معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الحج (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=555)
-   -   أعمال يوم عرفة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=18713)

ليلى باقيس 21 جمادى الآخرة 1433هـ/12-05-2012م 09:43 AM

أعمال يوم عرفة
 
ثم يسيرون صباحَ اليومِ التاسعِ بعدَ طلوعِ الشمس من منىً إلى عرفة، وعرفةُ كلها مَوقف؛ إلا بطنَ عرنَةَ؛ ففي أي مكان وقفَ الحاج من ساحات عرفة؛ أجزأَه الوقوفُ فيه، ما عدا ما استثناه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بطن عرنه؛ وقد بُيِّنَتْ حدودُ عرفة بعلامات وكتابات توضح عرفة من غيرها.
فمن كان داخل الحدود الموضحة؛ فهو في عرفة، ومن كان خارجها؛ فيُخْشَى أنه ليس في عرفة؛ فعلى الحاج أن يتأكَّدَ من ذلك، وأن يتعرَّف على تلك الحدود؛ ليتأكد من حصوله في عرفة.
فإذا زالت الشمس؛ صلُّوا الظهر والعصر قصرًا وجمعاً بأذان وإقامتين، وكذلك يقصر الصلاة الرباعية في عرفة ومزدلفة ومنى، لكن في عرفة ومنى ومزدلفة يجمع ويقصر، وفي منى يقصر ولا يجمع، بل يصلي كل صلاة في وقتها؛ لعدم الحاجة إلى الجمع.
ثم بعدما يصلي الحجاج الظهر والعصر قصرًا وجمع تقديم في أول وقت الظهر؛ يتفرغون للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى، وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه أو يشاهدون، ولا يستقبلونه حال الدعاء، وإنما يستقبلون الكعبة المشرفة.
وينبغي أن يجتهد في الدعاء والتضرُّع والتوبة في هذا الموقف العظيم، ويستمر في ذلك، وسواءً دعا راكباً أو ماشياً أو واقفاً أو جالساً أو مضجِعاً، على أيّ حال كان، ويختار الأدعية الواردة والجوامع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((خير الدعاءِ دعاءُ يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)).
ويستمرُّ في البقاء بعرفةَ والدعاءِ إلى غروب الشمس، ولا يجوزُ له أن ينصرف منها قبلَ غروبِ الشمس، فإن انصرفَ منها قبلَ الغروبِ؛ وجَبَ عليه الرجوعُ؛ ليبقى فيها إلى الغروب، فإنْ لم يرجع وجبَ عليه دمٌ؛ لتركه الواجب، والدًّمُ: ذبحُ شاةٍ، يوزّعها على المساكين في الحرم، أو سُبُعَ بقرةٍ، أو سُبُعَ بدنة.
ووقت الوقوف: يبدأ بزوال الشمس يوم عرفة على الصحيح، ويستمر إلى طلوع الفجر ليلة العاشر، فمن وقف نهارًا؛ وجب عليه البقاء إلى الغروب، ومن وقف ليلاً؛ أجزأه، ولو لحظة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أدرَكَ عرفاتٍ بليلٍ، فقد أدرَكَ الحج)).
وحُكْمُ الوقوفِ بعرفة: أنه ركنٌ من أركان الحج، بل هو أعْظَمُ أركان الحج لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الحَجّ عرفة))، ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتِها المحدَّدة، فمن وقف خارجها؛ لم يصحُّ وقوفُه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من الأعمال والأقوال؛ إنه سميع مجيب.
[الملخص الفقهي: 1/430-432]


الساعة الآن 03:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir