معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد - 4: قصيدة خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ: يا هندُ يا أُختَ بني الصَّاردِ = ما أنا بالْباقي ولاَ الخَالدِ

وقال *:

1: يا هند يا أخت بني الصارد = ما أنا بالباقي ولا الخالد
2: إن أمس لا أملك شيئا فقد = أملك أمر المنسر الحارد
3: بالضابع الضابط تقريبه = إذ ونت الخيل وذو الشاهد
4: عبل الذراعين سليم الشظا = كالسيد تحت القرة الصارد
5: يطعن في المسحل حتى إذا = ما بلغ الفارس بالساعد
6: جد سبوحا غير ذي سقطة = مستفرغ ميعته واعد
7: يصيدك العير برف الندا = يخفر في مبتكر الراعد
8: يعقد في الجيد عليه الرقى = من خيفة الأنفس والحاسد

(*) جو القصيدة: هو في هذه الأبيات قد زهد في متع الحياة ومآربها، ولكنه استبقى لنفسه أمرين: أحدهما قيادة الجيش وامتلاك أمره، والآخر ذلك الفرس الذي نعته بالسرعة والإبقاء، وبلحاقه حمار الوحش بصيده ويمسكه صاحبه، وأنه لذلك كان جديرًا أن تعقد في جيده الرقى والتمائم، خيفة الحسد.
تخريجها: هي رقم 25 في طبعة أوروبة. والبيت 1 في الجمهرة 2: 247 والاشتقاق 176 ولم ينسبه.
(1) بنو الصارد: بدن من بني مرة بن عوف.
(2) المنسر: قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكبير. الحارد: الجاد القاصد.
(3) الضابع: الشديد الجري، يعني فرسه. الضابط: القوي. التقريب: ضرب من العدو. ونت: أبطأت. ذو الشاهد: الذي له من جريه ما يشهد له على سبقه وجودته.
(4) عبل الذراعين: ضخمهما. الشظا: عظم لاصق بالركبة. السيد: الذئب. القرة: البرد. الصارد: من الصرد وهو البرد، ولم ترد هذه الصفة لهذا المعنى في المعاجم، وفيها «سهم صارد» أي نافذ، والوصف من البرد «صرد» بفتح فكسر.
(5) المسحل: اللجام، ويطعن فيه: إذا مد العنان وتبسط في السير.
(6) جد: جواب «إذا» في البيت قبله. السبوح: الذي يسبح في سيره لسرعته. ميعة الجري: أوله وأنشطه. الواعد: الفرس الذي يعدك جريًا بعد جري.
(7) يصيدك: هذا الفعل يعدى إلى واحد وإلى اثنين «يقال صدت فلانًا صيدًا. إذا صدته». العير: حمار الوحش. رف الندا: تلألؤه، والمراد أنه يصيد في البكور. الراعد: السحاب والرعب.
(8) الرقى: جمع رقية. وهذه الكلمة لم تكتب في الشنقيطية، وموضعها بياض. وانظر في مثل هذا المعنى المفضلية 6: 11.

[شرح الأصمعيات: 29-30]