ذا ليا
3: فطأ معرضان إن الحتوف كثيرة = وإنك لا تبقي بمالك باقيا
4: لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتقي = إذا هو لم يجعل له الله واقيا
5: كفى حزنا أن يرحل الحي غدوة = وأصبح في أعلى إلاهة ثاويا


*ترجمته: هو صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن مالك بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل. شاعر جاهلي مشهور، لقبه "أفنون" بضم الهمزة، وهو "واحد الأفانين، وقال قوم بل هو جمع فن، والجمع أفانين وأفنون" قاله ابن دريد في الاشتقاق 203. وقال في الجمهرة 1: 118 "جمع فن أفنان ويقال أفنون والجمع أفانين" وحكى صاحب الخزانة 4: 460 جواز فتح الهمزة، ولم نجد ما يؤيده. ولقب بذلك لقوله في بيت "إن للشبان أفنرنا". وهو القائل في مقتل عمرو بن هند لما قتله عمرو بن كلثوم التغلبي:
لعمرك ما عمرو بن هند وقد دعا = لتخدم ليلى أمه بموفق
فقام ابن كلثوم إلى السيف مصلتا = وأمسك من ندمائه بالمخنق
وانظر الشعراء 119، 249، والنقائض 886، وابن الأثير 1: 226. وهذان البيتان ذكرهما الجاحظ في الحيوان 3: 135 ضمن 5 أبيات، نسبها لجابر بن حني التغلبي. وأخطأ الآمدي في المؤتلف 151 فسماه "ظالم بن معشر" وأخطأ البحتري في حماسته 163 والجاحظ في البيان 1: 22 فسمياه "أفنون بن صريم".
جو القصيدة: يروون أن أفنونا لقي كاهنا في الجاهلية، فسأله عن موته، فقال له: أما إنك تموت بمكان يقال له "إلاهة" فمكث ما شاء الله. ثم إنه سافر في ركب من قومه إلى الشأم فأتوها، ثم انصرفوا عنها فضلوا الطريق، فقال الرجل: كيف نأخذ؟ قال: سيروا فإذا أتيتم مكان كذا وكذا حيي لكم الطريق ورأيتم الإلاهة، والإلاهة قارة بالسماوة، فلما أتوها نزل أصحابه وأبى أن ينزل معهم. فبينا ناقته ترتعي عرفجا إذ لدغتها أفعى في مشفرها، فاحتكت بساقه والحية متعلقة بمشفرها، فلدغته في ساقه، فقال لأخ معه اسمه معاوية: احفر لي قبرا فإني هالك! ثم رفع صوته يقول هذه القصيدة. وقد أعلن فيها أن القدر هو الغالب القاهر، وأن امرأ مهما يحتل لنفسه ويتوق، ومهما يعلل نفسه بأقوال الكهان وحديث الأماني، فإنه لا ريب سيلقى الذي قدر له ثم نعى نفسه في آخرها نعيا حزينا، أن يرحل القوم ويتركوه لدى مصرعه وحيدا.
تخريجها: حماسة البحتري 163-164 وعنده بيتان زائدان بين 2، 3 وكذلك في شعراء الجاهلية 192-193. وهي أيضا عدا البيت 3 في معجم البلدان 1: 921. والأبيات 1، 4، 3، 5 في الشعراء 249. والبيتان 4، 5 في المؤتلف 151 والخزانة 460. وانظر الشرح 522-523.
(1) فروح: كثير الفرح. المشفقات: النساء ذوات الشفقة. الحوازي: الكواهن. واحده "حاز" كما نص عليه الأنباري. وهذا الجمع لم يذكر في المعاجم. و"كواهن" جمع "كاهن" جمع لم يذكر فيها أيضا، وقد استعمله الأنباري، وهو حجة أي أن النساء المشفقات إذ تبعن الكواهن يسألنهم لا يغنين عمن أشفقن عليه شيئا.
(2) فيما يكذب نفسه: في أمانيه الباطلة. تقوال: مصدر بمعنى القول، بفتح التاء، ورواه الأصمعي بكسرها، وهو شيء نادر، لأن المنصوص عليه في مثله الفتح، وأنه لم يسمع بالكسر إلا "تبيان" و"تلقاء" انظر اللسان 16: 215، 20: 120 وشرح الشافية 1: 167.
(5) إلاهة: قارة بسماوة كلب. ضبطت في الأصول بكسر الهمزة، وكذلك في اللسان، ثم قال: "قال ابن بري: قال بعض أهل اللغة: الرواية "وأترك في عليا ألاهة" بضم الهمزة .... قال ابن بري: وهذا هو الصحيح".

محمد أبو زيد 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م 10:38 PM

شرح المفضليات لابن الأنباري
 
قال المفضل: إن رجلاً من تغلب يقال له أفنون يلقب به واسمه صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن مالك بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب لقي كاهنًا في الجاهلية فقال أما إنك تموت بمكان يقال له إلاهة. فمكث ما شاء الله تعالى ثم إنه سافر في ركبٍ من قومه إلى الشأم فأتوها ثم انصرفوا عنها فضلوا الطريق، فقال لرجلٍ: كيف نأخذ؟ قال: سيروا فإذا أتيتم مكان كذا وكذا حيي لكم الطريق ورأيتم الإلاهة وإلاهة قارة بالسماوة فلما أتوها نزل أصحابه وأبى أن ينزل معهم فبينا ناقته ترتعي عرفجًا إذ لدغتها أفعى في مشفرها فاحتكت بساقه والحية متعلقة بمشفرها فلدغته في ساقه فقال لأخٍ معه: احفر لي قبرًا فإني ميت ثم رفع صوته يقول:
1: ألا لست في شيءٍ فروحًا معاويا.......ولا المشفقات إذ تبعن الحوازيا
(المشفقات): النساء ذوات الشفقة. و(الحوازي): الكواهن. غيره: أي لا أقدر أن أدفع عن نفسي شيئًا كتب علي، وكذا النساء المشفقات إذ تبعن الكواهن يسألنهم لا يغنين عمن أشفقن عليه شيئًا.
2: فلا خير فيما يكذب المرء نفسه.......وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا
أبو عكرمة، روى الأصمعي (وتقواله) بكسر التاء وروى في البيت الأول (الحوازيا) وهو جمع حاز وهو الزاجر.
3: فطأ معرضًا إن الحتوف كثيرة.......وإنك لا تبقي بمالك باقيا
غيره: (وإنك لا تبقي بنفسك باقيا)، يقول: إن دفعت عنها وحفظتها لا تبقى.
4: لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتقي.......إذا هو لم يجعل له الله واقيا
5: كفى حزنًا أن يرحل الحي غدوة.......وأصبح في أعلى إلاهة ثاويا
ويروى أن يرحل الركب غدوة.
[شرح المفضليات: 522-523]


الساعة الآن 07:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir