![]() |
تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الرابع
تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في (الأسبوع الرابع) *نأمل من طلاب المستوى الأول الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد. |
الأحد: ١٤٣٨/٥/٢٩
🔆فضل الدعاء بقول الله تعالى :(اهدنا الصراط المستقيم) - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة:*{اهدِنَا الصِّرَاطَ* المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ. |
من فوائد يوم الأحد:تفسير قوله( اهدنا الصراط المستقيم)
مقصد الآية:بعدما تقدم من الحمد والثناء على الله فهذه الاية دعاء ومسألة الى الهداية فى كل الأحوال وهذا أنفع الدعاء كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية مراتب الهداية: 1- هداية دلالة وارشاد وهو دلالة علمية 2- هداية توفيق والهام وهو دلالة عملية ولا تتحقق الهداية الابالجمع بينهما فيتحقق العلم والعمل معا درجات المهتدين: المسلمون - المتقون - المحسنون معنى اهدنا: ارشدنا ووفقنا لاتباع هداك والهداية منة من الله لا تتم الا بفضله ومنته ولذلك كان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) معنى ضمير الجمع فى (اهدنا) للعلماء فى ذلك أقوال: 1-كل عضو من أعضاء العبد مفتقر الى هداية خاصة 2- الدعاء للمنفرد وللمسلمين جميعا 3- الجمع مطابق لقوله(إياك نعبد وإياك نستعين) معنى الصراط:الطريق الواسع السهل الموصل للمطلوب والصراط المستقيم وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنته والتعريف فيها للعهد الذهنى الذى يفيد الحصر ووصف الصراط بالاستقامة للتأكيد على أنه لاخطأ فيه ولا عوج. |
الاستعانه : قيل في بعض الاقول ان معنى الباء في قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم )انها زاياده وهي للقسم وقيل للاستعلاء اما القول بالزياده فهة ضعيف واما للقسم فهو يفتقر الى جواب ولا ينعقد إلا معلوماً زاما للاستعلاء فيكون صحيحاً اذ كان لاستعلاء عند التسميه مطلوباً كا التسميه عند الرمي وسائر ما يطلب في الاستعلاء كما قال تعالى( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون) والقاعده المهمه في التفسير : ان من الاقوال في معاني الحرف ما يجتمع ولا يتنافى : كما ان معاني الحروف تتنوع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمل الكلام وليست جامده على معان معينه
|
فوائد اليوم الأحد
1- أن الهداية على مرتبتين - دلالة وإرشاد - توفيق و إلهام و لا تتحقق الهداية إلا بهما جميعا 2 - أن الهداية على ثلاث درجات : - الهداية لأصل الاسلام اعتقادا و قولا و عملا مع اقتراف بعض الكبائر - المتقون القائمون بفعل الواجبات و ترك المحرمات - المحسنون وهم الذين يعبدون الله كأنهم يرونه 3- أن أهل الهداية يتفاضلون فيها تفاضلا عظيما - منهم من يزيده الله هدا ونورا حتى يكون من عباد الله الموقنين الذين يسيرون بنور الله - و منهم من يكون لديه أصل الهداية التي يميز بها بين الإسلام و الكفر و يعرف بها كثيرا من حدود الله لكن في بصيرته ضعف - و منهم من ينال هداية التوفيق و الإلهام فيمتثل الأوامر و يجتنب النواهي و تحبب إليه القربات و تبغض إليه المنكرات و يعان على ذكر الله و التقرب إليه و هذه أعلى مراتب الهداية 4- تفاضل السائلين للهداية من حيث حضور القلب و الإحسان و المقصد |
(إهدنا الصراط المستقيم)
وهذا الدعاء الذي اصطفاه الله تعالى لهذه الأمّة ورضيه لها، وفرضه عليها؛ أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله، وقد وعدها الإجابة عليه؛ فمن أحسن الإتيان بما دلَّ عليه أوّل هذه السورة كان أسعد بإعطاء مسألته، وإجابة دعوته في آخرها. مراتب الهداية كما نقل عن ابن القيم: هداية العلم هداية العمل بالعلم هداية الدعوة (دعوة الناس إلى الخير) هداية الصبر فجميعها في سورة العصر : (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) |
اهدنا الصراط المستقيم
- في الآية دعاء ومسألة، وهو أعظم الدعاء وأنفعه ، لتحصيل الهداية والتوفيق في الأقوال والأعمال . - ومراتب الهداية للدلالة والإرشاد ، والتوفيق والإلهام، - تتفاوت درجات المهتدين ، مابين من حقق أصل الهداية ، والمتقون ، والمحسنون . - كما تختلف مقاصد الهداية ، فأهل الإحسان يقصدون جمع مراتب الهداية . ثم الأقل فالأقل ، فإنه بقدر تعلق القلب بالله عند سؤال الهداية يكون تحققها ، فحضور القلب له آثر ، وكذا الإحسان في الدعاء وحسن توجه المقصد . - الله سبحانه يمن على من يشاء بالهداية . - الحكمة من سؤال الهداية التثبيت على الهدى ، أو الزيادة منها ، والعصمة من الفتن . - الضمير في قوله " اهدنا" على اعتبار كل عضو في الإنسان ، أو الدعاء للمسلمين كلهم ، أو نظير في قوله " إياك نعبد" - إن تعدية فعل الهداية بنفسه له فوائد منها : الحكم بأن الرسول على الهدى ، وأن دعوته دعوة هداية ، ولأجل حسن اللفظ . - الصراط المستقيم : هو مايوصل إلى رضوان الله وجنته ، وينجي من سخطه ، والسالكون له يختلفون في مدى تمسكهم به ، ومن معانيه : دين الاسلام ، أو القرآن الكريم ، أو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، أو الحق ، وكلها أقوال متقاربة ولا تعارض بينها . - والتعريف في " الصراط" للعهد الذهبي المفيد للحصر ، كما يفيد التشريف والتفضيل والكمال . - وصف الصراط بالاستقامة تأكيد على استقامته ، بلا عوج ولا ميل . |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فوائد درس هذا اليوم.. في تفسير«اهدنا الصراط المستقيم » أن الهداية على مرتبتين : المرتبة الأولى:*هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية،*ثمرتها:*العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين. والمرتبة الثانية:*هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، *ثمرتها: "وهى*إرادة الحقّ والعمل به.* والهداية لا تتحقّق إلا بالجمع بين هذين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.* |
السبع المثاني : قال تعالى (ولقد ايناك سبعاً من المثاني والقران العظيم ) وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الايه بأنها سوره الفاتحه : كما اثبت عدد من الصحابه والتابعينهذا الاسم في مروياتهم ومنهم عمر وعلى وابي هريره وغيرهم رضي الله عنهم وقد استدرك هذا الاسم مع السبع الطوال :قال ابن حجر رحمه الله (واولى الاقوال في ذلك بالصواب قول من قال (عني بالسبع المثاني السبع اللواتي هن ايات ام الكتاب لصحه الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وللعلماء اقوال في هذه التسميه :
الاول :لانها تثني اي تعاد في كل ركعه زهذا القول مروي عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتاده وهور روايه عن ابن عباس وغيرهم رضى الله عنهم الثاني: لان الله استثناها لرسول صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها احد من قبله وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس وبه قال جماعه من المفسرين الثالث : قول ابي عبيده معمر بن المثنى قال :وإنها سميت ايات القران مثاني تتلو بعضها بعضاً فثبت الاخير على الاولى ولها مقاطع تفصل الايه بعد الايه حتى تنقضي السوره وهي كذا وكذا ايه وفي ايه اخرمن الزمر تصديق ذلك : قال تعالى : الله انزل احسن الحديث كتاباً متشابهاً تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم : الربع: لانها مما يثنى به على الله تعالى وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً |
من فوائد درس الأحد:
تنوعت عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم في قوله تعالى {اهدنا الصراط المستقيم}، وهذا الاختلاف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد حيث يمكن جمع كل الأقوال، وقد نقل عن السلف خمسة تفسيرات للصراط المستقيم، وهي: 1 - دين الإسلام، وهو أشهر الأقوال وأصحها. 2 - كتاب الله تعالى. 3 - النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر. 4 - ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. 5 - الحق. قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ. |
صراط الذين أنعمت عليهم
- الآية تعريف بالصراط ، وأحوال سالكيه وعقوبة مخالفيه، والأنعام في القرآن إما عام بمعنى افلامه والابتلاء ، أو خاص وهو منه واحتباء، وهو المراد في الآية. - وهو إنعام هداية ووقاية من الكيد والشر ، وهو عام لكل هداية وتوفيق والذين إنعم الله عليهم منهم الرسل وهو تفاوتون في الانعام والفضل . وكذلك الصديقون والشهداء ، كلهم داخل في المعنى ولا تعارض في ذلك لأنه من باب التفسير بالمثال . - حذف متعلق الانعام لدالة العموم ، في كل مأمن شأنه حصول الهداية . - كما أن في الآية دلالة على أن سبب الهداية هي إنعام من الله ، والهداية عامة في كل مافيه مصلحة للإنسان . - ووصف الإنعام يقتضي وجوب شكر النعمة . - الحكمة من الإضافة في الآية : التنبية على علة الانعام وهو الهداية ، ونفى التقليد المجرد عن القلب ، والعموم لجميع طبقات المنعم عليهم . - إسناد الانعام إلى ضمير المخاطب لأجل توحيد الرب ، والمبالغة في التوسل لله ، وأنسب اللمناجاه. - وتكرار ذكر الصراط أولا معرفا بأل لما يهم السائل أن يهدى إلى الطريق المستقيم .والثاني : معرفا بالاضافه ليفيد أنه صراط آمن مسلوك قد سلكه الفضلاء ففازوا وربحوا. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فوائد درس هذا اليوم في تفسير « صراط الذين أنعمت عليهم ».. أنّ الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:* الأوَّل:*إنعام عامّ، وهو إنعام فتنة وابتلاء، كما في قول الله تعالى:*﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...﴾ *وقوله:*﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ6«^:: أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. وهذا الإنعام عام للمؤمنين والكافرين كما قال تعالى:﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾. وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نِعَمِه كما بيَّن الله تعالى ذلك بقوله:*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾.* وقال:*﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ•• وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ •• وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ •• ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ•• لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾. الثاني:*الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته....والإنعام المقصود هنا هو الإنعام الخاص بالهداية والتوفيق والاجتباء، وهو المقصود في قوله تعالى:﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا• ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا. |
فائدة :
تفاوت درجات السائلين ، والكل ينال مطلبه بحسب نيته ، فإنما الأعمال بالنيات . |
من فوائد الاثنين :تفسير(صراط الذين أنعمت عليهم)
مقصد الآية: بيان لما سبقها، والإنعام فى القرآن يأتى على وجهين الوجه الأول:إنعام عام وهو إنعام فتنة وابتلاء وهو لجميع الخلق وهو حجة على العبادكما في قول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...﴾ الوجه الثانى:إنعام خاص وهو إنعام منه وهداية وتوفيق وهو المقصود في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾... وهو المقصود فى هذه الآية والمراد بهم هنا من النبيين والصالحين كل حسب درجته. والحكمة من حذف تعلق الانعام هنا هو للدلالة على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية. وفى الآية تنبيه ان الهداية نعمة ومنة من الله عز وجل مما يتجب على العبد شكر الله تعالى وأسند الانعام الى ضمير الخطاب لعدة فوائد: 1-االتصريح بذكر انعام الله وحده. 2-ذلك أبلغ فى التوسل والثناء على الله. 3-هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب الى الله. 4-مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم. وكرر ذكر الصراط هنا لاضافة معنى آخر وهو التفصيل لأحوال الصراط وبيان السالكين فيه لاقتفاء آثارهم. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فوائد درس اليوم في تفسير « غير المغضوب عليهم ولا الضآلّين » هو*أنَّ سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله. -*وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متّبعين أهواءهم في عباداتهم ، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.* |
غير المغضوب عليهم ولا الظالين
ورد في حديث عدي بن حاتم ان اليهود مغضوب عليهم ، والنصارى ضلال . ولا يقتضى قصر الوصف عليهم ، فمن فعل مثل فعلتهم لقي مثل جزاءهم . وسبب الغضب عليهم أنهم أهل عناد لم يعملوا بما علموا، والنصارى عبدوا الله على جهل فضلوا ، لإتباعهم أهوائهم ، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا. ولذلك حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه لهم ، لئلا يصيب من تشبهه بهم مثل ماأصابهم من الجزاء والعقاب . وقد ميز الله سبحانه كل فريق بوصف ملازم له ، ليكون علامة يعرف بها ، وكل فريق عوقب حسب عظم جريمته، فاليهود اختصوا بالضلال لأنهم أمة جهل . - جزاء من جنس العمل . - الحكمة من تقديم المغضوب عليهم إما لمراعاة الفواصل ، أو تقديم اليهود زمنيا ، أو مكانيا في مجاورة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة .أو أنهم أغلظ كفرا من النصارى مبدأ بهم ، أو لإفادة الترتيب في القعود ، وكلهم وجوه محتملة. - أيهم ذكر الغاضب عليه لإفادة عظم سأن غضب الله عليهم وكذلك عموم الغاضبين وكثرتهم . وعبر بالاسم دون الفعل للدلالة على تمكن الوصف منهم ، وأنه ملازم لهم أو على عادة القرآن، - إفادة حرف "لا" في " ولا الضالين " للتأكيد على أن الضالين طائفة أخرى غير المغضوب عليها. |
الفوائد المنتقاة من درس الاثنين :
1 - يرد لفظ الإنعام في القرآن ويراد به: إنعام عامّ وإنعام خاصّ. 2 - قد تنوّعت عبارات السلف رحمهم الله تعالى في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم: فروى بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {صراط الّذين أنعمت عليهم} قال: «طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، الّذين أطاعوك وعبدوك». رواه ابن جرير وابن أبي حاتم. وقال الربيع بن أنس البكري: النبيون. وقال مجاهد: هم المؤمنون، وهي رواية ابن جريج عن ابن عباس، ولم يدرك، وإنما أخذ ابن جريج عن أصحاب مجاهد. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (النبي صلى الله عليه وسلم ومنه معه) رواه ابن جرير. وقال وكيع بن الجراح: {الذين أنعمت عليهم} المسلمين. وهذه الأقوال لا تعارض بينها، وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل والمستمع، فيقع الاختلاف في اللفظ بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان، فيذكر المفسّر بعض معنى الآية بما يفيد السائل والمستمع، لا على أنَّ الآية لا تحتمل من المعنى إلا ما ذكر. وكلّ هؤلاء من طبقات الذين ذكرهم الله في سورة النساء من الذين أنعم الله عليهم. 3 - أثار ابن القيّم رحمه الله سؤالاً عن فائدة إضافة الصراط إلى الاسم الموصول المبهم في قوله تعالى : {صراط الذين أنعمت عليهم} دون أن يقول: (صراط النبيين والمرسلين) مثلاً. وأجاب على هذا السؤال جواباً حسناً، وتلخيصه أن فيه ثلاث فوائد: إحداها: التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم، وهي الهداية؛ فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم. والثانية: قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرّد عن القلب؛ واستشعار العلم بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله. والثالثة: أن الآية عامة في جميع طبقات المنعَم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كلّ من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة. 4 - كلام أهل العلم في بيان الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى {أنعمت عليهم} إلى ضمير الخطاب، يتلخّص في أمور: أولها: توحيد الربّ جلّ وعلا، والتصريح بذكر إنعامه وحدَه، وأنّه لولا إنعامه لم يهتدِ أحد إلى الصراط المستقيم، فكان ذكر الضمير أدلَّ على التوحيد من قول (المنعمِ عليهم). والثاني: أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى؛ فإنّ ذلك يقتضي أنَّ كل مهتدٍ إلى الصراط المستقيم فإنّما اهتدى بما أنعم الله عليه، فيتوسّل بسابق إنعامه على كلّ من أنعم عليهم بأن يُلحقه بهم وأن يُنعم عليه كما أنعم عليهم. قال ابن عاشور: (فيقول السائلون: اهدنا الصراط المستقيم الصراط الذين هديت إليه عبيد نعمك مع ما في ذلك من التعريض بطلب أن يكونوا لا حقين في مرتبة الهدى بأولئك المنعم عليهم، وتهمُّما بالاقتداء بهم في الأخذ بالأسباب التي ارتقوا بها إلى تلك الدرجات)ا.هـ. والثالث: أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه. والرابع: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه. 5 - حكمة تكرار الصراط في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم..} يتلخص فيما يلي: في الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني. وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه. |
سؤال :
ما المراد بـ( ر ع ق ) فى [ الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين ر ع ق ] |
فوائد درس الثلاثاء:
أثار ابن جرير الطبري سؤالاً عن الحكمة من تخصيص اليهود بوصف الغضب عليهم، والنصارى بوصف الضلال مع تلازم الوصفين، وكون الفريقين ضُلالاً مغضوباً عليهم؛ لما تقرّر من أنّ المغضوب عليه ضالّ غير مهتدٍ، وأنّ الضالّ سالكٌ سبيلاً يستحقّ به غضب الله. ثمّ أجاب على هذا السؤال بجواب تعقّبه فيه ابن عطية وتتابعت أجوبة المفسّرين على هذا السؤال، وذكروا في أجوبتهم أوجهاً حسنة، وتلخيصها: 1. أن الله تعالى وَسَم كلَّ طائفة بما تُعرفُ به، حتى صارت كلّ صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة، وهذا حاصل جواب ابن جرير. 2. أنَّ أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود، وهذا حاصل جواب ابن عطية. 3. اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيّم وتبعه تلميذه ابنُ كثير رحمهما الله. |
بسم الله الرحمن الرحيم
من فوائد يوم الأحد يان مراتب الهداية: الهداية على مرتبتين: المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين. والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به. ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل. ولذلك فإن من لم يعرف الحقّ لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إرادة صحيحة له فهو غير مهتدٍ. ويطلق لفظ "الهدى" وما تصرّف منه في النصوص مراداً به المعنى الأول تارة كما في قوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى} وقوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.وقوله: {وأهديك إلى ربّك فتخشى}. ويأتي تارة مراداً به المعنى الثاني كما في قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء} وقوله تعالى: {فبهداهم اقتده} أي بعملهم الصالح وسيرتهم الحسنة. ويأتي تارة بما يحتملهما كما في هذا الموضع، وقوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}. |
بسم الله الرحمن الرحيم
من فوائد يوم الأثنين الذين أنعم الله عليهم قد بيّنهم الله تعالى بقوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ فهذه الآية تضمّنت بيان أصناف الذين أنعم الله عليهم، وأنّهم على درجات في هذا الإنعام؛ فمن الدرجات ما اختصّ الله أنبياءه ورسله، ومن هذه الدرجات ما جعل الأمَّة تتفاضل في طلبه وإدراكه. وكل صنف من هؤلاء قد فضّل الله بعض أهله على بعض؛ حتى الرّسل كما دلّ على ذلك قول الله تعالى: {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض} ، فهم وإن كانوا في درجة الرسالة؛ إلا أن بينهما تفاضلاً عظيماً فيما اختصّ به بعضهم على بعض، ففضّل أولى العزم من الرسل على غيرهم، وفضّل بعضهم بأن كلّمهم، وفضّل نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن اتّخذهما خليلين، وفضّل نبيّنا صلى الله عليه وسلم بفضائل عظيمة من المقام المحمود والوسيلة والشفاعة الخاصة وغيرها مما اختصه الله به دون سائر النبيين والمرسلين. فإذا كان هذا التفاضل جارياً في أفضل الدرجات وهي درجة النبوّة؛ فهو كذلك في سائر الدرجات. |
بسم الله الرحمن الرحيم
من فوائد يوم الثلاثاء صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حذر أمّته من التشبّه باليهود والنصاري، وأخبر أنَّ من هذه الأمّة من سيتبع سننهم؛ كما في الصحيحين من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن». وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم». ولأجل هذا اشتهر تحذير السلف رحمهم الله تعالى من التشبه باليهود والنصارى؛ لئلا يصيب من تشبّه بهم من جنس ما أصابهم من الجزاء. قال ابن تيمية رحمه الله: (روى الترمذي وغيره عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون)) قال الترمذي حديث صحيح. وقال سفيان بن عيينة: (كانوا يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى). وكان غير واحد من السلف يقول: (احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون). فمن عرف الحقَّ ولم يعمل به أشبه اليهود الذين قال الله فيهم: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} . ومن عبد الله بغير علم بل بالغلو والشرك أشبه النصارى الذين قال الله فيهم: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل}).ا.هـ. |
من فوائد يوم الأحد 29 / 5 / 1438 هـ
- أعظم مقصد للعبد في هذه الدنيا هو أن يهديه الله تعالى صراطه المستقيم ، لذا فهو يردد في كل ركعة من ركعات صلاته دعاءاً وسؤالاً يتضمن إخلاصه لله تعالى والبراءة من حوله وقوته (اهدنا الصراط المستقيم) وهذا الدعاء أنفع وأعظم وأحكم دعاء ، فهو الدعاء الذي ارتضاه الله تعالى للأمة المحمدية ، ومع ذا وعدها بالإجابة عليه تكرماً منه سبحانه وفضلاً ، فمن أحسن الإتيان بدلالة أول سورة الفاتحة أُجيب وأُعطي سؤله في آخرها وهو الهداية للصراط المستقيم . - الهداية مرتبتان : 1- هداية الدلالة والإرشاد : وهي هداية علمية ، وثمرتها : العلم بالحق والبصيرة في الدين . 2- هداية التوفيق والإلهام : وهي هداية عملية ، وثمرتها : إرادة الحق والعمل به . - يطلق لفظ (الهدى) على معانٍ منها : 1- يراد به هداية الدلالة والإرشاد (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) 2- يراد به هداية التوفيق والإلهام (فبهداهم اقتده) 3- يحتمل أن يراد به المعنيين السابقين -هداية الدلالة وهداية التوفيق- (اهدنا الصراط المستقيم) 4- يراد به الإلهام الفطري لكل الكائنات (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) - المهتدون على ثلاث درجات : 1- الذين تحقق لهم أصل الهداية ، وهم الذين هُدوا لأصل الإسلام لكنهم اقترفوا بعض الكبائر وفرطوا في بعض الواجبات . 2- المتقون ، وهم الذين هداهم الله تعالى لفعل الواجبات وترك المحرمات . 3- المحسنون ، وهم أكمل الناس هداية وأحسنهم عملاً ، فقد هداهم الله لأن يعبدوه كأنهم يرونه جل وعلا . وأهل كل كل درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا الله ، فمنهم من يزيده الله هدى وبصيرة فيميز بين الحق والباطل ، ومنهم من عنده أصل الهداية فيميز بين الإسلام والكفر . وكل هؤلاء المهتدين ذكرهم الله تعالى في آية : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير * جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير) - يشمل معنى الهداية في قوله تعالى : (اهدنا) الهدايتين : 1- هداية الدلالة والإرشاد و2- هداية التوفيق والإلهام ، فبالهداية الأولى يبصر العبد الحق فيتبعه ويبصر الباطل فيجتنبه ، وبالهداية الثانية يوفق لاتباع الهدى ويحبّب الله تعالى إليه الإيمان ويزينه في قلبه ، وهذه الهداية أصل الفلاح والفوز ، ولا تتحقق إلا بتحقق هداية الدلالة والإرشاد فيكون العبد بعدها عالماً عاملاً . - لكل داعٍ بالهداية مقصدٌ من دعائه ، والله يعطي كلاًّ سؤله ، وأولى مقصد من سؤال الهداية هو مقصد المحسنين ، فهم المتبعون لهدى الله تعالى ، المبصرون للحق في كل شأن ، العابدون الله كأنهم يرونه جل وعزّ . - يكون العبد أسعد بإجابة دعائه إذا قام بقلبه من الأعمال القلبية العظيمة كالخشية والخوف والرجاء والصدق والإخلاص والتوكل على الله تعالى وحسن الظن به سبحانه والانكسار بين يديه عز وجلّ . - يتفاضل السائلون للهداية من وجوه : 1- حضور القلب عند الدعاء . 2- الإحسان في الدعاء .3- مقصد الداعي من سؤال الهداية . - الهداية منّة ونعمة ربانية دالة على استحقاق الله تعالى بالعبادة ، لا يعطيها الله سبحانه إلا من سأله بصدق ، فهي مختصة بالله (بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان) لذا كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) . - من أعظم الأسباب لحرمان العبد هو : الشعور بالاستغناء عن طلب الهداية من الله تعالى . - لسؤال المسلم الهداية من الله حِكَمٌ ، منها : 1- الثبات على الهدى . 2- لزوم القلب الهدى . 3- الزيادة في الهدى . فالهداية تشمل التعريف بكليات وتفاصيل الإسلام مع التوفيق للعمل بالعلم . - دخول المسلم في الإسلام أصل هدايته ، لكن ثمة هدايات أخرى يحتاج إليها العبد ، منها : 1- الهداية للعلم والهداية للعمل . 2- الهداية الإجمالية . 3- تثبيته على الهداية الدائمة ، فالقلب أشد تقلباً وتصرّفاً . 4- الهداية الخاصة بما يناسبه . - اختلف العلماء في معنى ضمير الجمع في قوله تعالى : (اهدنا) على ثلاثة أقوال : 1- لأن كل عضو من أعضاء العبد بحاجة إلى هداية خاصة به ، فأُتي بصيغة الجمع تنزيلاً لكل عضو منزلة الطالب لهداه . 2- يتضمن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية ، وليظفر بدعوة الملَك له بمثل ما دعا لإخوانه . 3- لأن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب سبحانه ، وإقرار بالفاقة إليه سبحانه ، لذا أُتي بضمير الجمع نظير قوله تعالى : (إياك نعبد وإياك نستعين) فهو مطابق له تماماً . - تعدية فعل الهداية في القرآن الكريم أنواع : 1- معدّى بإلى (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وفي تعدية الفعل بإلى فوائد : - أنك على الهدى . - أن دعوتك دعوة هداية . - أنك تدعوهم إلى صراط مستقيم لا إلى غيره . - اختصار اللفظ وحسن صياغته . معدّى باللام (قل الله يهدي للحق) وفي تعدية الفعل باللام تحقيق ثمرة الهداية مع اختصاصها بالمهتدين . 3- معدّى بنفسه (اهدنا الصراط المستقيم) وفي تعدية الفعل بنفسه جمع كل ما تقدم من هدايات البيان والتوفيق والتأييد . - الصراط لغة : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب ، وسمي صراطاً لوضوحه واستقامته ويُسره وسعته . - اختلاف عبارات السلف في معنى الصراط المستقيم اختلاف لمسالكهم في الدلالة فقط لا في مدلولات العبارات ، وهذا الخلاف على خمسة أقوال كلها صحيحة ومتلازمة : 1- هو دين الإسلام . 2- هو كتاب الله تعالى . 3- هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم . 4- هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه الصدّيق والفاروق -رضي الله عنهما وأرضاهما- . 5- هو الحق . - (أل) التعريف في لفظ (الصراط) للعهد الذهني ، وتفيد الحصر ، وفيها معنى الكمال والتشريف والتفضيل . - وصف الصراط بالاستقامة من باب التأكيد ، وهو وصف كاشف ، وأيضاً يفيد بأن هذا الصراط صوابٌ كله لا خطأ فيه ولا ضلال . |
من فوائد يوم الأحد 29 / 5 / 1438 هـ
- أعظم مقصد للعبد في هذه الدنيا هو أن يهديه الله تعالى صراطه المستقيم ، لذا فهو يردد في كل ركعة من ركعات صلاته دعاءاً وسؤالاً يتضمن إخلاصه لله تعالى والبراءة من حوله وقوته (اهدنا الصراط المستقيم) وهذا الدعاء أنفع وأعظم وأحكم دعاء ، فهو الدعاء الذي ارتضاه الله تعالى للأمة المحمدية ، ومع ذا وعدها بالإجابة عليه تكرماً منه سبحانه وفضلاً ، فمن أحسن الإتيان بدلالة أول سورة الفاتحة أُجيب وأُعطي سؤله في آخرها وهو الهداية للصراط المستقيم . - الهداية مرتبتان : 1- هداية الدلالة والإرشاد : وهي هداية علمية ، وثمرتها : العلم بالحق والبصيرة في الدين . 2- هداية التوفيق والإلهام : وهي هداية عملية ، وثمرتها : إرادة الحق والعمل به . - يطلق لفظ (الهدى) على معانٍ منها : 1- يراد به هداية الدلالة والإرشاد (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) 2- يراد به هداية التوفيق والإلهام (فبهداهم اقتده) 3- يحتمل أن يراد به المعنيين السابقين -هداية الدلالة وهداية التوفيق- (اهدنا الصراط المستقيم) 4- يراد به الإلهام الفطري لكل الكائنات (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) - المهتدون على ثلاث درجات : 1- الذين تحقق لهم أصل الهداية ، وهم الذين هُدوا لأصل الإسلام لكنهم اقترفوا بعض الكبائر وفرطوا في بعض الواجبات . 2- المتقون ، وهم الذين هداهم الله تعالى لفعل الواجبات وترك المحرمات . 3- المحسنون ، وهم أكمل الناس هداية وأحسنهم عملاً ، فقد هداهم الله لأن يعبدوه كأنهم يرونه جل وعلا . وأهل كل كل درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا الله ، فمنهم من يزيده الله هدى وبصيرة فيميز بين الحق والباطل ، ومنهم من عنده أصل الهداية فيميز بين الإسلام والكفر . وكل هؤلاء المهتدين ذكرهم الله تعالى في آية : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير * جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير) - يشمل معنى الهداية في قوله تعالى : (اهدنا) الهدايتين : 1- هداية الدلالة والإرشاد و2- هداية التوفيق والإلهام ، فبالهداية الأولى يبصر العبد الحق فيتبعه ويبصر الباطل فيجتنبه ، وبالهداية الثانية يوفق لاتباع الهدى ويحبّب الله تعالى إليه الإيمان ويزينه في قلبه ، وهذه الهداية أصل الفلاح والفوز ، ولا تتحقق إلا بتحقق هداية الدلالة والإرشاد فيكون العبد بعدها عالماً عاملاً . - لكل داعٍ بالهداية مقصدٌ من دعائه ، والله يعطي كلاًّ سؤله ، وأولى مقصد من سؤال الهداية هو مقصد المحسنين ، فهم المتبعون لهدى الله تعالى ، المبصرون للحق في كل شأن ، العابدون الله كأنهم يرونه جل وعزّ . - يكون العبد أسعد بإجابة دعائه إذا قام بقلبه من الأعمال القلبية العظيمة كالخشية والخوف والرجاء والصدق والإخلاص والتوكل على الله تعالى وحسن الظن به سبحانه والانكسار بين يديه عز وجلّ . - يتفاضل السائلون للهداية من وجوه : 1- حضور القلب عند الدعاء . 2- الإحسان في الدعاء .3- مقصد الداعي من سؤال الهداية . - الهداية منّة ونعمة ربانية دالة على استحقاق الله تعالى بالعبادة ، لا يعطيها الله سبحانه إلا من سأله بصدق ، فهي مختصة بالله (بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان) لذا كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) . - من أعظم الأسباب لحرمان العبد هو : الشعور بالاستغناء عن طلب الهداية من الله تعالى . - لسؤال المسلم الهداية من الله حِكَمٌ ، منها : 1- الثبات على الهدى . 2- لزوم القلب الهدى . 3- الزيادة في الهدى . فالهداية تشمل التعريف بكليات وتفاصيل الإسلام مع التوفيق للعمل بالعلم . - دخول المسلم في الإسلام أصل هدايته ، لكن ثمة هدايات أخرى يحتاج إليها العبد ، منها : 1- الهداية للعلم والهداية للعمل . 2- الهداية الإجمالية . 3- تثبيته على الهداية الدائمة ، فالقلب أشد تقلباً وتصرّفاً . 4- الهداية الخاصة بما يناسبه . - اختلف العلماء في معنى ضمير الجمع في قوله تعالى : (اهدنا) على ثلاثة أقوال : 1- لأن كل عضو من أعضاء العبد بحاجة إلى هداية خاصة به ، فأُتي بصيغة الجمع تنزيلاً لكل عضو منزلة الطالب لهداه . 2- يتضمن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية ، وليظفر بدعوة الملَك له بمثل ما دعا لإخوانه . 3- لأن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب سبحانه ، وإقرار بالفاقة إليه سبحانه ، لذا أُتي بضمير الجمع نظير قوله تعالى : (إياك نعبد وإياك نستعين) فهو مطابق له تماماً . - تعدية فعل الهداية في القرآن الكريم أنواع : 1- معدّى بإلى (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وفي تعدية الفعل بإلى فوائد : - أنك على الهدى . - أن دعوتك دعوة هداية . - أنك تدعوهم إلى صراط مستقيم لا إلى غيره . - اختصار اللفظ وحسن صياغته . 2- معدّى باللام (قل الله يهدي للحق) وفي تعدية الفعل باللام تحقيق ثمرة الهداية مع اختصاصها بالمهتدين . 3- معدّى بنفسه (اهدنا الصراط المستقيم) وفي تعدية الفعل بنفسه جمع كل ما تقدم من هدايات البيان والتوفيق والتأييد . - الصراط لغة : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب ، وسمي صراطاً لوضوحه واستقامته ويُسره وسعته . - اختلاف عبارات السلف في معنى الصراط المستقيم اختلاف لمسالكهم في الدلالة فقط لا في مدلولات العبارات ، وهذا الخلاف على خمسة أقوال كلها صحيحة ومتلازمة : 1- هو دين الإسلام . 2- هو كتاب الله تعالى . 3- هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم . 4- هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه الصدّيق والفاروق -رضي الله عنهما وأرضاهما- . 5- هو الحق . - (أل) التعريف في لفظ (الصراط) للعهد الذهني ، وتفيد الحصر ، وفيها معنى الكمال والتشريف والتفضيل . - وصف الصراط بالاستقامة من باب التأكيد ، وهو وصف كاشف ، وأيضاً يفيد بأن هذا الصراط صوابٌ كله لا خطأ فيه ولا ضلال . |
من فوائد تفسير (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
المقصود بالمغضوب عليهم هم اليهود والمفصود بالضالين هم النصارى وسبب ذلك: أن اليهود لم يعملوا بما علموا فهم عرفوا الحق ولكن عاندوا وتكبروا فاستحقوا غضب الله والنصارى عبدوا الله على جهل متبعين أهواءهم ومتخذين أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حذر من مشابهة الفريقين والحكمة من تقديم ذكر المغضوب عليهم على الضالين قيل فيه عدة وجوه مراعاة الفاصلة،تقدم الزمان باليهود،مجاورة اليهود للنبي وبعد النصارى،اليهود أغلظ كفرا،الترتيب فى التعوذ،الغضب مقابل للانعام فقدم فى الذكر، أول ذنب عصى الله به وهو إباء ابليس من جنس ذنوب المغضوب عليهم. والحكمة من ايهام ذكر الغاضب عدم اسناد الفعل الى الله تأدبا، وترك الالتفات اليهم والاعراض عنهم معنى (لا) : تأكيد للنفي وللتمايز بين الطائفتين. |
من فوائد يوم الاثنين 30 / 5 / 1438 هـ
- في قوله تعالى : (صراط الذين أنعمت عليهم) أحسن التعريف بالصراط المستقيم مع بيان سبب سلوكه وأحوال سالكيه وثوابهم ومقتضى هذا السبب من الواجبات ، مع بيان أنواع مخالفيه وأحوالهم وعقوباتهم المناسبة لأسباب مخالفتهم ، ببيان بديع محكم غاية الإحكام . - الإنعام في القرآن الكريم على معنيين اثنين : 1- إنعام عام للمؤمنين والكافرين ، وهو إنعام فتنة وابتلاء ، وهو حجة على العباد ودليل على المنعِم تعالى ليخلصوا له العبادة ويشكروه (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن) . 2- إنعام خاص ، وهو إنعام منّة واجتباء ، إنعام بالهداية والتوفيق والتثبيت والاصطفاء والتأييد والدوام على سلوك هذا الطريق حتى الممات (صراط الذين أنعمت عليهم) . - ذكر الله تعالى المنعَم عليهم أربعة أصناف في آية : (ومن يطع الله والرسول فأولائك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً) وبين كل صنف وأهله درجات متفاوتة ، يتفاضل بعضهم على بعض . - اختلاف عبارات السلف في المراد بالذين أنعم الله عليهم إنما هو خلاف تنوع لا تعارض بينهم . - لكل حذف في القرآن حكمة ، ومن ذلك : حذف متعلق الإنعام في هذه الآية (أنعمتَ عليهم) فالحذف للدلالة على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية للعبد بأنواعها . - السبب الأعظم لهداية العبد هو إنعامه عليه سبحانه ، فلولا إنعام الله عليه لما كان له أن يهتدي للحق ولا لاتباع الهدى ولا للثبات على الهداية (وفي الآية دليل واضح على أن طاعة الله جلّ ثناؤه لا ينالها المطيعون إلا بإنعام الله بها عليهم وتوفيقه إياهم لها ، أوَ لا يسمعونه يقول : صراط الذين أنعمت عليهم فأضاف كل ما كان منهم من اهتداء وطاعة وعبادة إلى أنه إنعام منه عليهم) كما قال ابن درير رحمه الله تعالى . - إذا علم العبد أن الله تعالى قد أتمّ عليه نعمة الهداية بفضله ورحمته سبحانه اطمأنّ لأن مطلوبه قد تكفل الله تعالى به ببيانه وإتمامه فيحمله ذلك على تدبر القرآن والسنّة والتفقه فيهما مع العزم على شكر الله تعالى نعمه ، فهو يطلب نعمة تقتضي شكراً لله تعالى ، فلا يزال بذلك يسأل ويشكر ربه فيعطيه ويكرمه ويزيده ربه حتى يبلغه الدرجات العلى . - لإضافة (الصراط) إلى الاسم الموصول (الذين) ثلاث فوائد : 1- التنبيه على علة كونهم من المنعَم عليهم وهي الهداية ، فبهداية الله كانوا من المنعم عليهم . 2- قطع التعلق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب واستشعار العلم بأن اتباع مَن أمرنا الله باتباعه إنما هو امتثال لأمر الله تعالى . 3- أن الآية عامة في جميع طبقات المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . - الحكمة من إسناد الإنعام إلى ضمير الخطاب في قوله تعالى : (أنعمتَ) لأمور : 1- توحيد الربّ جل ثناؤه ، والتصريح بذكر إنعامه وحده ، وأنه لولا إنعامه لم يهتدِ أحدٌ إلى الصراط المستقيم . 2- أن ذلك أبلغ في التوسل والثناء على الله تعالى ، فيتوسل العبد بسابق إنعامه على كل من أنعم عليهم بأن يُلحقه بهم وأن ينعم عليه كما أنعم عليهم . 3- أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب والتضرع إلى الله تعالى . 4- أن مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه . - كرر لفظ (الصراط) مرتين ، فذكر أولاً معرفاً باللام (الصراط) لأن الأهم عند السائل هو أن يُهدى إلى الصراط المستقيم وهو الطريق السهل الصحيح الوحيد الموصل للمطلوب مع شرفه وكماله وفضله ، وأما في الموضع الثاني فذكر الصراط معرفا بالإضافة (صراط الذين أنعمت عليهم) ليستأنس العبد باتباع المنعم عليهم (المضاف إليه) ويقتفي أثرهم مع إفادة أن هذا الصراط آمنٌ مسلوك من هؤلاء الفائزين . |
فوائد درس يوم الأحد 29 جمادى الأولى 1348
الهداية على مرتبتين: المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين. والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به. ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل. درجات المهتدين : الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً . والدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب . والدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه . وقد جمع الله هذه الأصناف الثلاثة في قوله تعالى{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } معنى {اهدنا}: {اهدنا}: أي أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك؛ فسؤال الهداية هنا يتضمَّن سؤال هداية الدلالة والإرشاد، وسؤال هداية التوفيق والإلهام. الحكمة من سؤال المسلم الهداية: ذهب ابن جرير وأبو إسحاق الزجاج وأبو جعفر النحاس وجماعة من اللغويين إلى أنّ المعنى: ثبّتنا على الهدى. ويقول بعضهم: أَلْزِم قلوبنا الهدى . ويقول بعضهم: زدني هدى. معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا} الجمعُ هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} والإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته؛ فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية . معنى الصراط لغة: الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب. أصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفي قراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط) بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد. . وكلّها متفقة في المعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب . المراد بالصراط المستقيم: لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} تنوّع عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم: القول الأول: دين الإسلام،وهذا القول هو أشهر الأقوال والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أنَّ من اتّبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم. والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر . القول الخامس: هو الحقّ . قال ابن كثير: وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد ا.هـ. معنى وصف الصراط بالاستقامة قال ابن جرير رحمه الله: وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه . |
فوائد درس يوم الاثنين 30 جمادى الأولى 1438
تفسير قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} مقصد الآية: هذه الآية بيان للآية السابقة، وقد تضمَّنت على وجازة ألفاظها أحسن التعريف بالصراط المستقيم، وبيان سبب سلوكه، وأحوال سالكيه وثوابهم، وما يقتضيه هذا السبب من الواجبات، وبيّنت أنواع مخالفيه، وأحوالهم وعقوباتهم؛ ومناسبة عقوباتهم لأسباب مخالفاتهم، ببيان بديع محكم غاية الإحكام . بيان معاني الإنعام في القرآن: إنعام عامّ: وهو إنعام فتنة وابتلاء، المعنى الأوَّل . إنعام خاص:وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته. معنى الإنعام في هذه الآية: المراد بالإنعام في هذه الآية الإنعام الخاصّ بالهداية الخاصة والتوفيق والاجتباء والإعانة وصرف المعوّقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشرّ النفس. المراد بالذين أنعم الله عليهم: الذين أنعم الله عليهم قد بيّنهم الله تعالى بقوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ فائدة إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب: أولها: توحيد الربّ جلّ وعلا . والثاني: أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى . والثالث: أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه. والرابع: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه. |
فوائد درس يوم الثلاثاء 1 جمادى الثاني 1438
تفسير قول الله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} هذه آية مستقلة عند جمهور أهل العدد، وفي العدّ المكيّ والكوفي آية واحدة. توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى. سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا . و النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل . اشتهر تحذير السلف رحمهم الله تعالى من التشبه باليهود والنصارى؛ لئلا يصيب من تشبّه بهم من جنس ما أصابهم من الجزاء. الحكمة من تمييز الفريقين بوصفين متلازمين: 1- أن الله تعالى وَسَم كلَّ طائفة بما تُعرفُ به . 2- أنَّ أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود. 3- اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل. 4- التنبيه على سببي سلب نعمة الهداية . |
من فوائد يوم الثلاثاء 1 / 6 / 1438 هـ
- المراد بالمغضوب عليهم هم : اليهود ، والمراد بالضالين هم : النصارى . - إذا جاء الوصف في القرءان الكريم بسبب فلا ينحصر في فئة معينة ، بل كل من اتصف بصفة تلك الفئة فهو منهم . - سبب الغضب على اليهود هو : عدم عملهم بالعلم الذي علموه ، فهم أهل عناد وكبر وحسد ، يحرّفون الكلم ويكتمون الحق ، وأما النصارى فضلّوا لأنهم عبدوا الله على جهل واتبعوا أهواءهم . - صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم التحذير الشديد لأمته من التشبّه باليهود والنصارى (لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟) . - وصف اليهود بوصف الغضب عليهم ، ووصف النصارى بوصف الضلال ، مع تلازم الوصفين لحكمة : 1- أن الله تعالى وسم كل طائفة بما تُعرف به ، حتى صارت كل صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة . 2- أن أفاعيل اليهود أوجبت لهم غضباً خاصاً ، وأما النصارى فضلّوا من أول كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود . 3- اليهود أخصّ بالغضب لأنهم أمّة عناد ، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمّة جهل . 4- ترك العمل بالعلم سبب أول لسلب نعمة الهداية لأنه مقابلة نعمة الهداية بما يغضب الله إذ لم يتبع هدى الله تعالى ، وسبب ثانٍ لسلب نعمة الهداية وهو : الإعراض عن العلم لأنه مقابلة نعمة الهداية بما يضل به العبد إذ ابتدع في دين الله تعالى . - الحكمة من تقديم (المغضوب عليهم) على (الضالين) : 1- مراعاة فواصل الآيات . 2- اليهود متقدمون على النصارى في الزمان . 3- اليهود كانوا مجاورين للرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف النصارى ، فقدّمهم لقربهم . 4- اليهود أغلظ كفراً من النصارى فبدأ بهم ، فالمخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل . 5- يفيد الترتيب في التعوذ ، فيتدرج في نفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل . 6- لأن الغضب يقابل الإنعام . 7- لأن أول ذنب عُصي الله به من جنس ذنوب المغضوب عليهم لأنه عصيان عن علم ومعرفة وهو إباء إبليس السجود لآدم عليه السلام . - إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى : (غير المغضوب عليهم) ليفيد عظم شأن غضب الله عليهم ، أو ليفيد أمرين اثنين : 1- تأدباً مع الله تعالى ، وهي الطريقة المعهودة في القرآن الكريم من أن أفعال الرحمة والإحسان والجود تضاف إلى الله تعالى ، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل أو يُسند الفعل إلى من كان له سبب فيه . 2- أن ذلك أبلغ في تبكيتهم وزجرهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم . - اختلف اللغويون في معنى (لا) في قوله تعالى : (ولا الضالين) على خمسة أقوال : 1- أنها زائدة . 2- أنها بمعنى (غير) والإتيان بها من باب التنويع بين الحروف . 3- لئلا يتوهم أن (الضالين) عطف على (الذين) . 4- أنها مؤكدة للنفي المتضمن معنى (غير) . 5- لإفادة المغايرة بين النوعين وبين كل نوع بمفرده ، لئلا يفهم بأن الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرينِ . |
الساعة الآن 08:24 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir