سؤال: ما وجه ذكر كتب الرجال من الكتب التي يتلقى منها العقيدة؟
 

فضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن صحتكم.
ذكر الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل في كتابه "مقدمات في الأهواء والافتراق والبدع" (ص90 ): أن كتب الرجال من الكتب التي يتلقى منها العقيدة.
فما وجه ذكر مثل هذه الكتب مع أنها تتعلق بعلم الرجال؟ هل هو لكونها تضمنت ذكر عقيدة أئمة أهل السنة والجماعة وذكر المبدعة مع التحذير منهم أو غير ذلك؟
أفيدونا بارك الله فيكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا بخير وفضل من الله عز وجل ونِعم أسأله تعالى أن يوزعني شكرها.
وما فهمته صحيح بارك الله فيك، وهو مهمّ لمن درس المتون التأصيلية في علم الاعتقاد، وأمّا التوغّل فيها قبل دراسة المتون العلمية وضبط مسائل الاعتقاد على منهج أهل السنة والجماعة فقد يوقع العبد في اغترار ببعض أقوال أئمة البدع؛ لأنّ لهم شبهات خاطفة وكلام مزخرف وبلاغة قد تغرّ من لا يعرف حقيقتها وما آلت إليه.
وكثير من وقائع البدع وتناميها وتولّدها تعرف بسبر التاريخ وقراءة كتب التراجم السير، وكذلك الدعوات الإصلاحية وسير المجدّدين وردودهم على أهل البدع والأهواء في زمانهم مسطور في كتب التاريخ والتراجم والسير وفي بعضها مؤلفات مفردة، واطّلاع طالب العلم عليها مهمّ في ترسيخ علمه بمسائل الاعتقاد وفقه الدعوة إلى الله تعالى والردّ على المخالفين والتعامل معهم.