معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=957)
-   -   صفحة الطالبة إسراء خليفة لدراسة التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23350)

إسراء خليفة 13 شوال 1435هـ/9-08-2014م 07:31 PM

صفحة الطالبة إسراء خليفة لدراسة التفسير
 
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

إسراء خليفة 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م 01:00 PM

أ - قراءات :
1- القراءات عند وصل البسملة بما بعدها ك

رسول اللّه "صلّى اللّه عليه وسلّم "كان يقطّع قرآنه حرفًا حرفًا {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم * الحمد للّه ربّ العالمين * الرّحمن الرّحيم * مالك يوم الدّين}،. ومنهم من وصلها بقوله: {الحمد للّه ربّ العالمين}وكسرت الميم لالتقاء السّاكنين وهم الجمهور.
و أورد الكسائيّ عن بعض العرب بفتح الميم وصلة الهمزة فيقولون: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم * الحمد للّه ربّ العالمين}فنقلوا حركة الهمزة إلى الميم بعد تسكينها كما قرئ قوله تعالى: {الم * اللّه لا إله إلا هو}و أنكر ذلك ابن عطية
2- الجهر بها ك
أجمع الأئمة على صحّة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسرّ .
في صحيح البخاريّ، عن أنس بن مالكٍ أنّه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كانت قراءته مدًّا»، ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، يمدّ {بسم اللّه}، ويمدّ {الرّحمن}، ويمدّ {الرّحيم}.
في الصّحيحين، عن أنس بن مالكٍ، قال
: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين». ولمسلمٍ: «لا يذكرون{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}في أوّل قراءةٍ ولا في آخرها».
و الراجح عدم الجهر بها ، ومن الجهر فصلاته صحيحة .
ب - تفسير:

- كونها من الفاتحة أم لا ؟ ك ش
فقيل: هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها.
وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها.
وقيل: إنها ليست بآية في الجميع، وإنما كُتبت للفصل.
وقد اتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل.
2- معنى لفظ الله ك س
عَلَمٌ لم يطلق على غيره تعالى، وأصله: الإله، المعبود بالحق.
3- اسم الله مشتق أم جامد ؟ ك
على خلاف و الأظهر أنه غير مشتق
وقد اختار فخر الدّين أنّه اسم علمٍ غير مشتقٍّ البتّة، قال: وهو قول الخليل وسيبويه وأكثر الأصوليّين والفقهاء، ثمّ أخذ يستدلّ على ذلك بوجوهٍ:
منها:أنّه لو كان مشتقًّا لاشترك في معناه كثيرون،
ومنها:أنّ بقيّة الأسماء تذكر صفات له، فتقول: اللّه الرّحمن الرّحيم الملك القدّوس، فدلّ أنّه ليس بمشتقٍّ، قال: فأمّا قوله تعالى: {العزيز الحميد اللّه} [إبراهيم: 1، 2] على قراءة الجرّ فجعل ذلك من باب عطف البيان،
ومنها:قوله تعالى: {هل تعلم له سميًّا} [مريم: 65]، وفي الاستدلال بهذه على كون هذا الاسم جامدًا غير مشتقٍّ نظرٌ، واللّه أعلم.
4- معنى الرحمن الرحيم ك س ش
اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم، والرحمن صفة لم تستعمل لغير الله عز وجل.
5- الرحمن مشتق أم لا ؟ ك ش
مشتق ،
قال اللّه تعالى: [أنا الرّحمن خلقت الرّحم وشققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته.
5- خصائص الرحمن ك
اسمه تعالى الرّحمن خاصٌّ به لم يسم به غيره، كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، وقال تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون}.ولمّا تجهرم مسيلمة الكذّاب وتسمّى برحمن اليمامة كساه اللّه جلباب الكذب وشهر به؛ فلا يقال إلّا مسيلمة الكذّاب

6- عطف الرحيم على الرحمن ك
الرّحمن لجميع الخلق ، الرّحيم بالمؤمنين
قالوا: ولهذا قال: {ثمّ استوى على العرش الرّحمن} [الفرقان: 59] وقال: {الرّحمن على العرش استوى} [طه: 5] فذكر الاستواء باسمه الرّحمن ليعمّ جميع خلقه برحمته، وقال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 43] فخصّهم باسمه الرّحيم، قالوا: فدلّ على أنّ الرّحمن أشدّ مبالغةً في الرّحمة لعمومها في الدّارين لجميع خلقه، والرّحيم خاصّةٌ بالمؤمنين، لكن جاء في الدّعاء المأثور: «رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما».
وقد زعم بعضهم أنّ الرّحيم أشدّ مبالغةً من الرّحمن؛ لأنّه أكّد به، والتّأكيد لا يكون إلّا أقوى من المؤكّد، والجواب أنّ هذا ليس من باب التّوكيد، وإنّما هو من باب النّعت [بعد النّعت] ولا يلزم فيه ما ذكروه، وعلى هذا فيكون تقدير اسم اللّه الّذي لم يسمّ به أحدٌ غيره، ووصفه أوّلًا بالرّحمن الّذي منع من التّسمية به لغيره، كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110]
وأمّا الرّحيم فإنّه تعالى وصف به غيره حيث قال: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ} [التّوبة: 128]، كما وصف غيره بذلك من أسمائه في قوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا} [الإنسان: 2].
من أسمائه تعالى ما يسمّى به غيره، ومنها ما لا يسمّى به غيره، كاسم اللّه والرّحمن والخالق والرّزّاق ونحو ذلك؛ فلهذا بدأ باسم اللّه، ووصفه بالرّحمن؛ لأنّه أخصّ وأعرف من الرّحيم؛ لأنّ التّسمية أوّلًا إنّما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخصّ.
فإن قيل:فإذا كان الرّحمن أشدّ مبالغةً؛ فهلّا اكتفي به عن الرّحيم؟
فقد روي عن عطاءٍ الخراسانيّ ما معناه: أنّه لمّا تسمّى غيره تعالى بالرّحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى. كذا رواه ابن جريرٍ عن عطاءٍ. ووجّهه بذلك، واللّه أعلم.
ج - مسائل عقدية وعلمية :
1- الإيمان بالأسماء والصفات س
منَ القواعدِ المتفقِ عليهَا بينَ سلفِ الأمةِ وأئِمتهَا، الإيمانَ بأسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، وأحكامِ الصفاتِ، فيؤمنونَ مثلاً بأنَّهُ رحمنٌ رحيمٌ، ذو الرحمةِ التي اتصفَ بهَا، المتعلقةِ بالمرحومِ، فالنعمُ كلُّها أثرٌ مِنْ آثارِ رحمتِهِ، وهكذا في سائرِ الأسماءِ، يُقالُ في العليمِ: إنَّهُ عليمٌ ذو علمٍ يعلمُ [بهِ] كلَّ شيءٍ، قديرٌ ذو قدرةٍ يقْدِرُ على كلِّ شيءٍ.
2- فضل البسملة ك
؛ ولهذا تستحبّ في أوّل كل عمل وقولٍ. فتستحبّ في أوّل الخطبة لما جاء: «كلّ أمرٍ لا يبدأ فيه بـ{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، فهو أجذم»،
[وتستحبّ البسملة عند دخول الخلاء ولما ورد من الحديث في ذلك]،
وتستحبّ في أوّل الوضوء لما جاء في مسند الإمام أحمد والسّنن، من رواية أبي هريرة، وسعيد بن زيدٍ، وأبي سعيدٍ مرفوعًا: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه»، وهو حديثٌ حسنٌ. ومن العلماء من أوجبها عند الذّكر هاهنا، ومنهم من قال بوجوبها مطلقًا،
وكذا تستحبّ عند الذّبيحة في مذهب الشّافعيّ وجماعةٍ، وأوجبها آخرون عند الذّكر، ومطلقًا في قول بعضهم، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللّه،
وقد ذكر الرّازيّ في تفسيره في فضل البسملة أحاديث منها: عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيت أهلك فسمّ اللّه؛ فإنّه إن ولد لك ولدٌ كتب لك بعدد أنفاسه وأنفاس ذرّيّته حسناتٌ»وهذا لا أصل له، ولا رأيته في شيءٍ من الكتب المعتمد عليها ولا غيرها.
وهكذا تستحبّ عند الأكل لما في صحيح مسلمٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة: «قل: باسم اللّه، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك». ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه،
وكذلك تستحبّ عند الجماع لما في الصّحيحين، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لو أنّ أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم اللّه، اللّهمّ جنّبنا الشّيطان، وجنّب الشّيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولدٌ لم يضرّه الشّيطان أبدًا».

3- انكار العرب ك
زعم بعضهم أنّ العرب لا تعرف الرّحمن، حتّى ردّ اللّه عليهم ذلك بقوله: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110]؛ ولهذا قال كفّار قريشٍ يوم الحديبية لمّا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعلي: «اكتب{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}»، فقالوا: لا نعرف الرّحمن ولا الرّحيم. رواه البخاريّ، وفي بعض الرّوايات: لا نعرف الرّحمن إلّا رحمن اليمامة. وقال تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا} [الفرقان: 60].
4- هل الاسم هو المسمى أم غيره ؟ ك
الأول :أنّ الاسم هو المسمّى
الثانى : الاسم نفس المسمّى وغير التّسمية،
الثالث : الاسم غير المسمّى ونفس التّسمية،
الرابع : أنّ الاسم غير المسمّى وغير التّسمية،

د - مسائل لغوية ك س
1- تقدير النحاة فى الباء ك
ومن هاهنا ينكشف لك أنّ القولين عند النّحاة في تقدير المتعلّق بالباء في قولك: باسم اللّه، هل هو اسمٌ أو فعلٌ متقاربان وكلٌّ قد ورد به القرآن؛
أمّا من قدّره باسمٍ، تقديره: باسم اللّه ابتدائي، فلقوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} [هود: 41]،
ومن قدّره بالفعل [أمرًا وخبرًا نحو: أبدأ ببسم اللّه أو ابتدأت ببسم اللّه]، فلقوله: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} [العلق: 1] ،
وكلاهما صحيحٌ، فإنّ الفعل لا بدّ له من مصدرٍ، فلك أن تقدّر الفعل ومصدره، وذلك بحسب الفعل الّذي سمّيت قبله، إن كان قيامًا أو قعودًا أو أكلًا أو شربًا أو قراءةً أو وضوءًا أو صلاةً، فالمشروع ذكر [اسم] اللّه في الشّروع في ذلك كلّه، تبرّكًا وتيمّنًا واستعانةً على الإتمام والتّقبّل، واللّه أعلم.
2- بناء الرحمن والرحيم
هما مشتقان من رحم
قال القرطبيّ: هما بمعنًى واحدٍ كندمان ونديمٍ قاله أبو عبيدٍ، وقيل: ليس بناء فعلان كفعيلٍ، فإنّ فعلان لا يقع إلّا على مبالغة الفعل نحو قولك: رجلٌ غضبان، وفعيلٌ قد يكون بمعنى الفاعل والمفعول، قال أبو عليٍّ الفارسيّ: الرّحمن: اسمٌ عامٌّ في جميع أنواع الرّحمة يختصّ به اللّه تعالى، والرّحيم إنّما هو من جهة المؤمنين، قال اللّه تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 43]
أ- قراءات :
1- قراءات " الحمد لله " ك
القرّاء السّبعة على ضمّ الدّال من قوله: {الحمد لله} وهو مبتدأٌ وخبرٌ.
وروي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجّاج أنّهما قالا
"الحمد لله" بالنّصب وهو على إضمار فعلٍ،
وقرأ ابن أبي عبلة: "الحمد لله
" بضمّ الدّال واللّام إتباعًا للثّاني الأوّل وله شواهد لكنّه شاذٌّ،
وعن الحسن وزيد بن عليٍّ: "الحمد لله" بكسر الدّالّ إتباعًا للأوّل الثّاني
.
ب- التفسير :
1- معنى الحمد لله س ش ك
الثناءُ علَى اللهِ بصفاتِ الكمالِ، وبأفعالِهِ الدائرةِ بينَ الفضلِ والعدلِ، فلَهُ الحمدُ الكاملُ بجميعِ الوجوهِ.
2- معنى رب العالمين س ش ك
الرب: اسم من أسماء الله فهو الذى له الملك والحكم والتدبير والخلق والرزق
العالمين
: جمع عالمٍ، [وهو كلّ موجودٍ سوى اللّه عزّ وجلّ]، والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات [في السّماوات والأرض] في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا. وقال الزّجّاج: العالم كلّ ما خلق اللّه في الدّنيا والآخرة. قال القرطبيّ: وهذا هو الصّحيح أنّه شاملٌ لكلّ العالمين؛ كقوله: {قال فرعون وما ربّ العالمين * قال ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} والعالم مشتقٌّ من العلامة (قلت): لأنّه علمٌ دالٌّ على وجود خالقه وصانعه ووحدانيّته .
ج – مسائل عقدية :
1- الفرق بين الحمد و الشكر و المدح ك ش ينظر(ابن القيم/المدارج)
أيّهما أعمّ، الحمد أو الشّكر؟ على قولين، والتّحقيق أنّ بينهما عمومًا وخصوصًا، فالحمد أعمّ من الشّكر من حيث ما يقعان عليه؛ لأنّه يكون على الصّفات اللّازمة والمتعدّية، تقول: حمدته لفروسيّته وحمدته لكرمه. وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا بالقول، والشّكر أعمّ من حيث ما يقعان عليه، لأنّه يكون بالقول والعمل والنّيّة، كما تقدّم، وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا على الصّفات المتعدّية، لا يقال: شكرته لفروسيّته، وتقول: شكرته على كرمه وإحسانه إليّ. هذا حاصل ما حرّره بعض المتأخّرين، واللّه أعلم.
الشّكر: هو الثّناء على المحسن بما أولاكه من المعروف، يقال: شكرته، وشكرت له. وباللّام أفصح.
وأمّا المدح فهو أعمّ من الحمد؛ لأنّه يكون للحيّ وللميّت وللجماد
-أيضًا-كما يمدح الطّعام والمال ونحو ذلك، ويكون قبل الإحسان وبعده، وعلى الصّفات المتعدّية واللّازمة أيضًا فهو أعمّ].
2- فضل الحمد ك
قال القرطبيّ في تفسيره، وفي نوادر الأصول عن أنسٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّنيا بحذافيرها في يد رجلٍ من أمّتي ثمّ قال: الحمد للّه، لكان الحمد للّه أفضل من ذلك». قال القرطبيّ وغيره: أي لكان إلهامه الحمد للّه أكبر نعمةً عليه من نعم الدّنيا؛ لأنّ ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدّنيا لا يبقى، قال اللّه تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدّنيا والباقيات الصّالحات خيرٌ عند ربّك ثوابًا وخيرٌ أملا} [الكهف: 46]. وفي سنن ابن ماجه عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثهم: «أنّ عبدًا من عباد اللّه قال: يا ربّ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السّماء فقالا: يا ربّ، إنّ عبدًا قد قال مقالةً لا ندري كيف نكتبها، قال اللّه -وهو أعلم بما قال عبده-: [ماذا قال عبدي؟] قالا: يا ربّ إنّه قد قال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال اللّه لهما: [اكتباها كما قال عبدي حتّى يلقاني فأجزيه بها]».
3- كلمة الحمد أفضل أم كلمة التوحيد؟ ك
حكى القرطبيّ عن طائفةٍ أنّهم قالوا: قول العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، أفضل من قول: لا إله إلّا اللّه؛ لاشتمال الحمد للّه ربّ العالمين على التّوحيد مع الحمد، وقال آخرون: لا إله إلّا اللّه أفضل لأنّها الفصل بين الإيمان والكفر، وعليها يقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه كما ثبت في الحديث المتّفق عليه وفي الحديث الآخر في السّنن
: «أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له». وقد تقدّم عن جابرٍ مرفوعًا: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وحسّنه التّرمذيّ. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
4- إطلاق لفظ الرب ش ك
الرب: اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا مضافاً، كقولك: هذا الرجل رب المنزل.
د - مسائل لغوية :
1- الألف و اللام فى الحمد ك
الألف واللّام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد، وصنوفه للّه تعالى كما جاء في الحديث: «اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك الملك كلّه، وبيدك الخير كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه» الحديث.
أ-القراءات : ك
1- قراءات قوله تعالى "مالك" :
قال ابن كثير :
قرأ بعض القرّاء: (ملك يوم الدّين) وقرأ آخرون: (مالك). وكلاهما صحيحٌ متواترٌ في السّبع.
[ويقال: مليكٌ أيضًا، وأشبع نافعٌ كسرة الكاف فقرأ: "ملكي يوم الدّين" وقد رجّح كلًّا من القراءتين مرجّحون من حيث المعنى، وكلاهما صحيحةٌ حسنةٌ، ورجّح الزّمخشريّ ملك؛ لأنّها قراءة أهل الحرمين ولقوله: {لمن الملك اليوم} وقوله: {قوله الحقّ وله الملك}
وحكي عن أبي حنيفة أنّه قرأ "ملك يوم الدّين" على أنّه فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ، وهذا شاذٌّ غريبٌ جدًّا].
وقد روي من طرقٍ متعدّدةٍ أوردها ابن مردويه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرؤها: {مالك يوم الدّين} ومالك مأخوذٌ من الملك، كما قال: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون} [مريم: 40] وقال: {قل أعوذ بربّ النّاس * ملك النّاس} [النّاس: 1، 2] وملكٌ: مأخوذٌ من الملك كما قال تعالى: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} [غافر: 16] وقال: {قوله الحقّ وله الملك} [الأنعام: 73] وقال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا} [الفرقان: 26].
قال الأشقر: فـ(المَلِك) صفة لذاته، و(المالك) صفة لفعله
ب – التفسير :
1-
معنى الرحمن الرحيم : تقدم تفسيرهما ك س ش
2- معنى " مالك يوم الدين " : س ش ك
قال السعدى :
المالكُ: هوَ مَنِ اتصفَ بصفةِ المالكِ التي منْ آثارِهَا أنَّهُ يأمرُ وينهى، ويثيبُ ويعاقبُ، ويتصرفُ بمماليكِهِ بجميعِ أنواعِ التصرفات
قال الأشقر :
و{يَوْمِ الدِّينِ} يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده
.
وعن قتادة قال: (يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم).
قال ابن كثير : "
وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: «{مالك يوم الدّين} يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معه حكمًا، كملكهم في الدّنيا». قال: «ويوم الدّين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلّا من عفا عنه». وكذلك قال غيره من الصّحابة والتّابعين والسّلف، وهو ظاهرٌ.
وحكى ابن جريرٍ عن بعضهم أنّه ذهب إلى تفسير {مالك يوم الدّين} أنّه القادر على إقامته، ثمّ شرع يضعفه.

والظّاهر أنّه لا منافاة بين هذا القول وما تقدّم، وأنّ كلًّا من القائلين بهذا وبما قبله يعترف بصحّة القول الآخر، ولا ينكره، ولكنّ السّياق أدلّ على المعنى الأوّل من هذا، كما قال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن} [الفرقان: 26] والقول الثّاني يشبه قوله: {ويوم يقول كن فيكون}، [الأنعام: 73] واللّه أعلم.
ج - مسائل أٌخر :
1- توسط ( الرحمن الرحيم) بين (رب العالمين ) و(مالك يوم الدين) : س ش
قال الأشقر : ولما كان في اتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته.
2- إضافة مالك إلى يوم الدين : س
قال السعدي : وأضافَ الملكَ ليومِ الدينِ، وهوَ يومُ القيامةِ، يومَ يُدانُ الناسُ فيهِ بأعمالِهمْ خيرِها وشرِّهَا؛ لأنَّ في ذلكَ اليومِ يظهرُ للخلقِ تمامَ الظهورِ كمالُ ملكِهِ وعدلِهِ وحكمتِهِ، وانقطاعُ أملاكِ الخلائقِ، حتى [إنَّهُ] يستوي في ذلكَ اليومِ الملوكُ والرعايَا والعبيدُ والأحرارُ، كلُّهُمْ مذعنونَ لعظمتِهِ خاضعونَ لعزَّتِهِ، منتظرونَ لمجازاتِهِ، راجونَ ثوابهُ، خائفونَ منْ عقابِهِ، فلذلِكَ خصَّهُ بالذكرِ، وإلاّ فهوَ المالكُ ليومِ الدينِ ولغيرهِ منَ الأيامِ.
3- تسمية ملوك الدنيا : ك
قال ابن كثير : والملك في الحقيقة هو اللّه عزّ وجلّ؛ قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعًا أخنع اسمٍ عند اللّه رجلٌ تسمّى بملك الأملاك ولا مالك إلّا اللّه، وفيهما عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماء بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟»، وفي القرآن العظيم: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} فأمّا تسمية غيره في الدّنيا بملكٍ فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى: {إنّ اللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا}، {وكان وراءهم ملكٌ}، {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا} وفي الصّحيحين: «مثل الملوك على الأسرّة».

أ- تفسير : ك
1- معنى الاستعاذة :
الاستعاذة هي الالتجاء إلى اللّه والالتصاق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ .
2- معنى الاستعاذة من الشيطان :
أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه .
3- ما جاء فى الأمر بها :
{وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} { وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} }وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم{

4- فوائد الاستعاذة
:- امتثالا لأمر الله
- تذهب الغضب : عن معاذ بن جبلٍ، قال: استب رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فغضب أحدهما غضبًا شديدًا حتّى خيّل إليّ أنّ أحدهما يتمزّع أنفه من شدّة غضبه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب» قال: ما هي يا رسول اللّه؟ قال: «يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم».
- أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث، وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه، ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات القرآن في ثلاثٍ من المثاني، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65]، وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا، ولمّا كان الشّيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالّذي يراه ولا يراه الشيطان.
5- الفرق بين العدو الأنسى و الشيطاني :
فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]،
6- الفرق بين العياذة واللياذ :
العياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير .
7- معنى " الرجيم ":
قيل بمعنى مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه ،وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث . والأوّل أشهر.
ب- مسائل متعلقة بالاستعاذة :
1- حول نزولها :
قال بعضهم أنها أول ما نزل به جبريل على النبي ، الراجح أن أول ما نزل "اقرأ"
2- التعوذ قبل أم بعد القراءة :
قالت طائفة : نتعوّذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة
والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
والدّليل حديث أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
2- الاستعاذة للصلاة أم للتلاوة :
الاستعاذة في الصّلاة إنّما هي للتّلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمّدٍ.
وقال أبو يوسف: بل للصّلاة، فعلى هذا يتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوّذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد.
والجمهور بعدها قبل القراءة.
3- حكمها :
الجمهور مستحبّةٌ .
فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ : وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة
ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب،
واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب.
وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته،
وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.
4- الجهر بها : قال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب .
قال ابن كثير : الأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم.
مسائل لغوية :
1- اشتقاق شيطان :
قيل مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ.
وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى.
ولكنّ الأوّل أصحّ، [وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط]. والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا}
2- مبنى الرجيم :
الرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث. والأوّل أشهر.





إسراء خليفة 23 شوال 1435هـ/19-08-2014م 06:49 AM

واجب الأسبوع الثاني / تلخيص الدرس الأول
 
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)


* قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) )
التفسير ك س ش

ك : يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكاراً لوقوعها: أي: عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟



* قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) )

التفسير ك س ش

ك : عن أمر القيامة، وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر
.
قال قتادة : البعث بعد الموت.
وقال مجاهدٌ: هو القرآن.
والأظهر الأوّل؛ لقوله: {الّذي هم فيه مختلفون}. يعني: النّاس فيه على قولين؛مؤمنٌ به وكافرٌ).



* قوله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3))

التفسير س ش ك

ك : النّاس في البعث بعد الموت على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ
ش: اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ



* قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) )

التفسير س ش ك

ك : وهذا تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ لمنكري القيامة .
ش : {ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} التكرار للمبالغة فى التأكيد والتشديد فى الوعيد ؛ أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ .


إسراء خليفة 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م 03:11 AM

واجب الأسبوع الثاني / الدرس الثاني
 
التكوير 15_29
تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) }





تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) )


ابن كثير :

قيل : هي النّجوم تخنس بالنّهار وتظهر/ تكنس باللّيل.
وقيل: إنّما قيل للنّجوم: الخنّس. أي: في حال طلوعها، ثمّ هي جوارٍ في فلكها، وفي حال غيبوبتها يقال لها: كنّسٌ. من قول العرب: أوى الظّبي إلى كناسه إذا تغيّب فيه.
قيل إنها الظباء
قيل إنها البقر الوحشي
وتوقّف ابن جريرٍ في المراد بقوله: {الخنّس الجوار الكنّس}. هل هو النّجوم أوالظّباء وبقر الوحش؟ قال: ويحتمل أن يكون الجميع مراداً).

السعدي :

فأقسمَ اللهُ بهَا في حالِ خنوسِهَا أي: تأخرِهَا، وفي حالِ جريانِهَا، وفي حالِ كنوسها
أي: استتارهَا بالنهارِ

الأشقر :

{فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} وَهِيَ الْكَوَاكِبُ: تَخْنِسُ بالنَّهارِ فَتَخْتَفِي تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَلا تُرَى، وهِيَ:زُحَلُ،وَالْمُشْتَرِي،وَالمِرِّيخُ،وَالزُّهَرَةُ،وَعُطَارِدٌ؛ كَمَا ذَكَرَهُ أَهْلُ التَّفْسِيرِ، وَقَالَ فِي الصِّحَاحِ: الخُنَّسُ: الْكَوَاكِبُ كُلُّهَا. لأَنَّهَا تَخْتَفِي نَهَاراً).
{الْجَوَارِ}: تَجْرِي فِي أَفْلاكِهَا،
{الْكُنَّسِ}: تَكْنِسُ فِي وَقْتِ غُرُوبِهَا خَلْفَ الأُفُقِ، وَالكُنَّسُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْكِنَاسِ الَّذِي يَخْتَفِي فِيهِ الوَحْشُ


.
تفسير قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) )

ابن كثير :

قيل : أدبر / ذهب وتولى
قيل : غشى الناس / أقبل بظلامه
و الذي اختاره ابن كثير : أنّ المراد بقوله: {عسعس}. إذا أقبل، وإن كان يصحّ استعماله في الإدبار أيضاً، لكنّ الإقبال ههنا أنسب كأنّه أقسم تعالى باللّيل وظلامه إذا أقبل، وبالفجر وضيائه إذا أشرق كما قال: {واللّيل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى}. وقال: {والضّحى واللّيل إذا سجى}. وقال: {فالق الإصباح وجاعل اللّيل سكناً}. وغير ذلك من الآيات.
قال كثيرٌ من علماء الأصول: إنّ لفظة: {عسعس}. تستعمل في الإقبال والإدبار على وجه الاشتراك فعلى هذا يصحّ أن يراد كلٌّ منهما .. واللّه أعلم.


تفسير قوله تعالى: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) ) س ش ك

ك : إذا أضاء و أقبل
س : بانتْ علائمُ الصبحِ، وانشقَّ النورُ شيئاً فشيئاً حتَّى يستكملَ وتطلعَ الشمسُ

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ) س ش ك

إنّ هذا القرآن لتبليغ رسولٍ كريمٍ .. أي: ملكٍ شريفٍ حسن الخلق بهيّ المنظر، وهو جبريل عليه الصّلاة والسّلام .



تفسير قوله تعالى: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) ) س ش ك

س : وصفَهُ اللهُ بالكريمِ لكرمِ أخلاقِهِ، وكثرةِ خصالهِ الحميدةِ، فإنَّهُ أفضلُ الملائكةِ، وأعظمهُمْ رتبةً عندَ ربِّهِ،
{ذِي قُوَّةٍ} على ما أمرهُ اللهُ بهِ، ومنْ قوتِهِ أنَّهُ قلَبَ ديارَ قومِ لوطٍ بهم فأهلكَهمْ.
}عِندَ ذِي الْعَرْشِ{أي: جبريلُ مقربٌ عندَ اللهِ، لهُ منزلةٌ رفيعةٌ، وخصيصةٌ من اللهِ اختصَّهُ بهَا،
{مَكِينٍ} أي: لهُ مكانةٌ ومنزلةٌ فوقَ منازلِ الملائكةِ كلِّهِمْ


تفسير قوله تعالى: (مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) ) س ش ك

س: {مُطَاعٍ ثَمَّ}أي: جبريلُ مطاعٌ في الملأِ الأعلى، لديهِ من الملائكةِ المقربينَ جنودٌ، نافذٌ فيهم أمرهُ، مطاعٌ رأيهُ،
}أمِينَ}أي: ذو أمانةٍ وقيامٍ بما أمرَ بهِ، لا يزيدُ ولا ينقصُ، ولا يتعدى ما حُدَّ لهُ، وهذا يدلُّ على شرفِ القرآنِ عندَ اللهِ تعالى، فإنَّهُ بُعثَ بهِ هذا الملكُ الكريمُ، الموصوفُ بتلكَ الصفاتِ الكاملةِ.
والعادةُ أن الملوكَ لا ترسلُ الكريمَ عليهَا إلاَّ في أهمِّ المهمَّاتِ، وأشرفِ الرسائلِ



تفسير قوله تعالى: (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) ) س ش ك

س : لمَّا ذكرَ فضلَ الرسولِ الملكيِّ الذي جاءَ بالقرآنِ، ذكرَ فضلَ الرسولِ البشريِّ الذي نزلَ عليهِ القرآنُ،ودعَا إليهِ الناسَ، فقالَ: {وَمَا صَاحِبُكُمْ} وهوَ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ {بِمَجْنُونٍ} كمَا يقولهُ أعداؤهُ المكذبونَ برسالتهِ، المتقولونَ عليهِ منَ الأقوالِ، التي يريدونَ أنْ يُطفؤوا بهَا ما جاءَ بهِ ما شاؤوا وقدرُوا عليهِ، بلْ هوَ أكملُ الناسِ عقلاً، وأجزلُهمْ رأياً، وأصدقهمْ لهجةً

ش : وَذَكَرَهُ بِوَصْفِ الصُّحْبَةِ للإِشْعَارِ بِأَنَّهُمْ عَالِمُونَ بِأَمْرِهِ وَبِأَنَّهُ أَعْقَلُ النَّاسِ وَأَكْمَلُهُمْ



تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) ) س ش ك

ك : قوله تعالى: {ولقد رآه بالأفق المبين}. يعني: ولقد رأى محمّدٌ جبريل الذي يأتيه بالرّسالة عن اللّه عزّ وجلّ على الصورة التي خلقه اللّه عليها، له ستّمائة جناحٍ، {بالأفق المبين}. أي: البيّن، وهي الرّؤية الأولى الّتي كانت بالبطحاء وهي المذكورة في قوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}. كما تقدّم تفسير ذلك وتقريره، والدّليل عليه أنّ المراد بذلك جبريل عليه السّلام، والظّاهر واللّه أعلم أنّ هذه السّورة نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنّه لم يذكر فيها إلاّ هذه الرّؤية وهي الأولى
.
وأمّا الثّانية وهي المذكورة في قوله: {ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى إذ يغشى السّدرة ما يغشى}. فتلك إنّما ذكرت في سورة (النّجم) وقد نزلت بعد (الإسراء)

س : الأفقِ المبيِّن: أي: البيّن الذى هو أعلى ما يلوحُ للبصرِ .



قوله تعالى: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) )

القراءات :

بضَنِينٍ
قرأت بالظاء أى بظنين
قرأت بالضاد أى بضنين

التفسير :

ش :
{وَمَا هُوَ}؛ أَيْ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
}عَلَى الْغَيْبِ}؛يَعْنِي: خَبَرِ السَّمَاءِ،
{بِضَنِينٍ}: لا يَبْخَلُ بالوَحْيِ، وَلا يُقَصِّرُ فِي التَّبْلِيغِ، بَلْ يُعَلِّمُ الْخَلْقَ كَلامَ اللَّهِ وَأَحْكَامَهُ.

ك : على قراءة ( ظنين ) أي : ما محمّدٌ على ما أنزله اللّه إليه بمتّهمٍ


تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) )
س ش ك

لمَّا ذكرَ جلالةَ كتابِهِ وفضله بذكرِ الرسولينِ الكريمينِ، اللذين وصلَ إلى الناسِ على أيديهمَا، وأثنى اللهُ عليهما بما أثنَى، دفعَ عنهُ كلَّ آفةٍ ونقصٍ مما يقدحُ في صدقهِ، فقالَ: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}أي: في غايةِ البعدِ عن اللهِ وعن قربِهِ فهو لا يقدر على حمله ولا يريده ولا ينبغي له، كما قال: {وما تنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}).فالقُرْآنُ لَيْسَ بِشِعْرٍ وَلا كَهَانَةٍ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ).



تفسير قوله تعالى: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26 )) س ش ك

ش : أَيَّ طَرِيقٍ تَسْلُكُونَ أَبْيَنَ منْ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ الَّتِي قَدْ بَيَّنْتُ لَكُمْ؟!


تفسير قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27
)) س ش ك
س ك : هذا القرآن ذكرٌ لجميع النّاس يتذكّرون به ويتّعظونيتذكرونَ بهِ مصالحَ الدارينِ، وينالونَ بالعملِ بهِ السعادتينِ.

تفسير قوله تعالى: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) ) س ش ك

ك : أي: من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن؛ فإنّه منجاةٌ له وهدايةٌ، ولا هداية فيما سواه


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29
)) س ش ك

ش : أَيْ: وَمَا تَشَاؤُونَ الاسْتِقَامَةَ وَلا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ بمشيئةِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِه
ك : قال سفيان الثّوريّ، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى: لمّا نزلت هذه الآية: {لمن شاء منكم أن يستقيم}. قال أبو جهلٍ: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم. فأنزل اللّه : {وما تشاؤون إلاّ أن يشاء اللّه ربّ العالمين}).

س: وفي هذهِ الآيةِ وأمثالِهَا، ردٌّ على فرقتي القدريةِ النفاةِ، والقدريةِ المجبرةِ كمَا تقدَّمَ مثلها.

إسراء خليفة 18 ذو القعدة 1435هـ/12-09-2014م 01:11 AM

واجب الأسبوع الخامس / الانفطار 1-8
 
رابط الدرس الملخص : http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=25221


التلخيص :



تفسير قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1))
س ش ك

انفطرت : انشقّت

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)) س ش ك

ش : انتثرت: تساقطت متفرقةً


تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)) س ش ك

ش : أَيْ فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ



تفسير قوله تعالى :
(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ(4)) س ش ك

ش: أَيْ: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى الَّذِينَ هُمْ فِيهَا



تفسير قوله تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)) س ش ك

ش: عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْ منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ)


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)) س ش ك

س: أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟
ش: أَيْ مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ).

فائدة : لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء

سبب نزول الآية : حكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}




تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)) س ش ك
س :

{الَّذِي خَلَقَكَ} مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً
}فَسَوَّاكَ} رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ
{فَعَدَلَكَ}: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا


تفسير قوله تعالى : ( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)) س ش ك

س: أَيْ رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ



إسراء خليفة 23 ذو القعدة 1435هـ/17-09-2014م 07:42 AM

إجابات أسئلة الفهرسة العلمية :
 
إجابات أسئلة الفهرسة العلمية :


س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق
.
ج1:
1-
آيات دالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق

2- أحاديث نبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
و منها :
الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

3- الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق

4- أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق

5- إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق


س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
ج2:
أوّل من أحدث مسألة اللفظ : حسين الكرابيسي ، الشرّاك
حكم اللفظية : منعت مسألة اللفظ بالقرآن نفيا وإثباتا سدا للذريعة
حكم الواقفة : لهم حكم الشاكين في الله أي كفار


س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن
ج3 :
مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه

عبد العزيز الداخل 23 ذو القعدة 1435هـ/17-09-2014م 05:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 141960)
إجابات أسئلة الفهرسة العلمية :


س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق
.
ج1:
1-
آيات دالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق

2- أحاديث نبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
و منها :
الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

3- الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق

4- أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق

5- إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق


س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
ج2:
أوّل من أحدث مسألة اللفظ : حسين الكرابيسي ، الشرّاك
حكم اللفظية : منعت مسألة اللفظ بالقرآن نفيا وإثباتا سدا للذريعة
حكم الواقفة : لهم حكم الشاكين في الله أي كفار


س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن
ج3 :
مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه

أحسنت بارك الله فيك ..
20 / 20
لكن بيان حكم اللفظية والواقفة فيه إجمال؛ فبيّني من هم اللفظية والواقفة ثمّ بيني حكمهم بشيء من التوضيح بارك الله فيك، لأن الغرض من هذه الفقرة هو تمييز من يحسن الاستفادة من هذا الدليل العلمي، ولذلك لم تخصم درجة هذه الفقرة، وإن كان الأفضل أن يأتي بها الطالب.

إسراء خليفة 23 ذو القعدة 1435هـ/17-09-2014م 11:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الداخل (المشاركة 142068)
أحسنت بارك الله فيك ..
20 / 20
لكن بيان حكم اللفظية والواقفة فيه إجمال؛ فبيّني من هم اللفظية والواقفة ثمّ بيني حكمهم بشيء من التوضيح بارك الله فيك، لأن الغرض من هذه الفقرة هو تمييز من يحسن الاستفادة من هذا الدليل العلمي، ولذلك لم تخصم درجة هذه الفقرة، وإن كان الأفضل أن يأتي بها الطالب.

إعادة إجابة السؤال الثاني


س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
ج2:
أوّل من أحدث مسألة اللفظ : حسين الكرابيسي ، الشرّاك


اللفظية :
هم الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"

حكم اللفظية :
مسألة اللفظية أمر محدث
منعت مسألة اللفظ بالقرآن نفيا وإثباتا سدا للذريعة
أنكر الإمام أحمد على من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق"
ثمت فرق بين التلفّظ والملفوظ


الواقفة :هم الذين وقفوا عن وصف القرآن بأنه غير مخلوق

حكم الواقفة :
استدلال بعض العلماء بحديث عائشة رضي الله عنها في الشّاكّين في الله
لهم حكم الشاكين في الله أي كفار



هذا ما فهمته من الدليل دون الرجوع للروابط

هيئة التصحيح 4 30 ذو القعدة 1435هـ/24-09-2014م 05:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 130983)
أ - قراءات :
1- القراءات عند وصل البسملة بما بعدها ك

رسول اللّه "صلّى اللّه عليه وسلّم "كان يقطّع قرآنه حرفًا حرفًا {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم * الحمد للّه ربّ العالمين * الرّحمن الرّحيم * مالك يوم الدّين}،ومنهم من وصلها بقوله: {الحمد للّه ربّ العالمين} وكسرت الميم لالتقاء السّاكنين وهم الجمهور.
و أورد الكسائيّ عن بعض العرب بفتح الميم وصلة الهمزة فيقولون: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم * الحمد للّه ربّ العالمين} فنقلوا حركة الهمزة إلى الميم بعد تسكينها كما قرئ قوله تعالى: {الم * اللّه لا إله إلا هو}و أنكر ذلك ابن عطية
2- الجهر بها ك [حكم الجهر بالبسملة يدخل في المسائل الفقهية وليس في مسائل القراءات]
أجمع الأئمة على صحّة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسرّ .

في صحيح البخاريّ، عن أنس بن مالكٍ أنّه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كانت قراءته مدًّا»، ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، يمدّ {بسم اللّه}، ويمدّ {الرّحمن}، ويمدّ {الرّحيم}.
في الصّحيحين، عن أنس بن مالكٍ، قال
: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين». ولمسلمٍ: «لا يذكرون {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} في أوّل قراءةٍ ولا في آخرها».
و الراجح عدم الجهر بها ، ومن الجهر [جهر] فصلاته صحيحة .
ب - تفسير:

- كونها من الفاتحة أم لا ؟ ك ش
فقيل: هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها.
وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها.
وقيل: إنها ليست بآية في الجميع، وإنما كُتبت للفصل.
وقد اتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل.
2- معنى لفظ الله ك س
عَلَمٌ لم يطلق على غيره تعالى، وأصله: الإله، المعبود بالحق.
3- اسم الله مشتق أم جامد ؟ ك [هذه تدرج في المسائل اللغوية]
على خلاف و الأظهر أنه غير مشتق [وعلى قول من قال: إنه مشتق، مم اشتقاقه؟ أهملتِ هذه النقطة]
وقد اختار فخر الدّين أنّه اسم علمٍ غير مشتقٍّ البتّة، قال: وهو قول الخليل وسيبويه وأكثر الأصوليّين والفقهاء، ثمّ أخذ يستدلّ على ذلك بوجوهٍ:
منها:أنّه لو كان مشتقًّا لاشترك في معناه كثيرون،

ومنها:أنّ بقيّة الأسماء تذكر صفات له، فتقول: اللّه الرّحمن الرّحيم الملك القدّوس، فدلّ أنّه ليس بمشتقٍّ، قال: فأمّا قوله تعالى: {العزيز الحميد . اللّه} [إبراهيم: 1، 2] على قراءة الجرّ فجعل ذلك من باب عطف البيان،
ومنها: قوله تعالى: {هل تعلم له سميًّا} [مريم: 65]، وفي الاستدلال بهذه على كون هذا الاسم جامدًا غير مشتقٍّ نظرٌ، واللّه أعلم.
4- معنى الرحمن الرحيم ك س ش
اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم، والرحمن صفة لم تستعمل لغير الله عز وجل.
5- الرحمن مشتق أم لا ؟ ك ش [وهذه أيضًا مسألة لغوية]
مشتق ،
قال اللّه تعالى: [أنا الرّحمن خلقت الرّحم وشققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته.
5- خصائص الرحمن ك
اسمه تعالى الرّحمن خاصٌّ به لم يسم به غيره، كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، وقال تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون}.ولمّا تجهرم مسيلمة الكذّاب وتسمّى برحمن اليمامة كساه اللّه جلباب الكذب وشهر به؛ فلا يقال إلّا مسيلمة الكذّاب

6- عطف الرحيم على الرحمن ك
الرّحمن لجميع الخلق ، الرّحيم بالمؤمنين
قالوا: ولهذا قال: {ثمّ استوى على العرش الرّحمن} [الفرقان: 59] وقال: {الرّحمن على العرش استوى} [طه: 5] فذكر الاستواء باسمه الرّحمن ليعمّ جميع خلقه برحمته، وقال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 43] فخصّهم باسمه الرّحيم، قالوا: فدلّ على أنّ الرّحمن أشدّ مبالغةً في الرّحمة لعمومها في الدّارين لجميع خلقه، والرّحيم خاصّةٌ بالمؤمنين، لكن جاء في الدّعاء المأثور: «رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما».
وقد زعم بعضهم أنّ الرّحيم أشدّ مبالغةً من الرّحمن؛ لأنّه أكّد به، والتّأكيد لا يكون إلّا أقوى من المؤكّد، والجواب أنّ هذا ليس من باب التّوكيد، وإنّما هو من باب النّعت [بعد النّعت] ولا يلزم فيه ما ذكروه، وعلى هذا فيكون تقدير اسم اللّه الّذي لم يسمّ به أحدٌ غيره، ووصفه أوّلًا بالرّحمن الّذي منع من التّسمية به لغيره، كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110]
وأمّا الرّحيم فإنّه تعالى وصف به غيره حيث قال: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ} [التّوبة: 128]، كما وصف غيره بذلك من أسمائه في قوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا} [الإنسان: 2].

من أسمائه تعالى ما يسمّى به غيره، ومنها ما لا يسمّى به غيره، كاسم اللّه والرّحمن والخالق والرّزّاق ونحو ذلك؛ فلهذا بدأ باسم اللّه، ووصفه بالرّحمن؛ لأنّه أخصّ وأعرف من الرّحيم؛ لأنّ التّسمية أوّلًا إنّما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخصّ.
فإن قيل:فإذا كان الرّحمن أشدّ مبالغةً؛ فهلّا اكتفي به عن الرّحيم؟

فقد روي عن عطاءٍ الخراسانيّ ما معناه: أنّه لمّا تسمّى غيره تعالى بالرّحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى. كذا رواه ابن جريرٍ عن عطاءٍ. ووجّهه بذلك، واللّه أعلم.
ج - مسائل عقدية وعلمية:
1- الإيمان بالأسماء والصفات س
منَ القواعدِ المتفقِ عليهَا بينَ سلفِ الأمةِ وأئِمتهَا، الإيمانَ بأسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، وأحكامِ الصفاتِ، فيؤمنونَ مثلاً بأنَّهُ رحمنٌ رحيمٌ، ذو الرحمةِ التي اتصفَ بهَا، المتعلقةِ بالمرحومِ، فالنعمُ كلُّها أثرٌ مِنْ آثارِ رحمتِهِ، وهكذا في سائرِ الأسماءِ، يُقالُ في العليمِ: إنَّهُ عليمٌ ذو علمٍ يعلمُ [بهِ] كلَّ شيءٍ، قديرٌ ذو قدرةٍ يقْدِرُ على كلِّ شيءٍ.
2- فضل البسملة ك [ما السر في وضعك لفضل البسملة تحت عنوان: مسائل عقدية وعلمية، ومن أي الأقسام هي في نظرك؟ لو شئتِ لوضعتِ عنوانًا مستقلًّا: المسائل الفقهية]
؛ ولهذا تستحبّ في أوّل كل عمل وقولٍ. فتستحبّ في أوّل الخطبة لما جاء: «كلّ أمرٍ لا يبدأ فيه بـ{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، فهو أجذم»،

[وتستحبّ البسملة عند دخول الخلاء ولما ورد من الحديث في ذلك]،
وتستحبّ في أوّل الوضوء لما جاء في مسند الإمام أحمد والسّنن، من رواية أبي هريرة، وسعيد بن زيدٍ، وأبي سعيدٍ مرفوعًا: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه»، وهو حديثٌ حسنٌ. ومن العلماء من أوجبها عند الذّكر هاهنا، ومنهم من قال بوجوبها مطلقًا،
وكذا تستحبّ عند الذّبيحة في مذهب الشّافعيّ وجماعةٍ، وأوجبها آخرون عند الذّكر، ومطلقًا في قول بعضهم، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء اللّه،
وقد ذكر الرّازيّ في تفسيره في فضل البسملة أحاديث منها: عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيت أهلك فسمّ اللّه؛ فإنّه إن ولد لك ولدٌ كتب لك بعدد أنفاسه وأنفاس ذرّيّته حسناتٌ»وهذا لا أصل له، ولا رأيته في شيءٍ من الكتب المعتمد عليها ولا غيرها.
وهكذا تستحبّ عند الأكل لما في صحيح مسلمٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة: «قل: باسم اللّه، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك». ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه،

وكذلك تستحبّ عند الجماع لما في الصّحيحين، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لو أنّ أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم اللّه، اللّهمّ جنّبنا الشّيطان، وجنّب الشّيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولدٌ لم يضرّه الشّيطان أبدًا».

3- انكار العرب [إنكارهم لماذ؟ يجب أن تبيني] ك
زعم بعضهم أنّ العرب لا تعرف الرّحمن، حتّى ردّ اللّه عليهم ذلك بقوله: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110]؛ ولهذا قال كفّار قريشٍ يوم الحديبية لمّا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعلي: «اكتب{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}»، فقالوا: لا نعرف الرّحمن ولا الرّحيم. رواه البخاريّ، وفي بعض الرّوايات: لا نعرف الرّحمن إلّا رحمن اليمامة. وقال تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا} [الفرقان: 60].
4- هل الاسم هو المسمى أم غيره ؟ ك [وهذه تدرج تحت المسائل اللغوية]
الأول :أنّ الاسم هو المسمّى
الثانى : الاسم نفس المسمّى وغير التّسمية،
الثالث : الاسم غير المسمّى ونفس التّسمية،
الرابع : أنّ الاسم غير المسمّى وغير التّسمية،

د - مسائل لغوية ك س
1- تقدير النحاة فى الباء ك
ومن هاهنا ينكشف لك أنّ القولين عند النّحاة في تقدير المتعلّق بالباء في قولك: باسم اللّه، هل هو اسمٌ أو فعلٌ متقاربان وكلٌّ قد ورد به القرآن؛

أمّا من قدّره باسمٍ، تقديره: باسم اللّه ابتدائي، فلقوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} [هود: 41]،
ومن قدّره بالفعل [أمرًا وخبرًا نحو: أبدأ ببسم اللّه أو ابتدأت ببسم اللّه]، فلقوله: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} [العلق: 1] ،
وكلاهما صحيحٌ، فإنّ الفعل لا بدّ له من مصدرٍ، فلك أن تقدّر الفعل ومصدره، وذلك بحسب الفعل الّذي سمّيت قبله، إن كان قيامًا أو قعودًا أو أكلًا أو شربًا أو قراءةً أو وضوءًا أو صلاةً، فالمشروع ذكر [اسم] اللّه في الشّروع في ذلك كلّه، تبرّكًا وتيمّنًا واستعانةً على الإتمام والتّقبّل، واللّه أعلم.
2- بناء الرحمن والرحيم [لو ذكرتها في موضع واحد مندرجة تحت المسائل اللغوية كان أفضل، تجنبًا للتكرار المنافي للتلخيص]
هما مشتقان من رحم
قال القرطبيّ: هما بمعنًى واحدٍ كندمان ونديمٍ قاله أبو عبيدٍ، وقيل: ليس بناء فعلان كفعيلٍ، فإنّ فعلان لا يقع إلّا على مبالغة الفعل نحو قولك: رجلٌ غضبان، وفعيلٌ قد يكون بمعنى الفاعل والمفعول، قال أبو عليٍّ الفارسيّ: الرّحمن: اسمٌ عامٌّ في جميع أنواع الرّحمة يختصّ به اللّه تعالى، والرّحيم إنّما هو من جهة المؤمنين، قال اللّه تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 43]
أ- قراءات :
1- قراءات " الحمد لله " ك
القرّاء السّبعة على ضمّ الدّال من قوله: {الحمد لله} وهو مبتدأٌ وخبرٌ.
وروي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجّاج أنّهما قالا
"الحمد لله" بالنّصب وهو على إضمار فعلٍ،
وقرأ ابن أبي عبلة: "الحمد لله
" بضمّ الدّال واللّام إتباعًا للثّاني الأوّل وله شواهد لكنّه شاذٌّ،
وعن الحسن وزيد بن عليٍّ: "الحمد لله" بكسر الدّالّ إتباعًا للأوّل الثّاني
.
ب- التفسير :
1- معنى الحمد لله س ش ك
الثناءُ علَى اللهِ بصفاتِ الكمالِ، وبأفعالِهِ الدائرةِ بينَ الفضلِ والعدلِ، فلَهُ الحمدُ الكاملُ بجميعِ الوجوهِ.
2- معنى رب العالمين س ش ك
الرب: اسم من أسماء الله فهو الذى له الملك والحكم والتدبير والخلق والرزق
العالمين
: جمع عالمٍ، [وهو كلّ موجودٍ سوى اللّه عزّ وجلّ]، والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات [في السّماوات والأرض] في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا. وقال الزّجّاج: العالم كلّ ما خلق اللّه في الدّنيا والآخرة. قال القرطبيّ: وهذا هو الصّحيح أنّه شاملٌ لكلّ العالمين؛ كقوله: {قال فرعون وما ربّ العالمين * قال ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} والعالم مشتقٌّ من العلامة (قلت): لأنّه علمٌ دالٌّ على وجود خالقه وصانعه ووحدانيّته .
ج – مسائل عقدية :
1- الفرق بين الحمد و الشكر و المدح ك ش ينظر(ابن القيم/المدارج)
أيّهما أعمّ، الحمد أو الشّكر؟ على قولين، والتّحقيق أنّ بينهما عمومًا وخصوصًا، فالحمد أعمّ من الشّكر من حيث ما يقعان عليه؛ لأنّه يكون على الصّفات اللّازمة والمتعدّية، تقول: حمدته لفروسيّته وحمدته لكرمه. وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا بالقول، والشّكر أعمّ من حيث ما يقعان عليه، لأنّه يكون بالقول والعمل والنّيّة، كما تقدّم [أين هذا الذي تقدم؟ يلاحظ في التلخيص الجمل التي تُحذف ويبقى لها متعلقات تُلبس على القارئ]، وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا على الصّفات المتعدّية، لا يقال: شكرته لفروسيّته، وتقول: شكرته على كرمه وإحسانه إليّ. هذا حاصل ما حرّره بعض المتأخّرين، واللّه أعلم.
الشّكر: هو الثّناء على المحسن بما أولاكه من المعروف، يقال: شكرته، وشكرت له. وباللّام أفصح.
وأمّا المدح فهو أعمّ من الحمد؛ لأنّه يكون للحيّ وللميّت وللجماد
-أيضًا-كما يمدح الطّعام والمال ونحو ذلك، ويكون قبل الإحسان وبعده، وعلى الصّفات المتعدّية واللّازمة أيضًا فهو أعمّ].
2- فضل الحمد ك
قال القرطبيّ في تفسيره، وفي نوادر الأصول عن أنسٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّنيا بحذافيرها في يد رجلٍ من أمّتي ثمّ قال: الحمد للّه، لكان الحمد للّه أفضل من ذلك». قال القرطبيّ وغيره: أي لكان إلهامه الحمد للّه أكبر نعمةً عليه من نعم الدّنيا؛ لأنّ ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدّنيا لا يبقى، قال اللّه تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدّنيا والباقيات الصّالحات خيرٌ عند ربّك ثوابًا وخيرٌ أملا} [الكهف: 46]. وفي سنن ابن ماجه عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثهم: «أنّ عبدًا من عباد اللّه قال: يا ربّ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السّماء فقالا: يا ربّ، إنّ عبدًا قد قال مقالةً لا ندري كيف نكتبها، قال اللّه -وهو أعلم بما قال عبده-: [ماذا قال عبدي؟] قالا: يا ربّ إنّه قد قال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال اللّه لهما: [اكتباها كما قال عبدي حتّى يلقاني فأجزيه بها]».

3- كلمة الحمد أفضل أم كلمة التوحيد؟ ك [وأين بقية أقوال السلف في الحمد؟]
حكى القرطبيّ عن طائفةٍ أنّهم قالوا: قول العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، أفضل من قول: لا إله إلّا اللّه؛ لاشتمال الحمد للّه ربّ العالمين على التّوحيد مع الحمد، وقال آخرون: لا إله إلّا اللّه أفضل لأنّها الفصل بين الإيمان والكفر، وعليها يقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه كما ثبت في الحديث المتّفق عليه وفي الحديث الآخر في السّنن
: «أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له». وقد تقدّم عن جابرٍ مرفوعًا: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وحسّنه التّرمذيّ. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
4- إطلاق لفظ الرب ش ك
الرب: اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا مضافاً، كقولك: هذا الرجل رب المنزل. [أين ذكر أنواع التربية التي ذكرها الشيخ السعدي؟]
د - مسائل لغوية :
1- الألف و اللام فى الحمد ك
الألف واللّام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه للّه تعالى، كما جاء في الحديث: «اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك الملك كلّه، وبيدك الخير كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه» الحديث.
أ-القراءات : ك
1- قراءات قوله تعالى "مالك" :
قال ابن كثير :
قرأ بعض القرّاء: (ملك يوم الدّين) وقرأ آخرون: (مالك). وكلاهما صحيحٌ متواترٌ في السّبع.
[ويقال: مليكٌ أيضًا، وأشبع نافعٌ كسرة الكاف فقرأ: "ملكي يوم الدّين" وقد رجّح كلًّا من القراءتين مرجّحون من حيث المعنى، وكلاهما صحيحةٌ حسنةٌ، ورجّح الزّمخشريّ ملك؛ لأنّها قراءة أهل الحرمين ولقوله: {لمن الملك اليوم} وقوله: {قوله الحقّ وله الملك}
وحكي عن أبي حنيفة أنّه قرأ "ملك يوم الدّين" على أنّه فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ، وهذا شاذٌّ غريبٌ جدًّا].
وقد روي من طرقٍ متعدّدةٍ أوردها ابن مردويه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرؤها: {مالك يوم الدّين} ومالك مأخوذٌ من الملك، كما قال: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون} [مريم: 40] وقال: {قل أعوذ بربّ النّاس * ملك النّاس} [النّاس: 1، 2] وملكٌ: مأخوذٌ من الملك كما قال تعالى: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} [غافر: 16] وقال: {قوله الحقّ وله الملك} [الأنعام: 73] وقال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا} [الفرقان: 26].
قال الأشقر: فـ(المَلِك) صفة لذاته، و(المالك) صفة لفعله
ب – التفسير :
1-
معنى الرحمن الرحيم : تقدم تفسيرهما ك س ش

2- معنى " مالك يوم الدين " : س ش ك
قال السعدى :
المالكُ: هوَ مَنِ اتصفَ بصفةِ المالكِ التي منْ آثارِهَا أنَّهُ يأمرُ وينهى، ويثيبُ ويعاقبُ، ويتصرفُ بمماليكِهِ بجميعِ أنواعِ التصرفات
قال الأشقر :
و{يَوْمِ الدِّينِ} يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده
.
وعن قتادة قال: (يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم).
قال ابن كثير : "
وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: «{مالك يوم الدّين} يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معه حكمًا، كملكهم في الدّنيا». قال: «ويوم الدّين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلّا من عفا عنه». وكذلك قال غيره من الصّحابة والتّابعين والسّلف، وهو ظاهرٌ.
وحكى ابن جريرٍ عن بعضهم أنّه ذهب إلى تفسير {مالك يوم الدّين} أنّه القادر على إقامته، ثمّ شرع يضعفه.

والظّاهر أنّه لا منافاة بين هذا القول وما تقدّم، وأنّ كلًّا من القائلين بهذا وبما قبله يعترف بصحّة القول الآخر، ولا ينكره، ولكنّ السّياق أدلّ على المعنى الأوّل من هذا، كما قال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن} [الفرقان: 26] والقول الثّاني يشبه قوله: {ويوم يقول كن فيكون}، [الأنعام: 73] واللّه أعلم.
ج - مسائل أٌخر :
1- توسط ( الرحمن الرحيم) بين (رب العالمين ) و(مالك يوم الدين) : س ش
قال الأشقر : ولما كان في اتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته.
2- إضافة مالك إلى يوم الدين : س
قال السعدي : وأضافَ الملكَ ليومِ الدينِ، وهوَ يومُ القيامةِ، يومَ يُدانُ الناسُ فيهِ بأعمالِهمْ خيرِها وشرِّهَا؛ لأنَّ في ذلكَ اليومِ يظهرُ للخلقِ تمامَ الظهورِ كمالُ ملكِهِ وعدلِهِ وحكمتِهِ، وانقطاعُ أملاكِ الخلائقِ، حتى [إنَّهُ] يستوي في ذلكَ اليومِ الملوكُ والرعايَا والعبيدُ والأحرارُ، كلُّهُمْ مذعنونَ لعظمتِهِ خاضعونَ لعزَّتِهِ، منتظرونَ لمجازاتِهِ، راجونَ ثوابهُ، خائفونَ منْ عقابِهِ، فلذلِكَ خصَّهُ بالذكرِ، وإلاّ فهوَ المالكُ ليومِ الدينِ ولغيرهِ منَ الأيامِ.
3- تسمية ملوك الدنيا : ك
قال ابن كثير : والملك في الحقيقة هو اللّه عزّ وجلّ؛ قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعًا أخنع اسمٍ عند اللّه رجلٌ تسمّى بملك الأملاك ولا مالك إلّا اللّه، وفيهما عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماء بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟»، وفي القرآن العظيم: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} فأمّا تسمية غيره في الدّنيا بملكٍ فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى: {إنّ اللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا}، {وكان وراءهم ملكٌ}، {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا} وفي الصّحيحين: «مثل الملوك على الأسرّة».


أ- تفسير : ك
1- معنى الاستعاذة :
الاستعاذة هي الالتجاء إلى اللّه والالتصاق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ .
2- معنى الاستعاذة من الشيطان :
أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه .
3- ما جاء فى الأمر بها :
{وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} { وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} }وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم{

4- فوائد الاستعاذة
:- امتثالا لأمر الله

- تذهب الغضب : عن معاذ بن جبلٍ، قال: استب رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فغضب أحدهما غضبًا شديدًا حتّى خيّل إليّ أنّ أحدهما يتمزّع أنفه من شدّة غضبه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب» قال: ما هي يا رسول اللّه؟ قال: «يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم».
- أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث، وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه، ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات القرآن في ثلاثٍ من المثاني، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65]، وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا، ولمّا كان الشّيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالّذي يراه ولا يراه الشيطان.
5- الفرق بين العدو الأنسى و الشيطاني :
فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]،
6- الفرق بين العياذة واللياذ :
العياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير .
7- معنى " الرجيم ":
قيل بمعنى مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه ،وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث . والأوّل أشهر.
ب- مسائل متعلقة بالاستعاذة :
1- حول نزولها :
قال بعضهم أنها أول ما نزل به جبريل على النبي ، الراجح أن أول ما نزل "اقرأ"
2- التعوذ قبل أم بعد القراءة :
قالت طائفة : نتعوّذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة
والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
والدّليل حديث أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
2- الاستعاذة للصلاة أم للتلاوة :
الاستعاذة في الصّلاة إنّما هي للتّلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمّدٍ.
وقال أبو يوسف: بل للصّلاة، فعلى هذا يتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوّذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد.
والجمهور بعدها قبل القراءة.
3- حكمها :
الجمهور مستحبّةٌ .
فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ : وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة
ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب،
واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب.
وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته،
وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.
4- الجهر بها : قال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب .
قال ابن كثير : الأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم.
مسائل لغوية :
1- اشتقاق شيطان :
قيل مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ.
وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى.
ولكنّ الأوّل أصحّ، [وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط]. والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا}
2- مبنى الرجيم :
الرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث. والأوّل أشهر.





تقييم التلخيص:
الشمول:25 من 30
الترتيب: 13 من 20
التحرير: 15 من 20
حسن الصياغة: 13 من 15
حسن العرض: 15 من 15
مجموع الدرجات: 81 من 100
أحسنت التلخيص بارك الله فيك، ونفع بك.
درجة المشاركة: ( 4/4
)

إسراء خليفة 1 ذو الحجة 1435هـ/25-09-2014م 04:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 4 (المشاركة 143680)
تقييم التلخيص:
الشمول:25 من 30
الترتيب: 13 من 20
التحرير: 15 من 20
حسن الصياغة: 13 من 15
حسن العرض: 15 من 15
مجموع الدرجات: 79 من 100
أحسنت التلخيص بارك الله فيك، ونفع بك.
درجة المشاركة: ( 4/4
)

حسبت المجموع 81 وليس 79
أود لفت انتبهاكم إن لي اختبار لم يصحح

إسراء خليفة 1 ذو الحجة 1435هـ/25-09-2014م 12:00 PM

كنت وضعت هنا تلخيص تفسير " الحمد لله رب العالمين " لكني لم أجده بعد دمجكم المشاركات ؟

هيئة التصحيح 4 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م 02:13 PM

تم تدارك الخطإ، جزاكِ الله خيرًا.

إسراء خليفة 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م 09:50 PM

تلخيص تفسير سورة الفجر الآيات 21-30
 
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) ) س ش ك
{كَلاَّ}
ش : مَا هكذا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ
ك : حقًّا
{إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا}
ك : وطئت ومهّدت وسوّيت الأرض والجبال، وقام الخلائق من قبورهم لربّهم
ش : الدَّكُّ: الكَسْرُ وَالدَّقُّ؛ زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكاً بَعْدَ تَحْرِيكٍ، أَوْ دُكَّتْ جِبَالُهَا حَتَّى اسْتَوَتْ


تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) ) ش س ك
ش :
{وَجَاءَ رَبُّكَ} سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ
{وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}؛ أَيْ: جَاؤُوا مُصْطَفِّينَ صُفُوفاً


تفسير قوله تعالى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) ) س ش ك
س :
}وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} تقودُهَا الملائكةُ بالسلاسلِ.
فإذا وقعتْ هذهِ الأمورُ فـ{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ} مَا قدَّمَهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ.
{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} فقدْ فاتَ أوانُهَا، وذهبَ زمانُهَا


تفسير قوله تعالى: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) )
س ش ك
س :
}يَقُولُ} متحسِّراً على ما فرَّطَ في جنبِ اللهِ: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} الدائمةِ الباقيةِ، عملاً صالحاً، كمَا قالَ تعالَى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً{
وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ




تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) ) س ش ك

س : لمنْ أهملَ ذلكَ اليومَ ونسيَ العملَ لهُ
ش / ك : لا يُعَذِّبُ كَعَذَابِ اللَّهِ أَحَدٌ

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) ) س ش ك
س : فإنَّهمْ يقرنونَ بسلاسلٍ منْ نارٍ، ويسحبونَ على وجوههمْ في الحميمِ، ثمَّ في النارِ يسجرونَ، فهذا جزاءُ المجرمينَ
ش / ك : وَلا يُوثِقُ الْكَافِرَ بالسلاسلِ والأغلالِ كَوَثَاقِ اللَّهِ أَحَدٌ


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ) س ش ك

س : المُوقِنَةُ بالإيمانِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ، لا يُخَالِطُهَا شَكٌّ وَلا يَعْتَرِيهَا رَيْبٌ، قَدْ رَضِيَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَعَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهَا، فَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطْمَئِنَّةً؛لأَنَّهَا قَدْ بُشِّرَتْ بالجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ



تفسير قوله تعالى: (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) ) س ش ك
{ ارجعي إلى ربّك}
ك : إلى جواره وثوابه، وما أعدّ لعباده في جنّته
س : الذي ربّاكِ بنعمتهِ، وأسدى عليكِ منْ إحسانهِ ما صرتِ بهِ منْ أوليائهِ وأحبابهِ

{رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}
ك :

{راضيةً} أي: في نفسها.

{مرضيّةً} أي: قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها
س :
{رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضيةً عنِ اللهِ، وعنْ مَا أكرمَهَا بهِ منَ الثوابِ، واللهُ قدْ رضيَ عنهَا
ش :
{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالثَّوَابِ الَّذِي أَعْطَاكِ

{مَرْضِيَّةً} عِنْدَهُ



تفسير قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) ) س ش ك
س :هذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ

ش : فِي زُمْرَةِ عِبَادِي الصَّالِحِينَ، وَكُونِي مِنْ جُمْلَتِهِمْ


تفسير قوله تعالى: (وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) ) س ش ك
س / ك : هذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ
ش : }وَادْخُلِي جَنَّتِي} مَعَهُمْ؛ أَيْ: فَتِلْكَ هِيَ الكرامةُ، لا كَرَامَةَ سِوَاهَا



>> في من نزلت الآية ؟
قيل : حمزة بن عبد المطلب
قيل : عثمان بن عفان

>> روي عن ابن عبّاسٍ أنه يقال للأرواح المطمئنّة يوم القيامة: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك} يعني: صاحبك، وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا {راضيةً مرضيّةً
{وروي عنه أنه كان يقرؤها: (فادخلي في عبدي وادخلي جنّتي) وكذا قال عكرمة والكلبيّ، واختاره ابن جريرٍ. وهو غريبٌ، والظاهر الأول؛ لقوله: {ثمّ ردّوا إلى الله مولاهم الحقّ}، {وأنّ مردّنا إلى الله} أي: إلى حكمه والوقوف بين يديه


>> قرئت عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً} فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه: إن هذا لحسنٌ!. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((أما إنّ الملك سيقول لك هذا عند الموت)).وكذا رواه ابن جريرٍ، عن أبي كريبٍ، عن ابن يمانٍ به، وهذا مرسلٌ حسنٌ.

إسراء خليفة 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م 09:20 PM

تفسير سورة الناس
رابط الموضوع http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3#.VFPSkRZo8h8


تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) ) س ش ك

ش:رَبُّ النَّاسِ هُوَ اللَّهُ خَالِقُهُمْ وَمُدَبِّرُ أَمْرِهِمْ وَمُصْلِحُ أَحْوَالِهِمْ


تفسير قوله تعالى: (مَلِكِ النَّاسِ (2) ) س ش ك
ش:لَهُ الْمُلْكُ الكَامِلُ وَالسلطانُ القاهِرُ


تفسير قوله تعالى: (إِلَهِ النَّاسِ (3) ) س ش ك

ش: مَعْبُودِهِمْ؛ فَإِنَّ الْمَلِكَ قَدْ يَكُونُ إِلَهاً، وَقَدْ لا يَكُونُ، فَبَيَّنَ أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ خَاصٌّ بِهِ، لا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ


هذه ثلاث صفاتٍ من صفات الربّ عزّ وجلّ: الرّبوبيّة، والملك، والإلهيّة، فهو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقةٌ له مملوكةٌ عبيدٌ له، فأمر المستعيذ أن يتعوّذ بالمتّصف بهذه الصفات من شرّ الوسواس الخنّاس

تفسير قوله تعالى: (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) س ش ك
ش: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ}الوَسْوَاسُ هُوَ الشَّيْطَانُ؛أَيْ: ذِي الوَسْوَسَةِ.
{الْخَنَّاسِ}:كَثِيرِ الخَنْسِ، وَهُوَ التَّأَخُّرُ، إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ خَنَسَ الشَّيْطَانُ وَانْقَبَضَ، وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ انْبَسَطَ عَلَى الْقَلْبِ



تفسير قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) ) س ش ك

ش : الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}وَسْوَسَتُهُ هِيَ الدُّعَاءُ إِلَى طَاعَتِهِ بِكلامٍ خَفِيٍّ يَصِلُ إِلَى الْقَلْبِ منْ غَيْرِ سَمَاعِ صَوْتٍ

فائدة : هل يختصّ هذا ببني آدم كما هو الظاهر؟ أو يعمّ بني آدم والجنّ؟ فيه قولان[؟؟] ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليباً. وقال ابن جريرٍ: وقد استعمل فيهم {رجالٍ من الجنّ}. فلا بدع في إطلاق الناس عليهم.


تفسير قوله تعالى: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) ش ك

ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يُوَسْوِسُ بِأَنَّهُ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ وَإِنْسِيٌّ، فَقَالَ:ش
6- {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}؛أَمَّا شَيْطَانُ الْجِنِّ فَيُوَسْوِسُ فِي صُدورِ النَّاسِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَمَّا شَيْطَانُ الإنسِ فَوَسْوَسَتُهُ فِي صُدُورِ النَّاسِ أَنَّهُ يَرَى نَفْسَهُ كالناصحِ المُشْفِقِ، فَيُوقِعُ فِي الصَّدْرِ مِنْ كلامِهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ النَّصِيحَةِ مَا يُوقِعُ الشَّيْطَانُ الجِنِّيُّ فِيهِ بِوَسْوَسَتِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الْجِنِّ كَمَا يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الإنسِ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ ". نَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِن كَيْدِهِ وَوَسْوَسَتِهِ

قالَ ابْنِ كَثِير: وقوله: {من الجنّة والنّاس}. هل هو تفصيلٌ لقوله: {الّذي يوسوس في صدور النّاس}؟ ثمّ بيّنهم فقال: {من الجنّة والنّاس}.
وهذا يقوّي القول الثاني، وقيل: قوله: {من الجنّة والنّاس}. تفسيرٌ للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجنّ، كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً}



هيئة التصحيح 7 22 محرم 1436هـ/14-11-2014م 04:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;150676



التلخيص :



تفسير قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1))
س ش ك
يتسامح في ذكر الرموز كمرحلة أولى للإعداد للبحث أما بعد الإعداد وفي الصياغة النهائية يذكر الاسم فنقول مثلا : كما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر .

انفطرت : انشقّت

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)) س ش ك

ش : انتثرت: تساقطت متفرقةً ، وزال جمالها


تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)) س ش ك

للفقهاء في هذه المسألة أقوال قد تتفق في أمور وتختلف في غيرها ، فإجمالها بهذه الطريقة ، قد يعيق فهمها كما أوردها أصحابها ، ومن ثم فيفضَّل في مثل هذه المسائل أن تحرر تحريرا جيدا ، فيذكر الأقوال ، وتنسب لقائليها ، فنقول مثلا :
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : فجر الله بعضها في بعض كما ذكر ابن كثير .
واختلف المفسرون في نتيجة ذلك على أقوال :
القول الأول : فجرت فصارت بحرا واحدا ، كما ذكر السعدي والأشقر .
القول الثاني : فجرت فذهب ماؤها ، قاله الحسن كما ذكر ابن كثير .
القول الثالث : فجرت فاختلط مالحها بعذبها ، قاله قتادة كما ذكر ابن كثير ، وقال به الأشقر .
القول الرابع : فجرت فملئت ، قاله الكلبي كما ذكر ابن كثير .
ويلاحظ أننا ذكرنا ما يمكن جمعه مجتمعا ، ونسبة كل قول إلى قائله .
ش : أَيْ فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ



تفسير قوله تعالى :
(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ(4)) س ش ك


أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) : وتصاغ كما سلف ، القول الأول : ..... وقال به .... ، القول الثاني : ..... وقال به : ..... .
ش: أَيْ: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى الَّذِينَ هُمْ فِيهَا

لماذا تبعثر القبور ؟
وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال كما قال السعدي .

تفسير قوله تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)) س ش ك

ش: عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْ منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ)
تنبيه : لم يتم التعرض لما ذكره ابن كثير من قوله : ( إذا كان هذا حصل هذا ) ، ويعنون له بمسألة : موقع هذه الآية مما قبلها .

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)) س ش ك
أسلوب الخطاب في الآية :
الغرض من النداء :
المعنى الإجمالي للآية :

س: أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟
ش: أَيْ مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ).

فائدة : لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء

سبب نزول الآية : حكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم} ، ذكر ذلك ابن كثير .




تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)) س ش ك
س :

{الَّذِي خَلَقَكَ} مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً
}فَسَوَّاكَ} رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ
{فَعَدَلَكَ}: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا


تفسير قوله تعالى : ( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)) س ش ك

أقوال المفسرين في المراد بالصورة : بذكر الأقوال ونسبتها لقائليها .
المعنى الإجمالي للآية .
س: أَيْ رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ

أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم ومزيد التميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
-
الرموز توضع أمام عناوين المسائل لبيان من أورد هذه المسألة من المفسرين
لكن عند ذكر الخلاف بينهم ، لابد من توضيح مصادر الأقوال ونسبتها لقائليها.
- يصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها .
- تركت بعض المسائل ، يرجى الانتباه لها .
- يسمح باستخدام بعض الألوان في الكتابة للتمييز بين عنوان المسألة وما ذكر تحتها .
- لا يسمح باستخدام اللون الأحمر ، حتى يتميز الملخص عن تصحيحه ، وجزاكِ الله كل الخير ، ونفع بكِ .
=============================
من مسائل هذا الدرس :

- نوع الخطاب في الآية :
- معنى انفطرت :

- سبب انشقاق السماء :
-
معنى انتثرت :

-
أقوال المفسرين في المراد بـ (فجرت) :
-
أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) :
-
لماذا تبعثر القبور ؟
- متى تحدث هذه الأمور ؟
- حال المتقين من الأهوال بين يدي الساعة .
- حال الظالمين من الأهوال بين يدي الساعة .
- المعنى الإجمالي للآيات :

فإفراد هذه المسائل بالذكر يلفت النظر وإليها وأعون على فهمها ، ومذاكرتها ..
===============
تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 22 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 17/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12/ 15
= 80 %
درجة الملخص 4/4
زادكِ الله من فضله

هيئة التصحيح 7 23 محرم 1436هـ/15-11-2014م 03:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;150812


رابط الدرس الملخص : http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=25221


التلخيص :



تفسير قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1))
س ش ك
ملاحظتان :
الأولى : يفضل عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق .
والثانية : ذكر المفسرين بالرموز صالح لأولى مراحل الإعداد للتلخيص أما في الصياغة الأخيرة فيذكروا بأسمائهم لا بالرموز .


معنى الانفطار : انفطرت : انشقّت

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)) س ش ك

ش : معنى الانتثار : انتثرت: تساقطت متفرقةً وزال جمالها


تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)) س ش ك

ش : أَيْ فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ
ملاحظة : هذه المسألة فيها شيء من التفصيل عند المفسرين لم يتم التعرض له ،
ويمكن تفصيله كما يلي :
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : فجر الله بعضها في بعض كما ذكر ابن كثير .
واختلف المفسرون في تفصيله على أقوال :
القول الأول : فجرت فصارت بحرا واحدا ، كما ذكر السعدي والأشقر .
القول الثاني : فجرت فذهب ماؤها ، قاله الحسن كما ذكر ابن كثير .
القول الثالث : فجرت فاختلط مالحها بعذبها ، قاله قتادة كما ذكر ابن كثير ، وقال به الأشقر .
القول الرابع : فجرت فملئت ، قاله الكلبي كما ذكر ابن كثير .
ويلاحظ أننا ذكرنا ما يمكن جمعه مجتمعا ، ونسبة كل قول إلى قائله .


تفسير قوله تعالى :
(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ(4)) س ش ك

أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) : وتصاغ كما سلف ، القول الأول : ..... وقال به .... ، القول الثاني : ..... وقال به : ..... .
ش: أَيْ: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى الَّذِينَ هُمْ فِيهَا

ملاحظة هنا مسألة أخرى وهي :
الحكمة / سبب بعثرة القبور :

تفسير قوله تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)) س ش ك
-
المقصود بالتقديم والتأخير :
- بيان أن هذه الآية جواب شرط لما قبلها :
ش: عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْ منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ)


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)) س ش ك
-
من المقصود بالإنسان في هذه الآية ؟
- معنى
{مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}:
س: أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟
ش: أَيْ مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ).

أقوال السلف في سبب الغرور : ذكرها ابن كثير
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل.
وقال أيضاً: حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا أبو خلفٍ، حدّثنا يحيى البكّاء، سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله.
قال: وروي عن ابن عبّاسٍ والرّبيع بن خثيمٍ والحسن مثل ذلك، وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان.
وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.

وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم.
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء.

فائدة : لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء

سبب نزول الآية : حكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}




تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)) س ش ك
س :

معنى الخلق : {الَّذِي خَلَقَكَ} مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً
معنى التسوية : }فَسَوَّاكَ} رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ
معنى التعديل : {فَعَدَلَكَ}: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا


تفسير قوله تعالى : ( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)) س ش ك

س: أَيْ رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ

تفسير "الصورة" في قوله تعالى: {في أي صورة ما شاء ركبك}
فيها قولان:
الأول: قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ.

ويؤيده ما جاء في الصّحيحين عن أبي هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى أن يكون نزعه عرقٌ)).

الثاني: قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.

وكذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وقال قتادة: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك.
ومعنى هذا القول عند هؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ حسن المنظر والهيئة، ذكر هذه الأقوال ابن كثير .






أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم ومزيد التميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
-
لا تكتب أسماء أصحاب الكتب بالرموز في الصياغة النهائية عند ذكر الأقوال ، ولكنها مهمة في أولى مراحل الإعداد .
- يصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها .
- تركت بعض المسائل ، يرجى الانتباه لها .
- يسمح باستخدام بعض الألوان في الكتابة للتمييز بين عنوان المسألة وما ذكر تحتها .
- لا يسمح باستخدام اللون الأحمر ، حتى يتميز الملخص عن تصحيحه ، وجزاكِ الله كل الخير ، ونفع بكِ .
=============================
من مسائل هذا الدرس :

- نوع الخطاب في الآية :
- معنى الانفطار :

- سبب انشقاق السماء :
-
معنى الانتثار :

-
أقوال المفسرين في المراد بـ (فجرت) :
-
أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) :
-
سبب تبعثر القبور .
- متى تحدث هذه الأمور ؟
- حال المتقين من الأهوال بين يدي الساعة .
- حال الظالمين من الأهوال بين يدي الساعة .
- المعنى الإجمالي للآيات :

فإفراد هذه المسائل بالذكر يلفت النظر وإليها وأعون على فهمها ، ومذاكرتها ..
===============
تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 22 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 17/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12/ 15
= 80 %
درجة الملخص 4/4
زادكِ الله من فضله
.

هيئة التصحيح 7 23 محرم 1436هـ/15-11-2014م 03:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;150811


عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)


مناسبة نزول الآيات :
لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ بِقَوْلِهِ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}). ذكره الأشقر


* قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) )
التفسير ك س ش
- الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم يتساءلون}.

ك : يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكاراً لوقوعها: أي: عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟
- مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون} .

* قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) )

التفسير ك س ش

ك : عن أمر القيامة، وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر
.
قال قتادة : البعث بعد الموت.
وقال مجاهدٌ: هو القرآن.
والأظهر الأوّل؛ لقوله: {الّذي هم فيه مختلفون}. يعني: النّاس فيه على قولين؛مؤمنٌ به وكافرٌ).

ملاحظات :
الأولى : يكتفى بالرموز في مراحل التلخيص الأولى ، وعند رءوس المسائل لمعرفة مصادر تلخيصها ، أما في الصياغة النهائية فيكتب اسم المفسر ولا يكتفى بالرمز عنذ ذكر الأقوال في المسألة .
الثانية : يفضل كخطوة أولى للتلخيص أن تقومي باستخراج المسائل المتعلقة بالآية من أقوال المفسرين ، ومن المسائل المتعلقة بهذه الآية :
-
الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم يتساءلون}.
-
مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون} .
-
معنى النبأ العظيم .
- المقصود بالنبأ العظيم في الآية .
الثالثة : في المسائل التي فيها خلاف للمفسرين يتم تفصيلها ع
لى النحو التالي :
- المقصود بالنبأ العظيم في الآية :
اختلف المفسرون
في المقصود بالنبأ العظيم على ثلاثة أقوال :
القول الأول : أنه القرآن، ذكره ابن كثير عن مجاهد، واختاره الأشقر.
القول الثاني : أنه البعث بعد الموت، ذكره ابن كثير عن قتادة وابن زيد ورجحه، وذكره السعدي.

القول الثالث : دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الأشقر .




* قوله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3))

التفسير س ش ك
-
مرجع الضمير في قوله: {الذي هم فيه مختلفون} :
-
المراد بالاختلاف الوارد في الاية : وسيختلف فيه بحسب عود الضمير في المسألة السابقة ، وبحسب المراد بالنبأ العظيم أيضاً .
ك : النّاس في البعث بعد الموت على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ
ش: اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ



* قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) )

التفسير س ش ك
-
معنى {كلا} :
ك : وهذا تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ لمنكري القيامة .

-
فائدة التكرار لقوله تعالى: {كلا سيعلمون} :

ش :
{ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} التكرار للمبالغة فى التأكيد والتشديد فى الوعيد ؛ أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ .



أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم ولمزيد التميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصَّل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
- يصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فاستخراج المسائل أول خطوات التلخيص الجيد ، وذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها .
- نسبة الأقوال لأصحابها ومصادرها من الأمور الهامة ، فلا ينبغي التقصير فيها .
- تركت بعض المسائل ، فيرجى الاهتمام والاعتناء باستخراج المسائل من الكتب الثلاثة قدر استطاعتك ، ومع التدريب - إن شاء الله وقدر - سيصبح الأمر ميسورا .
- يسمح باستخدام بعض الألوان في الكتابة للتمييز بين عنوان المسألة وما ذكر تحتها .
- يفضل عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق .

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 17/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 85 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا .

هيئة التصحيح 7 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م 09:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 145417)
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) ) س ش ك
- معنى كلا :
{كَلاَّ}

ش : مَا هكذا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ
ك : حقًّا
{إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا}
ك : وطئت ومهّدت وسوّيت الأرض والجبال، وقام الخلائق من قبورهم لربّهم
معنى {الدك} ش : الدَّكُّ: الكَسْرُ وَالدَّقُّ؛ زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكاً بَعْدَ تَحْرِيكٍ، أَوْ دُكَّتْ جِبَالُهَا حَتَّى اسْتَوَتْ


تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) ) ش س ك
ش :
- المراد بالرب في قوله تعالى {ارجعي إلى ربّك} :
{وَجَاءَ رَبُّكَ} سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ
- معنى {صفا صفا} :{وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}؛ أَيْ: جَاؤُوا مُصْطَفِّينَ صُفُوفاً


تفسير قوله تعالى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) ) س ش ك
س :
}وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} تقودُهَا الملائكةُ بالسلاسلِ.
فإذا وقعتْ هذهِ الأمورُ فـ{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ} مَا قدَّمَهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ.

- معنى {وأنّى} في قوله تعالى {وأنّى له الذّكرى} :
{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}
فقدْ فاتَ أوانُهَا، وذهبَ زمانُهَا
- بيان أن قوله تعالى {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ} جواب شرط لما تقدم .
- ما الذي سيتذكره الإنسان ؟



تفسير قوله تعالى: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) ) س ش ك
س :
- أسلوب الخطاب في الآية : التمني
- المقصد من الآية : التحسر


}يَقُولُ} متحسِّراً على ما فرَّطَ في جنبِ اللهِ: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} الدائمةِ الباقيةِ، عملاً صالحاً، كمَا قالَ تعالَى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً{
- المراد بالحياة في قوله تعالى {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} :

وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ




تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) ) س ش ك

- مرجع الضمير في {عذابه}:

س : لمنْ أهملَ ذلكَ اليومَ ونسيَ العملَ لهُ
ش / ك : لا يُعَذِّبُ كَعَذَابِ اللَّهِ أَحَدٌ

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) ) س ش ك
س : فإنَّهمْ يقرنونَ بسلاسلٍ منْ نارٍ، ويسحبونَ على وجوههمْ في الحميمِ، ثمَّ في النارِ يسجرونَ، فهذا جزاءُ المجرمينَ
ش / ك : وَلا يُوثِقُ الْكَافِرَ بالسلاسلِ والأغلالِ كَوَثَاقِ اللَّهِ أَحَدٌ
- مرجع الضمير في {وثاقه}:

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ) س ش ك

س : المُوقِنَةُ بالإيمانِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ، لا يُخَالِطُهَا شَكٌّ وَلا يَعْتَرِيهَا رَيْبٌ، قَدْ رَضِيَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَعَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهَا، فَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطْمَئِنَّةً؛لأَنَّهَا قَدْ بُشِّرَتْ بالجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ



تفسير قوله تعالى: (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) ) س ش ك
{ ارجعي إلى ربّك}
ك : إلى جواره وثوابه، وما أعدّ لعباده في جنّته
س : الذي ربّاكِ بنعمتهِ، وأسدى عليكِ منْ إحسانهِ ما صرتِ بهِ منْ أوليائهِ وأحبابهِ

- المراد بالرب في قوله تعالى {ارجعي إلى ربّك} :

{رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}
ك :

- معنى {راضيةً} أي: في نفسها.

- معنى {مرضيّةً} أي: قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها
س :
{رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضيةً عنِ اللهِ، وعنْ مَا أكرمَهَا بهِ منَ الثوابِ، واللهُ قدْ رضيَ عنهَا
ش :
{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالثَّوَابِ الَّذِي أَعْطَاكِ

{مَرْضِيَّةً} عِنْدَهُ



تفسير قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) ) س ش ك

- المخاطب في قوله تعالى {فادخلي في عبادي} :
س :هذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ

ش : فِي زُمْرَةِ عِبَادِي الصَّالِحِينَ، وَكُونِي مِنْ جُمْلَتِهِمْ


تفسير قوله تعالى: (وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) ) س ش ك
س / ك : هذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ
ش : }وَادْخُلِي جَنَّتِي} مَعَهُمْ؛ أَيْ: فَتِلْكَ هِيَ الكرامةُ، لا كَرَامَةَ سِوَاهَا



>> في من نزلت الآية ؟

قيل : حمزة بن عبد المطلب
قيل : عثمان بن عفان

>> روي عن ابن عبّاسٍ أنه يقال للأرواح المطمئنّة يوم القيامة: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك} يعني: صاحبك، وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا {راضيةً مرضيّةً
{وروي عنه أنه كان يقرؤها: (فادخلي في عبدي وادخلي جنّتي) وكذا قال عكرمة والكلبيّ، واختاره ابن جريرٍ. وهو غريبٌ، والظاهر الأول؛ لقوله: {ثمّ ردّوا إلى الله مولاهم الحقّ}، {وأنّ مردّنا إلى الله} أي: إلى حكمه والوقوف بين يديه
>> قرئت عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً} فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه: إن هذا لحسنٌ!. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((أما إنّ الملك سيقول لك هذا عند الموت)).وكذا رواه ابن جريرٍ، عن أبي كريبٍ، عن ابن يمانٍ به، وهذا مرسلٌ حسنٌ.

ذكرت الأقوال جيدا ، ومن الأفضل أن تصاغ المسألة بأقوالها على هذا النحو :
- الخلاف في سبب النزول :
اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية ، فيمن نزلت على أقوال :
القول الأول : نزلت في عثمان بن عفان وهو مروي عن الضحاك وابن عباس كما ذكر ابن كثير .
القول الثاني : نزلت في حمزة بن عبد المطلب وهو مروي عن بريدة بن الحصيب
ذكره ابن كثير أيضا .
القول الثالث : روي أنها نزلت وأبو بكر جالس ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها ستقال لك .


يرجى الانتباه للصياغة السابقة ، ومحاولة اعتمادها في المسائل التي يرد فيها خلاف للمسرين في معنى آية وما شابه ذلك .


أحسنتِ بارك الله فيك ، ونفع بكِ ، ولكن فاتك كثير من المسائل التي هي من مقاصد المفسرين ، فيرجى الانتباه لاستخراج المسائل ، فهي بمنزلة العماد للتلخيص الجيد ، فلا يفوتك الاهتمام بها ، ومحاولة التدرب عليها .
- فاتك في هذا التلخيص بعض المسائل ، فمن مسائل هذا الدرس :

- مقصد الآية : {إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا}
- ما الذي سيتذكره الإنسان ؟
- معنى {وأنّى} في قوله تعالى {وأنّى له الذّكرى} :
- بيان أن قوله تعالى
{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ} جواب شرط لما تقدم .
- المقصد من قوله تعالى {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} :
- المراد بالحياة في قوله تعالى {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} :
- مرجع الضمير في
{عذابه}:
- مرجع الضمير في {وثاقه}:
- المراد بالرب في قوله تعالى {ارجعي إلى ربّك} :
- المخاطب في قوله تعالى {فادخلي في عبادي}
:
- المقصد من الآيتين
{فادخلي في عبادي ، وادخلي جنتي } :
- الخلاف في سبب النزول :

وغيرها مما تم الإشارة إليه أثناء تصحيح التلخيص
ملاحظة هامة :
يرجى عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق لاحقا .


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 20/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 80 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك .

هيئة التصحيح 7 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م 09:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 148837)
تفسير سورة الناس
رابط الموضوع http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3#.vfpskrzo8h8


تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) ) س ش ك

ش:رَبُّ النَّاسِ هُوَ اللَّهُ خَالِقُهُمْ وَمُدَبِّرُ أَمْرِهِمْ وَمُصْلِحُ أَحْوَالِهِمْ


تفسير قوله تعالى: (مَلِكِ النَّاسِ (2) ) س ش ك
ش:لَهُ الْمُلْكُ الكَامِلُ وَالسلطانُ القاهِرُ


تفسير قوله تعالى: (إِلَهِ النَّاسِ (3) ) س ش ك

ش: مَعْبُودِهِمْ؛ فَإِنَّ الْمَلِكَ قَدْ يَكُونُ إِلَهاً، وَقَدْ لا يَكُونُ، فَبَيَّنَ أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ خَاصٌّ بِهِ، لا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ

- فائدة : العلاقة بين الخلق والملك والعبادة ، فمن خلق وملك وحده حريٌّ أن يُعبد .
هذه ثلاث صفاتٍ من صفات الربّ عزّ وجلّ: الرّبوبيّة، والملك، والإلهيّة، فهو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقةٌ له مملوكةٌ عبيدٌ له، فأمر المستعيذ أن يتعوّذ بالمتّصف بهذه الصفات من شرّ الوسواس الخنّاس

تفسير قوله تعالى: (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) س ش ك
- معنى {الوسواس} : ش: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ}الوَسْوَاسُ هُوَ الشَّيْطَانُ؛أَيْ: ذِي الوَسْوَسَةِ.
- معنى {الْخَنَّاسِ}: {الْخَنَّاسِ}:كَثِيرِ الخَنْسِ، وَهُوَ التَّأَخُّرُ، إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ خَنَسَ الشَّيْطَانُ وَانْقَبَضَ، وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ انْبَسَطَ عَلَى الْقَلْبِ



تفسير قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) ) س ش ك

- معنى الوسوسة :
ش : الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}وَسْوَسَتُهُ هِيَ الدُّعَاءُ إِلَى طَاعَتِهِ بِكلامٍ خَفِيٍّ يَصِلُ إِلَى الْقَلْبِ منْ غَيْرِ سَمَاعِ صَوْتٍ

فائدة : هل يختصّ هذا ببني آدم كما هو الظاهر؟ أو يعمّ بني آدم والجنّ؟ فيه قولان[؟؟] ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليباً. وقال ابن جريرٍ: وقد استعمل فيهم {رجالٍ من الجنّ}. فلا بدع في إطلاق الناس عليهم.


تفسير قوله تعالى: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) ش ك

- أقوال المفسرين في الجنة والناس:
- بيان أن الذي يوسوس ضربان :
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يُوَسْوِسُ بِأَنَّهُ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ وَإِنْسِيٌّ، فَقَالَ:ش
6- {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}؛أَمَّا شَيْطَانُ الْجِنِّ فَيُوَسْوِسُ فِي صُدورِ النَّاسِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَمَّا شَيْطَانُ الإنسِ فَوَسْوَسَتُهُ فِي صُدُورِ النَّاسِ أَنَّهُ يَرَى نَفْسَهُ كالناصحِ المُشْفِقِ، فَيُوقِعُ فِي الصَّدْرِ مِنْ كلامِهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ النَّصِيحَةِ مَا يُوقِعُ الشَّيْطَانُ الجِنِّيُّ فِيهِ بِوَسْوَسَتِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الْجِنِّ كَمَا يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الإنسِ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ ". نَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِن كَيْدِهِ وَوَسْوَسَتِهِ

قالَ ابْنِ كَثِير: وقوله: {من الجنّة والنّاس}. هل هو تفصيلٌ لقوله: {الّذي يوسوس في صدور النّاس}؟ ثمّ بيّنهم فقال: {من الجنّة والنّاس}.
وهذا يقوّي القول الثاني، وقيل: قوله: {من الجنّة والنّاس}. تفسيرٌ للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجنّ، كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً}


أحسنتِ بارك الله فيك ، ونفع بكِ ، فيرجى الانتباه بعد استخراج المسائل ، محاولة صياغتها بما يفيد بذاته معنى مستقيما ، فكل ما ظللته ووضعته فوق الخط ، يصلح لأن يصاغ منه مسائل ، وهو في ذاته - غالبا - مسألة ، إلا أنه يفضل في صياغة المسائل ألا تكون هي لفظ الآية نفسه ، ولذا وجب التنبيه ، جزاكِ الله كل الخير ، ومن تميز لتميز ، سدد الله على طريق العلم والخير خطاكِ .
- ويرجى الانتباه لضرورة نسبة الأقوال لمصادرها ، فكثيرا ما يتم نسيان هذه النقطة .


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15/ 15
= 85 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك .

إسراء خليفة 9 ربيع الثاني 1436هـ/29-01-2015م 01:34 AM

تلخيص أقوال المفسرين في الآيات 1-5 سورة القلم
 
قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) )

المراد بـ ( ن ) :
القول الأول: أنه حرْفٌ مِن حروفِ الهجاءِ، كالفواتِحِ الواقعةِ في أَوائلِ السوَرِ الْمُفْتَتَحَةِ بذلك
قاله الأشقر، وهو أحد القولين عن ابن كثير


القول الثاني: حوتٌ عظيمٌ على تيّار الماء العظيم المحيط، وهو حاملٌ للأرضين السّبع،
روي من عدة طرق عن ابن عباس
منها ما رواه الطّبرانيّ مرفوعًا فقال: حدّثنا أبو حبيبٍ زيد بن المهتدي المرّوذيّ حدّثنا سعيد بن يعقوب الطّالقانيّ، حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى مسلم بن صبيح، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم والحوت، قال للقلم: اكتب، قال: ما أكتب، قال: كلّ شيءٍ كائنٍ إلى يوم القيامة". ثمّ قرأ: {ن والقلم وما يسطرون}
وحاصل ما ذكره ابن كثير



القول الثالث: لوحٌ من نورٍ، روى عن قرة
واستدل بما قاله ابن جريرٍ فقال: حدّثنا الحسين بن شبيبٍ المكتب، حدّثنا محمّد بن زيادٍ الجزريّ، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.
ذكره ابن كثير



القول الرابع: دواةٌ، روي عن الحسن وقتادة وأبو هريرة وابن العباس
الدليل

-0ما رواه ابن جريرٍ فقال:حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمر، عن الحسن وقتادة في قوله: {ن} قالا هي الدّواة.
- ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "خلق اللّه النّون، وهي الدّواة". غريب جدا
- ما رواه ابن جرير
عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ اللّه خلق النّون -وهي الدّواة-وخلق القلم، فقال: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة من عملٍ معمولٍ، به برٍّ أو فجورٍ، أو رزقٍ مقسومٍ حلالٍ أو حرامٍ. ثمّ ألزم كلّ شيءٍ من ذلك، شأنه: دخوله في الدّنيا، ومقامه فيها كم؟ وخروجه منها كيف؟ ثمّ جعل على العباد حفظةً، وللكتاب خزّانًا، فالحفظة ينسخون كلّ يومٍ من الخزّان عمل ذلك اليوم، فإذا فني الرّزق وانقطع الأثر وانقضى الأجل، أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم، فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئًا فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا. قال: فقال ابن عبّاسٍ: ألستم قومًا عربا تسمعون الحفظة يقولون: {إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: 29]؟ وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل.
ذكر ذلك ابن كثير

معنى الواو في قوله ( والقلم )


الواو: واو قسم
القلم : مقسم به



معنى ( القلم ) :
اسمُ جِنْسٍ شاملٌ للأقلامِ التي تُكتبُ بها أنواعُ العلومِ، ويُسْطَرُ بها الْمَنثورُ والمنظومُ
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

المراد بـ ( القلم )



القول الأول: القلم، روى عن ابن عباس، الأعمش، وأبي هريرة
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير، وهو أيضا قول السعدي والأشقر



القول الثاني: قلم من نور، روى عن ابن جريج، ورواه معاوية بن قرة عن أبيه
قال ابن جريرٍ: حدّثنا الحسين بن شبيبٍ المكتب، حدّثنا محمّد بن زيادٍ الجزريّ، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.
ذكره ابن كثير



القول الثالث: المراد هاهنا بالقلم الّذي أجراه اللّه بالقدر حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنةٍ
الدليل : ما رواه ابن أبي حاتم فقال:حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان ويونس بن حبيبٍ قالا حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا عبد الواحد بن سليم السّلميّ، عن عطاءٍ -هو ابن أبي رباحٍ-حدّثني الوليد بن عبادة بن الصّامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب. قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر [ما كان] وما هو كائنٌ إلى الأبد".
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير



القول الرابع: أى القلمالّذي كتب به الذّكر، روى عن مجاهد
ذكره ابن كثير

دلالة الإقسام بالقلم على نعمة الكتابة

ذلك أن الله لا يقسم إلا بما هو عظيم، فلما أقسم الله بالقلم دل ذلك على عظمة منة الله على عباده بتعليمهم الكتابة فبها تحفظ العلوم

معنى قوله ( وما يسطرون) بحسب اختلاف مرجع الضمير في:



القول الأول: وما يكتبون، روى عن مجاهد وقتادة وابن عباس



القول الثاني :وما يعملون، روى عن ابن عباس
وعلى هذين القولين يكون المراد بذلك العباد
القول الثالث:
يعني الملائكة وما تكتب من أعمال العباد، قاله السدي
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير
وذكر السعدي والأشقر ما معناه القول الأول

يتبع باقي التلخيص في المشاركات القادمة إن شاء الله






إسراء خليفة 9 ربيع الثاني 1436هـ/29-01-2015م 03:53 AM

قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) )


المراد بـ ( ن ) :

القول الأول:أنه حرْفٌ مِن حروفِ الهجاءِ، كالفواتِحِ الواقعةِ في أَوائلِ السوَرِ الْمُفْتَتَحَةِ بذلك
قاله الأشقر، وهو أحد القولين عن ابن كثير
القول الثاني: حوتٌ عظيمٌ على تيّار الماء العظيم المحيط، وهو حاملٌ للأرضين السّبع،
روي من عدة طرق عن ابن عباس
منها ما رواه الطّبرانيّ مرفوعًا فقال: حدّثنا أبو حبيبٍ زيد بن المهتدي المرّوذيّ حدّثنا سعيد بن يعقوب الطّالقانيّ، حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى مسلم بن صبيح، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم والحوت، قال للقلم: اكتب، قال: ما أكتب، قال: كلّ شيءٍ كائنٍ إلى يوم القيامة". ثمّ قرأ: {ن والقلم وما يسطرون}
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير

القول الثالث: لوحٌ من نورٍ، روى عن قرة
واستدل بما قاله ابن جريرٍ فقال: حدّثنا الحسين بن شبيبٍ المكتب، حدّثنا محمّد بن زيادٍ الجزريّ، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.

ذكره ابن كثير
القول الرابع: دواةٌ، روي عن الحسن وقتادة وأبو هريرة وابن العباس
الدليل:

-ما رواه ابن جريرٍ فقال:حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمر، عن الحسن وقتادة في قوله: {ن} قالا هي الدّواة.
- ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "خلق اللّه النّون، وهي الدّواة". غريب جدا
- ما رواه ابن جرير
عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ اللّه خلق النّون -وهي الدّواة-وخلق القلم، فقال: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة من عملٍ معمولٍ، به برٍّ أو فجورٍ، أو رزقٍ مقسومٍ حلالٍ أو حرامٍ. ثمّ ألزم كلّ شيءٍ من ذلك، شأنه: دخوله في الدّنيا، ومقامه فيها كم؟ وخروجه منها كيف؟ ثمّ جعل على العباد حفظةً، وللكتاب خزّانًا، فالحفظة ينسخون كلّ يومٍ من الخزّان عمل ذلك اليوم، فإذا فني الرّزق وانقطع الأثر وانقضى الأجل، أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم، فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئًا فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا. قال: فقال ابن عبّاسٍ: ألستم قومًا عربا تسمعون الحفظة يقولون: {إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: 29]؟ وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل.
ذكر ذلك ابن كثير


معنى الواو في قوله ( والقلم ):
الواو: واو قسم
القلم : مقسم به

وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

معنى ( القلم ) :
اسمُ جِنْسٍ شاملٌ للأقلامِ التي تُكتبُ بها أنواعُ العلومِ، ويُسْطَرُ بها الْمَنثورُ والمنظومُ
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


المراد بـ ( القلم )
القول الأول: القلم، روى عن ابن عباس، الأعمش، وأبي هريرة
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير، وهو أيضا قول السعدي والأشقر

القول الثاني: قلم من نور، روى عن ابن جريج، ورواه معاوية بن قرة عن أبيه
قال ابن جريرٍ: حدّثنا الحسين بن شبيبٍ المكتب، حدّثنا محمّد بن زيادٍ الجزريّ، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.
ذكره ابن كثير
القول الثالث: المراد هاهنا بالقلم الّذي أجراه اللّه بالقدر حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنةٍ
الدليل : ما رواه ابن أبي حاتم فقال:حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان ويونس بن حبيبٍ قالا حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا عبد الواحد بن سليم السّلميّ، عن عطاءٍ -هو ابن أبي رباحٍ-حدّثني الوليد بن عبادة بن الصّامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب. قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر [ما كان] وما هو كائنٌ إلى الأبد".
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير

القول الرابع: أى القلمالّذي كتب به الذّكر، روى عن مجاهد
ذكره ابن كثير


دلالة الإقسام بالقلم على نعمة الكتابة
ذلك أن الله لا يقسم إلا بما هو عظيم، فلما أقسم الله بالقلم دل ذلك على عظمة منة الله على عباده بتعليمهم الكتابة فبها تحفظ العلوم.

معنى قوله ( وما يسطرون) بحسب اختلاف مرجع الضمير في:
القول الأول: وما يكتبون، روى عن مجاهد وقتادة وابن عباس
القول الثاني :وما يعملون، روى عن ابن عباس
وعلى هذين القولين يكون المراد بذلك العباد
القول الثالث: يعني الملائكة وما تكتب من أعمال العباد، قاله السدي
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير
وذكر السعدي والأشقر ما معناه القول الأول

قوله تعالى: (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) )

من المخاطب في الآية
رسول الله
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

المراد بـ ( نعمة ربك)
النُّبُوَّةُ والرياسةُ العامَّةُ، الهدى والحق المبين،العقْلِ الكامِلِ، والرأيِ الْجَزْلِ والكلامِ الفَصْلِ
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

فائدة إضافة (نعمة ) إلى (ربك)
فيه إشارة إلى أن ما يدعو إليه رسول الله" صلي الله عليه وسلم " من عند الله،
وفي ذلك دليل على إثبات الوحي


مقصد الآية
لست يا محمد بمجنونٍ، كما قد يقوله الجهلة من قومك، المكذّبون بما جئتهم به من الهدى والحقّ المبين، فنسبوك فيه إلى الجنون

الآية جواب قسم



قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) )
معنى ( غير ممنون )
القول الأول: غيرَ مَقطوعٍ، قاله ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الثاني: لا يُمَنُّ به عليك مِن جِهةِ الناسِ، قاله الأشقر

فائدة تنكير أجرا
للتعظيم
ذكره السعدي


إثبات الجزاء على الأعمال
دلالة الآية على عظمة النبي "صلى الله عليه وسلم"
مقصد الآية
بينت الآيات أن رسول الله له أجر غيرَ مَقطوعٍ، بل هو دائمٌ مُسْتَمِرٌّ؛ وذلك لِمَا أَسْلَفَه النبيُّ "صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ "مِن الأعمالِ الصالحةِ والأخلاقِ الكاملةِ,وذلكثَواباً على ما تَحَمَّلْ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ، وقاسَى مِن أنواعِ الشدائدِ.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


المراد بقوله ( خلق عظيم )
القول الأول : دينٍ عظيمٍ، وهو الإسلام ، روى عن مجاهدٌ، وأبو مالكٍ، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، والضّحّاك، وابن زيدٍ، وابن عباس
ذكره ابن كثير
القول الثاني: أدبٍ عظيمٍ، قاله عطية
ذكره ابن كثير
القول الثالث: أي خلقه القرآن، رواه الحسن و قتادة عن عائشة
وبه قال السعدي والأشقر و هو أحد الأقوال عن ابن كثير

واستدل ابن كثير بما رواه عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشامٍ قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني يا أمّ المؤمنين -عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقلت: نعم. فقالت: كان خلقه القرآن.
واستدل أيضا بما قاله الإمام أحمد قال: حدّثنا أسود، حدّثنا شريكٌ، عن قيس بن وهبٍ، عن رجلٍ من بني سوادٍ قال: سألت عائشة عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: أما تقرأ القرآن: {وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ}؟ قال: قلت: حدّثيني عن ذاك. قالت: صنعت له طعامًا، وصنعت له حفصة طعامًا، فقلت لجاريتي: اذهبي فإن جاءت هي بالطّعام فوضعته قبل فاطرحي الطّعام! قالت: فجاءت بالطّعام. قالت: فألقت الجارية، فوقعت القصعة فانكسرت -وكان نطعًا -قالت: فجمعه رسول الله وقال: "اقتضوا -أو: اقتضي-شكّ أسود -ظرفًا مكان ظرفك". قالت: فما قال شيئًا.
ذكر ذلك ابن كثير ثم قال : معنى هذا أنّه، عليه السّلام، صار امتثال القرآن، أمرًا ونهيًا، سجيّةً له، وخلقًا تطبّعه، وترك طبعه الجبلّي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جبله اللّه عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشّجاعة، والصّفح والحلم، وكلّ خلقٍ جميلٍ. كما ثبت في الصّحيحين عن أنسٍ قال: خدمت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عشرٌ سنين فما قال لي: "أفٍّ" قطّ، ولا قال لشيءٍ فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس خلقًا ولا مسست خزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا شممت مسكًا ولا عطرًا.

خلق رسول الله " صلى الله عليه وسلم"
حاصِلُ خُلُقِه العظيمِ ما فَسَّرَتْهُ به أُمُّ المُؤمنِينَ عائشةُ رَضِيَ اللَّهُ عنها لِمَن سأَلَها عنه فقالَتْ: "كانَ خُلُقُه القرآنَ".
وذلك نحوُ قولِه تعالى له: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ...}الآيةَ، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وما أَشْبَهَ ذلكَ مِن الآياتِ الدالاَّتِ على اتِّصافِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بمكارِمِ الأخلاقِ والآياتِ الحاثَّاتِ على الخُلُقِ العظيمِ، فكانَ له منها أكْمَلُها وأَجَلُّها، وهو في كلِّ خَصْلةٍ منها في الذِّرْوَةِ العُلْيَا.
فكانَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ سَهْلاً لَيِّناً، قَريباً مِن الناسِ، مُجيباً لدَعْوةِ مَن دَعاهُ، قاضياً لحاجةِ مَنِ استَقْضَاهُ، جابراً لقلْبِ مَن سَأَلَه، لا يَحْرِمُه ولا يَرُدُّه خائباً.
وإذَا أَرادَ أصحابُه منه أمْراً وافَقَهم عليه، وتابَعَهم فيه، إذا لم يَكُنْ فيه مَحْذورٌ، وإنْ عَزَمَ على أمْرٍ لم يَسْتَبِدَّ به دُونَهم، بل يُشاوِرُهم ويُؤَامِرُهم.
وكان يَقْبَلُ مِن مُحْسِنِهم ويَعفُو عن مُسِيئِهم، ولم يَكُنْ يُعاشِرُ جَلِيساً له إلا أَتَمَّ عِشرةً وأَحْسَنَها، فكانَ لا يَعْبِسُ في وَجْهِهِ، ولا يَغْلُظُ عليه في مَقالِه، ولا يَطْوِي عنه بِشْرَه، ولا يُمْسِكُ عليه فَلَتَاتِ لِسانِه، ولا يُؤَاخِذُه بما يَصْدُرُ منه مِن جَفوةٍ، بل يُحْسِنُ إلى عَشيرِه غايةَ الإحسانِ، ويَحْتَمِلُه غايةَ الاحتمالِ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

مقصد الآية

أي: عالياً به مُستعْلِياً بخُلُقِكَ الذي مَنَّ اللَّهُ عليك به,وكان خلقه القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


قوله تعالى: (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) )
من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

مرجع الضمير في "يبصرون "
على الكفار
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


المراد بـ(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) )
ستعلم ويعلمون يوم القيامة، رواه ابن جريج عن ابن عباس
ذكره ابن كثير


مناسبة هذه الآية لما قبلها
لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ رسوله في أَعْلَى الْمَنازِلِ مِن جَميعِ الوُجوهِ، وكانَ أعداؤُه يَنْسُبونَ إليه أنه مجنونٌ مَفتونٌ، قالَ: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}.
وقد تَبَيَّنَ أنَّه أَهْدَى الناسِ، وأَكْمَلُهم لنفْسِه ولغيرِه، وأنَّ أعداءَه أضَلُّ الناسِ وَشَرُّ الناسِ للناسِ، وأنَّهم هم الذينَ فَتَنُوا عِبادَ اللَّهِ، وأَضَلُّوهم عن سَبيلِه، وكَفَى بعِلْمِ اللَّهِ بذلك؛ فإِنَّه هو المحاسِبُ الْمُجَازِي.
ذكره السعدي

معنى }المفتون}
القول الأول: الجنون، رُوى عن مجاهد وابن عباس
القول الثاني:
أولى بالشّيطان. قاله قتادة
ذكره ابن كثير

أمل عبد الرحمن 14 ربيع الثاني 1436هـ/3-02-2015م 04:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 162674)
قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) )

أين قائمة المسائل يا إسراء؟

المراد بـ ( ن ) : معنى قوله تعالى: {ن}
القول الأول:أنه حرْفٌ مِن حروفِ الهجاءِ، كالفواتِحِ الواقعةِ في أَوائلِ السوَرِ الْمُفْتَتَحَةِ بذلك
قاله الأشقر، وهو أحد الأقوال القولين عن ابن كثير والراجح منها. ((تأملي كلام ابن كثير فيه تعرفي أنه يرجحه))
القول الثاني: حوتٌ عظيمٌ على تيّار الماء العظيم المحيط، وهو حاملٌ للأرضين السّبع،
روي من عدة طرق عن ابن عباس
منها ما رواه الطّبرانيّ مرفوعًا فقال: حدّثنا أبو حبيبٍ زيد بن المهتدي المرّوذيّ حدّثنا سعيد بن يعقوب الطّالقانيّ، حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى مسلم بن صبيح، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم والحوت، قال للقلم: اكتب، قال: ما أكتب، قال: كلّ شيءٍ كائنٍ إلى يوم القيامة". ثمّ قرأ: {ن والقلم وما يسطرون}
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير

تذكري كلامنا على اختصار السند، نذكر الراوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع من روى الحديث من أئمة الحديث فنقول:
عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم والحوت، قال للقلم: اكتب، قال: ما أكتب، قال: كلّ شيءٍ كائنٍ إلى يوم القيامة". ثمّ قرأ: {ن والقلم وما يسطرون}، رواه الطبراني مرفوعا.
وقيسي عليه بقية الأحاديث.
القول الثالث: لوحٌ من نورٍ، روى عن معاوية بن قرة
واستدل بما قاله ابن جريرٍ فقال: حدّثنا الحسين بن شبيبٍ المكتب، حدّثنا محمّد بن زيادٍ الجزريّ، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.

ذكره ابن كثير
القول الرابع: دواةٌ، روي عن الحسن وقتادة وأبو هريرة وابن العباس
الدليل:

-ما رواه ابن جريرٍ فقال:حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمر، عن الحسن وقتادة في قوله: {ن} قالا هي الدّواة.
- ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "خلق اللّه النّون، وهي الدّواة". غريب جدا
- ما رواه ابن جرير
عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ اللّه خلق النّون -وهي الدّواة-وخلق القلم، فقال: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة من عملٍ معمولٍ، به برٍّ أو فجورٍ، أو رزقٍ مقسومٍ حلالٍ أو حرامٍ. ثمّ ألزم كلّ شيءٍ من ذلك، شأنه: دخوله في الدّنيا، ومقامه فيها كم؟ وخروجه منها كيف؟ ثمّ جعل على العباد حفظةً، وللكتاب خزّانًا، فالحفظة ينسخون كلّ يومٍ من الخزّان عمل ذلك اليوم، فإذا فني الرّزق وانقطع الأثر وانقضى الأجل، أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم، فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئًا فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا. قال: فقال ابن عبّاسٍ: ألستم قومًا عربا تسمعون الحفظة يقولون: {إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: 29]؟ وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل.
ذكر ذلك ابن كثير


معنى الواو في قوله ( والقلم ):
الواو: واو قسم
القلم : مقسم به

وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

معنى ( القلم ) :
اسمُ جِنْسٍ شاملٌ للأقلامِ التي تُكتبُ بها أنواعُ العلومِ، ويُسْطَرُ بها الْمَنثورُ والمنظومُ
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


المراد بـ ( القلم )
القول الأول: القلم، روى عن ابن عباس، الأعمش، وأبي هريرة
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير، وهو أيضا قول السعدي والأشقر

القول الثاني: قلم من نور، روى عن ابن جريج، ورواه معاوية بن قرة عن أبيه
قال ابن جريرٍ: حدّثنا الحسين بن شبيبٍ المكتب، حدّثنا محمّد بن زيادٍ الجزريّ، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.
ذكره ابن كثير
القول الثالث: المراد هاهنا بالقلم الّذي أجراه اللّه بالقدر حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنةٍ
الدليل : ما رواه ابن أبي حاتم فقال:حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان ويونس بن حبيبٍ قالا حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا عبد الواحد بن سليم السّلميّ، عن عطاءٍ -هو ابن أبي رباحٍ-حدّثني الوليد بن عبادة بن الصّامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب. قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر [ما كان] وما هو كائنٌ إلى الأبد".
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير

القول الرابع: أى القلم الّذي كتب به الذّكر، روى عن مجاهد
ذكره ابن كثير

الأقوال في المراد بالقلم تعود إلى ثلاثة أقوال:
الأول: أنه القلم الذي يكتب به الناس.
الثاني: أنه القلم الذي كتب به اللوح المحفوظ، وفي اللوح المحفوظ كتبت مقادير الخلائق وما هو كائن إلى يوم القيامة، وكتب به الذكر.
الثالث: أنها الأقلام التي تكتب بها الملائكة المقادير وأعمال العباد.
والراجح أن المراد به جنس الأقلام التي يكتب بها، لقوله تعالى بعده: {والقلم وما يسطرون}، كما ذكر ذلك ابن كثير.


دلالة الإقسام بالقلم على نعمة الكتابة
ذلك أن الله لا يقسم إلا بما هو عظيم، فلما أقسم الله بالقلم دل ذلك على عظمة منة الله على عباده بتعليمهم الكتابة فبها تحفظ العلوم.

معنى قوله ( وما يسطرون) بحسب اختلاف مرجع الضمير في:
القول الأول: وما يكتبون، روى عن مجاهد وقتادة وابن عباس
القول الثاني :وما يعملون، روى عن ابن عباس
وعلى هذين القولين يكون المراد بذلك العباد
القول الثالث: يعني الملائكة وما تكتب من أعمال العباد، قاله السدي
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير
وذكر السعدي والأشقر ما معناه القول الأول
قوله تعالى: {وما يكتبون} فيه ثلاث مسائل حتى يمكننا فهمه جيدا بإذن الله:
- معنى {يسطرون}: أي يكتبون
- مرجع الضمير في قوله تعالى: {يسطرون}: فيه قولان: الأول: أنهم الملائكة، والثاني: أنهم الناس.
- معنى {ما يسطرون}: أي ما يكتبون، ويقصد به نوع المكتوب: وهو على ثلاثة أقوال:
1- جميع ما يكتب بالأقلام من أنواع المعارف والعلوم، على القول بأن الكتبة هم بنو آدم.
2- أعمال العباد
3- الذكر
4- المقادير
وهذه الأقوال باعتبار أن الكتبة هم الملائكة.
لذلك أعود إلى الأقوال الثلاثة التي كتبتيها لنضمن توضيحها إن شاء الله:

اقتباس:

القول الأول: وما يكتبون، (( جميع ما يكتب بالأقلام)) روى عن مجاهد وقتادة وابن عباس
القول الثاني :وما يعملون، ((يشير إلى نوع المكتوب، ولا يقصد أن الكتابة بمعنى العمل)) روى عن ابن عباس
وعلى هذين القولين يكون المراد بذلك العباد بل القول الثاني يشير إلى أن الكتبة هم الملائكة
القول الثالث: يعني الملائكة وما تكتب من أعمال العباد، (( أي أن مرجع الضمير يعود إلى الملائكة، ويقصد بنوع المكتوب هنا أعمال بني آدم)) قاله السدي

من المخاطب في الآية
رسول الله
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

المراد بـ ( نعمة ربك)
النُّبُوَّةُ والرياسةُ العامَّةُ، الهدى والحق المبين،العقْلِ الكامِلِ، والرأيِ الْجَزْلِ والكلامِ الفَصْلِ
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

فائدة إضافة (نعمة ) إلى (ربك)
فيه إشارة إلى أن ما يدعو إليه رسول الله" صلي الله عليه وسلم " من عند الله،
وفي ذلك دليل على إثبات الوحي


مقصد الآية
لست يا محمد بمجنونٍ، كما قد يقوله الجهلة من قومك، المكذّبون بما جئتهم به من الهدى والحقّ المبين، فنسبوك فيه إلى الجنون
ما ذكرتيه هو المعنى الإجمالي للآية، وهو غير مقصدها.
الآية جواب قسم

قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) )
معنى ( غير ممنون )
القول الأول: غيرَ مَقطوعٍ، قاله ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الثاني: لا يُمَنُّ به عليك مِن جِهةِ الناسِ، قاله الأشقر
وقيل: غير محسوب، كما ذكر ابن كثير عن مجاهد.

فائدة تنكير أجرا
للتعظيم
ذكره السعدي


إثبات الجزاء على الأعمال
دلالة الآية على عظمة النبي "صلى الله عليه وسلم"
مقصد الآية
بينت الآيات أن رسول الله له أجر غيرَ مَقطوعٍ، بل هو دائمٌ مُسْتَمِرٌّ؛ وذلك لِمَا أَسْلَفَه النبيُّ "صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ "مِن الأعمالِ الصالحةِ والأخلاقِ الكاملةِ,وذلكثَواباً على ما تَحَمَّلْ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ، وقاسَى مِن أنواعِ الشدائدِ.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


المراد بقوله ( خلق عظيم )
القول الأول : دينٍ عظيمٍ، وهو الإسلام ، روى عن مجاهدٌ، وأبو مالكٍ، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، والضّحّاك، وابن زيدٍ، وابن عباس
ذكره ابن كثير
القول الثاني: أدبٍ عظيمٍ، قاله عطية
ذكره ابن كثير
القول الثالث: أي خلقه القرآن، رواه الحسن و قتادة عن عائشة هذا القول هو بيان للقول الثاني، وليس قولا ثالثا
وبه قال السعدي والأشقر و هو أحد الأقوال عن ابن كثير

واستدل ابن كثير بما رواه عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشامٍ قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني يا أمّ المؤمنين -عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقلت: نعم. فقالت: كان خلقه القرآن.
واستدل أيضا بما قاله الإمام أحمد قال: حدّثنا أسود، حدّثنا شريكٌ، عن قيس بن وهبٍ، عن رجلٍ من بني سوادٍ قال: سألت عائشة عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: أما تقرأ القرآن: {وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ}؟ قال: قلت: حدّثيني عن ذاك. قالت: صنعت له طعامًا، وصنعت له حفصة طعامًا، فقلت لجاريتي: اذهبي فإن جاءت هي بالطّعام فوضعته قبل فاطرحي الطّعام! قالت: فجاءت بالطّعام. قالت: فألقت الجارية، فوقعت القصعة فانكسرت -وكان نطعًا -قالت: فجمعه رسول الله وقال: "اقتضوا -أو: اقتضي-شكّ أسود -ظرفًا مكان ظرفك". قالت: فما قال شيئًا.
ذكر ذلك ابن كثير ثم قال : معنى هذا أنّه، عليه السّلام، صار امتثال القرآن، أمرًا ونهيًا، سجيّةً له، وخلقًا تطبّعه، وترك طبعه الجبلّي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جبله اللّه عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشّجاعة، والصّفح والحلم، وكلّ خلقٍ جميلٍ. كما ثبت في الصّحيحين عن أنسٍ قال: خدمت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عشرٌ سنين فما قال لي: "أفٍّ" قطّ، ولا قال لشيءٍ فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس خلقًا ولا مسست خزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا شممت مسكًا ولا عطرًا.

خلق رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ما زلنا مع تفصيل القول الثاني
حاصِلُ خُلُقِه العظيمِ ما فَسَّرَتْهُ به أُمُّ المُؤمنِينَ عائشةُ رَضِيَ اللَّهُ عنها لِمَن سأَلَها عنه فقالَتْ: "كانَ خُلُقُه القرآنَ".
وذلك نحوُ قولِه تعالى له: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ...}الآيةَ، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وما أَشْبَهَ ذلكَ مِن الآياتِ الدالاَّتِ على اتِّصافِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بمكارِمِ الأخلاقِ والآياتِ الحاثَّاتِ على الخُلُقِ العظيمِ، فكانَ له منها أكْمَلُها وأَجَلُّها، وهو في كلِّ خَصْلةٍ منها في الذِّرْوَةِ العُلْيَا.
فكانَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ سَهْلاً لَيِّناً، قَريباً مِن الناسِ، مُجيباً لدَعْوةِ مَن دَعاهُ، قاضياً لحاجةِ مَنِ استَقْضَاهُ، جابراً لقلْبِ مَن سَأَلَه، لا يَحْرِمُه ولا يَرُدُّه خائباً.
وإذَا أَرادَ أصحابُه منه أمْراً وافَقَهم عليه، وتابَعَهم فيه، إذا لم يَكُنْ فيه مَحْذورٌ، وإنْ عَزَمَ على أمْرٍ لم يَسْتَبِدَّ به دُونَهم، بل يُشاوِرُهم ويُؤَامِرُهم.
وكان يَقْبَلُ مِن مُحْسِنِهم ويَعفُو عن مُسِيئِهم، ولم يَكُنْ يُعاشِرُ جَلِيساً له إلا أَتَمَّ عِشرةً وأَحْسَنَها، فكانَ لا يَعْبِسُ في وَجْهِهِ، ولا يَغْلُظُ عليه في مَقالِه، ولا يَطْوِي عنه بِشْرَه، ولا يُمْسِكُ عليه فَلَتَاتِ لِسانِه، ولا يُؤَاخِذُه بما يَصْدُرُ منه مِن جَفوةٍ، بل يُحْسِنُ إلى عَشيرِه غايةَ الإحسانِ، ويَحْتَمِلُه غايةَ الاحتمالِ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

مقصد الآية

أي: عالياً به مُستعْلِياً بخُلُقِكَ الذي مَنَّ اللَّهُ عليك به,وكان خلقه القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
هذا معنى الآية الإجمالي، ولي معك عودة إن شاء الله بخصوص التعرف على مقاصد الآيات، ومقصد قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} هو الحث على الاقتداء بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى: (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) )
من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

مرجع الضمير في "يبصرون "
على الكفار
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


المراد بـ(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) )
ستعلم ويعلمون يوم القيامة، رواه ابن جريج عن ابن عباس
ذكره ابن كثير


مناسبة هذه الآية لما قبلها
لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ رسوله في أَعْلَى الْمَنازِلِ مِن جَميعِ الوُجوهِ، وكانَ أعداؤُه يَنْسُبونَ إليه أنه مجنونٌ مَفتونٌ، قالَ: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}.
وقد تَبَيَّنَ أنَّه أَهْدَى الناسِ، وأَكْمَلُهم لنفْسِه ولغيرِه، وأنَّ أعداءَه أضَلُّ الناسِ وَشَرُّ الناسِ للناسِ، وأنَّهم هم الذينَ فَتَنُوا عِبادَ اللَّهِ، وأَضَلُّوهم عن سَبيلِه، وكَفَى بعِلْمِ اللَّهِ بذلك؛ فإِنَّه هو المحاسِبُ الْمُجَازِي.
ذكره السعدي

معنى }المفتون}
القول الأول: الجنون، رُوى عن مجاهد وابن عباس
القول الثاني:
أولى بالشّيطان. قاله قتادة
ذكره ابن كثير

ممتازة ما شاء الله بارك الله فيك وفتح عليك
هذه قائمة بمسائل الدرس، أرجو أن تفيدك

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} القلم.

تفسير قوله تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)

● معنى قوله تعالى: {ن} ك ش
● المقسم به ك س ش
● المراد بالقلم ك س ش
● معنى {يسطرون} ك س ش
● مرجع الضمير في قوله: {يسطرون} ك س ش
المراد بقوله: {ما يسطرون} ك س ش
● الحكمة من الإقسام بالقلم ك س ش

تفسير قوله تعالى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)
● المقسم عليه ك س ش
● لمن الخطاب في الآيات؟ ك س ش
● سبب القسم ك س ش
● معنى قوله تعالى: {بنعمة ربك}
ك س ش
● المراد بالنعمة س ش
● المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه
س
● إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا س

تفسير قوله تعالى: وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)

● ما يفيده تنكير لفظة {أجرا} س
● معنى {غير ممنون} ك س ش
● إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الآخرة
س
سبب استحقاق النبي صلى الله عليه وسلم للأجر الجزيل في الآخرة ك س ش

تفسير قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)

● مناسبة الآية لما قبلها س
● المراد بالخلق في الآية ك س ش
وصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم ك س ش
● ما يفيده استعمال حرف الجر {على} س
● مقصد الآية

تفسير قوله تعالى: فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)

● مناسبة الآية لما قبلها س
● متعلق البصر ك س ش
● مرجع الضمير في قوله: {يبصرون} ك س ش
● معنى {المفتون} ك س ش
● معنى الباء في قوله: {بأييكم} ك
● نوع الأسلوب في الآية

دلالة الآية على الجزاء يوم القيامة ك س ش

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/26
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 20/18
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 94/100
الدرجة: 5/4,75
وفقك الله وبارك فيك

إسراء خليفة 14 ربيع الثاني 1436هـ/3-02-2015م 11:39 PM


تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )

المقسم
الله
أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر


المقسم به
قوله تعالى " ما تبصرون * وما لا تبصرون "

أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر

من المخاطب في الآية
الخلق
أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر

المقصود بـ " ما تبصرون * وما لا تبصرون"
ما يشاهده الخلق من آيات الله في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات عنهم،فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )
المقسم عليه
" إنه لقول رسول كريم "
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


المقصود بـ " إنه "
القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المقصود بـ "قول"
تلاوة
ذكره الأشقر

المقصود بـ "رسول"
القول الأول : أنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم "، وهذا قول ابن كثير والسعدي وأحد القولين عن الأشقر
القول الثاني: أنه جبريل"عليه السلام"، أحد القولين عن الأشقر


فائدة وصف الرسول بأنه كريم
نَزَّهَ اللَّهُ بذلك رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ، ذكره السعدي

الحكمة في إضافة "قول" إلى "رسول"
أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل، ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )


مرجع الضمير " هو "
على القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فهذه الآية رد من الله على من زعم أن القرآن شعر قاله محمد
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

من المخاطب في الآية
كفار مكة، أشار إلي ذلك ابن كثير



معنى ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ(
لأنه ليس مِن أصنافِ الشعْرِ، قاله الأشقر.

معنى ـ ( قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ (
أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ، قاله الأشقر.






تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )
{وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ}
أي ليس كهانة كما تَزعمونَ، فإنَّ الكهانةَ أمْرٌ آخَرُ لا جامعَ بينَها وبينَ هذ، قاله الأشقر.
{معنى (قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}
أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ، قاله الأشقر.

إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فهذه الآية رد من الله على من زعم أن القرآن قول كاهن قاله محمد
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

من المخاطب في الآية
كفار مكة، أشار إلي ذلك ابن كثير


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
المقصود بـ " تنزيل "
القرآن

وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى الآية

إنه لقولُ رسولٍ كريمٍ، وهو تنزيلٌ مِن رَبِّ العالمينَ على لِسانِه، قاله الأشقر.
إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
بينت الآيات أَنَّ ما جاء به رسول الله "صلى الله عليه وسلم" تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ، لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه، قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )
المقصود بـ " الأقاويل"
أي الكاذبة، ذكره ابن كثير.


من المراد بالآية
القول الأول : أنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم "، وهذا قول ابن كثير والسعدي وأحد القولين عن الأشقر.
القول الثاني: أنه جبريل"عليه السلام"، أحد القولين عن الأشقر.


معنى }ولو تقوّل علينا}
أي: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم لو كان كما يزعمون مفتريًا علينا، فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )

مرجع الضمير في قوله " أخذنا"
على الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر

معنى " لأخذنا منه باليمين"
القول الأول: لانتقمنا منه باليمين، قاله ابن كثير
القول الثاني: لأخذنا منه بيمينه، قاله ابن كثير والأشقر

فائدة التعبير بلفظ " أخذنا"
فيه معنى الانتقام وهو أشدّ في البطش، أشار إليه ابن كثير.

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )
مرجع الضمير في قوله " قطعنا "
على الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر


مرجع الضمير في قوله " منه "
على رسول الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر

المقصود بـ " الوتين "
القول الأول: هو نياط القلب، وهو العرق الّذي القلب معلّقٌ فيه، قاله عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، والحكم، وقتادة، والضّحّاك، ومسلمٌ البطين، وأبو صخرٍ حميد بن زيادٍ، وابن عباس.
ذكر ذلك ابن كثير، وهو أيضا حاصل قول السعدي والأشقر.
القول الثاني: هو القلب ومراقّه وما يليه، قاله محمد بن كعب، ذكر ذلك ابن كثير.

دلالة الآية على شدة عقوبة الكاذب على الله.
بينت الآية أنه لو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ.
وهو تَصويرٌ لإهلاكِه بأَفْظَعِ ما يَفعلُه الْمُلوكُ بِمَن يَغْضَبونَ عليه.
وهذا حاصل قول السعدي وابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )
مرجع الضمير في قوله تعالى " منكم"
على الخلق، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في قوله تعالى " عنه"
أي رسول الله، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}
أي: لو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّهِ، قاله السعدي وذكره معناه ابن كثير والأشقر.

دلالة الآية على صدق الرسول "صلى الله عليه وسلم"
بينت الآيات أنه ليس أحد يحجز رسول الله من عذاب الله لو كذب على الله، ولا حتى هو يمنع العذاب عن نفسه، فكيف يتكلف الكذب لأجل أحد ؟! بل هو الصادق البار الراشد، فاللّه عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات.
وهذا حاصل قول ابن كثير والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )
مرجع الضمير في قوله " إنه"
على القرآن، وهذا حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.

معنى كون القرآن تذكرة
أييَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ، قاله السعدي
ثمرات التذكر بالقرآن
يكون المتذكر به مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ، قاله السعدي
دلالة الآية على فضل انتفاع المتقين بالقرآن
حيث أن الله خصهم بالذكر دون غيرهم في انتفاعهم بالقرآن، أشار إليه الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )
مرجع ضمير المتكلم في قوله " إنا لنعلم"
على الله، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع ضمير المتكلم في قوله " منكم"
على كفار مكة / على الخلق

معنى قوله تعالى }وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين}
أي: مع هذا البيان والوضوح، سيوجد منكم من يكذّب بالقرآن، قاله ابن كثير، وأشار إلي ذلك السعدي والأشقر.

دلالة الآية على عاقبة الكفار.
في الآية تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ، قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )
معنى الآية بناء على مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه "
القول الأول : إنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة
وعلى هذا مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه" : أي يعود على التكذيب، قاله قتادة، السدي.

ذكره ابن كثير واستدل بقوله تعالى:}كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون}
القول الثاني: إنَّ القرآنَ لَحَسْرَةٌ ونَدامةٌ على الكافرينَ يومَ القِيامةِ
وعلى هذا مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه" : أي القرآن، قاله الأشقر وأحد القولين عن ابن كثير .
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )
معنى الآية }وإنّه لحقّ اليقين}
أي: الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب، قاله ابن كثير
مرجع الضمير في قوله تعالى "إنه"
على القرآن
أعلَى مَراتِبِ العِلْمِ
فإنَّ أَعلى مَراتِبِ العلْمِ اليَقينُ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. قاله السعدي


مراتب اليقين
واليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ،
ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ،
ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ. قاله السعدي

دلالة الآية على عظمة القرآن
فإن الله وصفه بأنه حق اليقين فإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ، قاله السعدي



تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )
من المخاطب في الآية
رسول الله، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي
معنى قوله تعالى }فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}؛
أي: نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه، قاله السعدي





إسراء خليفة 21 ربيع الثاني 1436هـ/10-02-2015م 01:01 AM


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )

مرجع الضمير في " وأنّا " و "منّا " و"كنّا "
على الجن .
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بالصالحين

المؤمنين.
قاله الأشقر.

معنى " دون ذلك"
غير ذلك.
قاله ابن كثير والأشقر.

المراد بـ " دون ذلك "
فساق وفجار وكفار.
حاصل قول السعدي والأشقر.

معنى " طرائق قددا "
أيْ: جَماعاتٍ متَفَرِّقَةً، وأَصنافاً مُخْتَلِفَةً، وأهواءً متَبايِنَةً.
وهو حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ"كنّا طرائق قددًا"
أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر.
قاله ابن كثير .

إمكانية سماع الإنس للجن دون رؤيتهم
أورد ابن كثير ما حاصله إن الإنس قد يسمع الجن دون أن يراه، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش"

وأيضا ذكر ابن كثير ما قاله الحافظ ابن عساكر في ترجمة العبّاس بن أحمد الدّمشقيّ قال سمعت بعض الجنّ وأنا في منزلٍ لي باللّيل ينشد:
قلوبٌ براها الحبّ حتى تعلّقت = مذاهبها في كلّ غرب وشارق
تهيم بحبّ اللّه، والله ربّها = معلّقةٌ باللّه دون الخلائق.

سماع الجن للإنس ورؤيتهم له
أورد ابن كثير ما حاصله أن الجن يسمع الإنس ويراهم، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش"
وذكر الأشقر أن الجن دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم " بعد استماعهم للقرآن منه.

إثبات سماع الجن للقرآن
ذكر الأشقر أن الجن استمعوا القرآن من محمد "صلى الله عليه وسلم ".

مناسبة قول هذه الآيات
قالها بعض الجن لأصحابهم حين دعوهم للإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم" بعد أن استمعوا له وهو يتلو القرآن.
ذكره الأشقر.

أديان الجن
كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً.
ذكره الأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)

مرجع الضمير في " أنّا" و"ظننّا "و "نعجز" و"نعجزه "
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بـ " ظننّا "
أي علمنا.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ " لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ ِ"
أيْ: لن نَفوتَه.
ذكره الاشقر.

المراد بـ " لن نعجز الله في الأرض "
أي أنّ قدرة اللّه حاكمةٌ علينا وأنّا لا نعجزه في الأرض، لن نَفوتَه إنْ أَرادَ بِنا أمْرًا.
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.

المراد بـ "هَرَبًا"
أيْ: هاربينَ منه.
قاله الأشقر.

المراد بـ " لن نعجزه هربا"
أي: لو أمعنّا في الهرب، وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه، فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا،لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )

مرجع الضمير في " أنّا" و "سمعنا" و "آمنّا"
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

متعلق السمع
القرآن.
قاله الأشقر والسعدي.

معنى "آمَنَّا بِهِ"
أي صَدَّقْنَا أنه مِن عندِ اللهِ، ولم نُكَذِّبْ به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنسِ.
قاله الأشقر واشار إليه السعدي.

معنى "بَخْسا"
البخس: النُّقصانُ.
قاله الأشقر والسعدي.

معنى "رهقا"
الرهق: العُدوانُ والطُّغيانُ.
قاله الاشقر والسعدي.

من فضل القرآن
هو الهادي إلى الصراط المستقيم.
قاله السعدي.

مرجع الضمير في "ربه"
على من يؤمن

المراد بـ "فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا"
فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا}، رُوي عن ابن عباس وقتادة
ذكره ابن كثير.

ثمرات الإيمان
سببٌ داعٍ إلى حُصولِ كلِّ خَيْرٍ وانتفاءِ كلِّ شَرٍّ.
قاله السعدي.

حصول الخير بالسلامة من الشر
ذكر السعدي أن العبد إذا سلم من الشر فإنه يحصل الخير.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )

مرجع الضمير في " أنّا" و"
منّا "
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في " تحروا "
على من أسلم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى "الْقَاسِطُونَ"
أيْ: الجائرونَ الظالمونَ الذينَ حادُوا عن طريقِ الحقِّ والصراط المستقيم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ" فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا"
أيْ: طلبوا لأنفسهم النّجاة فقَصَدُوا طريقَ الحقِّ والخيرِ واجْتَهَدوا في البحْثِ عنه حتى وُفِّقُوا له .
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )

المراد بـ " كانوا لجهنم حطبا"
أي: وقودًا تسعّر بهم

إثبات الجزاء يوم القيامة
ذكر السعدي أن القاسطون من الجن حصب جهنم وذلك جزاء على أعمالهم لا ظلم من الله لهم.


تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )


معنى "لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ"
أي: لِنَخْتَبِرَهم فيه ونَمْتَحِنَهم .
ذكره السعدي والأشقر.

الحكمة من فتنة الناس
لِيَظْهَرَ الصادِقُ مِن الكاذبِ، وليُعلم من يشكر نعم الله
حاصل قول السعدي والأشقر

مرجع الضمير في " لنفتنهم فيه "

المقصود بـ " ذكر ربّه "
القول الأول : القرآن.، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: الموعظة، ذكره الأشقر.



معنى "عذابًا صعدًا"
القول الأول: عذابًا شاقًّا شديدًا موجعًا مؤلمًا بليغا صعبا، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: مشقّةً لا راحة معها، رواه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ.
القول الثالث: جبلٌ في جهنّم، رواه ابن كثير عن ابن عباس.
القول الرابع: بئرٌ فيها، رواه ابن كثير عن سعيد بن جبيرٍ.

المعنى الإجمالي للآية
{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً}
أي: مَن أَعْرَضَ عن ذِكْرِ اللَّهِ، الذي هو كِتابُه فلم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى، يَسْلُكْهُ عَذاباًشَديداً بَليغاً.
ذكره السعدي.


مقصد الآية
الحث علىى الإقبال على القرآن علما وتلاوة وعملا.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )


مقصد الآية

عبادة الله وحده والإخلاص له.
ذكره ابن كثير.


مناسبة نزول هذه الآية
كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده، قاله قتادة.
ولم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
و روي عن الأعمش أنه قال: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك
. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
و روي عن سعيد بن جبيرٍأنها نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره
. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين".

المراد بالمساجد في قوله "{وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}

قيل: المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن كثير عن ابن عباس
قيل: نزلت في المساجد كلّها، رواه ابن كثير عن ابن عباس
قيلَ: المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ، ذكره الأشقر

المراد بالدعاء

دعاء عبادة ودعاء مسألة، قاله السعدي


معنى {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}
أيْ: لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان، فإنَّ الدعاءَ عِبادةٌ، قاله الأشقر

إثبات أن الدعاء عبادة

لأن الله أمر نبيه أن يفرد له العبادة واحدة


إسراء خليفة 21 ربيع الثاني 1436هـ/10-02-2015م 07:44 PM

مسائل تلخيص سورة الجن

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )
مرجع الضمير في " وأنّا " و "منّا " و"كنّا "
المراد بالصالحين
معنى " دون ذلك"
المراد بـ " دون ذلك "
معنى " طرائق قددا "
المراد بـ"كنّا طرائق قددًا"
إمكانية سماع الإنس للجن دون رؤيتهم
سماع الجن للإنس ورؤيتهم لهم
إثبات سماع الجن للقرآن
مناسبة قول هذه الآيات
أديان الجن
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)

مرجع الضمير في " أنّا" و"ظننّا "و "نعجز" و"نعجزه "
المراد بـ " ظننّا "
المراد بـ " لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ ِ"
المراد بـ " لن نعجز الله في الأرض "
المراد بـ "هَرَبًا"
المراد بـ " لن نعجزه هربا"

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )

مرجع الضمير في " أنّا" و "سمعنا" و "آمنّا"
متعلق السمع
معنى "آمَنَّا بِهِ"
معنى "بَخْسا"
معنى "رهقا"
من فضل القرآن
مرجع الضمير في "ربه"
المراد بـ "فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا"
ثمرات الإيمان
حصول الخير بالسلامة من الشر

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )

مرجع الضمير في " أنّا" و"منّا "
مرجع الضمير في " تحروا "
معنى "الْقَاسِطُونَ"
المراد بـ" فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا"

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )

المراد بـ " كانوا لجهنم حطبا"
إثبات الجزاء يوم القيامة

تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )


معنى "لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ"
الحكمة من فتنة الناس
مرجع ضمير الهاء في " لنفتنهم فيه" "
المقصود بـ " ذكر ربّه
معنى "عذابًا صعدًا"
المعنى الإجمالي للآية {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً}
مقصد الآية

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )


مقصد الآية
مناسبة نزول هذه الآية
المراد بالمساجد في قوله "{وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
المراد بالدعاء
معنى {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}
إثبات أن الدعاء عبادة

أمل عبد الرحمن 23 ربيع الثاني 1436هـ/12-02-2015م 12:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 164812)

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )

المقسم
الله
أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر


المقسم به
قوله تعالى " ما تبصرون * وما لا تبصرون "

أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر

من المخاطب في الآية
الخلق
أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر

المقصود بـ " ما تبصرون * وما لا تبصرون"
ما يشاهده الخلق من آيات الله في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات عنهم،فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )
المقسم عليه
" إنه لقول رسول كريم "
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


المقصود بـ " إنه " مرجع الضمير في قوله: {إنه}
القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المقصود بـ "قول"
تلاوة
ذكره الأشقر هذا المسألة قد تكلمت عنها ثانية في مسألة إضافة القول إلى الرسول فيضمان معا

المقصود بـ "رسول" المقصود بالرسول الكريم
القول الأول : أنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم "، وهذا قول ابن كثير والسعدي وأحد القولين عن الأشقر
القول الثاني: أنه جبريل"عليه السلام"، أحد القولين عن الأشقر


فائدة وصف الرسول بأنه كريم
نَزَّهَ اللَّهُ بذلك رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ، ذكره السعدي

الحكمة في إضافة "قول" إلى "رسول" صياغة المسائل بهذه الطريقة ليست متقنة ويبدو الكلام مقطعا مبهما، فنقول: معنى كون القرآن من قول الرسول.
أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل، ولهذا قال تعالى بعده: {تنزيل من رب العالمين} ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )36
مرجع الضمير " هو "
على القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فهذه الآية رد من الله على من زعم أن القرآن شعر قاله محمد
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

من المخاطب في الآية
كفار مكة، أشار إلي ذلك ابن كثير



معنى ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ(
لأنه ليس مِن أصنافِ الشعْرِ، قاله الأشقر.

معنى ـ ( قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ (
أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ، قاله الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )
{وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ}
أي ليس كهانة كما تَزعمونَ، فإنَّ الكهانةَ أمْرٌ آخَرُ لا جامعَ بينَها وبينَ هذ، قاله الأشقر.
{معنى (قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}
أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ، قاله الأشقر.

إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فهذه الآية رد من الله على من زعم أن القرآن قول كاهن قاله محمد
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

من المخاطب في الآية
كفار مكة، أشار إلي ذلك ابن كثير


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
المقصود بـ " تنزيل "
القرآن

وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى الآية

إنه لقولُ رسولٍ كريمٍ، وهو تنزيلٌ مِن رَبِّ العالمينَ على لِسانِه، قاله الأشقر.
إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
بينت الآيات أَنَّ ما جاء به رسول الله "صلى الله عليه وسلم" تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ، لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه، قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )
المقصود بـ " الأقاويل"
أي الافتراءات والادعاءات الكاذبة، ذكره ابن كثير.


من المراد بالآية مرجع الضمير المستتر في {تقوّل}
القول الأول : أنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم "، وهذا قول ابن كثير والسعدي وأحد القولين عن الأشقر.
القول الثاني: أنه جبريل"عليه السلام"، أحد القولين عن الأشقر.


معنى }ولو تقوّل علينا}
أي: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم لو كان كما يزعمون مفتريًا علينا، فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )
مرجع الضمير في قوله " أخذنا"
على الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر

معنى " لأخذنا منه باليمين"
القول الأول: لانتقمنا منه باليمين، قاله ابن كثير
القول الثاني: لأخذنا منه بيمينه، قاله ابن كثير والأشقر

فائدة التعبير بلفظ " أخذنا" بل التعبير باليمين لأنها الأشد في البطش
فيه معنى الانتقام وهو أشدّ في البطش، أشار إليه ابن كثير.

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )
مرجع الضمير في قوله " قطعنا "
على الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر


مرجع الضمير في قوله " منه "
على رسول الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر

المقصود بـ " الوتين "
القول الأول: هو نياط القلب، وهو العرق الّذي القلب معلّقٌ فيه، قاله عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، والحكم، وقتادة، والضّحّاك، ومسلمٌ البطين، وأبو صخرٍ حميد بن زيادٍ، وابن عباس.
ذكر ذلك ابن كثير، وهو أيضا حاصل قول السعدي والأشقر.
القول الثاني: هو القلب ومراقّه وما يليه، قاله محمد بن كعب، ذكر ذلك ابن كثير.

دلالة الآية على شدة عقوبة الكاذب على الله.
بينت الآية أنه لو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ.
وهو تَصويرٌ لإهلاكِه بأَفْظَعِ ما يَفعلُه الْمُلوكُ بِمَن يَغْضَبونَ عليه.
وهذا حاصل قول السعدي وابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )
مرجع الضمير في قوله تعالى " منكم"
على الخلق، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في قوله تعالى " عنه"
أي رسول الله، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}
أي: لو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّهِ، قاله السعدي وذكره معناه ابن كثير والأشقر.

دلالة الآية على صدق الرسول "صلى الله عليه وسلم"
بينت الآيات أنه ليس أحد يحجز رسول الله من عذاب الله لو كذب على الله، ولا حتى هو يمنع العذاب عن نفسه، فكيف يتكلف الكذب لأجل أحد ؟! بل هو الصادق البار الراشد، فاللّه عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات.
وهذا حاصل قول ابن كثير والأشقر.

ودلالة الآيات كلها على صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أن حكمة الله اقتضت ألا يترك من يفتري عليه الكذب بل يعاجله بالعقوبة وينتقم منه أشد الانتقام وهذه سنة الله في كل من يفعل ذلك، فلما لم يعاجله بالعقوبة بل أيده بالبراهين والمعجزات دل ذلك على صدقه وتأييد الله له.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )
مرجع الضمير في قوله " إنه"
على القرآن، وهذا حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.

معنى كون القرآن تذكرة
أييَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ، قاله السعدي
ثمرات التذكر بالقرآن
يكون المتذكر به مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ، قاله السعدي
دلالة الآية على فضل انتفاع المتقين بالقرآن
حيث أن الله خصهم بالذكر دون غيرهم في انتفاعهم بالقرآن، أشار إليه الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )
مرجع ضمير المتكلم في قوله " إنا لنعلم"
على الله، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع ضمير المتكلم في قوله " منكم"
على كفار مكة / على الخلق

معنى قوله تعالى }وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين}
أي: مع هذا البيان والوضوح، سيوجد منكم من يكذّب بالقرآن، قاله ابن كثير، وأشار إلي ذلك السعدي والأشقر.

دلالة الآية على عاقبة الكفار.
في الآية تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ، قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )
معنى الآية بناء على مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه "
القول الأول : إنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة
وعلى هذا مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه" : أي يعود على التكذيب، قاله قتادة، السدي.

ذكره ابن كثير واستدل بقوله تعالى:}كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون}
القول الثاني: إنَّ القرآنَ لَحَسْرَةٌ ونَدامةٌ على الكافرينَ يومَ القِيامةِ
وعلى هذا مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه" : أي القرآن، قاله الأشقر وأحد القولين عن ابن كثير .

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )
معنى الآية }وإنّه لحقّ اليقين}
أي: الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب، قاله ابن كثير

مرجع الضمير في قوله تعالى "إنه"
على القرآن

أعلَى مَراتِبِ العِلْمِ
فإنَّ أَعلى مَراتِبِ العلْمِ اليَقينُ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. قاله السعدي

مراتب اليقين
واليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ،
ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ،
ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ. قاله السعدي

دلالة الآية على عظمة القرآن
فإن الله وصفه بأنه حق اليقين فإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ، قاله السعدي



تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )
من المخاطب في الآية
رسول الله، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي
معنى قوله تعالى }فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}؛
أي: نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه، قاله السعدي


أحسنت بارك الله فيك وزادك علما وفهما
لا داعي لتكرار المسائل المسائل الواضحة كقولنا مرجع الضمير في قوله تعالى: {وما هو بقول شاعر} ثم نفس المسألة في قوله: {وما هو بقول كاهن} لأن السياق متصل ومفهوم أنه يتكلم عن القرآن ويخاطب به الله أهل مكة، فلا داعي كل مرة أن نسأل إلا إذا حصل اختلاف.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 98/100

وفقك الله


إسراء خليفة 4 جمادى الأولى 1436هـ/22-02-2015م 05:16 AM

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في "إنّا " و"نحن"
على الله، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


المقصود بـ "نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا"
أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ذكره الأشقر.

مقصد الآية
إظهار منة الله بإنزال القرآن العظيم على رسوله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير.

إثبات الوحي والنبوة
بيّنت الآيات أن القرآن أنزله على الله على رسوله، لم يأت به من عنده كما يدعيه المشركون، حاصل قول الأشقر وأشار إلي ذلك ابن كثير.


بيان ما تضمنه القرآن
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك، ذكره السعدي.



تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مناسبة الآية لما قبلها
لما ذكر الله أنه أنزل القرآن على رسوله وفيه الوعدُ والوَعيدُ، وفيه بيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، أمره بالصبرُ على ذلك، ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}، حاصل قول السعدي.

فائدة إضافة حكم لـ "ربك"
لدلالة على أن الحكم من مقتضيات الربوبية.

المراد بـ "فاصبر لحكم ربك"
القول الأول: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ، ذكره السعدي وأشار إلي بعضه ابن كثير.
القول الثاني: اصبر على تأخير نصرك إلى أجل اقتضته حكمة الله،
ذكره الأشقر.

المقصود بـ " منهم "
الكافرين والمنافقين والمعاندين، ذكره ابن كثير والسعدي.

معنى "آثما"
الآثم هو الفاجر في أفعاله فاعل الإثم والمعاصي، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ " آثما"
عتبة بن الربيعة، ذكره الأشقر.

معنى"كفورا"
هو الكافر بقلبه الغالي في الكفر، حاصل قول ابن كثير والاشقر.

المراد بـ"كفورا"
الوليد بن المغيرة،
ذكره الأشقر.

مناسبة ذكر هذه الآية
عندما قال عُتبةُ بنُ رَبيعةَ، والوليدُ بنُ الْمُغيرةِ للنبيِّ "صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"
: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ، نزلت هذه الآيات تنهى النبي"صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" على طاعتهما وأمرته بالصبر، حاصل قول الأشقر.

بعض أنواع الصبر وبم يتأتى كل نوع

صبر للحكم القدري : ويتأتى بعدم السخط
صبر للحكم الديني: يتأتى بالمضي عليه وألا يُعاق عنه بعائق
حاصل قول السعد


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المرادب بـ"
واذكر اسم ربّك "
القول الأول: ذكر الله عموما
فيدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ، حاصل قول ابن كثير والسعدي.
القول الثاني: الصلاة، ذكره الأشقر.

المراد بـ "بكرةً وأصيلا"
أي: أول النّهار وآخره، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر، وأضاف الأشقر أن المراد بأول النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخره: صلاةُ العصْرِ.

مقصد الآية
الإكثار من ذكر الله طرفي النهار.


تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26
) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"،
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مقصد الآية
الحث على قيام الليل.

المراد بـ" فاسْجُدْ لَهُ"
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ذكره السعدي.

تضمن الآية الأمر بالإكثار من الصلاة
لأن الله أمر بكثرة السجود ولا يكون ذلك إلا بكثرة الصلاة،
حاصل قول السعدي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27
) )


من المراد بـ "هؤلاء"
كفار مكة ومن هو موافق لهم، ذكره الأشقر وأشار إلى ذلك ابن كثير والسعدي.

المقصود بـ " العاجلة"
الدنيا، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ "يحبون العاجلة"
حب العاجلة هو حبّ الدّنيا والإقبال عليها والانصباب إليها وإيثارها والاطمئنان إليها، وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المقصود بـ" وَيَذَرُونَ"
أي: يَتْرُكُونَ العملَ ويُهْمِلُونَ، ولا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به، قاله الأشقروالسعدي.

المراد بـ{وَرَاءَهُمْ}
القول الأول: أمامَهم، ذكره السعدي.
القول الثاني: خلف ظهورهم، ذكره ابن كثير.

المراد بـ "يوما ثقيلا"
هو يومُ القيامةِ، ذكره السعدي.

مقدار يوم القيامة
مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ، قاله السعدي.

سبب التعبير عن يوم القيامة باليوم الثقيل
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، قاله الأشقر.

مقصد الآية
ذم حب الدنيا وترك العمل للآخرة وبيان أن هذا من سبيل الهالكين.


تفسير قوله تعالى:(نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

المراد بـ{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ}
أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ، قاله السعدي، ووافقه ابن كثير والأشقر.

معنى {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ}
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه، قاله السعدي وذكره بعضه الأشقر.

المراد بـ{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا}
على قولين:
القول الأول : وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا، قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد ورواه عنهم كثير ووافقه السعدي.
القول الثاني: لو شِئْنَا لأَهْلَكْنَاهم وجِئْنَا بأَطوعَ للهِ منهم، قاله الأشقر، وروى ابن كثير عن ابن زيد وابن جرير في معناه.

دلالة الآية على ثبوت البعث

لأن الذي خلق الخلق وأَحْكَمْ خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه وأَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم،وهذا دليل عقلي وهواستدلالٌ بالبداءة على الرّجعة.
حاصل قول ابن كثير والسعدي.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )

المقصود بـ {إنّ هذه}

أي: هذه السّورة
، قاله ابن كثير والأشقر.

معنى كون السورة تذكرة
يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ، قاله السعدي.

معنى
}سبيلا}
أي طريقًا ومسلكًا، قاله ابن كثير، والسعدي.

المراد بـ { فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا}

أي: من شاء اهتدى بالقرآن واتخذ طريق الإيمان والطاعة، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على وجود مشيئة للعبد وليس كما يدعي الجبرية
فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم، والعبد هو الذي يختار طريق الخير أو طريق الشر.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )

المعنى الإجمالي للآية
لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا، {إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا}، فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك).
حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على بطلان قول القدرية
دلت الآية على أن مش
يئة العبد تابعة لمشيئة الله وأنه مشيئته مجردة لا تفعل شيئا إلا أن يأذن الله ويقدر ذلك، وهذا خلاف ما يقول القدرية الذين يزعمون أنه لا قدر.


تفسير قوله تعالى:(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )

المراد بـ{وَالظَّالِمِينَ}
الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى، قاله السعدي.

المراد بـ
{يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ}
القول الأول: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها، حاصل قول والسعدي والأشقر .
القول الثاني: يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، قال
ه الأشقر.

سبب استحقاق البعض العذاب
لظلهم وعنادهم، قاله السعدي.



أمل عبد الرحمن 19 جمادى الأولى 1436هـ/9-03-2015م 02:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 166997)

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )

مرجع الضمير في " وأنّا " و "منّا " و"كنّا " تذكري أننا قلنا أنه لا حاجة لتكرار مسألة مرجع الضمير إذا كانت واضحة ومفهومة من السياق، فنذكر لها مسألة واحدة فقط في أول الملخص، فنقول: من المتكلم في الآية؟
على الجن .
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بالصالحين
معنى {الصالحون}
المؤمنين.
قاله الأشقر.

معنى " دون ذلك"
غير ذلك.
قاله ابن كثير والأشقر.

المراد بـ " دون ذلك "
فساق وفجار وكفار.
حاصل قول السعدي والأشقر. ضمي هذه المسألة للسابقة.

معنى " طرائق قددا "
أيْ: جَماعاتٍ متَفَرِّقَةً، وأَصنافاً مُخْتَلِفَةً، وأهواءً متَبايِنَةً.
وهو حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ"كنّا طرائق قددًا"
أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر.
قاله ابن كثير . أيضا ضمي هذه لسابقتها

إمكانية سماع الإنس للجن دون رؤيتهم
أورد ابن كثير ما حاصله إن الإنس قد يسمع الجن دون أن يراه، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش"

وأيضا ذكر ابن كثير ما قاله الحافظ ابن عساكر في ترجمة العبّاس بن أحمد الدّمشقيّ قال سمعت بعض الجنّ وأنا في منزلٍ لي باللّيل ينشد:
قلوبٌ براها الحبّ حتى تعلّقت = مذاهبها في كلّ غرب وشارق
تهيم بحبّ اللّه، والله ربّها = معلّقةٌ باللّه دون الخلائق.
هذا الكلام الذي أورده ابن كثير للاستدلال على أن الجن طرائق قددا، ففي القصة الأولى بين أن فيهم أهواء وأن منهم رافضة، وفي بيت الشعر بين أن هناك مؤمنين، لذلك فأنت انصرفت عن مقصد المفسر لمسألة استطرادية فانتبهي، لذلك ضمي هذا الكلام لمسألة: معنى {طرائق قددا}
سماع الجن للإنس ورؤيتهم له
أورد ابن كثير ما حاصله أن الجن يسمع الإنس ويراهم، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش" مكرر.
وذكر الأشقر أن الجن دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم " بعد استماعهم للقرآن منه.

إثبات سماع الجن للقرآن
ذكر الأشقر أن الجن استمعوا القرآن من محمد "صلى الله عليه وسلم ". القرآن نفسه ذكر ذلك، فلا أدري مقصدك تحديدا من هذه المسألة.

مناسبة قول هذه الآيات
قالها بعض الجن لأصحابهم حين دعوهم للإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم" بعد أن استمعوا له وهو يتلو القرآن.
ذكره الأشقر. أحسنت، ويمكنك تقديمها في أول مسائل الآية.

أديان الجن
كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً.
ذكره الأشقر. هذه أيضا تضم لمسألة: معنى {طرائق قددا} ولا داعي لتشقيق المسألة الواحدة.



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)

مرجع الضمير في " أنّا" و"ظننّا "و "نعجز" و"نعجزه " تذكري ما قلنا آنفا في مسألة وضوح مراجع الضمير
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بـ " ظننّا " معنى {ظننا}، تذكري الفرق بين المعنى والمراد
أي علمنا.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ " لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ ِ" معنى..
أيْ: لن نَفوتَه.
ذكره الاشقر.

المراد بـ " لن نعجز الله في الأرض "
أي أنّ قدرة اللّه حاكمةٌ علينا وأنّا لا نعجزه في الأرض، لن نَفوتَه إنْ أَرادَ بِنا أمْرًا. هي عين المسألة السابقة.
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.

المراد بـ "هَرَبًا"
أيْ: هاربينَ منه.
قاله الأشقر.

المراد بـ " لن نعجزه هربا"
أي: لو أمعنّا في الهرب، وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه، فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا،لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )

مرجع الضمير في " أنّا" و "سمعنا" و "آمنّا"
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

متعلق السمع
القرآن. الأفضل أن نقول: متعلق السماع هو الهدى والمقصود به القرآن، ثم مسألة: سبب تسمية القرآن بالهدى.
قاله الأشقر والسعدي.

معنى "آمَنَّا بِهِ"
أي صَدَّقْنَا أنه مِن عندِ اللهِ، ولم نُكَذِّبْ به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنسِ.
قاله الأشقر واشار إليه السعدي.

معنى "بَخْسا"
البخس: النُّقصانُ.
قاله الأشقر والسعدي.

معنى "رهقا"
الرهق: العُدوانُ والطُّغيانُ.
قاله الاشقر والسعدي.

من فضل القرآن
هو الهادي إلى الصراط المستقيم.
قاله السعدي.

مرجع الضمير في "ربه"
على من يؤمن

المراد بـ "فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا" معنى ...
فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا}، رُوي عن ابن عباس وقتادة
ذكره ابن كثير.

ثمرات الإيمان
سببٌ داعٍ إلى حُصولِ كلِّ خَيْرٍ وانتفاءِ كلِّ شَرٍّ. مهم ضم هذه المسألة للمسألة قبلها، حتى يتبين حصول الخير وانتفاء الشر، فنقول: ما يفيده أسلوب الآية من الترغيب في الإيمان بذكر ثمرته.
قاله السعدي.

حصول الخير بالسلامة من الشر
ذكر السعدي أن العبد إذا سلم من الشر فإنه يحصل الخير.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )

مرجع الضمير في " أنّا" و"
منّا "
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في " تحروا "
على من أسلم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى "الْقَاسِطُونَ"
أيْ: الجائرونَ الظالمونَ الذينَ حادُوا عن طريقِ الحقِّ والصراط المستقيم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ" فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا" معنى {تحروا رشدا} انتبهي لدقة ألفاظ المسألة.
أيْ: طلبوا لأنفسهم النّجاة فقَصَدُوا طريقَ الحقِّ والخيرِ واجْتَهَدوا في البحْثِ عنه حتى وُفِّقُوا له .
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )

المراد بـ " كانوا لجهنم حطبا" معنى الحطب
أي: وقودًا تسعّر بهم

إثبات الجزاء يوم القيامة
ذكر السعدي أن القاسطون من الجن حصب جهنم وذلك جزاء على أعمالهم لا ظلم من الله لهم.

فاتتك آية مهمة -وكل القرآن عظيم-: قوله تعالى: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}

تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )


معنى "لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ"
أي: لِنَخْتَبِرَهم فيه ونَمْتَحِنَهم .
ذكره السعدي والأشقر.

الحكمة من فتنة الناس
لِيَظْهَرَ الصادِقُ مِن الكاذبِ، وليُعلم من يشكر نعم الله
حاصل قول السعدي والأشقر

مرجع الضمير في " لنفتنهم فيه "

المقصود بـ " ذكر ربّه "
القول الأول : القرآن.، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: الموعظة، ذكره الأشقر.



معنى "عذابًا صعدًا"
القول الأول: عذابًا شاقًّا شديدًا موجعًا مؤلمًا بليغا صعبا، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: مشقّةً لا راحة معها، رواه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ. الأول والثاني بمعنى واحد كما ترين
القول الثالث: جبلٌ في جهنّم، رواه ابن كثير عن ابن عباس.
القول الرابع: بئرٌ فيها، رواه ابن كثير عن سعيد بن جبيرٍ.

المعنى الإجمالي للآية
{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً}
أي: مَن أَعْرَضَ عن ذِكْرِ اللَّهِ، الذي هو كِتابُه فلم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى، يَسْلُكْهُ عَذاباًشَديداً بَليغاً.
ذكره السعدي.


مقصد الآية
الحث علىى الإقبال على القرآن علما وتلاوة وعملا.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )


مقصد الآية

عبادة الله وحده والإخلاص له.
ذكره ابن كثير.


مناسبة نزول هذه الآية
كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده، قاله قتادة.
ولم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
و روي عن الأعمش أنه قال: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك
. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
و روي عن سعيد بن جبيرٍأنها نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره
. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين". اجعلي هذا القول ضمن تفسير المساجد

المراد بالمساجد في قوله "{وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}

قيل: المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن كثير عن ابن عباس إذا لم يكن في الأرض آنذاك إلا هذين المسجدين فإنه يصدق عليهما قول المساجد كلها
قيل: نزلت في المساجد كلّها، رواه ابن كثير عن ابن عباس
قيلَ: المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ، ذكره الأشقر
القول الثالث: أعضاء السجود كما ذكرت منذ قليل
المراد بالدعاء

دعاء عبادة ودعاء مسألة، قاله السعدي


معنى {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}
أيْ: لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان، فإنَّ الدعاءَ عِبادةٌ، قاله الأشقر

إثبات أن الدعاء عبادة

لأن الله أمر نبيه أن يفرد له العبادة واحدة


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
ينتبه جيدا لصياغة المسائل، وأظن أنه مع مراجعة بسيطة لما مضى من تطبيقات وتلخيصات تسترجعين إن شاء الله ما تعلمناه في السابق.
كذلك يراعى عدم تشقيق المسألة الواحدة.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30 (فاتتك مسائل آية كاملة، جل من لا يسهو)
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 94/100

وفقك الله

أمل عبد الرحمن 30 جمادى الأولى 1436هـ/20-03-2015م 04:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 171740)
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في "إنّا " و"نحن"
على الله، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
لماذا أخرت هذه المسألة عن السابقة؟

المقصود بـ "نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا" ما يفيده ورود فعل {نزلنا} على هذه الصيغة.
أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ذكره الأشقر.

مقصد الآية
إظهار منة الله بإنزال القرآن العظيم على رسوله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير.

إثبات الوحي والنبوة
بيّنت الآيات أن القرآن أنزله على الله على رسوله، لم يأت به من عنده كما يدعيه المشركون، حاصل قول الأشقر وأشار إلي ذلك ابن كثير.


بيان ما تضمنه القرآن من مقاصد إنزال القرآن
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك، ذكره السعدي.



تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مناسبة الآية لما قبلها
لما ذكر الله أنه أنزل القرآن على رسوله وفيه الوعدُ والوَعيدُ، وفيه بيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، أمره بالصبرُ على ذلك، ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}، حاصل قول السعدي.

فائدة إضافة حكم لـ "ربك"
لدلالة على أن الحكم من مقتضيات الربوبية.

المراد بـ "فاصبر لحكم ربك" المراد بالحكم في الآية، واجمعي فيه كل ما ذكر.
القول الأول: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ، ذكره السعدي وأشار إلي بعضه ابن كثير.
القول الثاني: اصبر على تأخير نصرك إلى أجل اقتضته حكمة الله،
ذكره الأشقر.

المقصود بـ " منهم "
الكافرين والمنافقين والمعاندين، ذكره ابن كثير والسعدي.

معنى "آثما"
الآثم هو الفاجر في أفعاله فاعل الإثم والمعاصي، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ " آثما"
عتبة بن الربيعة، ذكره الأشقر.

معنى"كفورا"
هو الكافر بقلبه الغالي في الكفر، حاصل قول ابن كثير والاشقر.

المراد بـ"كفورا"
الوليد بن المغيرة،
ذكره الأشقر.

مناسبة ذكر (نزول) هذه الآية
عندما قال عُتبةُ بنُ رَبيعةَ، والوليدُ بنُ الْمُغيرةِ للنبيِّ "صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"
: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ، نزلت هذه الآيات تنهى النبي"صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" على طاعتهما وأمرته بالصبر، حاصل قول الأشقر.

بعض أنواع الصبر وبم يتأتى كل نوع

صبر للحكم القدري : ويتأتى بعدم السخط
صبر للحكم الديني: يتأتى بالمضي عليه وألا يُعاق عنه بعائق
حاصل قول السعد


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )
عندي مسألة: مناسبة الآية لما قبلها.

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المرادب بـ"
واذكر اسم ربّك "
القول الأول: ذكر الله عموما
فيدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ، حاصل قول ابن كثير والسعدي.
القول الثاني: الصلاة، ذكره الأشقر.

المراد بـ "بكرةً وأصيلا"
أي: أول النّهار وآخره، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر، وأضاف الأشقر أن المراد بأول النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخره: صلاةُ العصْرِ.
المراد بذكر أول النهار صلاة الصبح، وذكر آخر النهار صلاة العصر.


مقصد الآية
الإكثار من ذكر الله طرفي النهار. لا تتعرضي للمقصد إذا لم يتكلم عنه المفسرون.


تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26
) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"،
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مقصد الآية
الحث على قيام الليل.

المراد بـ" فاسْجُدْ لَهُ"
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ذكره السعدي.

تضمن الآية الأمر بالإكثار من الصلاة
لأن الله أمر بكثرة السجود ولا يكون ذلك إلا بكثرة الصلاة،
حاصل قول السعدي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27
) )


من المراد بـ "هؤلاء"
كفار مكة ومن هو موافق لهم، ذكره الأشقر وأشار إلى ذلك ابن كثير والسعدي.

المقصود بـ " العاجلة"
الدنيا، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ "يحبون العاجلة"
حب العاجلة هو حبّ الدّنيا والإقبال عليها والانصباب إليها وإيثارها والاطمئنان إليها، وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المقصود بـ" وَيَذَرُونَ"
أي: يَتْرُكُونَ العملَ ويُهْمِلُونَ، ولا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به، قاله الأشقروالسعدي.

المراد بـ{وَرَاءَهُمْ}
القول الأول: أمامَهم، ذكره السعدي.
القول الثاني: خلف ظهورهم، ذكره ابن كثير.

المراد بـ "يوما ثقيلا"
هو يومُ القيامةِ، ذكره السعدي.

مقدار يوم القيامة
مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ، قاله السعدي.

سبب التعبير عن يوم القيامة باليوم الثقيل
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، قاله الأشقر.

مقصد الآية
ذم حب الدنيا وترك العمل للآخرة وبيان أن هذا من سبيل الهالكين.


تفسير قوله تعالى:(نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

المراد بـ{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ} معنى الخلق
أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ، قاله السعدي، ووافقه ابن كثير والأشقر.

معنى {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ}
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه، قاله السعدي وذكره بعضه الأشقر.

المراد بـ{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا}
على قولين:
القول الأول : وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا، قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد ورواه عنهم كثير ووافقه السعدي.
القول الثاني: لو شِئْنَا لأَهْلَكْنَاهم وجِئْنَا بأَطوعَ للهِ منهم، قاله الأشقر، وروى ابن كثير عن ابن زيد وابن جرير في معناه.

دلالة الآية على ثبوت البعث

لأن الذي خلق الخلق وأَحْكَمْ خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه وأَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم،وهذا دليل عقلي وهواستدلالٌ بالبداءة على الرّجعة.
حاصل قول ابن كثير والسعدي.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )

المقصود بـ {إنّ هذه} مرجع اسم الإشارة

أي: هذه السّورة
، قاله ابن كثير والأشقر.

معنى كون السورة تذكرة
يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ، قاله السعدي.

معنى
}سبيلا}
أي طريقًا ومسلكًا، قاله ابن كثير، والسعدي.

المراد بـ { فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا} نقول: كيف يكون السبيل إلى الله؟

أي: من شاء اهتدى بالقرآن واتخذ طريق الإيمان والطاعة، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على وجود مشيئة للعبد وليس كما يدعي الجبرية
فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم، والعبد هو الذي يختار طريق الخير أو طريق الشر.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )

المعنى الإجمالي للآية
لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا، {إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا}، فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك).
حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على بطلان قول القدرية
دلت الآية على أن مش
يئة العبد تابعة لمشيئة الله وأنه مشيئته مجردة لا تفعل شيئا إلا أن يأذن الله ويقدر ذلك، وهذا خلاف ما يقول القدرية الذين يزعمون أنه لا قدر.


تفسير قوله تعالى:(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )

المراد بـ{وَالظَّالِمِينَ} سابقة في الترتيب
الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى، قاله السعدي.

المراد بـ
{يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ}
القول الأول: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها، حاصل قول والسعدي والأشقر .
القول الثاني: يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، قال
ه الأشقر.
المسألة الأولى: كيف يكون الدخول في رحمة الله؟
الثانية: المقصود بالرحمة.

سبب استحقاق البعض العذاب
لظلهم وعنادهم، قاله السعدي.



أحسنت، بارك الله فيك
أحسنت، بارك الله فيك
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 29/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 95/100

وفقك الله

إسراء خليفة 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م 01:44 PM

أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال

●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى، وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية:
قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج. فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.


●التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً}يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
ولهذا صنف أصحاب المذاهب العقدية كل مذهب صنف في تفسير القرآن مصنفاً ينصر به مذهبه، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً.
https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif







إسراء خليفة 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م 08:07 PM

التضمين:

تعريفه:
الجادة في اللغة أن يتعدى الفعل بحرف جر يناسبه، فإذا خالف الفعل الجادة وتعدى بحرف جر آخر لا يناسبه، فيكون هذا الفعل قد ضمن معنى فعل آخر وتعدّى بحرف جر يناسب الفعل الآخر المُضمَّن فيه ولا يناسب الفعل الأصلي.فالتضمينُ إذًا هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ، لهذا فالتضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ. وقاعدة التضمين مهمة جدا لأنها من أنفع علوم التفسير.

أركان التضمين:
الركن الأول: الفعل المذكور.
الركن الثاني: حرف الجر المذكور.
الركن الثالث: الفعل المُضمَّن.
ويدخل في ذلك
شبه الفعل: أحد مشتقاته، كاسم الفاعل أو اسم المفعول ونحو ذلك، فليس شرطا أن نعبر عن المعنى المضمن بفعل، إنما قد يكون أحد مشتقاته وهو ما عناه بـشبه الفعل.
ومثاله قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
يمكننا تفسير المعنى المضمن هكذا: ومن يرد هامّا فيه بإلحاد بظلم
فكلمة (هامّا) اسم فاعل.


أقوال النحاة فيه:
المذهبُ الأولُ: وهو رأيُ البصريِّين، يقولون بالتضمينُ، وذلك لأن التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. وهذا هو القول الراجح.
والمذهبُ الثاني:
وهو رأيُ الكوفيِّين، لا يرون التضمين بل يقولون بالتعاقُبُ، فالكوفيِّون يَرَوْنَ جوازَ التعاقُبِ بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ، ويأخُذَ معناه.

أمثلة على التضمين:
1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
الفعل سأل يتعدى بنفسه وبـ"عن" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: لقد ظلمك بسؤال ضم نعجتك إلي نعاجه.

2- {من أنصاري إلى الله}

لو أردتَ أن تَبْحَثَ عن فعلٍ أو شِبهِه مناسبًا للمعنى الذي تضمَّنَتْه الآيةُ فإنه يكونُ المعنى: مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ.
لكن الذي لم أفهمه هنا أن الآية هنا ليس بها فعل؟

3-{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}

الفعل يفتنونك يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"عن" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: وإن كادوا ليفتنونك فيصدونك عن الذي أوحينا إليك.

4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}

الفعل نصرناه يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"من" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: نصرناه فنجّيناه من القوم.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
فالعين لا يُشرب بها.
والتقدير عينا
يشربُ فيَرْوَى بها المقرَّبُون.
6- {ثم استوى إلى السماء}

الفعل استوى يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: أنه جلّ وعلا استوى قاصدا إلى السماء.
7-
{لأصلبنكم في جذوع النخل}
الفعل أصلبنكم يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
8- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
الفعل يرد يتعدى بـنفس وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: يرد هامًا بظلم فيه.
9-{منهم من إن تأمنه بقنطار}
الفعل تأمنة يتعدى بـ"على" وهنا تعدى بـ"الباء" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.

علاقة التضمين باختلاف التنوع
التضمين يتضمن زيادة معنى على الفعل الأصلي وقد يختلف تقديره من شخص لآخر وهذا أحد أسباب اختلاف التنوع. ( لا أدري مدى صحة هذا القول؟ أرجو الإيضاح )

_______________________________________________________________________________________________
أسئلة متعلقة بمسائل استطرادية وردت بشرح الشيخ صالح آل الشيخ:

س: يقول: هل نستطيع أن نقول إنه لا يوجد اسم يدل على صفة فعلية لله – جل وعلا؟
ج: لا نستطيع؛ لأن أسماء الله – جل وعلا – منها ما يكون فيه صفات الذات وفيه ما يكون الصفات الفعلية، نعم ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم ولكن قد يكون من أسمائه ما هو من قبيل الصفات الفعلية مثل: (الخالق، والرزاق، والستير ونحو ذلك).

س: يقول: فسرت كلمة (عسعس) بأقبل وأدبر فظاهر التفسيرين التناقض فكيف الجمع بينهما؟
ج: ليس متناقضاً هذا يسمى الألفاظ المشتركة يعني يرد هذا ويرد هذا (عسعس الشيء) بمعنى أقبل (عسعس الشيء) بمعنى أدبر.
اللديغ هو الملدوغ واللديغ هو أيضاً السليم من اللدغ تقول فلان لديغ يعني سلم من اللدغ وفلان لديغ بمعنى ملدوغ أصابه اللدغ هذا يجري بعض العلماء يجعل هذا في باب التضاد، وبعضهم لا يجعله في باب التضاد هذا من باب استعمال اللفظ في معنيين فأكثر يسمى المشترك.
هنا: {والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس} هنا: {الليل إذا عسعس} يكون المراد بتفسير من فسر عسعس بأنه أقبل يعني والليل إذا أقبل أو من فسر عسعس بالإدبار قال والليل إذا أدبر ورُجح الثاني وهو الإدبار بفائدة قوله: {والصبح إذا تنفس} لكن كلا التفسيرين صحيح.
يعني أن تفسير اللفظ بالمشترك لا يعد اختلافاً؛ لأن هذا صحيح، وهذا صحيح، وقد يرجح أحدهما على الآخر لأضرب من الترجيح.

إسراء خليفة 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م 02:26 AM

أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال


الاختلاف من جهة الاستدلال
●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى؛ وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً؛ وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها؛ فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
مع العلم أن الدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
على المعهود في القرآن، وفي القرآن أن الزينة خارجةٌ عن الذات، فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة؛ لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.

التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد صاحبه اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
وقد صنف أصحاب المذاهب العقدية تفاسير ينصرون بها مذهبهم، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية مثل أحكام القرآن للبيهقي، أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي.
https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif







أمل عبد الرحمن 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م 02:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 188465)
التضمين:

تعريفه:
الجادة في اللغة أن يتعدى الفعل بحرف جر يناسبه، فإذا خالف الفعل الجادة وتعدى بحرف جر آخر لا يناسبه، فيكون هذا الفعل قد ضمن معنى فعل آخر وتعدّى بحرف جر يناسب الفعل الآخر المُضمَّن فيه ولا يناسب الفعل الأصلي.فالتضمينُ إذًا هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ، لهذا فالتضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ. وقاعدة التضمين مهمة جدا لأنها من أنفع علوم التفسير.
الفقرة السابقة أنسب لأن تكون تمهيدا للدرس من أن تكون تعريفا، ويمكنك اقتطاع التعريف منها وفصله في مسألة تالية.

أركان التضمين:
الركن الأول: الفعل المذكور.
الركن الثاني: حرف الجر المذكور.
الركن الثالث: الفعل المُضمَّن.
ويدخل في ذلك
شبه الفعل: أحد مشتقاته، كاسم الفاعل أو اسم المفعول ونحو ذلك، فليس شرطا أن نعبر عن المعنى المضمن بفعل، إنما قد يكون أحد مشتقاته وهو ما عناه بـشبه الفعل.
ومثاله قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
يمكننا تفسير المعنى المضمن هكذا: ومن يرد هامّا فيه بإلحاد بظلم
فكلمة (هامّا) اسم فاعل.


أقوال النحاة فيه:لو أشرت إلى موضوع الخلاف الأصلي لكان أحسن، وهو رأيهم فيما لو تعدّي فعل بحرف لا يتعدّي به في الجادّة.
المذهبُ الأولُ: وهو رأيُ البصريِّين، يقولون بالتضمينُ، وذلك لأن التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. وهذا هو القول الراجح.
ومن فوائده سدّ باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، ومثاله تفسير المؤولين لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}

والمذهبُ الثاني:
وهو رأيُ الكوفيِّين، لا يرون التضمين بل يقولون بالتعاقُبُ، فالكوفيِّون يَرَوْنَ جوازَ التعاقُبِ بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ، ويأخُذَ معناه.

أمثلة على التضمين:
1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
الفعل سأل يتعدى بنفسه وبـ"عن" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: لقد ظلمك بسؤال ضم نعجتك إلي نعاجه.

2- {من أنصاري إلى الله}

لو أردتَ أن تَبْحَثَ عن فعلٍ أو شِبهِه مناسبًا للمعنى الذي تضمَّنَتْه الآيةُ فإنه يكونُ المعنى: مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ.
لكن الذي لم أفهمه هنا أن الآية هنا ليس بها فعل؟

3-{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}

الفعل يفتنونك يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"عن" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: وإن كادوا ليفتنونك فيصدونك عن الذي أوحينا إليك.

4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}

الفعل نصرناه يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"من" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: نصرناه فنجّيناه من القوم.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
فالعين لا يُشرب بها.
والتقدير عينا
يشربُ فيَرْوَى بها المقرَّبُون.
6- {ثم استوى إلى السماء}

الفعل استوى يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: أنه جلّ وعلا استوى قاصدا إلى السماء.
7-
{لأصلبنكم في جذوع النخل}
الفعل أصلبنكم يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
8- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
الفعل يرد يتعدى بـنفس وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: يرد هامًا بظلم فيه.
9-{منهم من إن تأمنه بقنطار}
الفعل تأمنة يتعدى بـ"على" وهنا تعدى بـ"الباء" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.

علاقة التضمين باختلاف التنوع
التضمين يتضمن زيادة معنى على الفعل الأصلي وقد يختلف تقديره من شخص لآخر وهذا أحد أسباب اختلاف التنوع. ( لا أدري مدى صحة هذا القول؟ أرجو الإيضاح ) نعم صحيح، بارك الله فيك.

_______________________________________________________________________________________________
أسئلة متعلقة بمسائل استطرادية وردت بشرح الشيخ صالح آل الشيخ:

س: يقول: هل نستطيع أن نقول إنه لا يوجد اسم يدل على صفة فعلية لله – جل وعلا؟
ج: لا نستطيع؛ لأن أسماء الله – جل وعلا – منها ما يكون فيه صفات الذات وفيه ما يكون الصفات الفعلية، نعم ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم ولكن قد يكون من أسمائه ما هو من قبيل الصفات الفعلية مثل: (الخالق، والرزاق، والستير ونحو ذلك).

س: يقول: فسرت كلمة (عسعس) بأقبل وأدبر فظاهر التفسيرين التناقض فكيف الجمع بينهما؟
ج: ليس متناقضاً هذا يسمى الألفاظ المشتركة يعني يرد هذا ويرد هذا (عسعس الشيء) بمعنى أقبل (عسعس الشيء) بمعنى أدبر.
اللديغ هو الملدوغ واللديغ هو أيضاً السليم من اللدغ تقول فلان لديغ يعني سلم من اللدغ وفلان لديغ بمعنى ملدوغ أصابه اللدغ هذا يجري بعض العلماء يجعل هذا في باب التضاد، وبعضهم لا يجعله في باب التضاد هذا من باب استعمال اللفظ في معنيين فأكثر يسمى المشترك.
هنا: {والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس} هنا: {الليل إذا عسعس} يكون المراد بتفسير من فسر عسعس بأنه أقبل يعني والليل إذا أقبل أو من فسر عسعس بالإدبار قال والليل إذا أدبر ورُجح الثاني وهو الإدبار بفائدة قوله: {والصبح إذا تنفس} لكن كلا التفسيرين صحيح.
يعني أن تفسير اللفظ بالمشترك لا يعد اختلافاً؛ لأن هذا صحيح، وهذا صحيح، وقد يرجح أحدهما على الآخر لأضرب من الترجيح.
نذكر في الملخص الاستطرادات التي لا تعلّق بالدرس ولو كان تعلّقا غير مباشر، أما هذه المسائل فهي أسئلة مطروحة في مجلس علم بعد انتهاء الدرس، فإن كانت لها صلة به فتذكر، وإن كانت مرتبطة بموضوعات أخرى فلا داعي لإدراجها.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
فاتتك قائمة العناصر، وذكر خلاصة مختصرة لما جاء في الدرس.
وقد عرضت جميع مسائل الدرس تقريبا وشرحتيها شرحا جيدا، وإن كان هناك ما هو أمثل منها نتيجة لاختلاف الموضوع الأصلي الذي انطلق منه الكلام، فأنت جعلت الموضوع الأصلي هو التضمين، وأسست الملخّص عليه، أما في القائمة التالية، فمنطلق التلخيص هو اختلاف المذاهب في تعدية الأفعال على غير الجادّة.
يتبين لك المقصود بمطالعة القائمة التالية:

الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 96/100

وفقك الله

أمل عبد الرحمن 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م 04:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 188581)
أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال


الاختلاف من جهة الاستدلال
●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى؛ وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً؛ وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها؛ فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم. وهذا خطأ أيضا في الدليل والمدلول.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
لو عرضت هذا المثال كالمثالين السابقين لكان أحسن وأتم.
مع العلم أن الدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
على المعهود في القرآن، وفي القرآن أن الزينة خارجةٌ عن الذات، فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة؛ لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.
وهناك مثال آخر وفيه عدم مراعاة لحال المخاطبين وهو تفسيرهم لقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة}

التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد صاحبه اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
وقد صنف أصحاب المذاهب العقدية تفاسير ينصرون بها مذهبهم، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية مثل أحكام القرآن للبيهقي، أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي.
https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif


ممتازة بارك الله فيك
انتبهي لعنصر التمهيد فهو مهم جدا للملخص.
وهناك ملاحظة واحدة على أغلب ملخصاتك وهو حصول إسهاب أحيانا في الشرح يخرجه عن سمت التلخيص، مثل مسألة تفسير لفظ "الزينة"
وغير ذلك فأنت ممتازة، زادك الله من فضله

الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله

إسراء خليفة 22 جمادى الآخرة 1436هـ/11-04-2015م 07:57 AM

★★تلخيص كﻻم ابن القيم حول قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..."★★

★ مسائل تفسيرية في اﻵية:

●المراد بالحياة في قوله تعالى: "يحييكم ":
-القول اﻷول: الحق، قاله مجاهد.
-القول الثاني : القرآن وفيه الحياة والثقة والنجاة في الدنيا والآخرة، قاله قتادة.
-القول الثالث: اﻹسﻻم أحياهم به بعد موتهم بالكفر، قاله السدي.
-القول الرابع: الجنة فإنها دار الحيوان، حكاه أبو على الجرجاني.
-القول الخامس : إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوي بالحرب والجهاد فلو تركوا لجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم قلت الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة، قاله الفراء ووافقه الواحدي وابن إسحاق وعروة بن الزبير.
←ذكر ابن القيم أن كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
وقال أن الآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، وكمال الحياة في الجنّة، والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة، فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة .

● اﻷقوال في المراد بقوله تعالى: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}:
-القول اﻷول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان، ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين، وهو المشهور.
←ذكر ابن القيم أن وجه مناسبة هذا القول أن التثاقل عن الاستجابة سبب في أن يحولّ اللّه بين العبد وبين قلبه، فلا يمكنه بعد ذلك من الاستجابة عقوبة له على تركها بعد وضوح الحق واستبانة وذلك كقوله تعالى: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل}.
-القول الثاني : أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة.
←رجح ابن القيم هذا القول، وقال أن هذا أنسب بالسياق؛ لأن الاستجابة أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.

★مسائل تفسيرية أخرى:

قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها}

● المعنى الإجمالي للآية:
كان كافرًا ضالًّا فهديناه، قاله ابن عبّاس وجميع المفسّرين.

●اﻷقوال في المراد ب" نورا يمشي به ":
-أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
-ثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
-ثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

●فائدة: في هذه اﻵية جمع للمؤمن بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.

★فوائد :

●أحدها: الحياة الحقيقيّة الطّيبة: هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول. فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة.

●ثانيها: أن الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- حياة بدنه: الّتي بها يدرك النافع والضار، ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه، ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الملك.
- حياة قلبه: الّتي بها يميّز بين الحق والباطل، والغي والرشاد، والهوى والضلال ، فيختار الحق على ضدّه. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الرسول بالروح الذي ألقي إليه.
وإذا بطلت هذه الحياة بطل تمييزه، وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوّة يؤثر بها النافع على الضار.

●ثالثها: أن وحي الله روح ونور، قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال أيضا: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}.

●رابعها: في الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجاب بالجوارح.

●خامسها: في الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به، فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.

أمل عبد الرحمن 24 جمادى الآخرة 1436هـ/13-04-2015م 06:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 192438)

★★تلخيص كﻻم ابن القيم حول قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..."★★

★ مسائل تفسيرية في اﻵية:

●المراد بالحياة في قوله تعالى: "يحييكم ":
-القول اﻷول: الحق، قاله مجاهد.
-القول الثاني : القرآن وفيه الحياة والثقة والنجاة في الدنيا والآخرة، قاله قتادة.
-القول الثالث: اﻹسﻻم أحياهم به بعد موتهم بالكفر، قاله السدي.
-القول الرابع: الجنة فإنها دار الحيوان، حكاه أبو على الجرجاني.
-القول الخامس : الجهاد في سبيل الله
إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوي بالحرب والجهاد فلو تركوا لجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم قلت الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة، قاله الفراء ووافقه الواحدي وابن إسحاق وعروة بن الزبير.
←ذكر ابن القيم أن كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
وقال أن الآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، وكمال الحياة في الجنّة، والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة، فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة .
ما ذكرتيه هو الأسباب الجالبة للحياة، قال تعالى: {يحييكم} أي يكون سببا في حياتكم.
أما الحياة فقد ذُكرت ضمنا مع هذه الأسباب فهي حياة القلوب والتي هي أصل الحياة النافعة وقوامها وتكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن، ومنها حياة القوة والعزة في الدنيا والتي تكون بالجهاد في سبيل الله فتحفظ المؤمنين من عدوان الظلمة وتكفل لهم حياة كريمة آمنة، ومنها الحياة التامّة الأبدية والتي تكمل فيها حياة الروح والبدن وهي التي تكون في الجنة.
هذه كلها من معاني الحياة الطيبة التي يحتاجها العباد، وهي مُضمّنة في تفسير هذه الأسباب.

● اﻷقوال في المراد بقوله تعالى: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}:
-القول اﻷول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان، ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين، وهو المشهور.
←ذكر ابن القيم أن وجه مناسبة هذا القول أن التثاقل عن الاستجابة سبب في أن يحولّ اللّه بين العبد وبين قلبه، فلا يمكنه بعد ذلك من الاستجابة عقوبة له على تركها بعد وضوح الحق واستبانة وذلك كقوله تعالى: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل}.
-القول الثاني : أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة.
←رجح ابن القيم هذا القول، وقال أن هذا أنسب بالسياق؛ لأن الاستجابة أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.

★مسائل تفسيرية أخرى: يمكنك اختيار عنوان مناسب يربط بين المسألة وبين موضوع الدرس، وليكن:
من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها}

● المعنى الإجمالي للآية:
كان كافرًا ضالًّا فهديناه، قاله ابن عبّاس وجميع المفسّرين.

●اﻷقوال في المراد ب" نورا يمشي به ":
-أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
-ثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
-ثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

●فائدة: في هذه اﻵية جمع للمؤمن بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.

★فوائد :

●أحدها: الحياة الحقيقيّة الطّيبة: هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول. فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة.

●ثانيها: أن الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- حياة بدنه: الّتي بها يدرك النافع والضار، ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه، ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الملك.
- حياة قلبه: الّتي بها يميّز بين الحق والباطل، والغي والرشاد، والهوى والضلال ، فيختار الحق على ضدّه. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الرسول بالروح الذي ألقي إليه.
وإذا بطلت هذه الحياة بطل تمييزه، وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوّة يؤثر بها النافع على الضار.

●ثالثها: أن وحي الله روح ونور، قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال أيضا: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}.

●رابعها: في الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجاب بالجوارح.

●خامسها: في الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به، فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
اجتهدي دائما أن توظفي كلام المفسّر توظيفا جيدا في الملخص، وذلك بمحاولة الربط وإيجاد العلاقة بين كلامه وبين الموضوع الرئيس، ثم اجعلي آخر شيء أن تكون استطرادا لا يتصل مباشرة بالدرس.
وهذا تلخيص للدرس أرجو أن يفيدك.

تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}


● مقصد الآية
معنى قوله تعالى: {لما يحييكم}
● الحياة المذكورة في الآية
أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع
● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة
● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله

● مقصد الآية
أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}

ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي:
1- الحق، قاله مجاهد
2- القرآن، قاله قتادة
3- الإسلام، قاله السدي
4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون.
5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين
قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

● الحياة المذكورة في الآية
- القول الأول: أنها حياة الروح والقلب
وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن.

قال قتادة:
{لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
وقال السّديّ:
{لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
- القول الثاني: أنها الحياة العزيزة
وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله.

قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.

وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
- القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة
وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة
قال بعض المفسّرين:
{لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، ويحيي الأمم حياة العزة والقوة في الدنيا، وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة الطيبة النافعة في الدّنيا والآخرة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد.

أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- الأولى: حياة بدنه
الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل
بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ.
- والثانية: حياة قلبه وروحه
وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة.

وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.


● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة

في قوله
تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.
قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
- القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.

- القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.


● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله.
- على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.

- ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله

أمل عبد الرحمن 12 شعبان 1436هـ/30-05-2015م 04:49 PM

اقتباس:

رسالة تفسيرية حول قوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)”

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، الحمد لله الذي أحيا أمم بكلمة وأمات أخرى بكلمة، الحمد لله الذي إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، وبعد؛


فهاتان الآيتان الجليلتان تضمنتا أهم قضيتين عليهما مدار سعادة الإنسان وفلاحه؛ ألا وهي التقوى والقول السديد، ثم ذكرت جزاء ذلك وهو صلاح العمل وغفران الذنوب، ثم بينت أن طاعة الله ورسوله أساس الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.


وكان النداء للمؤمنين
لاستجلاب الانتباه للأوامر الواردة فيها، وفيه إيماء إلي أن من لم يحقق ذلك لم يحقق الإيمان على الوجه الصحيح.

والأمر بالقول السديد بعد الأمر بالتقوى فيه إشارة إلى أن تعلقه به واعتماده عليه،
وقد جاء نظير هذا في قوله تعالى بسورة النساء"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)" . وقد روى البخاري ومسلم من حديث أَبِيْ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس،ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً . أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ). والشاهد هنا قوله: ( أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ).
واللسان أحد أعضاء الجسد فاستقامته باستقامة القلب وإعوجاجه لمرض القلب. فالقلب كالوعاء واللسان مغرفة.


ومن عجيب شأن اللسان مع القلب
أنه يؤثر كذلك وإن كان القلب هو منبع نطقه. فمن المشاهد أن الشخص الغضبان إذا قال كلمة غضب فإنها تزيد قلبه ضغبًا وإن حلم فإن صدره ينشرح. وقد بيّن رسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن صلاح القلب باستقامة اللسان فقال:" لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لايأمن جاره بوائقه ) السلسلة الصحيحة 2841


وإذا كانت الآية الكريمة ضمنت الأمر بالتقوى والقول السديد، فلابد:


أولا: معرفة ماهية التقوى، وكيف تتحقق، وما ثمراتها.

التقوى لغة: "مأخوذة من الوقاية، وإنما هي: وقى يقي وقاية، وإنما الاسم منه وقوى، فحولت الواو تاء، كقوله: ورث يرث وراثا، ثم صيرت الواو تاء، فقيل: تراث وهو قوله تعالى: {وتأكلون التراث أكلا لما}.وإنما صار قوله «اتقوا» أي افعلوا الوقاية، وكان حقه أن يكون «أوتقوا» فأدغمت الواو في التاء، فصارت تاء مشددة." ذكره الإمام الترمذي في تحصيل الوجوه والنظائر.
وحقيقة التقوى: هو تحقيق مقام العبودية التي هي فعل كل ما يرضاه الله ويحبه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)" البقرة. فكان مقصد العبادة هنا تحقيقها، ونظير هذا قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)"البقرة، وقال أيضا" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام، وقال أيضا" خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63" البقرة.

وذكر ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر أن أهل التفسير ذكروا أن: "التقوى في القرآن على خمسة أوجه:
أحدها: التوحيد، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض}، وفي الحجرات: {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى}.
والثاني: الإخلاص، ومنه قوله تعالى في الحج: {فإنها من تقوى القلوب}، أراد من إخلاص القلوب.
والثالث: العبادة، ومنه قوله تعالى في النحل: {أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وفي المؤمنين: {وأنا ربكم فاتقون}، وفي الشعراء: {قوم فرعون ألا يتقون}.
والرابع: ترك المعصية، ومنه قوله تعالى في البقرة: {وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله}.
والخامس: الخشية، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {يا أيها الناس اتقوا ربكم}، وفي الشعراء: {إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون}، وكذلك في قصة هود وصالح وشعيب".اهـ
والتقوى محلها القلب، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه).
وقال تعالى:"يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا . وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ . ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"الأعراف26، وفي هذه الآية إشارة إلى لباس الظاهر، ولباس الباطن: التقوى."
أما عن كيفية تحقيق التقوى: فتكون بتحقيق أحوال المتقين التي بيَّنها الله في كتابه في غير ما موضع فقال:" لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا . وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ . أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا . وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" سورة البقرة177
وقال تعالى" ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)" سورة البقرة
وأما عن ثمرات التقوى:
ففي الدنيا:
-سبب قبول الله أعمال العبد "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " المائدة
-تجلب محبة الله للعبد،قال تعالى" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ "
التوبة، وفي نفس هذا المعنى روى مسلم من حديث عامر بن سعد عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "...إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي".
-تجلب معية الله للعبد
، قال تعالى" وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"التوبة
-سبب فلاح العباد، قال تعالى"
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" البقرة
- سبب في ولاية الله للعبد، قال تعالى" وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ"الجاثية
-سبب نور البصيرة وغفران الذنوب،
قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)"الأنفال
-سبب رد كيد الأعداء، قال تعالى"
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ "آل عمران
-من علامات شكر العبد لربه، قال تعالى"
فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"آل عمران
وفي الآخرة: سبب دخول الجنات، ورفع الدرجات، وحلول رضوان الله على العباد
قال تعالى"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ"آل عمران
قال تعالى"إنّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ"الدخان
وقال تعالى "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ"الذاريات
وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ"الطور
وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ" القمر
وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ" المرسلات
وقال تعالى" لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ" الزمر

ثانيا: معرفة ما هو القول السديد

القول السديد: هو القول الصادق الصحيح الخالي من كل انحراف عن الحق والصواب، مأخوذ من قولك: سدد فلان سهمه يسدده، إذا وجهه بإحكام الى المرمى الذي يقصده فأصابه. ومنه قولهم: سهم قاصد. إذا أصاب الهدف. ذكره الطنطاوي في تفسيره الوسيط.
وقال القرطبي في تفسيره: أن قوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" أي قصدا وحقا .
ثم قال بعدها:
"وقال ابن عباس : أي صوابا .
وقال قتادة ومقاتل : يعني قولوا قولا سديدا في شأن زينب وزيد ، ولا تنسبوا النبي إلى ما لا يحل .
وقال عكرمة وابن عباس أيضا : القول السداد لا إله إلا الله .
وقيل : هو الذي يوافق ظاهره باطنه .
وقيل : هو ما أريد به وجه الله دون غيره .
وقيل : هو الإصلاح بين المتشاجرين .
وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض .
والقول السداد يعم الخيرات ، فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك ". اهـ
والحاصل أن القول السديد قد يشمل كل هذا لأنه صياغة الجملة القرآنية بالتنكير، وعلى هذا فالقول السديد هو ما كان صوابا في نفسه مرادا به وجه الله، فهذا هو القول السديد وهو القول الحسن وهو القول الطيب.
وكثيرا ما دلت الآيات على ذلك وحثت عليه، قال تعالى" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" البقرة، و قال تعالى "وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)" الحج. ففى الحديث : "....فليقل خيرا أو ليصمت " فخيّرنا رسول الله بين قول الخير أو الصمت.

وعلى هذا
فإن اللغو والكذب والغيبة والنميمة وترويج الإشاعات وعدم التثبت من الأخبار والسخرية ليست من القول السديد، وقد تواترت أدلة الكتاب والسنة بالتحذير منها:

أما اللغو:- وهو ما لا فائدة من الكلام به- فقد مدح الله المؤمنين بالإعراض عنه، والمد بترك شئ يقتضي ذم هذا الشئ، قال تعالى:" وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)"المؤمنون، وقال تعالى" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)"الفرقان، و قال تعالى" وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)"القصص. وأيضا فإن من علو الهمة ترك ما لا خير فيه، والإكثار من اللغو غالبا ما يؤدي إلي القول المحرمز
وأما الكذب: ففي الحديث الذي رواه البخاري تحذير منه "..وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا))
وأما الغيبة: قال تعالى عنها" وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)"الحجرات
وأما النميمة: جاء في الحديث تحذير منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم. وقال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
وأما ترويج الإشاعات وعدم التثبت من الأخبار: فمنهيّ عنها، قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)" الحجرات

وأما السخرية: فإنها من البلاء في أيامنا هذه بمكان، ففى خضم هذه الأحداث وسرعتها تناسى أقوام أنهم عن ألسنتهم سيُسألون وبما لفظوه سيُقيدون! حتى صار دأب بعضهم اللغو و آخرين السخرية وليت شعرى أى نافع حازوه بل إن شئت فقل كم من خير تركوه !
إن السخرية من الآخرين لها عدة أوجه أن يكون الساخر على حق و المسخور منه على باطل أو العكس.
فأما فى الحالة الأولى فهذا خطأ من وجوه :
منها : أن السخرية للمتأمل فى القرآن دأب أهل الباطل وديدنهم، والقارئ المتدبر للقرآن سيبصر هذا الأمر جيدا.
ومنها : أنها فى ذاتها ليس فيها نفع، فهى لا تجلب حسنة ولا تمحو سيئة.
ومنها : أن من صفات المؤمنين "وهدوا إلى الطيب من القول " فالسخرية لا يمكن وصفها أنها من طيب القول، إذن ففاعلها تخلى عن صفة من أهم صفاتهم !
ومنها : أنها تلهى عن ذكر الله، واللسان الذى ذاق حقًا لذة ذكر الله لأشتغل به عن كل ما سواه بل إنه إن انشغل بغيره عنه عاد بالائمة على نفسه.
ومنها : أنها تلهى كذلك عن الدار الآخرة ففاعلها مغبون، لأنه اضاع وقتا كان اسثماره بالخير خير، فإذا كان الانشغال بالمفضول عن الأفضل من خلل فى الفهم، فكيف بما دون المفضول !! ، ابن تيمية -رحمه الله - قال فى آخر عمره "ندمت على تضييع أوقاتى فى غير معانى القرآن " وهو من هو ؟!! الذى قضى عمره فى العلم والتعليم وقمع أهل البدع ودحض شبهاتهم، ولكن قال ذلك لأنه لما أبحر فى كنوز القرآن ندم أن انشغل بغيره عنه.
ومنها : أن الذى دأبه هذا فى حقيقة الأمر إن كان مخالفه على باطل إلا أنه مشغول بعيب غيره عن عيب نفسه، وبالتالى مشغول عن إصلاح نفسه.
ومنها : إن المسخور منه إذا كان على باطل فهو أقل من أن يتحدث فى شأنه، إلا فى حالة تحذير الناس منه إذا خُشى منه الفتنة ولكن لابد حينها أن تكون لله وحده لإحقاق حق أو إبطال باطل ليس مجرد شهوة كلام أو شهوة إزدراء الآخرين أو شهوة إعلاء نفسه على الآخرين بإزدراءهم _ فإن بعض الناس لا يمدح نفسه لأنه يعلم أن ذلك من العجب لكن الشيطان قد يُلبّس عليه فيدفعه للعجب عن طريق إزدراء الآخرين _ فإن كلامه لله تكلم و إن دخلت على نيته الدواخل فليصمت فإن صمته حينئذ خير من كلامه لأن صمته حينها لله أما حديثه حين حظ نفس ، ففى الحديث : "....فليقل خيرا أو ليصمت " فخيّرنا رسول الله بين قول الخير أو الصمت و الخير لا يكون خير إلا إذا كان لله.
ومنها : أنه فى بعض الأحيان يكون فعل المسخور منه خطأ لكنه رجل له من الفضل الكثير فهنا لا ينبغى أن ننظر إلى سيئاته ونغض الطرف عن حسناته فهذا ليس عدلا ومن هذا دأبه فليراجع قلبه _إن كان له قلب _ ولينيب إلى ربه ، قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر:" كل من رأيته سيء الظنّ بالناس طالباً لإظهار معايبهم فاعلم أنّ ذلك لخُبْثِ باطنه وسوء طَوِيَّتِه".
ومنها : أن من باب درئ المفاسد عدم السخرية للباطل وأهله لئلا يسخرون هم من الحق وأهله ،قال تعالى "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ".
أما فى الحالة الثانية ( أن يكون الساخر على باطل و الآخر على حق ) فهذا ظلم من وجوه :
منها : أن هذا يُنبأ عن عشى البصيرة وعمى القلب، فيرى الحق باطلًا والباطل حقًا.
ومنها: أن هذا الساخر يقع فى الغيبة و البهتان وآفات اللسان.
ومنها : أنه المسخور منه إن كان مثلا عالما من العلماء الربّانبين فقد أهلك الساخر نفسه لأنه عادى أولياء الله ، فليس بعد الأنبياء خير من العلماء فهو ورثتهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب .... " رواه البخارى.
ولو تدبر المرئ هذا الأية لكفته : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)" الحجرات، وهذا الحديث لكفاه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه" .صححه الألباني. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ، ما تجمل الخلائق بمثلهما" حسنه الألباني.


ثالثا: معرفة أن تحقيق التقوى وقول السداد سبب صلاح الأعمال وغفران الذنوب:
وهذا نظير قوله تعالى:" وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)"، وقوله
تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)"الأنفال. وقد تقدم "... أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ). وحديث:" :" لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لايأمن جاره بوائقه ) ومعلوم أن الإيمان هو أصل صلاح العبد وسعادته. وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري. وجاء في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن معاذ بن جبل أن اللسان من أكثر ما يكب الناس في النار
فعَن مُعَاذ بن جَبَلٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ الله أَخبِرنِي بِعَمَلٍٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني منٍ النار قَالَ: (لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيْمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيْرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ لاَتُشْرِكُ بِهِ شَيْئَا، وَتُقِيْمُ الصَّلاة، وَتُؤتِي الزَّكَاة، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ. ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيْئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ تَلا : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ: (يَعْملُونَ) [السجدة:16-17] ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قُلْتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ، قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذروَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخبِرُكَ بِملاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ:بَلَى يَارَسُولَ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا. قُلْتُ يَانَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ).
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه: كلما كان القول أكثر سدادا كلما كان ذلك أعون للإنسان لتوفيقه لصالح الأعمال، ولكن قد يقال هل بعض القول أكثر سدادا من بعض أم أن القول السديد كله في منزلة واحدة وهي السداد؟ والجواب: أن بعض القول أحسن وأكثر سدادا من بعض، فالقرآن أفضل الذكر على الإطلاق، والقرآن نفسه فيه فاضل ومفضول*، ولا إله إلا الله أفضل الذكر المطلق، وعموم الذكر أفضل من تصانيف العلماء على عظيم نفعها، وهذا أمر ملموس؛ فإنك لو قرأت كتابا فريدا في بابه ولكنه جاف من حيث تضمنه للوحي لوجدت شئ من الغين أو شئ قسوة في القلب بينما القلب يلين ولابد كلما كثر ذكره لله. ومع هذا قد يكون القول بالمفضول أفضل من الفاضل في بعض الأوقات فمثلا بعد الفجر الأفضل فيه أذكار الصباح وهي أولى من قراءة القرآن في هذا الوقت، والأذكار الخاصة أفضل في وقتها من الأذكار العامة، وإنكار المنكر في وقته أفضل من مطلق الذكر، وهكذا. والعلم بهذا يقتضي تحري أفضل الأقوال في أفضل الأوقات، وهذا باب نفيس يوفق الله له من يصطفي من عباده، والله المستعان.
ويلاحظ في الآية أن:
-التعبير بقوله"يصلح لكم" فيه نسبة صلاح الأعمال لله، وهذا فيه إشارة أن الله هو المنعم بها على الحقيقة فهي محض فضل الله المنّان الوهّاب، وليس للعبد يد في ذلك، إلا أنه يسعى لاستمطار رحمة الله ومنته بالتزام التقوى وسداد القول.

- التعبير بلفظ "أعمالكم" بصيغة الجمع فيها بيان لواسع نعم الله وفتوحه على المتقين من عباده، فهو يصلح أعمالهم على اختلافها، وهذا نظير قوله تعالى"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"العنكبوت، فهنا أيضا سبل بصيغة الجمع وليس سبيل واحد.

رابعا: معرفة أن طاعة الله ورسوله عليها مدار سعادة الإنسان وفوزه:
وهذا نظير قوله تعالى"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)" آل عمران، وقوله تعالى"قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)"النور، وقوله تعالى:"
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)"النور، والتعبير هنا بإنما يفيد الحصر، فليس للمؤمن سبيل غير طاعة الله ورسوله. فمن علامات صدق الإيمان وقوته متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاء سننَه دقت أم جلت، ظهرت أم خفيت. فالصادقون يفعلون الواجبات والمستحبات، ويدعون المحرمات والمكروهات. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين يسألون عن سنة النبي فيفعلونها فرضا كانت أم نفلا لا كحال كثير اليوم يسأل عن السنة فإن كانت فرضا أخذها وإن كانت نفلا ربما تركها!
ويلاحظ في الآية أن:
-التعبير بقوله
{ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } إنما صيغت الجملة في صيغة الشرط وجوابه لإِفادة العموم في المطيعين وأنواع الطاعات، فصارت الجملة بهذين العمومين في قوة التذييل . وهذا نسج بديع من نظم الكلام وهو إفادة غرضين بجملة واحدة، ذكره ابن عاشور في تفسيره.
-
التعبير بقوله{ فوزاً عظيماً } كان بصيغة التنكير للتعظيم.


والحمد لله رب العالمين

_______________________________________________________________________

* والفاضل منه كلام الله في الله والمفضول كلام الله في غير الله، ويشهد لذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن ‏ ‏أبي بن كعبhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif ‏ ‏أنه قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال "والله! ليهنك العلم أبا المنذر". فهذا الحديث يبين أن بعض القرآن أعظم من بعض، وممن تكلم عن هذه المسألة
العز بن عبد السلام في فوائد في مشكل القرآن، والسيوطي في أصول التفسير.

المراجع:
تفسير ابن كثير- برنامج آيات
تفسير ابن عاشور- برنامج آيات
تفسير القرطبي - برنامج آيات
تفسير الطنطاوي- برنامج آيات
السلسلة الصحيحة الألباني
نزهة الأعين النواظر/ ابن الجوزي - معهد آفاق التيسير
تحصيل الوجوه والنظائر/ الإمام الترمذي -
معهد آفاق التيسير

فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام - معهد آفاق التيسير
شرح أصول التفسير للسيوطي للشيخ عبد الكريم الخضير- موقع الشيخ عبد الكريم الخضير



طريقة عمل الرسالة:
1-بيان مقصد الآية.
2- الإشارة إلي فائدة الأمر بسداد القول بعد الأمر بالتقوى.
3- الإشارة إلى علاقة اللسان بالقلب وأثر كل منهما على الآخر.
4- تحدثت بما تيسير عن التقوى لغة وشرعا ثم بيّنت بعض صفات المتقين وكيفية تحقيق التقوى، وثمراتها.
5- ذكرت معنى القول السديد لغة ثم أقوال المفسرين فيه.
6- ذكرت بعض مخالفات الأقوال.
7- ذكرت أن التقوى وسداد القول سبب صلاح العمل، وتحدثت عن شئ من تفاضل القول السديد.
8- ذكرت أن طاعة الله ورسوله سبب الفوز في الدنيا والآخرة.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وقد أجدت في كتابة الرسالة، وظهر ذلك بوضوح في تنوع مصادرها والاستشهاد لمقاصدها بمختلف أنواع الأدلة.
ومما يحسن الإشارة إليه ويفيد في توضيح مقصد الرسالة التعرض لأسباب النزول ومناسبة الآية لسياق الآيات التي وردت ضمنها، وهي في قصة موسى عليه السلام، وقصة زواج نبينا صلى الله عليه وسلّم من السيدة زينب رضي الله عنها خاصة وقد أشرت إلى ذلك عند تفسير السلف للمراد بالقول السديد في الآية.
وللإفادة، فإنه يمكنك الاقتصار على أحد مقاصد الآية في كتابة الرسالة التفسيرية، وليكن: الأمر بالقول السديد (هذا للفائدة وليس للإلزام)
وبذلك تكون هناك فسحة في تناول المقصد باستفاضة ومعالجة لقضية من أهم القضايا التي يحتاجها المسلمون، دون إغفال الإشارة إلى كون قول السداد من تقوى الله لكن ليس بنفس التفصيل لمسألة الأمر بالتقوى.

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 19
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 97 %
وفقك الله

إسراء خليفة 24 شعبان 1436هـ/11-06-2015م 09:05 PM

تحت الإعداد

رسالة حول معنى ردء السيئة بالحسنة

فإن درء السيئة بالحسنة ورد في موضعين في القرآن الكريم؛
الأول: في سورة الرعد{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)}
الثاني: في سورة القصص{أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}
معنى الدرء لغة: الدفع.
ففي القاموس المحيط: دَرَأَهُ، كَجَعَلَهُ، دَرْءاً ودَرْأَةً: دَفَعَهُ.
وفي لسان العرب: درأ: الدَّرْءُ: الدَّفْع. دَرَأَهُ يَدْرَؤُهُ دَرْءًا ودَرْأَةً: دَفَعَهُ.
وفي مختار الصحاح: (الدَّرْءُ) الدَّفْعُ.
وقد تنوعت عبارات السلف في بيان معنى درء السيئة بالحسنة ومن رويت عنهم آثار من الصحابة والتابعين على أقوال:
الأول: يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك
قاله ابن عباس في آية الرعد، وحكاه عنه البغوي.
وقال به ابن مسعود، وذكره الألوسي.
الثاني: دفع سيئات أعمالهم بصالحها
فابن عباس قال في معنى الآية: "يدفعون بالصالح من العمل السيء من العمل"، وهذا رواه عنه القرطبي وابن الجوزي والبغوي، واستدل الأخير بــ:
قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}
وما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها ، السر بالسر والعلانية بالعلانية ".

وما رواه عقبة بن عامر رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ، ثم عمل حسنة ، فانفكت عنه حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت أخرى ، حتى يخرج إلى الأرض ".
وذكر هذا القول أيضا القرطبي عن ابن عباس فقال:"يدفعون بالعمل الصالح السيئ من الأعمال"، وقال أن هذا القول أعم ما قيل في الآية ويتناول بقية الأقوال، واستدل بقوله تعالى{إن الحسنات يذهبن السيئات}
وبقوله - عليه السلام - لمعاذ : "وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" .
( الأدلة التي أوردها القرطبي فيها إشارة إلى أن الحسنات تدفع سيئات الشخص نفسه بينما الأقوال الأخرى التي أوردها وقال أن هذا يتناولها أغلبها فيها إشارة إلى دفع سيئات الغير بالحسنات؛ أليس هكذا يوجد تعارض بين الدليل والمستدل عليه ؟ )
ومجاهد قال "يدفعون بحسنات أفعالهم التي يفعلونها سيئاتهم"، رواه ابن جرير عنبن وكيع عن أبي عن سفيان عن منصور عن مجاهد.
وابن شجرة قال:"يدفعون بالعمل الصالح ما تقدم من ذنب"، ذكره الماوردي.
القول الثالث: دفع الذنب بالتوبة
فابن كيسان قال:"يدفعون الذنب بالتوبة"، ذكره البغوي وابن الجوزي.
القول الرابع: دفع سيء القول بالقول الحسن
فقتادة قال:" ردوا عليهم معروفا" واستدل بقوله تعالى{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، ذكره البغوي.
ومقاتل : "يدفعون ما سمعوا من الأذى والشتم من المشركين بالصفح والعفو"، ذكره البغوي.
والضحاك قال:"يدفعون الفحش بالسلام"، ذكره القرطبي.
والنقاش قال:"يدفعون بالسلام قبح اللقاء"، ذكره الماوردي.

القول الخامس: دفع الفعل السيء بالفعل الحسن
فابن زيد قال:" يدفعون الشر بالخير, لا يكافئون الشرّ بالشر، ولكن يدفعونه بالخير"، رواه الطبري عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد.
وروى نحوه ابن أبي حاتم عن أَبي يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ عن أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
والحسن قال:" إذا حرموا أعطوا، وإذا ظلموا عفوا، وإذا قطعوا وصلوا"، ذكره
البغوي.
والضحاك قال:"يدفعون بالحسنة السيئة"، ذكره السيوطي، ورواه أيضا ابن أبي حاتم عن جويبر عن الضحاك.
وسعيد بن جبير قال : "يدفعون المنكر بالمعروف"، ذكره القرطبي.
وروى ابن أبي حاتم عنيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عن ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أنه قال: بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ يَعْنِي: يردون معروفا على من يسئ إِلَيْهِمْ.
وجويبر قال: "يدفعون الظلم بالعفو"، ذكره القرطبي.
والقتبي قال: "يدفعون سفه الجاهل بالحلم؛ فالسفه السيئة ، والحلم الحسنة" ، ذكره القرطبي.
ويحيى بن سلام قال:"يدفعون بالحلم جهل الجاهل"، ذكره الماوردي.
وذكر الألوسي عنه أنه قال"بالعلم الجهل وبالكظم الغيظ".
أما عبارات المفسرين فحاصلها أن درء السيئة بالحسنة هو رد إساءة القول أو الفعل بالقول أو الفعل الحسن والإحسان إلي الغير بالعفو والصفح.
قال الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
{ويدرءون بالحسنة السّيّئة}:معنى {ويدرءون} : يدفعون - بما يعلمون من الحسنات - ما تقدم لهم من السيّئات.

قال الثعلبي (ت: 427هـ ): يدفعون بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
قال الماوردي(ت:450هـ): يدفعون بالتوبة ما تقدم من معصية.
قال البغوي(ت:516هـ): لا يكافئون الشر بالشر، ولكن يدفعونه بالخير.
قال ابن عطية(ت:546هـ): وقوله: وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي ويدفعون من رأوا منه مكروها بالتي هي أحسن، وقيل:
يدفعون بقول: لا إله إلا الله، شركهم وقيل: يدفعون بالسلام غوائل الناس. ذكره في موضع ىالرعج
وقال في موضع العنكبوت:" وَيَدْرَؤُنَ معناه يدفعون هذا وصف لمكارم الأخلاق أي يتعاقبون ومن قال لهم سوءا لا ينوه وقابلوه من القول الحسن بما يدفعه.
قال القرطبي (ت: 671هـ):
قال ابن كثير (ت: 774هـ ): "وقوله {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} أَيْ: لَا يُقَابِلُونَ السَّيِّئَ بِمِثْلِهِ، وَلَكِنْ يَعْفُونَ وَيَصْفَحُونَ".
قال السعدي (ت: 1376هـ)وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ }أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه.
فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟
قال ابن عاشور( ت: 1393هـ) : درؤهم السيئة بالحسنة وهي من أعظم خصال الخير وأدعاها إلى حسن المعاشرة قال تعالى{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }[ فصلت : 34 ]، فيحصل بذلك فائدة دفع مضرة المسيء عن النفس ، وإسداء الخير إلى نفس أخرى ، فهم لم يردوا جلافة أبي جهل بمثلها ولكن بالإعراض مع كلمة حسنة وهي{ سلام عليكم }..
قال طنطاوي( ت: 1431هـ): أى : أن من صفات أولى الألباب - أيضا - أنهم يدفعون بالعمل الصالح العمل السئ ، كما فى قوله - صلى الله عليه وسلم - " وأتبع السيئة الحسنة تمحها "أو أنهم يدعفون سيئة من أساء إليهم بالإِحسان إليه ، أو بالعفو عنه ، متى كان هذا الإِحسان أو العفو لا يؤدى إلى مفسدة .

إسراء خليفة 24 شعبان 1436هـ/11-06-2015م 11:04 PM

ودلت آية الرعد على أن رد الإساءة بالتي هي أحسن له فضل كبير عند الله حيث قال تعالى{أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}
وبتأمل الأقوال الواردة في معنى درء السيئة بالحسنة نجد أنها تندرج كلها تحت باب الإحسان
فالقول ... إحسان إلى النفس
والقول.... إحسان إلى الغير
فالإحسان يشمل الإحسان إلى الغير والإحسان إلى النفس بخلاف الإنعام الذي يقتصر على الغير فقط.
وإذا كان دفع السيئة بالحسنة أحد صور الإحسان؛ فإن الإحسان أبوابه وميادينه واسعة جدا وقد تعددت الآيات الدالة على الأمر بالإحسان:
ففي ميادين الصبر على المصائب، قال تعالى وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ هود155
وفي ميدان أداء الحق لأهله، قال الله تعالى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ البقرة 178
وقال تعالى في أداء الحق للمرأة المطلقة: الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
وفي ميدان الحروب والجهاد في مجالات النفس، ومجالات المعارك، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ العنكبوت69
وفي ميدان مجاهدى النفس لكظم الغيظ، قال تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران 134)
وفي ميدان التحاور مع أهل الكتاب، قال تعالى وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ العنكبوت46
وفي ميدان الخلافات والخصومات، قال تعالى وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فصلت 34
وفي ميدان معالمة الفقراء واليتامى، قال تعالى وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الإسراء 34
وفي ميدان العلاقات الاجتماعية بين الناسن، قال تعالى وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا النساء 86
وفي مجالات العلاقات الاقتصادية، قال تعالى وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة195)
والإحسان له ثمرات جليلة منها:
أ- معية الله للمحسنين (وكفى به شرفا) :
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)
وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
ب- حب الله للمحسنين (وكفى به جزاء) :
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) «4»
34- لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) «8»
ج- جزاء الإحسان في الدنيا والآخرة:
35- وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) «9»
36- بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) «10»
37- الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) «11»




الساعة الآن 02:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir