![]() |
حياة بنت أحمد / لدراسة التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
تسجيل حضور لبدء الدراسة. |
"سورة الفاتحة "
الرموز: تفسير ابن كثير: ك / تفسير السعدي:س / تفسير عمر الأشقر : ع سبب تسميتها بالفاتحة/ ك، ع. أسماء سورة الفاتحة/ ك، ع هل السورة مكية أم مدنية؟ ك، ع عدد آياتها/ ك فضل الفاتحة/ ك اختلف أهل العلم في البسملة هل هي آية مستقلة أم ... على ثلاثة أقوال/ ك، ع معنى "باسم الله"/ ك، س لفظ اسم مفرد مضاف، فعلى ماذا يدل؟ س معنى لفظ الجلالة"الله"/ ك، س، ع معنى "الرحمن الرحيم" / ك، س، ع قاعدة في الأسماء والصفات/ س معنى "الحمدلله"/ ك، س، ع أيهما أعم الحمد أم الشكر؟ ك الفرق بين الحمد والشكر/ ك، ع معنى "رب" / ك، س، ع تربيته تعالى لخلقه نوعان/ س معنى"العالمين"/ ك، س، ع ما يدل عليه قوله" رب العالمين"/ س اقتران الرحمن الرحيم بـ"رب العالمين" / ك، ع قراءة "مالك" / ك، ع معنى "مالك"/ س المراد بيوم الدين/ ك، س، ع الغاية من إضافة الملك ليوم الدين / ك، س معنى "إياك نعبد وإياك نستعين"/ ك، س، ع الغاية من تقدم المفعول وهو إياك وتكراره/ ك، س، معنى العبادة/ ك، س، ع معنى الاستعانة/ ك، س متى تكون العبادة عبادة؟ س الغاية من تقديم العبادة على الاستعانة/ س الغاية من ذكر الاستعانة مع دخولها في العبادة/ س معنى النون في قوله "إياك نعبد وإياك نستعين" / ك ،ع مناسبة الآية للآيات السابقة/ ك معنى "اهدنا الصراط المستقيم" ك، س المراد بالهداية/ ك، س، ع المراد بالصراط المستقيم/ ك، س،ع المراد بالهدية إلى الصراط/ س المراد بالهداية في الصراط/ س كيف يسأل المؤمن الهداية وهو متصف به؟ ك/ ع "صراط الذين أنعمت عليهم" ربط الآية بما قبلها/ ك، س المراد بـ" الذين أنعمت عليهم"/ ك، س، ع. المراد بـ"المغضوب عليهم" /ك،س، ع المراد بـ"الضالين"/ ك، س، ع ما اشتملت عليه السورة/ ك، س ........... |
ملخص سورة عبس الدرس 7 و8 في خطة الأسبوع 2
سورة عبس (1- 16)
- سبب نزول الآيات/ ك، س، ع. - معنى "عبس وتولى"/ ك، س، ع. - من هو الأعمى؟/ ك، ع. - ما الفائدة في الإقبال على هذا الأعمى؟/ ك، س، ع. - معنى "يزكى"/ ك، س، ع. - معنى: يذكر"/ ك، س، ع. - معنى"تصدى" / ك، ع. - المراد بقوله: "وما عليك ألا يزكى": ك،ع. - المراد بقوله:" وأما من جاءك يسعى وهو يخشى": ك،ع. - معنى"تلهى" / ك، ع. - قاعدة: لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة/ س. - الهاء في قوله" إنها تذكرة" عائدة على ماذا؟ / ك، س، ع. - المراد بقوله "كلا إنها تذكرة" / ك، س، ع. - الهاء في قوله:"ذكره" عائدة على ماذا؟ ك. - المراد بقوله:" فمن شاء ذكره" / ك، س - محل هذه التذكرة/ ك، س، ع. - معنى:" مكرمة" / ك، ع. - معنى:"مرفوعة" / ك، س، ع. - معنى:"مطهرة" / ك، س، ع. - من هم السفرة ؟ / ك، س، ع. - المراد بـ"كرام" / ك، س، ع. - المراد بـ "بررة" / ك، س، ع. .................... سورة عبس (17 – 42) - ربط الآيات بالآيات السابقة / ك، س. - المراد بقوله:" قتل الإنسان" / ك، ع. - المراد بقوله : " ما أكفره" / ك، س، ع. - المراد بقوله:"من أي شيء خلقه" / ع. - المراد بقوله:"من نظفة" / س، ع. - المراد بقوله:"فقدره": ك، س، ع. - المراد بقوله:"ثم السبيل يسره" / ك، س، ع. - المراد بقوله: ثم أماته فأقبره" / ك، س، ع. - المراد بقوله : ثم إذا شاء أنشره" / ك، س، ع. - المراد بقوله:"كلا لما يقض ما أمره" / ك، س، ع. - ربط الآيات "فلينظر الإنسان إلا طعامه ..." بما سبق / ك، س. - المراد بقوله :"فلينظر الإنسان إلا طعامه" / ع. - المراد بقوله:" أنا صببنا الماء صبًا" / ك، س. - المراد بقوله :" ثم شققنا الأرض شقًا" / ك، س، ع. - المراد بـ:"الحب"/ ك، س، ع. - المراد بـ:"ألقضب"/ ك، س، ع. - المراد بالزيتون"/ ك. - لماذا خص هذه الأربعة :" الحب، العنب، الزيتون، النخل" بالذكر ؟ / س - المراد بقوله :" وحدائق غلبًا"/ ك، س، ع. - المراد بالفاكهة / ك، س. - المراد بالأب/ ك، س، ع. - لماذا سخر الله لنا هذه الأمور؟ / ك، س. - ما الواجب علينا؟ س. - المراد بالصاخة/ ك، س، ع. - لماذا سيمت بهذا الاسم؟/ ك، س، ع. - المراد بالصاحبة/ س - علة الفرار منهم؟ ك، س، ع. - المراد بقوله:"لكل امرئ منهم شأن يغنيه"/ ك، س، ع. - معنى:" مسفرة"/ ك، س، ع. - معنى"غبرة" /ع. - معنى ـ" ترهقها"/ ك، س، ع. - معنى :"قترة"/ ك، س، ع. - المراد بقوله:"أولئك هم الكفرة الفجرة" ك، س، ع. |
ملخص تفسير سورة الانفطار (1-8 ) في خطة الأسبوع 5
- معنى انفطرت/ ك، س، ع انشقت. - معنى انتثرت/ ك، س، ع تساقطت. - المراد بقوله تعالى:"وإذا البحار فجرت"/ ك، س، ع فجر بعضها في بعض فصارت بحرًا واحدًا أو انفجارها كانفجار البراكين. - المراد بقوله تعالى:"وإذا القبور بعثرت"/ ك، س، ع بأن أخرج ما فيها من الأموات. - المراد بقوله تعالى:" علمت نفس ما قدمت وأخرت"/ ك، س، ع علمت عند نشر الصحف ما قدمت من عمل خير أو شر، وما أخرت من حسنة أو سيئة. - المراد بقوله:" يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم"/ ك، س، ع أي ما الذي غرّك وخدعك حتى كفرت بربك الكريم، أتهاونًا منك في حقوقه؟ أم احتقارًا منك لعذابه؟ أم عدم إيمان منك بجزائه؟! - علة ذكر اسم الله الكريم دون سائر أسمائه وصفاته/ ك. هذا تهديد، لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب؛ حيث قال: { الْكَرِيمِ } حتى يقول قائلهم: غره كرمه. قال البغوي: وقال بعض أهل الإشارة: إنما قال: { بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } دون سائر أسمائه وصفاته، كأنه لقنه الإجابة . وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل؛ لأنه إنما أتى باسمه { الْكَرِيم } ؛ لينبه (6) على أنه لا ينبغي أن يُقَابَل الكريم بالأفعال القبيحة، وأعمال السوء. - معنى " فسواك"/ ك، س، ع في أحسن تقويم. - معنى :"فعدلك"/ك، س، ع جعلك معتدلاً قائمًا حسن الصورة، وجعل أعضاءك متعادلة متناسبة. - قوله :" في أي صورة ما شاء ركبك"/ ك، س، ع قال قتادة ـ رحمه الله تعالى ـ: (قادر- والله - ربنا على ذلك). والمعنى: أن الله عز وجل قادر على خلق النطفة على شكل قبيح من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكل حسن مستقيم معتدل تام، حَسَن المنظر والهيئة. |
ملخص سورة الضحى (6-11):
- المراد بقوله :"أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى" : ك، س، ع. أي وجدك يتيمًا لا أب لك، فجعل لك مأوى تأوي إليه."ع" - المراد بقوله :"وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى": ك، س، ع. أي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال والأخلاق. "س" - المراد بقوله:" عَائِلًا: ك، س، ع. الفقير. - المراد بقوله:"فَأَغْنَى": ك، س، ع. فأغناك بما أعطاك من الرزق. "س" - المراد بقوله:"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ": ك، س، ع. أي: كما كنت يتيمًا فآواك الله فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذله وتنهره وتهنه، ولكن أحسِنْ إليه، وتلطف به. قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرحيم. "ك" - المراد بقوله:"وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ": ك، س، ع. أي: وكما كنت ضالا فهداك الله، "ك" ،لا يصدر منك إلى السائل كلام يقتضي رده عن مطلوبه، بنهر وشراسة خلق، بل أعطه ما تيسر عندك أو رده بمعروف وإحسان. وهذا يدخل فيه السائل للمال، والسائل للعلم، ولهذا كان المعلم مأمورًا بحسن الخلق مع المتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه، فإن في ذلك معونة له على مقصده، وإكرامًا لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد."س" - المراد بقوله:"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ": ك، س، ع. أي: وكما كنت عائلا فقيرًا فأغناك الله، فحدث بنعمة الله عليك."ك" وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية { فَحَدِّثْ } أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة. وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن. "س". |
اقتباس:
هذا استخلاص المسائل لكن أين تلخيص أهم ما ورد تحت كل مسألة لقد قمتِ بالخطوة الأولى من التلخيص ( استخلاص المسائل ) الخطوة الثانية : ترتيب المسائل على أنواع العلوم مثال ( المسائل التفسيرية ، المسائل اللغوية ، المسائل العقدية ، المسائل الفقهية ...) مثل هذا اقتباس:
الخطوة الثالثة: تلخصين أهم ما ورد تحت كل مسألة فإذا تعددت أقوال المفسرين في المسألة واختلفوا تذكرين جميع الأقوال مع الترجيح. وإذا اختلفت عباراتهم واتفقوا في المعنى فيكفيكِ قول واحد منهم أو الجمع بين عباراتهم بأسلوبكِ. اقتباس:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 30 /30 الترتيب ( ترتيب المسائل على أنواع العلوم ثم ترتيبها تحت كل علم ترتيبًا موضوعيًا ) : 10 /20 التحرير العلمي : 10 /20 الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ) : 10 /15 العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 10 /15 = 70 % درجة المشاركة : 3 / 4 فأرجو اعتماد هذه النقاط في التلخيصات القادمة إن شاء الله وإن كان لديكِ أي استفسار فلا تترددي في طرحه فالهدف هو التدرب على التلخيص الجيد حتى يعتمده الطالب في دراسته كلها وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين. |
ملخص سورة العصر:
المسائل التفسيرية: أقول العلماء في المراد بالعصر: (ك، س، ع) العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم، من خير وشر. وقيل: هو العصر، والمشهور الأول. (ك) علة القسم بالعصر: (ع) لما فيه من العبر من جهة مرور الليل والنهار على التقدير، وتعاقب الظلام والضياء، وما في ذلك من استقامة الحياة ومصالح الأحياء، فإن في ذلك دلالة بينة على الصانع عزّ وجل وعلى توحيده. ( ع) المراد بقوله:"إن الإنسان لفي خسر": (ك، س، ع) كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح. (س) المراد بقوله:"إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا": (ك، س) الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.(س) المراد بقوله:" وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ": (ك، س) وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده، الواجبة والمستحبة. (س) المراد بقوله:" وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ": (ك، س، ع) الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.(س) المراد بقوله:" وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ": (ك، س، ع) والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة. (ٍس) |
1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟
1: فأصل فضائل التفسير هو أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً. وفي صحيح البخاري وغيره من حديث أبي جحيفة السوائي قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: « لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ ». 2: أن أشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وقد روي أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. فالاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، وهو كلام الله جل وعلا، ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه وأهله وماله {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}. 3: أن الله فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم، والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها، وقد فصل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه. 2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟ قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض} - وقال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} فحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس. 3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى مجالات الدعوة بالتفسير مجالات كثيرة متنوعة، فليجتهد كل واحد في محاولة تأهيل نفسه لسد حاجة الأمة في مجال من تلك المجالات، أو يسهم فيها. والدعوة بالتفسير وببيان معاني القرآن دعوة حسنة مباركة لتعلقها بكلام الله جل وعلا، وقد قال أبو وائل شقيق بن سلمة: استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا). ذكره ابن كثير في تفسيره. وقال ابن حجر: (وروى يعقوب أيضا بإسناد صحيح عن أبي وائل قال قرأ بن عباس سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت ورواه أبو نعيم في الحلية من وجه آخر بلفظ سورة البقرة وزاد انه كان على الموسم يعني سنة خمس وثلاثين كان عثمان أرسله لما حصر). |
اقتباس:
كما نبهت الأخت صفية، يجب أن تكملي الملخص بذكر ملخص الأقوال التي وردت في كل مسألة وتكفيك الآيات من (1-10) لأن هذا هو المقرر في واجب التلخيص أعانك الله ووفقك للخير |
اقتباس:
بارك الله فيك ، يبدو أن فكرة التلخيص المطلوبة لم تكن واضحة حين عمل هذا التلخيص ، وكان حريا بكِ ، وبحرصكِ على التعلم أن تعيدي هذا التلخيص ، ونظرا لضيق الوقت الخاص بتعديله ، فسوف يعامل التصحيح هنا معاملة خاصة ، على أنه متاح لكِ محاولة إعادته لتحسين الدرجة إن أردتِ ، وبمكنكِ بتأمل الاقتباس التالي الاطلاع على أول خطوات التلخيص الجيد : اقتباس:
كما يرجى الاطلاع على دورة التلخيص ، والاشتراك فيها ، وإن لم تتيسر الظروف ، فلا غنى عن مطالعة هذا الدرس : الدرس الثالث: طريقة تلخيص دروس التفسير تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 15 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 10/ 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 10/ 15 = 60 % بارك الله فيكِ . |
اقتباس:
ثم تنتقلين إلى الخطوة التالية : وهي توزيع المسائل على العلوم . ثم تلخصين أقوال المفسرين بأسلوبك تحت كل مسألة ، مع نسبة التفسير لقائله ، سواء واحدا من المفسرين أو جميعهم ، فتقولين : ذكره فلان ، أو ذكر ذلك الثلاثة ، ونحو ذلك . استفسار : إلام يرمز الحرف (ع) في تلخيصك ؟ تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 10/ 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13 / 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12 / 15 = 75 % بارك الله فيكِ . |
اقتباس:
تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 20 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 10/ 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13 / 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12 / 15 = 70 % بارك الله فيكِ . |
اقتباس:
تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 10/ 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13 / 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12 / 15 = 75 % بارك الله فيكِ . |
تلخيص سورة القلم من (1-5)
المسائل التفسيرية: المراد بقوله(ن): ك، ش -حرف من حروف الهجاء، كالفواتح الواقعة في أوائل السور المفتتحة بذلك. كما ذكر ابن كثير والأشقر. وزاد ابن كثر أقوال أخرى: - فقيل: حوت عظيم على تيار الماء العظيم المحيط وهو حامل للأرضين السبع. - وقيل المراد: لوح من نور. - وقيل: دواة. المراد بالقلم: ك، س، ش - وهو اسم جنس شامل للأقلام، التي تكتب بها أنواع العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم. كما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر. - وزاد ابن كثير: وقال آخرون: بل المراد هاهنا بالقلم الذي أجراه الله بالقدر حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنة. معنى ما يسطرون: ك، س، ش - ما يكتبون. كما ذكر ابن كثير والأشفر. وزاد ابن كثير: - وما يعملون. - الملائكة وما تكتب من أعمال العباد. القسم وجواب القسم: س يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام، التي تكتب بها أنواع العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم وما يسطرون به من أنواع الكلام، من آيات الله العظيمة، التي تستحق أن يقسم الله بها، على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون. تفسير قوله:"ما أنت بنعمة ربك بمجنون": ك، س، ش أي: لست، ولله الحمد، بمجنون، كما قد يقوله الجهلة من قومك، المكذبون بما جئتهم به من الهدى والحق المبين، فنسبوك فيه إلى الجنون. تفسير قوله: "وإن لك لأجرًا غير ممنون": ك، ش أي: بل لك الأجر العظيم، والثواب الجزيل الذي لا ينقطع ولا يبيد، على إبلاغك رسالة ربك إلى الخلق، وصبرك على أذاهم. معنى غير ممنون: ك، س، ش - غير مقطوع، كما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر. وزاد الأشقر: - أو لا يُمَنُّ به عليك من جهة الناس. تفسير قوله: "وإنك لعلى خلق عظيم": ك، س، ش أي: عاليًا به، مستعليًا بخلقك الذي من الله عليك به، وحاصل خلقه العظيم، ما فسرته به أم المؤمنين، عائشة -رضي الله عنها- لمن سألها عنه، فقالت: "كان خلقه القرآن"، وذلك نحو قوله تعالى له: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [الآية]، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيُصُ عَلَيْكُم بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، [والآيات] الحاثات على الخلق العظيم فكان له منها أكملها وأجلها، وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا، فكان صلى الله عليه وسلم سهلا لينا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه، قاضيًا لحاجة من استقضاه، جابرًا لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبًا، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم. كما ذكر السعدي تفسير قوله: "فستبصر ويبصرون": ك، ش أي ستبصر يا محمد ويبصر الكفار إذا تبين الحق وانكشف الغطاء، وذلك يوم القيامة. المسائل اللغوية: ما الذي يفيده التنكير في قوله : لأجرًا؟ س أي: عظيمًا، كما يفيده التنكير. |
ملخص تفسير سورة الحاقة :(38، 52):
المسائل التفسيرية: بماذا أقسم الله تعالى؟ ك، س، ش أقسم تعالى بما يبصر الخلق من جميع الأشياء وما لا يبصرونه، فدخل في ذلك كل الخلق بل يدخل في ذلك نفسه المقدسة. كما ذكر السعدي. جواب القسم: س صدق الرسول بما جاء به من هذا القرآن الكريم، وأن الرسول الكريم بلغه عن الله تعالى. كما ذكر السعدي. المراد بالرسول الكريم: ك، ش أي إن القرآن لتلاوة رسول كريم، والمراد محمد صلى الله عليه وسلم، أو إنه لقول يبلغه رسول كريم يريد به جبريل. كما ذكر الأشقر حال عمر عند سماعه الآيات: ك قال عمر بن الخطاب: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش. قال: فقرأ: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ } قال: فقلت: كاهن. قال فقرأ: { وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } تفسير قوله تعالى: "وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون": س، ش نزه الله رسوله عما رماه به أعداؤه، من أنه شاعر أو ساحر، وأن الذي حملهم على ذلك عدم إيمانهم وتذكرهم، فلو آمنوا وتذكروا، لعلموا ما ينفعهم ويضرهم، ومن ذلك، أن ينظروا في حال محمد صلى الله عليه وسلم، ويرمقوا أوصافه وأخلاقه، لرأوا أمرا مثل الشمس يدلهم على أنه رسول الله حقا. كما ذكر السعدي تفسير قوله تعالى:"تنزيل من رب العالمين": س، ش وأن ما جاء به تنزيل رب العالمين، لا يليق أن يكون قول البشر بل هو كلام دال على عظمة من تكلم به، وجلالة أوصافه، وكمال تربيته لعباده، وعلوه فوق عباده. كما ذكر السعدي المراد بـ:"ولو تقول علينا بعض الأقاويل": ك، س، ش أي: محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا، فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة. كما ذكر ابن كثير. الأقوال في قوله :"لأخذنا منه باليمين": ك، ، ش قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنها أشد في البطش، وقيل: لأخذنا منه بيمينه. كما ذكر ابن كثير. المراد بالوتين: ك، س، ش عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات منه الإنسان. كما ذكر السعدي المراد بقوله:" لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ": س، ش لو قدر أن الرسول -حاشا وكلا- تقول على الله لعاجله بالعقوبة، وأخذه أخذ عزيز مقتدر، لأنه حكيم، على كل شيء قدير، فحكمته تقتضي أن لا يمهل الكاذب عليه، الذي يزعم أن الله أباح له دماء من خالفه وأموالهم، وأنه هو وأتباعه لهم النجاة، ومن خالفه فله الهلاك. فإذا كان الله قد أيد رسوله بالمعجزات، وبرهن على صدق ما جاء به بالآيات البينات، ونصره على أعدائه، ومكنه من نواصيهم، فهو أكبر شهادة منه على رسالته. كما ذكر السعدي المراد بقوله:"فما منكم من أحد عنه حاجزين": ك،ش أي: فما يقدر أحد منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئا من ذلك. . كما ذكر ابن كثير تفسير قوله:"لتذكرة للمتقين": س، ش أي القرآن الكريم يتذكرون به مصالح دينهم ودنياهم، فيعرفونها، ويعملون عليها، يذكرهم العقائد الدينية، والأخلاق المرضية، والأحكام الشرعية، فيكونون من العلماء الربانيين، والعباد العارفين، والأئمة المهديين. كما ذكر السعدي. تفسير قوله:"وإنا لنعلم أن منكم مكذبين": ك، س، ش أي أن بعضكم يكذب بالقرآن، فنحن نجازيهم على ذلك. كما ذكر الأشقر وهذا فيه تهديد ووعيد للمكذبين، فإنه سيعاقبهم على تكذيبهم بالعقوبة البليغة. كما ذكر السعدي تفسير قوله:"وإنه لحسرة على الكافرين": س، ش فإنهم لما كفروا به، ورأوا ما وعدهم به، تحسروا إذ لم يهتدوا به، ولم ينقادوا لأمره، ففاتهم الثواب، وحصلوا على أشد العذاب، وتقطعت بهم الأسباب. كما ذكر السعدي المراد بحق اليقين: ك، س. ش أي الخبر الصدق الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ولا ريب. كما ذكر ابن كثير وحق اليقين كما ذكر السعدي أعلى مراتب العلم، فإن أعلى مراتب العلم اليقين وهو العلم الثابت، الذي لا يتزلزل ولا يزول. واليقين مراتبه ثلاثة، كل واحدة أعلى مما قبلها: أولها: علم اليقين، وهو العلم المستفاد من الخبر. ثم عين اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة البصر. ثم حق اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة. وهذا القرآن الكريم، بهذا الوصف، فإن ما فيه من العلوم المؤيدة بالبراهين القطعية، وما فيه من الحقائق والمعارف الإيمانية، يحصل به لمن ذاقه حق اليقين. المراد بالتسبيح: س أي: نزهه عما لا يليق بجلاله، وقدسه بذكر أوصاف جلاله وجماله وكماله. كما ذكر السعدي. المسائل اللغوية: عود الضمير في قوله:"وإنه لتذكرة ": ك، س، ش القرآن. عود الضمير في قوله" وإنه لحسرة": ك/ش القرآن. |
ملخص آيات سورة الجن (11، 18)
المسائل التفسيرية: معنى قوله:"وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ": ك، س، ش أي: فُسَّاقٌ وفُجَّارٌ وكُفَّارٌ. كما ذكر السعدي المراد بطَرَائِقَ قِدَداً: ك، س، ش أي: فِرَقاً مُتَنَوِّعَةً وأهواءً متَفَرِّقَةً. معنى قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا": ك، س، ش وأَنَّا في وَقْتِنا الآنَ تَبَيَّنَ لنا كَمالُ قُدرةِ اللَّهِ وكمالُ عَجْزِنا، وأنَّ نَوَاصِيَنا بِيَدِ اللَّهِ، فلنْ نُعْجِزَه في الأرضِ، ولَنْ نُعْجِزَه إنْ هَرَبْنا وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه، لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه. كما ذكر السعدي. المراد بالهدى: س، ش القرآن العظيم. أثر سماع الهدى على قلوب الجن: ك، س، ش أَثَّرَ في قُلُوبِنا فـ"آمَنَّا بِهِ" يفتخرون بذلك، وهو مفخرٌ لهم، وشرفٌ رفيعٌ وصفةٌ حسنةٌ. المراد بالبخس: ك، س، ش النقصان. المراد بالرهق: ك، س، ش العدوان والطغيان. المراد بالقاسطون: ك، س، ش أي: الجائِرُونَ العادِلُونَ عن الصراطِ المستقيمِ. معنى"تحروا رشدًا": ك، س، ش أيْ: قَصَدُوا طريقَ الحقِّ والخيرِ واجْتَهَدوا في البحْثِ عنه حتى وُفِّقُوا له. معنى :وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً": ك، س، ش أي: وقودًا تسعّر بهم، وذلك جزاءٌ على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم. أقوال العلماء في معنى "وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ": ك اختلف المفسّرون في معنى هذا على قولين: أحدهما: وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمرّوا عليها، "لأسقيناهم ماءً غدقًا" أي: كثيرًا. والمراد بذلك سعة الرّزق. وعلى هذا يكون معنى قوله: "لنفتنهم فيه" أي: لنختبرهم، ولنبتليهم به. والقول الثّاني: "وأن لو استقاموا على الطّريقة" الضّلالة "لأسقيناهم ماءً غدقًا" أي: لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا، وله اتجاه، وتيأيد بقوله: "لنفتنهم فيه" المراد بغدقًا: ك، س، ش هَنِيئاً مَرِيئاً كَثيراً. معنى لنفتنهم فيه: ك، س، ش أي: لِنَخْتَبِرَهم فيه ونَمْتَحِنَهم لِيَظْهَرَ الصادِقُ مِن الكاذبِ. المراد بصعدًا: ك، س، ش أي: شَديداً بَليغاً شاقًّا صَعْباً. معنى:"وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً": س، ش أيْ: ومَن يُعْرِضْ عن القرآنِ أو عن الْمَوْعِظَةِ، يُدْخِلْه عَذاباً شاقًّا صَعْباً. المراد بالمسجد: ك المسجد أو أعضاء السجود. معنى:"فلا تدعو مع الله أحدًا": ك، س،ش أي: لا دُعاءَ عِبادةٍ ولا دُعاءَ مَسألةٍ؛ فإِنَّ المساجِدَ التي هي أعْظَمُ مَحالَّ للعِبادةِ مَبْنِيَّةٌ على الإخلاصِ للهِ والخضوعِ لعَظَمَتِه، والاستكانةِ لعِزَّتِه. |
اقتباس:
تلخيص جيد، وإن كان يلحظ عليه الاختصار هذا نموذج للمسائل الواردة في الآيات ليبين لك ما قد يكون فاتك من مسائل لم أوضحها لك أثناء التصحيح بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} القلم. تفسير قوله تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) ● معنى قوله تعالى: {ن} ك ش ● المقسم به ك س ش ● المراد بالقلم ك س ش ● معنى {يسطرون} ك س ش ● مرجع الضمير في قوله: {يسطرون} ك س ش ● معنى {ما يسطرون} ك س ش ● الحكمة من الإقسام بالقلم ك س ش ● تفسير قوله تعالى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) ● المقسم عليه ك س ش ● لمن الخطاب في الآيات؟ ك س ش ● سبب القسم ك س ش ● معنى قوله تعالى: {بنعمة ربك} ك س ش ● المراد بالنعمة س ش ● المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه س ● إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا س تفسير قوله تعالى: وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) ● ما يفيده تنكير لفظة {أجرا} س ● معنى {غير ممنون} ك س ش ● إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الآخرة س ● سبب استحقاق النبي صلى الله عليه وسلم للأجر الجزيل في الآخرة ك س ش تفسير قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ● مناسبة الآية لما قبلها س ● المراد بالخلق في الآية ك س ش ● وصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم ك س ش ● ما يفيده استعمال حرف الجر {على} س تفسير قوله تعالى: فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) ● مناسبة الآية لما قبلها س ● متعلق البصر ك س ش ● مرجع الضمير في قوله: {يبصرون} ك س ش ● معنى {المفتون} ك س ش ● معنى الباء في قوله: {بأييكم} ك ● نوع الأسلوب في الآية ● دلالة الآية على الجزاء يوم القيامة ك س ش التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 22/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 13/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 85 % |
اقتباس:
قد عدلت في هذا الملخص عن طريقة استخلاص المسائل، وهي الطريقة المطلوبة في ملخصات التفسير، ونسخت أقوال المفسرين وغالبها للسعدي تحت كل آية. وحقيقة لا أدري كيف يقيم هذا التلخيص! فرجاء التزمي الطريقة الموصى بها في التلخيص لأني أعرف أن الطالب لا يحب أن يعيد التطبيق فأعينيني أنا أيضا على التصحيح هذه قائمة المسائل الواردة في الآيات، لتري كيف أن ترتيب الأقوال على هذه المسائل يضمن فهما أدق وأوسع لتفسير هذه الآيات الكريمة وأوصيك بالالتحاق بدورة أنواع التلخيص في المعهد تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)} ● المخاطب في الآيات ك ● المقسم به ك س ش ● المقسم عليه ك س ش ● مرجع الضمير في قوله: {إنه لقول رسول كريم} ك س ش ● المقصود بالرسول الكريم ك س ش ● معنى كون القرآن كلام الرسول ك س ش ● معنى قوله تعالى: {قليلا ما تؤمنون} ش ● معنى قوله تعالى: {قليلا ما تذكرون} ش ● المقصود بالتنزيل ك س ش ● كيف يكون الإيمان والتذكر سببا في التبصر بالحق؟ س ● دلالة الآية على تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)} ● مرجع الضمير المستتر في قوله: {تقوّل} ك س ش ● معنى {تقوّل} ك س ش ● المقصود بالأخذ باليمين ك س ش ● المقصود بالوتين ك س ش ● دلالة الآيات على الوعيد الشديد لمن يفترى على الله الكذب س ● دلالة الآيات على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه ك س ش قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)} ● مرجع الضمير ك س ش ● معنى كون القرآن تذكرة للمتقين س ● ثمرات التذكر بالقرآن س ● الحكمة في اختصاص المتقين بالتذكرة ش قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)} ● معنى {من} ش ● متعلق التكذيب ك ش ● دلالة الآية على مجازاة المكذبين س ش قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} ● معنى الحسرة ك ش ● كيف يكون القرآن حسرة على الكافرين؟ س ● متى يتحسر الكافر؟ ك س ش تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)} ● معنى اليقين س ● مراتب اليقين س ● معنى {حقّ اليقين}. ك س ش ● سبب وصف القرآن بأنه حق اليقين ك س ش قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} ● لمن الخطاب في الآية؟ ● معنى التسبيح في الآية س ش ● مناسبة الأمر بالتسبيح ك التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 15/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 15/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 10/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 75 % وفقك الله |
ملخص تفسير آيات من سورة الإنسان:(23، 31)
* تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا ) -امتنان الله تعالى على عباده بإنزال القرآن: ك يقول تعالى ممتنًّا على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بما نزّله عليه من القرآن العظيم تنزيلًا. - ما يحتويه القرآن: س فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك. - المراد بـ"نزلنا": ش فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً. - ما أفاده قوله تعالى" نزلنا عليك": ش لم تَأتْ به مِن عِندِك كما يَدَّعِيهِ الْمُشْرِكونَ. تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا ) - مناسبة الآية للآية السابقة: ك، س أي: كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصبر على قضائه وقدره. -على ماذا يصبر؟: ك، س، ش أي: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ. -صورة من حكم الله تعالى: ش ومِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه. - المرادُ بقولِه:"آثِمًا": ك،س،ش فالآثم هو الفاجر في أفعاله، وقيلَ: المرادُ بقولِه: {آثِمًا} عُتبةُ بنُ رَبيعةَ. -المراد بقولِه:"أَوْ كَفُوراً": ك،س، ش الكفور هو الكافر بقلبه، وقيل المراد بقولِه: {أَوْ كَفُوراً} الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ. - متى لا يطيع هؤلاء؟ : ك، س إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك بل بلّغ ما أنزل إليك من ربّك، وتوكّل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس. تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) - مناسبة الآية لما قبلها: س لَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك. - المراد بقوله:"بكرةً": ك،س، ش أول النّهار ، فأوَّلُ النهارِ: صلاةُ الصبْحِ. -المراد بقوله:"وأصيلاً": ك،س،ِ ش آخر النهار، وآخِرُه: صلاةُ العصْرِ. تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ) - من الآيات الدالة على هذا الأمر: ك كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وكقوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} [المزّمّل: 1-4] ). - المراد بقوله:"وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ": س أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ. -المراد بقوله:"وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً": س وقد تَقَدَّمَ تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} الآيةَ. تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ) -الإنكار على الكفّار ومن أشبههم في حبّ الدّنيا": ك قال: منكرًا على الكفّار ومن أشبههم في حبّ الدّنيا والإقبال عليها والانصباب إليها، وترك الدّار الآخرة وراء ظهورهم. -المراد بقولُه:"إِنَّ هَؤُلاَءِ": ك، س،ش أي: الْمُكَذِّبِينَ لكَ أيُّها الرسولُ بعدَ ما بَيَّنْتَ لهم الآياتِ، ورُغِّبُوا ورُهِّبُوا، و يَعنِي كُفَّارَ مَكَّةَ، ومَن هو مُوَافِقٌ لهم. -المراد بـ:" الْعَاجِلَةَ ": ك،س،ش الدارَ العاجلةَ، وهي دارُ الدنيا. -معنى يَذَرُونَ: س أي: يَتْرُكُونَ العملَ ويُهْمِلُونَ -المراد بـ :" وَرَاءَهُمْ": س أي: أمامَهم. -المراد باليوم الثقيل: ك، س،ِ ش هو يومُ القيامةِ، الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ممَّا تَعُدُّونَ. - سبب تسميته باليوم الثقيل: ش سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ. تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ) - المراد بقوله:" نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ": س أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ. -المراد بقوله:" وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ: ك،س، ش أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه. -الدليل العقلي على البداءة بعد الرجعة: ك، س إذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا. وهذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة. - أقوال العلماء في قوله:" وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا": ك،س،ش 1. أي: وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا. وهذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة. 2. إذا شئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم، كقوله: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا} [النّساء: 133] وكقوله: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} [إبراهيم: 19، 20، وفاطرٍ 16، 17] ). تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) - اسم الإشارة عائد على ماذا؟ ك،ش -معنى سبيلاً: ك، س -المراد بقوله:"إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ": س يعني: هذه السّورة. -المراد بقوله:" فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا":ك، س،ش أي طريقًا ومسلكًا مُوَصِّلاً إليه، فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم. تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) - المراد بقوله:" وَمَا تَشَاءُونَ ": ك، ش أي: لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا. - المراد بـ:" إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ": س،ش فإنَّ مَشيئةَ اللَّهِ نافذةٌ، فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك. -المناسبة بين أول الآية وآخرها: ك، س أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا}). تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) -المراد بقوله:" يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ": ك، س،ش أيْ: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، أو يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه؛ فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها. -من هم الظالمين: س الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى. |
جميل جدًا وضعكم لنموذج المسائل الواردة في الآيات، وهذا يعطي تصور أوضح للملخصات، وأتمنى أن تتفضلوا علينا بإدراجه في كل مرة، لأني لن يتيسر لي الالتحاق بدورة الملخصات، وجزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم!
|
اقتباس:
الملخص قصير جدا، فأنت لا تذكري أي أدلة واردة في تفسير الآيات تقريبا وتفوتين كثيرا من مسائل الآيات. وأنا لا أدري حقا هل هو استعجال منك لضيق وقتك أم لم تتضح لك صورة التلخيص المطلوب بعد؟!! التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 26/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 12/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 88/100 وفقك الله |
اقتباس:
أحسنت أختي بارك الله فيك، يرجى التنبه لصياغة عناوين المسائل. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 11 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 90 % وفقك الله |
تلخيص لتفسير قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم ...} عناصر الدرس: • كيف تحصل الحياة النافعة؟ • المراد بالحياة في الآية. • الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة. • الحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرّسول الملكي ونفخ الرّسول البشري. • المراد بالنور. • أقوال المفسرين في قوله:" وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ". ملخص الدرس: • كيف تحصل الحياة النافعة؟ - الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات. - فالحياة الحقيقيّة الطّيبة هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان. - ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول فإن كان ما دعا إليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول. • المراد بالحياة في الآية. نجد أن فيها أقوالاً: ● القول الأول: أنها حياة الروح والقلب التي تكون بالإيمان والاتّباع. - قال مجاهد: {لما يحييكم} يعني للحق. - وقال قتادة: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة. - وقال السّديّ: هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر . ● القول الثاني: أنها الحياة التي يحياها المسلمون بالجهاد في سبيل الله. - قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. - وقال الواحدي والأكثرون على أن معنى قوله: {لما يحييكم} هو الجهاد وهو قول ابن إسحق واختيار أكثر أهل المعاني. - وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم. - وقال ابن تيمية: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. ● القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة وهي التي تكون في الجنة - قال بعض المفسّرين: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة حكاه أبو عليّ الجرجانيّ. والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة . • الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة - حياة بدنه الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى من ذلك. - وحياة قلبه وروحه الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل. - فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة كما أن البدن الحيّ يكون شعوره وإحساسه بالنافع والمؤلم أتم ويكون ميله إلى النافع ونفرته عن المؤلم أعظم فهذا بحسب حياة البدن وذاك بحساب حياة القلب فإذا بطلت حياته بطل تمييزه وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوّة يؤثر بها النافع على الضار. • الحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرّسول الملكي ونفخ الرّسول البشري الإنسان لا حياة له حتّى ينفخ فيه الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ وان كان قبل ذلك من جملة الأموات. فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتّى ينفخ فيه الرّسول من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور . فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرّسول الملكي فمن أصابه نفخ الرّسول الملكي ونفخ الرّسول البشري حصلت له الحياتان، ومن حصل له نفخ الملك دون نفخ الرّسول حصلت له إحدى الحياتين وفاتته الأخرى. قال تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} فجمع له بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة . - قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه. • المراد بالنور يتضمّن أمورًا: أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها. وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور. وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم. • أقوال المفسرين في قوله:" وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ" المعنى الأول : الذي عليه ابن عباس وعامة المفسرين أن المراد أن الله يحول بين بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين المعصية وبين أهل معصيته وبين الطاعة. المعنى الثاني : أن الله أقرب إلى قلب الإنسان من نفسه فهو يعلم سبحانه أن قلبه استجاب لأمر الله فيعينه ويزيده أو لم يستجب فيضله ويحول بينه وبين الاستجابة.ذكر هذا الواحدي عن قتادة وهو مناسب للسياق كما رجح ابن القيم. لأن الاستجابة أصلها بالقلب والبدن تبعًا له. |
اقتباس:
اقتباس:
أحسن الله إليك فاتتك مسألة مهمة جدا، وقد أفاض فيها ابن القيّم رحمه، وهي الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى {لما يحييكم} فلا أدري كيف أغفلتيها على طولها في الرسالة. ومسألة في مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لأول الآية وهذا أثّر كثيرا على محتوى الملخّص والله المستعان. وبالنسبة لصياغة العناوين فاجعليها متصلة بموضوع الدرس حتى لا تبدو وكأنها مسائل منفصلة عنه لا يعرف فائدة مجيئها فيه. وأعتب عليك نسخ الكلام المتعلق بمسألة الحياة المذكورة في الآية من نموذج إجابة الاختبار، فهذا أمر لا حاجة فيه، بل الأولى أن تستوعبي المسألة ثم تلخصيها بأسلوبك، وأقدّر أشغالكم وأثمّن ما تقومون به، لكن لا نعذر فيما حصل بضيق الوقت ونحوه، لأن الفائدة من هذه الملخصات ستفوت. هذا نموذج للتلخيص أرجو أن يفيدك، بارك الله فيك ووفقك لكل خير. تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ● مقصد الآية ● بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم} ● الحياة المذكورة في الآية ● أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع ● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة ● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} ● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله ● مقصد الآية أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول. ● بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم} ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي: 1- الحق، قاله مجاهد 2- القرآن، قاله قتادة 3- الإسلام، قاله السدي 4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون. 5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا. والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة ● الحياة المذكورة في الآية - القول الأول: أنها حياة الروح والقلب وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن. قال قتادة: {لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة. وقال السّديّ: {لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر . - القول الثاني: أنها الحياة العزيزة وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله. قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم. وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. - القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة قال بعض المفسّرين: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة. وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد. ● أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة: - الأولى: حياة بدنه الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ. - والثانية: حياة قلبه وروحه وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة. وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور. ● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة في قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة. قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه. وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا: أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها. وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور. وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم. ● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} ورد في معناها قولان: - القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين. - القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم. قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه. ● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله. - على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح. - ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 23 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /14 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 87 % وفقك الله |
اقتباس:
ورسالتك ممتازة جدا، ولكن يؤخذ عليها ما أخذ على سابقتها، وهي عدم الاستشهاد بالآيات والأحاديث والآثار. وهذا مأخذ ليس باليسير أن تخلو الرسالة من الاستدلال بآية أو حديث، فنرجو الانتباه لذلك مستقبلا إن شاء الله، وأوصيك بكتابة المزيد من الرسائل لعلّ الله أن ينفعك بك. التقييم: أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 17 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15 رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 18 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10 = 90 % وفقك الله |
ملخص رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} العناصر: - ما دلت عليه الآية. - دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء. - دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء. • اختلاف العلماء في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟ • اختلاف العلماء هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر. • قسما المخالف القائلين بأنّ دلالتها على النفيّ بالمفهوم. • بيان أدلة المخالف في إفادتها الحصر. • القول الصائب في مسألة إفادة الحصر أو عدمه. • أدلة القول الصائب. • الرد على قول المخالف. • الجواب ملّخصٌ من كلام شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية - رحمه اللّه. • من جعلها موصولةً فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى - دلالة الآية على نفي العلم من غير أهل الخشية. - هل يقتضي ثبوت الخشية لجنس العلماء؟ أو يقتضي ثبوت الخشية لكلّ واحدٍ من العلماء؟ • من كلام السلف على أن من لم يخش اللّه فليس بعالم. • أدلة من القرآن على ذلك. • من كلام السلف على أن من عصى الله جاهل. - بيّان أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية من وجوه. الملخص: - ما دلت عليه الآية. دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا. - دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء. 1. صيغة "إنما" تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد * وأمّا "ما": فالجمهور على أنّها كافةٌ، ثمّ قال جمهور النحاة: هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل. 2. وذهب بعض الكوفيين، وابن درستويه إلى أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه. 3. وذهبت طائفةٌ من الأصوليين وأهل البيان إلى أن "ما" هذه نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر. وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه. - الرد على النقطة 3: هذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات. و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ، وقد نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ". وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها، 4. وقيل: إنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى. وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}. - دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء. * صيغة "إنّما" أمّا على قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني. والشيخ موفق الدين، وفخر الدّين إسماعيل بن علي صاحب ابن المنّي، وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين كالقاضي أبي بكرٍ، وغيره، وكثيرٌ من النحاة وغيرهم، بل قد حكاه أبو علي فيما ذكره الرازيّ عن النحاة جملةً. • اختلاف العلماء في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟ 1. فقال كثيرٌ من أصحابنا، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية. 2. وذهبت طائفةٌ من أصحابنا كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني. إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين. • اختلاف العلماء هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر. 1. فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص، 2. وظاهر كلام كثيرٍ من أصحابنا وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً. • قسما المخالف القائلين بأنّ دلالتها على النفيّ بالمفهوم. أحدهما: من لا يرى كون المفهوم حجّةً بالكلية كالحنفية، ومن وافقهم من المتكلمين. والثاني: من يراه حجةً من الجملة، ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنّه لا مفهوم لها، واختاره بعض المتأخرين من أصحابنا، وغيرهم، • بيان أدلة المخالف في إفادتها الحصر. - أنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " - وأيضًا فورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا: 1. كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}. 2. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص - ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا. * وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر: - فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده. - وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ} ومثل هذا كثيرٌ جدًّا . - وممّا يبيّن عدم إفادتها للحصر قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ".فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" فلو كانت "إنّما" للحصر لبطلت أن تكون سائر آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته سوى القرآن آياتٍ له تدلّ على صدقه لاعترافه بنفي ذلك وهذا باطلٌ قطعًا فدلّ على أنّ "إنما" لا تفيد الحصر في مثل هذا الكلام وشبهه. • القول الصائب في مسألة إفادة الحصر أو عدمه. أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك. أدلة القول الصائب. كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في: - قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}. - وقوله: {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. - وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}. - فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}. - وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره} ، ونحو ذلك. ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه. الرد على قول المخالف. أمّا أنّها مركبةٌ من "إنّ " و"ما" الكافة فمسلّم، ولكنّ قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه: أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل. والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل. الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها مما ليس هذا موضع بسطه، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة. • الجواب ملّخصٌ من كلام شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية - رحمه اللّه. - وأما قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، وقوله: {إنّما أًنت منذرٌ}. ونحو ذلك، فالجواب عنه أن يقال: الحصر تارةً يكون عامًا كقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو} ، ونحو ذلك. وتارةً يكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام. - فقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية. - وكذلك قوله: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. فإنّ المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك. - والعجب أن أبا حيّان الأندلسيّ أنكر على الزمخشريّ ادعاءه الحصر في هذه الآية لاستلزامه عنده أنّه لم يوح إليه غير التوحيد، قال: لأنّ الحصر إنما يلقى من جهة: "أنما" المفتوحة الهمزة، قال: ولا يعرف القول بإفادتها الحصر إلا عند الزمخشريّ وحده. وردّ ذلك عليه شيخنا أبو محمدٍ بن هشامٍ بناءً على أنّ (أنّ) المفتوحة فرع عن "إن " المكسورة على الصحيح، قال: ولهذا صحّ للزمخشريّ أن يدّعي أنها تفيد الحصر "إنّما" انتهى. • من جعلها موصولةً فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر. - دلالة الآية على نفي العلم من غير أهل الخشية. فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين. ومثل ذلك كقوله: {إنّما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب} ، و {إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا وسبّحوا بحمد ربّهم وهم لا يستكبرون (15) تتجافى جنوبهم عن المضاجع}. قال: وكذلك الحصر في هذه الآية أعني قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه، وبيان الحصر الذي ذكره الشيخ - رحمه اللّه - في هذه الآيات أنّ قوله: {إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب} فيه الحصر من الطرفين، فإن اقتضى أن إنذاره مختصٌّ بمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فإن هذا هو المختصّ بقبول الإنذار، والانتفاع به فلذلك نفى الإنذار عن غيره، - هل يقتضي ثبوت الخشية لجنس العلماء؟ أو يقتضي ثبوت الخشية لكلّ واحدٍ من العلماء؟ هذا الثاني هو الصّحيح، وتقريره من جهتين: الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء. والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟ قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف، ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ. والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه. وقد تقدّم بيان دلالة الآية على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم. • من كلام السلف على أن من لم يخش اللّه فليس بعالم. - فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ". - وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ". - وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً". - وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ". - وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ. ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك. - وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ". - وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ". - وعن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم. يجلسون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غير ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّه عزّ وجلّ ". وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ". - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا". - وعن أبي حازمٍ نحوه. - منه قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ". - وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟ قال: الذين يعملون بما يعلمون ". - وقال رجلٌ للشعبي: أفتني أيها العالم فقال: "إنما العالم من يخاف اللّه ". - وعن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: "علامة العلم: خشية اللّه عز وجل ". - وسئل سعد بن إبراهيم -: من أفقه أهل المدينة؟ قال: "أتقاهم لربّه ". - وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟ فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ". • أدلة من القرآن على ذلك. - قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}. - وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}. - وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}. • من كلام السلف على أن من عصى الله جاهل. - قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ} فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ". - وعن قتادة قال: "أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ". - وقال مجاهدٌ: "من عمل ذنبًا من شيخ أو شابٍ فهو بجهالةٍ"، وقال أيضًا: "من عصى ربّه فهو جاهلٌ حتى ينزع عن معصيته "، وقال أيضًا: "من عمل سوءًا خطأً أو إثمًا فهو جاهلٌ حتى ينزع منه ". - وقال أيضًا هو وعطاء: "الجهالة: العمد". رواهنّ ابن أبي حازمٍ وغيره، وقال: وروي عن قتادة، وعمرو بن مرة، والثوريّ نحو ذلك. - وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ". - وقال عكرمة: "الدنيا كلّها جهالةٌ". - وعن الحسن البصريّ أنه سئل عنها فقال: "هم قومٌ لم يعلموا ما لهم مما عليهم، قيل له: أرأيت لو كانوا علموا؟ قال: فليخرجوا منها فإنها جهالةٌ". - بيّان أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية من وجوه. إحداها: أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية. الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ. الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه، وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب. الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه. الخامس: أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل؛ فإنّ السقوط من موضع عالٍ، أو في نهر مغرقٍ، والمرور تحت حائطٍ يخشى سقوطه، ودخول نارٍ متأججةٍ، ورمي المال في البحر، ونحو ذلك، لا يفعله من هو تامّ العقل لعلمه بأن هذا ضرر ولا منفعة فيه، وإنّما يفعله من لم يعلم ضرره كالصبيّ، والمجنون، والسّاهي، والغافل، وأمّا العاقل فلا يقدم على ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح، كالذي يركب البحر ويسافر الأسفار الخطرة للربح فإنه لو جزم بأنه يغرق أو يخسر لما فعل ذلك وإنّما أقدم عليه لترجيح السلامة عنده والربح، وإن كان قد يكون مخطئًا في هذا الظنّ. الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" وما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها، كما لا يؤثر أكل الطعام المسموم للذّته إلا من هو جاهل بحاله أو غير عاقل، ورجاؤه التخلص من شرها بتوبةٍ أو عفو أو غير ذلك كرجاء آكل الطعام المسموم الطيب للخلاص من شرّ سمّه بعلاج أو غيره، وهو في غاية الحمق والجهل، فقد لا يتمكن من التخلص منه بالكلية، فيقتله سمّه، وقد لا يتخلص منه تخلصًا تامًّا فيطول مرضه، وكذلك المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها. الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك. ملاحظة: اعتذر عن سوء هذا التلخيص؛ وأتمنى أن تضعوا لنا التلخيص الصحيح للاستفادة. |
اقتباس:
وقد وقفت على المسائل الرئيسة في الملخص، ولكن ربما صعوبة بعض المسائل اللغوية في الرسالة كانت سببا في التركيز الشديد عليها من قبل بعض الطلاب حتى أنها أثّرت على كثير من المسائل المهمّة في الرسالة، وكان من المناسب الاختصار فيما يتعلق باللغة عدا ما يفيد في إثبات المسائل الأساسية في الرسالة كأن نكتفي بذكر قول الجمهور ونؤخر مناقشة الخلافات نهاية الملخص حتى لا تؤثر على المسائل الأخرى في الرسالة كما أشرت. والاختصار الحاصل عندك هو في غياب الكثير من الفوائد التي يحسن الإلمام بها والإشارة إليها في الملخص لأنها مما يخدم الرسالة ويوضح مقصدها، ويمكنك مطالعة هذه المسائل في الملخص التالي مع التنبيه إلى أنه بحاجة إلى بعض التهذيب لأني وضعته على عجل لكنه يفيدكم في طريقة عرض المسائل إن شاء الله: تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لابن رجب الحنبلي رحمه الله. عناصر الرسالة: ● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء ● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء ● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية ● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية. ● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية ● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم ● بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى. ● فوائد • إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم • أصل العلم النافع العلم باللّه. • قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة. • صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة. • هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟ • هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟ • هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟ • أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم. • فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}. • خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ" . • خلاصة القول في إفادة "إنّما" للحصر. تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}. ● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا"ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ. ● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور. - واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟ فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية. وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين. - واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟ فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص. وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً. ● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية دلت الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد هو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه. ● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية. - فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ". - وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ". - وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً". - وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟ - وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ". - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا". وعن أبي حازمٍ نحوه. - وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟ فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ". ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}. وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}. وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}. - قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ} فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ". - وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ". ● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية. وبيان ذلك من وجوه: الوجه الأول: أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية. ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ". ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ". وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ. الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور. وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}. والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام، ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة". الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه. وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ". الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح. فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه. الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح. فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب. ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}. قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}. وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}. فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها. الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك. ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً". - ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها. - المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ". - إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية. - وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة". - يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها. - إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة. - إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها: 1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21). وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}. 2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً. كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟ فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك. قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟ قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟ قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ". ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟ الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ. وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}، وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون} وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}. ● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}. ● بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى. العلم النافع علمان: 1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف. 2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره. ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين. وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ". فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض. والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض. والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ. ● فوائد • إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم. قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين: الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء. والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟ قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف). ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ. والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه. • أصل العلم النافع العلم باللّه. وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره. ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ". وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ". • قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة. ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة". وما جاء في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ". وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟ قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ". فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه. • صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة. فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر. • هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟ اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره. • هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟ اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك. وأكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها. • هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟ ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ". ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}. وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه " ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء". وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ". وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ". ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍ بالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ". • أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم. إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره. وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟ وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ. والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}. وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}. • فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}. اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا. 1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون. قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان. 2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده. وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته. 3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون. 4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره. وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة. 5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم. وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة. ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا. ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة. والمقصود هنا: أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته. ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ". • خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ" القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة. القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول بعض الكوفيين، وابن درستويه. القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان. وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات. و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ. - نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ". وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها. القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى. وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}. • خلاصة القول في إفادة "إنّما" للحصر. اختلف النحاة في ذلك على أقوال: القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور. القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر. حجتهم في ذلك: 1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا. 2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا. وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده. مناقشة أقوالهم: - الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}، وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه. - وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه: أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا. وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر: فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل. والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل. الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة. القول الثالث: من جعل "ما" موصولةً. فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر. التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 23/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 15/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 88/100 وفقك الله |
الساعة الآن 09:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir