![]() |
صفحة الطالبة مضاوي الهطلاني ( لدراسة التفسير)
الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
((اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما)) |
بسم الله توكلت على الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . رمزت لتفسير ابن كثير بـ" ك" و الاشقر "ش" السعدي " س" ســـــــــــورة الفــــــاتحة: · أسماء الفاتحة. ك ،ش · نزولها . ك - ش · فضل الفاتحة. ك- ش # القراءات : *القراءت في الحمد .ك *القراءات في "مالك" ك – ش * القراءات في " إياك " ك *القراءات في "الصراط " ك * القراءات في " غير " ك # الــــتفسـير: · موضع الإستعاذة. ك · معنى الإستعاذة . ك · البسملة هل هي آية ؟ ك - ش · معنى الله .ك - س · معنى الرحمن الرحيم . ك –ش – س · معنى الحمد والشكر . ك – ش · معنى " رب " ك – س · أنواع الربوبية .س · معنى العالمين . ك- ش –س · وجه تسمية العالمين . ك · لماذا وصف الرحمن الرحيم بعد رب العالمين .ك · معنى العبادة . ك – ش –س · معنى إهدنا .ك – ش -س · ماذا تشمل الهداية . س · من هم الذين أنعم عليهم . ك # مسائل عقيدية: *لطائف في الإستعاذة. ك *لطيفة في الرحمن . س *لطيفة في معنى " رب العالمين " س * لماذا خصة " مالك يوم الدين " س *تقديم إياك نعبد على إياك نستعين. ش – س *سر تأخير السؤال عن الحمد . ك *سؤال المؤمن الهداية مع اتصافه بها . ك – ش *لطيفة في قوله " اهدنا الصراط المستقيم " س *لماذا أكد الكلام بلا في " ولا الضالين .ك *فضل التأمين ومتى يستحب . ك –ش * ما اشتملت عليه السورة .ك - س # مســـــائل لغوية: *متعلق (بسم الله) ك - س * الالف واللام في "الحمد" ك * أيهم أبلغ في قراءة " مالك " *فوائد الإلفات من الغيبة إلى المخاطب " إياك نعبد " |
تسميتها :
تسمى فاتحةالكتاب، وتسمى أمّ الكتاب، وصح تسميتها بالسبع المثاني، وسورةالحمد. أخرجالبخاري وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الْحَمْدُلله رَبِّ العَالَمينَ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِيأُوتِيْتُه)) نزولها: قيل:هي مكية. وقيل:مدنية فضلها: ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث منها ما أخرجه البخاري وأحمد من حديث أبي سعيد بن المعلّى، رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم، قال:له((لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج منالمسجد». قال: فأخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسولاللّه إنّك قلت: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ فيالقرآن». قال: «نعم، الحمد للّه ربّالعالمين هي: السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته(( ك - ش وأخرج مسلم من حديث وعن ابن عباس رضي الله عنهما: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع راسه،فقال:هذا باب من السماء فتح اليوم،فنزل منه ملك،فقال: هذا ملك نزل الى الارض لم ينزل قط الا اليوم،فسلم وقال : ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك :فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرا بحرف منها الا اعطيته)) ش الاســـتعاذة: موضعها : *قيل يتعوذ بعد القراءة واعتمدوا على ظاهر سياق الآية " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ولدفع الاعجاب بعد الفراغ من العبادة .ذهب الى ذلك حمزة وروي عن أبي هريرة وهو غريب . *وقيل يتعوذ بعد الفاتحة نقل ذلك عن مالك رحمه الله واستغربه ابن العربي . *وقيل الاستعاذة أولا وآخرا جمعا بين الدليلين نقله الرازي. *والمشهور الذي عليه الجمهور الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة لدفع الموسوس عنها .وجمهور العلماء على أنها مستحبه ليست بمتحتمه . ك ومن لطائف الاستعاذة؛ انها طهارة للفم مما وقع فيه من رفث ولغو وتطييب له لتهيئه لتلاوة كلام الله . كما أنها استعانة بالله القادر على هذا العدو الماكر ففيها اعتراف بقدرة الله واعتراف بالضعف والعجز والفقر لله سبحانه ليعينه على هذا العدو ان يفسد ويلبس عليه تلاوته ويشغل قلبه عن تدبر آياته .فهو القادر وحده سبحانه على كبت هذا العدو . ك معنى الاستعاذة ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه والتجأ اليه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن ديني أو يسول لي الشر ولخفائه إمرنا أن نلتجأ للخالق ليكف شره عنا ونتعتصم بالله منه . |
بِسْمِ اللَّهِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{
اختلف أهل العلم فيالبسملة: فقيل: هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها. وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هيكذلك في الفاتحة فقط دون غيرها. وقيل: إنها ليست بآية في الجميع، وإنماكُتبت للفصل. وقداتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل. ك – ش معناها : أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى؛ لأنَّ لفظَ (اسمْ) مفردٌ مُضافٌ، فيعمُّجميعَ الأسماءِ الحسنى. س متعلق الـ ب في بسم الله : أمّا يقدّر باسمٍ، تقديره: باسم اللّه ابتدائي، فلقولهتعالى)وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّيلغفورٌ رحيمٌ)هود: 41]، وأما يقدّر بالفعل [أمرًا وخبرًا نحو: أبدأ ببسم اللّه أوابتدأت ببسم اللّه]، فلقوله: (اقرأ باسم ربّك الّذيخلق([العلق: 1]، وكلاهما صحيحٌ، فإنّ الفعل لا بدّ له من مصدرٍ، فلك أن تقدّرالفعل ومصدره، وذلك بحسب الفعل الّذي سمّيت قبله، إن كان قيامًا أو قعودًا أو أكلًاأو شربًا أو قراءةً أو وضوءًا أو صلاةً، فالمشروع ذكر [اسم] اللّه في الشّروع فيذلك كلّه، تبرّكًا وتيمّنًا واستعانةً على الإتمام والتّقبّل، واللّه أعلم.ك {اللّه}علمٌ على الرّبّ تبارك وتعالى، وهو اسمٌ لم يسمّ به غيره تبارك وتعالى؛ هوَ المألوهُ المعبودُ، المستحقُّ لإفرادهِ بالعبادةِ لما اتصفَبهِ منْ صفاتِ الألوهيةِ، وهيَ صفاتُ الكمالِ.وهو الذي تألهه القلوب . {الرّحمن الرّحيم}اسمان مشتقّان من الرّحمة على وجهالمبالغة، ورحمن أشدّ مبالغةً من رحيمٍ، قال أبو عليٍّ الفارسيّ: الرّحمن: اسمٌ عامٌّ في جميع أنواع الرّحمة يختصّ به اللّهتعالى، والرّحيم إنّما هو من جهة المؤمنين، قال اللّه تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيمًا}[الأحزاب: 43]، وقال ابن عبّاسٍ: «هما اسمان رقيقان، أحدهما أرقّمن الآخر»، أي أكثر رحمةً. ك اسمانِ دالاَّنِ على أنَّهُ تعالى ذو الرحمةِ الواسعةِ العظيمةِالتي وسعتْ كُلَّ شيءٍ، وعمَّتْ كلَّ حيٍّ وكتبَها للمتّقينَ المتبعينَ لأنبيائهِورسلهِ، فهؤلاءِ لهم الرحمةُ المطلقةُ، ومَنْ عَداهُمْ فلهمْ نصيبٌمنهَا. س (اللَّهُ(:عَلَمٌ لم يطلق على غيره تعالى، وأصله: الإله، المعبودبالحق. و(الرَّحْمَنُ}و{الرَّحِيمِ (اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم، والرحمن صفة لم تستعمل لغيرالله عز وجل. (الْحَمْدُ لِلَّهِ)ا القراءت ف " الحمد" *القراء السبعة ضم الدال " الحمدُ " *سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج بالنصب" الحمدَ " *وقرأابن أبي عبلة بضم الدال واللام إتباعا للثاني الأول " الحمد ُ لله " وهو شاذ *الحسن وزيد بن علي بكسر الدال واللام إتباعا للاول الثاني " الحمدِ للهِ " ك اللألف واللام في الحمد :لأستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى في الحديث: «اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك الملك كلّه، وبيدك الخير كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه» الحديث ك الحمد: [هو الثناءُ علَى اللهِ بصفاتِ الكمالِ، وبأفعالِهِ الدائرةِبينَ الفضلِ والعدلِ، فلَهُ الحمدُ الكاملُ بجميعِ الوجوهِ .س وقال ابن جرير :{الحمد للّه} ثناءٌ أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنّه قال: قولوا: {الحمد للّه}.ك والحمد يكون مناللسان فقط، أما الشكر فيكون باللسان والقلب والأعضاء. ولا يكون الشكر إلا مقابلنعمة.ش أما الحمد: فيكون لكمال المحمود ولو في غير مقابلة نعمة. ش قيل: إنّ قول القائل: الحمد للّه، "ثناءٌ عليه بأسمائه وصفاته الحسنى، وقوله: الشّكر للّه ثناءٌ عليه بنعمه وأياديه، ك {ربّ العالمين} والرّبّ هو: المالك المتصرّف، ويطلق في اللّغة على السّيّد، وعلى المتصرّف للإصلاح، الرَّبُّ: هو المربِّي جميعَ العالمينَ - وهمْ مَنْ سوى اللهِ - بخلقِهِ لهمُ،وإعدادِهِ لهمْ الآلاتِ، وإنعامِهِ عليهمْ بالنعمِ العظيمةِ، التي لو فقدوهَا لمْيمكنْ لهمُ البقاءُ، فمَا بهمْ مِنْ نعمةٍ فمنهُتعالى. وتربيتُهُ تعالىَ لخلقِهِ نوعانِ: عامةٌوخاصةٌ. فالعامةُ: هيَخلقُهُ للمخلوقينَ، ورزقُهمْ، وهدايتُهم لما فيهِ مصالحهمُ، التي فيهَا بقاؤُهمْ فيالدنيَا. والخاصةُ: تربيَتُهُ لأوليائِهِ، فيربِّيهِم بالإيمانِ،ويوفِّقُهُمْ لَهُ، ويكمِّلُهُ لهمْ، ويدفعُ عنهمْ الصوارِفَ والعوائقَ الحائلةَبينهُمْ وبينَهُ. وحقيقتُهَا: تربيةُالتوفيقِ لكلِّ خيرٍ، والعصمةُ عَنْ كلِّ شرٍّ، ولعلَّ هذا [المعنَى] هوَ السرُّ فيكونِ أكثرِ أدعيةِ الأنبياءِ بلفظِ الربِّ، فإنَّ مطالبَهمْ كلهَا داخلةٌ تَحتَربوبيتهِ الخاصةِ. فدلَّ قولُهُ: (رَبِّالْعَالَمِينَ)على انفرادِهِ بالخلقِ والتدبيرِوالنعمِ، وكمالِ غناهُ، وتمامِ فقرِ العالمينَ إليهِ، بكلِّ وجهٍواعتبارٍ. س (العالَمون): جمع العالم، وهو كلموجود سوى الله تعالى. ش وقال الزّجّاج: العالم كلّ ما خلق اللّه في الدّنيا والآخرة. قال القرطبيّ: وهذا هوالصّحيح .ك والعالم مشتقٌّ من العلامة (قلت): لأنّه علمٌ دالٌّ على وجود خالقه وصانعهووحدانيّته. ك |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فهذا تلخيص الاسبوع الثاني " من سورة النبأ إلى سورة التكوير تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40) ) النبأ أولا : تلخيص المسائل تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) التفسير: *مناسبة الآية لما قبلها . س * من هم المتقون .س *الأقوال في معنى : مفازا "والترجيح وسبب الترجيح. ك * معنى مفازا . ك – س – ش تفسير " حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا " التفسير: *معنى " حدائق " ك – س *تخصيص الأعناب بالذكر . س تفسير " وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا" *ما المقصود بكواعب . ك *معنى كواعب . ك – س –ش * دلالة هذا الوصف . ك – س – ش * معنى أترابا . ك – س – ش * فائدة كونهن أترابا . س * سنهن . س تفسير "وَكَأْسًا دِهَاقًا " : التفسير : *الأقوال في معنى " دهاقا" ك – س – ش تفسير"لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا " · معنى لغوا .ك – س –ش · معنى كذابا . ك – س –ش تفسير"جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا " التفسير: معنى " جزاء من ربك عطاء " ك – س – ش معنى " حسابا " ك- س – ش تفسير قوله تعالى: (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا " · مناسبة الآية لما قبلها . س · معنى لا يملكون منه خطابا . ك- س – ش · آيات تبين معنى هذه الآية . ك تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) · أقوال المفسرين في المراد بالروح . ك · ترجيح ابن جرير . ك · ترجيح ابن كثير . ك · وقت قيام الروح والملائكة . س · معنى صفا. س- ش · معنى " أذن له الرحمن " ك – س – ش · معنى " وقال صوابا " ك –ش · شروط من يأذن الله له بالكلام . س تفسير قوله تعالى(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا) *معنى " الحق" ك – س –ش *معنى " مآبا " ك – س – ش تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا) · ما المقصود بـ " عذاب " ك · سبب وصفه بقريب . ك – س · معنى " يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ "ك – س –ش · معنى" يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا " ك – ش · سبب تمنى الكافر ان يكون تراب . ك – س - ش |
ثانيا : تفصيل المسائل
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) التفسير: *مناسبة الآية لما قبلها . س لما ذكرَ حالَ المجرمينَ،ذكرَ مآلَ المتقينَ وهم السّعداء وما أعدّ لهم تعالى من الكرامة والنّعيم المقيم . * من هم المتقون .س الذينَ اتقوا سخطَ ربهمْ، بالتمسكِ بطاعتهِ، والانكفافِ عمَّا يكرهه. *الأقوال في معنى : مفازا "والترجيح وسبب الترجيح. ك قال ابن عبّاسٍ والضّحّاك: متنزّهاً. وقال مجاهدٌ وقتادة: فازوا فنجوا منالنّار. والأظهر ههنا قول ابن عبّاسٍ؛ لأنّه قال بعده: "حدائق" * معنى مفازا . – س – ش منجى، وبُعدٌ عن النارِ و الفَوْزُ والظَّفَرُ بالمطلوبِ والنجاةُ من النَّارِ. تفسير " حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا " التفسير: *معنى " حدائق " ك – س هي البساتين من النّخيل وغيرها، الجامعةُ لأصنافِ الأشجارِ الزاهيةِ، في الثمارِ التي تتفجرُ بينَ خلالها الأنهار. *تخصيص الأعناب بالذكر . س وخصَّ الأعنابَ لشرفهِ وكثرتهِ في تلكَ الحدائق. تفسير " وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا" *ما المقصود " بكواعب " ك _ ش أي : لَهُمْ نِسَاءٌ كَوَاعِبُ أي: وحوراً كواعب، قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وغير واحدٍ. *معنى كواعب . ك – س –ش أي:نواهد، يعنون أن ثديّهنّ نواهد لم يتدلّين؛ ولم تتكسَّرْ ثُدِيُّهُنَّ فأَثْدَاؤُهُنَّ قَائِمَةٌ عَلَى صُدُورِهِنَّ لَمْ تَتَكَسَّرْ . * دلالة هذا الوصف . ك – س – ش يدل على شبابهنَّ، وقوتهنَّ، ونضارتهنَّ فَهُنَّ عَذَارَى نَوَاهِدُ أبكار . * معنى أترابا . ك – س – ش أترابٌ، أي: في سنٍّ واحدٍ متقارب مُتَسَاوِيَ . * فائدة كونهن أترابا . س ومنْ عادةِ الأترابِ أنْ يكنَّ متآلفاتٍ متعاشراتٍ، * سنهن . س وذلك السنُّ الذي هنَّ فيهِ ثلاثٌ وثلاثونَ سنةً، في أعدلِ سنِّ الشباب تفسير "وَكَأْسًا دِهَاقًا " : التفسير : *الأقوال في معنى " دهاقا" ك – س – ش قال ابن عبّاسٍ: مملوءةً متتابعةً، وقال عكرمة: صافيةً. وقال مجاهدٌ والحسن وقتادة وابن زيدٍ: {دهاقاً}: الملأى المترعة. وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ: هي المتتابعة. · معنى الآية . س – ش مُتْرَعَةً مَمْلُوءَةً مملوءةً بالخمر منْ رحيقٍ، لذةٍ للشاربينَ تفسير"لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا " · معنى لغوا .ك – س –ش لا يَسْمَعُونَ فِي الْجَنَّةِ لَغْواً، وَهُوَ البَاطِلُ من الْكَلامِ، كلاماً لا فائدةَ فيه عارٍ عن الفائدة، · معنى كذابا . ك – س –ش إثمٌ كذبٌ، بل هي دار السّلام، وكلّ كلامٍ فيها سالمٌ من النّقصوَلا يُكَذِّبُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً تفسير"جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا " التفسير: معنى " جزاء من ربك عطاء " ك – س – ش أي: هذا الذي ذكرناه جازاهم اللّه أعطاهُمُ هذاالثوابَ الجزيلَ بفضله ومنّه وإحسانه ورحمته، معنى " حسابا " ك- س – ش بسببِ إِيمَانِهِمْ وَصَالِحِ أَعْمَالِهِمْ التي وفقهمُ اللهُ لهَا، وجعلهَا ثمناً لجنتهِ ونعيمهَا {حِسَاباً}؛ أَيْ: بِقَدْرِ مَا وَجَبَ لَهُمْ فِي وَعْدِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ؛ فَإِنَّهُ وَعَدَ للحَسَنَةِ عَشْراً، وَوَعَدَ لقومٍ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ، وَقَدْ وَعَدَ لقومٍ جَزَاءً لا نِهَايَةَ لَهُ وَلا مِقْدَارَعطاءً كافياً وافراً شاملاً كثيراً، تقول العرب: أعطاني فأحسبني أي: كفاني، ومنه: حسبي اللّه. أي: اللّه كافيّ) تفسير قوله تعالى: (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا " · مناسبة الآية لما قبلها . س الذي أعطاهمْ هذهِ العَطايا هو ربُّهمْ {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} الذي خلقهَا ودبَّرهَا {الرَّحْمَنِ} الَّذي رحمتهُ وسعتْ كلَّ شيءٍ، فربَّاهمْ ورحمهمْ، ولطفَ بهم، حتَّى أدركوا ما أدركوا . · معنى لا يملكون منه خطابا . ك- س – ش أي: لا يقدر أحدٌ على ابتداء مخاطبته إلاّ بإذنه؛ ولا يَقْدِرُونَ أَنْ يَسْأَلُوا إِلاَّ فِيمَا أُذِنَ لَهُمْ فِيهِ، وَلا يَمْلِكُونَ الشفاعةَ إِلاَّ بِإِذْنِهِ. · آيات بمعنى هذه الآية . ك كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلاّ بإذنه}. وكقوله: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه} تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) · أقوال المفسرين في المراد بالروح . ك أحدها: ما رواه العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: أنّهم أرواح بني آدم. الثّاني: هم بنو آدم، قاله الحسن وقتادة، وقال قتادة: هذا ممّا كان ابن عبّاسٍ يكتمه. الثّالث:أنّهم خلقٌ من خلق اللّه على صور بني آدم، وليسوا بملائكةٍ ولابشرٍ، وهم يأكلون ويشربون، قاله ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وأبو صالحٍ والأعمش. الرّابع:هو جبريل، قاله الشّعبيّ وسعيد بن جبيرٍ والضّحّاك، ويستشهد لهذا القول بقوله: {نزل به الرّوح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}. وقال مقاتل بن حيّان: الرّوح هو أشرف الملائكة وأقرب إلى الرّبّ عزّ وجلّ، وصاحب الوحي. والخامس:أنّه القرآن، قاله ابن زيدٍ، كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا..} الآية. والسّادس: أنّه ملكٌ من الملائكة بقدر جميع المخلوقات، قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {يوم يقوم الرّوح}. قال: هو ملكٌ عظيمٌ من أعظم الملائكة خلقاً. · ترجيح ابن جرير . ك توقّف ابن جريرٍ فلم يقطع بواحدٍ من هذه الأقوال كلّها · ترجيح ابن كثير . ك قال : ، والأشبه واللّه أعلم أنّهم بنو آدم. · وقت قيام الروح والملائكة . س قال ابن سعدي :يوم القيامة وقال الاشقر :وَذَلِكَ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُرَدَّ إِلَى الأَجْسَامِ . · معنى صفا. س- ش مصطفين خاضعين للهِ. · معنى " أذن له الرحمن " وذكر ما يدل على ذلك . ك – س – ش إلا بما أذنَ لهم اللهُ بهِ .إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ بِالشَّفَاعَةِ، أَوْ لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ فِي حَقِّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ كقوله: {لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه}. وكما ثبت في الصّحيح: (ولا يتكلّم يومئذٍ إلاّ الرّسل). · معنى " وقال صوابا " ك –ش أي: حقًّا، ومن الحقّ: لا إله إلاّ اللّه، كما قاله أبو صالحٍ وعكرمة أي :شَهِدَ بالتَّوْحِيدِ · شروط من يأذن الله له بالكلام . س إلاَّ منْ أذنَ له الرحمنُ وقالَ صواباً، فلا يتكلَّمُ أحدٌ إلا بهذينِ الشرطينِ. تفسير قوله تعالى(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا) *معنى " الحق" ك – س –ش أي: الكائن لا محالة،الوَاقِعُ المُتَحَقِّقُ الذي لا يروجُ فيهِ الباطلُ، ولا ينفعُ فيهِ الكذبُ . *معنى " مآبا " ك – س – ش أي: مرجعاً وطريقاً يهتدي إليه، ومنهجاً يمرّ به عليه عملاً صالحا وقدَمَ صِدْقٍ يرجعُ إليه يومَ القيامةِ تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا) · ما المقصود بـ " عذاب " ك يعني: يوم القيامة · سبب وصفه بقريب . ك – س لتأكّد وقوعه صار قريباً؛ لأنّ كلّ ما هو آتٍ آتٍلأنَّهُ قدْ أزفَ مقبلاً، وكل ما هوَ آتٍ فهوَ قريبٌ. · معنى " يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ "ك – س –ش أي: يعرض عليه جميع أعماله خيرها وشرّها، قديمها وحديثها؛ فيُشَاهِدُ مَا قَدَّمَهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ كقوله: {ووجدوا ما عملوا حاضراً}. وكقوله: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر}. *سبب نظره لعمله . س هذا الذي يهمُّهُ ويفزعُ إليهِ، فلينظرْ في هذِه الدنيَا إليهِ، وكما قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} الآياتِ. فإنْ وجدَ خيراً فليحمدِ اللهَ، وإنْ وجدَ غيرَ ذلكَ فلا يلومنَّ إلا نفسهُ. · معنى" يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا " ك – ش أي: يودّ الكافر يومئذٍ أنّه كان في الدّار الدّنيا تراباً، ولم يكن خلق ولا خرج إلى الوجود . · سبب تمنى الكافر ان يكون تراب . ك – س - ش منْ شدةِ الحسرةِ والندمِ لِمَا يُشَاهِدُهُ مِمَّا أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهُ مِنْ أنواعِ الْعَذَابِ وقيل: إنّما يودّ ذلك حين يحكم اللّه بين الحيوانات الّتي كانت في الدّنيا، فيفصل بينها بحكمه العدل الّذي لا يجور، حتّى إنّه ليقتصّ للشّاة الجمّاء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني تراباً. فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: {يا ليتني كنت تراباً}. أي: كنت حيواناً فأرجع إلى التّراب. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك |
بسم الله الرحمن الرحيم
جزء من سورة النازعات بطريقة السؤال والجواب سورة النازعات "بسم اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (10) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (11) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (12) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) ما مناسبة السورة لما قبلها؟ مناسبة أول السورة مع آخر السورة التي قبلها التي جاء فيها : (إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه )، ونظر المرء ما قدمت يداه يبدأ من حالة النزع حينما يثقل اللسان عن النطق في حالة الحشرجة ، حين لا تقبل التوبة عند المعاينة لما سيئول إليه ، فينظر حينئذ ما قدمت يداه ، وهذا عند نزع الروح أو نشطها . والله تعالى أعلم ( والنازعات غرقا) ما نوع الواو ؟ الواو للقسم ، ما هو المقسم به؟ *المقسم به محذوف ، ذكرت صفاته في كل المذكورات ، إلى قوله : (فالمدبرات أمرا).* وقد اختلف في المقسم به فيها كلها ، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله .* فما المراد من هذه الاقسام ؟ ابتدئت بالقسم بمخلوقات ذات صفات عظيمة قسما مرادا منه تحقيق ما بعده من الخبر ، وفي هذا القسم تهويل المقسم به .* وهذه الأمور الخمسة المقسم بها جموع جرى لفظها على صيغة الجمع بألف وتاء ; لأنها في تأويل جماعات تتحقق فيها الصفات المجموعة ، فهي جماعات : نازعات ، ناشطات ، سابحات ، سابقات ، مدبرات ، فتلك صفات لموصوفات محذوفة تدل عليها الأوصاف الصالحة لها .* ما المقصود من هذا الإجمال؟ وهذا الإجمال مقصود لتذهب أفهام السامعين كل مذهب ممكن ، فتكثر خطور المعاني في الأذهان ، وتتكرر الموعظة والعبرة باعتبار وقع كل معنى في نفس له فيها أشد وقع وذلك من وفرة المعاني مع إيجاز الألفاظ .* ما معنى النازعات؟ فالنازعات : وصف مشتق من النزع ، *.* والنزع : جذب الشيء بقوة من مقره ، كنزع القوس عن كبده ، ويستعمل في المحسوس والمعنوي ، فمن الأول نزع القوس ، ومنه قوله : " ونزع يده " ، وقوله : تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ، وقوله : " ينزع عنهما لباسهما " ، ومن المعنوي قوله تعالى : "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا " ما المراد منه في هذه الآية؟ يحتمل أن يكون النازعات جماعة من الملائكة وهم الموكلون بقبض الأرواح فالنزع هو إخراج الروح من الجسد ، شبه بنزع الدلو من البئر أو الركية ، ومنه قولهم في المحتضر : هو في النزع . * * لماذا خص الملائكة هنا بهذا الوصف عندما أقسم بها؟* *أقسم الله بالملائكة لأنها من أشرف المخلوقات ، وخصها بهذا الوصف الذي هو من تصرفاتها تذكيرا للمشركين ؛ إذ هم في غفلة عن الآخرة وما بعد الموت ، ولأنهم شديد تعلقهم بالحياة كما قال تعالى لما ذكراليهود : (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا ) فالمشركون مثل في حب الحياة ، ففي القسم بملائكة قبض الأرواح عظة لهم وعبرة .* والقسم على هذا الوجه مناسب للغرض الأهم من السورة وهو إثبات البعث ; لأن الموت أول منازل الآخرة ، فهذا من براعة الاستهلال .* ما معنى غرقا؟ غرقا : اسم مصدر أغرق ، وأصله إغراقا * والإغراق : المبالغة ، والاستغراق : الاستيعاب .* *، أي : نزعا غرقا ، أي : مغرقا ، أي : تنزع الأرواح من أقاصي الأجساد .* هل هناك معنى آخر للنازعات ؟ يجوز أن تكون النازعات صفة للنجوم ، أي : تنزع من أفق إلى أفق ، أي : تسير ، يقال : ينزع إلى الأمر الفلاني ، أي : يميل ويشتاق .* وغرقا : تشبيه لغروب النجوم بالغرق في الماء ، * ما الحكمة بالقسم بالنجوم ؟ والقسم بالنجوم في هذه الحالة لأنها مظهر من مظاهر القدرة الربانية ، كقوله تعالى : والنجم إذا هوى .* هل للمفسرين قول آخر في معنى والنازعات غرقا؟ قيل :*النازعات جماعات الرماة بالسهام في الغزو ، يقال : نزع في القوس ، إذا مدها عند وضع السهم فيها . * والغرق : الإغراق ، أي : استيفاء مد القوس بإغراق السهم فيها لماذا أقسم بالرماة؟* أقسم *بالرماة من المسلمين الغزاة لشرفهم بأن غزوهم لتأييد دين الله . لكن هذه السورة مكية ووقت نزولها لم يكن فيه غزوات فكيف يقسم بالرماة؟ نعم لم تكن للمسلمين وهم بمكة يومئذ غزوات ولا كانوا يرجونها ، ولكن القسم بها إنذار للمشركين بغزوة بدر التي كان فيها خضد شوكتهم ، فيكون من دلائل النبوءة ووعد وعده الله رسوله - صلى الله عليه وسلم .* ما معنى الناشطات؟ " والناشطات " : قيل أصل الكلمة : النشاط والخفة ، والأنشوطة : العقدة سهلة الحل ، ونشطه بمعنى ربطه ، وأنشطه حله بسرعة وخفة ، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : " كأنما أنشط من عقال" والناشطات : يجوز أن تكون الموصوفات بالنشاط ، وهو قوة الانطلاق للعمل كالسير السريع . على ماذا يطلق النشاط؟ ويطلق النشاط على سير الثور الوحشي وسير البعير لقوة ذلك ، ما هي الموصوفات بالنشاط ؟ الموصوف إما الكواكب السيارة على وجه التشبيه لدوام تنقلها في دوائرها ، وإما إبل الغزو ، وإما الملائكة التي تسرع إلى تنفيذ ما أمر الله به من أمر التكوين ، وكلاهما على وجه الحقيقة ، وأيا ما كان فعطفها على النازعات عطف نوع على نوع أو عطف صنف على صنف .* *أو الناشطات : الملائكة تنشط نفوس المؤمنين ، أو هي نفوس المؤمنين تنشط عند الموت للخروج .* كيف تنشط نفوس المؤمنين للخروج وكلاً يكره الموت؟ لأن المؤمن يرى منزله من الجنة قبل الموت فتنشط نفسه لذلك.* وقيل الهموم تنشط بصاحبها. قال هميان بن قحافة: أَمْسَتْ همومي تَنْشِط المنَاشِطَا ... الشَّامَ بي طَوْراً وطَوْراً وَاسِطَا ما معنى السبح؟ *أصل السبح العوم وهو تنقل الجسم على وجه الماء مباشرة ، وهو هنا مستعار لسرعة الانتقال ، ما المراد من السابحات؟ فيجوز أن يكون المراد الملائكة السائرين في أجواء السماوات وآفاق الأرض .* ويجوز أن يراد خيل الغزاة حين هجومها على العدو سريعة كسرعة السابح في الماء ، كالسابحات في قول امرئ القيس يصف فرسا : مسح إذا ما السابحات على الوغى ....أثرن الغبار بالكديد المركل *وقيل : ( السابحات ) النجوم ، وهو جار على قول من فسر النازعات بالنجوم . وقيل هي أرواح المؤمنين تسبح شوقاً إلى لقاء الله تعالى ورحمته حين تخرج. ما فائدة العطف بالفاء هنا؟ *عطف ( فالسابقات ) بالفاء يؤذن بأن هذه الصفة متفرعة عن التي قبلها ; لأنهم يعطفون بالفاء الصفات التي من شأنها أن يتفرع بعضها عن بعض كما في قوله تعالى : "والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا " فلذلك ( فالسابقات ) هي السابقات من السابحات . |
ما معنى السبق؟
والسبق : تجاوز السائر من يسير معه ووصوله إلى المكان المسير إليه قبله . ويطلق السبق على سرعة الوصول من دون وجود سائر مع السابق ، قال تعالى : فاستبقوا الخيرات وقال : (أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ).* ويطلق السبق على الغلب والقهر ، ومنه قوله تعالى : (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن *يسبقونا) *ما الاقوال في معنى السابقات؟ "قوله عزّ وجلّ: فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً فيه خمسة أقوال: أحدها: أنها الملائكة. ثم في معنى الكلام ثلاثة أقوال: أحدها: أنها تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء، قاله عليّ ومسروق. *والثاني:أنها تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة، قاله مجاهد، وأبو روق. والثالث: سبقت بني آدم الى إلإيمان، قاله الحسن. والقول الثاني: أنها أنفس المؤمنين تسبق الملائكة شوقاً إلى لقاء الله، فيقبضونها وقد عاينت السرور، قاله ابن مسعود. والثالث: أنه الموت يسبق إلى النفوس، روي عن مجاهد أيضاً.* والرابع:أنها الخيل، قاله عطاء. والخامس: أنها النجوم يسبق بعضه بعضا في السّير، قاله قتادة. فقوله تعالى : (فالسابقات سبقا) يصلح للحمل على هذه المعاني على اختلاف محامل وصف السابحات بما يناسب كل احتمال على حياله ؛ بأن يراد السائرات سيرا سريعا فيما تعلمه ، أو المبادرات . وإذا كان ( السابحات ) بمعنى الخيل كان ( السابقات ) إن حمل على معنى المسرعات كناية عن عدم مبالاة الفرسان بعدوهم وحرصهم على الوصول إلى أرض العدو ، أو على معنى غلبهم أعداءهم .* لماذا أكد بالمصدر ؟ وأكد بالمصدر المرادف لمعناه وهو ( سبقا ) للتأكيد ولدلالة التنكير على عظم ذلك السبق .* ماهي المدبرات؟ والمدبرات : الموصوفة بالتدبير .* ما معنى التدبير؟ *التدبير : جولان الفكر في عواقب الأشياء ، وبإجراء الأعمال على ما يليق بما توجد له ، فإن كانت السابحات جماعات الملائكة ، فمعنى تدبيرها تنفيذ ما نيط بعهدتها على أكمل ما أذنت به فعبر عن ذلك بالتدبير للأمور لأنه يشبه فعل المدبر المتثبت .* وإن كانت السابحات خيل الغزاة فالمراد بالتدبير : تدبير مكائد الحرب من كر ، وفر ، وغارة ، وقتل ، وأسر ، ولحاق للفارين ، أو ثبات بالمكان .* وفي هذا إيماء إلى حذق الخيل وسرعة فهمها مقاصد فرسانها حتى كأنها هي المدبرة لما دبره فرسانها .* ما هي خلاصة هذه الصفات؟ وينتظم من مجموع صفات ( النازعات ، والناشطات ، والسابحات ) إذا فهم منها جماعات الرماة والجمالة والفرسان أن يكون إشارة إلى أصناف المقاتلين من مشاة وهم الرماة بالقسي ، وفرسان على الخيل ، وكانت الرماة تمشي قدام الفرسان تنضح عنهم بالنبال حتى يبلغوا إلى مكان الملحمة . قال أنيف بن زبان الطائي :* وتحت نحور الخيل حرشف رجلة * * تتاح لغرات القلوب نبالها* على هذه الاحتمالات يكون في الايات تعريض ماهو ؟* لتحمل الآية لهذه الاحتمالات كانت تعريضا بتهديد المشركين بحرب تشن عليهم وهي غزوة فتح مكة أو غزوة بدر مثل سورة ( والعاديات ) وأضرابها ، وهي من دلائل نبوءة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، إذ كانت هذه التهديدات صريحها وتعريضها في مدة مقامه - صلى الله عليه وسلم - بمكة والمسلمون في ضعف ، فحصل من هذا القسم تعريض بعذاب في الدنيا .* * تفسير قوله تعالى:(يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة . قلوب يومئذ واجفة . أبصارها خاشعة . يقولون:أإنا لمردودون في الحافرة ? أإذا كنا عظاما نخرة ? قالوا:تلك إذن كرة خاسرة ! . . فإنما هي زجرة واحدة . فإذا هم بالساهرة .) .* ماهي الراجفة وماهي الرادفة؟ الراجفة ورد أنها الأرض استنادا إلى قوله تعالى في سورة أخرى: (يوم ترجف الأرض والجبال). .* والرادفة:ورد أنها السماء . أي أنها تردف الأرض وتتبعها في الانقلاب حيث تنشق وتتناثر كواكبها . .* كذلك ورد أن الراجفة هي الصيحة الأولى , التي ترجف لها الأرض والجبال والأحياء جميعا , ويصعق لها*من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله *والرادفة هي النفخة الثانية التي يصحون عليها ويحشرون [ كما جاء في سورة الزمر آية 68 ] . .* ** ماهو جواب القسم ؟ قيل :جملة يوم ترجف الراجفة إلى ( خاشعة ) جواب القسم ما المقصود منه؟ . والمقصود منه لازمه وهو وقوع البعث ; لأن القلوب لا تكون إلا في أجسام . وقد علم أن المراد بـ يوم ترجف الراجفة هو يوم القيامة ; لأنه قد عرف بمثل هذه الأحوال في آيات كثيرة مما سبق نزوله ، مثل قوله : (إذا رجت الأرض) فكان في هذا الجواب تهويل ليوم البعث وفي طيه تحقيق وقوعه فحصل إيجاز في الكلام جامع بين الإنذار بوقوعه والتحذير مما يجري فيه .* ما معنى (نخرة)في قوله تعالى:{أَئِذا كْنَا عِظاماً نَخِرةً }* فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : بالية ، قاله السدي . الثاني : عفنة ، قاله ابن شجرة . الثالث : خالية مجوفة تدخلها الرياح فتنخر ، أي تصوّت ، قاله عطاء والكلبي . ومن قرأ « ناخرة » فإن الناخرة البالية ، والنخرة التي تنخر الريح فيها . "وناخرة على معنى: عظاما فارغة، يجيء فيها من هبوب الرياح كالنّخير" *يقال : رجع فلان في حافرته , وعلى حافرته , أي رجع من حيث جاء ; قاله قتادة . وأنشد ابن الأعرابي : أحافرة على صلع وشيب معاذ الله من سفه وعار يقول : أأرجع إلى ما كنت عليه في شبابي من الغزل والصبا بعد أن شبت وصلعت ! ويقال : رجع على حافرته : أي الطريق الذي جاء منه . وقولهم في المثل : النقد عند الحافرة . قال يعقوب : أي عند أول كلمة . ويقال : التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة . أي عند أول ما التقوا 0 وقيل : الحافرة العاجلة ; أي أإنا لمردودون إلى الدنيا فنصير أحياء كما كنا ؟ قال الشاعر : آليت لا أنساكم فاعلموا حتى يرد الناس في الحافرة 0 وقيل : الحافرة : الأرض التي تحفر فيها قبورهم , فهي بمعنى المحفورة ; كقوله تعالى : " ماء دافق " و " عيشة راضية " . والمعنى أإنا لمردودون في قبورنا أحياء . قاله مجاهد والخليل والفراء . *وقال ابن زيد : الحافرة : النار , وقرأ " تلك إذا كرة خاسرة " . وقال مقاتل وزيد بن أسلم : هي اسم من أسماء النار . وقال ابن عباس : الحافرة في كلام العرب : الدنيا . وقرأ أبو حيوة : " الحفرة " بغير ألف , مقصور من الحافر . وقيل : الحفرة : الأرض المنتنة بأجساد موتاها ; من قولهم : حفرت أسنانه , إذا ركبها الوسخ من ظاهرها وباطنها . يقال : في أسنانه حفر , وقد حفرت تحفر حفرا , مثل كسر يكسر كسرا إذا فسدت أصولها . وبنو أسد يقولون : في أسنانه حفر بالتحريك . وقد حفرت مثال تعب تعبا , وهي أردأ اللغتين قاله في الصحاح . لماذا سميت الأرض حافرة؟ قيل : سميت الأرض الحافرة ; لأنها مستقر الحوافر , كما سميت القدم أرضا ; لأنها على الأرض . والمعنى أإنا لراجعون بعد الموت إلى الأرض فنمشي على أقدامنا . *ما معنى الآية ؟ أي يقول هؤلاء المكذبون المنكرون للبعث , إذا قيل لهم إنكم تبعثون , قالوا منكرين متعجبين : أنرد بعد موتنا إلى أول الأمر , فنعود أحياء كما كنا قبل الموت ؟ وهو كقولهم : " أإنا لمبعوثون خلقا جديدا " {فإنما هي زجرة واحدة. فإذا هم بالساهرة} ما معنى ( زجرة واحدة )؟ زجرة من الله عز وجل يزجرون ويصاح بهم فيقومون من قبورهم قيام رجل واحد على ظهر الأرض بعد أن كانوا في بطنها قال الله تبارك وتعالى: {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون} [يس: 53]. كل الخلق في هذه الكلمة الواحدة يخرجون من قبورهم أحياء، ثم يحضرون إلى الله عز وجل ليجازيهم، ولهذا قال: {فإنما هي زجرة واحدة. فإذا هم بالساهرة} وهذا كقوله تعالى: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} [القمر: 50]. يعني أنَّ الله إذا أراد شيئاً إنما يقول له: (كن) مرة واحدة فقط فيكون ولا يتأخر هذا عن قول الله لحظة {إلا واحدة كلمح بالبصر}* الله عز وجل لا يعجزه شيء، فإذا كان الخلق كلهم يقومون من قبورهم لله عز وجل بكلمة واحدة *فعلى ماذا يدل هذا ؟ فهذا أدل دليل على أن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن الله لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض كما قال تعالى: {وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديراً} {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة}.* عبر - سبحانه - عن اجتماعهم بأرض المحشر بإذا الفجائية فقال : ( فَإِذَا هُم بالساهرة ) لماذا ؟ للإيذان بأن اجتماعهم هذا سيكون فى نهاية السرعة والخفة ، وأنه سيتحقق فى أعقاب الزجرة بدون أقل تأخير . وصف - سبحانه - الزجرة بأنها واحدة لماذا ؟ وما المراد بها ؟ *لتأكيد ما فى صيغة المرة من معنى الوحدة ، أى : أن الأمر لا يقتضى سوى الإِذن منا بصيحة واحدة لا أكثر ، تنهضون بعدها من قبوركم للحساب والجزاء ، نهوضا لا تملكون معه التأخر أو التردد ... *والمراد بها : النفخة الثانية . لما قال - سبحانه - ( فَإِذَا هُم ) بضمير الغيبة ؟ *إهمالا لشأنهم ، وتحقيرا لهم عن استحقاق الخطاب . وشبيه بهاتين الآيتين قوله - تعالى - : ( وَنُفِخَ فِي الصور فَصَعِقَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) وإلى هنا نجد السورة الكريمة قد حثتنا حديثا بليغا مؤثرا عن أهوال يوم القيامة ، وعن أحوال المجرمين فى هذا اليوم العسير . * "(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)ما المقصود من هذه الآيات ؟ تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعاني من تكذيب قومه له ولما جاء به من التوحيد والشرع فقص تعالى عليه طرفا من قصة موسى مع فرعون تخفيفا عليه، وتهديداً لقومه بعقوبة تنزل بهم كعقوبة فرعون الذي كان أشد منهم بطشاً وقد أهلكه الله فأغرقه وجنده..* فبعد*أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم فى العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ فى الجبروت حدّا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألبّ قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام فى دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله: «فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ» . وفى ذلك عبرة أخرى لقومه- وهى أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال لآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوى سلطانكم لم تبلغوا مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه. وفى هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال فى آية أخرى: «فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ. إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ، قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ» ." "(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) ما معنى ( هل أتاك حديث موسى)؟ أي ألم يبلغك حديث موسى مع فرعون وقومه، وقد أمره الله بالتلطف فى القول، واللين فى الدعوة إلى الحق إقامة للحجة والوصول من أقرب محجة كما جاء فى سورة طه «فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى» . فاتبع نهجه واسلك سبيله يكن ذلك أقرب للفوز ببغيتك وبلوغ مطلبك كما فاز موسى وانتصر. أين ناده ربه؟ كان ذلك حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك من طور سيناء من برّية الشام بعد مضى وقت من الليل. ثم فصل هذه المناجاة بقوله: (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى)" هذه الآيات جزء من قصة موسى بينت أمراً مهما ماهو ؟ في هذه السورة بيان لمنهج الدعوة وما ينبغي أن يكون عليه نبي الله موسى عليه السلام مع عدوه فرعون واسلوب العرض*«هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى» ثم تقديم الآية الكبرى ودليل صحة دعواه مما يلزم كل داعية اليوم أن يقف هذا الموقف حيث لا يوجد اليوم أكثر من فرعون ولا أشد طغياناً منه *حيث إدعى الربوبية والالوهية معاً فقال :(*أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)، وَقَالَ: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك ملاحظة : لقد تم أخذ الإذن من الشيخ المشرف بتنزيل الدرس بطريقة السؤال والجواب . المادة المدونه من عدة كتب تفاسير وليس فقط من الثلاثة المقرره كانت معدة من قبل فاحببت تنزيلها ليستفاد منها . نفع الله بها |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سورة الانفطار مقدمات تفسير سورة الانفطار من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر أسماء السورة (تفسير سورة الانفطار).[تفسير القرآن العظيم: 8/341] (تفسير سورة الانفطار).[تيسير الكريم الرحمن: 914] سورة الانفطار).[زبدة التفسير: 587] نزول السورة وهي مكّيّةٌ).[تفسير القرآن العظيم: 8/341] فضائل السورة ، عن جابرٍ قال: قام معاذٌ فصلّى العشاء الآخرة فطوّل فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أفتّانٌ يا معاذ؟ أفتّانٌ يا معاذ؟ أين كنت عن: {سبّح اسم ربّك الأعلى}، و {الضّحى}، و{إذا السّماء انفطرت}؟)). وأصل الحديث مخرّجٌ في الصّحيحين، ولكنّ ذكر {إذا السّماء انفطرت} من أفراد النّسائيّ، وتقدّم من رواية عبد اللّه بن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((من سرّه أن ينظر إلى القيامة رأي عينٍ فليقرأ: {إذا الشّمس كوّرت}، و{إذا السّماء انفطرت}، و{إذا السّماء انشقّت{ك تفسير قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) معنى انفطرت : أي: انشقّت، كما قال: {السّماء منفطرٌ به} ك أي: إذا انشقتِ السماءُ وانفطرتْ . س انْفِطَارُهَا: انْشِقَاقُهَا . ش سبب انفطارها : ( لِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ مِنْهَا).ش تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) ) معنى انتثرت: أي: تساقطت). ك وانتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا .س أَيْ: تَسَاقَطَتْ مُتَفَرِّقَةً . ش تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) ) الأقوال في معنى " فجرت " قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ. وقال الحسن: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها. وقال قتادة: اختلط مالحها بعذبها. وقال الكلبيّ: ملئت). ك وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً . س فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ، ش وقت هذه الأحداث: هَذِهِ الأَشْيَاءُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ . ش تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) ) معنى {وإذا القبور بعثرت} قال ابن عبّاسٍ: بحثت. وقال السّدّيّ: تبعثر: تحرّك فيخرج من فيها).ك وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ. س أَيْ: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى الَّذِينَ هُمْ فِيهَا . ش مسائل عقيدية: بعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ. فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ. ويفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ . س تفسير قوله تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ وقت علمها بما قدمت وأخرت إذا كان هذا، حصل هذا) ك حشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ. س عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ. ش المقصود بقدمت وأخرت : مَا قَدَّمَتْ منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ . ش تعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ . س تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) سبب نزول الآية: ، وحكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}) المقصود من هذا الخطاب "قوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم} هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: {الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه، بل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء في الحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟)). ك معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ س معنى الآية : يقولُ تعالَى معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟ س أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ش الذي غرّ الإنسان : سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل. وقال أيضاً: حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا أبو خلفٍ، حدّثنا يحيى البكّاء، سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله. قال: وروي عن ابن عبّاسٍ والرّبيع بن خثيمٍ والحسن مثل ذلك، وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة. وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم. وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء . ك قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ش تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) معنى {الَّذِي خَلَقَكَ} مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً، {فَسَوَّاكَ} أي: جعلك سويًّا مستقيماً .ك رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،. ش {فَعَدَلَكَ}: معتدل القامة منتصبها .ك جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا . ش في أحسن الهيئات والأشكال.ك عن بسر بن جحاشٍ القرشيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصق يوماً في كفّه فوضع عليها أصبعه ثمّ قال: ((قال اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيدٌ، فجمعت ومنعت، حتّى إذا بلغت التّراقي قلت: أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة)). رواه الامام أحمد وكذا رواه ابن ماجه فائدة سلوكية : ركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ، فهلْ يليقُ بكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟ إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَ وظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ، فاحمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أو نحوهمَا من الحيواناتِ {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ} س تفسير قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ .ك قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ. وكذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ. وقال قتادة: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك. ومعنى هذا القول عند هؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ حسن المنظر والهيئة . ك أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ . ش تمــــــــــــ الحمد لله سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك |
تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَاتَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَفَحَدِّثْ (11)} تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَيَتِيمًا فَآَوَى (6) ) المقصود من الآية: عدّد الله نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامهعليه وما امتنَّ عليهِ بمَا يعلمُهُ منْ أحوالِهِ..س ، ك معنى:{ألم يجدك يتيماً فآوى} وجدكَ لا أمَّ لكَ ولا أبَ، بلْ قدْماتَ أبوهُ وأمهُ وهوَ لا يُدبِّرُ نفسهُ ، فآواهُ اللهُ، فَجَعَلَلَه مَأْوًى يأْوِي إِلَيْهِ وكفلهُ جدُّهُ عبدُالمطلبِ، ثمَّ لما ماتَ جدُّهُ كفّلهُ اللهُ عمَّهُ أبا طالبٍ، حتى أيدهُ اللهُبنصرهِ وبالمؤمنينَ . وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به . س .ك .ش تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) ) المقصود " ضالا" كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرناما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادناوإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية. ك ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّرجع. ك وقيل: إنه ضلّوهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عنالطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلىالطريق. حكاهما البغويّ . ك }أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَلأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ. س وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِيمَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْتَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ . ش تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَعَائِلًا فَأَغْنَى (8) ) قال قتادة :كانت هذهمنازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. ك معنى " عائلا " أي: فقيراً ذا عيالٍ، ك فقيراً. س وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لامَالَ لَكَ، ش بماذا أغناه ؟ بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُهاوخراجُهَا. فأغناك اللهعمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامهعليه. فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَمِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ . ش المقصود من تذكيره بهذه النعم : فالذيأزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ التفسير : وجدك فقيرا ذال عيال لا مال لك فأغناك عمن سواه بما اعطالك من الرزق والذي بدايته بتجارتك في مال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وبما فتح عليك من البلدان والفتوح التي جُبيتْ لكَ أموالُهاوخراجُهَا. فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامهعليه. تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّاالْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) ) معنى " فلا تقهر" أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّفبه. معنى الآية: قال قتادة: كنلليتيم كالأب الرّحيم . ك : كما كنت يتيماً فآواك الله، فلاتقهر اليتيم و لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ،وأعطهِ مَا تيسرَ واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْبعدكِ ولا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِلِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.وَكَانَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُوَيُوصِي بِاليَتَامَى . ك .س . ش تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) المقصود بالسائل السائل في العلم المسترشد . ك يدخلُفيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ . س التفسير: أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر. قال ابنإسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً،ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله. وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ . ك أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍوشراسةِ خلقٍ، بلْ أعطهِ ما تيسرَ عندكَ أو ردّهُ بمعروفٍ . وهذا ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَالمتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ علىمقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ . س لا تَنْهَرْهُ إِذَا سَأَلَكَ؛ فَقَدْ كُنْتَفَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً . ش تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّابِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) المراد بالنعمة : قال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن . ك النعمَالدينيةَ والدنيويةَ.س وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ،فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ . ش عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّثإخوانك. ك وقال محمد بنإسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، ك معنى التحدث بالنعمة : أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَابالذكرِ . س بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِاللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ. ش واذكرها، وادعإليها فائدة التحدث بالنعمة : التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌلتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِالمحسنِ .س وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ. ش كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرينلنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)). وقال ابنجريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبينضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها. ك عنأنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا مادعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم .ك عن أبيهريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكرالنّاس)).ك عنجابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإنكتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داودك التفسير : أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله،فحدّث بنعمة الله عليك . ك أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَابالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ. وإلاَّفحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، فإنَّ القلوب مجبولةٌ على محبةِالمحسنِ. أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِاللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ،ش سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك |
اقتباس:
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته أحسنتِ أختي بارك اللهُ فيكِ في الطريقة وفي استخلاص المسائل وتصنيفها في المشاركة الثانية وإن كان هناك الكثير من المسائل التي فاتتكِ فحاولي ألا تختصري بإغفال المسائل خاصةً المسائل التفسيرية إذ هي موضوع دراستنا والرموز إنما توضع أمام المسائل وليس في نص التلخيص وفائدتها أن تعلمي مكان هذه المسألة من التفاسير التي درستها فيمكنكِ الرجوع إليها إن أردتِ التفصيل وإذا اتفقت عبارات المفسرين في المعنى واختلفت في اللفظ فيكفيك ِذكر عبارة منها حتى لا يطول تلخيصكِ. وسأضع لكِ مسائل تفسير الاستعاذة ليتبين لكِ ما فاتكِ اقتباس:
تقييم التلخيص : الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 20 /30 الترتيب ( ترتيب المسائل على أنواع العلوم ثم ترتيبها تحت كل علم ترتيبًا موضوعيًا ): 15 /20 التحرير العلمي : 20 /20 الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ) : 15 /15 العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12 /15 = 72 % درجة المشاركة : 3 /4 فأرجو اعتماد هذه النقاط في التلخيصات القادمة إن شاء الله وإن كان لديكِ أي استفسار فلا تترددي في طرحه فالهدف هو التدرب على التلخيص الجيد حتى يعتمده الطالب في دراسته كلها وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين. |
تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
مسائل السورة تفسير قوله تعالى:( والعصر) الاقوال في معنى العصر. ك،س،ش مسئلة عقيدية: س ، ش تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)* معنى ( لفي خسر) ك، س ،ش مراتب الخاسر .س تفسير قوله تعالى:( إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} معنى (*إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا) ك،س ،ش معنى (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ك ، س ،ش معنى(وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) ك، س ،ش معنى(وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)ك ،س ،ش تفسير قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ ) الاقوال في المراد بالعصر: (العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ. وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: هو العشيّ. والمشهور الأول. *أقسمَ تعالى بالعصرِ، الذي هوَ الليلُ والنهارُ،* هُوَ الدَّهْرُ .* وَقَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ.* *مسئلة عقيدية: سبب الاقسام بالعصر: أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالعَصْرِ، ؛لانه محلُّ أفعالِ العبادِ وأعمالهمْ ولِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ جِهَةِ مُرُورِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى التَّقْدِيرِ وَتَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ.* تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)* معنى ( لفي خسر) ، أي: في خسارةٍ وهلاكٍ . والخاسرُ ضدُّ الرابحِ.* الخُسْرُ وَالخُسْرَانُ: النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ.* وَالْمَعْنَى: أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ، وَلا يُسْتَثْنَى منْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَا يُذْكَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}) مراتب الخاسر : الخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ: -قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ . وقدْ يكونُ خاسراً من بَعضِ الوجوهِ دونَ بعضٍ، ولهذا عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ. تفسير قوله تعالى:(*إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} صفات من استثنى من الخسارة: {إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}. فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران {الّذين آمنوا} بقلوبهم أي الإيمانُ بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ*ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ. {وعملوا الصّالحات} بجوارحهم. والعملُ الصالحُ، شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ. فلما جَمَعُوا بَيْنَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ والعملِ الصالحِ، لذلك فَهُمْ فِي رِبْحٍ، لا فِي خُسْرٍ؛لأَنَّهُمْ عَمِلُوا لِلآخِرَةِ وَلَمْ تَشْغَلْهُمْ أَعْمَالُ الدُّنْيَا عَنْهَا، وَهُمْ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ. {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ*يوصي بعضهمْ بعضاً بذلكَ، ويحثُّهُ عليهِ، ويرغبهُ فيهِ. **{وتواصوا بالصّبر}التواصي بالصبرِ، على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ.*وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر .* والصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، لِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ. لطيفة: بالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ.* سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك |
اقتباس:
اقتباس:
أحسنتِ ، نفع الله بكِ ، وأحسن إليكِ ، إلا أنه يلاحظ خوف من الجمع والصياغة بأسلوبك ، واهتمام غير كاف بالتنسيق وإبراز المسائل ، وتحريرها تحريرا علميا ، فيرجى مراعاة هذه الملاحظات فيما بعد ، مع العلم بأن هذا لا ينقص كثيرا من قدر جهدك ، فبارك الله فيك ، وجزاكِ خير الجزاء . تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 30 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 18 / 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20 / 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14/ 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13 / 15 = 95 % جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك . |
اقتباس:
ويرجى عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق . فاتك في هذا التلخيص بعض المسائل - وهي يسيرة - ومن مسائل هذا الدرس : - نوع الخطاب في الآيات : - معنى الانفطار : - سبب انشقاق السماء : - معنى الانتثار : - أقوال المفسرين في المراد بـ (فجرت) : - أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) : - سبب تبعثر القبور . - متى تحدث هذه الأمور ؟ - بيان أن جواب الشرط هو قوله تعالى {علمت نفس ما قدمت وأخرت} . - حال المتقين من الأهوال بين يدي الساعة . - حال الظالمين من الأهوال بين يدي الساعة . - المعنى الإجمالي للآيات : فإفراد هذه المسائل بالذكر يلفت النظر وإليها وأعون على فهمها ، ومذاكرتها .. تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17 / 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18 / 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12 / 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13 / 15 = 85 % درجة الملخص = 4/4 جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك . |
اقتباس:
اختلف المفسرون في المراد بالضلال في الآية على أقوال : القول الأول : ...... وقال به .... القزل الثاني : ...... وقال به .... . وهكذا ، ثم ذكر الراجح إن تيسر وبيان سبب الترجيح ، ونسبة كل قول إلى قائله باسمه لا برمزه . ويرجى عدم استخدام اللون الأحمر في تنسيق التلخيص . تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 28 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17 / 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20 / 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12 / 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13 / 15 = 90 % درجة الملخص = 4/4 جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك . |
جزيتم خيرا وفتح الله لنا من أبواب العلم والفهم
أختي الكريمة : متى أصيغ المعنى باسلوبي ؟ ومتى أكتبه نصاً من كلام المفسر؟ وهل بالامكان أعيد تلخيص أحد الدروس لقياس مدى فهمي وليس لتعديل الدرجة؟ بوركت أينما حللت |
اقتباس:
جزانا ، وإياكِ . صياغة المعنى : لا يشترط فيها أن تكون بأسلوبكِ ، ولكنك قد تضطرين عند جمع الأقوال ، وحتى لا تكرري نفس المعنى كقول جديد أن تجمعي بين كلام المفسرين ، فأنت بالخيار حينئذٍ بين أن توفقي بين ألفاظهم لتخرج العبارة للقارئ بصياغة جيدة ، وإما أن تصيغي بأسلوبك أنت عبارة تؤدي المعنى وتجمع بألفاظها معاني كلام المفسرين . بخصوص إعادة تلخيص أحد الدروس - إن أردت ذلك - ، فالتدرب مطلوب دائما ، ولا بأس في ذلك ، فدمتِ موفقة . وزادكِ الله همة ، وحرصا على التعلم ، ونفع بكِ . |
اقتباس:
كما يرجى عند صياغة المسائل التي للمفسرين فيها أقوال عدة ، يرجى أن تكون كالتالي : اختلف المفسرون في المراد بالعصر على أقوال : القول الأول : ...... وقال به .... القزل الثاني : ...... وقال به .... القول الثالث : ..... وقال به .... . وهكذا ، ثم ذكر الراجح إن تيسر وبيان سبب الترجيح ، ونسبة كل قول إلى قائله باسمه لا برمزه . تقييم الملخص: الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 28 / 30 الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17 / 20 التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20 / 20 الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 15 / 15 العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15 = 95 % درجة الملخص = 4/4 جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك |
حل اسئلة محاضرة فضل علم التفسير والحاجة إلية
: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟ 1: أصل فضائل التفسير هو أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً. وفي صحيح البخاري وغيره من حديث أبي جحيفة السوائي قال: قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: « لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ ». ففهم القرآن معين لا ينضب، إذ يستخرج به من العلم شيء كثير مبارك، والناس يتفاوتون في فهم القرآن تفاوتاً كبيراً. وسبيل فهم القرآن هو معرفة تفسيره. 2: أن أشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وقد روي أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. فالاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، وهو كلام الله جل وعلا، ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه وأهله وماله {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}. 3-ومن فضائل علم التفسير أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} ، وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما} وقد بين الله تعالى في كتابه كيف يكون الاعتصام به، والمفسر من أحسن الناس علماً بما يكون به الاعتصام بالله. 2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟ ج: بين الله في كتابه العزيز أن هذا القرآن هداية ونجاة وحياة لمن اتبعه واتباعه يكون بتدبره وبفهمه والعمل به قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض} - وقال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولـكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ . صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} - وقال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ (16)} - وقال تعالى: { هو الذي ينزل على عبده آياتٍ بيناتٍ ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم} - وقال تعالى: { فاتقوا الله ياأولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرًا (10) رسولًا يتلو عليكم آيات الله مبيناتٍ ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا (11)} لذلك هوحياة القلوب وهو الهداية للطريق المستقيم لذلك حاجة الأمة ماسة لتدبره والتمسك به والاهتداء به والضلال والهلاك لمن اعرض عنه قال الله تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}. قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} وحاجة الأمة لفهم القرآن ماسة لمجاهدة الكفار به قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}. ولمعرفة المنافقين والحذر منهم فقال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : {هم العدو فاحذرهم} وكذلك وقت الفتن قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. 3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى؟ ج: يدعوهم بالقرآن ويبين لهم ما فيه من الهدى وينذرهم بما فيه من الوعيد ويبشرهم بما فيه من البشائر لمن اتبعه واهتدى به .فيبين لهم أمور دينهم وعباداتهم ليؤدوها على بصيره وعلم دون ابتداع وضلال . يدلهم ويبين لهم كثير من الأمور التي تخفى عليهم كالتعامل مع الأعداء ومعرفة احوال المنافقين وصفاتهم والحذر من الوقوع فيها . -ارشادهم وقت الفتن كيف المخرج منها وانه لا يكون بالتمسك بالكتاب العزيز. -وقد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون. - وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض. |
تفسير الآيات الخمس الأولى من سورة تبارك
مسائل السورة: - اسم السورة . ك ، س ، ش - نزول السورة . ك ، س - فضل السورة . ك - تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ) - -معنى ( تبارك ) س ، ش - مدى عظمته سبحانه . س - المراد بالملك . ش - المراد بقوله : (بيده الملك، ) .ك - معنى قوله :{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . ش - معنى الموت ومعنى الحياة. ش - دلالة الآية {الّذي خلق الموت والحياة} ك - معنى خلق الموت والحياة. ك ، س - الحكمة من إيجاد الخلق . ك ، س ، ش - معني {أحسن عملا}. ك ، س - معنى ( العزيز) . ك ، س ، ش - الحكمة من اقتران هذين الاسمين ( العزيز الغفور) . ك ، س - معنى الآية: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}؛ك ، س ، ش - المقصود من الابتلاء . ش - معنى (طباقاً) ك س - هل طبقات السماء متواصلاتٌ بمعنى أنّهنّ علويّاتٌ بعضهم على بعضٍ، أو متفاصلاتٌ بينهنّ خلاءٌ؟ ك - المراد من قوله ( في خلق الرحمن) - معنى (تفاوت) ك ، س ش - ما يفيده نفي النقص والعيب في خلق السماء. ك ، س - معنى {فَارْجِعِ الْبَصَرَ}؛س، ش - سبب الأمر بتكرار النظر إليها بعد أن نفى وجود عيب فيها. س - معنى ( فطور)ك ، س ، ش - المراد من قوله:{ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}. س - معنى (كرتين). ك .،ش - معنى : { خاسئًا}. ك - - معنى {وهو حسيرٌ} ك، س ، ش - - الحكمة من الأمر بتكرار النظر . ش - معنى الآية. ك ،س ،ش - مناسبة الآية لما قبلها. ك ، س - معنى ( زيّنا) س ، ش - المراد من {السَّمَاءَ الدُّنْيَا} . س - المراد بالمصابيح. ك .س - سبب تسمية الكواكب والنجوم بالمصابيح . ش - مرجع الضمير في {جعلناها} . ك - سبب عود الضمير على جنس المصابيح لا عينها. ك - هناك نجوم فوق السموات السبع. س - المقصود بقوله ( لِلشَّيَاطِينِ} . س - جزاء الشياطين في الدنيا والآخرة. ك ،ش - سبب مجازاتهم بعذاب السعير . س - تحرير المسائل -اسم السورة : الملك . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر نزول السورة (وهي مكّيّةٌ). ذكر ذلك ابن كثير والسعدي فضائل السورة ، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ سورةً في القرآن ثلاثين آيةً شفعت لصاحبها حتّى غفر له: " تبارك الّذي بيده الملك ".رواه أحمد ورواه أهل السّنن الأربعة، من حديث شعبة، به وقال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ). ذكر ذلك ابن كثير وعن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتّى أدخلته الجنّة: " تبارك الّذي بيده الملك ").رواه الطبراني والحافظ الضياء المقدسي . ذكر ذلك ابن كثير و عن ابن عبّاسٍ قال: ضرب بعض أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خباءه على قبرٍ، وهو لا يحسب أنّه قبر إنسانٍ يقرأ سورة الملك حتّى ختمها، فأتى النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، ضربت خبائي على قبرٍ وأنا لا أحسب أنّه قبرٌ، فإذا إنسانٌ يقرأ سورة الملك " تبارك " حتّى ختمها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر" ثمّ قال: "هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه. رواه الترمذي. ذكر ذلك ابن كثير و عن جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان لا ينام حتّى يقرأ " الم تنزيل " [سورة السّجدة]، و " تبارك الّذي بيده الملك ". وقال ليثٌ عن طاوسٍ: يفضلان كلّ سورةٍ في القرآن بسبعين حسنةً).رواه الترمذي ذكر ذلك ابن كثير قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال الطّبرانيّ: حدّثنا محمّد بن الحسين بن عجلان الأصبهانيّ، حدّثنا سلمة بن شبيبٍ، حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن أبانٍ، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لوددت أنّها في قلب كلّ إنسانٍ من أمّتي" يعني: " تبارك الّذي بيده الملك ".رواه الطبراني ذكره ابن كثير هذا حديثٌ غريبٌ، وإبراهيم ضعيفٌ،ذكر ذلك ابن كثير وعن ابن عبّاسٍ أنّه قال لرجلٍ: ألا أتحفك بحديثٍ تفرح به؟ قال: بلى. قال اقرأ: " تبارك الّذي بيده الملك " وعلّمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك، فإنّها المنجية والمجادلة، تجادل -أو تخاصم-يوم القيامة عند ربّها لقارئها، وتطلب له أن [ينجيه] من عذاب النّار، وينجي بها صاحبها من عذاب القبر؛ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لوددت أنّها في قلب كلّ إنسانٍ من أمّتي").رواه عبد بن حميد ، ذكر ذلك ابن كثير وعن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ رجلًا ممّن كان قبلكم مات، وليس معه شيءٌ من كتاب اللّه إلّا " تبارك "، فلمّا وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السّورة في وجهه، فقال لها: إنّك من كتاب اللّه، وأنا أكره مساءتك، وإنّي لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرًّا ولا نفعًا، فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرّبّ تبارك وتعالى فاشفعي له. فتنطلق إلى الرّبّ فتقول: يا ربّ، إنّ فلانًا عمد إليّ من بين كتابك فتعلّمني وتلاني أفتحرّقه أنت بالنّار وتعذّبه وأنا في جوفه؟ فإن كنت فاعلًا ذاك به فامحني من كتابك. فيقول: ألا أراك غضبت؟ فتقول: وحقّ لي أن أغضب. فيقول: اذهبي فقد وهبته لك، وشفّعتك فيه. قال: فتجيء فيخرج الملك، فيخرج كاسف البال لم يحل منه بشيءٍ. قال: فتجيء فتضع فاها على فيه، فتقول مرحبًا بهذا الفم، فربّما تلاني، ومرحبًا بهذا الصّدر، فربّما وعاني، ومرحبًا بهاتين القدمين، فربّما قامتا بي. وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه". قال: فلمّا حدّث بهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يبق صغيرٌ ولا كبيرٌ ولا حرّ ولا عبدٌ، إلّا تعلّمها، وسمّاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المنجية. رواه ابن عساكر قال ابن كثير : وهذا حديثٌ منكرٌ جدًّا، وفرات بن السّائب هذا ضعّفه الإمام أحمد، ويحيى بن معينٍ، والبخاريّ، وأبو حاتمٍ، والدّارقطنيّ وغير واحدٍ. ذكر ذلك ابن كثير تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ) -معنى ( تبارك ) يمجّد تعالى نفسه الكريمة، ويخبر أنّه تبارك أي: تَعَاظَمَ وتعالى، وكَثُرَ خَيْرُه،وعظم وعَمَّ إحسانُه، - مدى عظمته سبحانه . مِن عَظمتِه أنَّ بِيَدِه مُلْكَ العالَمِ العُلْوِيِّ والسُّفْلِيِّ، فهو الذي خَلَقَه ويَتَصَرَّفُ فيه بما شاءَ، مِن الأحكامِ القَدَرِيَّةِ، والأحكامِ الدِّينيَّةِ التابعةِ لِحِكمتِه. ومِن عَظَمَتِه كَمالُ قُدرتِه التي يَقْدِرُ بها على كُلِّ شيءٍ، وبها أَوْجَدَ ما أَوْجَدَ مِن المخلوقاتِ العظيمةِ، كالسماواتِ والأرضِ . ذكره السعدي - المراد بالملك . والملْكُ هو مُلْكُ السماواتِ والأرضِ في الدنيا والآخِرةِ, وهذا الأمْرُ يَعلمُه المؤمنونَ في الدنيا ويُنكِرُه الكُفَّارُ. أمَّا في الآخِرَةِ فلا يَدَّعِي الْمُلْكَ أحَدٌ غيرُ اللهِ، ولا يُنكِرُ مُلكَه أحَدٌ، ولذا قالَ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقالَ:{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}). ذكر ذلك لأشقر - المراد بقوله : (بيده الملك، ) . أي: هو المتصرّف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل لقهره وحكمته وعدله. ولهذا قال: {وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ} . ابن كثير - معنى قوله :{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لا يُعْجِزُه شيءٌ, بل هو يَتصرَّفُ في مُلْكِه كيفَ يُريدُ، مِن إنعامٍ وانتقامٍ، ورَفْعٍ ووَضْعٍ، وإِعطاءٍ وَمَنْعٍ . ذكره الاشقر تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) -معنى الموت ومعنى الحياة. الموتُ انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له، والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه. ذكره الاشقر - دلالة الآية {الّذي خلق الموت والحياة} استدلّ بهذه الآية من قال: إنّ الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ. ذكره ابن كثير -معنى خلق الموت والحياة. أي: قَدَّرَ لعِبادِه أنْ يُحْيِيَهم ثم يُمِيتَهم. كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} [البقرة: 28] فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} .حاصل كلام ابن كثير والسعدي عن قتادة في قوله: {الّذي خلق الموت والحياة} قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".رواه ابن أبي حاتم ذكره ورواه معمر، عن قتادة. ذكره ابن كثير - الحكمة من إيجاد الخلق . خلقهم ،وأوجدهم من العدم و جَعَلَهم أُناسًا عُقلاءَ، ليُكَلِّفَهم بالأوامر والنواهي ثم يَخْتَبِرهم فيبتليهم بالشهوات المعارضة لأمره ثم يُجَازِيَ المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته . خلاصة كلام ابن كثير والسعدي والأشقر - معني {أحسن عملا} ورد فيه أقوال : القول الأول :خيرٌ عملًا . كما قال محمّد بن عجلان: ولم يقل أكثر عملًا. ذكر ذلك ابن كثير القول الثاني : أَخْلَصَه وأَصْوَبَه . السعدي - معنى ( العزيز) ثمّ قال: {وهو العزيز الغفور} أي: هو العزيز العظيم المنيع الجناب، الذي له العِزَّةُ كُلُّها، التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، وانْقَادَتْ له المخلوقاتُ فهو الغالبُ الذي لا يُغالَبُ. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر - الحكمة من اقتران هذين الاسمين ( العزيز الغفور) ليدل أنه وإن كان تعالى عزيزًا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز فهو غفورٌ لمن تاب إليه وأناب، بعدما عصاه وخالف أمره،فإنه يَغفِرُ ذُنوبَهم ولو بَلَغَتْ عَنانَ السماءِ، ويَسْتُرُ عُيُوبَهم ولو كانَتْ مِلْءَ الدنيا). حاصل كلام ابن كثير والسعدي - معنى الآية: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}؛ إنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبادَه، من العدم و جَعَلَهم أُناسًا عُقلاءَ، وأَخْرَجَهم لهذه الدارِ،ليبتليهم ويختبرهم أيهم أحسن عملا فأَخْبَرَهم أنَّهم سيُنقَلُونَ منها، وأَمَرَهم ونَهَاهُم، وابْتَلاهُم بالشَّهَواتِ المعارِضَةِ لأَمْرِه:فمَنِ انقادَ لأمْرِ اللَّهِ وأَحْسَنَ العمَلَ، أَحْسَنَ اللَّهُ له الجزاءَ في الدارَيْنِ. ومَن مالَ معَ شَهواتِ النفْسِ، ونَبَذَ أمْرَ اللَّهِ، فله شَرُّ الجزاءِ. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر - المقصود من الابتلاء . ش والْمَقْصِدُ الأصليُّ مِن الابتلاءِ هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ. تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ) - معنى (طباقاً) أي: طبقةً بعد طبقةٍ،كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً، وخَلَقَها في غايةِ الحُسْنِ والإتقانِ . ذكره ابن كثير والسعدي -هل طبقات السماء متواصلاتٌ بمعنى أنّهنّ علويّاتٌ بعضهم على بعضٍ، أو متفاصلاتٌ بينهنّ خلاءٌ؟ ك فيه القولان، أصحّهما الثّاني، كما دلّ على ذلك حديث الإسراء وغيره. ذكر ذلك ابن كثير - المراد من قوله ( في خلق الرحمن) أي السماء - معنى (تفاوت) خَلَلٍ ونَقْصٍ وتنافر و تناقُضٍ ولا تَبَايُنٍ، ولا اعْوجاجٍ ولا تَخَالُفٍ، بل هي مُستويةٌ مُستقيمةٌ دالَّةٌعلى خالِقِها. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر - ما يفيده نفي النقص والعيب في خلق السماء. أنها صارَتْ حَسنةً كاملةً، مُتناسِبَةً مِن كلِّ وَجهٍ؛ في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ.فهي مصطحبٌ مستوٍ، مستقيمة ليس فيه اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا مخالفةٌ، ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ؛ دالة على خالقها ولهذا قال: {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر - معنى {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} أي: اردد طرفك وأَعِدْهُ إليها، ناظِراً مُعْتَبِراً متأملاً . حاصل كلام السعدي والاشقر - سبب الأمر بتكرار النظر إليها بعد أن نفى وجود عيب فيها. لَمَّا كانَ كَمالُها مَعلوماً، أمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها؛ قالَ: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ}؛ ذكره السعدي - معنى ( فطور) تعددت أقوال العلماء في معناها القول الأول : شقوق روي عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم. ذكر ذلك ابن كثير القول الثاني: وهيّ في رواية أخرى عن ابن عباس . ذكر ذلك ابن كثير القول الثالث: خروق. روي عن السدي. ذكر ذلك ابن كثير القول الرابع:هل ترى خللا يا ابن آدم؟ روي عن قتادة .ذكر ذلك ابن كثير القول الخامس : عيبًا أو نقصًا أو خللًا؛ أو فطورًا. ابن كثير والسعدي القول الخامس:تشقق أو تصدع . الأشقر ولا تعرض بين الأقوال فكلها تدل على المعنى تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) - المراد من قوله:{ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}. المرادُ بذلك: كَثرةُ التَّكرارِ. ذكره السعدي - معنى (كرتين). ك .،ش مرّتين. مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وإنْ كَثُرَتْ تلك الْمَرَّاتُ . حاصل ما ذكر ابن كثير والاشقر -معنى : { خاسئًا}. ك ورد فيه أقوال الأول : ذليلًا روي عن ابن عبّاسٍ .ذكر ذلك ابن كثير وقال به الأشقر الثاني : صاغرًا.روي عن مجاهدٌ، وقتادة. ذكره ابن كثير وقال به الأشقر - معنى {وهو حسيرٌ} . فيه أقوال الأول : وهو كليلٌ. روي عن ابن عبّاس . ذكره ابن كثير وقال به الأشقر الثاني : الحسير: المنقطع من الإعياء. روي عن مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ. ذكره ابن كثير وقال به الأشقر الثالث:عاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً، ولو حَرِصَ غايةَ الْحِرْصِ. ذكره السعدي - الحكمة من الأمر بتكرار النظر . ليكونُ ذلك أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ. ذكره الأشقر - معنى الآية. ومعنى الآية: إنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب اليك أي: لرجع إليك البصر، {خاسئًا} عن أن يرى عيبًا أو خللًا {وهو حسيرٌ} أي: عاجزاً كليلٌ قد انقطع من الإعياء من كثرة التّكرّر،ولو حرص غاية الحرص فلا يرى نقصًا ولا شيء من العيب في خلق السماء .حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) - مناسبة الآية لما قبلها. لمّا نفى عنها في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها و صَرَّحَ بذِكْرِ حُسْنِهافقال: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح} ذكره ابن كثير والسعدي - معنى ( زيّنا) . لَقَدْ جَمَّلْنَا. فَصارَتْ في أحْسَنِ خَلْقٍ وأكمَلِ صورةٍ وأَبهجِ شكْلٍ . ذكره السعدي والأشقر - المراد من {السَّمَاءَ الدُّنْيَا} . أي : التي تَرَوْنَها وتَلِيكُم. ذكره ابن سعدي - المراد بالمصابيح. وهي الكواكب الّتي وضعت فيها من السّيّارات والثّوابت. والنجومُ، على اختلافِها في النورِ والضياءِ؛ ذكره ابن كثير والسعدي -سبب تسمية الكواكب والنجوم بالمصابيح . وسُمِّيَتِ الكواكبُ مَصابيحَ لأنها تُضيءُ كإضاءةِ السِّراجِ. ذكره الأشقر - مرجع الضمير في {جعلناها} . عاد الضّمير في قوله: {وجعلناها} على جنس المصابيح لا على عينها؛ ذكره ابن كثير - سبب عود الضمير على جنس المصابيح لا عينها. لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها، واللّه أعلم. ذكره ابن كثير -الحكمة من خلق النجوم. لولا ما فيها مِن النجومِ لكانَ سَقْفاً مُظْلِماً، لا حُسْنَ فيه ولا جَمالَ. ولكنْ جَعَلَ اللَّهُ هذه النجومَ زِينةً للسماءِ، وجَمالاً ونُوراً وهِدايةً يُهْتَدَى بها في ظُلُماتِ الْبَرِّ والبحْرِ وجَعَلَها حِراسةً للسماءِ عن تَلَقُّفِ الشياطينِ أخبارَ الأرضِ. فهذهِ الشُّهُبُ التي تُرْمَى مِن النجومِ أَعَدَّهَا اللَّهُ في الدنيا للشياطينِ.. ذكره السعدي قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم). ذكره ابن كثير والأشقر - هناك نجوم فوق السموات السبع. ولا يُنافِي إِخبارُه أنه زَيَّنَ السماءَ الدنيا بِمَصابيحَ أنْ يكونَ كثيرٌ مِن النجومِ فوقَ السماواتِ السبْعِ؛ فإنَّ السماواتِ شَفَّافَةٌ، وبذلك تَحْصُلُ الزينةُ للسماءِ الدنيا، وإنْ لم تَكُنِ الكواكبُ فيها. ذكره السعدي - المقصود بقوله ( لِلشَّيَاطِينِ} . أي: الذينَ يُريدونَ اسْتِرَاقَ خَبَرِ السماءِ. ذكره ابن سعدي - جزاء الشياطين في الدنيا والآخرة. جعل للشّياطين هذا الخزي في الدّنيا وهو رجمهم بالشهب ، وأعد لهم عذاب السّعير في الأخرى، كما قال: في أوّل الصّافّات: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر - سبب مجازاتهم بعذاب السعير . لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه، ولهذا كانَ أَتْبَاعُهم مِن الكُفَّارِ مِثلَهم، قد أَعَدَّ اللَّهُ لهم عَذابَ السَّعِيرِ. ذكره السعدي سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك |
اقتباس:
لو تفصلي بين المسائل بسطور فارغة ليكون الملخص أيسر في القراءة. لا يشترط أن تلتزمي جميع ألفاظ المفسر عند التلخيص، ولا يتعارض هذا مع الاستفادة من كل كلمة يقولها، حتى لا يتحول الملخص في بعض المواضع وكانه مجرد عنونة لفقرات التفسير. أرجو أن تكون الملاحظات التي دونت مفيدة لك، وهذا نموذج لمسائل الآيات ربما تقفي فيه على بعض المسائل التي فاتتك: فضل السورة المسائل التفسيرية {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} ● معنى {تبارك} س ش ● المراد بالاسم الموصول {الذي} ك س ش ● المقصود بالملك ك س ش ● معنى أن يكون الملك بيده سبحانه ● مرجع الضمير {هو} ● ما يفيده قوله تعالى: {وهو على كل شيء قدير} ● انقسام الخلق في الإقرار بربوبية الله في الدنيا ● إقرار جميع الخلق بربوبية الله وملكه في الآخرة ● مقصد الآية {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} ● معنى {الموت} ● معنى {الحياة} ● دلالة الآية على أن الموت أمر وجودي ● معنى خلقه تعالى للموت والحياة ● معنى {ليبلوكم} ● معنى {أحسن عملا} ● المطلوب في الأعمال إحسانها وليس كثرتها ● المقصد من الابتلاء ● دلالة الآية على البعث والجزاء ● معنى {العزيز} ● معنى {الغفور} ● فائدة اقتران اسمه تعالى {العزيز} باسمه {الغفور} {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)} ● معنى {طباقا} ● معنى {تفاوت} ● معنى قوله {فارجع البصر} ● معنى {فطور} ● دلالة الآية على كمال صنع الله وإتقانه { ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)} ● معنى {كرتين} ● المقصود بقوله: {كرتين} ● معنى {ينقلب} ● معنى {خاسئا} ● معنى {حسير} ● ما يفيده الأمر بتكرار النظر ● فائدة التفكر { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)} ● معنى {زينا} ● المقصود بــ {السماء الدنيا} ● مناسبة الآية لما قبلها ● المقصود بالمصابيح ● سبب تسمية النجوم والكواكب بالمصابيح ● مرجع الضمير في قوله {وجعلناها} ● معنى الرجم ● سبب رجم الشياطين بالشهب في الدنيا ● فائدة خلق النجوم في السماء ● معنى {أعتدنا} ● مرجع الضمير في قوله {لهم} ● معنى {عذاب السعير} ● سبب عذاب الشياطين في الآخرة التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/28 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 20/17 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 = 95 % الدرجة: 5/4,75 وفقك الله |
بسم الرحمن الرحيم
مسائل الآيات تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) ) - المقسم *ك س ش - المقسم به *ك س ش - جواب القسم *ك س ش - معنى الآيتين ك س ش - المقصود من القسم * س [color="rgb(46, 139, 87)"]( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)[/color] - مرجع الضمير في (إنه) *س* - معنى ( لقول رسول) ك س ش - المراد بالرسول الكريم * ك س ش - معنى إضافة القرآن للرسول . ك س ش وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42 - مرجع الضمير ( هو) - مرجع الضمير في تؤمنون ؛ تذكرون *ك * - مقصود هذه الآيات *س ش - طبيعة إيمانهم *ش - درجة تذكرهم *ش - الذي حمل الكفار على رمي النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه بهذه الأوصاف. س - كيفية التذكر في حال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه س تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43 معنى الآية ش - دلالة القرآن الكريم لمن تذكر . س ) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44 - مرجع الضمير في ( لو تقوّل) ك ش* - مرجع الضمير في ( علينا) س - معنى تقوّل . ك س ش - نوع هذه الأقاويل . س لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) - مرجع الضمير في منه س - معنى لأخذنا *ك المراد باليمين ك * ش * * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)* - المراد ب( الوتين ) ك *س ش - المراد من الآية . ش - معنى الآية *س - الدلالة على صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه . س فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) - معنى الآية ك س ش - دلالة الآية ك *وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) - مرجع الضمير في ( إنه) *ك س ش - معنى أن يكون القرآن تذكرة * س - سبب اختصاص المتقين بالتذكرة *ش *وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) - المكذب به . ك ش - التكذيب يكون من قبل البعض . ك ش - دلالة الآية . س ش وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) - مرجع الضمير في ( إنه) ك * * - معنى الحسرة . ك ش - وقت كونه حسرة *. ك س - سبب حسرتهم . س* *وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) - مرجع الضمير في ( إنه) ش - معنى اليقين . *ك - أعلى مراتب العلم . س - مراتب اليقين . س - سبب وصف القرآن بحق اليقين . س ش *فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} - معنى سبح س ش - المراد بالتسبيح ش - مناسبة اسم العظيم . ك تحرير المسائل تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) ) -المُقسم* *الله*تعالى - المقسم له مقسمًا لخلقه - المقسم به* ما يشاهده الخلق من آيات الله *في مخلوقاته وجميع الأشياء كلها الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات عنهم .فدخل في ذلك كل الخلق بل يدخل في ذلك نفسه المقدسة . حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر - *جواب القسم إنّ القرآن كلامه ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله، الّذي اصطفاه لتبليغ الرّسالة وأداء الأمانة، وأن الرسول بلغه عن الله تعالى . حاصل كلام ابن كثير والسعدي - معنى قوله*(فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ) أيْ: أُقْسِمُ بالأشياءِ كلِّها ما يُبْصَرُ منها وما لا يُبْصَرُ*فدخل في ذلك كل الخلق بل يدخل في ذلك نفسه المقدسة . حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر - المقصود من القسم* تنَزَّيه اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ. تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) ) - مرجع الضمير في { إنّه} القرآن الكريم* - معنى ( لقول رسول ) وردت أقوال في معناها الأول:*إنَّ القرآنَ لَتِلاوةُ رسولٍ كريمٍ،يريد محمد صلى الله عليه وسلم الثاني: إنه لقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ. يُريدُ به جِبريلَ. قال به الاشقر* - المراد بالرسول الكريم* *وردت أقوال الأول : محمّد صلى الله عليه وسلم . قال به ابن كثير والسعدي والأشقر في أحد أقواله. الثاني : جبريل عليه السلام . أحد أقوال الأشقر. والراجح أنه محمد صلى الله عليه وسلم ودليل ذلك ما بينه ابن كثير**( أضافه ( الكريم )في سورة التّكوير إلى الرّسول الملكيّ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} وهذا جبريل، عليه السّلام ثمّ قال: {وما صاحبكم بمجنونٍ} يعني: محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {ولقد رآه بالأفق المبين} يعني: أنّ محمّدًا رأى جبريل على صورته الّتي خلقه اللّه عليها، {وما هو على الغيب بضنينٍ} أي: بمتّهمٍ. ذكر ذلك ابن كثير - معنى إضافة القرآن للرسول . *أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل؛ فأضافه تارةً إلى قولٍ الرّسول الملكيّ، وتارةً إلى الرّسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه؛ ولهذا قال: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}. *ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر* تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)*وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ) - مرجع الضمير في ( هو ) القرآن الكريم - مرجع الضمير في تؤمنون *، تذكرون . هم قريش (قال عمر بن الخطّاب: خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ. رواه الإمام أحمد ، ذكره ابن كثير* - مقصود هذه الآيات تنَزَّيهَ اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ، السعدي * - طبيعة إيمانهم {قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ} أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ). الاشقر* - درجة تذكرهم* {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ . الأشقر* - الذي حمل الكفار على وصفه بهذه الأوصاف وأنَّ الذي حَمَلَهم على ذلكَ عدَمُ إِيمانِهم وتَذَكُّرِهم. فلو آمَنُوا وتَذَكَّرُوا لعَلِموا ما يَنفَعُهم ويَضُرُّهم، السعدي - كيفية التذكر حاله صلى الله عليه وسلم مِن ذلكَ أنْ يَنظُروا في حالِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، ويَرْمُقوا أَوصافَه وأخلاقَه, لَرَأَوْا أمراً مِثلَ الشمْسِ، يَدُلُّهم على أنَّه رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، وأَنَّ ما جاءَ به تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ، لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، السعدي تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) - معنى الآية المعنى: إنه لقولُ رسولٍ كريمٍ، وهو تنزيلٌ مِن رَبِّ العالمينَ على لِسانِه . الأشقر - دلالة القرآن لمن تذكر يدل على أنه كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه. وأيضاً فإنَّ هذا ظَنٌّ منه بما لا يَلِيقُ باللَّهِ وحِكمتِه؛السعدي تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) ) - مرجع الضمير في*{ولو تقوّل } تعددت الأقوال الاول:*أي: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم. قاله ابن كثير *والأشقر وهو أحد أقواله الثاني:جِبريلُ, قاله الاشقر - مرجع الضمير في علينا* الله سبحانه وتعالى - معنى ( تقوّل) لو كان كما يزعمون مفتريًا علينا، فزاد في الرّسالة أو نقص منها، تَكَلَّفَ شيئاً مِن ذلك وَجاءَ به مِن جِهةِ نفْسِه ونَسَبَه إلى اللهِ أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلى الله، وليس كذلك. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر -نوع هذه الأقاويل الاقاويل الكاذبة . السعدي تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)* - مرجع الضمير في منه الرسول صلى الله عليه وسلم - معنى (لأخذنا ) معناه لانتقمنا . قاله ابن كثير - المراد باليمين الاول:باليمين؛ لأنّها أشدّ في البطش،قاله *ابن كثير* الثاني وقيل: لأخذنا منه بيمينه قال به ابن كثير *والاشقر تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) ) - المراد ب( الوتين} وردت أقوال *الاول :هو نياط القلب، وهو العرق الّذي القلب معلّقٌ فيه. *قال به ابن عبّاسٍ:وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، والحكم، وقتادة، والضّحّاك، ومسلمٌ البطين، وأبو صخرٍ حميد بن زيادٍ. ذكره ابن كثير وقال به السعدي الثاني : هو القلب ومراقّه وما يليه قال به محمّد بن كعبٍ ذكره ابن كثير* الثالث : الوَتينُ عِرْقٌ يَجرِي في الظهْرِ حتى يَتَّصِلَ بالقلْبِ . الاشقر -المراد من الآية وهو تَصويرٌ لإهلاكِه بأَفْظَعِ ما يَفعلُه الْمُلوكُ بِمَن يَغْضَبونَ عليه . الاشقر - معنى الآية فلو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ. فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ. *السعدي - الدلالة على صدق رسالته عليه الصلاة والسلام إذَا كانَ اللَّهُ قد أَيَّدَ رسولَه بالْمُعْجِزاتِ وبَرْهَنَ على صِدْقِ ما جاءَ به بالآياتِ البَيِّنَاتِ، ونَصَرَه على أعدائِه ومَكَّنَه مِن نَوَاصِيهِم فهو أَكْبَرُ شَهَادَةٍ منه على رِسالتِه. السعدي تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) ) -معنى الآية *أي: فما يقدر أحدٌ منكم على أن يحجز بيننا وبينه*أو يُنْقِذُه منَّا إذا أردنا به شيئًا من *عذابِ اللَّهِ.وما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، فكيف يَتَكَلَّفُ الكذِبَ على اللهِ لأَجْلِكم؟ حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر - دلالة الآية تدل على انه *صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات. ذكره ابن كثير تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) ) - مرجع الضمير في ( إنه) *القرآن كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} ابن كثير والسعدي والاشقر - معنى أن يكون القرآن تذكره* *أي يَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ فيَكُونونَ مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ . السعدي - سبب اختصاص المتقين بالتذكره ؛ لأنهم الْمُنتفعونَ به . الاشقر تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) ) *- المُكذب به القرآن . ذكره ابن كثير والاشقر - التكذيب من قبل البعض وليس الكل بَعْضَكُم يُكَذِّبُ بالقُرآنِ فنحنُ نُجازِيهم على ذلك. حاصل كلام ابن كثير والاشقر - دلالة الآية فيه تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ .ذكر ذلك السعدي واشار اليه الاشقر تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) ) - مرجع الضمير في ( وإنه) *وردت عدة أقوال الاول:*التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة قال به ابن جريروحكاه عن قتادة بمثله.ذكره ابن كثير الثاني : القرآن والإيمان به*لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين.كما قال: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} [الشّعراء: 200، 201]، وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ: 54] ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين} . ذكره ابن كثير والاشقر* - معنى الحسرة الندامة . روي عن أبي مالك ذكره ابن كثير وقال به الاشقر - وقت كونه حسرة يوم القيامة*ورَأَوْا ما وَعَدَهم به. ذكره ابن كثير والسعدي* - سبب تحسرهم تَحَسَّروا؛ إذ لم يَهْتَدُوا به ولم يَنقادُوا لأَمْرِه، ففَاتَهم الثوابُ وحَصَلُوا على أشَدِّ العذابِ، وتَقطَّعَتْ بهم الأسبابُ . السعدي تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) ) - مرجع الضمير في إنه القرآن الكريم . السعدي - معنى اليقين* *أي: الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. ذكره ابن كثير والسعدي *أعلَى مَراتِبِ العِلْمِ أَعلى مَراتِبِ العلْمِ اليَقينُ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. مرتب اليقين اليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:* أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ، ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ، ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ. *السعدي سبب وصف القرآن بحق اليقين وصف القرآنُ الكريمُ بهذا الوَصْفِ، لإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ. *و لكَونِه مِن عندِ اللهِ، فلا يَحُومُ حولَه رِيبَةٌ ولا يَتطرَّقُ إليه شَكٌّ . حاصل كلام السعدي والاشقر تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) ) - معنى سبح أي: نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه. السعدي والاشقر* - المراد بالتسبيح الذكْرُ المعروفُ .الاشقر - مناسبة اسم العظيم العظيم الّذي أنزل هذا القرآن العظيم . ابن كثير * |
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) ) - مرجع الضمير في قوله " وإنا منا الصالحون .." ك س ش - مناسبة قول الجنّ هذا الكلام . ش - المراد من قول الجنّ " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا" ش - معنى " ومنّا دون ذلك " ك ش - المراد بالصالحون . ش - المراد بقوله " ومنّا دون ذلك " س ش - معنى قوله " كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا" ك س ش - المراد بقوله : " كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا" ك ش تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) ) - معنى " ظَنَنَّا" ك س ش - معنى "نعجزه " ش - متى حصل لهم هذا الظن وتبين لهم . س - الأمر الذي علمته الجنّ وتبين لها . ك س - معنى " هربا " ك س ش تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) ) - مقصد الجنّ من قولهم " وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ" ك - المراد بالهدى في الآية . س ش - معنى كون القرآن هدى . س - موقف الجنّ عند سماع القرآن . ش - سبب إيمان الجنّ بالقرآن . س - مبادرة الجنّ للدعوة لهذا القرآن بأن رغبت به . س - معنى قوله :" فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا " ك س ش - ثمرة الإيمان . س تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) - معنى " القاسط " ك س ش - الفرق بين القاسط والمقسط . ك - معنى " فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا " ك س ش تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) ) - معنى " لجهنم حطبا " ك ش - سبب عذابهم . س تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) ) - مناسبة الآية لما قبلها . ش - سبب نزول الآية . ك - معنى الإستقامة . ك - مرجع الضمير في " استقاموا " ك س ش - المقصود بقوله " على الطريقة " ك س ش - الذي منعهم من الاستقامة . س - معنى " غدقا " ك س ش - المراد ب " غدقا " ك - الأقوال في معنى الآية . ك س ش تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) ) - معنى لنفتنهم فيه . ك س ش - الغاية من اختبارهم . س ش - المراد " يعرض " س - المراد بذكر ربه . س ش - معنى " عذابا صعدا " ك س ش تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) ) - سبب نزول الآية . ك ش - المراد بالمساجد . ك - معنى : أنّ المساجد لله " ش - سبب تخصيص المساجد . س - المراد بالدعاء . ك س ش - معنى : " لا تدعو " ش - معنى الآية . ك س 000000000000000000000 تحرير أقوال المفسرين: تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) ) - مرجع الضمير في قوله " وإنا منا الصالحون .." - يرجع إلى الجنّ . ذكر ذلك ابن كثير والسعدي والاشقر - مناسبة قول الجنّ هذا الكلام . قالَ بعضُ الْجِنِّ لبَعْضٍ هذا الكلام لَمَّا دَعَوْا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. ذكره الاشقر - المراد من قول الجنّ " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا" يخبرون عن حالهم قَبلَ استماعِ القرآنِ أن مِنَّهم الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ ومنهم دُونَ ذلك الكافرينَ. ذكره الأشقر - معنى " ومنّا دون ذلك " أيْ: قومٌ غيرُ ذلكَ .قاله ابن كثير والاشقر - المراد بالصالحون . - . قيلَ: أَرادَ بالصالحينَ المؤمنينَ، الاشقر - المراد بقوله " ومنّا دون ذلك " أي: فُسَّاقٌ وفُجَّارٌ وكُفَّارٌ . حاصل كلام السعدي والاشقر - معنى قوله " كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا" - كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً . روي عن سعيدٌ ذكره الاشقر - أي: طرائق متعدّدةً مختلفةً وآراء متفرّقةً، وأَصنافاً مُخْتَلِفَةً وجماعات مُتَنَوِّعَةً وأهواءً متَفَرِّقَةً، كلُّ حزْبٍ لِمَا لَدَيْهِم فَرِحونَ ، حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر - المراد بقوله : " كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا" ك ش وردت أقوال فيها : الأول: منّا المؤمن ومنّا الكافر. قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وغير واحدٍ ذكره ابن كثير الثاني : كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً . روي عن سعيد ذكره الاشقر واستشهد ابن كثير برواية عن الأعمش قال: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. عرضت هذا الإسناد على شيخنا الحافظ أبي الحجّاج المزّي فقال: هذا إسنادٌ صحيحٌ إلى الأعمش. رواه أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة العبّاس بن أحمد الدّمشقيّ قال سمعت بعض الجنّ وأنا في منزلٍ لي باللّيل ينشد: قلوبٌ براها الحبّ حتى تعلّقت = مذاهبها في كلّ غرب وشارق تهيم بحبّ اللّه، والله ربّها = معلّقةٌ باللّه دون الخلائق تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) ) - معنى " ظَنَنَّا" علمنا وتبين لنا . حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر - متى حصل لهم هذا الظن وتبين لهم . في وَقْتِنا الآنَ أي :وقت سماعهم للقرآن .فهمت من كلام السعدي - الأمر الذي علمته الجنّ وتبين لها . تَبَيَّنَ لهم كَمالُ قُدرةِ اللَّهِ وأنّ قدرة اللّه حاكمةٌ عليهم وعلموا كمالُ عَجْزِهم، وأنَّ نَوَاصِيَهم بِيَدِ اللَّهِ، فلنْ نيعْجِزَوه في الأرضِولو أمعنّوا في الهرب، فإنّه عليهم قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّهم . حاصل كلام ابن كثير والسعدي - معنى "نعجزه " لن نَفوتَه إنْ أَرادَ بِنا أمْرًا. الاشقر - معنى " هربا " لو هَرَبْنا منه و أمعنّا في الهرب وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) ) - مقصد الجنّ من قولهم " وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ" مقصد الجنّ بذلك يفتخرون به، وهو مفخرٌ لهم، وشرفٌ رفيعٌ وصفةٌ حسنةٌ . ابن كثير - المراد بالهدى في الآية . القرآن الكريم . ذكره السعدي والاشقر - معنى كون القرآن هدى . أي الهادِي إلى الصراطِ المُستقيمِ . السعدي - موقف الجنّ عند سماع القرآن . صَدَّقْوا أنه مِن عندِ اللهِ، ولم يكَذِّبْوا به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنسِ. الاشقر - سبب إيمان الجنّ بالقرآن . عرفوا هِدايتَه وإرشادَه فأَثَّرَ في قُلُوبِهم فآمنوا به .السعدي - مبادرة الجنّ للدعوة لهذا القرآن بأن رغبت به . لما عرفوا هدايته وأثر في قلوبهم فآمنوا به ذَكَرُوا ما يُرَغِّبُ المؤمنَ فقالوا: {فَمَن يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ} إيماناً صادِقاً {فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً}؛ السعدي - معنى قوله :" فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا " تعددت أقوال المفسرين الأول :: فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} قاله ابن عبّاسٍ، وقتادة، وغيرهما ذكره ابن كثير الثاني : لا نَقْصاً ولا طُغياناً ولا أَذًى يَلْحَقُه. السعدي والاشقر - من ثمرة الإيمان . الإيمانُ سببٌ داعٍ إلى حُصولِ كلِّ خَيْرٍ وانتفاءِ كلِّ شَرٍّ . السعدي تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) - معنى " القاسط " هم الظالمون الجائرون العادِلُونَ عن الحق وعن الصراطِ المستقيمِ الناكبون عنه.حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر - الفرق بين القاسط والمقسط . القاسط هو الجائر عن الحق بخلاف المقسط فإنّه العادل. ابن كثير - معنى " فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا " أي: طلبوا لأنفسهم النّجاةفقَصَدُوا طريقَ الحقِّ والخيرِ واجْتَهَدوا في البحْثِ عنه حتى أَصَابُوا طريقَ الرَّشَدِ، الْمُوَصِّلَ لهم إلى الجَنَّةِ ونَعِيمِها فوفِّقُوا له . حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) ) - معنى " لجهنم حطبا " وقودًا تسعّر بهموتُوقَدُ بهم، كما تُوقَدُ بكَفَرَةِ الإنسِ. حاصل كلام ابن كثير والسعدي - سبب عذابهم . ذلك جزاءٌ على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم. السعدي تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) ) - مناسبة الآية لما قبلها . وأُوحِيَ إليَّ أنَّ الشأنَ أنْ لو استقامَ الجنُّ أو الإنسُ أو كلاهما على طريقةِ الإسلامِ {لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً} أيْ: ماءً كَثيراً لآتَيْنَاهم خَيْراً كَثيراً واسِعاً .الاشقر - سبب نزول الآية . قال مقاتلٌ: فنزلت في كفّار قريشٍ حين منعوا المطر سبع سنين. ذكره ابن كثير - معنى الإستقامة . ك 1- الطّاعة . قاله ابن عباس ذكره عن ابن كثير عدلوا إليها واستمرّوا عليها . ابن كثير - مرجع الضمير في " استقاموا " اختلف المفسرون: 1- القاسطون . ذكره ابن كثير ويفهم من كلام ابن سعدي 2- كفار مكة .قاله قتادة ذكره ابن كثير 3- الجنُّ أو الإنسُ أو كلاهما . الاشقر - المقصود بقوله " على الطريقة " اختلف المفسرون: 1- الإسلام روي عن مجاهد وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ. ويفهممن كلام قتادة .ذكره ابن كثير وقال به ابن كثير والأشقر 2- طريقة الحقّ. روي عن مجاهد وكذا قال الضّحّاك . ذكره ابن كثير واستشهد على هذا القول بقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96] ذكره ابن كثير 3- المثلى . قاله السعدي ولا تعارض بين هذه الاقوال فهي قول واحد فطريق الحق والطريقة المثلى هي الاسلام 4- طريقة الضّلالة . وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان .ذكره ابن كثير قال ابن كثير : له اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه} - الذي منعهم من الاستقامة . ولم يَمْنَعْهُم ذلك إلاَّ ظُلْمُهم وعُدوانُهم .السعدي - معنى " غدقا " أي: كثيرًا. ابن كثير والاشقر - المراد ب " غدقا " 1- لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا. كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ فإنّه في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الضّلالة. رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان . ذكره ابن كثير 2- لأوسعنا عليهم من الدّنيا. قتادة ذكره ابن كثير 3- المراد بذلك سعة الرّزق . ابن كثير 4- هَنِيئاً مَرِيئاً . السعدي 5- لآتَيْنَاهم خَيْراً كَثيراً واسِعاً.الاشقر ولا تعارض بين الاقوال فكلها تعني سعة الرزق . - الأقوال في معنى الآية . ك س ش أختلف المفسرون في معناها على قولين حسب مرجع الضمير ومعنى الطريقة. القول الأول :أي لو استقام وآمن "القاسطون أوآمنوا كلهم أنسهم وجنهم استقاموا على الأسلام وطريق الحق لوسعنا عليهم رزقهم كما قال تعالى :" {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96] روي عن ابن عباس و مجاهدٌ وقتادة والضحاك وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ. ذكره ابن كثير وبه قال السعدي والأشقر القول الثاني : لواستقام القاسطون على الضلالة لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا، كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ فإنّه في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الضّلالة. رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان. قال ابن كثير : وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه} . ذكره ابن كثير تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) ) - معنى لنفتنهم فيه . فيه أقوال : 1- لنبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية؟. قاله مالكٌ، عن زيد بن أسلم . ذكره ابن كثير 2- لِنَخْتَبِرَهم فيه ونَمْتَحِنَهم لِيَظْهَرَ الصادِقُ مِن الكاذبِ.و نَعْلَمَ كيفَ شُكْرُهم على تلك النِّعَمِ. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر - الغاية من اختبارهم . - لنبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية ، قاله مالكٌ، عن زيد بن أسلم . ذكره ابن كثير - لِنَخْتَبِرَهم فيه ونَمْتَحِنَهم لِيَظْهَرَ الصادِقُ مِن الكاذبِ. السعدي - و نَعْلَمَ كيفَ شُكْرُهم على تلك النِّعَمِ. . الأشقر - المراد " يعرض " لم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى . السعدي - المراد بذكر ربه . 1- القرآن . السعدي 2- القرآنِ أو عن الْمَوْعِظَةِ، الأشقر - معنى " عذابا صعدا " ك س ش - أي: مشقّةً لا راحة معها. قال به ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ . ذكره ابن كثير - : جبلٌ في جهنّم. روي عن ابن عبّاسٍ ذكره ابن كثير - : بئرٌ فيها . روي عن سعيد بن جبيرٍ ذكره ابن كثير - عذابًا شاقًّا شديدًا بليغا موجعًا مؤلمًا. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والاشقر تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) ) - سبب نزول الآية . - قال الأعمش: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس. ذكره ابن كثير - عن سعيد بن جبيرٍ،: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} رواه ابن جرير ذكره ابن كثير والاشقر - المراد بالمساجد . ك وردت أقوال في المراد بها : الأول : أنه المسجد الحرام ومسجد إيليا يفهم من قول ابن عباس في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس. ذكره ابن كثير الثاني : المساجد كلها روي عن عكرمة قال : نزلت في المساجد كلّها. ذكره ابن كثير ويفهم من كلام السعدي الثالث : أعضاء السجود روي عن سعيد بن جبيرٍ.قال : نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين" ذكره ابن كثير الرابع : محال العبادة . ابن كثير الخامس: المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ. ذكره الأشقر - معنى : أنّ المساجد لله " أنَّ المساجِدَ مُخْتَصَّةٌ باللهِ . الاشقر - سبب تخصيص المساجد . لإِنَّ المساجِدَ التي هي أعْظَمُ مَحالَّ للعِبادةِ مَبْنِيَّةٌ على الإخلاصِ للهِ والخضوعِ لعَظَمَتِه، والاستكانةِ لعِزَّتِه . السعدي - المراد بالدعاء . 1- سواء دُعاءَ عِبادةٍ أو دُعاءَ مَسألةٍ . السعدي ويفهم من كلام ابن كثير 2- دعاء العبادة قال الاشقر: لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان، فإنَّ الدعاءَ عِبادةٌ . الاشقر والراجح والله أعلم سواء دعاء عبادة أومسألة - معنى الآية . - (يقول تعالى آمرًا عباده أن يوحّدوه في مجال عبادته، ولا يدعى معه أحدٌ ولا يشرك به فإِنَّ المساجِدَ التي هي أعْظَمُ مَحالَّ للعِبادةِ مَبْنِيَّةٌ على الإخلاصِ للهِ والخضوعِ لعَظَمَتِه، والاستكانةِ لعِزَّتِه كما قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده. حاصل كلام ابن كثير والسعدي |
اقتباس:
التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 97/100 وفقك الله |
اقتباس:
يرجى الانتباه لما ذكرناه في التصحيح زادك الله من فضله التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 11/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 98/100 وفقك الله |
المسائل التفسيرية
( إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) - المقصود من الآية - مرجع الضمير في ( عليك) ك - ما اشتمل عليه القرآن. س - معنى تنزيلا. ش - مناسبة الآية لما قبلها. ك - نوع الصبر في الآية ك س - عاقبة الصبر. ك - مرجع الضمير في منهم. ك. س - المقصود من النهي في لا تطع. ك - المراد بالآثم ك. س. ش - المراد بالكفور ك. س ش - سبب النهي عن طاعتهم س. ش - المقصود بحكمه في الآية. ش - المقصود بالآثم ش - المقصود بالكفور ش (واذكر اسم ربك - لم أمره الله بالذكر س - معنى بكرة وأصيلا ك س - المراد بالذكر س ش ( ومن الليل - معنى فاسجد له س - المراد بكثرة السجود. س - مقدار الصلاة في الليل س ( إن هؤلاء - المقصود من الآية. ك - المراد بهؤلاء ك. س - المراد باليوم الثقيل ك. س - المقصود بيحبون. س - معنى يذرون س - معنى وراءهم س - المراد بالعالجة س - لم سمي ثقيلا س ( نحن خلقناهم - معنى اسرهم ك - وقت تبديلهم ك - وجه الاستدلال بالآية. ك - معنى الآية. ك. س - معنى خلقناهم س - معنى ( شدد اسرهم ) س. ش - مناسبة الآية لما قبلها س - معنى ( بدلنا أمثالهم تبديلا ). س. ش ( إن هذه تذكره - المقصود باسم الاشارة إن هذه ك ش - معنى سبيلا ك. س - المراد من الآية ك - معنى كون هذه تذكرة س - كيف يكون السبيل ش - دلالة الآية ك س - معنى عليما ك -معنى حكيما ك - معنى الآية. ش ( يدخل من يشاء - معنى الآية. ك - المقصود بالدخول في وحمة الله س - من هم الظالمون س - سبب عذابهم. س تحرير المسائل: تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) ) - مرجع الضمير في عليك الرسول صلى الله عليه وسلم . ذكر ذلك ابن كثير - المقصود من الآية يقول تعالى ممتنًّا على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بما نزّله عليه من القرآن العظيم تنزيلًا). ذكره ابن كثير - ما يشتمل عليه القرآن . فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك. ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}). ذكره السعدي - المراد من قوله ( تنزيلا ) أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ولم تَأتْ به مِن عِندِك كما يَدَّعِيهِ الْمُشْرِكونَ).ذكره الاشقر تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) ) - مناسبة الآية لما قبلها . ك يقول الله تعالى : كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصبر على قضائه وقدره، ذكره ابن كثير - نوع الصبر في الآية اصبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ. ذكره السعدي وبعض من قول ابن كثير - عاقبة صبره . سيدبره الله بحسن تدبيره، ابن كثير - مرجع الضمير في منهم . أي: لا تطع الكافرين والمنافقين ومِن الْمُعَانِدِينَ، الذينَ يُريدونَ أنْ يَصُدُّوكَ . قال به ابن كثير والسعدي -المقصود من النهي أن امض في دعوتك و بلّغ ما أنزل إليك من ربّك، وتوكّل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس.ذكره ابن كثير ( المراد بالآثم . فالآثم هو الفاعل إثم ومعصية الفاجر في أفعاله، قول ابن كثير والسعدي والاشقر ( المراد بالكفور . والكفور هو الكافر بقلبه الغال بالكفر قاله ابن كثير والاشقر - سبب النهي عن طاعة الآثم والكفور لان طاعةَ الكُفَّارِ والفُجَّارِ والفُسَّاقِ لا بُدَّ أنْ تكونَ في المعاصي فلا يَأْمُرُونَ إلاَّ بما تَهْوَاهُ أنْفُسُهم. فقد قال له عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ ذكره السعدي والاشقر - المراد بحكمه في الآية مِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه. الاشقر - المرادُ بقولِه: {آثِمًا} عُتبةُ بنُ رَبيعةَ، ذكره الاشقر - المراد بقوله {أَوْ كَفُوراً} الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ؛ قاله الاشقر تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) ) أي: أول النّهار وآخره). ابن كثير والسعدي - لم أَمَرَه اللَّهُ بالذكر . لَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أمره بذلك، فقالَ: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}؛ذكره السعدي - معنى بكرة واصيلا أي: أوَّلَ النهارِ وآخِرَه . السعدي -المراد بقوله واذكر اسم ربك صَلِّ لرَبِّكَ أوَّلَ النهارِ وآخِرَه، فأوَّلُ النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخِرُه: صلاةُ العصْرِ ذكره الاشقر وقال السعدي: فدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ. تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) ) - معنى فاسجد له أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، والا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ. كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وكقوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} [المزّمّل: 1-4] ابن كثير والسعدي - مقدار الصلاة في الليل س) وقد تَم تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} الآيةَ . السعدي تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) ) - المراد في قوله هؤلاء الكفاروخاصة كفار مكة والمكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم ومن أشبههم في حبّ الدّنيا والإقبال عليها والانصباب إليها، وترك الدّار الآخرة وراء ظهورهم. ابن كثيروالسعدي والاشقر -المقصود من الآية الانكار على الكفار . ابن كثير - المقصود ب يحبون العاجلة يُؤْثِرونَ {الْعَاجِلَةَ} يَطْمَئِنُّونَ . السعدي - معنى العاجلة الحياة الدنيا الاشقر - معنى يذرون أي: يَتْرُكُونَ العملَ ويُهْمِلُونَ .السعدي - معنى {وَرَاءَهُمْ} أي: أمامَهم. السعدي -المراد باليوم الثقيل يعني: يوم القيامة . مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ممَّا تَعُدُّونَ. وقالَ تعالى: {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}. فكأنَّهم ما خُلِقُوا إلاَّ للدنيا والإقامةِ فيها). ابن كثير والسعدي -لم سمي ثقيل سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، فهم لا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به). الاشقر تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) ) - مناسبة الآية لما قبلها . فالذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِ إلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولا يُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ. ولهذا قالَ: {بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً}؛السعدي - معنى {خَلَقْنَاهُمْ}؛ أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ. السعدي - معنى اسرهم يعني خلقهم قال به ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ ذكره ابن كثير - معنى {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ و شَدَدْنَا أَوْصَالَهم بعضاً إلى بعضٍ بالعُروقِ والعصَبِ،، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه.السعدي والاشقر - معنى التبديل ورد فيه أقوال: الاول: وإذا شئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم، كقوله: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا} [النّساء: 133] وكقوله: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} [إبراهيم: 19، 20، وفاطرٍ 16، 17]قال ابن زيدٍ، وابن جريرٍ ذكره ابن كثير وقال به الاشقر الثاني: إذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم بأعيانهم خلقًا جديدًا . قال به ابن كثير والسعدي - وقت التبديل يوم القيامة قاله ابن كثير -وجه الاستدلال بالآية استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة. ذكره ابن كثير والسعدي تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) ) - المقصود باسم الاشارة {إنّ هذه} يعني: هذه السّورة . ذكره ابن كثير والاشقر - معنى كون هذه تذكره . أي: يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ. ذكره السعدي - معنى سبيلا . أي طريقًا ومسلكًا ، ابن كثير أي: طَريقاً مُوَصِّلاً إليه، السعدي - المراد بالسبيل القرآن أي: من شاء اهتدى بالقرآن، كقوله: {وماذا عليهم لو آمنوا باللّه واليوم الآخر وأنفقوا ممّا رزقهم اللّه وكان اللّه بهم عليمًا} [النساء: 39] ). ذكره ابن كثير الحق والهدى فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم) السعدي - كيف يكون اتخاذ السبيل يكون بالإيمانِ والطاعةِ . الاشقر تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ) -دلالة الآية {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} أي:إنَّ مَشيئةَ اللَّهِ نافذةٌ لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا، {إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} . حاصل كلام ابن كثير والسعدي -معنى عليما أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، ذكره ابن كثير - معنى حكيما وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا}).ابن كثير - المراد بالحكمة في الآية الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ . السعدي - معنى الآية أيْ: وما تَشاؤونَ أنْ تَتَّخِذُوا إلى اللهِ سَبيلاً إلاَّ أنْ يَشاءَ اللهُ، فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك). الاشقر تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) ) - المقصود بالدخول في رحمه الله أي: يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء، ومن يهده فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. ابن كثير قيل أي : فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها. قاله السعدي وقيل أيْ: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، أو يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه . قاله الاشقر - من هم الظالمون. الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى . السعدي -سبب عذاب الظالمين بسبب بظُلْمِهم وعُدْوَانِهم). السعدي سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك |
اقتباس:
أحسنت، بارك الله فيك التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 96 % وفقك الله |
قال الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون}
المسائل التفسيرية: - الحياة الحقيقية النافعة وبما تحصل. - معنى( لما يحييكم) - كيف تكون الحياة بالجهاد . - أنواع حياة الإنسان المضطر لها. - فائدة حياة البدن. - ضرر نقص حياة البدن. - معنى حياة القلب والروح. - فائدة هذه الحياة . - الوحي هو مادة حياك القلب و الروح - الوحي روح و نور وحياة - مقارنة بين حياة البدن وحياة الروح. - المراد بالنور في قوله تعالى :{أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس } قوله تعالى : {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه وإليه تحشرون} - الأقوال في تفسير هذه الآية. - القول المشهور. - وجه مناسبته للآية. - القول الآخر . - ترجيح ابن القيم. - من دلائل هذه الآية. تحرير المسائل : قال الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم } - الحياة الحقيقية النافعة وبما تحصل. الحياة الحقيقيّة الطّيبة هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول. الحياة النافعة الطيبة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات. - معنى( لما يحييكم) اختلفت أقوال العلماء في معنى ( لما يحييكم ) أولا: يعني للحق. قال به مجاهد. ثانياً: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة. قال به قتادة. ثالثاً: هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .- قاله السّديّ رابعا: يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. - قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له. وهذه كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا. خامساً: هو الجهاد . قال به الواحدي والأكثرون وهو قول ابن إسحق واختيار أكثر أهل المعاني. سادساً: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم .قال به الفراء. يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم. سابعاً: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. قال به ابن قتيبة. - : {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة .قال به بعض المفسّرين حكاه أبو عليّ الجرجانيّ. الترجيح : والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة - كيف تكون الحياة بالجهاد . الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. - أنواع حياة الإنسان المضطر لها. 1- حياة البدن . 2- حياة القلب والروح - فائدة حياة البدن. حياة بدنه بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه - ضرر نقص حياة البدن. متى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى من ذلك. - معنى حياة القلب والروح. حياة القلب والروح هي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه. - فائدة هذه الحياة . تفيده هذه الحياة : - قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال . - وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة. - مادة هذه الروح هو الوحي المنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام - وحيه روح و نور وحياة {كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور قال تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} فجمع له بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة - قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه. - مقارنة بين حياة البدن وحياة الروح. كما أن البدن الحيّ يكون شعوره وإحساسه بالنافع والمؤلم أتم ويكون ميله إلى النافع ونفرته عن المؤلم أعظم فهذا بحسب حياة البدن وذاك بحساب حياة القلب فإذا بطلت حياته بطل تمييزه وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوّة يؤثر بها النافع على الضار كما أن الإنسان لا حياة له حتّى ينفخ فيه الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ وان كان قبل ذلك من جملة الأموات فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتّى ينفخ فيه الرّسول من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}،وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرّسول الملكي فمن أصابه نفخ الرّسول الملكي ونفخ الرّسول البشري حصلت له الحياتان ومن حصل له نفخ الملك دون نفخ الرّسول حصلت له إحدى الحياتي وفاتته الأخرى. قال تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} فجمع له بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة - قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه. - المراد بالنور في قوله تعالى : {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يراد به عدة أمور: أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها. وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور. وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم. قوله تعالى : {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه وإليه تحشرون} - الأقوال في تفسير هذه الآية. - القول المشهور.: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين. - وجه مناسبة الآية فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} - القول الآخر . في الآية قول آخر: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه ذكره الواحدي عن قتادة . - ترجيح ابن القيم. هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجاب بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه. - من دلائل هذه الآية. - في الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح. - وفي الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله} والله أعلم). [الفوائد: 88-91] |
اقتباس:
أحسن الله إليك وبارك فيك يلاحظ حصول تشقيق في بعض المسائل وخاصة المسألة المتعلقة بحياة الروح والبدن، كما أنك أسهبت في الكلام عنها نوعا ما. هذا نموذج للتلخيص أرجو أن يفيدك، بارك الله فيك ووفقك لكل خير. تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ● مقصد الآية ● بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم} ● الحياة المذكورة في الآية ● أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع ● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة ● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} ● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله ● مقصد الآية أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول. ● بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم} ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي: 1- الحق، قاله مجاهد 2- القرآن، قاله قتادة 3- الإسلام، قاله السدي 4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون. 5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا. والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة ● الحياة المذكورة في الآية - القول الأول: أنها حياة الروح والقلب وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن. قال قتادة: {لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة. وقال السّديّ: {لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر . - القول الثاني: أنها الحياة العزيزة وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله. قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم. وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. - القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة قال بعض المفسّرين: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة. وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد. ● أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة: - الأولى: حياة بدنه الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ. - والثانية: حياة قلبه وروحه وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة. وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور. ● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة في قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة. قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه. وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا: أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها. وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور. وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم. ● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} ورد في معناها قولان: - القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين. - القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم. قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه. ● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله. - على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح. - ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /13 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 91 % وفقك الله |
اقتباس:
التقييم: أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 20 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19 رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10 = 99 % وفقك الله |
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى
|
آخر ما نزل من القرآن ●
عناصر الموضوع: ● آخر سورة نزلت جميعاً ● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً ...- القول الأول: سورة النصر القول فيها ...- القول الثاني: سورة براءة القول فيها ...- القول الثالث: سورة المائدة القول فيها ● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم ...- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} القول فيها ...- القول الثاني: آية الربا ...- القول الثالث: آية الربا وآية الدَّين القول في الأقوال الثلاثة السابقة ...- القول الرابع: آية الكلالة القول فيها ...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة القول فيها أقوال العلماء في الأقوال السابقة ...ـ القول السادس : "فمن كان يرجو لقاء ربه " القول فيها ... ـ القول السابع : " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم " القول فيها القول الثامن : " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل " القول فيها القول التاسع : "فإن تابوا و أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة " القول فيها القول العاشر : " قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما " القول فيها القول الحادي عشر :"اليوم أكملت لكم دينكم " ● إشكال وجوابه ● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ● أواخر مخصوصة تحرير مسائل أقوال العلماء في آخر ما نزل 1: آخر سورة نزلت جميعاً آخر سورة نزلت جميعاً سورة (إذا جاء نصر الله والفتح ) فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟ قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه وابن شيبة في مصنفه وفي رواية ابن أبي شيبة: (تعلم أي سورةٍ؟) ولم يقل: (آخر).ورواه ابن كثير في تفسيره - عن ابن عباسٍ قال: آخر سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً {إذا جاء نصر الله والفتح} ). أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه ذكره السيوطي في الدر المنثور ️ آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً تعددت أقوال العلماء في ذلك القول الأول: سورة النصر، وتسمّى سورة الفتح. نقل السيوطي في الدر المنثور هذا القول عن ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباس فعن ابن عباسٍ قال: آخر سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً {إذا جاء نصر الله والفتح} عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟ قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم وابن أبي شيبه في مصنفه وابن كثير في تفسيره وبهذا القول قال ابن جزئ الكلبي في التسهيل. وقال الذهبي في تاريخ الإسلام : (باب آخر سورة نزلت وذكر حديث عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس روايه مسلم - وعن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه).ذكره الذهبي في [تاريخ الإسلام للذهبي] - عن عبد الله بن عمرو قال : آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح )ثم قال الترمذي : هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.ذكره ابن كثير في تفسيره وروى الترمذي عن ابن عبّاسٍ أنه قال : آخر سورة أنزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح ) الآية وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه ورواه الإمام أحمد، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: (القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ). ذكر ذلك ابن كثير في [تفسير القرآن العظيم القول فيها يحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} . ذكره الزرقاني في مناهل العرفان القول الثاني: سورة براءة - عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا). ذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ] - قال ا بْنِ كَثِيرٍ في تفسير سورة التوبة: (هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال البخاريّ: حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} الآية [النّساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءة) إلى أن قال : عن يزيد الفارسيّ، أخبرني ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ..إلى أن قال عثمان :وكانت براءة من آخر القرآن،) قال ابن كثير :وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه). [تفسير القرآن العظيم: - عن الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ). [الناسخ والمنسوخ للزهري] ذكر ذلك الموقري - وعن أبي إسحاق، عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة،...)ذكره ابن أبي شيبة .في مصنفه وذكره الضريس في فضائل القرآن من طريق عمرو بن مرزوق ورواية أخرى من طريق أحمد.وذكره الذهبي في تاريخ الاسلام. القول فيها ١- المراد بعضها أو معظمها وإلا ففيها آيات كثيرة نزلت قبل سنة الوفاة النبوية فأول براءة نزل عقب فتح مكة في سنة تسع عام حج أبي بكر وقد نزل ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وهي في المائدةً في حجة الوداع سنة عشر فالظاهر معظمها ولا شك أن غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه . ذكره ابن حجر في فتح الباري ٢- أن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فهو آخر إضافي لا حقيقي. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان القول الثالث: سورة المائدة ،- عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)). ذكره ابن كثير في تفسيره تفسير القرآن العظيم ورواه الترمذي وزاد فيه والفتح وقال عنه الترمذي حديث غريب حسن ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه. ورواه الإمام أحمد، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: (القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ). ذكره ابن كثير في [تفسير القرآن العظيم - عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" ذكره السيوطي في [الدر المنثور] - عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). ذكره سعيد بن منصور في سننه. القول فيها المراد آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهو آخر مقيد . ذكره الزرقاني في مناهل العرفان ️ آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} - قال ابن عباس : آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله})قال زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال وبدئ يوم السبت ومات يوم الأثنين صلوات الله عليه وسلم .ذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ]ورواه في رواية أخرى عن عطاء بن رباح. وكذلك روي عن أبي صالح وسعيد بن جبير رواه العبدي في (الناسخ والمنسوخ لقتادة)وروي عن السدي والعوفي في مصنف ابن أبي شيبة . دون زيادة ( قال : زعموا أن رسول الله ....) القول فيها وهي أصح الأقوال في آخرية الآية . قاله ابن حجر في فتح الباري وبه قال الزرقاني في مناهل العرفان القول الثاني: آية الربا - عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» ). ذكره ابن الضريس في [فضائل القرآن]وروي هذا القول عن ابن عباس. ذكره القاسم بن سلام في فضائل القرآن القول الثالث: آية الربا وآية الدَّين - عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين).ذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ] القول في هذه الأقوال الثلاثة: لا منافاة بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما}وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح .ذكره السيوطي في الاتقان.وبه قال الزرقاني في مناهل العرفان ورجح إلى أن آخر هذه الثلاثه نزولا هو قوله تعالى :( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) سبب الترجيح أمران: -أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها. -ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ٢ - وقيل في أن آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا و آية الدين يعني من آيات الأحكام والله أعلم . قاله المقدسي في المرشد الوجيز ٣- طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى .قاله ابن حجر في شرح البخاري ذكره السيوطي في الاتقان القول الرابع: آية الكلالة - عن البراء بن عازب، قال:آخر آية نزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). رواه البخاري في صحيحه وذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ]وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه بروايتين عن البراء إحداهما عن طريق ابن نمير والأخرى عن طريق وكيع .وذكره الضريس في فضائل القرآن بروايتين إحداهما عن طريق عمرو بن مرزوق والاخرى عن طريق سليمان بن حرب وذكره ابن كثير في تفسيره رواه عن البخاري. القول في هذه الاقوال أي آخر ما نزل في شأن الفرائض .ذكره السيوطي في الاتقان.وبه قال الزرقاني في مناهل العرفان . القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة - عن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..}إلى آخرها). ذكره العبدي في [الناسخ والمنسوخ لقتادة]وذكره الضريس في فضائل القرآن . وقال بهذا القول الزهري ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري. - عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن. ذكره ابن الضريس في [فضائل القرآن - عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). ذكره الداني في [البيان القول فيها المراد آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة ولعل قوله سبحانه ( فإن تولوا فقل حسبي الله) الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولى الأعداء وإعراضهم. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان القول في هذه الأقوال السابقة بعد أن ذكر الذهبي هذه الأقوال قال : "فحاصله أن كلا منهم أخبر بمقتضى بما عنده من العلم . ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام وبهذا قال البيهقي وزاد " أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت والله أعلم " دلائل النبوة للبيهقي. ٣- قال القاضي أبو بكر في الانتصار وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده . ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب).ذكره الزركشي في [البرهان في علوم القرآن والزرقاني في مناهل العرفان وعلق عليه بقوله : "وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم "مناهل العرفان القول السادس: {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية - عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن . القول فيها: قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة . ذكره السيوطي في الاتقان وفي التحبير في علم التفسير. ونقله الزرقاني في مناهل العرفان ثم قال : وهو يفيد أنها آخر مقيد لا مطلق القول السابع : {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء . وعند أحمد والنسائي عنه لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد القول فيها كلمة ما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر مانزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقاً. قاله الزرقاني في مناهل العرفان. القول الثامن: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها - عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها القول فيها: قال السيوطي :ذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}ونزلت: {إن المسلمين والمسلمات} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة . ذكره السيوطي في الاتقان وقال به الزرقاني في مناهل العرفان. القول التاسع: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية - أخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض)) قال أنس: وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية القول فيها: يعني في آخر سورة نزلت . ذكره السيوطي في الاتقان . القول العاشر : {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} - في البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية من آخر ما نزل . ذكره السيوطي [الإتقان في علوم القرآن القول فيها: وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى). ذكره السيوطي [الإتقان في علوم القرآن ️القول الحادي عشر : {اليوم أكملت لكم دينكم} ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة).ذكره السخاوي في[جمال القراء ️ إشكال وجوابه المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام فلماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن فإكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.؟ الجواب أولا : أن هناك قرآنا نزل بعدها كآية الربا و الدين والكلالة وقوله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) فكانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق و النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم أن معنى إكمال الدين أنه إكمال النزول . ذكره الزرقاني في مناهل العرفان ثانيا: فالاقرب أن معنى إكمال الدين هو إقراره واظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون قال ابن جرير : الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي} ). ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ، والزرقاني في مناهل العرفان 4: آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه آخر ما كتب آخر آيتين من سورة براءة - عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن). قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}).). ذكره الضريس في [فضائل القرآن:] أواخر مخصوصة آخر ما نزل بمكة انواع النزول المكي المكي الأول :ما نزل قبل الهجرة. المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة. [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة آخر المكي الأول نزولا فيه قولان الأول: سورة النبأ هي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء الثاني : ويل للمطففين وفيه اختلاف في نزولها فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة).ذكره الزركشي في البرهان في علوم القرآن سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب اليك |
أرجو عدم استعمال اللون الأحمر في التلخيص
اقتباس:
اقتباس:
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك وقد أحسنت كثيرا في إسناد الأحاديث والآثار بالنسبة لأقوال العلماء ربما لو جمعت في مسألة واحدة لكان أفضل ويمكنك مطالعتها في نموذج الإجابة في الموضوع التالي: http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...403#post199403 التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 97 % وفقك الله |
تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء{
للحافظ ابن رجب الحنبلي المسائل * دلالة الآية *دلالة الآية على اثبات الخشية لأهل العلم -لأقوال في نوع " ما "في الآية * الأدلة على أنالآية تدل على نفي الخشية عن غير العلماء - مسائل " ما " وإفادتها النفي والحصر والأقوال في ذلك والرد * دلالة الآية على نفي العلم من غير أهل الخشية، *في الآية هليقتضي ثبوت الخشية لجنس العلماء، أو يقتضي ثبوت الخشية لكلّ واحدٍ من العلماء؟ * تفسير السلف للآية *وجوه بيان أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية وما فيها من مسائل . تلخيص المسائل: * دلالة الآية : قال ابن رجب رحمه الله تعالى: دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا. *أولا: دلالة الآية على اثبات الخشية لأهل العلم صيغة "إنما" تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد . الأقوال في نوع " ما "في الآية 1- أن "ما " كافة :وهو قول الجمهور ، ثمّ قال جمهور النحاة: هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عنالعمل. سبب عمل " ما " النافية وإنما عملت "ما" النافية على اللغة التي نزل بها القرآن وهي لغة أهل الحجاز استحسانًا لمشابهتها لـ "ليس " 2- أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، قول بعض الكوفيين، وابن درستويه 3- أن "ما" هذه نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر.وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه . قول طائفةٌ من الأصوليين وأهل البيان. الردعليهم: وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات. و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ، . لمن نسب هذا القول؟ وقد نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ". الرد علىهذا القول وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها، 4- أن " ما "بمعنى الذي ،قيل: إنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى. -اطلاق " ما " على جماعة العقلاء وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى:{أو ما ملكت أيمانكم}، و{فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}. * الأدلة على أنالآية تدل على نفي الخشية عن غير العلماء - دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء من صيغة "إنما " - إن"ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول الحنابلة كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني. والشيخ موفق الدين، وفخر الدّين إسماعيل بن علي صاحب ابن المنّي، وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين كالقاضي أبي بكرٍ، وغيره، وكثيرٌ من النحاة وغيرهم، بل قد حكاه أبو علي فيما ذكره الرازيّ عن النحاة جملةً، - مسائل " ما " وإفادتها النفي والحصر والأقوال في ذلك والرد -الاختلاف في دلالة " إنما " على النفي 1-اختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟ -: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء . قاله كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين وهو أيضا قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية. - إن دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين، ذهبت إلى ذلك طائفةٌ من الحنابلة كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني. 2- واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر. - قالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص، وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلةوغيرهم، -أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً. وأمّا من قال: إنّ الاستثناء ليس لإثبات النقيض بل لرفع الحكم إما مطلقًا أو في الاستثناء من الإثبات وحده كما يذكر عن الحنفية وجعلوه من باب المفهوم الذي ينفونه، فهو يقول ذلك في "إنّما" بطريق الأولى . -أقسام المخالفين في إفادتها الحصر - فظهر بهذا أنّ المخالف في إفادتها الحصر هو من القائلين بأنّ دلالتها على النفيّ بالمفهوم وهم قسمان: أحدهما:من لا يرى كون المفهوم حجّةً بالكلية كالحنفية، ومن وافقهم من المتكلمين. والثاني:من يراه حجةً من الجملة، ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنّه لا مفهوم لها، واختاره بعض المتأخرين من أصحابنا، وغيرهم، التوضيح بيان ذلك أنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، نعم أكثر ما يقال إنّهتفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، فأمّا أن يحدث معنًى آخر فلا . - القول بأن أغلب موارد " إنما " لا تكون فيها للحصر والرد عليه ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى:{إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:"إنما الرّبا في النسيئة".وقوله:"إنّما الشهر تسعٌ وعشرون "وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا. ولكن قد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر أمثلة على ذلك فإنّ قوله تعالى:{إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،وكذلك قوله:{قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده. وكذلك قوله:{إنّما أنت منذرٌ}ومثل هذا كثيرٌ جدًّا وممّا يبيّن عدم إفادتها للحصر قوله - صلى الله عليه وسلم -:"ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ". فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" فلو كانت"إنّما"للحصر لبطلت أن تكون سائر آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته سوى القرآن آياتٍ له تدلّ على صدقه لاعترافه بنفي ذلك وهذا باطلٌ قطعًا فدلّ على أنّ"إنما"لا تفيد الحصر في مثل هذا الكلام وشبهه. الرد على هذا القول : الصواب: أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى:{إنّما تجزون ما كنتم تعملون}. وقوله:{إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. وقوله:{إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}{إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}. فإنه كقوله:{وما من إلهٍ إلاّ اللّه}. وقوله:{ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك. ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه، وأمّا أنّها مركبةٌ من "إنّ " و"ما" الكافة فمسلّم. الرد على قولهم -- إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا. يجاب عنه من وجوه: أحدها:أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، وقد ذكر ابنمالكأنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر: فالآن صرت لا تحيد جوابًا.......بما قد يرى وأنت حطيب قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل. والثاني:أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل. الوجه الثالث:أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها مما ليس هذا موضع بسطه، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة. - إنّ أدوات النّفي تدل على انتفاء الاسم بانتفاء مسمّاه معلومٌ من كلام العرب أنّهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارةً لانتفاء ذاته وتارةً لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره تارةً لانحصار جميع الجنس فيه وتارةً لانحصار المفيد أو الكامل فيه، ثمّ إنهم تارة يعيدون النفي إلى المسمّى وتارةً إلى الاسم وإن كان ثابتًا في اللغة إذا كان المقصود الحقيقيّ بالاسم منتفيا عنه ثابتًا لغيرهكقوله تعالى:{قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والاٍنجيل وما أنزل إليكم مّن رّبكم}، فنفى عنهم مسمّى الشيء مع أنّه في الأصل شامل لكلّ موجودٍ من حق وباطلٍ كما كان ما لا يفيد ولا منفعة فيه يؤول إلى الباطل الذي هو العدم فيصير بمنزلة المعدوم بل قد يكون أولى بالعدم من المعدم المستمر عدمه لأنه قد يكون فيه ضررٌ فمن قال الكذب فلم يقل شيئًا ولم يعمل ما ينفعه بل ما يضرّه لم يعمل شيئا، ولهذا لمّا سئل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الكفار فقال:"ليسوا بشيء". ويقول أهل الحديث عن بعض الرواة المجروحين والأحاديث الواهية:"ليس بشيءٍ "إذا لم يكن مما ينتفع به في الرواية لظهور كذبه عمدًا أو خطأ، ويقال أيضًا لمن خرج عن موجب الإنسانية في الأخلاق ونحوها: هذا ليس بآدميّ ولا إنسانٍ وما فيه إنسانية، ومنه قول النّسوة في يوسف عليه السلام:{ما هذا بشرًا إن هذا إلاّ ملكٌ كريمٌ}. وكذلك قول اللّه تعالى:{فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}. وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:"ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي تردّه اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان إنّما المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ولا يفطن له فيتصدّق عليه ولا يسأل الناس إلحافًا"وكذلك قال:"ما تعدّون المفلس فيكم؟ "قالوا: الذي لا درهم له ولا دينار قال:"ليس ذلك بالمفلس، ولكنّ المفلس من يأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال ويجيء وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذمالهذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا لم يتبقّ له حسنةٌ أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثمّ ألقي في النار" وقال:"ما تعدّون الرقوب فيكم؟ " قالوا: الرقوب من لا يولد له. قال:"الرقوب من لم يقدّم من ولده شيئا". وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -:"ليس الشديد بالصّرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " وقوله - صلى الله عليه وسلم -:"ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس". وأمثال ذلك، فهذا كلّه نفيٌ لحقيقة الاسم من جهة المضيّ الذي يجب اعتباره، فإنّ اسم الرقوب والمفلس والغني والشديد ونحو ذلك إنّما يتعارفه الناس فيمن عدم ماله وولده أو حصل لهمالأو قوّةٌ في بدنه، والنفوس تجزع من الأوّلين وترغب في الآخرين، فيعتقد أنّه هو المستحقّ لهذا الاسم دون غير فبين - صلى الله عليه وسلم - أنّ حقيقة ذلك المعنى ثابتةٌ لغير هذا المتوهم على وجهٍ ينبغي بعلو الاعتقاد والقصد بذلك الغير فإن من عدمالمالوالولد يوم القيامة حيث يضر عدمه أحقّ باسم المفلس والرقوب ممن يعدمهما حيث قد لا يتضرر بذلك تضررًا معتبرًا ولذلك وجود غنى النفس وقوتها أحقّ بالمدح والطلب من قوّة البدن وغنى المال وهكذا قوله - صلى الله عليه وسلم -:" إنّما الرّبا في النسيئة" أو لا "ربا إلا في النسيئة". فإنّ الرّبا العام الشامل للجنسين، والجنس الواحد المتفقة صفاته إنّما يكون في النسيئة وأمّا رباالفضلفلا يكون إلا في الجنس الواحد ولا يفعله أحدٌ إلا إذا اختلفت الصفات، كالمضروب بالتّبر، والجيد بالرديء، فأمّا مع استواء الصفات فلا يبيع أحد درهمًا بدرهمين، وأيضًا فربا الفضل إنّما حرّم لأنه ذريعةٌ إلى ربا النسيئة كما في "المسند" عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"لا تبيعوا الدرهم بالدرهمين، إنّي أخاف عليكم الرّبا". فالربا المقصود بالقصد الأول هو ربا النسيئة، فإذا بيع مائة بمائةٍ وعشرين مع اتفاق الصفات ظهرت أن الزيادة قابلت الأجل الذي لا منفعة فيه وإنّما دخل فيه للحاجة، ولهذا لا يضمن الآجال باليد فلو بقيت العين في يده، أو المال في ذمته مدةً لم يضمن الأجل بخلاف زيادة الصفة، فإنها مضمونةٌ في الإتلاف والغصب وفي المبيع إذا قابلت غير الجنس، فلهذا قيل: إنّما الرّبا في النّسيئة ولا ربا إلا في النسيئة، فإنّ المستحقّ لاسم الرّبا في الحقيقة هو ربا النسيئة ولذلك نفى الأسماء الشرعية لانتفاء بعض واجباتها لقوله:{إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم..}إلى قوله:{أولئك هم المؤمنون حقًّا}، وهؤلاء هم المستحقون لهذا الاسم على الحقيقة الواجبة دون من أخلّ بشيءٍ من واجبات الإيمان والإسلام عمن انتفى عنه بعض واجباتهما لقوله:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "الحديث. وقوله:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" وقوله:"المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمجاهد من جاهد نفسه في ذات اللّه ". ومثل هذا كثير، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -:"إنّما الشهر تسع وعشرون "فإنّ هذا هو عدد الشّهر اللازم الدائم، واليوم الزائد على ذلك أمر جائز يكون في بعض الشهور ولا يكون في بعضها، بخلاف التسعة والعشرين، فإنّه يجب عددها واعتبارها بكلّ حال، وهذا كما يقال: الإسلام شهادة أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمدًا رسول اللّه. فهذا هو الذي لا بدّ منه، وما زاد على ذلك فقد يجب على الإنسان، وقد يموت قبل التمكن، فلا يكون الإسلام في حقّه إلا ما تكلّم به، وحاصل الأمر أن الكلام الخبريّ هو إمّا إثباث أو نفيٌ فكما أنهم في الإثبات يثبتون - للشيء اسم الشيء إذا حصل فيه مقصود الاسم وإن انتفتصورةالمسمّى، فكذلك في النّفي، فإنّ أدوات النّفي تدل على انتفاء الاسم بانتفاء مسمّاه فذلك، تارةً لأنه لم يوجد أصلاً، وتارةً لأنه لم توجد الحقيقة المقصودة بالمسمّى، وتارةً لأنه لم تكن تلك الحقيقة، وتارةً لأن ذلك المسمّى مما لا ينبغي أن يكون مقصودًا بل المقصود غيره، وتارةً لأسبابٍ أخر -كيف تظهر دلالة أدوات النفي: وهذا كلّه إنّما يظهر من سياق الكلام وما اقترن به من القرائن اللفظية التي لا تخرجه عن كونه حقيقةً عند الجمهور ولكون المركب قد صار موضوعًا لذلك المعنى، أو من القرائن الحالية التي تجعله مجازًا عند الجمهور، وأمّا إذا أطلق الكلام مجرّدًا عن القرينتين فمعناه السلب المطلق وهو أكثر الكلام وهذا الجواب ملّخصٌ من كلام شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية - رحمه اللّه. -أقسام الحصر: وأما قوله تعالى:{إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، وقوله:{إنّما أًنت منذرٌ}. ونحو ذلك، فالجواب عنه أن يقال: -الحصرتارةًيكون عامًا كقوله:{إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}، ونحو ذلك. - وتارةًيكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام. -التوضيح : فقوله:{إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية. وكذلك قوله:{إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. فإنّ المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك. وقوله تعالى:{إنّما أنت منذر}، أي لست ربًّا لهم ولا مجازيًا ولامحاسبا ، وليس عليك أن تجبرهم على الإيمان، ولا أن تتكلف لهم طلب الآيات التي يقترحونها عليك{إنّما أنت منذر}، فليس عليك إلا الإنذار، كما قال:{فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب}،وقال:{فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ (21) لست عليهم بمصيطرٍ (22)}. ومن ها هنا يظهر الجواب عن قوله:"إنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه اللّه إليّ "فإنّه قال:"ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة"فالكلام إنما سيق لبيان آيات الأنبياء العظام الذي آمن لهم بسببها الخلق الكثير، ومعلومٌ أن أعظم آيات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - التي آمن عليها أكثر أمّته هي الوحي وهو الذي كان يدعو به الخلق كلّهم، ومن أسلم في حياته خوفًا فأكثرهم دخل الإيمان في قلبه بعد ذلك بسبب سماع الوحي لمسلمي الفتح وغيرهم، فالنفي توجه إلى أنه لم تكن آياته التي أوجبت إسلام الخلق الكثير من جنس ما كان لمن قبله مثل ناقة صالح وعصا موسى ويده وإبراء المسيح الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ونحو ذلك، فإنّ هذه أعظم آيات الأنبياء قبله وبها آمن البشر لهم. وأمّا آيته هو - صلى الله عليه وسلم - التي آمن البشر عليها في حياته وبعد وفاته فهي الوحي التي أوحي إليه وهي التي توجب إيمان البشر إلى يوم القيامة كما قال تعالى:{وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}. ولهذا قيل: إنّ آيات الأنبياء انقطعت بموتهم وآياته - صلى الله عليه وسلم - باقيةً إلى يوم القيامة، -بيان أن الحصر لم ينتف عن " إنما "في هذه الأنواع التي توهموها : ومما يبيّن أنّ الحصر لم ينتف عن "إنّما" في شيء من هذه الأنواع التي توهموها، أنّ الحصر قد جاء فيها وفي مثلها بإلاّ كما جاء بـ "إنّما" فإنه جاء "لا ربا إلا في النسيئة" كما جاء "إنما الربا في النسيئة" وجاء في القرآن:{وما محمّدٌ إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل}. كما جاء:{إنّما أنت منذرٌ}،وكذلك قوله:{ما المسيح ابن مريم إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل}. ومثل ذلك كثير. -وجه إفادتها الحصر على قول أنها موصولة فهذا وجه إفادتها الحصر في هذه الآية على القول المشهور وهو "إنما" في قوله:{إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}، هي الكافة. وأما على قول من جعلها موصولةً فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر. * دلالة الآية على نفي العلم من غير أهل الخشية، - من جهة حصر الأول في الثاني فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء. - حصر الثاني في الأول أما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - قال: وكذلك الحصر في هذه الآية أعني قوله:{إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه . مثال : قوله:{إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب}فيه الحصر من الطرفين، فإن اقتضى أن إنذاره مختصٌّ بمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فإن هذا هو المختصّ بقبول الإنذار، والانتفاع به فلذلك نفى الإنذار عن غيره، والقرآن مملوء بأنّ الإنذار إنما هو للعاقل له خاصةً، ويقتضي أنه لا يتبع الذكر ويخشى الرحمن بالغيب إلا من أنذره أي من قبل إنذاره وانتفع به فإنّ اتباع الذكر، وخشية الرحمن بالغيب مختصة بمن قبل الإنذار كما يختص قبول الإنذار والانتفاع بأهل الخشية واتباع الذكر. وكذلك قوله:{إنّما أنت منذر من يخشاها}. وقوله:{إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا}الآية. فإن انحصار الإنذار في أهل الخشية، كانحصار أهل الخشية في أهل الإنذار، والذين خرّوا سجدًا في أهل الإيمان ونحو ذلك فكذلك قوله:{إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}وقد فسّرها السلف بذلك أيضًا -في قوله تعالى:{إنّما يخشى الله من عباده العلماء} هليقتضي ثبوت الخشية لجنس العلماء، أو يقتضي ثبوت الخشية لكلّ واحدٍ من العلماء؟ هذا الثاني هو الصّحيح، وتقريره من جهتين: الجهة الأولى:أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء. والجهة الثانية:أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟ قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف، -مراده بالمقتضي – العلة المقتضية – هي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، -مراده بالشرط هو ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ. -المرادبالمانع: والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه. وقد تقدّم بيان دلالة الآية على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم وبذلك * تفسّير السلفللآية: -إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".ذكر عن ابن عباس -"العالم من خاف اللّه عن مجاهدٍ والشعبيّ ".: -"كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".ذكر عن ابن مسعودٍ -"العلماء باللّه الذين يخافونه ".ذكره ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ :- من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ..ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.عن الربيع بن أنسٍ في قوله تعالى:{يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".عن الربيع عن أبي العالية -"من خشي اللّه فهو عالمٌ ".رواه الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ -: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم. يجلسون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غير ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّه عزّ وجلّ ". وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ".روي عن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ :"-لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".عن ابن عمر - رضي الله عنهما – وعن أبي حازمٍ نحوه. منه قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ". وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ:"من أرباب ألعلم؟ قال: الذين يعملون بما يعلمون ". وقال رجلٌ للشعبي: أفتني أيها العالم فقال: "إنما العالم من يخاف اللّه ". وعن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: "علامة العلم: خشية اللّه عز وجل ". وسئل سعد بن إبراهيم -: من أفقه أهل المدينة؟ قال: "أتقاهم لربّه ". وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟ فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ". ويشهد لهذا قوله تعالى:{أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}. وقوله:{أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}. وقوله:{ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}. قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية:{إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ} فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ". وعن قتادة قال:"أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ". وقال مجاهدٌ: "من عمل ذنبًا من شيخ أو شابٍ فهو بجهالةٍ"، وقال أيضًا: "من عصى ربّه فهو جاهلٌ حتى ينزع عن معصيته "، وقال أيضًا: "من عمل سوءًا خطأً أو إثمًا فهو جاهلٌ حتى ينزع منه ". وقال أيضًا هو وعطاء: "الجهالة: العمد". رواهنّ ابن أبي حازمٍ وغيره، وقال: وروي عن قتادة، وعمرو بن مرة، والثوريّ نحو ذلك. وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ". وقال عكرمة: "الدنيا كلّها جهالةٌ". وعن الحسن البصريّ أنه سئل عنها فقال: "هم قومٌ لم يعلموا ما لهم مما عليهم، قيل له: أرأيت لو كانوا علموا؟ قال: فليخرجوا منها فإنها جهالةٌ". *وجوه بيان أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية : إحداها:أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:"إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -:"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعونإنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ". وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ. قال: ويروى عن أبي ذرٍّ موقوفًا وذكر أبو نعيمٍ وغيره بالإسناد عن ابن عباسٍ، أنه قال للنفر الذين كانوا يختصمون ويتمارون: "أو ما علمتم أنّ للّه عبادًا أصمتتهم خشية اللّه من غير بكمٍ ولا عيًّ، وإنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء، العلماء بأيام اللّه غير أنهم إذا تذكّروا عظمة اللّه طاشت لذلك عقولهم، وانكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم، حتّى إذا استفاقوا من ذلك، تسارعوا إلى اللّه عزّ وجلّ بالأعمال الزكيّة، يعدون أنفسهم مع المفرطين، وإنهم لأكياسٌ أقوياء مع الظالمين والخاطئين، وإنهم لأبرارٌ برءاء، إلا أنهم لا يستكثرون إلا الكثير، ولا يرضون له بالقليل، ولا يدلون عليه بالأعمال هم حيث ما لقيتموهم مهتمّون مشفقون وجلون خائفون ". وروى ابن أبي الدنيا أثرًا عن زناد بن أبي حبيبٍ أنه بلغه: "أن من حملة العرش من سال من عينه أمثال الأنهار من البكاء فإذا رفع رأسه قال: سبحانك ما تخشى حقّ خشيتك، قال تعالى ذكره: لكن الذين يحلفون باسمي كاذبين لا يعلمون ذلك ". وعن يزيد الرقاشيّ قال: "إن للّه تبارك وتعالى ملائكةً حول العرشت جري أعينهم مثل الأنهار إلى يوم القيامة، يميدون كأنّهم ينفضهم الريح من خشية اللّه، فيقول الربّ عزّ وجلّ: يا ملائكتي، ما الذي يخيفكم وأنتم عندي؟ فيقولون: يا ربّ، لو أنّ أهل الأرض اطّلعوا من عزّتك وعظمتك على ما اطّلعنا عليها، ما أساغوا طعامًا ولا شرابًا، ولا انبسطوا في فرشهم. ولخرجوا إلى الصّحاري يخورون كما تخور البقر". ومثل هذا كثيرٌ جدًّا، والمقصود أنّ العلم باللّه وأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره؛ وهو أصل العلم النافع، ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ". وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه " وفي هذا المعنى يقول الشاعر: فواعجبًا كيف يعصى الإله.......وكيف يجحده الجاحد وللّه في كلّ تحريكةٍ.......وتسكينةٍ أبدًا شاهد وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ.......تدل على أنه واحد الوجه الثاني:أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى:{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}. والشهوة وحدها، لاتستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام، ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة". وفي الأثر المشهور عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال:"الإيمان يزيد وينقصقيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال:إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ". وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"جدّدوا إيمانكم "قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟ قال:"قولوا: لا إله إلا اللّه ". ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن "فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه. الوجه الثالث:أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه، وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:"العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ". الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه، ولهذا كان القول الصحيح الذي عليه السلف وأئمة السنة أنه يصحّ التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ خلافًا لبعض المعتزلة، الخامس:أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل ، فاصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب، ولهذا يسمّى حال فعل السيئات الجاهلية، فإن صاحبها في حال جاهليةٍ، ولهذا كان الشيطان يزيّن السيئات ويأمر بها، ويذكر ما فيها من المحاسن التي يظنّ أنها منافع لا مضارّ كما أخبر اللّه عنه في قصة آدم أنه:{يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}. قال:{ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}. وقال تعالى:{ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}. وقال تعالى:{أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا}. وقال:{كذلك زيّنّا لكلّ أمّةٍ عملهم ثمّ إلى ربّهم مرجعهم فينبّئهم بما كانوا يعملون (108)}. وتزيين أعمالهم يكون بواسطة الملائكة والأنبياء والمؤمنين للخير. وتزيين شياطين الإنس والجن للشر، وقال تعالى:{وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم}. ومثل هذا كثيرٌ فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها، ونبين هذا بـ: الوجه السادس:وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" وما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها، كما لا يؤثر أكل الطعام المسموم للذّته إلا من هو جاهل بحاله أو غير عاقل، ورجاؤه التخلص من شرها بتوبةٍ أو عفو أو غير ذلك كرجاء آكل الطعام المسموم الطيب للخلاص من شرّ سمّه بعلاج أو غيره، وهو في غاية الحمق والجهل، فقد لا يتمكن من التخلص منه بالكلية، فيقتله سمّه، وقد لا يتخلص منه تخلصًا تامًّا فيطول مرضه، وكذلك المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ". وقد دلّ على ذلك القرآن في غير موضع، وإذا قدّر أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية، وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشمالأعمالالصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة" ويكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها. -الاختلاف في حال التائب هل يمكن عوده إلى ما كان عليه قبل المعصية؟ اختلف الناس في التائب، هل يمكن عوده إلى ما كان عليه قبل المعصية؟ على قولين معروفين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره، -اختلفوا في التوبة إذا استكملت شروطها، هل يجزم بقبولها؟ على قولين: 1-لا يجزم بذلك، قاله القاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين . 2-يقطع بقبولها، قاله أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم . -آثار الذنوب ومشاقها لا تتخلف بتوبة ولا عفو : وإن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ سواءكان: - بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة. - يعفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها: 1-ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى:{أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21). وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}. ولهذا قال بعض السلف:هبأن المسيء قد عفي عنه.أليس قد فاته ثواب المحسنين؟ ولولا أنّ اللّه تعالى رضّى أهل الجنة كلّهم بما حصل لهم من المنازل لتقطعت أصحاب اليمين حسرات مما فاتهم من منازل المقربين مع إمكان مشاركتهم لهم في أعمالهم التي نالوا بها منازلهم العالية، وقد جاء في الأحاديث والآثار أنهم يقولون: ألم نكن مع هؤلاء في الدنيا؟ فيقال: كنتم تفطرون، وكانوا يصومون، وكنتم تنامون، وكانوا يقومون، وكنتم تبخلون، وكانوا ينفقون، ونحو ذلك. وكذلك جاء:"أنّ الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فما تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، فيستبشرون بريحه فيقولون: واهًا لهذه الريح، هذا رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه ". هذا قد روي من حديث ابن مسعودٍ مرفوعًا، وروي من كلام كعبٍ. 2-ومنها: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه. وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً، وقد أخبر بذلك بعض المحتضرين في زمان السلف عند احتضاره وكان أغمي عليه حتى ظنّ أنه مات، ثم أفاق فأخبر بذلك. وجاء تصديق ذلك في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:"يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟ فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك. قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟ قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟ قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ". ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم "وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟ ولهذا في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له "ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى:{ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}. وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه " ثم في رواية ابن المنادي وغير: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء". وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال:"ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ". وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني. واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ". ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍ: "بالموقف واسوءتاه منك وإن عفوت ". المقصود هنا أن آلام الذنوب ومشاقّها وشداتها التي تزيد على لذاتها أضعافًا مضاعفةً، لا يتخلف عن صاحبها، لا مع توبة ولا عفوٍ، فكيف إذا لم يوجد واحدٌ منهما، ويتضح هذا بما نذكره في الوجه السابع. الوجه السابع:وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمربعكسباطنه، -آثار الذنوب وتبعتها: إن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى:{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}. وقال:{وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}. وقال:{ولنذيقنّهم مّن العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون}. -ثواب الطاعة : - الحياة الطيبة -معنى الحياة الطيبة وقال في أهل الطاعة:{من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً} .:"-لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه ". قاله الحسن وغيره من السلف -ومن فسّرها بالقناعة، فهو صحيح أيضًا، -ومن أنواع الحياة الطيبة الرضىبالمعيشة فإنّ الرّضى، كما قال عبد الواحد بن زيدٍ:"جنة الدنيا ومستراح العابدين ". - المتاع الحسن وقال تعالى:{وأن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يمتّعكم متاعًا حسنًا إلى أجلٍ مسمًّى ويؤت كلّ ذي فضلٍ فضله}. وقال:{فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين (148)}. كما قال عن إبراهيم عليه السلام:{وآتيناه في الدّنيا حسنةً وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين (122)}. ومثل هذا كثيرٌ في القرآن. -في الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين. وهو أمر ثابتٌ بالنصوص المستفيضة وهو مشهودٌ محسوسٌ يدركه بالذوق والوجد من حصل له ولا يمكن التعبير بالكلام عن حقيقته، كان بعض السلف يقول:"لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ". وقال آخر:"لو علموا ما نحن فيه لقتلونا ودخلوا فيه ". وقال أبو سليمان: "أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدّنيا". وقال: "إنه ليمرّ على القلب أوقاتٌ يضحك فيها ضحكًا". وقال ابن المبارك وغيره: "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها، قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة اللّه ". وقال آخر: "أوجدني اللّه قلبًا طيبًا حتى قلت: إن كان أهل الجنة في مثل هذا فإنّهم في عيشٍ طيب ". وقال مالك بن دينار: "ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر اللّه ". -آثار الذنوب المعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى. كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال:"جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة.قيل: وما التعس في اللذة؟ قال:لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها". وعن الحسن قال:"العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن ". وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال:"إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار". وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مالك بن دينارٍ، قال: "إن للّه عقوبات فتعاهدوهنّ من أنفسكم في القلوب والأبدان: ضنكٌ في المعيشة، ووهن فى العبادة، وسخطٌ في الرزق ". وعنه أنه قال: "ما ضرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظم من قسوة القلب ". ومثل هذا كثيرٌ جدًّا، وحاصل الأمر ما قاله قتادة وغيره من السلف: إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، ) وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره. - إن الله أمرعباده بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم فهل يجوز وقوع خلاف ذلك عقلاً. -كثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ. والرد على من أجازه أن الصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء ألبتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال:{كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}. وقال:{ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}. وقال تعالى:{واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحدٍ إلّا بإذن اللّه ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102) ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خيرٌ لو كانوا يعلمون (103)}. فأخبر أنهم علموا أنّ من اشتراه أي تعوض به في الدنيا فلا خلاق له في الآخرة ثم قال:{ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}، فيدلّ هذا على أنّهم لم يعلموا سوء ما شروا به أنفسهم. وقد اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا. -فقالت طائفة منهم: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم:{لو كانوا يعلمون}هم الناس الذين يتعلمون. رد ابن جرير عليهم : قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان - ثم أخبر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: (لو كانوا يعلمون)، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده، الردعلى ابن جرير وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته. 2-وقالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون. وقيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره، الرد على هذا القول وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم:{إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة. 3-وقالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم، وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال:{ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم}أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة. ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا. -معنى قوله::{ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، -معنى قول اللّه تعالى:{ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك -معنى قوله:{ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة. -المقصود هنا: أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته، -شواهد على ذلك يشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال:"هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال:"هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ". - كيف يكون العلم مستلزم للخشية من هذه الوجوه السابقة؟. 1- على الوجه الأول يستلزم الخشية العلم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف، كما تقدّم، 2-على الوجوه الأخر تكون الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره، -هل يتنافى العمل بأوامر الله ونواهيه والعلم بالله؟ لا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين. وقد ذكر الحافظ أبو أحمد بن عديٍّ:عن إسحاق بن بهلول قال: قال لي إسحاق بن الطباع: قال لي سفيان بن عيينة: "عالمٌ باللّه عالمٌ بالعلم، عالمٌ باللّه ليس بعالمٍ بالعلم عالمٌ بالعلم ليس بعالم باللّه "، قال: قلت لإسحاق: فهمنيه واشرحه لي، قال: عالمٌ باللّه عالمٌ بالعلم، حماد بن سلمة، عالمٌ باللّه ليس بعالم بالعلم مثل أبي الحجاج العابد، عالمٌ بالعلم ليس بعالم باللّه فلانٌ وفلانٌ وذكر بعض الفقهاء. وروى الثوريّ عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ". فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض. والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض. والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ. -بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي معه العلم، أما بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي معه العلم، فإنّ العلم له موجب ومقتضى. وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل، وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وبيّنا دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه، -أمثلة على ذلك - قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}. -قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:"إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " -وكما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى:{صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}. -ويقال أيضًا: إنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل كما قال تعالى:{ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}. فسلب العلم والعقل والسمع والبصر وإثبات الجهل والبكم والصمم والعمى في حقّ من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها من الكفّار والمنافقين أو من شركهم في بعض ذلك كلّه؛ من باب واحدٍ وهو سلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا، وهو بابٌ واسعٌ وأمثلته كثيرةٌ في الكتاب والسّنةّ. |
اقتباس:
بارك الله فيك ونفع بك. يلاحظ أن هناك إسهابا في تفصيلات المسائل. أقدر أن كلامه رحمه الله كله نافعا، لكن المطلوب ذكر خلاصة مختصرة لما ذكره رحمه الله في كل مسألة. أرجو أن يفيدك هذا النموذج خاصة في معيار الترتيب: تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لابن رجب الحنبلي رحمه الله. عناصر الرسالة: ● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء ● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء ● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية ● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية. ● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية ● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم ● بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى. ● فوائد • إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم • أصل العلم النافع العلم باللّه. • قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة. • صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة. • هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟ • هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟ • هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟ • أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم. • فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}. • خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ" . • خلاصة القول في إفادة "إنّما" للحصر. تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}. ● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا"ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ. ● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور. - واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟ فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية. وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين. - واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟ فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص. وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً. ● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية دلت الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد هو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه. ● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية. - فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ". - وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ". - وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً". - وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟ - وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ". - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا". وعن أبي حازمٍ نحوه. - وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟ فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ". ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}. وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}. وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}. - قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ} فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ". - وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ". ● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية. وبيان ذلك من وجوه: الوجه الأول: أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية. ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ". ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ". وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ. الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور. وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}. والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام، ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة". الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه. وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ". الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح. فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه. الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح. فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب. ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}. قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}. وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}. فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها. الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك. ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً". - ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها. - المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ". - إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية. - وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة". - يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها. - إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة. - إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها: 1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21). وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}. 2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً. كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟ فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك. قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟ قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟ قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ". ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟ الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ. وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}، وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون} وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}. ● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}. ● بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى. العلم النافع علمان: 1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف. 2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره. ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين. وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ". فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض. والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض. والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ. ● فوائد • إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم. قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين: الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء. والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟ قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف). ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ. والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه. • أصل العلم النافع العلم باللّه. وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره. ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ". وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ". • قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة. ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة". وما جاء في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ". وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟ قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ". فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه. • صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة. فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر. • هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟ اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره. • هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟ اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك. وأكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها. • هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟ ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ". ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}. وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه " ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء". وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ". وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ". ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍبالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ". • أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم. إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره. وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟ وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ. والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}. وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}. • فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}. اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا. 1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون. قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان. 2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده. وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته. 3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون. 4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره. وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة. 5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم. وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة. ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا. ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة. والمقصود هنا: أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته. ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ". • خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ" القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة. القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول بعض الكوفيين، وابن درستويه. القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان. وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات. و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ. - نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ". وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها. القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى. وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}. • خلاصة القول في إفادة "إنّما" للحصر. اختلف النحاة في ذلك على أقوال: القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور. القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر. حجتهم في ذلك: 1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا. 2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا. وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده. مناقشة أقوالهم: - الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}، وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه. - وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه: أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا. وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر: فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل. والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل. الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة. القول الثالث: من جعل "ما" موصولةً. فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر. التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 26/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 16/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 90/100 وفقك الله |
اقتباس:
أحسنت أستاذة مضاوي، جعلك الله مباركة أينما كنت، وشكر الله لك هذا الجهد المبذول لا حُرمت أجره. التقييم: أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 20 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 20 رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10 = 100 % وفقك الله |
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
وجزاكم الله خيرا على بذلتموه معنا وجعلكم الله ذخرا للإسلام والمسلمين |
حل واجب القسم الثاني من التفسير (تكملة سورة الحشر وسورة الممتحنة والصف )
أجب على الأسئلة التالية: السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- أ: شتّى. متفرقة غير متآلفة .مختلفة ظواهرهم وبواطنهم وآراءهم وأقوالهم. ب: يثقفوكم. يجدوكم أو يلاقونكم ج: زاغوا. مالوا وانحرفوا عن الحق. السؤال الثاني: اذكر مع الترجيح الأقوال الواردة في تفسير قوله تعالى:- أ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)) الممتحنة. (يئسوا من الآخرة كما ئس الكفار من أصحاب القبول ) قولان: أي كما يئس الكفار لما عاينوا العذاب يوم القيامة يئسوا من الثواب. وقيل : كما يئس الكفار من رجوع موتاهم وبعثهم فهم يكفرون بالبعث. ب: سبب نزول سورة الصف. ذكر عبدالله بن سلام رضي الله عنه أنه كان في نفر من الصحابة رضي الله عنهم يتذاكون أيهم يأتيرسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله فلم يقم أحد منهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم رجلا فجمعهم وقرأ عليهم هذه السورة يعنى سورة الصف كلها. وقال ابن عباس : إنه كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : لوددنا أن الله عزوجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به ، فاخبر الله نبيه أن أحب الاعمال إيمان به لا شك فيه وجهاد أهل معصيته ، فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشق عليهم أمره فقال الله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون مالا تفعلون) اختاره ابن جرير وقال الضحاك : نزلت توبيخا لقوم كانوا يقولون قتلنا وضربنا وطعنا وفعلنا ولم يكونوا فعلوا ذلك. وقال ابن زيد: نزلت في قوم من المنافقين كانوا يعدون المسلمين النصر ولا يفون لهم بذلك. السؤال الثالث: أ: اذكر سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه. قبل عليه الصلاة والسلام عذر حاطب لأنه صدقه فيما اعتذر به وقال :لأنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) ب: اذكر علّة تحريم موالاة أهل الكفر. علة تحريم مولاة أهل الكفر لأنه كفروا بالحق وبدين الله ولانهم يعادون رسوله صلى الله عليه وسلم ودينه ويعادون المؤمنين أشد العداء ، ولو سنحت لهم فرصة لكالوا لهم العذاب . ج: فيمن نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ...(10)) الممتحنة. نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط. د: بيّن كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)) الصف. تكون نصرته في جميع أحوالهم بأقوالهم وأفعالهم وأنفسهم وأموالهم ، والاستجابة لله ولرسوله ، وجهاد المعاندين ودعوة الضالين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام . ورد الشبهات بالحجج القاطعة. السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:- أ: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) الحشر ... في الآية التي تسبقها ختمها بدعوة للتفكر ثم بعدها أخبر الله تعالى عن نفسه بما يقرب من سبعة عشر أسم وكانه دعوة لنتفكر بهذه الأسماء ونعقلها فمن تدبرها وعقلها وصدق بها وامتلأ قلبه بمعانيها خشع قلبه وانكسر لربه . فذكر إنه هو الله الواحد الاحد الذي لا إله إلا هو وكل إله سواه باطل لا يستحق الألوهيه إلا هو الذي وسع علمه كل شي المشاهدات والغائبات فلا يخفى عليه شيء ووصف نفسه بعموم رحمته التي وسعت كل شيء ثم ذكر عموم أولوهيته وملكه الشامل لجميع خلقه المنزه والمطهر من كل نقص سبحانه المؤمن المصدق لانبيائه ورسله الذي أمن خلقه من أن يظلمهم ، السالم من كل نقص في اسمائه وصفاته وافعاله المهيمن الشاهد على خلقه باعمالهم العزيز الذي له العزة الذي قهر كل شيء الذي لا يغالب ولا يمانع الجبار الذي جبر خلقه على مايشاء والذي يجبر الكسير من خلقه ويغني الفقير المتكبر الذي له الكبرياء والعظمة سبحانه سبحانه وتعالى وتقدس عما اشركوا معه وهو الخالق الذي قدر الخلق ثم برأهم وابرز ما قدره وقرره للوجود وصورهم على الصورة التي يريد فهو يقول كن فيكون على الصفة التي يريد الذي له الاسماء التي لا تحصى وكلها قد بلغت الكمال من حسنها لا نقص فيها بوجه من الوجوه الذي من عظمته وكماله أنه يسبحه وينزهه كل من في السموات والأرض ويحمدونه ويسألونه فهو الغنى وكل خلقه فقراء إليه، فهو العزيز الذي عزّ وقهر جميع خلقه فلا يغلب فقد خضع وذل له كل شيء ، الحكيم في تدبيره فما يكون أمر إلا لحكمة فهو يضع الامور في مواضعها سبحانه وتعالى وتقدس. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت ب: (وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)) الممتحنة. السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست. أ: ضرورة محاسبة العبد لنفسه وتفقده لها. ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا إن الله خبير بما تعملون) ب: النهي عن الاستغفار للمشركين ولو كانوا من أهل القرابة، وبيّن علّة النهي. ( إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّٓ لك ) لأن إبراهيم وعده بالاستغار له قبل أن يتبين له استمراره على الكفر فلما تبين له عدواته تبرأ منه قال تعالى :( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لاوه حليم) السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:- أ: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر. فوائد: - اتخاذ الشيطان عدو فهو يزين الباطل للإنسان حتى يقع فيه ثم يتبرأ منه. - الإلتجاء إلى الله والاعتصام به من كيد الشيطان بكثرة الاستعاذة منه والمداومة على ذكر الله. - الحذر من خطوات الشيطان واتباعها فإن مآلها للكفر والعياذ بالله . - كثرة الاستعاذة من النار . ب: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)) الحشر. - - استشعار عظم هذاالقرآن وتعظيمة والتخشع عند تلاوته . - أما آن لقلوبنا أن تلين وتخشع فالجبل القاسي لو انزل عليه القرآن لتصدع ، فما أقسى قلوبنا. - من المعين بإذن الله على أن تلين القلوب وتخشع تدبر وتعقل الأمثال التي ضربها في القرآن. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت عذرا نسيت فقرة ب من السؤال الرابع لقد حللت الواجب قبل الاطلاع على تصح المجلس في المنتدى . |
حل واجب ( سورة الجمعة والمنافقون والتغابن)
أجب على الأسئلة التالية: السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- أ: يزكيهم. يطهرهم ب: الفاسقين. الخارجين عن طاعة الله ج: يؤفكون. يصرفون السؤال الثاني: استخلص المسائل ولخّص أقوال المفسّرين في تفسير قوله تعالى: أ: (هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبينٍ (2)) الجمعة. ج: المسائل: ~ معنى الأمي. الأمي في الأصل الذي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب. ~المراد بالأميين في المسألة قولين: •العرب لأنهم ليسوا أهل كتاب.ذكره ابن كثير والأشقر •الذين لا كتاب عندهم، ولا أثر رسالة من العرب وغيرهم ، ممن ليسوا من أهل الكتاب.ذكره السعدي ~سبب تسمية العرب بالأميين لأن غالب العرب لا يقرؤون ولا يكتبون وليس لهم كتاب . ~ عموم رسالته عليه الصلاة والسلام عموم رسالته للخلق أجمعين فلا يعني تخصيص الأميين بالذكر نفي غيرهم من البشر ، بل دعوته للناس كافة .(قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) ~ السبب بأنه خص الأميين بالذكر لأن منته عليهم أعظم من منته على غيرهم لأنهم كانوا في ضلال مبين فهداهم واجتباهم على سائر الأمم بأن اصطفاهم لهذه الرسالة الخاتمة. ~ هذه الآية مصداق إجابة دعوة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام •ماهي دعوة الخليل عليه الصلاة والسلام دعا صلى الله عليه وسلم لأهل مكة عندما رفع قواعد البيت أن يبعث فيهم رسولا منهم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) •حال العرب قبل البعثة كان العرب قبل البعثة في ضلال مبين يعبدون الأصنام والاشجار وفي غاية الجهل والضلال بعد أن كانوا على ملة إبراهيم عليه السلام فبدلوا وحرفوا واصبحوا في جاهلية وبدلوا التوحيد بالشرك إلى أن بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه . •منّته سبحانة على الأميين •بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم بشرع عظيم كامل وشامل لجميع الخلق فيه كل ما يحتاجونه في دينهم ودنياهم فدعاهم لكل ما يقربهم الى الجنة ونهاهم عن كل ما يقربهم الى النار. ~ المراد بالرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم ~ دلالة لفظ( منهم) أي : من بينهم يعرفون نسبه وأوصافه وأخلاقه وصدقه وأمانته. ~ معنى الآيات أي الدلائل القاطعة الموجبة للإيمان واليقين. ~ المراد بالآيات القرآن. ~ القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه . يتلوا عليهم القرآن مع كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب ، ولا تعلم ذلك من أحد. ~ معنى يزكيهم قيل: يطهرهم من دنس الكفر والذنوب وسيء الأخلاق بأن يفصل لهم الاخلاق الفاضلة ويحقهم عليها ويزجرهم عن الرذيلة. وقيل: يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان. ~ معنى الكتاب والحكمة قيل: الكتاب :القرآن ، والحكمة : السنة.السعدي والاشقر وقيل : الكتاب : الخط بالقلم ، والحكمة :الفقه بالدين . قاله مالك بن أنس ، ذكره الأشقر. ~ معنى ضلال أي في شرك وذهاب عن الحق . ~ حالهم بعد البعثة اصبحوا بعد هذا التعليم والتزكية من أعلم الخلق بدين الله وأخشاهم لله وأورعهم وكانوا أئمة يقتدى بهم فقد كانوا أحسنهم أخلاقا وهديا وسمتا اهتدوا وهدوا غيرهم ونشروا دينهم . السؤال الثالث: 2: ما المراد بالسعي للصلاة في يوم الجمعة؟ ليس المقصود بالسعي المشي وإنما هو المبادرة و الاهتمام والاستعداد 3: اذكر مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)) الجمعة. ما اختص الله به النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وفضل به أمته. 4: بيّن ما يفيده مجيء قوله تعالى: {واللّه يعلم إنّك لرسوله} في الآية الأولى من سورة المافقون. لانهم اذا حضروا عند رسول الله عليه الصلاة والسلام اخبروه باسلامهم وانهم يشهدون له بالرسالة وهم يبطنون خلاف ذلك فهم ليس كما يقولون ولهذا اعترض بهذه الجملة {واللّه يعلم إنّك لرسوله}مخبرة أنه رسول الله فلا حاجة لشهادتهم في تأييد رسوله. 5: ما المراد بيوم التغابن؟ ولم سمّي بذلك؟ المراد به : يوم القيامة قال ابن عباس : اسم من أسماء يوم القيامة وذلك لانأهل الجنة يغبنون أهل النار. سمي بذلك لانه يظهر فيه التغابن والتفاوت بين الخلائق يوم يغبن المؤمنون الكفار قال مقاتل: لا غبن أعظم من إن يدخل هؤلاء الجنة ويذهب بأولئك إلى النار. السؤال الرابع: استدل لما يلي وبيّن وجه الاستدلال:- أ: عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. ( وآخرين لم يلحقوا بهم ) ب: وجوب العمل بالعلم. ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا ..) ج: بطلان ادعاء اليهود أنهم أولياء لله من دون الناس. آية مباهلتهم :( يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين* ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين) السؤال الخامس: :- أ: اكتب رسالة في حوالي عشرة أسطر تبيّن فيها خطر النفاق على الأمة مستفيدا من دراستك لتفسير سورة المنافقون. المنافقون لا يخلوا منهم عصر من العصور فهم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهم متواجدون وبكثرة وأوصافهم وأحوالهم لم تتغير ولن تتبدل منذ ذلك الزمان لذلك الله وصفهم لرسوله ولامته ليحذرهم العبد وليحذر على نفسه من النفاق ، فهم معول هدم في الأمة وسوس ينخر بها عليهم جلود الضأن وقلوب الذئاب يدعون الأصلاح ونفع الأمة على مرّ السنون والاعوام وهم يهدمون بنيانها ويخلخلون أركانها بآراجيفهم وإدعائتهم ( هم العدو فاحذرهم) وبين لنا صفاتهم في كتابه العزيز بآيات متفرقات وخصص سورة باسمهم وسورة فضحتهم بأن ذكر أفعالهم وأوصافهم وخلجات قلوبهم. فعلى الأمة الحذر منهم. السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:- أ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)} التغابن. الفوائد : 1- إيمان العبد بأن كل ما يقع هو بقضاء الله وقدره وأنه قد جرى به القلم لا يبدل . 2- من آمن بأن ما يجري عليه من أقدار قد كتبت وجفت الصحف فلا يسعه إلا التعبد بالرضى في ذلك المقام . 3- اليقين ( بإن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك) 4- الطمأنينة والإنشراح لأن كل الأقدار من الله البر الرحيم والحكيم العليم ، فما من قضاء إلا بحكمة وبعلم منه سبحانه تقارنها رحمة وألطاف من اللطيف الرحيم. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت |
مجلس مذاكرة تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.
أجب على الأسئلة التالية: السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- أ: وُجْدِكم. طاقتكم وسعتكم ب: قانتات. مطيعات لله قائمات بأوامر الله ج: سائحات. صائمات.قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد لحديث( سياحة أمتي الصيام )، مهاجرات . قاله: زيد بن أسلم لقوله( سائحون) اي : مهاجرون . ذكره الن كثير السؤال الثاني: استخلص المسائل ولخّص أقوال المفسّرين في تفسير قوله تعالى:- أ: {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهنّ وأحصوا العدّة واتّقوا اللّه ربّكم لا تخرجوهنّ من بيوتهنّ ولا يخرجن إلّا أن يأتين بفاحشةٍ مبيّنةٍ وتلك حدود اللّه ومن يتعدّ حدود اللّه فقد ظلم نفسه لا تدري لعلّ اللّه يحدث بعد ذلك أمرًا (1) } الطلاق. التلخيص: ~سبب نزول الآية: عن أنَس قال: " طلّق رسول الله حفصة فأتت أهلها فأنزل الله تعالى: { يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ } فقيل له: راجعها، فإنها صوّامة قوامة، وهي من أزواجك ونسائك في الجنة " ~المخاطب في الآية الخطاب أولاً للنبي صلى الله عليه وسلم تشريفا وتكريما ثم لأمته تبعاً له. ~معنى ( إذا طلقتم النساء) أي: إذا أردتم تطليقهن . ~المقصود بقوله فطلقوهن. فاتبعوا في طلاقهن الأمر المشروع ولا تبادروا بالطلاق من حين وجود سببه دون الرجوع للشرع أولاً بكيفية إيقاع الطلاق. ~ معنى لعدتهن. مستقبلات لعدتهن أو في قبل عدتهن. والعدة : الطهر .قاله عكرمة ذكره ابن كثير ~المراد من قوله لعدتهن. أي الطهر من غير جماع.وروى البخاري " أن عبد الله بن عمر طلق امرأة له وهي حائض، فذكر عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتغيظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهراً قبل أن يمسها، فتلك العدة التي أمر بها الله عزَّ وجلَّ " ~الحكمة من طلاقها لعدتها. /تكون العدة فيه واضحة بينة . / لو طلقها وهي حائض فإنها لاتحتسب تلك الحيضة ، فتطول عليهاالعدة. / وإذا طلقها في طهر جامعها فيه فقد تكون حامل فلا يتبين بأي عدة تعتد. ~أحكام الطلاق -طلاق سنة: وهو أن يطلقها : /في طهر لم يجامعها فيه. /أو تكون حامل قد استبان حملها. -طلاق بدعة : /أن يطلقها وهي حائض، /أو في طهر جامعها فيه. -طلاق لاسنة ولا بدعة: وهو طلاق الصغيرة والآيسة وغير المدخول بها. ~المخاطب في قوله ( واحصوا العدة) الخطاب يتوجه للزوج ، وللمرأة إن كانت مكلفة وإلا فلوليها. ~ معنى إحصاء العدة. ضبطها وحفظها ومعرفة بدايتها وانتهاؤها . ~ مدة العدة ثلاث قروء لمن تحيض . وبالأشهر لمن لم تكن تحيض وليست حامل. الحامل بوضع حملها. ~ فائدة إحصاء العدة. في إحصائها /آداء لحق الله الذي أمر به. / وآداء لحق الزوج المطلِق فما زالت في عصمته حتى تنتهي العدة. / آداء حق من سيتزوجها بعد ، فلا يجوز زواجها إلا بعد انتهاء العدة والتيقن من ذلك . / وحقها في النفقة مدة العدة. / ولئلا تطول مدة العدة على المرأة فتمتنع من الأزواج. فبضبط العدة وحفظها تضبط هذه الحقوق وتؤدى كما ينبغي. ~ متعلق التقوى في قوله:( واتقوا الله ربكم) تقواه في جميع ما أمركم به ، وتقواه في حق الزوجات المطلقات وعدم مضارتهن. ~ متى ينهى عن إخراج المرأة من البيت؟. مدة العدة. ~ المراد ببيوتهن. أي البيوت اللاتي كنّ فيها عند الطلاق وهي غالبا بيوت الازواج. ~ سبب اضافة البيوت للنساء في قوله( من بيوتهن) ليبين للازواج كمال استحقاقهن للسكنى فترة العدة. ~ سبب النهي عن إخراجهن. لأن المسكن يجب على الزوج للزوجه لتكمل عدتها فيه لان العدة حق من حقوق الزوج. وكذلك الإسكان فيه جبر لخاطرها، ورفق بها. ~ سبب النهي عن خروجها لأن في خروجها اضاعة لحق الزوج وعدم صونه. ~ مدة النهي عن الإخراج والخروج مدة العدة. ~ المخصوصة بالسكنى هي الرجعية أما البائنة فلا سكنى لها ولا نفقة. وكذلك المتوفى عنها زوجها لحديث أم قيس . قال بعض السلف واعتمدوا أيضاً على حديث (فاطمة بنت قيس) " حين طلقها زوجها (أبو عمرو بن حفص) آخر ثلاث تطليقات، وكان غائباً عنها باليمن، فأرسل إليها بذلك، فأرسل إليها وكيله بشعير يعني نفقة فتسخطته، فقال: والله ليس لك علينا نفقة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ليس لكِ عليه نفقة " " ، ولمسلم: " ولا سكنى " ، وأمرها أن تعتد في بيت أُم شريك، ثم قال: " تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك " ذكره ابن كثير ~المستثنى من النهي عن إخراجها يستثنى من النهي أتيانها بفاحشة مبينة. ~المقصود بالفاحشة المبينة. تشمل : /الزنا. /نشوز الزوجة /تأذي أهل بيته منها بلسانها أو فعلها. ~ مرجع اسم الإشارة (تلك) يرجع إلى الأحكام التي شرعها وبينها وحدها لهم. ~ المقصود بالحدود شرائعه ومحارمه. ~ كيفية تعدي حدوده أي لم يقف معها بأن يتجاوزها ويخرج عنها إلى غيرها ولا يأتمر بها، أو يقصر عنها . ~ معنى ظلمه نفسه بخسها حقها وأضاعة نصيبه من الانقياد لحدود الله وأوردها موارد الهلاك. ~ مصلحة الاعتداد في بيت الزوج عدة مصالح وحكم: /لعل الزوج يندم على طلاقها ويخلق الله في قلبه رجعتها. / ولعل سبب الطلاق يزول مدة العدة فيراجعها. /مدة التربص لتأكد من براءة رحمها من زوجها. ~ المراد بالأمر الرجعة ،عن فاطمة بنت قيس في قوله تعالى: { لاَ تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً } قالت: هي الرجعة. ذكره ابن كثير السؤال الثالث: اذكر الأقوال الواردة مع الترجيح في: 1: عدة الحامل المتوفى عنها زوجها. عدة الحامل المتوفي عنها زوجها الأقوال في المسألة: 1- أبعد الأجلين وهو( أربعة أشهر عشرا ) لقوله تعالى:(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ..) الآية قال به علي وابن عباس رضي الله عنهم ذكره ابن كثير 2- عدتها أن تضع حملها لقوله تعالى:(وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) قال به أبو هريرة وابن مسعود وأبو سلمة عنأبي سلمة قال:" جاء رجُل إلى ابن عباس - وأبو هريرة جالس - فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة، فقال ابن عباس: آخر الأجلين، قلت: أنا { وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } ، قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي - يعني أبا سلمة - فأرسل ابن عباس غلامه كريباً إلى أُم سلمة يسألها، فقالت: قُتِل زوج (سبيعة الأسلمية) وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخطِبتْ فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو السنابل فيمن خطبها "ذكره ابن كثير الترجيح: القول الثاني لحديث سبيعية الاسلمية وروى البخاري ومسلم: " أن سبيعة كانت تحت (سعد بن خولة) وكان ممن شهدا بدراً، فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلّت من نفاسها تجملت للخطّاب، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك فقال لها: ما لي أراك متجملة؟ لعلك ترجين النكاح! إنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر، قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك، جمعت عليَّ ثيابي حين أمسيت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزويج إن بدا لي " وحديث ابن مسعود عن مسروق قال: بلغ ابن مسعود أن علياً رضي الله عنه يقول آخر الأجلين، فقال: من شاء لاعنته إن التي في النساء القصرى نزلت بعد البقرة { وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } . 2: المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}. االاقوال في ذلك 1- الحامل البائنة لأن الرجعية النفقة عليها واجبة سواء كانت بائن أو رجعية. ذكره ابن كثير 2- قيل : الآيات كلها في الرجعيات وإنما نص على الحامل لأنه قد تطول مدة حملها فيظن أنه فقط ينفق عليها مدة عدتها .فاحتيج لبيان ذلك والنص عليه .ذكره ابن كثير 3- للحامل البائنة والرجعية فإن كانت حامل فالنفقة لحملها وإن كانت رجعية فلها ولحملها .قاله ابن سعدي الترجيح: القول الثالث لأنه جمع بين القولين الأولين . 3: سبب نزول سورة التحريم. اختلف في سبب نزول صدرها / قيل:فقيل: نزلت في شأن (مارية) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمها فنزل قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ } الآية قيل بسبب أن عائشة وحفصة لم تزلا به حتى حرمها على نفسه ، وقيل أنه أصابها في بيت أحد نسائه ، فعاتبته على ذلك فحرمها على نفسه.وأمرها الا تخبر أحد فأخبرت عائشة به.ذكره ابن كثير والسعدي / وقيل: نزلت في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم .ذكره ابن كثير وقال :هذا قول غريب. / وقيل: في تحريمه العسل، عن عائشة قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلاً عند (زينب بنت جحش) ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: " لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً " ذكره ابن كثير والاشقر والسعدي الترجيح القول الأخير فقد قال البخاري والصحيح أن ذلك كان في تحريمه العسل. 4: تفسير قوله تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا.. (4)} التحريم. الأقوال -مالت وانحرفت عن الورع في التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترامه وان لا يشققن عليه.ذكره السعدي -مالت عن الحق وهو أنهما أحبتا ما كره الرسول صلى الله عليه وسلم وهو إفشاء الحديث.ذكره الأشقر. -مالت قلوبكما إلى التوبة .ذكره الأشقر الراجح والله أعلم القول الأول لأنه موافق لسبب النزول في أنهما تظاهرتا عليه . السؤال الرابع: استدل لما يلي وبيّن وجه الاستدلال:- أ: وجوب تعظيم جناب النبي صلى الله عليه وسلم واحترامه. قال تعالى:(إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ) وجه الدلالة: أن الله عاتب أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما وعرض عليهما التوبة لانهما مالت قلوبهما عن الورع والتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا عتاب لهن وهن من هن رضي الله عنهما وطلب منهن التوبة فهذا دليل على وجوب تعظيم جناب الرسول صلى الله عليه وسلم واحترامه ولو من أقرب الناس وهن أزواجه. ب: نساء النبي صلى الله عليه وسلم خير النساء وأكملهن. قوله تعالى:(عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) وجه الدلالة: أنه لما سمعن رضي الله عنهن ما أدبهن الله به سارعن لرضا الرسول صلى الله عليه وسلم فاصبحت هذا الوصوفات تنطبق عليهن فكن بذلك خير النساء وأكملهن. ج: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وجه الدلالة: أن الله أمر بوقاية النفس والأهل من النار وهذه الوقاية تكون بتعليمهم وتأديبهم وهذا يدل على أن مسؤولية الوقاية من النار على الوالدين. السؤال الخامس: :- أ: هل تجب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع الزوجة لولدهما؟ ج: نعم إذا هي طلبت ذلك ولكن بعد إرضاعه باللبأ وهي باكورة اللبن الذي لا قوام للطفل الا به. فلها أن تتعاقد مع الأب أو الولي على ما يتفقان عليه من الاجرة. ب: اذكر الحكمة من قوله تعالى في سورة الطلاق: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ}. الأتمار بالمعروف هو ان يحث كل منهما الآخر على مافيه مصلحة وخير وفي هذا الأتمار تعاون على الخير والمعروف وبتركه والغفلة عنه يحصل مافيه ضرر وشر لأنه في الغالب عند الطلاق يحصل تنازع مع بغض ففي الأتمار بالمعروف تعاون على الخير وابعادا للشر . ج: ما حكم من حرّم جاريته أو زوجته أو طعامًا أو شرابًا أو ملبسًا أو شيئًا من المباحات؟ عليه كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعمون أهليهم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاث أيام. مذهب الامام أحمد أما الشافعي فقال: لا تجب الكفارة إلا في تحريم الزوجة أو الجارية اذا حرم عينيهما إما إذا نوى الطلاق نفذ . د: ما المقصود بالتوبة النصوح؟ قيل فيها عدة أقوال متقاربة ملخصها: هي التوبة الخالصة الصادقة الشاملة لجميع الذنوب والتي يقلع فيها عن الذنب ويستغفر منه ويندم على معصيته ويعزم ألا يعود إليه .وإن كان الذنب حق لمسلم زاد على ذلك برد حقه إليه. ه: بيّن كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين. جهاد الكفار يكون ب: / إقامة الحجة عليهم. /ودعوتهم بالموعظة الحسنة /إبطال ماهم عليه من الضلال / وجهادهم بالسلاح والتغليظ عليهم وجهاد المنافقين بإقامة الحدود عليهم وكذلك موعظتهم بالحسنى . السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:- أ: ({ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} التحريم. الفوائد: ~ من فوائد ضرب الأمثال في القرآن الاعتبار بما قص الله علينا وضربه لنا مثلا. ~إن العبد المؤمن قد يبتلي بالزوجه أو القريب العاصي أو الفاسق فليعامله ويدعوه بالحسنى ~أن المؤمن لا تضره معصية قريبه إذا كان قام بواجب دعوته ونصحه. ~أن العاصي والكافر لا تنفعه هداية قريبه ولو كان أبيه أو زوجه. ~علو أمنيات الصالحين فامرأة فرعون لم تطلب الجنة فقط بل القرب من الرحمن. ~الدعاء من أقوى اسلحة العبد المؤمن . ~ من صفات سيدات الجنة العفة والنزاهه. ~ العلم ليس خاص بالرجال فالمرأة كالرجل في طلب العلم والتعلم والتعليم. ~ العلم النافع يورث العمل الجاد. ~ العلم الشرعي يورث الخشية ودوام الطاعة . سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت |
الساعة الآن 07:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir