![]() |
مجلس مذاكرة( كتاب التوحيد )
بسم الله الرحمن الرحيم تدوين الفوائد - والتلخيص - والخرائط الذهنية |
بسم الله الرحمن الرحيم فوائد من شرح ال الشيخ على كتاب التوحيد 1- منهج المؤلف في الشرح حيث ارتكز على اربع نقاط :
|
مقدمات وتعاريف مهمّة بين يدي الشرح 1- لم يبدا الشيخ رحمه الله كتابه هذا بخطبة يذكر فيها طريقته ومراده من تأليفه كما هي عادة المصنّفين والمؤلّفين والسبب في ذلك والسّرّ أنّ التوحيد الذي سيبيّنه الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب هو توحيد الله جلّ جلاله، وتوحيد الله بيَّنه الله جلّ وعلا في القرآن، فكان من الأدب في مقام التوحيد ألاّ يجعل فاصلا بين الحق والدّال على الحق وكلام الدّال عليه؛ فالحق الذي لله هو التوحيد، والذي دلّ على هذا الحق هو الله جل جلاله، والدليل عليه هو كلامه وكلام رسوله ، وهذا من لطائف أثر التوحيد على القلب، وهذا كما صَنَع البخاريُّ رحمه الله في صحيحه 2- (التوحيد) مصدر وحّد, يوحّد, توحيدا ومعناه جعْل الشيء واحدا وقد دل الحديث على أن التّوحيد هو شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتحقيق هاتين الشهادتين هو تحقيق التوحيد 3- التوحيد المطلوب يشمل ما أمر الله جل وعلا في كتابه من توحيده، وهو ثلاثة أنواع:
5- الشرك: هو اتخاذ الشريك مع الله جل وعلا في الربوبية، أو في العبادة، أو في الأسماء والصفات. والمقصود هنا، النهي عن اتخاذ الشريك مع الله جل وعلا في العبادة، والأمر بتوحيده سبحانه 6- الشرك في كلام أهل العلم يُقسم إلى قسمين باعتبار، و يُقسم إلى ثلاثة باعتبار آخر:
8- الشرك يُعبَّر عنه بالتنديد، ولهذا قال جل وعلا﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل أيُّ الذنب أعظم، قال «أَنْ تَجْعَلَ لله نِدّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، وهذا التنديد منه ما هو أعظم ومنه ماهو دون ذالك |
كتـاب التوحيد وقول الله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ 1- قال الله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ :
|
باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب 1- (ما يكفّر)، (ما) هنا موصولة اما:
|
باب من حقق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب 1- تحقيق التوحيد :
|
باب الخوف من الشرك 1- مناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة؛ من أن تحقيق التوحيد عند أهله معه الخوف من الشرك فكل من حقق التوحيد، فلا بد أن يخاف من الشرك، ولهذا سيدُ المحققين للتوحيد محمد عليه الصلاة والسلام كان يكثر من الدعاء، بأن يُبعَد عنه الشرك، وكذلك إبراهيم عليه السلام كان من دعائه أن لا يدركه الشرك أو عبادة الأصنام 2- الخوف من الشرك يُثمر ثمرات:
4- قال الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ :
5- قال الله تعالى (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) :
6- قال المؤلف رحمه الله (وفي الحديث: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر». فسئل عنه فقال: «الرياء») :
7- وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه والسلام قال: «من ماتَ وهوَ يَدعو من دون اللّهِ نِدّاً دخلَ النار» :
8- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه والسلام قال: «مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ الْجَنّةَ, وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ النّارَ») :
|
بارك الله في جهودكم
وجعلها في موازين حسناتكم |
من فوائد التوحيد:
1- أنه أكبر دعامة للرغبة في الطاعة؛ لأن الموحد يعمل لله سبحانه وتعالى؛ وعليه، فهو يعمل سراً وعلانية، أما غير الموحد؛ كالمرائي مثلاً، فإنه يتصدق ويصلي، ويذكر الله إذا كان عنده من يراه فقط، ولهذا قال بعض السلف: إني لأود أن أتقرب إلى الله بطاعة لا يعلمها إلا هو. 2- أن الموحدين لهم الأمن وهم مهتدون؛ كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]. |
http://forums.way2allah.com/images/smilies/555.gif :LLL: .. فوائـــــد التوحيـــــد .. عدد الشيخ السعدي بعض فضائل التوحيد، فقال: * من فضائله : أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما . ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار . إذا كان في القلب منه أذى مثقال حبة خردل . وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية . * ومنها : أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة . * ومنها : أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه ، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - من قال إله إلا الله خالصا من قلبه . * ومن أعظم فضائله : أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد ، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت . * ومن فضائله : أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصبيات ، فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي ، لما يخشى من سخطه وعقا به . * ومنها : أن التوحيد إذا كمل في القلب حب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه ، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان ، وجعله من الراشدين . * ومنها : أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام . فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان ، وتلقيه المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة . * ومن أعظم فضائله : أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم ، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي . ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله ، لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه ، ولا ينيب إلا إليه ، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه . * ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء : أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيرا ، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب ، ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والأرض وعمارها من جميع خلق الله كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة ، وفي حديث البطاقة التي فيها لا إله إلا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب ، كل سجل يبلغ مد البصر . وذلك لكمال إخلاص قائلها ، وكم ممن يقولها لا تبلغ هذا المبلغ ، لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد . * ومن فضائل التوحيد : أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال . * ومنها : أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة ، ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره ، وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم . |
س: ما موضوع كتابالتوحيد؟ جـ: بيان ما بعث الله به رسله من توحيد الألوهية والعبادة بالأدلةمن الكتاب والسنة وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر أو ينافي كماله الواجب من الشركالأصغر ونحوه وما يقرب إلى ذلك أو يوصل إليه. س: عرف التوحيد واذكر أنواعه مع التعريف لكل نوع وبيان الذي أقربه المشركون والذي حجدوه؟ جـ: التوحيد هو إفراد الله سبحانهبالعبادة وأنواعه ثلاثة: الأول: توحيد الربوبية وهو العلموالاعتقاد بأن الله هو المتفرد بالخلق والرزق والتدبير وهذا النوع قد أقر بهالمشركون ولم يدخلهم في الإسلام والدليل قوله تعالى: }وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْخَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ{([1]). الثاني: توحيد الأسماء والصفات وهو أنيوصف الله بما وصف به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله r على الوجه اللائق بعظمتهوجلاله وهذا النوع قد أقر به بعض المشركين وأنكره بعضهم جهلاً أوعنادًا. الثالث: توحيد الألوهية وهو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك لهبجميع أنواع العبادة كالمحبة والخوف والرجاء والتوكل والدعاء وغير ذلك من أنواعالعبادة. وهذا النوع الذي أنكره المشركون وعليه مدار البحث في هذاالكتاب. س: كم أركان توحيد الألوهية وماهي؟# جـ: اثنان الصدقوالإخلاص. س: ما الحكمة في خلق الجن والإنس وماالدليل؟ جـ: هي عبادة الله وحده لا شريك له والدليل قوله تعالى: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّالِيَعْبُدُونِ{([1]). س: ما معنى هذه الآية؟ جـ: أخبر الله تعالى أنهما أوجد الجن والإنس إلا لعبادته، وعبادته طاعته بامتثال ما أمر واجتناب مانهى. س: ما هي العبادة لغة وشرعًا؟ جـ: العبادة لغة التذليلوالخضوع، وشرعًا اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرةوالباطنة. س: ما الحكمة في إرسال الرسل وماالدليل؟ جـ: هي دعوة أممهم إلى عبادة الله وحده والنهي عن عبادة ما سواهوالدليل قوله تعالى: }وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِاُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ{([2]). س: بين معاني الكلمات الآتية: بعثنا، أمة، رسولاً، اعبدوا الله،اجتنبوا، الطاغوت، ثم اشرح الآية واذكر ما يستفادمنها؟ جـ: بعثنا: أوجدنا وأرسلنا، أمة: جماعة من الناس، رسولاً: الرسولمن أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، اعبدوا الله: وحدوا الله، اجتنبوا: ابتعدوا،الطاغوت: لغة مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد وشرعًا كلما تجاوز به العبد حده مع معبود أو متبوع أومطاع. شرح الآية: أخبر الله تعالى أنه أرسل في كل طائفة من الناس رسولاًيأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة ما سواه. ويستفادمنها: 1- أن الرسالة عمت كل أمة. 2- أن دين الأنبياء واحدوهو التوحيد. 3- أن عبادة الله لا تصح إلا بالكفربالطاغوت. قال تعالى: }وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا{([1]). س: اشرح هذه الآية وما هو الإحسان إلى الوالدين، ولماذا قرن الله الإحسانإليهما بعبادته؟ جـ: أخبر الله تعالى أنه قضى أي أمر وأوصى بعبادتهوحده دون سواه وأمر وأوصى بالإحسان إلى الوالدين كما أمر بعبادته وحده لا شريكله. والإحسان إلى الوالدين: برهما وطاعتهما والتواضعلهما. وقرن الله الإحسان إليهما بعبادته للتنبيه على فضلهما وتأكد حقهماوأنه أوجب الحقوق بعد حق الله تعالى. س: اشرح قوله تعالى: }وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِشَيْئًا ؟ جـ: هذا أمر من الله لعباده بأنيفردوه بالعبادة ولا يشركوا به شيئًا فيعبادته.# س: اذكر مناسبة الآيات المذكورة في هذا الباب لكتابالتوحيد؟ جـ: هي أنها تدل بأجمعها على وجوب إفراد الله سبحانه وتعالىبالعبادة دون غيره. قال تعالى: }قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْعَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا س: وضح معاني الكلماتالآتية: تعالوا، أتل، ثم اشرح هذه الآية؟ جـ: تعالوا: هلمواوأقبلوا، أتل: أقرأ وأقص. شرح الآية: يقول الله تعالى: قل يامحمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله وحرموا ما رزقهم الله هلموا وأقبلوا أقصعليكم ما حرم ربكم عليكم، وأوصاكم بتركه وهو الشرك. «قال ابن مسعود رضي اللهعنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد r التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى }قُلْتَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِشَيْئًا{ إلى قوله: }وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا{» رواه الترمذيوحسنه. س: ما معنى قول ابن مسعود هذا، واذكر مناسبته لكتابالتوحيد؟ جـ: معناه من أراد أن ينظر إلى الوصية التي كأنها كتبت وختمعليها، فلم تغير ولم تبدل –شبهها بالكتاب الذي كتب ثم ختم فلم يزد فيه ولم ينقص- فليقرأ هذه الآيات فإنها متضمنة لوصية محمد r فإنه لم يوص إلا بكتاب الله كما قال: «وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله» رواهمسلم. ومناسبته لكتاب التوحيد: أنه أفاد أهمية هذه الأوامر المذكورة فيالآيات وقد بدأت بالنهي عن الشرك المنافي للتوحيد. وأن النبي r لو أوصى بشيء لأوصىبة «وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي r على حمارفقال: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله. قلت اللهورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا وحق العبادعلى الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا. قلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس قال: لا تبشرهم فيتكلوا» متفق عليه. س: ما الفرق بين حق الله على العباد وبين حق العباد على الله؟ وماهو الرديف؟ ولماذا أخرج السؤال بصيغة الاستفهام وكيف أخبر معاذ بذلك وقد نهاه النبي r ولماذا أمره النبي r بكتم ذلك العلم. ما الذي يفيده الحديث؟ واذكر مناسبته لكتابالتوحيد؟ جـ: حق الله على العباد حق وجوب وتحتم، وحق العباد على الله تفضلوإحسان، والرديف: الراكب خلف من يركب الدابة. وأخرج السؤال بصيغة الاستفهام ليكونأوقع في النفس وأبلغ في فهم المتعلم. وأخبر معاذ بذلك عند وفاته خوفًا من الإثمالمترتب على كتمان العلم. وأمر النبي r معاذًا بكتم ذلك العلمخوفًا من الاتكال على سعة رحمة الله وترك العمل، ويستفاد منالحديث: 1- تواضع النبي r لركوب الحمار مع الإردافعليه. 2- جواز الإرداف على الدابة إذا كانت تطيقذلك. 3- استحباب بشارة المسلم بما يسره. 4- جواز كتمان العلمللمصلحة. 5- فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه. ومناسبة الحديث لكتابالتوحيد: أنه دل على أن حق الله على العباد هو عبادته وحده لا شريك له وذلك هوالتوحيد. والله أعلمو 2- باب فضل التوحيد وما يكفر منالذنوب س: اذكر مناسبة هذاالباب لكتاب التوحيد؟ جـ: لما ذكر المؤلف رحمه الله في الباب الأول وجوب التوحيد ذكرهنا فضله وأنه يكفر الذنوب. س: اذكر شيئًا من فضائلالتوحيد؟ جـ: منفضائله: 1- أنه يمنع الخلودفي النار إذا كان في القلب منه شيء، وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول الناربالكلية. 2- أن جميع الأعمالوالأقوال متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها علىالتوحيد. 3- أن الله تكفللأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية وإصلاحالأحوال. 4- أن الله يدفع عنالموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة ويمن عليهم بالحياةالطيبة. قال تعالى: }الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْبِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ{([1]). س: بين معاني الكلمات الآتية: آمنوا، يلبسوا، إيمانهم، بظلم، ثماشرح الآية وبين مناسبتها للباب؟ جـ: آمنوا: وحدوا وصدقوا، يلبسوا: يخلطوا، إيمانهم: توحيدهم، بظلم: بشرك. شرح الآية: يقول اللهتعالى هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئًا هم الآمنون يومالقيامة المهتدون في الدنيا والآخرة. ومناسبتها للباب: أن منمات على التوحيد ولم يصر على الكبائر فله الأمن من العذاب في الآخرة وهذا من فضلالتوحيد. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنهقال: قال رسول اللهr: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًاعبده ورسوله وأن عيسى عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حقوالنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» أخرجاه ولهمافي حديث عتبان فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهالله. س: اشرح قولهr من شهد أنلا إله إلا الله، وماذا يدل عليه لفظ شهد وما معنى لا إله إلا الله وحده لاشريك لهوهل ينفع مجرد النطق بها من غير معرفة لمعناها وعملبمقتضاها؟ جـ: أي من تكلمبهذه الكلمة عارفًا عاملاً بمقتضاها باطنًا وظاهرًا، ويدل لفظ شهد على أن الشهادةلا تصح إلا عن علم ويقين وإخلاص وصدق، ومعنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلاالله «وحده» تأكيد للإثبات «لا شريك له» تأكيد للنفيوأما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه من البراءة منالشرك وإخلاص القول والعمل لله فغير نافع. س: ما معنى قوله وأن محمدًا عبده ورسوله؟ وما الذيتقتضيه هذه الشهادة؟# جـ: أي وشهد أن محمدًا عبدهورسوله وتقتضي هذه الشهادة الإيمان به وتصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر والانتهاءعما نهى عنه وزجر وأنهr عبد لا يعبدورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع. س: ما معنى قوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وعلى من يردبه، وما معنى قوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ولماذا سميعيسى كلمةالله؟ جـ: أي وشهد أنعيسى عبد الله ورسوله ويرد به على النصارى الذين يعتقدون أن عيسى هو الله أو ابنالله أو ثالث ثلاثة، تعالىاللهعما يقولون علوًا كبيرًا، ويرد به أيضًاعلى اليهود الذين يقولون أن عيسى ولد بغي لعنهم الله تعالى، فلا يصح إسلام عبد علمما كانوا يقولونه حتى يتبرأ من قول الطائفتين جميعًا في عيسى عليهالسلام. وسمي عيسى كلمة اللهلوجوده بقوله تعالى كن فكان. ومعنى قوله ألقاها إلى مريم خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلىمريم فنفخ فيها من روحه بأمر ربه عز وجل. ومعنى قوله وروح منه أي روح من الأرواحالتي خلقها الله تعالى. س: ما معنى قوله والجنة حق والنارحق؟ جـ: المعنى وشهد أنالجنة التي أخبر الله تعالى في كتابه أنه أعدها للمتقين حق أي ثابتة لا شك فيها،وشهد أن النار التي أخبر بها تعالى في كتابه أنه أعدها للكافرين حق أي ثابتةكذلك. س: ما معنى قوله أدخلهالله الجنة على ما كان من العمل؟ جـ: المعنى أن دخول الجنة لمن شهد بالخمس المذكورة فيالحديث حق. على ما كان من العمل من صلاح وفساد لأن أهل التوحيد لابد لهم مندخول# الجنةولكنهم يدخلونها على حسب أعمالهم فمنهم رفيع الدرجات ومنهم دونذلك. س: ما مناسبة حديث عبادةللباب؟ جـ: هي أن من شهد بهذهالخمس المذكورة في الحديث عن علم ويقين تكفر ذنوبه ويدخل الجنة وهذا من فضلالتوحيد. س: اشرح قولهr: «في حديث عتبان فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلاالله يبتغي بذلك وجه الله» وما الذي يفيده واذكر مناسبتهللباب؟ جـ: أخبرrأن الله يمنعمن دخول النار من قال هذه الكلمة يقصد بها وجه الله تعالى ومرضاته ويفيد الحديث فضلالتوحيد وتكفيره للذنوب، ويفيد إثبات صفة الوجه لله كما يليق بجلالهوعظمته. ومناسبته للباب: أن منوحد الله قولاً واعتقادًا وعملاً حرم الله عليه دخول النار وذلك من فضلالتوحيد. س: اذكر شروط لا إله إلاالله وبين أضدادها؟ جـ: شروط لا إله إلا اللهسبعة: 1- العلم وضدهالجهل. 2- اليقين وضدهالشك. 3- الإخلاص وضدهالشرك. 4- الصدق وضدهالكذب. المحبة وضدهاالكراهية والبغض.# 1- الانقياد وضده الإعراضوالترك. 2- القبول وضدهالرد. وقد جمعت في بيتوهو: علم يقين وإخلاص وصدقكمع محبة وانقياد والقبوللها وعن أبي سعيد الخدري رضي اللهعنه عن رسول اللهr قال: «قال موسى يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك بهقال قل ياموسى لا إله إلا الله قال يا ربكل عبادك يقولونهذا قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن –غيري- والأرضين السبع في كفة ولاإله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله» رواه ابن حبانوالحاكم وصححه. س: ما معنى قولموسى عليه السلام يا رب علمني شيء أذكرك وأدعوك به، وما الذي يدل عليه قوله تعالى: «قل لا إله إلا الله» وما الذييفيده قول موسى: كل عبادك يقولون هذا، وما معنى: عامرهن –غيري- مالت بهن. وما الذي يفيده هذا التمثيل: اذكر ما يؤخذ من الحديث وبين مناسبتهللباب. جـ: معنى قول موسى «أذكرك» أثني عليك به،و«أدعوك» أسألك به،ويدل قوله تعالى: قل لا إله إلا الله على عظم هذه الكلمة حيث خصها الله جوابًالسؤاله وإنما اشتملت على نوعي الدعاء: دعاء العبادة ودعاء المسألة. ويفيد قول موسىكلعبادك يقولون هذا أنه عليه السلام أراد تخصيصه بشيء من الدعاء. ومعنى «عامرهنغيري» من فيهن من العمار غير الله تعالى. ومعنى مالت رجحت،ويفيد هذا التمثيل مبلغ منزلة هذه الكلمة عند الله وعظيم شأنها في تكفير الذنوبوالآثام، ويؤخذ من الحديث:# 1- أن الأرضين سبع كالسماوات وأنلهنعمارًا. 2- الإيمان بالميزان وأن لهكفتان. ومناسبة الحديث للباب: أن من قال لا إله إلا الله عن صدق وإخلاص رجح ميزانه وحصل له الفوز والسعادة وهذامن فضل التوحيد. وللترمذي وحسنه عن أنس سمعت رسولاللهr يقول: «قال الله تعالى يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطاياثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة». س: اشرح هذا الحديث وما معنى قراب الأرض، وما المراد بالخطايا،اذكر شرط الوعد بالمغفرة، وما الذي يستفاد من هذا الحديث. واذكر مناسبتهللباب؟ جـ: يقول اللهتعالى في هذا الحديث القدسي مخاطبًاالإنسانإنك لو عملت ملءالأرض ذنوبًا وسيئات ثم لقيتني يوم القيامة وأنت موحد مخلص غير مشرك بي شيئًالجازيتكبملء الأرض مغفرة، وقراب الأرض ملؤها أو ما قارب ملأها. والمراد بالخطايا: الذنوب والسيئات. وشرط الوعد بالمغفرة السلامة من الشرك قليلهوكثيره، صغيره وكبيره. ويستفاد من هذاالحديث: 1- سعة فضلالله. 2- كثرة ثوابالتوحيد عند الله وتكفيره للذنوب. وهذه هي مناسبة الحديث للباب. واللهأعلم. هذا ما وجدته اثناء بحثىعلى النت من كتاب الجامع الفريد للاسئله والاجوبه من كتاب التوحيد فتقلت لكمالبابين اللذان درسناهما وارجو ان تنفعوا بهى ***# ___________________________ |
بسم الله الرحمن الرحيم [ الفوائد العلمية والتربوية من شرح كتاب التوحيد ] للشيخ العلامة/ صالح آل الشيخ حفظه الله الفائدة/01-لماذا خالف الشيخ-رحمه الله-طريقة المصنفين، فلم يجعل للكتاب خطبة يبين فيها طريقته، بل قال: ((كتاب التوحيد)) وقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، فأخلاه من الخطبة؟ والسبب في ذلك، والسر فيه-فيما يظهر لي-أن التوحيد الذي سيبينه الشيخ-رحمه الله-في هذا الكتاب هو توحيد الله-جل جلاله-، وتوحيد الله قد بينه الله-جل وعلا-في القرآن، فكان-لذلك-من الأدب في مقام التوحيد ألا يَجعل فاصلاً بين الحق والدال على الحق وكلام الدال عليه، فالحق الذي هو لله هو التوحيد، والذي دل على هذا الحق هو الله-جل جلاله-والدليل عليه هو كلامه، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا من لطائف أثر التوحيد في القلب، وهذا كصنيع الإمام البخاري-رحمه الله-في صحيحه، إذ لم يجعل لصحيحه خطبة، بل جعل صحيحه مبتدأ بالحديث؛ ذلك أن كتابه كتاب سنة، ومن المعلوم أن من الأدب، أو من مراعاة الأدب: ألا يُتقدم بين يدي الله ورسوله، فلم يقدِّم كلامه على كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فجعل البخاري صحيحه مفتتحا بقول الرسول صلى اله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) لأن كتابه كتاب سنة، فجعل كتابه في ابتدائه مبتدأ بكلام صاحب السنة-عليه الصلاة والسلام-. وهذا من لطيف المعاني التي يرعاها من نَوَّرَ الله قلوبهم لمعرفة حقه، وحق رسوله صلى الله عليه وسلم. الفائدة/02-اعتناء شيخ الإسلام –رحمه الله- في كتابه هذا بتوحيد العبادة، وبسط القول فيه لأن الناس أحوج إليه، ويفتقدون التصنيف فيه، وهذه طريقة الإمام-رحمه الله-فإن كتاباته المختلفة، ومؤلفاته المتنوعة: إنما كانت بحسب حاجة الناس إليها، ليست للتكاثر، أو للاستكثار، أو للتفنن، وإنما كتب فيما الناس بحاجة إليه، فلم يكتب لأجل أن يكتب، ولكن كتب لأجل أن يدعو، وبين الأمرين فرق. الفائدة/03-النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأ دعوته بالأمر بعبادة الله وحده، والنهي عن الشرك، واختتمها أيضا بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك فدل ذلك على كونه أولى المطالب، وأول المطالب، وأهم المطالب. الفائدة/04-تحريم النار في نصوص الكتاب والسنة يأتي على درجتين: الأولى: تحريم مطلق، والثانية: تحريم بعد أمد، فالتحريم المطلق يقتضي أن من حرَّم الله عليه النار تحريما مطلقا: فإنه لن يدخلها، إما بأن يغفر الله له، وإما بأن يكون من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، وإذا كان التحريم بعد أمد، فربما يدخلها، ثم يحرم عليه البقاء فيها. الفائدة/05-في حديث أبي سعيد وفيه قول موس-عليه السلا-: ((يا رب، علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: قل-يا موسى-: لا إله إلا الله، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا..)): فهذا الحديث فيه دلالة على أن أهل الفضل، والرفعة في الدين، والإخلاص في التوحيد؛ قد ينبهون على شيء من مسائل التوحيد. الفائدة/06-تحقيق التوحيد يكون على درجتين: درجة واجبة، ودرجة مستحبة، وعليها يكون الذين حققوا التوحيد على درجتين أيضا، فالدرجة الواجبة: أن يترك ما يجب تركه من الأشياء الثلاثة التي ذكرت، فيترك الشرك خفية وجليه، صغيره وكبيره، ويترك البدع، ويترك المعاصي، هذه درجة واجبة. والدرجة المستحبة في تحقيق التوحيد-وهي التي يتفاضل فيها الناس من المحققين للتوحيد أعظم تفاضل-هي أن لا يكون في القلب شيء من التوجه أو القصد لغير الله-جل وعلا-يعني: أن يكون القلب متوجهاً إلى الله بكليته، ليس فيه التفات إلى غير الله، فيكون نطقه لله، وفعله وعمله لله، بل وحركة قلبه لله-جل جلاله-، وقد عبر بعض أهل العلم-أعني هذه الدرجة المستحبة-بقوله: أن يترك ما لا باس به حذرا مما به باس، يعني: في مجال أعمال القلوب، وأعمال اللسان، وأعمال الجوارح. الفائدة/07-فسَّر إمام الدعوة-المصنف-الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، قوله تعالى {إن إبراهيم كان أمة قانتا حنيفا ولم يك من المشركين} ، فقال –رحمه الله-: {إن إبراهيم كان أمة} لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين، {قانتا لله} لا للملوك، ولا للتجار المترفين، {حنيفا} لايميل يمينا، ولا شمالا، كحال العلماء المفتونين. {ولم يك من المشركين} خلافا لمن كثّر سوادهم، وزعم أنه من المسلمين. وهو من التفاسير الرائقة الفائقة البعيدة المعاني {وما يلقها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم}. الفائدة/08-الخوف من الشرك يثمر ثمرات منه:-أن يكون متعلما للشرك بأنواعه، حتى لا يقع فيه.-ومنها أن يكون متعلما للتوحيد بأنواعه، حتى يقوم في قلبه الخوف من الشرك ويعظُم، ويستمر على ذلك.-ومنها أن الخائف من الشرك يكون قلبه دائم الاستقامة على طاعة الله مبتغيا مرضاة الله فإن عصى، أو غفل كان استغفارُه استغفارَ من يعلم عظم شأن الاستغفار، وعظم حاجته للاستغفار؛ لأن الناس في الاستغفار أنواع، لكن من علم منهم حق الله-جل وعلا-وسعى في تحقيق التوحيد وتعلم ذلك، وسعى في الهرب من الشرك: فإنه إذا غفل وجد أنه أشد ما يكون حاجة إلى الاستغفار. الفائدة/09-الذي يحب للخلق النجاة هو الذي يحذِّرهم من الشرك وأنواعه، ويدعوهم إلى التوحيد بأنواعه؛ لأن هذا أعظم ما يدعى إليه. ولهذا لما حصل من بعض القرى في زمن إمام الدعوة تردد وشك ورجوع عن مناصرتة الدعوة، وفَهمِ ما جاء به الشيخ-رحمه الله-وكتبوا للشيخ وغلظّوا له القول، وقالوا: إن ما جئت به ليس بصحيح، وإنك تريد كذا وكذا-لما حصل منهم ذلك، أجابهم بكتاب قال في آخره- بعد أن شرح التوحيد وضدَّه، ورغَّب، ورهَّب-: ولو كنتم تعلمون حقيقة ما دعوتكم إليه لكنت أغلى عندكم من ىبائكم وأمهاتكم وأبنائكم، ولكنكم قوم لا تعقلون.انتهى كلامه-رحمه الله-وهو كلام صحيح، ولكن لا يعقله إلا من عرف حق الله-جل وعلا-فرحمة الله على هذا الإمام، وأجزل له المثوبة، وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، ورفع درجته في المهديين، والنبيين، والصالحين. الفائدة/10-كثيرين من المنتسبين للعلم-من أهل الأمصار-يسلّمون بالدعوة إلى التوحيد إجمالا، ولكن إذا أتى التفصيل في بيان مسائل التوحيد، أو جاء التفصيل في بيان أفراد الشرك، فإنهم يخالفون في ذلك، وتغلبهم نفوسهم في مواجهة الناس بحقائق أفراد التوحيد، وأفراد الشرك. فالذي تميّزت به دعوة الإمام المصلح-رحمه الله-أن الدعوة فيها إلى شهادة أن لا إله إلا الله دعوة تفصيلية، ليست إجمالية، أما الإجمال فيدعو إليه كثيرون ممن يقولون: نهتم بالتوحيد ونبرأ من الشرك، لكن لا يذكرون تفاصيل ذلك..وهذه الدعوة دعوة تفصيلية لا إجمالية؛ لهذا فصل الإمام-رحمه الله-في هذا الكتاب أنواع التوحيد، وأفراد توحيد العبادة، وفصَّل الشرك الأكبر والصغر، فبين أفراداً من ذا وذاك. الفائدة/11-قوله تعالى {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله} فيه فائدتان: الأولى: أن الدعوة إلى الله دعوة إلى توحيده، ودعوة إلى دينه، كما يبينه حديث ابن عباس في إرسال معاذ إلى اليمن، وحديث سهل بن سعد في إعطاء علي الراية. الفائدة الثانية: التنبيه على الإخلاص، وهذا يحتاجه من أراد الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله، والدعاء إلى الإسلام؛ ولأن كثيرين-وإن دعوا إلى الحق-فإنما يدعون إلى أنفسهم، أو نحو ذلك. الفائدة/12-الشيخ -رحمه الله- بدأ أولاً بتفصيل الشرك الأصغر انتقالاً من الأدنى إلى الأعلى حتى يكون ذلك أقوى في الحجة، وأمكن في النفوس، من جهة: ضرورة التعلق بالله، وإبطال التعلق بغيره. الفائدة/13-كل أصناف الشرك الأصغر قد تكون شركا أكبر بحسب حال من فَعَلَهَا: فالأصل: أن لبس الحلقة أو الخيط، وتعليق التمائم، والحلف بغير الله، وقول: ما شاء الله وشئت، ونحو ذلك من الأعمال، أو الاعتقادات، أو الأقوال.الأصل فيها: أنها من الشرك الصغر، لكن قد تكون شركا أكبر، بحسب حال صاحبها، يعني: إن اعتقد في الحلقة والخيط-مثلا-أنها تؤثر بنفسها: فهذا شرك أكبر، لأنه جعل التصرف في هذا الكون لأشياء مع الله-جل وعلا-، ومعلوم أن هذا من أفراد الربوبية، فيكون ذلك شركا في الربوبية. الفائدة/14-من السَّلف من نزَّل الآيات الواردة في الشرك الأكبر على الشرك الصغر بجامع أن في كلا الشركين تعلقا بغير الله-جل وعلا-فإذا بطل التعلق في العظم بطل التعلق فيما هو دونه من باب أولى. الفائدة/15-مطلق الشيء، والشيء المطلق: مصطلحان يكثر ورودهما في كتب أهل العلم، وفي كتب التوحيد خاصة، فتجدهم يقولون-مثلا-: التوحيد المطلق ومطلق التوحيد، والإسلام المطلق ومطلق الإسلام، والإيمان المطلق ومطلق الإيمان، والشرك المطلق ومطلق الشرك، والفلاح المطلق ومطلق الفلاح، والدخول المطلق ومطلق الدخول، والتحريم المطلق-يعني تحريم دخول الجنة أو تحريم دخول النار- ومطلق التحريم. ومن المهم أن تعلم أن الشيء المطلق هو: الكامل، فالإيمان المطلق هو الإيمان الكامل، والإسلام المطلق هو الإسلام الكامل، والتوحيد المطلق هو التوحيد الكامل، والفلاح المطلق هو الفلاح الكامل. وأما مطلق الشيء فهو: أقل درجاته، أو درجة من درجاته، فمطلق الإيمان هو أقل درجاته؛ فنقول مثلا: هذا ينافي الإيمان المطلق، يعني: ينافي الإيمان، أو نقول: هذا ينافي مطلق الإيمان، يعني: ينافي أقل درجات الإيمان. ـ يتبع بمشيئة الله الواحد القهار ـ . تنبيه/ لا ألتزم لفظ الشيخ في هذه الفوائد ؛ لكن أنقلها مرة باللفظ ومرات باختصار ، فليعلم. |
[ تابع لما سبق ] الفائدة/16-بعض الصحابة-رضوان الله عليهم-مِمَن كانوا حديثي عهد بكفر-وهم الذين قالوا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، ظنوا أن هذا لا يدخل في الشرك، وأن كلمة التوحيد لا تُهدم بهذا الفعل؛ لهذا قال العلماء: قد يغيب عن بعض الفضلاء بعض مسائل الشرك؛ لأن الصحابة وهم أعرف الناس باللغة كهؤلاء الذين كان إسلامهم بعد الفتح: خفيت عليهم بعض أفراد توحيد العبادة. الفائدة/17-مسألة مهمة: وهي أن الكلام في مسائل التوحيد تقريرا واستدلالا، وبيان وجه الاستدلال: من الأمور الدقيقة، والتعبير عنها يحتاج إلى دقة من جهة المُعبِّر، وأيضا من جهة المتلقي، أقول هذا؛ لأن بعض الناس قد استشكلوا بعض العبارات. ومدار الاستشكال: أنهم لم يدققوا، ولم يقيدوا ما يقال، فهم إم أن يحذفوا قيداً، أو يحذفو كلمة، أو يأخذوا المعنى الذي دل عليه الكلام، ويعبِّرون عنه بطريقتهم، وهذا غير مناسب، لهذا ينبغي أن يكون المتلقي لهذا العلم دقيقاً فيما يسمع؛ لأن كل مسألة لها ضوابطها، ولها قيودها، وأيضا: فإن بعض المسائل يكون الكلام عليها تارة مجملا، ويكون المتلقِّي قد سمع أحد أحوال المسألة، وهي تحتمل تفصيلاً، لكن كان الكلام فيها مجملا. ومن المعلوم أن الكلام في مقام الإجمال: غير الكلام في مقام التفصيل. الفائدة/18-من الفقه في الأدلة الشرعية: أن المستدل على مسائل التوحيد، ينبغي له أن يراعي التنويع؛ لأن تنويع الاستدلال، وإيراد الأدلة من عدة وجوه، من شأنه أن يضعف حجة الخصوم الذين يدعون الناس لعبادة غير الله، وللشرك به-جل وعلا-، فإذا أوردت على الخصم مرة دليلا خاصا، وتارة دليلا عاما، ونوعت في ذلك، فإن هذا مما يضيق به المخاصم، ويقطع حجته، أما إذ لم تورد إلا دليلا واحدا فربما أوله لك، أو ناقشك فيه، فيحصل عند المستدل ضعف عند المواجهة، أما إذا انتبه لمقاصد أهل العلم، وحفظ الأدلة: فإنه يقوى على مجادلة الخصوم، والله-جل وعلا-وعد عباده بالنصر كما في قوله: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }. الفائدة/19-قال الشيخ المصنف الإمام-رحمه الله-: ((باب ما جاء في الرقى والتمائم)) ولم يقل: (باب من الشرك الرقى والتمائم)، وذلك لأن الرقى منها ما هو جائز مشروع، ومنها ما هو شرك ممنوع، والتمائم منها ما هو متفق عليه أنه شرك، ومنها ما قد اختلف الصحابة فيه هل هو من الشرك أو لا ؟ ؛ لهذا عبر-رحمه الله-بقوله: ((باب ما جاء في الرقى والتمائم)) وهذا من أدب التصنيف العالي. الفائدة/20-الطلب يختلف نوعه ومُسمَّاه باختلاف المطلوب منه: فإذا كان الطلب من مقارن: فيسمَّى التماساً، وإذا كان ممن هو دونك فيسمَّى أمراً، وإذا كان ممن هو أعلى منك: فيسمَّى دعاءً. الفائدة/21-قال العلماء: دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة، ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة، يعني: أن من سأل الله-جل وعلا-شيئاً: فهو داع دعاء مسألة، وهذا متضمن لعبادة الله؛ لأن الدعاء-أعني: دعاء المسألة-: أحد أنواع العبادة، فدعاء المسألة متضمن للعبادة؛ لأن الله –جل وعلا-يحب من عباده أن يسألوه. وقولنا: إنَّ دعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة، يعني: أن من صلى، فيلزم من إنشائه الصلاة أن يسأل الله القبول، ويسأل الله الثواب. فيكون دعاء المسألة متضمنا لدعاء العبادة، ودعاء العبادة مستلزما لدعاء المسألة. إذا تقرر ذلك: فاعلم أنَّ هذا التفصيل-أو هذا التقسيم-: مهم جدا في فهم حجج القرآن، وفي فهم الحجج التي يوردها أهل العلم؛ لأنه قد حصل من الخرافيين والداعيين إلى الشرك: أنهم يأوِّلون الآية التي فيها دعاء العبادة، بدعاء المسألة، أو الآية التي في دعاء المسألة، بدعاء العبادة، وإذا تبين ذلك عُلم أنه لا انفكاك في الحقيقة بين دعاء المسألة، ودعاء العبادة، فهذا هو ذاك: إما بالتضمن أو باللزوم. ومعلوم أن دلالات التضمن واللزوم دلالات لغوية واضحة جاءت في القرآن، وجاءت في السنة. الفائدة/22-حديث ((...قوموا بنا نستغيث برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله)): قد أعلَّه بعض العلماء بأن في إسناده ابن لهيعة، وحاله معروف. لكن إيراد أئمة الحديث للأحاديث التي قد تكون في إسنادها بعض مقال في مثل هذا المقام: لا بأس به، بل فعلهم هذا صواب إذا كان ما في الحديث من المعنى قد عضدته الأدلة من القرآن ومن السنة، كما في هذا الحديث؛ فإن قوله عليه الصلاة والسلام: ((إنه لا يستغاث بي إنما يُستغاث بالله)) قد دلت عليه الىيات التي سلفت، وهذا الذي درج عليه صنيعُ الراسخين في العلم من أهل الحديث، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلام له في (الفتاوى)؛ قال: أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول، بل إمَّا في تأييده-يعني: في تأييد ذلك الأصل-أو في فرع من الفروع. وهذا هو صنيع الشيخ الإمام-رحمه الله-أيضا-في هذا الكتاب؛ فإنه يستدل بأحاديث هي من جهة المعنى الذي اشتمل عليه صحيحة-كما سبق غيضاحه-وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث مستدلا به في رده على البكري المعروف بـ(الاستغاثة) أعني: كتاب(الاستغاثة الكبرى)، أو (الرد على البكري)، وقال: إن هذا الحديث هو في معنى ما جاء في النصوص. الفائدة/23-إنَّ من أعظم الحجة على المشركين-الذين توجهوا إلى الأموات، والمقبورين بطلب تفريج الكربات، وطلب إغاثة اللهفات، وطلب إنجاح الحاجات، وسؤال ما يحتاجه الناس، إن من أعظم الحجة عليهم-أن تحتج عليهم بتوحيد الربوبية على ما ينكرونه من توحيد الإلهية..وهذا النوع من البراهين عظيم، ينبغي أن تتوسع في دلائله، وأن تعلم حجته من القرآن؛ لأن القرآن كثيراً ما يحتج بهذا البرهان-وهو توحيد الربوبية-على ما ينكره المشركون من توحيد الإلهية. ـ يتبع بمشيئة الله الواحد الأحد ـ |
أهم تعريفات القسم الأول في كتاب التوحيد الإله : هو فعال بمعنى مفعول من أله إلهة أي عبد عبادة , فهو المألوه أي المعبود الذي يستحق أن يعبد و يطاع وهو الذي تؤلهه القلوب محبة ً و إجلالاً و إنابة و ذلاً وخضوعاً و إكراماً وتعظيماً و خوفاً ورجاءاً وتوكلاً . وقال الزمخشري : هو اسم من أسماء الأجناس كالرجل و الفرس وهو اسم يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق. الله:علم على الله جل وعلا و هو أعرف المعارف و معناه ذو الألو هوية و العبودية على خلقه أجمعين وهو الجامع لجميع معاني الاسماء والصفات العلى. و هو اسم مشتق من ألِه الرجل إذا تعبد و أصله من إله فأدخلت الألف و اللام بدلاً من الهمزة . الرحمن الرحيم : الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة التي يختص بها الله تعالى , و الرحيم إنما هو جهة الرحمة كقوله تعالى:{إن الله بالناس لرؤوف رحيم }وقوله تعالى {وكان بالمؤمنين رحيماً} فالرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فيكون معنى الرحمن ذو الرحمة الواسعة التي تسع كل شيء و الرحيم دال على أنه يرحم خلقه . و لا تنافي هنا بين العلمية و الوصفية فالرحمن هو صفة لله تعالى إذا جرى تابعاً لاسم الله تعالى و هو اسم لله تعالى عند مجيئه منفرداً غير تابع أي علم و هذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمة كدلالة اسم الله تعالى على صفة الإلوهية . الطاغوت : مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد و هو اسم يطلق على كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع .فهو اسم عام لكل ما عبد من دون الله . كتاب التوحيد : الكتاب : مصدر كتب يكتب كتاباً وكتابةً و كتباً ومدار المادة على الجمع و منه تكتب بنو فلان إذا اجتمعوا و الكتيبة لجماعة الخيل و الكتابة بالقلم لا جتماع الكلمات و الحروف و سمي الكتاب كتاباً لجمعه ما وضع من له . و التوحيدمصدر وحد يوحد توحيداً أي جعله واحداً . و التوحيد هو إفراد الله بحقوقه . وسمي دين الاسلام توحيداً لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه و أفعاله لا شريك له و وواحد في ذاته و صفاته فلا نظير له وواحد في إلهيته و عبادته فلا ند له . توحيد الربوبية و الملك : هو الإقرار بأن الله تعالى رب كل شيء و مالكه وخالقه ورازقه و أنه بيده الخلق والأمر و بيده الخير كله وهو القادر على كل شيء وليس له شريك في ذلك فهو إفراد الله بالفعل و التدبير . توحيد الأسماء و الصفات : هو إن نثبت لله ما أثبته لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء و الصفات العلى و أن ننفي عنه جلا وعلى ما نفاه عن نفسه في كتابه و على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل و لا تحريف و لا تعطيل و لا تكييف . توحيد الإلهية : هو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه فهو إخلاص التأله لله جل وعلا من المحبة والخوف والرجاء والتوكل و الرغبة و الرهبة و الدعاء لله وحده و سائر العبادات فلا يجعل منه لأحد شيئاً لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل و لا لغيرهما . العبادة : العبادة في اللغة من الذلة و الخضوع كطريق معبد أي مذلل , ومن حيث الشرع فهو يطلق على شيئين : الأول: التعبد بمعنى التذلل لله عز وجل بفعل أوامره و اجتناب نواهيه محبةً وتعظيماً. الثاني : المتعبد به ومعناها كما قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يراضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة , فهي ما يجمع كمال المحبة و الخضوع و الخوف . وسميت وظائف الشرع عبادات لأنهم يلتزمونها و يفعلونها خاضعين متذللين لله تعالى . ومدارها على خمس عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى و بيان ذلك أن العبادة منقسمة على القلب و اللسان و الجوارح و الأحكام التي للعبودية خمسة : واجب ومستحب و حرام ومكروه و مباح وهن لكل واحد من القلب و اللسان و الجوارح . يتبع بإذن الله تعالى |
ت/ تعريفات القسم الأول من كتاب التوحيد الشرك الأكبر: هو المُخْرِج من الملَّة مما فيه صَرْفُ العِبَادَةِ لِغَيْرِ الله جل جلاله. والأصغر: ما حَكم الشارع عليه بأنه شرك، وليس فيه تنديد كامل يُلحِقه بالشرك الأكبر ، وعبَّر عنه بعض العلماء بقوله: ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر. الشرك الخفي أو الرياء: (الرياءُ) مشتَقٌّ مِن الرُّؤْيَةِ، مَصْدَرُ رَاءَى يُرَائِي، والمصدَرُ رِياءٌ، كقَاتَل يُقَاتِلُ قِتَالاً. والرِّياءُ:أنْ يَعْبُدَ اللهَ ليرَاه الناسُ،فيَمْدَحُوه على كونِه عابِدًا، وليسَ مراده أنْ تكونَ العبادةُ للناسِ؛ لأنَّه لو أرادَ ذلك لكانَ شِرْكًا أكبرَ، والظاهِرُ: أنَّ هذا على سبيلِ التمثيلِ، وإلا فَقَدْ يكونُ رِياءً، وقد يكونُ سماعًا أيْ: يَقْصِدُ بعبادَتِه أنْ يَسْمَعَه الناسُ، فيُثنوا عليه، فهذا داخِلٌ في الرياءِ، فالتعبيرُ بالرياءِ مِن بابِ التعبيرِ بالأغلبِ, أمَّا إنْ أرادَ أن يَقْتَدوا به فيها فلَيسَ رِياءً،بلْ هذا مِن الدعوةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ. وبالتالي فمنه ماهو أكبر كَرِيَاء المنافقين: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} ، ومنه رياء المؤمنين، رياء المسلمين، حيث يتصنع في صلاته، أو يحب التسميع، أو المراءاة. الأصنام: جمع صنم، والصنم: هو ما كان على صورة مما يُعبد من دون الله، يصور صورة على شكل وجه رجل؛ أو على شكل جسم حيوان، أو رأس حيوان؛ أو على شكل صورة كوكب، أو نجم؛ أو على شكل الشمس والقمر، ونحو ذلك. فإذا صور صورة فتلك الصورة يقال لها صنم. والوثن:هو ما عبد من دون الله مما هو ليس على شكل صورة. فالقبر وثن، وليس بصنم؛ والمشهد مشاهد القبور عند عُباّدِها، هذه أوثان و ليست بأصنام، وقد يطلق على الصنم أنه وثن، كما قال -جل وعلا-في قصة إبراهيم في سورة العنكبوت : {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} قد يطلق على قلة. و قيل أيضاً الأصنامُ: جَمْعُ صَنَمٍ، وهو: ما جُعِلَ على صورةِ إنسانٍ أو غيرِه يُعبَدُ مِن دونِ اللهِ. أمَّا الوَثَنُ: هو ما عُبِدَ مِن دونِ اللهِ على أيِّ شكْلٍ كانَ، وفي الحديثِ: ((لا تَجْعَلْ قَبْري وَثَنًا يُعْبَدُ)) فالوثَنُ أعمُّ من الصَّنَمِ. وقيل : الصَّنَمُ: ما كانَ مَنْحُوتًا على صُورَةٍ. والوَثَنُ: مَا كانَ مَنْحُوتًا على غيرِ ذلكَ، ذكَرَهُ الطَّبَرِيُّ عنْ مُجَاهِدٍ. ويُقَالُ: إنَّ الوَثَنَ أَعَمُّ، وهوَ قَوِيٌّ؛ فالأصنامُ أوْثَانٌ، كمَا أنَّ القُبُورَ أَوْثَانٌ. المغفرة: هي الستر لما يُخاف وقوع أثره. وفي اللغة يقال: غفر، إذا ستر، ومنه سمّي ما يوضع على الرأس مِغْفَرَاً؛ لأنه يستر الرأس ويقيه الأثر المكروه من وقع السيف ونحوه على الرأس، فمادة المغفرة راجعه إلى ستر الأثر الذي يُخاف منه. ومغفرة الذنوب هي أعظم ما يُمَنُّ به على العبد ، وذلك بأن يُستر عليه ذنوبه وأن يمحى أثرها. |
[ تابع لما سبق ] الفائدة/24-مسألة الشفاعة من المسائل التي تخفى على كثيرين بما في ذلك بعض أهل العلم؛ ولذا وقع بعضهم في أغلاط، في مسألة طلب الشفاعة من النبي عليه الصلاة والسلام، فأوردوا قصصا في كتبهم، فيها استشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم دون إنكار، كما فعل النووي وابن قدامة في المغني وغيرهما. وهذا لا يعدُّ خلافاً في المسألة؛ لأن هذا الخلاف راجع إلى عدم فهم حقيقة هذا الأمر، ومسألة الشفاعة فيها خفاء؛ ولهذا يقول بعض أهل العلم من ائمة الدعوة رحمهم الله: إن إقامة الحجة في مسائل التوحيد تختلف بحسب قوة الشبهة، فأقل الشبهات ورودا، وأيسر الحجج قدوماً على المخالف هو فيما يتعلق بأصل دعوة غير الله معه، وبالاستغاثة بغير الله، والذبح لغيره، ونحو ذلك. ومن أكثرها اشتباهاً-إلا على المحقق من أهل العلم-مسألة الشفاعة. الفائدة/25-قوله في الحديث: فقالا له: ((أترغب عن ملة عبد المطلب)): هذا فيه-والعياذ بالله-ضرر جليس السوء على المجالس له. الفائدة/26-كلمة (ما كان) في الكتاب والسنة تأتي على استعمالين: -الاستعمال الأول: النهي. -الاستعمال الثاني: النفي. الفائدة/27-حديث ثوبان-وهو حديث طويل-قوله عليه الصلاة والسلام: ((وإنما أخاف على أمتي الأمة المضلين)) والأئمة المضلون هم الذين اتخذهم الناس أئمة، إما من جهة الدين، وإما من جهة ولاية الحكم. والأمة المضلون يملكون زمام الناس، فيضلون الناس بالبدع وبالشركيات، ويحسنونها لهم حتى تغدو في أعينهم حقاً، وكذلك أصحاب النفوذ وأصحاب الحكم فإنهم إذا كانوا مضلين فإن بيدهم الأمر الذي يجعلهم يفرضون على الناس أموراً ويلزمونهم بأشياء مضادة لشرع محمد صلى الله عليه وسلم من أمور العقيدة والتوحيد، ومن أمور السلوك والعمل، ومن أمور الحكم والتحاكم، وهكذا وقع في الأمة ما خاف منه عليه الصلاة والسلام، فكثر الأئمة المضلون في الأمة: الأئمة المضلون من جهة الإتباع، والأئمة المضلون من جهة الطاعة. الفائدة/28-حكم حل السحر بمثله لا يجوز ومحرم، بل هو شرك بالله-جل وعلا-؛ لأنه لا يحل السحر إلاَّ ساحر. وبعض العلماء من أتباع المذاهب يرى جواز حل السحر بمثله إذا كن للضرورة، كما قال فقهاء مذهب الإمام أحمد في بعض كتبهم: ويجوز حل سحر بمثله ضرورة، وهذا القول ليس بصواب، بل هو غلط؛ لأن الضرورة لا تكون جائزة ببذل الدين والتوحيد عوضاً عنها، ومعروف أن الضروريات التي جاءت بها الشرائع أولها: حفظ الدين، وغيره أدنى مرتبة-ولا شك-، فلا يبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى، وضرورة الحفاظ على النفس وإن كانت من الضروريات الخمس، والأنفس لا يجوز حفظها بالشرك، ولأن يموت المرء وهو على التوحيد خير له من أن يُعافى وقد أشرك بالله-جل وعلا-، لأن السحر لا يكون إلا بشرك، والذي يأتي الساحر ويطلب منه حل السحر، فقد رضي قوله وعمله، ورضي أن يعمل به ذاك، ورضي أن يُشرك ذاك بالله لأجل منفعته، وهذا غير جائز. فتحصل من هذا أن السحر-نشرا ووقوعا-لا يكون إلاَّ بالشرك الأكبر بالله-جل وعلا-، وعليه فلا يجوز أن يُحَلَّ لا من جهة الضرورة، ولا من جهة غير الضرورة من باب وأولى بسحرٍ مثله، بل يُحل ويُنشَّر بالرقى الشرعية. الفائدة/29-التنجيم في هذا العصر-مع غفلة الناس عن-يكثر في المجلات مما يسمونه البروج، فيخصصون صفحة أو أقل منها في الجرائد، ويجعلون عليها رسم بروج السنة برج الأسد، والعقرب، والثور، إلى آخره، ويجعلون أمام كل برج ما سيحصل فيه، فإذا كان الرجل أو المرأة مولوداً في ذلك البرج يقول: سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا وكذا، وهذا هو التنجيم الذي هو التأثير، والاستدلال بالنجوم والبروج على التأثير في الأرض وعلى ما سيحصل في الأرض، وهو نوع من الكهانة، ووجوده في المجلات والجرائد على ذلك النحو وجود للكهان فيها، فهذا يجب إنكاره إنكاراً للشركيات ولِدِّعاء معرفة الغيب وللسحر وللتنجيم؛ لأن التنجيم من السحر ، ويجب إنكاره على كل صعيد، ويجب أيضا على كل مسلم أن لا يدخله بيته، وأن لا يقرأه، ولا يطلع عليه؛ لأن الاطلاع على تلك البروج وما فيها-ولو لمجرد المعرفة-يدخل في النهي من جهة أنه أتى الكاهن غير منكِر عليه. وإذا قرأ هذه الصفحة وهو يعلم برجه الذي وُلد فيه، أو يعلم البرج الذي يناسبه، وقرأ ما فيه، فكأنه سأل كاهنا، فلا تقبل له صلاة أربعين يوما، فإن صدق بما فيه في تلك البروج فقد كفر بما أنزل على محمد، وهذا يدلك على غربة التوحيد بين أهله، وغربة فهم حقيقة هذا الكتاب-كتاب التوحيد-حتى عند أهل الفطرة وأهل هذه الدعوة، فإنه يجب إنكار ذلك على كل صعيد وأن لا يؤثم المرء نفسه، ولا من في بيته بإدخال شيء من الجرائد التي فيها ذلك في البيوت؛ لأن هذا معناه إدخال للكهنة إلى البيوت، وهذا-والعياذ بالله-من الكبائر، فواجب إنكار ذلك وتمزيقه والسعي فيه بكل سبيل حتى يُدحَر أولئك؛ لأن أهل التنجيم وأهل البروج هم من الكهنة، والتنجيم له معاهد معمورة في لبنان وفي غيرها، يتعلم فيها الناس حركة النجوم، وما سيحصل بحسابات معروفة، وجداول معينة، ويخبرون بأنه من كان من أهل البرج الفلاني فسيحصل له كذا وكذا، عن طريق تعلم وهمي يغرهم به رؤوسهم وكهانهم، فالواجب على طلبة العلم أن يسعوا في تبصير الناس بحقيقة ذلك في كلماتهم، وبعد الصلوات، وفي خطب الجمعة؛ لأن هذا مما كثر البلاء به، والإنكار فيه قليل، والتنبيه عليه ضعيف، والله المستعان. ـ يتبع بمشيئة الله الواحد الأحد ـ |
|
ت/ تعريفات القسم الأول في كتاب التوحيد تو حيد الطلب و القصد : هو إفراد الله بالعبادة المستحق لها سبحانه لكمال صفاته و أفعاله و الكفر بما سواه أو ترك عبادة ما سواه فهو يشمل توحيد الإلهية و العبادة . الحكمة لغة و اصطلاحاً : الحكمة لغة هي إصابة الحق عن علم, و يقال أحكم الأمر أي أتقنه فاستحكم ومنعه من الفساد ففيها معنى المنع و التحديد والفصل بين الأشياء والإتقان و قد استعملت بعدة معاني تدل على ذلك فهي تستعمل بمعنى العدل الذي يمنع صاحبه من الظلم و بمعنى الحلم الذي يمنع صاحبه عن الغضب الغير محسوب العواقب و النبوة فالله أرسل الرسل لتمنع الناس من سلك سبل الضلال و الغواية بعبادة غير ه و كذلك بمعنى القرآن الذي يتتضمن ما يمنع الناس من الوقوع في الشرك والقبيح و النكر. و اصطلاحاً هي المقصود من شرع الحكم، وذلك هو المصلحة التي قصد الشارع بتشريع الحكم جلبها أو تكميلها، أو المفسدة التي قصد الشارع بتشريع الحكم درءها أو تقليلها أي هي المقصد من الشرع . فا لحكمة دينية شرعية و هي التي فيها معنى الآية {وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } أي: الأمر الذي خلقوا من أجله هو العبادة و من أجله أرسلت الرسل فهي تكون في كل ما يحبه الله و يرضاه و تقع في حق المؤمن دون العاصي ففيها محبة المراد , فعلة الخلق عبادة الله وحده دون سواه و فعله الأول لا يعني أن كل خلقه سيفعل ذلك بل منهم الشقي و السعيد. و الحكمة الكونية القدرية : هي التي لا يستطيع أحد منعها و يكون فيه وجود المراد و لا تستلزم محبة الله له , و تقع في حق المؤمن و العاصي . معني القضاء والقدر لغة و اصطلاحاً: معنى القضاء لغة : القضاء في اللغة يعني لمعان منها : الفصل، والحكم، وقد تكرر ذكر القضاء في الأحاديث النبوية وأصله: القطع والفصل، يقال: قضى يقضي قضاء فهو قاض إذا حكم وفصل، وقضاء الشيء: إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق. معنى القدر لغة: القدر مصدر، تقول: قدرت الشيء – بتخفيف الدال وفتحها – أقدره – بالفتح والكسر – قدراً وقدراً: إذا أحطت بمقداره. والقدر في اللغة : القضاء والحكم، ومبلغ الشيء، والتقدير : التروية والتفكير في تسوية الأمر. معنى القضاء والقدر اصطلاحاً: هو ما سبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد، وأنه عز وجل قدر في الأزل مقادير الخلائق، وما يكن من الأشياء قبل أن تكن، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى: وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها. أو يقال في تعريفه شرعاً: هو تقدير الله تعالى الأشياء في القدم، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته– سبحانه – لذلك ومشيئته له. وللعلماء في التفرقة بين ( القضاء ) و ( القدر ) أقوال منها: الأول: القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله تعالى به في الأزل، والقدر: وقوع الخلق على وزن المقضي السابق. الثاني : عكس القول السابق، فالقدر هو الحكم السابق، والقضاء هو الخلق. وبناء على القول الثاني يكون القضاء من الله تعالى أخص من القدر؛ لأنه الفصل بين التقديرين، فالقدر هو التقدير، والقضاء هو الفصل والقطع. وهذا القول أقرب إلى الصحة – على القول بالفرق – وتؤديه بعض النصوص من كتاب الله تعالى ، قال تعالى : { وكان أمراً مقضياً } ، وقال تعالى : { كان على ربك حتماً مقضيا} , وقال تعالى : {إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }. وعلى هذا فالقضاء والقدر أمران متلازمان، لا ينفك احدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس، وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء، وهو القضاء، على أنه عند إطلاق أحدهما يشمل الآخر، وهذا يوحي بأنه لا فرق بينهما في الاصطلاح، وهذا هو الراجح والله تعالى أعلم. القضاء الشرعي : يجوز وقوعه من المقضي عليه و عدمه و لا يكون إلا فيما يحبه الله كالمذكور في هذه الآية :{ و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } , فتكون {قضى } بمعنى شرع ووصى . القضاء الكوني :لابد من وقوعه و يكون فيما يحبه الله و فيما لا يحبه كقوله تعالى :{و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين و لتعلن علواً كبيراً } , فالقضاء هنا كوني لأن الله لا يشرع الفساد في الأرض و لا يحبه . الإرادة : لغةً :نزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها عليه ,والنزوع الإشتياق والميل المحبه والقصد . قال الصاوي :(قوله "إرادة" لغة:القصد ).فالإرادة هي في اللغة :القصد الإرادة الكونية القدرية : هي إرادة متعلقة بربوبية الله و خلقه لابد أن تقع و لا يلزم منها أنه يحبه و يرضاه و شاملة للخير و الشر و الشر لا يكون في فعل الله بل مفعولاته أي مخلوقاته , فهي متحققة في حق المؤمن المطيع و في حق العاصي و تدخل فيها الإرادة الشرعية الدينية . قال تعالى :{و لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم و إليه ترجعون } و قال تعالى :{من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يعلمون} الإرادة الشرعية الدينية : و هذه قد تقع و قد لا تقع و هي خاصة بالخير و يلزم منها المحبة و الرضا من الله عنها فهي متحققة في حق المؤمن المطيع فقط . مثل قوله تعالى :{و إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنهها لكم و تودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم و يريد الله أن يحق الحق بكلماته و يقطع دابر الكافرين } و قوله تعالى :{ ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة و الله عزيز حكيم } و قوله تعالى :{ والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً} فالكونية يلزم منها وجود المراد، وقد يكون محبوبا، كإيمان المؤمن، أو مكروها ككفر الكافر. والشرعية يلزم منها محبة المراد، والمدح على فعله، ولا يلزم وجوده، فهو تعالى أحب إيمان المؤمن، وأراده شرعا وقدرا فوجد، وأحب إيمان الكافر، وأراده شرعا، ولم يرده قدرا فلم يوجد. المشيئة : في اللغة الإرادة يقال شاء زيد الأمر يشاؤُه شيئاً : أراده , والمشيئة اسم منه, و المشيئة شرعاً لا تكون إلا كونية فلا تنقسم . دعاء المسألة : هو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة . كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ... إلخ . دعاء العبادة : والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً ؛ لأنهما متلازمان ، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ، فإن الدعاء عبادة ، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ، والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ، يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" |
1 مرفق
بسم الله الرحمن الرحيم أهم تقسيمات القسم الأول في كتاب التوحيد [ من أول المتن حتى باب من الشرك لبس الحلقة والخيط و نحومهما لرفع البلاء أو دفعه .] 1-توحيد في المعرفة والإثبات 2-توحيد في الطلب و القصد أقسام توحيد المعرفة و الإثبات : 1-توحيد الربوبية 2-توحيد الأسماء و الصفات تو حيد الطلب و القصد فهو: توحيد الإلهية و العبادة . أقسام الإرادة : 1-الإرادة الكونية القدرية 2-الإرادة الشرعية الدينية و بين الإرادتين عموم و خصوص و ليس بينهما تلازم . ملاحظة هامة : الإرادة تقسم إلى شرعية وكونية و لكن المشيئة لا تكون إلا كونية فلا يوجد مشيئة شرعية . أقسام الحكمة : 1-حكمة كونية قدرية 2-حكمة شرعية دينية أقسام القضاء : 1-القضاء الكوني 2-القضاء القدري . أقسام محبوبات الله : 1-محبوب لذاته 2-محبوب لغيره : قد يكون مكروهاً لذاته , و لكن يحب لما فيه من الحكمة و المصلحة مثل : القحط و المرض و الجدب و الفقر لأن الله رحيم و لا يحب أن يؤذى عباده و لكن يقدره للحكم المترتبة عليه فهو محبوب لله من وجه , مكروهاً من وجه , قال الله تعالى : {ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس لعلهم يرجعون} أقسام الشرك : 1-شرك الربوبية 2-شرك الأسماء و الصفات 3-شرك الإلهية أقسام شرك الربوبية : 1-شرك التعطيل : وهو أقبح أنواع الشرك كشركم فرعون إذ قال :{ وما رب العالمين} 2-شرك من جعل مع الله إلهاً آخر ونسب له بعض خصائص الربوبية كتفريج الكربات و قضاء الحوائج دون تعطيل كشرك النصارى و الصابئة و المجوس وعباد القبور. أقسام شرك الأسماء و الصفات : 1-تشبيه الخالق بالمخلوق في أسمائه و صفاته 2-اشتقاق أسماء للإلهة الباطلة من أسماء الحق سبحانه و تعالى . أقسام شرك الإلهية : 1-شرك أكبر ينقسم إلى : خفي و جلي 2-شرك أصغر و هذا قد يتعلق ب: النيات الأقوال الأعمال و ينقسم أيضاً إلى خفي و جلي 3-الشرك الخفي أو الرياء منه ما هو أكبر و منه ما هو أصغر . أقسام الرياء : من جهة الفاعل : 1-رياء المنافقين فهذا شرك أكبر خفي. 2-رياء المسلمين فهذا شرك أصغر خفي . من جهة إبطال العمل : 1-مبطل لأصل العمل :إذا كان دخول العمل بقصد الرياء . 2-مبطل للزيادة دون الأصل : إذا طرأ أثناء العمل . أقسام الدعاء : 1-دعاء العبادة 2- دعاء المسألة أقسام العبادة : 1-عبادات قلبية 2-عبادات قولية 3-عبادات عملية خاصة بالجوارح . تقسيم أخر للعبادة : 1- عبادة قلبية 2- عبادة بدنية 3- عبادة مالية و قد تجتمع جميع أنواع العبادة في العبادة الواحدة فالعبادة منقسمة على القلب و اللسان و الجوارح . أحكام العبودية : 1-واجب 2-مستحب 3-مباح 4-حرام 5-مكروه راجع تعريفات هذه المصطلحات في الملف المرفق |
كناشة الفوائد
القسم الأول ( من أول الكتاب الى باب من الشرك لبس الحلقة)
تعريفات: 1-التوحيدُ فهوَ في اللغةِ: مصدرُ وَحَّدَ الشيءَ إذا جعَلهُ واحدًا. وفي الشرعِ: إفرادُ اللهِ - سبحانَه - بما يَخْتَصُّ بهِ مِنَ الرُّبوبِيَّةِ والأُلُوهِيَّةِ، والأسماءِ والصِّفاتِ. 2- توحيدُ الرُّبوبيَّةِ: فهو إفرادُ الله - عَزَّ وجلَّ - بالخلْقِ، والْمُلْكِ، والتَّدبيرِ. 3- توحيد الألوهية : هو: إفراد الله سبحانه بأنواع العبادة 4- العبادة : لغة : الخضوع والتذلل ’ وتُطلَقُ في الشرع علَى شَيئَيْنِ: الأولُ: التعبُّدُ بِمعنى التذلُّلِ للهِ -عَزَّ وجلَّ- بفعلِ أوامرِهِ، واجْتنابِ نواهيهِ، مَحَبَّةً وتعظيمًا. الثاني: المُتَعَبَّدُ بهِ، ومعناها -كما قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحِمه اللهُ-: (اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحِبُّهُ اللهُ ويَرْضَاهُ، مِنَ الأقوالِ، والأعمالِ الظاهرةِ، والباطنةِ). 5-توحيدُ الأسماءِ والصِّفاتِ: وهُو إفرادُ اللهِ - عَزَّ وجلَّ - بِمَا لَهُ مِن الأسماءِ والصِّفاتِ 6-الشرك: هو اتخاذ الشريك مع الله -جل وعلا- في الربوبية، أو في العبادة، أو في الأسماء والصفات 7-الشَّهَادَةُ: هيَ الاعْتِرَافُ باللسانِ، والاعْتِقَادُ بالقَلْبِ، والتَّصْدِيقُ بالجَوارِحِ 8- القنوتُ: دوامُ الطاعةِ، والاستمرارُ فيها عَلَى كُلِّ حالٍ 9-حَنِيفاً: أيْ: مائِلاً عن الشركِ، مُجَانِبًا لكلِّ ما يخالِفُ الطاعةَ، فوُصِفَ بالإثباتِ والنَّفْيِ. 10-(الحَسَدَ)، وهي نظرَةٌ من حاسدٍ نَفْسُهُ خبيثةٌ، تتكَيَّفُ بكيْفِيَّةٍ خاصَّةٍ، فينبعثُ منها ما يؤثِّرُ على المصابِ. 11-(حُمَة): بضمِّ الحاءِ وفتحِ الميمِ مع تخفيفِها، وهي كلُّ ذاتِ سمٍّ، والمعنى لدَغَته إحدْى ذواتِ السمومِ، والعقربُ منها. 12-الأمة: هو الإمام الذي جمع جميع صفات الكمال البشري، وصفات الخير، وهذا يعني أنه لم ينقص من صفات الخير شيئاً 13-الأصنامُ: جَمْعُ صَنَمٍ، وهو: ما جُعِلَ على صورةِ إنسانٍ أو غيرِه يُعبَدُ مِن دونِ اللهِ. 14- الوَثَنُ: هو ما عُبِدَ مِن دونِ اللهِ على أيِّ شكْلٍ كانَ 15-الرِّياءُ: أنْ يَعْبُدَ اللهَ ليرَاه الناسُ، فيَمْدَحُوه على كونِه عابِدًا. 16-المغفرة: هي الستر لما يُخاف وقوع أثره 17-البراءة: هي أن يكون مبغضاً لعبادة غير الله، كافراً بعبادة غير الله، معادياً لعبادة غير الله 18-الواهِنَةُ:وَجَعٌ في الذِّرَاعِ أوْ في العَضُدِ. 19-الفلاحُ: هوَ النجاةُ من المَرْهُوبِ وحُصُولُ المطلوبِ. |
كناشة الفوائد
تابع القسم الأول ( من أول الكتاب الى باب من الشرك لبس الحلقة):
التقاسيم والفروق 1- التوحيد ينقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: الأول: توحيدُ الربُوبِيَّةِ. الثاني: توحيدُ الأُلوهيَّةِ. الثالث: توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ 2- أنواع العلل : العلَّةُ الغائيَّةُ؛ لبيانِ الغايَةِ والمقصودِ مِنْ هذا الفعلِ، لكنَّها قدْ تَقَعُ، وقدْ لا تَقَعُ، مثلَ: بَرَيْتُ القلمَ لأكْتُبَ بهِ، فقَد تَكْتُبُ، وقدْ لا تَكْتُبُ. والعلَّةُ الموجِبةُ معناها: أنَّ المعلولَ مبنيٌّ عليها، فلا بدَّ أنْ تقعَ، وتكونَ سابقةً للمعلولِ، وملازمةً لهُ، مثلُ: (انْكسَرَ الزُّجاجُ لِشدَّةِ الحَرِّ). 3-الشركُ يُقسم إلى:-شرك أكبر - وإلى: شرك أصغر. ويقسم أيضاً باعتبار آخر إلى: - شرك أكبر - وشرك أصغر- وشرك خفي. 4-قضاءُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- يَنْقَسِمُ إلى قسمين:الأول:قضاءٌ شَرْعِيٌّ.الثاني:قضاءٌ كَوْنيٌّ. فالقضاءُ الشرعيُّ: يجوزُ وقوعُه مِن المَقْضِي عليه وعدمُه، ولا يكونُ إلا فيما يحبُّه اللهُ. مثاله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} فتكونُ {قَضَى} بمعنى: شرَع، أو بمعنى: وصَّى، وما أشْبَهَهما. والقضاءُ الكونيُّ: لابُدَّ من وقوعِه، ويكونُ فيما أحَبَّه اللهُ وفيما لا يُحِبُّه كقولِه تعالى (َقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) 5-الظُّلْمُ أَنْواعٌ ثلاثة: الأول: أَظْلَمُ الظُّلْمِ، وهوَ الشِّرْكُ في حَقِّ اللهِ. الثاني: ظُلْمُ الإنْسانِ نَفْسَهُ، فَلاَ يُعْطِيهَا حقَّها، مثلُ: أنْ يَصُومَ فَلاَ يُفْطِرُ، ويقومَ فَلاَ يَنَامُ. الثالث: ظُلْمُ الإنْسانِ غَيْرَهُ، مِثْلُ: أنْ يَتَعَدَّى عَلَى شَخْصٍ بالضَّربِ أو القَتْلِ أوْ أَخْذِ مَالٍ ومَا أَشْبَهَ ذلكَ. 6-الاهتداء نوعان: هِدَايَةُ الإرْشَادِ: وهي الاهتداء بالعلم . هِدَايَةُ تَوْفِيقٍ: وهي الاهتداء بالعمل . 7- العموم عند الأصوليين: -تارة يكون باقياً على عمومه، هذه حالة. -وتارة يكون عموماً مخصوصاً، يعني: دخله التخصيص. -وتارة يكون عموماً مراداً به الخصوص، يعني: لفظه عام ولكن يراد به الخصوص. 8-تحقيقُ التوحيدِ: تخليصُه من الشِّركِ، ولا يكونُ إلا بأمورٍ ثلاثةٍ: الأوَّلُ: العِلْمُ، فلا يمكنُ أن تحقِّقَ شيئاً قبل أنْ تعلَمَه، قالَ اللهُ تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ}. الثاني:الاعتقادُ، فإذا علِمْتَ ولم تعتقدْ واستكبرْتَ لم تحقِّق التوحيدَ، قالَ اللهُ -تعالى- عن الكافرين: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَـهاً وَاحِداً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} فلم يعتقدوا انفرادَ اللهِ بالألوهيَّةِ. الثالثُ: الانقيادُ، فإذا علِمْتَ واعتقدتَ ثم لم تَنْقَدْ فإنك لم تحقَّق التوحيدَ، قالَ تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ}. 9-تحقيق التوحيد يرجع إلى ثلاثة أشياء: الأول: ترك الشرك بأنواعه: الأكبر، والأصغر، والخفي. والثاني: ترك البدع بأنواعها. والثالث: ترك المعاصي بأنواعها، وتحقيق التوحيد صار: تصفيته من أنواع الشرك، وأنواع البدع، وأنواع المعاصي. وتحقيق التوحيد يكون على هذا؛ على درجتين: درجة واجبة، ودرجة مستحبة، وعليها يكون الذين حققوا التوحيد، على درجتين أيضاً: فالدرجة الواجبة: أن يترك ما يجب تركه من الثلاث التي ذكرت؛ يترك الشرك: خفيه وجليه، صغيره وكبيره؛ ويترك البدع؛ ويترك المعاصي، هذه درجة واجبة. والدرجة المستحبةمن تحقيق التوحيد، وهي التي يتفاضل فيها الناس من المحققين للتوحيد أعظم تفاضل، ألا وهي: ألا يكون في القلب شيء من التوجه أو القصد لغير الله جل وعلا. 10-المعاصي بالمعنى الأعمِّ -هيَ- شركٌ؛ لأنَّها صادرةٌ عن هَوًى مخالفٍ للشرعِ، وقد قالَ اللهُ تَعَالَى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ}. - أمَّا بالنسبةِ للمعنى الأخصِّ، فيُقَسِّمُها العلماءُ إلى قسميْن: الأول: شركٍ. الثاني: فسوقٍ. 11-الانسان مع الرقية على ثلاث مراتب : المرتبةُ الأولى: أنْ يَطْلُبَ مَن يرْقِيه، وهذا قد فاتَه الكمالُ. المرتبةُ الثانيةُ: أنْ لا يَمْنَعَ مَن يَرقيه، وهذا لم يفتْه الكمالُ؛ لأنَّه لم يَسْتَرْقِ ولم يَطْلُبْ. المرتبةُ الثالثةُ: أنْ يمنعَ مَن يرْقِيَه، وهذا خِلافُ السُّنَّةِ؛ فإنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - لم يَمْنَعْ عائِشَةَ أن تَرْقِيَه، وكذلك الصحابةُ لم يَمْنَعُوا أحداً أنْ يرْقِيَهُم؛ لأنَّ هذا لا يُؤثِّرُ في التَّوَكُّلِ. 12-الرياءُ ينقسمُ باعتبارِ إبطالِه للعبادةِ إلى قسمين: الأولُ: أنْ يكونَ في أصلِ العبادةِ، فما قامَ يتَعَبَّدُ إلا للرياءِ، فهذا عملُه باطِلٌ مردودٌ عليه؛ الثاني: أنْ يكونَ الرِّياءُ طارِئًا على العبادةِ، فأصْلَ العبادةِ للهِ، لكنْ طرَأَ عليها الرياءُ، فهذا ينقَسِمُ إلى قسميْن: الأولُ: أنْ يُدَافِعَه فهذا لا يَضُرُّه. مثالُه: رجلٌ صلَّى رَكْعَةً، ثُمَّ جاءَ أناسٌ في الركعةِ الثانيةِ، فحصَلَ في قلبِه شيءٌ، بأنْ أطالَ الركوعَ، أو السجودَ، أو تبَاكَى، وما أشبَه ذلك: فإنَّ دَافَعَه: فإنه لا يَضُرُّه؛ لأنَّه قامَ بالجهادِ. وإنْ اسْتَرْسَلَ معه: فكلُّ عَمَلٍ ينشأُ عن الرياءِ فهو باطِلٌ، كمَا لَوْ أطالَ القِيامَ، أو الركوعَ، أو السُّجودَ، أو تباكَى، فهذا كلُّ عملِه حابِطٌ. ولكن هل البطلانُ يمتدُّ إلى جميعِ العبادةِ أمْ لا؟ نقولُ: لا يخلو هذا مِن حالين: الحالُ الأولى: أن يكونَ آخرُ العبادةِ مبنيًّا على أولِها، بحيثُ لا يصِحُّ أولُها معَ فسادِ آخِرِها فهِيَ كلُّها فاسِدَةٌ، وذلك مثلُ الصلاةِ: فالصلاةُ مثلاً لا يمكنُ أنْ يَفْسُدَ آخِرُها، ولا يفْسُدَ أوَّلُها، إذنْ تبطُلُ الصلاةُ. الحالُ الثانيةُ: أنْ يكونَ أولُ العبادةِ منْفَصِلاً عن آخِرِها، بحيثُ يَصِحُّ أولهُا دونَ آخِرِها، فما سبقَ الرياءَ فهُو صحيحٌ، وما كانَ بعدَه فهو باطِلٌ. مثالُ ذلك: رجلٌ عنده مائةُ ريالٌ، فتصدَّق بخمسينَ للهِ بنيَّةٍ خالِصَةٍ، ثم تَصَدَّقَ بخمسينَ بقصدِ الرياءِ، فالأولى مقبولَةٌ، والثانيةُ غيرُ مقبولةٍ؛ لأنَّ آخرَها مُنْفَكٌّ عَن أولِها. 13-الدعاء نوعان : الأولُ: دعاءُ عبادةٍ، كالصومُ، والصلاةُ، وغيرُ ذلك من العباداتِ، فإذا صلَّى الإنسانُ، أو صامَ فقد دعا ربَّه بلسانِ الحالِ أن يغفِرَ له، وأن يُجِيرَه مِن عذابِهِ، وأن يُعْطِيَه مِن نَوَالِه. ويدلُّ لهذا القسمِ قولُه تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُـم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} فجعلَ الدعاءَ عبادةً، وهذا القِسْمُ (صرفه لغير الله)كلُّه شرْكٌ الثاني: دعاءُ المسألةِ: فهذا ليسَ كُلُّه شِركًا، بل فيه تفصيلٌ، فإنْ كانَ المخلوقُ قادرًا على ذلكَ فليسَ بشرْكٍ، كقولِكَ: اسْقِني ماءً لمن يستطِيعُ ذلكَ. 14-الدعَاةَ ينقَسِمُون إلى قسمينِ: أحدهما: داعٍ إلى اللهِ. والآخر: داعٍ إلى غيرِه. 15-المحبَّةُ أنواعٌ: الأوَّلُ: المحبةُ للهِ، وهذه لا تُنَافِي التوحيدَ، بل هِي مِن كمالِهِ، فأَوْثَقُ عُرَى الإيمانِ: الحبُّ في اللهِ، والبُغْضُ في اللهِ. والمحبَّةُ للهِ هي: أنْ تُحِبَّ هذا الشيءَ؛ لأنَّ اللهَ يُحِبُّه، سواءٌ كانَ شَخْصًا، أو عَمَلاً، وهذا مِن تمامِ التوحيدِ. الثاني: المحبةُ الطبيعيَّةُ التي لا يُؤْثِرُها المرءُ على محبةِ اللهِ، فهذه لا تُنَافِي محبَّةَ اللهِ، كمحبَّةِ الزوجةِ، والولدِ، والمالِ، ولهذا لما سُئل النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أحبُّ الناسِ إليكَ؟ قالَ: ((عائِشَةُ)). قيلَ: فَمِنَ الرِّجالِ؟ قال: ((أَبُوها)).ومِن ذلك: محبةُ الطعامِ، واللِّباسِ. الثالثُ: المحبةُ مع اللهِ التي تُنَافى محبةَ اللهِ، وهي: أن تكونَ محبةُ غيرِ اللهِ كمحبةِ اللهِ، أو أكثرَ من محبةِ اللهِ. 16-الدعاءُ ينقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: الأوَّلُ: جائِزٌ، وهو أنْ تَدْعُوَ مخلوقًا بأمرٍ مِن الأمورِ التي يمكنُ أن يُدْرِكَهَا بأشياءَ محسوسةٍ معلومَةٍ، فهذا ليس من دعاءِ العبادةِ، بل هو مِن الأمورِ الجائِزَةِ، قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((وَإِذا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ)). الثاني: أنْ تَدْعُوَ مخلوقًا مُطْلَقًا، سواءٌ كانَ حيًّا أو ميِّتًا فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، فهذا شِركٌ أَكْبَرُ؛ لأنَّكَ جَعَلْتَه نِدًّا للهِ فيما لا يقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِثْلَ: يا فلانُ، اجْعَلْ ما في بَطْنِ امْرَأتي ذَكَرًا. الثالثُ: أنْ تدعوَ مَخْلُوقًا ميِّتًا لا يُجِيبُ بالوسائِلِ الحِسِّيَّةِ المعلومَةِ، فهذا شِرْكٌ أكبرُ أيضًا 17- الناسُ في الأسبابِ طرفانِ ووَسَطٌ: الأوَّلُ: مَنْ يُنْكِرُ الأسبابَ، وهمْ كلُّ مَنْ قالَ بِنَفْيِ حِكْمَةِ اللهِ، كالجبْرِيَّةِ والأَشْعَرِيَّةِ. الثاني: مَنْ يَغْلُو في إثْباتِ الأسبابِ حتَّى يَجْعَلُوا ما ليسَ بسَبَبٍ سببًا، وهؤلاءِ هُمْ عامَّةُ الخُرافِيِّينَ مِن الصُّوفِيَّةِ ونحْوِهِمْ. الثالثُ: مَنْ يُؤْمِنُ بالأسبابِ وتأثيرَاتِها، ولكنَّهم لا يُثْبِتُونَ من الأسبابِ إلاَّ ما أَثْبَتَهُ اللهُ سبحانَهُ ورسُولُهُ، سواءٌ كانَ سَببًا شرعيًّا أوْ كونيًّا. 18-طريقُ العلمِ بأنَّ الشيءَ سَبَبٌ: إمَّا عنْ طريقِ الشرعِ: وذلكَ كقراءة القرآن وشرب فيهما شِفاءٌ للناسِ. وإمَّا عنْ طريقِ القَدَرِ: كمَا إذا جَرَّبْنَا هذا الشيءَ فوجَدْنَاهُ نافِعًا. 19-ما يضاد التوحيد: - الأول :ما يضاد أصله، وهو الشرك الأكبر الذي إذا أتى به المُكَلَّف فإنه ينقض توحيده، يعني يكون مشركاً شركاً أكبر مخرجاً من الملة، هذا يقال فيه ينافي التوحيد، أو ينافي أصل التوحيد. والثاني: ما ينافي كمال التوحيد الواجب، وهو ما كان من جهة الشرك الأصغر، ينافي كماله، فإذا أتى بشيء منه فقد نافى بذلك كمال التوحيد؛ لأن كمال التوحيد إنما يكون بالتخلص من أنواع الشرك جميعاً، وكذلك يسير الرياء فإنه من أفراد الشرك الأصغر. والثالث: أشياء يقول العلماء فيها: (إنها نوع شرك) فيعبرون عن بعض المسائل من الشركيات؛ بأنها نوع شرك |
كناشة الفوائد
تابع القسم الأول ( من أول الكتاب الى باب من الشرك لبس الحلقة):
القواعد والفوائد : 1- العبادة من حيث هي؛ فهي أعم من كونها توحيداً عموماً مطلقاً، فكل موحد عابد لله، وليس كل من عبد الله يكون موحداً. 2- توحيد الربوبية أقر به الكافر والمسلم. - أمّا توحيد الألوهيّة فهو الفارق بين الكفر والإسلام، فينبغي لكل مسلم أن يميز بين هذا وهذا؛ لأنّ قولك: لا يخلق ولا يرزق إلا الله؛ لا يصيرك مسلماً، حتى تقول لا إله إلا الله، مع العمل بمعناها؛ فهذه الأسماء؛ كل واحد منها له معنى يخصه) 3- توحيد الأسماء والصفات يَتَضَمَّنُ شيئينِ: الأولُ: الإثباتُ، وذلكَ بأنْ نُثْبِتَ للهِ عزَّ وجلَّ جميعَ أسمائِهِ وصفاتِهِ التي أثْبَتَها لنفسِهِ في كتابهِ أوْ سنَّةِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. الثاني: نَفْيُ المماثلةِ، وذلكَ بأنْ لا نَجْعَلَ للهِ مَثيلاً في أسمائِهِ وصفاتِهِ، كما قال تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. 4- واللامُ في قولِهِ: {إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} للتعليلِ، وهو لبيانِ الحكمةِ مِن الْخَلْقِ، وليسَ التعليلَ الملازِمَ للمعلولِ؛ إذْ لوْ كانَ كذلكَ لَلَزِمَ أنْ يكونَ الخلْقُ كلُّهم عُبَّادًا للهِ يَتَعَبَّدونَ لَه، وليسَ الأمرُ كذلكَ، فهذه العلَّةُ غائيَّةٌ، وليسَت مُوجِبةً. 5-والحكمةُ مِنْ إرسالِ الرُّسل تشتمل على ثلاث مقاصد: الأول: إقامةُ الحُجَّةِ، قال تعالَى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}. الثاني: الرحمةُ، لقولِهِ تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. الثالث: بيانُ الطَّريقِ المُوصِلِ إلى اللهِ تعالَى؛ لأنَّ الإنسانَ لا يَعْرِفُ ما يَجِبُ للهِ على وجهِ التفصيلِ إلاَّ عنْ طريقِ الرُّسلِ. 6-قال ابن القيم: (أصل الحنف: الإقبال، ثم وصف بلا زمه، وهو الميل؛ لأن المقبل على شيء مائل عن غيره) 7-الذين حققوا التوحيد لا يَطلُبون مِن أحدٍ أن يقرأَ عليهم: - لقوَّةِ اعتمادِهِم على اللهِ. -ولعزَّةِ نفوسِهِم عن التذللِ لغيرهِ. -ولما في ذلك مِن التعلُّقِ بغيرِهِ. 8-مقتضى الشهادة بأن محمداً رسول الله: - أن يطاع فيما أمر. - وأن يصدق فيما أخبر. - وأن يُجتنب ما عنه نهى وزجر. - وأن لا يعبد الله إلا بما شرع. 9-الأمة تُطْلَق في القرآن إطلاقات: ومن تلك الإطلاقات: أن يكون معنى الأمة الإمام المقتدى به في الخير، وسمّي أمة؛ لأنه يقوم مقام أمة في الاقتداء، ولأنه يكون من سار على سيره غير مستوحش ولا متردد، لأنه ليس مع واحد فقط وإنما هو مع أمة. 10-الشِّرْكُ لا يَغْفِرُهُ اللهُ أبدًا؛ لأنه جِنايةٌ على حقِّ اللهِ الخاصِّ، وهو التوحيدُ. أمَّا المعاصي: (كالزِّنا والسرقةِ)، فقد يكونُ للإنسانِ فيها حظُّ نفسٍ بما نالَ مِن شهوةٍ. أمَّا الشِّركُ فهو اعتداءٌ على حقِّ اللهِ تعالى، وليس للإنسانِ فيه حظُّ نفسٍ، وليس شهوةً يريدُ الإنسانُ أن ينالَ مرادَه منها، ولكنَّه ظُلْمٌ، ولهذا قال اللهُ تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. 11-أصناف الشرك الأصغر قد تكون شركاً أكبر بحسب حال من فعلها. 12-حكم لبس الحلقة: لُبْسُ الحَلْقَةِ ونحْوِها إن اعْتَقَدَ لابِسُها أنَّها مُؤَثِّرَةٌ بنَفْسِها دونَ اللهِ فهوَ مشرِكٌ شِرْكًا أكبرَ في توحيدِ الرُّبُوبِيَّةِ؛ لأنَّهُ اعْتَقَدَ أنَّ معَ اللهِ خَالِقًا غيرَهُ. وإن اعْتَقَدَ أنَّها سببٌ ولكنَّهُ ليسَ مُؤَثِّرًا بنفسِهِ، فهوَ مُشْرِكٌ شِرْكًا أصْغَرَ؛ لأنَّهُ اعْتَقَدَ أنَّ ما ليسَ بسببٍ سببًا، فقدْ شارَكَ اللهَ تعالى في الحُكْمِ لهذا الشيءِ بأنَّهُ سبَبٌ، واللهُ تعالى لَمْ يَجْعَلْهُ سبَبًا. |
عموم و خصوص الحمد معناه الثناء بالكلام الجميل على وجه التعظيم فمورده اللسان والقلب و الشكر يكون باللسان و الجنان و الأركان فهو أعم من الحمد متعلقاً و أخص سببباً لأنه يكون في مقابلة النعمة و الحمد أعم سبباً و أخص مورداً لأنه يكون في مقابلة النعمة و غيرها فبينهما عموم و خصوص يجتمعان في مادة و ينفرد كل واحدٍ عن الآخر في مادة . الإرادة الشرعية الدينية و الإرادة الكونية القدرية : الإرادة نوعان: إرادة كونية، وإرادة دينية شرعية فالإرادة الكونية يلزم وقوع مرادها، والإرادة الشرعية لا يلزم وقوع مرادها ؛ فوجود هذه المخلوقات مراد إرادة كونية، نقول مثلا: إن الله أراد كونًا وقدرًا وجود هذا الاجتماع وخلق هؤلاء الأشخاص ونحو ذلك، كل هذا مراد كونًا وقدرًا . كذلك أراد كونًا وقدرًا وجود المبتدعة والكفرة والفجرة والعصاة ونحوهم - ولو شاء ما وجدوا - فهذه إرادة كونية قدرية أزلية سابقة معلومة لله قبل وجودها، ولا بد من تحقيق مراد الله الذي أراده في الكون والقدر. أما الإرادة الشرعية فإنه لا يلزم وجود مرادها، ولكن مرادها محبوب لله تعالى، فالله - تعالى - أراد من العباد كلهم أن يؤمنوا به دينًا وشرعًا. فبين الإرادة الكونية و الإرادة الشرعية عموم و خصوص مطلق و هما يجتمعان في حق المؤمن المطيع و تنفرد الكونية القدرية في حق العاصي . القضاء والقدر: اختلف العلماء في الفرق بينهما فمنهم من قال: إن القدر : تقدير الله في الأزل ,والقضاء : حكم الله بالشئ عند وقوعه , فإذا قدر الله تعالى أن يكون الشئ المعين في وقته فهذا قدر، فإذا جاء الوقت الذي يكون فيه هذا الشيء فإنه يكون قضاء، وهذا كثير في القرآن الكريم مثل قوله تعالى: {وقضي الأمر }, وقوله: {والله يقضي بالحق} وما أشبه ذلك. فالقدر تقدير الله تعالى الشيء في الأزل، والقضاء قضاؤه به عند وقوعه. وعلى هذا فالقضاء والقدر أمران متلازمان، لا ينفك احدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس، وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء، وهو القضاء، على أنه عند إطلاق أحدهما يشمل الآخر فبينهما عموم وخصوص. دعاء المسألة ودعاء العبادة : دعاء المسألة هو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة . كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ... إلخ ., دعاء العبادة والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ، والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ، يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" فالغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً ؛ لأنهما متلازمان ، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ، فإن الدعاء عبادة ، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب , فبينهما عموم وخصوص فدعاء المسألة عبادة و دعاء العبادة هو سؤال وطلب في حد ذاته . |
أختي الفاضلة " مجاهدة " شكر الله لك جهادك في جمع التعريفات لهذا الكتاب العظيم، وجعلها في ملف واحد لتعم الاستفادة منه، ولعل الله ييسر الأمور فأجعل ما دون من فوائد على شكل رسالة صغيرة وترفق في ملف وورد ليعم النفع بها أيضا، وفقك الله وبارك فيك وفي عملك...
|
|
ممكن أطلب منك مساعدددددددددددة أرجوكم سااااااااااااعدوني أبي مقدمة تكون متعلقة بدرس لا يرد من سأل بالله ..
في مأدت التوحيد لثالثة متوسط.. |
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
أهلاً بأخانا الصغير سناً الكبير قدراً إن شاء الله ..يبدو أنك في مأزق ... حقاً لم أفهم ما تريده حقاً و لكن هذا شرح بور بوينت للدرس يمكن أن تستقي منه مقدمة له .. http://www.afaqattaiseer.com/vb/uplo...1298814476.zip إذا لم يكن هذا ما تريده ..فاعلمني و أنا مستعدة لمساعدتك ..وفقك الله ... |
كناشة الفوائد
القسم الثاني : من باب ما جاء في الرقى والتمائم الى باب أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون
التعريفات : 1-(الرُّقى)جمعُ رُقْيَةٍ، وهيَ القراءةُ. 2-(التمائمُ)جَمْعُ تميمةٍ، وسُمِّيتْ تميمةً؛ لأنَّهُمْ يروْنَ أنَّهُ يتِمُّ بها دَفْعُ العينِ 3-(التِّوَلَةُ)شيءٌ يُعلِّقُونَهُ على الزوجِ يزْعُمُونَ أنَّهُ يُقَرِّبُ الزوجةَ إلى زوْجِهَا، والزوجَ إلى امرأَتِهِ 4- الوَتَرُ: نوْعٌ من الخيوطِ العصبيَّةِ تُؤْخَذُ مِن الشاةِ، وتُتَّخَذُ للقوسِ وَترًا، ويستعملُونَها في أعناقِ إِبلِهِم أوْ خيلِهِم، أوْ في أعناقِهم، يزْعُمونَ أنَّهُ يمنعُ العينَ، وهذا مِن الشركِ. 5-الاستنجاءُ: مأخوذٌ من النَّجْوِ، وهُو: إزالةُ أثرِ الخارجِ من السبيلينِ؛ لأنَّ الإنسانَ الذي يتمَسَّحُ بعدَ الخلاءِ يُزِيلُ أثَرَهُ. 6-الرّقى الشركية: فهي التي فيها استعاذة أو استغاثة بغير الله، أو كان فيها شيء من أسماء الشياطين، أو اعتقد المرقي فيها بأنها تؤثر بنفسها؛ فهذا تكون الرقية غير جائزة . 7- البَرَكةُ:هيَ كثْرةُ الخيرِ وثبُوتُهُ. 8- العُكوفُ:مُلازمةُ الشيءِ 9- الذرائعُ هي: الطرقُ المُوصِلَةُ إلى الشَّيْءِ. 10- التبرك:هو طلب الخير الكثير، وطلب ثباته، وطلب لزومه. 11- الصلاةُ في اللغةِ: الدُّعاءُ. وفي الشَّرْعِ:عبادةٌ للهِ ذاتُ أقوالٍ وأفعالٍ معلومةٍ، مُفْتَتَحَةٌ بالتكبيرِ، مُخْتَتَمَةٌ بالتسليمِ. 12-النُّسُكُ لغةً:العبادةُ. وفي الشَّرْعِ: ذبْحُ القُرْبانِ. 13- العقيقةُ: وهيَ التي تُذْبَحُ عن المولودِ في يومِ سابعِهِ، إنْ كانَ ذكرًا فاثنتانِ، وإنْ كانَت أُنْثى فواحدةٌ، وتُجزِئُ الواحدةُ معَ الإعسارِ في الذُّكورِ، وهيَ سُنَّةٌ عندَ أكثرِ أهلِ العلمِ. 14- اللعنُ مِن اللهِ: الطَّرْدُ والإبعادُ عنْ رحمةِ اللهِ. 15-الكوثر: هو الخير العظيم الذي منه النهر الذي في الجنة 16-الوثنُ: كلُّ ما عُبِدَ مِنْ دونِ اللهِ مِنْ شَجَرٍ أوْ حَجَرٍ، سواءٌ نُحِتَ أوْ لمْ يُنْحَتْ. والصَّنمُ: يَخْتَصُّ بما صنَعَهُ الآدميُّ. 17-النَّذْرُ في اللغةِ: الإلزامُ والعهدُ. واصطلاحًا: إلزامُ المُكَلَّفِ نفْسَهُ للهِ شيئًا غيرَ واجبٍ. 18-العيد: هو:المكان، أو الزمان الذي يعود أو يُعاد إليه. 19-(الاستعاذة): طلب العياذ، يقال: استعاذ، إذا طلب العياذ، والعياذ: طلب ما يؤمِّن من الشر، الفرار من شيء مخوف إلى ما يؤمن منه، أو إلى من يؤمن منه. ويقابلها اللياذ، وهو: الفرار إلى طلب الخير، أو التوجه والاعتصام والإقبال لطلب الخير. 20- والاسْتغاثةُ: طَلَبُ الغَوْثِ، وهوَ إزالةُ الشِّدَّةِ، قال ابن فارس: (الغوث: كلمة واحدة، من الإغاثة، وهي: طلب النصرة والإعانة عند الشدة) . 21-الدعاءُ طَلَبُ ما يَنْفَعُ، أوْ طَلَبُ دَفعِ ما يَضُرُّ 22-والمَغْفِرةُ سَتْرُ الذَّنْبِ والتَّجاوُزُ عنهُ، مَأْخُوذَةٌ مِن الْمِغْفَرِ، وهوَ ما يُتَّقَى بهِ السِّهامُ، والْمِغْفَرُ فيهِ سَتْرٌ ووِقايَةٌ. 23-والشُّكْرُ فَسَّرُوهُ بأنَّهُ: القيامُ بطاعةِ المُنْعمِ 24- الضلالُ:أنْ يَتِيهَ الإنْسانُ عن الطريقِ الصحيحِ 25-المنافقُ: هوَ الذي يُظهِرُ الإسلامَ ويُبطِنُ الكفرَ 26-الرزق:اسم عام يشمل كل ما يصلح أن يرزق، يعني: أن يمنح ويعطى 27-الخبيرُ: العالِمُ ببواطنِ الأمورِ 28- الإنذارُ: الإعلامُ المقرونُ بتخويفٍ 29- القطمير: وهو غلاف النواة؛ أو الحبل الواصل من أعلى النواة إلى ظاهر الثمرة |
كناشة الفوائد
التقاسيم والفروق:
1-التعَلُّقِ بغيرِ اللهِ يقعُ على ثلاثةِ أقسامٍ: الأوَّلُ: ما يُنَافِي التوحيدَ مِنْ أصْلِهِ، وهو أنْ يتعَلَّقَ بشيءٍ لا يُمْكِنُ أنْ يكونَ لهُ تأثيرٌ، ويعْتَمِدُ عليهِ اعتمادًا كاملاً مُعْرِضًا عن اللهِ، مثلَ: تعلُّقِ عُبَّادِ القبورِ بمَنْ فيها عندَ حُلُولِ المصائبِ؛ ولهذا إذا مسَّتْهُم الضرَّاءُ الشديدةُ يقولونَ: يا فُلانُ! أنْقِذْنَا. فَهذا لا شكَّ أنَّهُ شركٌ أكبرُ مخرجٌ عن المِلَّةِ. الثاني: ما يُنَافِي كمالَ التوحيدِ، أنْ يعتمدَ على سببٍ شرعيٍّ صحيحٍ معَ الإِعْرَاضِ عن المُسَبِّبِ وهو اللهُ عزَّ وجلَّ، وعدَمِ صرفِ قلْبِهِ إليهِ. فهذا نوعٌ من الشِّركِ، ولا نقولُ: شِرْكٌ أكبرُ؛ لأنَّ هذا السببَ جعلَهُ اللهُ سببًا. الثالثُ: أنْ يتعلَّقَ بالسببِ تعَلُّقًا مجَرَّدًا لكوْنِهِ سببًا فقطْ، معَ اعتمادِه الأصليِّ على اللهِ، فيعتقدُ أنَّ هذا السببَ مِن اللهِ، وأنَّ اللهَ لوْ شاءَ لأبطلَ أثَرَهُ، ولوْ شاءَ لأبْقَاهُ، وأنَّهُ لا أثرَ لسببٍ في مشيئةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فهذا لا يُنَافِي التوحيدَ لا كمالاً ولا أصْلاً، وعلى هذا لا إثمَ فيهِ. 2-الرقى: -منها ما هو جائز مشروع. -ومنها ما هو شركيّ. 3- طلبُ البرَكةِ لا يخْلُو مِنْ أمرَيْنِ: أحدهما: أنْ يكونَ التبرُّكُ بأمرٍ شرعيٍّ معلومٍ، مثلِ القُرْآنِ، قالَ تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ}. الآخر:أنْ يكونَ بأمرٍ حسِّيٍّ معلومٍ، مثلِ: العِلْمِ والدُّعاءِ ونحْوِهِ، فهذا الرَّجُلُ يُتَبَرَّكُ بعِلْمِهِ ودَعْوَتِهِ إلى الخيرِ، فيكونُ هذا برَكَةً؛ لأنَّنا نِلْنَا مِنهُ خيرًا كثيرًا. 4- اختلفَ العُلماءُ في ضابطِ الشركِ الأصغرِ على قوليْنِ: القولُ الأوَّلُ: أنَّ الشِّركَ الأصغرَ:كلُّ شيءٍ أطْلقَ الشارعُ عليهِ أنَّهُ شِرْكٌ، ودَلَّت النصوصُ على أنَّهُ ليسَ من الأكبرِ، مثلَ: ((مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ)). نقولُ: الشِّركُ هنا أصغرُ؛ لأنَّهُ دلَّت النصوصُ على أنَّ مُجَرَّدَ الحلفِ بغيرِ اللهِ لا يُخْرِجُ مِن المِلَّةِ. القولُ الثاني:أنَّ الشِّركَ الأصغرَ: ما كانَ وسيلةً للأكبرِ، وإنْ لمْ يُطْلِق الشرعُ عليهِ اسمَ الشركِ، مثلَ: أنْ يعتمدَ الإنسانُ على شيءٍ كاعتمادِهِ على اللهِ لكنَّهُ لمْ يتَّخِذْهُ إلهًا، فهذا شِرْكٌ أصغرُ؛ لأنَّ هذا الاعتمادَ الذي يكونُ كاعتمادِهِ على اللهِ يؤَدِّي بهِ في النهايةِ إلى الشِّركِ الأكبرِ. 5-الذرائعُ نوعانِ: الأول:ذرائعُ إلى أمورٍ مطلوبةٍ، فهذهِ لا تُسَدُّ، بلْ تُفْتَحُ وتُطْلَبُ. الثاني:ذرائعُ إلى أمورٍ مذمومةٍ، فهذهِ تُسَدُّ. 6-التبرك بالشجر، أو بالحجر، أو بالقبر، أو ببقاع مختلفة: -قد يكون شركاً أكبر. - وقد يكون شركاً أصغر. - يكون شركاً أكبر: إذا طلب بركتها معتقداً أن هذا الشجر، أو الحجر، أو القبر إذا تمسح به، أو تمرّغ عليه، أو التصق به يتوسط له عند الله، فإذا اعتقد فيه أنه وسيلة إلى الله، فهذا اتخاذ إله مع الله جل وعلا، وشرك أكبر. ويكون التبرك شركاً أصغر: إذا كان هذا التبرك بنثر التراب عليه، أو إلصاق الجسم بذلك، أو التبرك بعين ونحوها، إذا كان من جهة أنه جعله سبباً لحصول البركة بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله. 7-التبرك بالصالحين قسمان: أ-تبرك بذواتهم - بعرقهم. - بسؤرهم يعني بقية الشراب. - بلعابهم الذي اختلط بالنوى مثلاً، أو ببعض الطعام. - أو التبرك بشعرهم، أو نحو ذلك. فهذا لا يجوز، وهو من البدع المحدثة. ب- والقسم الثاني: بركة عمل وهي: الإقتداء بالصالحين في صلاحهم. والاستفادة من أهل العلم، والتأثر بأهل الصلاح، وهذا أمر مطلوب، والتبرك بالصالحين بهذا المعنى مطلوب شرعاً. 8-التعلق بأستار الكعبة رجاء البركة؛ فهذا من وسائل الشرك، ومن الشرك الأصغر إذا اعتقد أن ذلك التبرك سبب. - أما إذا اعتقد أن الكعبة ترفع أمره إلى الله، أو أنه إذا فعل ذلك عظُم قدره عند الله، وأن الكعبة يكون لها شفاعة عند الله، أو نحو تلك الاعتقادات التي فيها اتخاذ الوسائل إلى الله جل وعلا، فهذا يكون التبرك على ذاك النحو شرك أكبر. 9- الذبحُ لغيرِ اللهِ ينقسمُ إلى قسميْنِ: الأول:أنْ يذبَحَ لغيرِ اللهِ تقرُّبًا وتعظيمًا، فهذا شِرْكٌ أكبرُ مُخرِجٌ عن المِلَّةِ. الثاني:أنْ يذْبحَ لغيرِ اللهِ فرَحًا وإكرامًا، فهذا لا يُخْرِجُ منَ الملَّةِ، بلْ هوَ مِن الأمورِ العاديَّةِ التي قدْ تكونُ مطلُوبةً أحيانًا وغيرَ مطلوبةٍ أحيانًا، فالأصْلُ أنَّها مُبَاحَةٌ. 10-أحوال الذبح من حيث الاستعانة والقصد أربعة : الأولى:أن يذبح باسم الله لله، وهذا هو التوحيد. والثانية:أن يذبح باسم الله لغير الله، وهذا شرك في العبادة. والثالث: أن يذبح باسم غير الله لغير لله، وهذا شرك في الاستعانة، وشرك في العبادة أيضا. والرابع:أن يذبح بغير اسم الله ويجعل الذبيحة لله، وهذا شرك في الربوبية. 11-الكبائر قسمان: - قسم منها راجع إلى جهة الاعتقاد، والعمل الذي يصحبه اعتقاد.(مثل الاستغاثة والاستعانة والنذر لغير الله) - وقسم منها راجع إلى جهة العمل الذي لا يصحبه اعتقاد.(مثل الزنا وأكل الربا والتولي يوم الزحف) 12- أقسامُ النَّذْرِ ستة: الأوَّلُ: ما يَجِبُ الوفاءُ بهِ، وهوَ نذْرُ الطاعةِ؛ لقوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ)). الثاني: ما يحْرُمُ الوفاءُ بهِ، وهوَ نذْرُ المعصيَةِ؛ لقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ فَلاَ يَعْصِهِ)) وقوْلِهِ: ((فَإِنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ)). الثالثُ: ما يَجْرِي مَجْرَى اليمينِ، وهوَ نذْرُ الْمُباحِ، فيُخَيَّرُ بينَ فِعْلِهِ وَكَفَّارةِ اليمينِ، مثلُ: لوْ نذَرَ أنْ يَلْبَسَ هذا الثوبَ، فإنْ شاءَ لبِسَهُ، وإنْ شاءَ لَمْ يلْبَسْهُ وكفَّرَ كفَّارةَ يمينٍ. الرابعُ: نَذْرُ اللِّجَاجِ والغضبِ. وسُمِّيَ بهذا الاسمِ؛ لأنَّ اللِّجَاجَ والغضبَ يَحْمِلانِ عليهِ غالبًا، وليسَ بلازمٍ أنْ يكونَ هناكَ لِجَاجٌ وغضَبٌ، وهوَ الذي يُقْصَدُ بهِ معنى اليمينِ؛ الحثُّ أو المنعُ أو التصديقُ أو التكذيبُ. مثلُ لوْ قالَ: حصَلَ اليومَ كذا وكذا. فقالَ الآخَرُ: لمْ يحْصُلْ. فقالَ: وإنْ كانَ حاصِلاً فَعَلَيَّ للهِ نَذْرٌ أنْ أصومَ سنةً، فالغرضُ مِنْ هذا النذْرِ التكذيبُ. فإذا تبيَّنَ أنَّهُ حاصلٌ فالنَّاذِرُ مُخَيَّرٌ بينَ أنْ يصومَ سنةً، وبينَ أنْ يُكفِّرَ كفَّارةَ يمينٍ؛ لأنَّهُ إنْ صامَ فقدْ وَفَّى بنذْرِهِ، وإنْ لمْ يصُمْ حَنِثَ، والحانِثُ في اليمينِ يُكَفِّرُ كفَّارةَ يمينٍ. الخامسُ: نذْرُ المكْرُوهِ، فيُكْرَهُ الوفاءُ بهِ وعليهِ كفَّارةُ يمينٍ. السادسُ: النذرُ المُطْلَقُ، وهوَ الذي ذُكِرَ فيهِ صيغةُ النَّذْرِ، مثلُ أنْ يقولَ: للهِ عَلَيَّ نَذْرٌ. فهذا كفَّارَتُهُ كفَّارَةُ يمينٍ، كما قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((كَفَّارَةُ النَّذْرِ إِذَا لَمْ يُسَمِّ كَفَّارَةُ يَمِينٍ)). 13- الفرقُ بينَ النذر لغير الله وبينَ نذرِ المعصيَةِ: أ-أنَّ النذرَ لغيرِ اللهِ ليسَ للهِ أصلاً، ونذرُ المعصيَةِ للهِ ولكنَّهُ على معصيَةٍ منْ معاصيهِ، ب-النَّذْرُ لغيرِ اللهِ لا يَنْعقِدُ إطلاقًا، ولا تَجِبُ فيهِ كفَّارةٌ، بَلْ شِرْكٌ تَجِبُ التوبةُ منهُ، كالحَلْفِ بغيرِ اللهِ فلاَ يَنْعَقِدُ، ولَيْسَ فيهِ كفَّارةٌ. وأمَّا نذرُ المعصيَةِ فيَنْعقِدُ، لكنْ لا يجوزُ الوفاءُ بهِ، وعليهِ كفَّارةُ يمينٍ، كالحلِفِ باللهِ على المُحَرَّمِ يَنْعقِدُ وفيهِ كفَّارةٌ. 14-القَسَمُ بالآياتِ نوعان: -فإنْ أرادَ الآياتِ الشرْعِيَّةَ فجائزٌ. -وإنْ أرادَ الآياتِ الكونيَّةَ فغيرُ جائزٍ 15- حُكمِ الاستعاذةِ بالمخلوقِ؛ فيه تفصيلٌ: -فإنْ كانَ المَخْلوقُ لاَ يَقْدِرُ عليهِ فهيَ مِن الشرْكِ. -أمَّا الاسْتِعاذَةُ بمَخْلوقٍ فيما يَقْدِرُ عليهِ فهيَ جائزةٌ. 16- في الاستغاثة حالان : فَلَو اسْتَغَاثَ بِمَيِّتٍ ليُدَافِعَ عنهُ، أوْ بغائِبٍ أوْ بِحَيٍّ حَاضِرٍ ليُنْزِلَ المَطَرَ، فهذا كُلُّهُ مِن الشرْكِ. ولو اسْتَغَاثَ بِحَيٍّ حَاضِرٍ فيما يَقْدِرُ عليهِ كانَ جائزًا؛ قالَ اللهُ تعالَى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}. 17- الدعاء نوعان : الأَوَّلُ: دُعَاءُ عبادةٍ. وهوَ أنْ يكونَ قائمًا بأَمْرِ اللهِ؛(كالمُصَلِّي، والصَّائمِ، والمُزَكِّي) يُرِيدُ بذلكَ الثَّوابَ والنَّجاةَ مِن العِقَاب، ففِعْلُهُ مُتَضَمِّنٌ للدُّعَاءِ بلسانِ الحالِ، وقدْ يَصْحَبُ فعلَهُ هذا دُعَاءٌ بلسانِ المقالِ. الثاني: دُعَاءُ مسألةٍ، وهوَ طلبُ ما يَنْفَعُ، أوْ طَلَبُ دَفْعِ ما يَضُرُّهُ. 18- الشكر يكونُ في ثَلاَثَةِ مَواضِعَ: الأول: في القلبِ: وهوَ أنْ يَعْتَرِفَ بقَلْبِهِ أنَّ هذهِ النعمةَ مِن اللهِ، فَيَرَى أنَّ للهِ فَضْلاً عَلَيْهِ بِهَا، قالَ تَعَالَى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ}. الثاني: اللِّسَانُ: وهوَ أنْ يَتَحدَّثَ بها على وَجْهِ الثناءِ على اللهِ والاعْتِرَافِ وعَدَمِ الجُحودِ، لا على سَبِيلِ الفَخْرِ والخُيَلاَءِ والترفُّعِ على عبادِ اللهِ. فيَتَحدَّثُ بالغِنَى لا لِيَكْسِرَ خاطرَ الفقيرِ، بلْ لأجْلِ الثناءِ على اللهِ. الثالث: الجَوَارِحُ: وهوَ أنْ يَسْتَعْمِلَها في طاعةِ المُنْعِمِ، على حَسَبِ ما يَخْتَصُّ بها. فمثلاً: شُكْرُ اللهِ عَلَى نعمةِ العلْمِ أنْ تعْمَلَ بِهِ، وتُعلَّمَهُ الناسَ. |
كناشة الفوائد
تابع القسم الثاني : من باب ما جاء في الرقى والتمائم الى باب أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون
القواعد والفوائد : 1-هل يجوزُ تعليقُ القرآنِ للاستشفاءِ بهِ ؟ فيه قولان : الجواز والمنع , والمنع أرجح للأسباب التالية : الأولى: عدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم، فالاستشفاء بالقرآن لم ينقل عنهم إلا بالرقية به. الثانية: أنه يجر إلى الاستغناء بغير المشروع والعدول عن المشروع المأذون فيه. الثالثة: أنه قد يقترن به ما ينافي تعظيم القرآن كالغيبة ودخول الخلاء. 2-يرى بعضُ أهلِ العلمِ الترخيصَ في الرُّقْيةِ مِن القرآنِ للعينِ والحمةِ وغيرِهما عامَّةً، ويقولُ: إنَّ معنى قولِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ)) أيْ: لا يُطْلَبُ الاسترقاءُ إلاَّ مِن العينِ والحُمَةِ . 3-شروطُ جوازِ القراءةِ للرُّقى ثلاثةٌ: الأوَّلُ: أنْ لا يعتقدَ أنَّها تنفعُ بذاتِها دونَ الله، فإن اعتقدَ أنَّها تنفعُ بذاتِها مِن دونِ اللهِ فهوَ مُحَرَّمٌ؛ لأنَّهُ شِرْكٌ، بلْ يَعْتَقِدُ أنَّها سببٌ لا تنفعُ إلاَّ بإذنِ اللهِ. الثاني: أنْ لا تكونَ ممَّا يُخَالِفُ الشرعَ، كما إذا كانتْ متضمِّنَةً دعاءَ غيرِ اللهِ، أو استغاثةً بالجنِّ، وما أشبهَ ذلكَ؛ فإنَّها محرَّمَةٌ بلْ شِرْكٌ. الثالثُ: أنْ تكونَ مفهومةً معلومةً، فإنْ كانتْ منْ جنْسِ الطلاسِمِ والشعوذةِ؛ فإنَّها لا تجُوزُ. 4-الرّقى الشركية: فهي التي فيها استعاذة أو استغاثة بغير الله، أو كان فيها شيء من أسماء الشياطين، أو اعتقد المرقي فيها بأنها تؤثر بنفسها 5-دار الأمر على أنَّ التمائم كلها منهيّ عنها، سواء اعتقد فيها أو لم يعتقد؛ لأن حاله إن اعتقد فهو في شرك أصغر، وإن لم يعتقد فإنه شابه أولئك المشركين، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من تشبه بقوم فهو منهم)). 6-التولة نوع من أنواع السحر، والسحر شرك بالله -جل وعلا-، وكفر، وهذا أيضاً عموم، وكل أنواعه شرك. 7-فعل أهل الجاهلية في التبرك يشمل ثلاثة أشياء: التعظيم: تعظيم العبادة، وهذا لا يجوز إلا لله، تعظيمٌ أنَّ هذا يتوسل ويتوسط لهم عند الله جل وعلا، وهذا لا يجوز وهو من أنواع العبادة، واعتقاد شركي. والثاني: أنهم عكفوا عندها ولازموا، والعكوف والملازمة نوع عبادة، فإذا عكف ولازم تقرباً، ورجاءً، ورغبة، ورهبة، ومحبة؛ فهذا نوع من العبادة. والثالث:التبرك. فإذاً: يكون الشرك الأكبر ما ضم هذه الثلاث. 8-ماجاءَ في لسانِ الشرعِ يُحْمَلُ على الحقيقةِ الشَّرعيَّةِ، كما أنَّ ما جاءَ في لسانِ العُرفِ فهوَ محمولٌ على الحقيقةِ العُرفيَّةِ. 9-(السبَبَ بمنزلةِ المباشرةِ في الإثمِ، وإنْ كانَ يُخالِفُهُ في الضمانِ على تفصيلٍ في ذلكَ عندَ أهلِ العلمِ). 10-كوْنُ الأمرِ لا يُذْكَرُ في حديثٍ لا يقْتَضِي عدَمَهُ، فعدَمُ الذِّكرِ ليْسَ ذِكرًا للعدمِ 11-مَنْ تعَبَّدَ بعبادةٍ طُولِبَ بالدليلِ؛ لأنَّ الأصلَ في العباداتِ الحظرُ والمنعُ إلاَّ إذا قامَ الدليلُ على مشرُوعيَّتِهَا. وأمَّا الأكلُ والمعاملاتُ والآدابُ واللباسُ وغيْرُها فالأصلُ فيها الإباحةُ، إلاَّ ما قامَ الدليلُ على تحرِيمِهِ. 12-بركة العلم أو بركة العمل، بركة الصلاح، لا تنتقل، وبالتالي يكون التبرك بأهل الصلاح: هو الاقتداء بهم في صلاحهم,والتبرك بأهل العلم:هو الأخذ من علمهم، والاستفادة من علومهم، وهكذا. ولا يجوز أن يُتبرك بهم بمعنى: يُتمسح بهم، أو يُتبرك بريقهم. 13-اعتقاد المشركين في شجرة ذات أنواطيشمل ثلاثة أشياء: الأول:أنهم كانوا يعظمونها. الثاني: أنهم كانوا يعكفون عندها. الثالث: أنهم كانوا ينوطون بها الأسلحة رجاء نقل البركة من الشجرة إلى السلاح حتى يكون أمضى، وحتى يكون خيره لحامله أكثر. 14-الذي يدفع العين: - قراءة القرآن. - والأدعية المشروعة. - والاستعاذة بالله جل وعلا، ونحو ذلك مما جاء في الرقية. 15-طلب الدعاء من الآخرين: قال العلماء فيه: (الأصل فيه الكراهة). 16-طلب الدعاء من المسلم الحي يكون مشروعاً إذا قُصِد به: -نفع الداعي. - ونفع المدعو له. 17-متى وُجِدَ الإيمانُ حقًّا لَزِمَ منْ وجودِهِ الإسلامُ. وأمَّا إذا قُرِنَا جميعًا صارَ الإسلامُ في الظاهرِ، والإيمانُ في الباطنِ 18-الأُضْحِيَّةُ ليْسَتْ عن الأمواتِ كما يفْهَمُهُ العوامُّ، بلْ هيَ للأحياءِ، وأمَّا الأمواتُ فليسَ مِن المشروعِ أنْ يُضَحَّى لَهُم استقلالاً، إلاَّ إنْ أَوْصَوْا بهِ فعلَى ما أَوْصَوْا بهِ؛ لأنَّ ذلكَ لم يَرِدْ عن الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. وأمَّا العقيقةُ: وهيَ التي تُذْبَحُ عن المولودِ في يومِ سابعِهِ، إنْ كانَ ذكرًا فاثنتانِ، وإنْ كانَت أُنْثى فواحدةٌ، وتُجزِئُ الواحدةُ معَ الإعسارِ في الذُّكورِ، وهيَ سُنَّةٌ عندَ أكثرِ أهلِ العلمِ. 19-فائدة لغوية : قالَ شيخُ الإسلامِ:(لا تُطْلَقُ الكلمةُ في اللغةِ العربيَّةِ إلاَّ على الجملةِ المفيدةِ). 20-مَنْ أُكْرِهَ على الكفرِ لمْ يكُنْ كافرًا ما دامَ قلْبُهُ مُطْمَئِنًّا بالإيمانِ ولمْ يَشْرَحْ بالكُفْرِ صدرًا. 21-ظاهرُ السُّنَّةِ: أنَّ القُنُوتَ إنَّما يُشْرَعُ في النَّوازلِ التي تكونُ مِنْ غيرِ اللهِ، مِثلِ: إيذاءِ المسلمينَ والتَّضْيِيقِ عَلَيْهِم. أمَّا ما كانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ؛ فإنَّهُ يُشْرَعُ لهُ ما جَاءتْ بهِ السُّنَّةُ، مثلُ: الكُسُوفِ، فيُشْرَعُ لهُ صلاةُ الكسوفِ، والزلازلُ شُرِعَ لها صلاةُ الكُسُوفِ، كما فَعَلَ ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما وقالَ: (هذهِ صلاةُ الآياتِ)وَالْجَدْبُ يُشْرَعُ لهُ الاسْتِسْقَاءُ، وهكذا. 22-قاعدة في: أنواع الاستدلال على أن عملاً من الأعمال، صرفه لغير الله -جل وعلا- شرك أكبر: -النوع الأول:فكل دليل من الكتاب أو السنة فيه إفراد الله بالعبادة، يكون دليلاً على أن كل عبادة لا تصلح إلا لله، هذا نوع من الأدلة. والنوع الثاني من الاستدلال: أن تستدل على المسائل بأدلة خاصة وردت فيها: -تستدل على الذبح بأدلة خاصة وردت في الذبح. -تستدل على وجوب الاستغاثة بالله وحده دون ما سواه على أدلة خاصة بالاستغاثة، وعلى أدلة خاصة بالاستعاذة، ونحو ذلك. |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله هذه تقاسيم من بعض شروح كتاب التوحيد من أول باب إلى غاية باب السحر أسأل الله أن ينفعنا و إياكم بها http://www.labenat.com/vb/up/taqasem_ktab_tawhed_5.rar http://www.labenat.com/vb/up/taqasem_ktab_tawhed_a.rar |
فائدة من باب ما جاء في اللو:
1 (لو) تُستعمَلُ علَى عدَّةِ أوجهٍ: الوجهُ الأوَّلُ: أن تستعملَ في الاعتراضِ علَى الشَّرعِ، وهذا محرَّمٌ، قال تعالَى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} في غزوةِ أُحُدٍ حينَما تخلَّفَ أثناءَ الطَّريقِ عبدُ اللهِ بنُ أبيٍّ في نحوِ ثُلثِ الجيشِ، فلمَّا اسْتُشْهِدَ من المسلمينَ سبعونَ رجلاً اعترضَ المنافقونَ علَى تشريعِ الرَّسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم، وقالوا: لوْ أطاعونَا ورجعوا كما رجَعْنا ما قُتِلوا؛ فَرَأْيُنا خيرٌ منْ شرعِ محمَّدٍ، وهذا محرَّمٌ، وقدْ يصلُ إلَى الكفرِ. الثَّاني: أن تستعملَ في الاعتراضِ علَى القدَرِ، وهذا محرَّمٌ أيضًا، قال تعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإَِّخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} أي: لوْ أنَّهم بَقُوا ما قُتِلُوا، فهم يَعْتَرِضُون علَى قدَرِ اللهِ. الثَّالثُ: أن تُستعملَ للنَّدمِ والتَّحسُّرِ، وهذا محرَّمٌ أيضًا؛ لأنَّ كلَّ شيءٍ يَفْتَحُ النَّدمَ عليكَ فإنَّهُ منهيٌّ عنه؛ لأنَّ النَّدمَ يُكسِبُ النَّفسَ حزنًا وانقباضًا، واللهُ يريدُ منَّا أن نكونَ في انشراحٍ وانبساطٍ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم: ((احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واستَعِنْ بِاللهِ وَلا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أنِّي فَعَلْتُ كَذَا لَكَانَ كَذَا، فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطانِ)). مثالُ ذلك: رجلٌ حرَصَ أن يشتريَ شيئًا يظنُّ أنَّ فيهِ ربحًا فخسِرَ، فقالَ: لوْ أنِّي ما اشتريتُهُ ما حصَلَ لي خَسارةٌ، فهذا نَدمٌ وتَحسُّرٌ، ويقعُ كثيرًا وقدْ نُهِي عنه. الرابعُ: أنْ تُسْتَعْمَلَ في الاحتجاجِ بالقدرِ علَى المعصيَةِ، كقولِ المشركين: {لوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا} وقولِهم: {لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} وهذا باطِلٌ. الخامسُ: أنْ تُستعْمَلَ في التَّمنِّي، وحكمُهُ حسَبَ المُتَمَنَّى: إنْ كانَ خيرًا فخيرٌ، وإنْ كانَ شرًّا فشرٌّ، وفي (الصَّحيحِ) عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم في قصَّةِ النَّفرِ الأربعةِ قالَ أحدُهم: ((لَوْ أنَّ لي مَالاً لعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ)). فهذا تمنَّى خيرًا. وقالَ الثَّاني: ((لَوْ أنَّ لي مالاً لعَمِلْتُ بعَمَلِ فلاَنٍ)) فهذا تمنَّى شرًّا. فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم في الأوَّلِ: ((فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فأجرُهما سَواءٌ)). وقالَ في الثَّاني: ((فَهوَ بِنِيَّتِهِ، فوِزرُهما سواءٌ)). السادسُ: أن تُسْتَعْمَلَ في الخبرِ المحضِ، وهذا جائزٌ، مثلُ: لوْ حضرْتَ الدَّرسَ لاستفدْتَ، ومنهُ قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم:((لَوِ استَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا استَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ ولأََحْلَلْتُ مَعَكُم)) فأخبرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ أنَّهُ لوْ علِمَ أنَّ هذا الأمرَ سيكونُ من الصَّحابةِ ما ساقَ الهدْيَ ولأََحَلَّ، وهذا هوَ الظَّاهرُ لي. فائدة من باب ما جاء في منكري القدر: 1 والقَدَرُ يُطْلَقُ على معْنَيَيْنِ: الأوَّلُ: التَّقديرُ؛ أيْ: إرادةُ اللهِ الشيْءَ عزَّ وجلَّ. الثَّاني: الْمُقدَّرُ؛ أيْ: ما قَدَّرَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ. والتَّقديرُ يكونُ مُصاحِبًا للفعلِ وسابقًا لهُ، فالمُصَاحِبُ للفعلِ هوَ: الَّذي يكونُ بهِ الفعلُ. والسَّابقُ هوَ: الَّذي قدَّرَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ في الأزَلِ. مثالُ ذلكَ: (خَلْقُ الجنينِ في بَطْنِ الأمِّ) فيهِ تقديرٌ سابقٌ عِلْمِيٌّ قبلَ خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرضِ بخمسينَ ألفَ سنةٍ، وفيهِ تقديرٌ مُقَارِنٌ للخلقِ والتَّكوينِ، وهذا الَّذي تَتَعَلَّقُ بهِ القدرةُ؛ أيْ: تقديرُ اللهِ لهذا الشَّيءِ عندَ خلقِهِ. والإيمانُ بالقَدَرِ يتعلَّقُ بتوحيدِ الرُّبوبيَّةِ خُصُوصًا، ولهُ تَعَلُّقٌ بتوحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ؛ لأنَّهُ مِنْ صفاتِ كمالِ اللهِ عزَّ وجلَّ. 2 فإنْ قيلَ: وهل القلمُ يَعْلَمُ الغيبَ؟ الجوابُ: لا، لكنَّ اللهَ أمرَهُ، ولا بُدَّ أنْ يمتثلَ لأمرِ اللهِ. فَكَتَبَ هذا القلمُ الَّذي يُعتبرُ جمادًا بالنِّسبةِ لمفهومِنَا، كَتَبَ كلَّ شيءٍ أمرَهُ اللهُ أنْ يكْتُبَهُ؛ لأنَّ اللهَ إذا أرادَ شيئًا قالَ لهُ: كُنْ، فيكونُ على حَسَبِ مُرَادِ اللهِ. 3 قولُهُ: ((إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) هوَ يومُ البعثِ، وسُمِّيَ يومَ القيامةِ؛ لقيامِ أُمُورٍ ثلاثةٍ فيهِ: الأوَّلُ: قيامُ النَّاسِ منْ قبورِهِم لربِّ العالمينَ، كما قالَ تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}. الثَّاني: قيامُ الأشهادِ الَّذين يَشْهَدونَ للرُّسُلِ وعلى الأُمَمِ؛ لقولِهِ تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}. الثَّالثُ: قيامُ العدلِ؛ لقولِهِ تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}. 4 مَسْأَلَةٌ: الإيمانُ بالقدرِ هَلْ هوَ مُتَعَلِّقٌ بتوحيدِ الرُّبوبيَّةِ، أوْ بالألوهيَّةِ، أوْ بالأسماءِ والصِّفاتِ؟ الجوابُ: تَعلُّقُهُ بالرُّبوبيَّةِ أكثرُ منْ تَعَلُّقِهِ بالألوهيَّةِ والأسماءِ والصِّفاتِ، ثمَّ تَعَلُّقُهُ بالأسماءِ والصِّفاتِ أكثرُ منْ تَعَلُّقِهِ بالألوهيَّةِ، وتَعَلُّقُهُ بالألوهيَّةِ أيضًا ظاهرٌ؛ لأنَّ الألوهيَّةَ بالنِّسبةِ للهِ يُسَمَّى توحيدَ الألوهيَّةِ، وبالنِّسبةِ للعبدِ يُسمَّى توحيدَ العبادةِ، والعبادةُ فعلُ العبدِ، فلها تعلُّقٌ بالقدَرِ، فالإيمانُ بالقدرِ لهُ مَسَاسٌ بأقسامِ التَّوحيدِ الثَّلاثةِ. |
باب من الشرك أن يستغيث بغير الله، أو يدعو غيره " وقول الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ - وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 106 - 107] [يونس: 106، 107] وقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 17] [العنكبوت: 17] . وقول الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ - وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 5 - 6] [الأحقاف: 5 - 6] . وقول الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ} [النمل: 62] [النمل: 62] . ـــــــــــــــــــــــــــــ |
فوائد منتقاة من شرح كتاب التوحيد ( من الباب الأول إلى باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما )*
1. متن التوحيد شبهه العلماء بأنه قطعة من البخاري.
2. صنفه الإمام عبد الوهاب ابتداءاً في البصرة وأكمله لما قدم نجد. 3. يتخلص الكتاب في بيان أصول التوحيد ودلائله وطرق حمايته، وضده من الشرك ووسائله وكيفية اجتنابه. 4. لم يبتدأ الكتاب بخطبة من كلامه بل بدأ بالآيات الدالة على التوحيد وتليها الأحاديث النبوية كما فعل البخاري في صحيحه وهو من الأدب أن لا يجعل فاصلاً بين الحق وهو التوحيد والدال على الحق وهو الله وكلام الدال عليه وهو الرسول ﷺ. 5. ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فيها حصر وقصر باستخدام ( ما ) و (إلا) في قصر العبادة على الخلق. 6. الفرق بين تعليل الغاية وتعليل العلة كلاهما سواء ما بعدهما يكون مطلوب لمعرفة العلة أو الحكمة. 7. ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) فيها إثبات التوحيد ونفي عبادة الطواغيت. 8. وفي آية ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه .............ولا تشركوا به شيئاً ) فيه عموم لأنواع الشرك جميعها. 9. الوصايا العشر لابن مسعود في وصية النبي ﷺ التي افتتحت بالنهي عن الشرك في الآية ( قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً ). ___________________________________________________________________ 1. كلما زاد العبد التوحيد أمِن في الدنيا وفي الآخرة بمقدار عظمه وكان متعرضاً لدخول الجنة على ما كان من العمل، ويستفاد ذلك من عنوان الباب ( باب فضل التةحيد وما يكفر من الذنوب ) وتفسير آية الأنعام. 2. ( الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم ) العموم الذي يراد به الخصوص يظهر في الآية أي خص نوع من الظلم وهو الشرك لا في أنواع الظلم كلها. 3. من فضائل التوحيد أن يدخله الجنة ولو كان مقصراً في عمله. 4. الفرق بين التحريم المؤبد والتحريم بعد أمد، الأول : لن يدخل النار أبداً فيغفر الله له أو من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب، والثاني ربما يخلها ولكن يحرم البقاء فيها. 5. الذي يقر بالتوحيد ويجتنب ضده وقد عمل بعض المعاصي ومات بلا توبة فهو تحت المشيئة إن شاء الله عذبه ثم حرم عليه النار وإن شاء غفر له وحرم عليه النار ابتداءاً. ___________________________________________________________________ 1. تحقيق التوحيد بثلاث أشياء ترك الشرك بأنواعه الأكبر والأصغر والخفي، وترك البدع بأنواعها، وترك المعاصي بأنواعها. 2. تحقيق التوحيد بدرجتين ، واجبة : بترك الشرك والبدع والمعاصي، ومستحبة : أن يترك ما لا بأس به حذراً مما به بأس في مجال أعمال القلوب واللسان والجوارح. أما مرتبة الخاصة فيها يتنافس المتنافسون. 3. صفات ابراهيم في آية ( إن ابراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين ) أمة يقتدى به، وقانتاً لله بدوام الطاعة، و حنيفاً أي مائلا عن الشرك. 4. الحكمة من ذكر قصة سيدنا ابراهيم أنه كان أمة ولم يستوحش طريق التوحيد وكما يقول بعض السلف ( ولا يغرك قلة السالكين ). 5. صفات الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ( لا يسترقون – طلب الرقية -، ولا يكتوون – يتداوون بالكي -، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ). 6. التداوي مشروع ولكن لا يخرم التوحيد، فلا يتعلق القلب بالأسباب بل يتوكل على الله. ___________________________________________________________________ 1. ثمرات الخوف من الشرك ( تعلم الشرك بأنواعه حتى لا يقع فيه، تعلم التوحيد بأنواعه حتى يعظم الشرك والخوف منه، الخائف من الشرك يكون قلبه مستقيماً على طاعة الله، مبتغياً طاعته ). 2. الشرك ثلاث ( أكبر وأصغر وخفي ). 3. الشرك الأكبر لا يغفر بينما دونه من الأصغر والخفي فهما تحت المشيئة. 4. حكم الذي مات على الشرك الأكبر يخلد في النار ولا يدخل الجنة . 5. صور الشرك الأصغر كثيرة ومنها تعليق التمائم ولبس الحلقة، والحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشئت ونسبة النعم إلى غير الله. 6. الرياء قسمان : رياء المسلم والمنافق فالأول أن يحسن عمله ليراه الناس فهو محبط للعمل. والثاني أن يظهر الإسلام ويبطن الكفر. 7. الشرك الأصغر يكون في النيات والأقوال والأعمال. 8. سبب التحذير من الشرك الخفي أنه قد يغفل الناس عنه. ___________________________________________________________________ 1. فوائد الدعوة إلى التوحيد : الإخلاص والبصيرة للقلب. 2. الشهادتان أصل التوحيد ثم يليها الفرائض والواجبات. 3. الإقرار بالتوحيد يعصم الدم والمال. 4. الشهادة نوعان : تكون بشيء رآه وتكون بشيء سمعه. 5. الإقرار بالتوحيد ثلاث مراحل ويتحقق باليقين في القلب ثم النطق بالشهادتان ثم الإخبار والإعلام وبه يخبر غيره بما شهد. 6. الدعاء نوعان دعاء مسألة ودعاء عبادة والأول للتوسل وطلب الحاجات والثاني فيه توجه لله وحده. 7. في آية ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ) فهؤلاء ساووا محبة الآلهة مع محبة الله. ___________________________________________________________________ 1. الحلقة إما أن تكون من نحاس أو حديد أو معدن. 2. يلبس الخيط أو الحلقة ويتعلق قلبه بها باعتقاد الشخص أنه سبب رفع البلاء أو دفعه. 3. ما الفرق بين مطلق التوحيد والتوحيد المطلق هو الكامل، أما مطلق التوحيد فهي أقل مراتبه. 4. الذي علق خيط أو حلقة ويعتقد أنها تنفع باستقلال يخلد في النار، ومن يعتقد أنها سبب هو من أهل النار. 5. لما سميت التميمة بذلك ؟ لأن صاحبها يعتقد أن الأمر قد تم. 6. في الحديث أن حذيفة رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه وهو دليل على هذا منكر عظيم يجب قطعه. |
التعريفات في القسم الأول من كتاب التوحيد :
1. العبادة : هي امتثال الأمر والنهي على جهة المحبة والرجاء والخوف. وفي تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية : اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. 2. الطاغوت : فعلوت من الطغيان، وهو كل ما جاوز الحد من متبوع أو معبود أو مطاع. 3. الأمن : هو الأمن التام في الدنيا وأن يأمن القلب والاهتداء التام في الدنيا والآخرة. 4. الطيرة : شيء يعرض على القلب من جراء شيء يحدث أمامه، إما يجعله يقدم على أمر أو يحجم عنه. 5. المغفرة : هي الستر لما يخاف وقوع أثره. 6. الصنم : ما كان على صورة ما يعبد من دون الله، كأن يكون شكل جسم حيوان أو إنسان أو كوكوب أو نجم أو غيرها. 7. الوثن : هو ما عبد من دون الله مما هو ليس على شكل صورة. 8. العلم المنتخب : الذي يتصيده طالب العلم من الكتب أو مما سمعه من اعلماء أو المشايخ أو طلبة العلم. 9. البصيرة للقب كالبصر للعين يبصر بها المعلومات والحقائق. 10. التميمة : نوع خرزات وأشياء توضع على صدور الصغار أو الكبار لدفع العين أو الضرر أو الحسد أو أثر الشياطين. 11. الودعة : نوع من الصدف أو الخرز يوضع على صدور الناس أو يعلق على العضد لدفع العين أو بعض الآفات. |
اقتراح
الحمد لله وحده ..
جزاكم الله خيرا يا إخوة على هذا المجهود الطّيب، ووفّقنا الله وإياكم لطلب العلم ومدوامة مذاكرته. عندي اقتراح قد يثري هذه المذاكرة، ويعين على المواظبة، ويدفع الملالة ، وهو : أنّي قد لاحظت في هذا الموضوع المخصّص للمذاكرة أنّ كلّ طالب يسرد الفوائد والتعريفات والفروق والتقاسيم التي اقتنصها جملة، فلا يحصل التفاعل بين الطلاب، ولا المدارسة عن طريق طرح الاستشكالات، والدعوة إلى التفكّر والمناقشة، والتي من شأنها أن تحفّز الطالب، وتدفعه لإعمال العقل وتجويد القريحة، وتحسين الفهم. فبدا لي أنّه من المستحسن أن يتمّ تنظيم عمليّة المذاكرة بحيث تتناول المدارسة كلّ مرّة وردا خاصا من المتن، ويعرض كلّ طالب ما استشكله في هذا الجزء من المتن أو في شروحه، أو يلفت انتباه زملائه إلى فائدة جديدة عن طريق السؤال ولا يعطي الجواب إلاّ بعد محاولات. وهكذا تقتصر هذه المذاكرة على طرح الاستشكالات وعرض الفوائد الفريدة ( لا كلّ الفوائد ). لا أدري إن كان بالإمكان تنفيذ هذا الاقتراح في موضوع جديد أو المواصلة في هذا الموضوع (وإن كنت أحبّذ الموضوع الجديد ) ولكنّ الأمر راجع إلى الإدارة. أرجو أن تأخذوا هذ الاقتراح في عين الاعتبار، ومن كان مستعدّا للمشاركة في هذا النوع من المذاكرة -بعد موافقة الإدارة- فعليه الالتزام بالمواظبة الدورية ويا حبّذا لو كانت يوميّة. وإن كان من العسير تطبيق هذا الاقتراح مع عدد كبير من المشاركين فيمكننا أن ننقسم إلى مجموعات. واختياري أن نبدأ هذا النوع من المذاكرة مع كتاب التوحيد لا يمنع أن نطبّقه مع غيره من المتون. والله الموفّق. |
قال تعالى : فﻻ تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون .سورة البقرة
|
الساعة الآن 05:10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir