معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=976)
-   -   سؤال عن معنى الحساب في قوله: {عطاءً حساباً} (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=33893)

خادمة كتاب الله 27 محرم 1434هـ/10-12-2012م 01:23 AM

سؤال عن معنى الحساب في قوله: {عطاءً حساباً}
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آمل من الشيخ حفظه الله ورعاه أو من ينوب عنه توضيح هذا المعنى فقد أُشكل علي في سورة النبأ:
اقتباس:

(قوله تعالى:{حِسَاباً}؛ أَيْ: بِقَدْرِ مَا وَجَبَ لَهُمْ فِي وَعْدِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ؛ فَإِنَّهُ وَعَدَ للحَسَنَةِ عَشْراً، وَوَعَدَ لقومٍ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ، وَقَدْ وَعَدَ لقومٍ جَزَاءً لا نِهَايَةَ لَهُ وَلا مِقْدَارَ).

عبد العزيز الداخل 24 صفر 1434هـ/6-01-2013م 09:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خادمة كتاب الله (المشاركة 104106)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آمل من الشيخ حفظه الله ورعاه أو من ينوب عنه توضيح هذا المعنى فقد أُشكل علي في سورة النبأ:
اقتباس:

(قوله تعالى:{حِسَاباً}؛ أَيْ: بِقَدْرِ مَا وَجَبَ لَهُمْ فِي وَعْدِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ؛ فَإِنَّهُ وَعَدَ للحَسَنَةِ عَشْراً، وَوَعَدَ لقومٍ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ، وَقَدْ وَعَدَ لقومٍ جَزَاءً لا نِهَايَةَ لَهُ وَلا مِقْدَارَ).

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قوله تعالى: {عطاءً حساباً} ، الحساب يأتي في اللغة بمعنيين:
أحدهما: العد والإحصاء.
والثاني: الكثرة والكفاية.
ولذلك اختلف المفسّرون في تفسير هذه الآية على قولين:
القول الأول: أنه يعطيهم من الثواب العظيم الذي يقدّره لهم جزاء أعمالهم بمقادير تتضاعف فيها الأجور كلّ على حساب ثوابه؛ فمنهم من تضاعف له الحسنة بعشر أمثالها، وهذه أدنى المضاعفة، ومنهم من تضاعف له الحسنة بأكثر من ذلك إلى سبعين ضعفاً، ومنهم ومن تضاعف له الحسنة بسبعمائة حسنة كما في صحيح مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة؛ فقال: هذه في سبيل الله؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة )).
الناقة المخطومة هي التي وضع على رأسها وأنفها خطام تُقاد به.
ومن الثواب ما استأثر الله بقدره لعظمه ولتشويق عباده إليه كثواب الصبر كما في قوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ، وكثواب الصوم لما صحّ في الحديث القدسي عن الله تعالى أنه قال: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )). متفق عليه.
فهو عند الناس غير معلوم المقدار والحساب لكثرته لكن الله تعالى يعلم حساب كلّ شيء والله على كل شي حسيب.
وقول المفسّر في السؤال هو على هذا المعنى ، وهذا القول مأثور عن مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
والقول الثاني: {عطاء حساباً} أي كثيراً كافيا، وهو رواية عن قتادة وهو المشهور عن علماء اللغة قال به أبو عبيدة والمبرد وابن قتيبة والزجاج وأبو منصور الأزهري وابن سيده وعامّة اللغويين على هذا القول، وله شواهده اللغوية، فإنه يقال :أعطاني ما أحسبني أي كفاني، ويقال: حسبك وحسبانك وحسابك.
بل من اللغويين من يرجع المعنى الأول إلى الثاني كما قال أبو منصور الأزهري: (وإنما سُميَّ الحساب في المعاملات حِساباً؛ لأنه يُعْلم به ما فيه كفايةٌ، ليس فيه زيادة على المقدار ولانقصانٌ).
والمعنيان صحيحان: فهو عطاء كثير كافٍ لا ينقص ولا ينقطع ، وهو عطاء مقدّر بأضعاف يضاعفها الله لمن يشاء جزاء لهم على أعمالهم ونيّاتهم.


الساعة الآن 03:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir