سؤال عن سبب اختلاف العلماء في حد المقبرة المجردة عن المسجد التي ينهى عن الصلاة فيها، ما بين من حدها بقبر واحد ومن حدها بثلاثة أقبر
 

لماذا اختلف العلماء في حد المقبرة المجردة عن المسجد التي ينهى عن الصلاة فيها، ما بين من حدها بقبر واحد ومن حدها بثلاثة أقبر فيجوّز الصلاة عند القبر الواحد ولا يجوزها في الثلاثة أقبر؟ وما معنى كونها مجردة عن المسجد؟

سبب الخلاف أنه ورد النهي عن الصلاة في المقبرة، لكن هل تعد الأرض التي دفن فيها ميّت واحد مقبرة؟
اختلف فقهاء الحنابلة في هذه المسألة؛ فمن لم يعدّها مقبرة أجاز الصلاة فيها بشرط عدم استقبال القبر، وذهبوا إلى أن الأرض لا تعدّ مقبرة حتى يدفن فيها ثلاثة قبور فأكثر، وأما من عدّ الأرض التي دفن فيها ميّت واحد مقبرة فإنّه لا يجيز الصلاة فيها، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
والقول الأول أصحّ لما روى أبو نعيم وعلّقه البخاري عن أنس بن مالك أنه كان يصلّي إلى قبر فناداه عمر: القبر القبر ؛ فظنّ أنّه يعني القمر ؛ فلمّأ رأى أنّه يعني القبر جاز القبرَ وصلّى".
وفي رواية عن أنس أنه قال: فقال بعض من يليني إنما يعني القبر فتنحّيت عنه.
قال البخاري: ولم يأمره بالإعادة.
فدلّ هذا على صحة الصلاة في الأرض التي فيها قبر بشرط عدم استقبال القبر، وأن الأرض لا تسمّى مقبرة حتى يكون فيها قبور.