معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   مواقع العلوم في مواقع النجوم (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=192)
-   -   النوع الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر: المتواتر والآحاد والشاذ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=5878)

محمد أبو زيد 8 ربيع الثاني 1431هـ/23-03-2010م 09:25 AM

النوع الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر: المتواتر والآحاد والشاذ
 

النوع الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر
وذلك من أنواع السند
المتواتر والآحاد والشاذ

اعلم أن القراءات تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ.
فالمتواتر: القراءات السبع المشهورة، والمراد بذلك: ما قرؤوه من الحركات والحروف.
وأما ما كان من قبيل تأدية اللفظ من أنواع الإمالة، وأنواع المد، وأنواع تخفيف الهمزة فليس من المتواتر، وأما أصل المد والإمالة والتخفيف فإنه متواتر، لاشتراك القراء فيه.
وأما ما عدا السبعة من قراءة أبي جعفر المدني يزيد بن القعقاع، وقراءة يعقوب الحضرمي، واختيارات خلف التي هي تمام العشر، فإنها ليست من المتواتر على الأرجح، ومن جعلها من المتواتر من المتأخرين ففي قوله نظر، وذلك أن التواتر في القراءات السبع إنما جاء من تلقي أهل الأمصار لها من غير نكير، وقراءة المذكورين لم يتلقها أهل الأمصار كتلقي تلك، فإن قراءة نافع اشتهرت بالمدينة، وقراءة ابن كثير اشتهرت بمكة، وقراءة أبي عمرو اشتهرت بمدينة البصرة، وقراءة ابن عامر اشتهرت بالشام، وبقية السبعة من الكوفيين اشتهرت بالكوفة، وتلقاهم علماء الأمصار بالقبول، وشهرتها بالتواتر، وإن كان نافع بن أبي نعيم المدني، إلا أن قراءة نافع بالمدينة اشتهرت.
والذي يظهر أن هذه القراءات يطلق عليها آحاد، وأنها ليست من قبيل المتواتر.
ويلحق بالآحاد قراءة الصحابة كقراءة ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وزيد بن ثابت. وأبي بن كعب ونحوهم.
وأما قراءة التابعين كسعيد بن جبير وابن محيصن وابن أبي عبلة ويحيى بن وثاب والأعمش والنخعي ونحوهم، فإن ذلك معدود من الشاذ إذ لم تشتهر كاشتهار بقية العشرة، ولو كان في الحديث لأطلق عليه مرسل، ولكن في القراءة يطلق عليه شاذ، ولا يقرأ به في الصلاة.
ومما يدل على هذا التقسيم أن الأصحاب – رحمهم الله – تكلموا على القراءة الشاذة، فقالوا: إن جرت مجرى التفسير والبيان عمل بها، نحو قراءة ابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص في آية الكلالة: {وله أخ أو أخت} من أم، وقراءة ابن مسعود (فاقطعوا أيمانهما).
وإن لم يكن كذلك، فإن عارضها خبر مرفوع قدم عليها، وإن عارضها قياس ففي العمل بها قولان، فأنزلوا قراءة الصحابة منزلة خبر الواحد، ولا شك أن قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف متصلة بالصحابة، إذ معاذ الله أن يظن بهم الاجتهاد، فإن ذلك في تأدية القراءة ممنوع، فثبت أنها أخبار آحاد.
ويوجد في السبع قراءات يتكلف لها وجوه من العربية تخالف الأفصح، مثل قراءة نصف السبع: {وأرجلكم} بالخفض.
وقراءة حمزة: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} بالخفض.
وقراءة ابن عامر وحفص وحمزة – أيضا -: {وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعملهم} بتشديد (إن) وقراءة قنبل: (إنه من يتقي ويصبر) بإثبات الياء مع الجزم.
وقراءة ابن عامر في الحديد: {وكلا وعد الله الحسنى} برفع (كل).
فلا يخرج بذلك عن التواتر بل يخرج لها وجه كما سبق، وقد تكلم في ذلك من لا أدب له، وقال: هذه القراءة شاذة، وهو مردود، وإن أطلق الشذوذ في ذلك فالمراد الشذوذ عن القياس، لا الشذوذ القسيم للمتواتر.
[مواقع العلوم: 60-66]


الساعة الآن 07:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir