![]() |
الباب 19 - فى الكلمات المفتتحة بحرف العين
( الباب التاسع عشر - فى الكلمات المفتتحة بحرف العين ) وهى: العين، عبث، وعبد، وعبر، وعبس، وعبأ، وعبقر، وعتب، وعتيد، وعتق، وعتل، وعتو، وعثر، وعثى، وعجب، وعجز، وعجف، وعجل، وعجم، وعد، وعدس، وعدل، وعدن، وعذب، وعذر، وعر، وعرب، وعرج، وعرجن، وعرش، وعرض، وعرف، وعرم، وعرى، وعز، وعزب، وعزر، وعزل، وعزه، وعس، وعسر، وعسل، وعسى، وعشر، وعشى، وعصب/، وعصف، وعصم، وعصو، وعض، وعضد، وعضل، وعضو، وعطف، وعطل، وعطو، وعظم، وعف، وعفر، وعفو، وعقب، وعقد، وعقر، وعقل، وعقم، وعكف، وعلق، وعلم، وعلن، وعلو، وعم، وعمد، وعمق، وعمل، وعمه، وعمى، وعن، وعنب، وعند، وعنو، وعوج، وعود، وعوذ، وعور، وعوف، وعول، وعوم، وعون، وعهد، وعهن، وعيب، وعير، وعيش، وعيل، وعى. |
بصيرة في العين
( بصيرة فى العين ) وهى وردت فى القرآن العزيز وفى كلام العرب لمعان كثيرة تنيف على خمسين معنى، أسوقها مرتبة على حروف الهجاء. ا- أهل البلد، أهل الدار، الإصابة بالعين، الإصابة فى العين، الإنسان، ومنه قولهم: ما بالدار عين أى أحد. ب- الباصرة، بلد بهذيل. ج- الجاسوس، الجريان، الجلدة التى يقع فيها البندق. ح- حاسة البصر، الحاضر من كل شىء، حقيقة القبلة. خ- خيار الشئ. د- دوائر دقيقة على الجلد، الديدبان، الدينار. ذ- الذهب، ذات الشئ. ر- الربا. س- السيد، السحاب القبلى، السنام، اسم السبعين فى حساب الجمل. ش- الشمس، شعاع الشمس. ص- صديق عين، أى ما دام تراه. ط- طائر. ع- العتيد من المال، العيب، العز، العلم. ق- قرية بالشأم، قرية باليمن. ك- كبير القوم. ل- لقيته أول عين، أى أول شىء، ويجوز ذكره فى الشىء. م- المال، مصب ماء القناة، مطر أيام لا يقلع، مفجر ماء الركية، منظر الرجل، الميل فى الميزان. ن- الناحية، نصف دانق من سبعة دنانير، النظر، نفس الشىء، نقرة الركبة، واحد الأعيان للإخوة من أب وأم، هـ- ها هو عرض عين، أى قريب. وقد يذكر فى القاف. ى- ينبوع الماء. وعين شمس، وعين تمر، وعين صيد، ورأس عين، مواضع معروفة. وأسود العين، جبل. والمعانى المذكورة فى القرآن أحد عشر. الأول - بمعنى النظر : {ولتصنع على عيني}، {واصنع الفلك بأعيننا} {فأتوا به على أعين الناس} أى بمنظر منهم. 2- بمعنى الحفظ، والرعاية: {تجري بأعيننا}، {فإنك بأعيننا}. 3- عين النبى صلى الله عليه وسلم خلقة: {ولا تمدن عينيك}. 4- عين الإنسان عامة: {ألم نجعل له عينين}. 5- عيون المؤمنين خاصة: {ترى أعينهم تفيض من الدمع}. 6- عيون الكفار: {كانت أعينهم فى غطاء}، {أم لهم أعين يبصرون بها}. 7- نهر بنى إسرائيل ومعجز موسى عليه السلام: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا}. 8- بمعنى النحاس الجارى معجزا لسليمان عليه السلام: {وأسلنا له عين القطر}. 9- بمعنى مغرب الشمس: {تغرب فى عين حمئة}. 10- العين التى وعد بها الكفار فى جهنم: {تسقى من عين آنية}. 11- العين الجارية التى وعد بها المتقون: {فيها عين جارية}، {فيهما عينان تجريان}. 12- الموعود لأصحاب اليمين: {فيهما عينان نضاختان}. 13- الموعود بها السابقون: {عينا فيها تسمى سلسبيلا}. 14- الموعود بها الأبرار وأهل الخصوص: {عينا يشرب بها عباد الله}. 15- الموعود بها المقربون: {عينا يشرب بها المقربون}، وهى عين التسنيم. 16- أعين الجناة فى القصاص: {والعين بالعين}. 17- العين الضرورى: {لترونها عين اليقين}. |
بصيرة في عبد
( بصيرة فى عبد ) العبد: خلاف الحر. والجمع عبدون وعبيد، مثال كلب وكليب، وهو جمع عزيز - وأعبد، وعباد وعبدان بالضم - كتمر وتمران، وعبدان - بالكسر - كجحش وجحشان / وعبدان - بكسرتين وشد الدال - ومعبدة كشيخ ومشيخة، ومعابد وعبداء - بالمد - وعبدى - مقصور - وعبد - بضمتين كسقف وسقف - وعبد - بفتح العين وضم الباء - ومعبوداء. وقرأ ابن عباس رضى الله عنهما وابن مسعود وإبراهيم النخعى والأعمش وأبان بن ثعلب والضحاك وابن وثاب وعلى بن صالح وشيبان: {وعبد الطاغوت} مضافا إلى الطاغوت، وقرأ حمزة بن حبيب الزيات {وعبد الطاغوت} وأضافه، والمعنى فيما يقال: خدم الطاغوت. قيل: وليس هذا بجمع لأن فعلا لا يجمع على فعل، وإنما هو اسم بنى على فعل كحذر وندس. وأما قول أوس بن حجر: *أبنى لبينى إن أمكم * أمة وإن أباكم عبد* فإن الفراء قال: إنما ضم الباء ضرورة لأن القصيدة من الكامل وهى حذاء. وعبد بين العبدية والعبودية والعبودة. وأصل العبودية الخضوع والذل. وقوله تعالى: {فادخلي في عبادي} أى فى حزبى. والتعبيد: التذليل، طريق معبد: مذلل. وأعبده: اتخذه عبدا. وأعبدنى فلان فلانا: ملكنى إياه. والتعبيد: الاستعباد، وهو أن تتخذه عبدا، وكذلك الاعتباد. وتعبدنى: اتخذنى عبدا. والعبادة: الطاعة، وهى أبلغ من العبودية، لأنها غاية التذلل لا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى. والعبادة ضربان: ضرب بالتسخير كما ذكرناه فى السجود، وضرب بالاختيار وهو لذى النطق، وهو المأمور به فى قوله: {اعبدوا ربكم}. والعبد يقال على أضرب: الأول - عبد بحكم الشرع يباع ويبتاع؛ نحو قوله تعالى: {العبد بالعبد}. والثانى - عبد بالإيجاد، وذلك ليس إلا لله تعالى، وإياه قصد بقوله: {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا}. الثالث - عبد بالعبادة والخدمة، وهو المقصود بقوله: {واذكر عبدنآ أيوب}، {فوجدا عبدا من عبادنآ}. وعبد الدنيا وأعراضها هو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإياه قصد النبى صلى الله عليه وسلم بقوله: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم". وعلى هذا النوع يصح أن يقال: ليس كل إنسان عبدا لله، فإن العبد على هذا المعنى العابد، لكن العبد أبلغ من العابد. والناس كلهم عباد الله بل الأشياء كلها، بعضها بالتسخير وبعضها بالتسخير والاختيار. قال: *سيدى إننى رجوتك وعدا * ما تجاوزت فى ولائك عهدا* *لست آتيك كى أكون حبيبا * فاتخذنى لعبد عبدك عبدا* قيل: ورد العبد والعبادة فى القرآن على ثلاثين وجها: الأول - عام للمؤمن والكافر: {والله بصير بالعباد}، {رزقا للعباد} {وهو القاهر فوق عباده}. 2- خاص بالمؤمنين: {والله رؤوف بالعباد}، {الله لطيف بعباده} {قل لعبادي الذين آمنوا}. 3- خاص بالكفار: {ياحسرة على العباد}، {إن الله قد حكم بين العباد}. 4- بمعنى المماليك: {والصالحين من عبادكم}، {ولعبد مؤمن خير من مشرك}. 5- بمعنى المطيعين: {وعباد الرحمان}. 6- بمعنى العاصين المجرمين: {وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا}، {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم}. 7- بمعنى الأبرار والأخيار: {عينا يشرب بها عباد الله}. 8- بمعنى المصطفين والمجتبين من الناس كالأنبياء وغيرهم: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}، / {وسلام على عباده الذين اصطفى}. 9- أهل القربة والكرامة: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب}. 10- بمعنى أمة النبى صلى الله عليه وسلم: {نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم}، {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}. 11- بمعنى أمة موسى عليه السلام: {وأوحينآ إلى موسى أن أسر بعبادي}. 12- بمعنى الأتقياء: {من عبادنا من كان تقيا}. 13- بمعنى أهل الجنة: {جنات عدن التي وعد الرحمان عباده}. 14- بمعنى قوم نوح عليه السلام: {إنك إن تذرهم يضلوا عبادك}. 15- بمعنى الأنبياء: {ولاكن الله يمن على من يشآء من عباده} {يلقي الروح من أمره على من يشآء من عباده}. 16- بمعنى المنازعين للأنبياء: {ولاكن الله يسلط رسله على من يشآء}. 17- بمعنى ملائكة الملكوت: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان}، {بل عباد مكرمون}. 18- بمعنى المخلصين المعصومين: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}. 19- بمعنى المنصورين على الأعداء: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين}. 20- بمعنى العلماء: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}. 21- بمعنى المستحقين للبشرى: {فبشر عباد * الذين يستمعون القول}. 22- بمعنى أهل الخصوص عند الوفاة ويوم القيامة: {ياعباد لا خوف عليكم اليوم}. 23- بمعنى نوح عليه السلام: {إنه كان عبدا شكورا}. 24- بمعنى إبراهيم الخليل وأولاده: {واذكر عبادنآ إبراهيم وإسحاق ويعقوب}. 25-بمعنى لوط: {كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين}. 26- بمعنى أيوب عليه السلام: {إنا وجدناه صابرا نعم العبد} {واذكر عبدنآ أيوب}. 27- بمعنى داود فى مقام الأوبة والإنابة: {واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب}. 28- بمعنى سليمان فى مقام شكر النعمة: {ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد}. 29- بمعنى عيسى عليه السلام فى صفة الطهارة والتزكية: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني} الآية. 30- بمعنى سيد المرسلين فى ساعة القربة والكرامة: {لما قام عبد الله}، {فأوحى إلى عبده مآ أوحى}، {سبحان الذي أسرى بعبده}. |
( بصيرة فى عبث وعبر وعبس )
( بصيرة فى عبث وعبر وعبس ) العبث: اللعب. وقد عبث يعبث - كفرح يفرح - عبثا. والعبثة - بالفتح - المرة الواحدة. والمادة موضوعة للخلط. وقد عبثه يعبثه - كضربه يضربه - عبثا: خلطه. والعبيثة: الأقط يخلط. جافه برطبه ليحمل يابسه رطبه. والعبيثة: طعام يطبخ ويجعل فيه جراد. وعبيثة الناس: أخلاطهم، قال رؤبة يمدح الحارث الهجيمى. *وقلت إذ أعيا امتياثا مائث * وطاحت الألبان والعبائث* *إنك يا حارث نعم الحارث * أعزنى مجد له مآرث* أصل العبر تجاوز من حال إلى حال. وأما العبور فيختص بتجاوز الماء إما بسباحة أو فى سفينة أو على بعير أو قنطرة، ومنه [عبر النهر لجانبه حيث يعبر منه أو إليه. واشتق منه عبر العين للدمع]. [و] الفرات يضرب العبرين بالزبد، وهما شطاه وجانباه لأنه يعبر منه أو إليه. وناقة عبر أسفار - بالضم وبالكسر -: لا تزال يسافر عليها، قال النابغة: *وقفت فيها سراة اليوم أسألها * عن آل نعم أمونا عبر أسفار* ومنه العبرة للدمعة. ومنه عابر سبيل. وعبر القوم: ماتوا كأنهم عبروا قنطرة الدنيا. وأما العبارة فمختصمة بالكلام العابر الهواء من لسان المتكلم إلى / سمع السامع. والاعتبار والعبرة: الحالة التى يتوصل بها من معرفة الشاهد إلى ما ليس بمشاهد. والتعبير متخص بتفسير الرؤيا. وهو العابر من ظاهرها إلى باطنها. وهو أخص من التأويل. والتأويل يقال [فيه وفى غيره]. وقد عبر الرؤيا يعبرها عبرا وعبارة، قال تعالى: {إن كنتم للرؤيا تعبرون}. وعبرت الكتاب عبرا: قرأته فى نفسى ولم أرفع به صوتى. وغلام معبر وجارية معبرة: لم يختنا. وتقول: يا ابن المعبرة. وبنو فلان يعبرون النساء، ويبيعون الماء، ويعتصرون العطاء، أى يرتجعونه. وأحصى قاضى البدو المخفوضات والبظر فقال: وجدت أكثر العفائف موعبات، وأكثر الفواحش معبرات. والعبوس: قطوب الوجه. أعوذ بالله من ليلة بوس، ويوم عبوس. |
( بصيرة فى عبأ وعبقر وعتب )
( بصيرة فى عبأ وعبقر وعتب ) عبأت الطيب عبثا: إذا هيأته وصنعته وخلطته. قال أبو زبيد حرملة ابن المنذر الطائى يصف أسدا: *كأن بنحره وبمنكبيه * عبيرا بات تعبؤه عروس* وما عبأت بفلان عبئا، أى ما باليت به قال، تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي}. والمعبأ: المذهب. وعبء الشمس: ضياؤها. وعبأت الشىء تعبئة وتعبيئا: هيأته. وعبقر: بلاد الجن. وقيل: قرية يسكنها الجن. وقيل: أرض ينسب إليها كل مارد من إنسان وحيوان وثوب. وكل فائق غريب مما يصعب عمله؛ وكل شىء عظيم فى نفسه. وعبقرى القوم سيدهم وكبيرهم وقويهم. وفى حديث عمر أنه كان يسجد على عبقرى، قيل: هو الديباج وقيل: هو البسط الموشية. وقيل: الطنافس الثخان، قال تعالى: {وعبقري حسان} جعله الله مثلا لفرش الجنة. والعتب: الموجدة. عتب عليه يعتب ويعتب عتبا ومعتبا أى وجد عليه، قال: الغطمش: *أخلاى لو غير الحمام أصابكم * عتبت ولكن ما على الموت معتب* والاسم المعتبة والمعتبة. والعتب: الدرج، وكل مرقاة منها عتبة، والجمع عتبات. والعتبة: أسكفة الباب والجمع عتب. والعرب تكنى عن المرأة بالعتبة والنعل القارورة والبيت والغل والقيد والريحانة والقوصرة والشاة والنعجة. وحمل فلان على عتبة، أى على أمر كريه. وعتبت فلانا: أبرزت له الغلطة التى وجدت له فى صدرى. وأعتبته: حملته على العتب. وأعتبته أيضا: أزلت عنه [العتب] نحو أشكيته. والعتوب: من لا يعمل فيه العتاب. واستعتبته فأعتبنى، أى استرضيته فأرضانى، قال تعالى: {لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون}. وقوله تعالى: {وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين} أى إن يستقيلوا ربهم لم يقلهم، أى لم يردهم إلى الدنيا؛ وقرأ عبيد بن عمير: {وإن يستعتبوا} على ما لم يسم فاعله، أى إن أقالهم الله تعالى وردهم إلى الدنيا لم يعملوا بطاعته لما سبق فى علم الله من الشقاء، قال الله تعالى: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه}. وعاتبته معاتبة وعتابا، قال: *أعاتب ذا المودة من صديق * إذا ما رابنى منه اجتناب* *إذا ذهب العتاب فليس ود * ويبقى الود ما بقى العتاب* |
( بصيرة فى عتد وعتق وعتل وعتو )
( بصيرة فى عتد وعتق وعتل وعتو ) الشىء العتيد: الحاضر المهيأ. وقوله تعالى: / {هذا ما لدي عتيد} أى هذا ما كتبته من عمله عتيد، أى معتد معد. وقد عتد عتادة وعتادا. وقال تعالى: {إلا لديه رقيب عتيد} أى يعتد أعمال العباد. وأعتده: أعده ليوم، ومنه قوله: {أولائك أعتدنا لهم}، قيل: هو أفعلنا من العتاد، وقيل: أصله أعددنا فأبدل من أحد الدالين تاء. وقوله تعالى: {وأعتدت لهن متكئا}: هيأت. والعتيق: المتقدم فى الزمان أو المكان أو الرتبة، ولذلك قيل للقديم: عتيق، وللكريم: عتيق، ولمن خلى عن الرق: عتيق، ولمن حسن وجهه: عتيق. وبه سمى الصديق لجماله. وقوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} إما لقدمه زمانا فإنه أول بيت وضع، أو لأنه لم يزل معتقا من تسلط الجبابرة. والعاتق: ما بين المنكبين لارتفاعه على سائر الجسد. والعتق: الحسن، قال أبو النجم: *وأرى البياض على النساء جهارة * والعتق أعرفه على الأدماء* وهى عاتق من العواتق، للشابة أول ما أدركت. عتله يعتله ويعتله عتلا: أخذ بتلبيبه فجره إلى حبس أو نحوه. قال تعالى: {خذوه فاعتلوه إلى سوآء الجحيم}. وعتل الناقة: أخذ بزمامها فقادها عنيفا. والعتل: الشديد الأكول المنيع الجافى الغليظ، والرمح الغليظ. والعتلة: حديدة لها رأس مفلطح يهدم بها الحائط، والناقة التى لا تلقح. والعتو: النبو عن الطاعة، عتا عتوا وعتيا وعتيا: استكبر وجاوز الحد فهو عات وعتى. والجمع: عتى. قال تعالى: {أيهم أشد على الرحمان عتيا} قيل: العتى هنا مصدر، وقيل: جمع عات. وقال تعالى: {وقد بلغت من الكبر عتيا} أى حالة لا سبيل إلى إصلاحها ومعالجتها قال: ومن العناء رياضة الهرم |
( بصيرة فى عثر وعثى وعجب )
( بصيرة فى عثر وعثى وعجب ) ناقة عثور، وبها عثار: لا تزال تعثر أى تسقط على وجهها. عثر الرجل يعثر عثارا وعثورا: إذا سقط على شىء. يقال: عثرت على كذا. ويتجوز به فيمن يطلع على أمر من غير طلبه، وقوله تعالى: {وكذلك أعثرنا عليهم} أى وقفناهم عليهم من غير أن طلبوا. عثى يعثى ويعثى، وعثى يعثى كرضى يرضى عثيا وعثيا وعثيانا، وعثا يعثوا عثوا: أفسد. والأعثى: الأحمق، والأسود اللون. قال تعالى: {ولا تعثوا في الأرض}. والعجب: ما لا يعرف سببه، أو حالة تعرض عند الجهل بسبب الشىء، ولهذا لا يصح التعجب على الله تعالى. عجب منه يعجب، كعلم يعلم. وفى الحديث: "عجب الله من قوم يدخلون [الجنة فى السلاسل]" "وعجب ربكم من إلكم وقنوطكم"، "وعجب الله من صنيعكما الليلة بضيفكما"، "وتعجب ربك من الشاب ليست له صبوة"، فإن العجب فى هذه الأحاديث يفسر بالرضا. وقال ابن الأنبارى: عجب الله، أى عظم ذلك عنده وكبر جزاؤكم منه. وقوله تعالى: {بل عجبت ويسخرون} أى عجبت من إنكارهم البعث لشدة تحققك بمعرفته، ويسخرون بجهلهم. وإذا قرئ على الحكاية عن نفس المتكلم - وهى قراءة حمزة والكسائى وخلف - معناه: بل عظم فعلهم عندى. وقيل: بل جازيتهم بالتعجب. وقيل: بل معناه أنه مما يقال عنده: عجبت، أو يكون مستعارا بمعنى أنكرت، نحو قوله تعالى: {أتعجبين من أمر الله}. ويقال: قصة عجب. وقوله تعالى: {أكان للناس عجبا أن أوحينآ} تنبيها أنهم قد عهدوا مثل / ذلك قبل. وقوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا} أى ليس ذلك فى نهاية العجب، بل من أمورنا ما هو أعظم منه وأعجب. وقوله: {إنا سمعنا قرآنا عجبا} أى لم يعهد مثله، ولم يعرف سببه. وقوله تعالى: {إن هذا لشيء عجاب} أى عجيب. ويستعار تارة للمؤنق فيقال: أعجبنى كذا أى راقنى. ولا يجمع عجب ولا عجيب. وقال بعضهم: جمع عجيب عجائب؛ مثل أفيل وأفائل، وتبيع وتبائع. وقد جمع العجاج العجب فقال: *ذكرن أشجانا لمن تشجبا * وهجن أعجابا لمن تعجبا* وقولهم: أعاجيب: جمع أعجوبة لما يتعجب منه؛ كأحدوثة وأحاديث. والتعاجيب: العجائب، لا واحد لها من لفظه. قال: *ومن تعاجيب خلق الله غاطبة * يعصر منها ملاحى وغربيب* ورجل تعجابة: صاحب أعاجيب. |
( بصيرة فى عجز وعجف وعجل )
( بصيرة فى عجز وعجف وعجل ) العجز من كل شىء: مؤخره، قال تعالى: {كأنهم أعجاز نخل خاوية} والعجز: أصله التأخر عن الشىء وحصوله عند عجز الأمر، أى مؤخره؛ كما ذكر فى الدبر. وصار فى العرف اسما للمقصور عن فعل الشىء، وهو ضد القدرة. وأعجزته وعجزته وعاجزته: جعلته عاجزا. وقوله [تعالى]: {والذين سعوا في آياتنا معاجزين} وقرئ {معجزين}. فمعاجزين قيل معناه: ظانين ومقدرين أنهم يعجزوننا، لأنهم حسبوا أن لا بعث ولا نشور فيكون ثواب وعقاب. وهذا فى المعنى كقوله تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا}. ومعجزين: ينسبون من تبع النبى صلى الله عليه وسلم إلى العجز؛ نحو جهلته وفسقته. وقيل معناه: مثبطين أى مقنطين الناس عن النبى صلى الله عليه وسلم، كقوله تعالى: {الذين يصدون عن سبيل الله}. والعجوز سميت لعجزها عن كثير من الأمور، ولها معان تنيف على ثمانين ذكرتها فى القاموس وغيره من الكتب الموضوعة فى اللغة. والعجف -محركة-: ذهاب السمن. وهو أعجف وهى عجفاء، والجمع عجاف منهما، وقد عجف وعجف كفرح وكرم. وليس أفعل يجمع على فعال غيرها، قال تعالى: {سبع عجاف}. والعجفاء: الأرض لا خير فيها. وعجف نفسه عن الطعام عجفا وعجوفا: حبسها عنه. |
( بصيرة فى العجل )
( بصيرة فى العجل ) العجل والعجلة: السرعة، وهو عجل، وعجل، وعجلان، وعاجل، وعجيل من عجالى وعجالى وعجال. وقد عجل -كفرح- وعجل وتعجل بمعنى. واستعجله: حثه وأمره أن يعجل. ومر يستعجل أى طالبا [ذلك] من نفسه متكلفا إياه. والعجلة من مقتضيات الشهوة؛ فلذلك ذمت فى جميع القرآن حتى قيل: العجلة من الشيطان. وقوله تعالى: {وعجلت إليك رب لترضى} ذكر أن عجلته وإن كانت مذمومة فالذى دعا إليها أمر محمود وهو طلب رضا الله. وقال تعالى {وكان الإنسان عجولا}. وقوله: {خلق الإنسان من عجل}، قال بعضهم: من حمإ وليس بشىء، بل تنبيه على أنه لا يتعرى من ذلك؛ فإن ذلك أحد القوى التى ركب عليها. وقوله: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها} أى نعطيه ذلك. والعاجل: نقيض الآجل. والعجالة والعجالة / والعجل والعجلة والعجيل: ما تعجلته من شىء كاللهنة قال الشاعر: *لا تعجلن فربما * عجل الفتى فيما يضره* *ولربما كره الفتى * أمرا عواقبه تسره* وقال تعالى: {إن هؤلاء يحبون العاجلة} يا محمد امنعهم من الاستعجال بالعذاب؛ فإنه محيط بهم. {يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} فلا يستعجلون. {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير}، {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا} {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه}، {لا تحرك به لسانك لتعجل به}، {ومآ أعجلك عن قومك ياموسى}. والعجل، والعجول كسنور: ابن البقرة، والجمع: عجول وعجاجيل. وبقرة معجل: ذات عجل. |
( بصيرة فى عجم )
( بصيرة فى عجم ) العجم -بالضم- والعجم محركة: خلاف العرب. رجل وقوم أعجم. والأعجم والأعجمى: من لا يفصح، عربيا كان أو غير عربى. والأعجم: الأخرس. والعجمى: من جنسه العجم وإن أفصح، والجمع عجم. والعجماء: البهيمة، والرملة التى لا شجر بها، وصلاة النهار لأنه لا يجهر فيها. ورجل صلب المعجم: عزيز النفس. وحروف المعجم هى الحروف المقطعة، سميت بها لأنها لا تدل على ماتدل [عليه] الحروف الموصولة. وأعجم الكلام: ذهب به إلى العجمة؛ والكتاب: نقطة فأزال عجمته، كأشكيته: أزلت شكايته. |
( بصيرة فى عد )
( بصيرة فى عد ) عددت الشىء عدا أى أحصيته. وقوله تعالى: {فسئل العآدين} أى الملائكة الذين تعد عليهم أنفاسهم وأعمارهم، فهم أعلم بما لبثوا. وقوله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} أى أنفاسهم. والاسم العدد والعديد. وقوله: {وأحصى كل شيء عددا} أى عد كل شىء عدا، ويجوز أن يكون [عددا] بمعنى معدود، فيكون انتصابه على الحال [كالحسب] بمعنى المحسوب، والنفض بمعنى المنفوض. قال امرأة رأت رجلا كانت عهدته جلدا شابا: أين شبابك وجلدك؟ فقال: من طال أمده، وكثر ولده، ورق عدده، ذهب جلده. قوله: عدده أى سنوه التى بعدها ذهب أكثر سنه وقل ما بقى فكان عنده رقيقا. وقوله: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}، ذكره العدد تنبيه على كثرتها. والأيام المعدودات: أيام التشريق، وقيل يوم النحر ويومان بعده. وعدة المرأة: أيام أقرائها. وسئل أبو واثلة إياس بن معاوية: متى تكون القيامة؟ فقال: إذا تكاملت العدتان: عدة أهل الجنة وعدة أهل النار. أى إذا تكاملت عند الله لرجوعهم إليه قامت القيامة، قال الله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} فكأنهم إذا استوفوا المعدود لهم قامت القيامة عليهم. وقوله تعالى: {جمع مالا وعدده} أى جعله عدة للدهر. وقال الأخفش: جعله ذا عدد. قيل: يتجوز بالعد على أوجه: يقال: شىء معدود ومحصور للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرة، نحو المشار إليه بقوله: {بغير حساب} وعلى ذلك قوله: {لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}، أى قليلة لأنهم قالوا: نعذب بعدد الأيام التى عبدنا فيها العجل. ويقال على الضد من ذلك: نحو جيش عديد أى كثير. وإنهم لذوو عدد، أى هم بحيث [يجب] أن يعدوا كثرة. ويقال فى القليل: هم شىء غيرمعدود. وقوله: {في الكهف سنين عددا} يحتمل الأمرين. ومنه هذا غير معتد به. وله، عدة أى شىء / كثير من مال وسلاح وغيرهما. والعدة أيضا: الاستعداد، يقال: كونوا على عدة. وأخذ للأمر عدته وعتاده بمعنى وماء عد. والعدة: هى الشىء المعدود، وقوله تعالى: {فعدة من أيام أخر} أى عدد ما قد فاته. وقوله: {ولتكملوا العدة} أى عدة الشهر. |
( بصيرة فى عدل )
( بصيرة فى عدل ) العدل والعدل واحد فى معنى المثل، قاله الزجاج. قال: والمعنى واحد، كان المثل من الجنس أو من غير الجنس، قال: ولم يقولوا إن العرب غلطت، وليس إذا أخطأ مخطئ وجب أن تقول: إن بعض العرب غلط. وقال ابن الأعرابى: عدل الشىء وعدله سواء أى مثله. وقال الفراء: العدل -بالفتح-: ما عادل الشى من غير جنسه، والعدل -بالكسر- المثل، تقول: عندى عدل غلامك وعدل شاتك: إذا كان غلاما يعدل غلاما أو شاة تعدل شاة، فإذا أردت قيمته من غير جنسه نصبت العين. وربما كسرها بعض العرب فكأنه منهم غلط. وقد أجمعوا على واحد الأعدال أنه عدل بالكسر. والعدل: خلاف الجور. يقال: عدل عليه فى القضية فهو عادل، وبسط الوالى عدله ومعدلته ومعدلته، وفلان من أهل المعدلة أى من أهل العدل. ورجل عدل، أى رضا ومقنع فى الشهادة؛ وهو فى الأصل مصدر. وهو عادل من قوم عدول وعدل، الأخيرة اسم للجمع كتجر وشرب. ورجل عدل، وصف بالمصدر وعلى هذا لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث. فإن رأيته مجموعا أو مثنى أو مؤنثا فعلى أنه قد أجرى مجرى الوصف الذى ليس بمصدر. وقد حكى ابن جنى: امرأة عدلة، أنوا المصدر لما جرى وصفا على المؤنث وإن لم يكن على صورة اسم الفاعل ولا هو الفاعل فى الحقيقة. وقيل: العدل يستعمل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام، كقوله تعالى: {أو عدل ذلك صياما}. والعدل -بالكسر- والعديل فيما يدرك بالحاسة كالموزونات والمعدودات والمكيلات. والعدل: هو التقسيط على سواء، وعلى هذا روى: بالعدل قامت السماوات والأرض، تنبيها أنه لو كان ركن من الأركان الأربعة فى العالم زائدا على الآخر أو ناقصا عنه على مقتضى الحكمة لم يكن العالم منتظما. والعدل ضربان: مطلق يقتضى العقل حسنه، ولا يكون فى شىء من الأزمنة منسوخا،ولا يوصف بالاعتداء بوجه، نحو الإحسان إلى من أحسن إليك، وكف الأذى عمن كف أذاه عنك. وعدل يعرف كونه عدلا بالشرع، ويمكن أن يكون منسوخا فى بعض الأزمنة كالقصاص وأرش الجنايات وأخذ المال المرتد، ولذلك قال تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه}، قال: {وجزآء سيئة سيئة مثلها} فسمى ذلك سيئة واعتداء. وهذا النحو هو المعنى بقوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، فإن العدل هو المساواة فى المكافأة إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والإحسان أن يقابل الخير بأكثر منه والشر بأقل منه. وقوله: {وأشهدوا ذوي عدل منكم} أى ذوى عدالة. وقوله: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النسآء} [فإشارة] إلى ما عليه جبلة الإنسان من الميل؛ فإن الإنسان لا يقدر على أن يسوى بينهن فى المحبة {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} إشارة إلى العدل الذى هو القسم والنفقة. وقوله: {أو عدل ذلك صياما} أى ما يعادل من / الصيام الطعام. ويقال للفداء إذا اعتبر فيه معنى المساواة. وفى الحديث: "لا يقبل منه صرف ولا عدل". قيل: الصرف: التوبة، وقيل: النافلة. والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة. وقيل: الصواب أن الصرف بمعنى التصرف والتدبير والحيلة، والعدل بمعنى الفدية. قال تعالى: {فما تستطيعون صرفا ولا نصرا} أى تصرفا وتدبيرا. وقال تعالى: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منهآ} وكأن المعنى: ما يقبل منه ما تصرف فيه بحيلة وكدح له وتعب ونصب، ولا فداء ولو افتدى به. وقيل: العدل السوية، وقيل العدل: التطوع، والصرف: الفريضة. ومعنى: (لا يقبل منه) أى لا يكون له خير يقبل منه. وقوله: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} أى يجعلون له عديلا، فصار كقوله: {والذين هم به مشركون}، وقيل: يعدلون بأفعاله عنه وينسبونها إلى غيره. وقيل: يعدلون بعبادتهم عنه تعالى، وقيل: الباء بمعنى عن. وقوله: {بل هم قوم يعدلون} يصح أن يكون من قولهم: عدل عن الحق: إذا جار. وفلان يعادل هذا الأمر: إذا ارتبك فيه ولم يمضه. قال: *إذا الهم أمسى وهو داء فأمضه * فلست بممضيه وأنت تعادله* |
( بصيرة فى عدن وعدو )
( بصيرة فى عدن وعدو ) عدن بالبلد يعدن ويعدن: أقام به. ومنه جنات عدن. وعدنت الإبل فى الحمض استمرته ونمت عليه ولزمته، فهى عادن. والمعدن: منبت الجواهر من ذهب ونحوه؛ لإقامة أهله فيه دائما، أو لإنبات الله تعالى الجوهر فيه. ومكان كل شىء فيه أصله معدن. والمعدن -كمحدث-: مخرج الصخر من المعدن يبتغى فيه الذهب ونحوه. العدو والعدو والتعداء والعدوان محركة بمعنى، وهو التجاوز ومنافاة الالتئام. فتارة يعتبر القلب فيسمى المعاداة والعداوة، وتارة بالمشى فيقال له العدو، وتارة فى الإخلال بالعدالة فيقال له العدوان والعدو. قال الله تعالى: {فيسبوا الله عدوا بغير علم} أى عدوانا، وتارة بأجزاء المقر فيقال له: العدواء، يقال: مكان ذو عدواء أى غير متلائم الأجزاء، والتعادى أيضا: الأمكنة الغير المتساوية. فمن المعاداة: رجل عدو، وعاد. ويستوى فى العدو الواحد والجمع والذكر والأنثى. وقد يثنى ويجمع ويؤنث فى بعض اللغات. والجمع: أعداء، وجمع الجمع أعاد. واسم الجمع: عدى وعدى. وجمع العادى: عداة، وقد عاداه والاسم العداوة. وتعادى ما بينهم: اختلف، والقوم عادى بعضهم بعضا. والعدو ضربان: أحدهما بقصد من المعادى نحو: {فإن كان من قوم عدو لكم}. والثانى لا بقصده، بل بأن تعرض له حالة يتأذى بها كما يتأذى بما يكون من العدا، نحو قوله: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}. وقد وردت العداوة على أوجه: 1- عداوة اليهود للمؤمنين: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود}. 2- عداوة بين شاربى الخمر من وسوسة الشيطان: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة}. 3- عداوة بين أصناف النصارى: {فأغرينا بينهم العداوة والبغضآء}. 4- عداوة بين المؤمنين والكفار من قوم إبراهيم: {وبدا بيننا وبينكم العداوة}. 5- عداوة / بين بنى هاشم وبنى أمية: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة}. 6- عداوة تزول بكرم الكرماء: {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. وورد ذكر العدو على وجوه: 1- إبليس لآدم وحواء: {إن الشيطآن لكما عدو مبين}، {إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة}. 2- آدم وإبليس والحية وطاووس أعداء: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو}. 3- إبليس وذريته أعداء بنى آدم: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}. 4- الكافر الحربى عدو للمسلم: {فإن كان من قوم عدو لكم}. 5- آزر عدو الحق: {فلما تبين له أنه عدو لله}. 6- موسى عدو فرعون: {ليكون لهم عدوا}. 7- كفار مكة أعداء نبى الله صلى الله عليه وسلم: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أوليآء}. 8- مؤمنو بنى إسرائيل عدو الكفار: {فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم}. 9- الأولاد والأزواج منهم أعداء الوالدين: {إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم}. 10- الكفار أعداء الله: {ذلك جزآء أعدآء الله}، {ويوم يحشر أعدآء الله}. 11- عداوة الخلان لغير الله: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}. والعدوان ورد على وجهين: الأول بمعنى السبيل: {فلا عدوان إلا على الظالمين}. الثانى بمعنى الظلم: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} {ويتناجون بالإثم والعدوان}. أى بالظلم والمعصية. ومن العدو قال: * وعادى عداء بين ثور ونعجة * أى أعدى أحدهما إثر الآخر. وتعدوا: وجدوا لبنا فأغناهم عن الخمر، ووجدوا مرعى فأغناهم عن شراء العلف؛ والمكان: جاوزوه وتركوه. والعدوة والعدوة والعدوة: شاطىء الوادى. وبالضم والكسر: المكان المرتفع، قال تعالى: {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} والسلطان ذو عدوات وبدوات، وعدوان وبدوان. ( بصيرة فى عذب وعذر ) العذب: الماء الطيب. والجمع عذاب. وعذب الماء عذوبة. قال تعالى: {هذا عذب فرات}. وأعذبوا: صار لهم ماء عذب. والعذاب: (الإيجاع الشديد. وعذبه تعذيبا: أكثر حبسه فى العذاب. وعذبته: كدرت عيشته ورنقت حياته). وقوله تعالى: {ولقد أخذناهم بالعذاب} أى بالمجاعة. وأصابه منى عذاب عذبين. وأصابه منى العذبون، أى لا يرفع عنه العذاب. وعذبته تعذيبا: عاقبته أو أطلت حبسه فى العذاب. وقوله: {وما كان الله ليعذبهم} أى ما كان الله يعذبهم عذاب الاستئصال. وقوله: {وما لهم ألا يعذبهم الله} أى ألا يعذبهم بالسيف. واختلف فى أصله، فقيل: هو من العاذب وهو الذى لا يأكل ولا يشرب من الدواب وغيرها؛ وبات عذوبا: إذا لم يأكل شيئا ولم يشرب. فالتعذيب حمل الإنسان على أن يعذب أى يجوع ويعطش ويسهر. وقيل: أصله من العذب، عذبته: أزلت عذب حياته كمرضته وقذيته. وقيل: أصله إكثار الضرب بعذبة السوط أى طرفها. وقيل: التعذيب هو الضرب. وقيل: هو من قولهم: ماء عذب: إذا كان فيه قذى وكدر. ودرة عذراء: لم تثقب. ورملة عذراء: لم توطأ.والعذر تحرى الإنسان ما يمحو به ذنوبه. يقال: عذر وعذر. وذلك ثلاثة أضرب: أن يقول لم أفعل، أو يقول: فعلت لأجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا، أو يقول: فعلت ولا أعود، ونحو ذلك. وهذا الثالث هو التوبة، وكل توبة عذر، وليس / كل عذر توبة. وأعذر من أنذر أى بالغ فى العذر، أى فى كونه معذورا. ومن عذيرى من فلان. وعذيرك من فلان. قال عمرو بن معدى كرب: *أريد حياته ويريد قتلى * عذيرك من خليلك من مراد* ومعناه: هلم من يعذرك منه إن أوقعت به، يعنى أنه أهل للإيقاع به، فإن أوقعت به كنت معذورا. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم"، واستعذر النبى صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أبى، أى قال: [من] عذيرى من عبد الله، وطلب من الناس العذر إن بطش به. والمعذر: من يظن أن له عذرا ولا عذر له، قال تعالى: {وجآء المعذرون}، وقرئ {المعذرون} أى الذين يأتون بالعذر. وقال ابن عباس: رحم الله المعذرين ولعن الله المعذرين. وقوله: {قالوا معذرة إلى ربكم} مصدر عذرت كأنه قيل: اطلب منه أن يعذرنى. وأعذر: أتى بما صار به معذورا. ووالله ما استعذرت إلى وما استنذرت إلى، أى لم تقدم الإعذار ولا الإنذار. وفلان ألقى معاذيره. وعذار الرمل: حبل مستطيل منه. وغرسوا عذارا من النخل: سطرا متسقا منه. وعذارا الطريق: جانباه. وهو شديد العذار: شديد العزيمة. قال أبو ذؤيب: *فإنى إذا ما خلة رث وصلها * وجدت بصرم واستمر عذارها* وعذر الصبى: أزال عذرته أى قلفته. وأعذر فلانا: أزال نجاسة ذنبه بالعفو عنه، والفرس: جعل له عذارا. وهو طويل المعذر، أى موضع العذار. العر: الجرب ويضم؛ لأنه يعر البدن أى يعترضه. والمعرة: المضرة. والاعترار: الاعتراض، قال تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر}، أى المعترض بسؤاله، وقد عره واعتره. ونزلت بين المجرة والمعرة، أى حيين كثيرى العدد، شبههما بهما لكثرة نجومهما. والمعرة: مكان من السماء فى الجهة الشامية نجومه تعتر وتشتبك. وتعار من الليل: هب من النوم فى غمغمة. وكلام مثل عرار الظليم، وهو صياحه. |
( بصيرة فى عرب )
( بصيرة فى عرب ) العرب - بالتحريك - والعرب - بالضم -: جيل من الناس. والنسبة عربى بين العربة، وهم أهل الأمصار. والعرب اسم جنس. والعرب العاربة: هم الخلص منهم. وأخذت من لفظها فأكدت بها كليل لائل. وربما قالوا: العرب العرباء. والعربية هى هذه اللغة. وتصغير العرب عريب بلا هاء. قال عبد المؤمن بن عبد القدوس: *ومكن الضباب طعام العريب * ولا تشتهيه نفوس العجم* وإنما صغرهم تعظيما لهم كقول الحباب: أنا جذيلها المحكك. وقيل: سميت العرب بها لأنه نشأ أولاد إسماعيل - صلوات الله عليه - بعربة وهى من تهامة، فنسبوا إلى بلدهم. وروى أن خمسة من الأنبياء -صلوا الله عليهم- من العرب، وهم: إسماعيل، ومحمد، وشعيب، وصالح، وهود. وهذا يدل على أن لسان العرب قديم. وأن هؤلاء الأنبياء -صلوات الله عليهم- كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب. وكان شعيب وقومه بأرض مدين، وكان صالح وقومه ثمود بناحية الحجر، وكان هود وقومه ينزلون الأحقاف من رمال اليمن، وكانوا أهل عمد، وكان إسماعيل / ومحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم من سكان الحرم. وكل من سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أهلها فهم عرب. وقال الأزهرى: الأقرب عندى أنهم يسمون عربا باسم بلدهم العربات. وقال إسحاق بن الفرج: عربة باحة العرب. وباحة دار أبى الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما. قال: وفيها يقول قائلهم: *وعربة أرض ما يحل حرامها * من الناس إلا اللوذعى الحلاحل* يعنى النبى صلى الله عليه وسلم "أحلت لنا مكة ساعة من نهار ثم هى حرام إلى يوم القيامة". قال: واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكنها. وأنشد قول الشاعر: *ورجت باحة العربات رجا * ترقرق فى مناكبها الدماء* قال: وأقامت قريش بعربة فتنخت بها. وانتشر سائر العرب فى جزيرتها فنسبوا كلهم إلى عربة؛ لأن أباهم إسماعيل -صلوات الله وسلامه عليه- بها نشأ، وربل أولاده فيها فكثروا، فلما لم تحملهم البلاد انتشروا، وأقامت قريش بها. وقال ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله تعالى: {فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}: هو العرابة فى كلام العرب. والعرابة كأنها اسم من التعريب وهو ما قبح من الكلام. وفى حديث عطاء: لا تحل العرابة للمحرم، ويروى أنه كره الإعراب للمحرم، وهو بمعنى العرابة. والأعراب: سكان البادية خاصة، ويجمع على الأعاريب. ولا واحد للأعراب؛ ولهذا نسب إليها ينسب للجمع. وليست الأعراب جمعا للعرب كما أن الأنباط. جمع للنبط، وإنما العرب اسم جنس. وأعرب بحجته: أفصح بها ولم يتق أحدا، والرجل: ولد له ولد عربى، والثور البقرة شهاها، وفلان: تكلم بالفحش. وإنما سمى الإعراب إعرابا لتبيينه وإيضاحه. وأعرب الحروف وعربها بمعنى. الفراء: عرب أجود من أعرب، وقيل: هما سواء. وقوله تعالى: {وكذلك أنزلناه حكما عربيا}، قيل أى مفصحا، نحو {ليحق الحق ويبطل الباطل}، وقيل: أى شريفا كريما، وقيل: ناسخا لما قبله من الأحكام، وقيل: منسوبا إلى النبى صلى الله عليه وسلم. والعربى إذا نسب إليه قيل: عربى فيكون لفظه كلفظ المنسوب إليه. وخير النساء اللعوب العروب. وقد تعربت لزوجها: تغزلت له وتحببت إليه. |
( بصيرة فى عرج وعرش )
( بصيرة فى عرج وعرش ) عرج بروح الشمس: إذا غربت لأنها تذهب تسجد تحت العرش. والمعارج: المصاعد. وليلة المعراج سميت لصعود الدعاء فيها إشارة إلى قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب}، ولعروج النبى صلى الله عليه وسلم فيها. ويقال: الشرف بعيد المدارج، رفيع المعارج. ومررت به فما عرجت عليه: ما ألممت. ومالى عليه عرجة. وانعرج بنا الطريق، ومنه العرجون وهو أصل الكباسة سمى لانعراجه، قال تعالى: {حتى عاد كالعرجون القديم}. ولتلقين من هذا الأعرج الأعيرج وهو حية مما لا يقبل الرقى. والعرش والعرش والعرائش واحد. والعروش أيضا: السقوف، قال تعالى: {وهي خاوية على عروشها}. وعرش الكرم يعرشه، وعرشه تعريشا: إذا جعل له كهيئة السقف. وما عرشوه وما عرشوه، قال تعالى: {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} وقرئ {يعرشون}. واستوى على عرشه: إذا ملك. وثل عرشه: إذا هلك، قال زهير: *تداركتما عبسا وقد ثل عرشها * وذبيان إذ زلت بأقدامها النعل* والعرش والعرش والعرش والعروش والعريش من أسماء مكة شرفها الله تعالى. وكان معاوية كافرا بالعرش: أى مقيما بمكة. وعروش مكة: بيوتها. قال القطامى: *وما لمثابات العروش بقية * إذا استل من تحت العروش الدعائم* ورؤى عمر فى المنام [فقيل له: ما فعل الله بك]؟ فقال: لولا أن تداركنى لثل عرشى. وعرش الله مما لا يعلمه البشر على الحقيقة [إلا بالاسم] وليس كما يذهب إليه أوهام العامة؛ إذ لو كان كذلك لكان حاملا له تعالى لا محمولا والله تعالى يقول: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتآ إن أمسكهما من أحد من بعده}، وليس كما قال قوم أنه الفلك الأعلى والكرسى فلك الكواكب. واستدلوا بالحديث النبوى: "ما السماوات السبع، والأرضون السبع فى جنب الكرسى إلا كحلقة ملقاة فى أرض فلاة، والكرسى عند العرش كذلك". وقوله: {وكان عرشه على المآء} تنبيه أن عرشه لم يزل مذ أوجد مستعليا على الماء. وقوله تعالى: {ذو العرش المجيد}، {رفيع الدرجات ذو العرش} وما يجرى مجراه، قيل: هو إشارة إلى مملكته وسلطانه لا إلى مقر له، تعالى الله عن ذلك. |
( بصيرة فى عرض )
( بصيرة فى عرض ) العرض خلاف الطول، وأصله فى الأجسام ثم يستعمل فى غيرها. يقال: كلام له طول وعرض، قال تعالى: {فذو دعآء عريض}. والعرض بالضم خص بالجانب. وأعرض الشىء: بدا عرضه. ومنه عرضت العود على الإناء. وعنى: ولى مبديا عرضه. واعترض الشىء فى حلقه أى وقف فيه بالعرض. وعرضت الجيش عرض عين: إذا أمررته على بصرك لتعرف من غاب ومن حضر. ونظرت إليه معارضة، أى من عرض. وبعير معارض: لا يستقيم فى قطار. وعرضت الشىء على البيع وعلى فلان، قال تعالى: {ثم عرضهم على الملائكة}. والعارض: البادى عرضه أى جانبه، فتارة يخص بالسحاب كقوله تعالى: {هذا عارض ممطرنا}، وتارة بما يعرض من مرض ونحوه فيقال: به عارض من سقم، وتارة بالخد نحو: أخذ من عارضيه، وتارة بالسن: ومنه قيل للثنايا التى تظهر عند الضحك: العوارض. ويقال: فلان شديد العارضة (كناية عن جودة بيانه). (وأعرض: أظهر عرضه أى ناحيته. وإذا قيل: أعرض لى كذا أى بدا لي عرضه فأمكن تناوله، وإذا قيل: أعرض عنى، معناه ولى مبديا عرضه). والعرضة: ما يجعل معرضا للشىء قال تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} وبعيرى عرضة للسفر أى معرض له. وقوله تعالى: {وجنة عرضها السماوات والأرض} قيل هو العرض ضد الطول. وتصور ذلك على أحد وجوه: إما أن يريد به أن يكون عرضها فى النشأة الآخرة كعرض السماواة والأرض فى النشأة الأولى، وذلك أنه قال: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} قال: فلا يمتنع أن يكون السماوات والأرض فى النشأة الآخرة أكبر مما هى الآن. وسأل يهودى عمر رضى الله عنه عن الآية وقال: فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وقد قيل: يعنى بعرضها سعتها، لا من حيث المساحة ولكن من حيث المسرة؛ كقولهم فى ضده: الدنيا على فلان كحلقة خاتم، وسعة هذه الدار كسعة الأرض. وقيل: العرض ههنا عرض البيع من قولهم: بيع له كذا بعرض: إذا بيع بسلعة، فمعنى عرضها بدلها وعوضها؛ كقولك: عرض هذا الثوب كذا وكذا والله أعلم. والعرض / محركة: ما لا يكون له ثبات. ومنه استعار المتكلمون العرض لما لا ثبات له إلا بالجوهر كاللون والطعم. وقيل: الدنيا عرض حاضر تنبيها أن لا ثبات لها، قال تعالى: {تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة}، وقوله: {لو كان عرضا قريبا} أى مطلبا سهلا. والتعريض فى الكلام: أن يكون له وجهان من صدق وكذب، أو ظاهر وباطن. وقوله: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النسآء} قيل: هو أن يقول لها: أنت جميلة، وكل أحد يرغب فى مثلك، ونحو هذا. |
( بصيرة فى عرف )
( بصيرة فى عرف ) عرفه يعرفه معرفة وعرفانا فهو عارف وعريف وعروفة: علمه. وقرأ الكسائى: {عرف بعضه} مخففة أى جازى حفصة ببعض ما فعلت. ومنه: أعرف للمحسن والمسىء، أى لا يخفى على ذلك ولا مقابلته بما يوافقه. والمعرفة: إدراك الشىء بتفكر وتدبر لأثره، وهو أخص من العلم، ويقال: فلان يعرف الله، ولا يقال: يعلم الله متعديا إلى مفعول واحد، لما كان معرفة البشر لله هى بتدبر آثاره دون إدراك ذاته. ويقال: الله يعلم كذا ولا يقال: يعرف كذا، لما كان المعرفة تستعمل فى العلم القاصر المتوصل إليه بتفكر وتدبر. وفد ورد فى القرآن لفظ المعرفة ولفظ العلم. فلفظ المعرفة كقوله تعالى: {مما عرفوا من الحق}، {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}. وأما لفظ العلم فهو أكثر وأوسع إطلاقا كقوله تعالى: {فاعلم أنه لا اله إلا الله}، {شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئما بالقسط}، وقوله: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق}، وقوله: {وقل رب زدني علما}، وقوله: {أفمن يعلم أنمآ أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى}، وقوله: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، وقوله: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث} {وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير}، وقوله: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلهآ إلا العالمون}، وقوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب}، وقوله: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها}، وقوله: {واعلموا أن الله بكل شيء عليم}، وقوله: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو}، {واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه} {فاعلموا أنمآ أنزل بعلم الله} وغير ذلك من الآيات. واختار الله لنفسه اسم العلم وما يتصرف منه كالعالم والعليم والعلام، وعلم ويعلم، وأخبر أن له علما دون لفظ المعرفة، ومعلوم أن الاسم الذى اختاره لنفسه أكمل نوعى المشارك له فى معناه. وإنما جاء لفظ المعرفة فى مؤمنى أهل الكتاب خاصة كقوله: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا مآ أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق}، وقوله: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} وقد تقدمت الآيتان. وإن الطائفة المتصوفة -نفع الله بهم- يرجحون المعرفة على العلم، وكثير منهم لا يرفع بالعلم رأسا، ويراه قاطعا وحجابا دون المعرفة، وأهل الاستقامة منهم أشد الناس وصية للمريدين بالعلم. وعندهم أنه لا يكون ولى لله كامل الولاية من غير أولى / العلم أبدا، فما اتخذ الله ولا يتخذ وليا جاهلا. فالجهل رأس كل بدعة وضلال ونقص، والعلم أصل كل خير وهدى. والفرق بين المعرفة والعلم من وجوه لفظا ومعنى: أما اللفظ: ففعل المعرفة يقع على مفعول واحد، تقول: عرفت الديار وعرفت زيدا، قال تعالى: {فعرفهم وهم له منكرون}، وقال: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}. وفعل العلم يقتضى مفعولين، كقوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات}، وإذا وقع على مفعول كان بمعنى المعرفة كقوله تعالى: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}. وأما الفرق من جهة المعنى فمن وجوه: أحدها: أن المعرفة تتعلق بذات الشىء والعلم يتعلق بأحواله، فتقول: عرفت أباك وعلمته صالحا، ولذلك جاء الأمر فى القرآن بالعلم دون المعرفة كقوله تعالى: {فاعلم أنه لا اله إلا الله}، وقوله: {واعلموا أن الله شديد العقاب}، {فاعلموا أنمآ أنزل بعلم الله}. فالمعرفة: تصور صورة الشىء ومثاله العلمى فى النفس، والعلم: حضور أحواله وصفاته ونسبتها إليه. فالمعرفة: نسبة التصور، والعلم: نسبة التصديق. الثانى: أن المعرفة فى الغالب تكون لما غاب عن القلب بعد إدراكه، فإذا أدركه قيل: عرفه، أو تكون لما وصف له بصفات قامت فى نفسه فإذا رآه وعلم أنه الموصوف بها قيل: عرفه، قال تعالى: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم}، وقال: {وجآء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون}، وفى الحديث: "إن الله سبحانه يقول لآخر أهل الجنة دخولا: أتعرف الزمان الذى كنت فيه فيقول: نعم. فيقول: تمن. فيتمنى على ربه". وقال تعالى: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جآءهم ما عرفوا كفروا به}. فالمعرفة نسبة الذكر النفسى وهو حضور ما كان غائبا عن الذاكر، ولهذا كان ضدها الإنكار وضد العلم الجهل، قال تعالى: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} ويقال: عرف الحق فأقر به، وعرفه فأنكره. الوجه الثالث: أن المعرفة تفيد تمييز المعروف عن غيره، والعلم يفيد تمييز ما يوصف به عن غيره. وهذا الفرق غير الأول، فإن ذلك يرجع إلى إدراك الذات وإدراك صفاتها، وهذا يرجع إلى تخليص الذات من غيرها، وتخليص صفاتها من صفات غيرها. الفرق الرابع: أنك إذا قلت: علمت زيدا لم تفد المخاطب شيئا، لأنه ينتظر أن تخبره على أى حال علمته، فإذا قلت: كريما أو شجاعا حصلت له الفائدة، وإذا قلت: عرفت زيدا استفاد المخاطب أنك أثبته وميزته عن غيره ولم يبق ينتظر شيئا آخر. وهذا الفرق فى التحقيق إيضاح الذى قبله. الفرق الخامس: أن المعرفة علم بعين الشىء مفصلا عما سواه، بخلاف العلم فإنه قد يتعلق بالشىء مجملا، فلا يتصور أن يعرف الله البتة، ويستحيل هذا الباب بالكلية؛ فإن الله سبحانه لا يحاط به علما ولا معرفة ولا رؤية، فهو أكبر من ذلك وأعظم. قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه}. والفرق بين العلم والمعرفة عند المحققين أن المعرفة عندهم هى العلم الذى يقوم العالم بموجبه ومقتضاه، فلا يطلقون المعرفة على مدلول / العلم وحده، بل لا يصفون بالمعرفة إلا من كان عالما بالله وبالطريق الموصل إليه وبآفاتها وقواطعها وله حال مع الله يشهد له بالمعرفة. فالعارف عندهم من عرف الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله، ثم صدق الله فى معاملاته، ثم أخلص له فى قصوده ونياته، ثم انسلخ من أخلاقه الرديئة وآفاته، ثم تطهر من أوساخه وأدرانه ومخالفاته، ثم صبر على أحكامه فى نعمه وبلياته، ثم دعا [إلى] الله على بصيرة بدينة وإيمانه، ثم جرد الدعوة إليه وحده بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يشبها بآراء الرجال وأذواقهم ومواجيدهم ومقاييسهم ومعقولاتهم، ولم يزن بها ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا الذى يستحق اسم العارف على الحقيقة، وإذا سمى به غيره فعلى الدعوى والاستعارة. وقد تكلموا فى المعرفة بآثارها وشواهدها، فقال بعضهم: من أمارات المعرفة بالله حصول الهيبة، فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته. وقال أيضا: المعرفة توجب السكينة. وقيل: علامتها أن يحس بقرب قلبه من الله فيجده قريبا منه. وقال الشبلى: ليس لعارف علاقة، ولا لمحب شكوى، ولا لعبد دعوى، ولا لخائف قرار، ولا لأحد من الله فرار. وهذا كلام جيد، فإن المعرفة الصحيحة تقطع من القلب العلائق كلها، وتعلقه بمعروفه فلا يبقى فيه علاقة لغيره، ولا يمر به العلائق إلا وهى مجتازة. وقال أحمد بن عاصم: من كان بالله أعرف كان من الله أخوف. ويدل على هذا قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، وقول النبى صلى الله عليه وسلم: "أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خشية". وقال آخر: من عرف الله ضاقت عليه الأرض بسعتها؛ وقال غيره: من عرف الله اتسع عليه كل ضيق. ولا تنافى بين هذين الكلامين فإنه يضيق عليه كل مكان لاتساعه فيه على شأنه ومطلوبه، ويتسع له ما ضاق على غيره لأنه ليس فيه ولا هو مساكن له بقلبه، فقلبه غير محبوس فيه. والأول فى بداية المعرفة والثانى فى غايتها التى يصل اليها العبد. وقال: من عرف الله تعالى صفا له العيش، وطابت له الحياة، وهابه كل شىء، وذهب عنه خوف المخلوقين، وأنس بالله. وقال غيره: من عرف الله قرت عينه بالله وقرت به كل عين، ومن لم يعرف الله تقطع قلبه على الدنيا حسرات، ومن عرف الله يلم يبق له رغبة فيما سواه. وعلامة العارف أن يكون قلبه مرآة إذا نظر فيها رأى فيها الغيب الذى دعا إلى الإيمان به، فعلى قدر جلاء تلك المرآة يتراءى فيها سبحانه والدار الآخرة والجنة والنار والملائكة والرسل، كما قيل: *إذا سكن الغدير على صفاء * فيشبه أن يحركه النسيم* *بدت فيه السماء بلا مراء * كذلك الشمس تبدووالنجوم* *كذلك قلوب أرباب التجلى * يرى فى صفوها الله العظيم* ومن علامات المعرفة أن يبدو لك الشاهد وتفنى الشواهد، وتنجلى العلائق وتنقطع العوائق، وتجلس بين يدى الرب، وتقوم وتضطجع على التأهب للقائه كما يجلس الذى قد شد أحماله وأزمع السفر على تأهب له ويقوم على ذلك ويضطجع عليه. ومن علامات العارف أنه لا يطالب ولا يخاصم ولا يعاقب ولا يرى له على أحد حقا، ولا يأسف على فائت ولا يفرح بآت لأنه ينظر فى الأشياء الفناء والزوال، وأنها فى الحقيقة كالظلال والخيال. وقال الجنيد: لا يكون العارف عارفا حتى يكون كالأرض يطؤها البر والفاجر، وكالسحاب يظل كل شىء، وكالمطر يسقى ما يحب وما لا يحب. وقال يحيى بن معاذ: يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه. وهذا من أحسن ما قيل، لأنه يدل على معرفته بنفسه وعلى معرفته بربه وجماله وجلاله، فهو شديد الإزراء على نفسه لهج بالثناء على ربه. وقال أبو يزيد: إنما نالوا المعرفة بتضييع ما لهم، والوقوف مع ما له. يريد تضييع حظوظهم والوقوف مع حقوق الله تعالى. وقال آخر: لا يكون العارف عارفا حتى لو أعطى ملك سليمان لم يشغله عن الله طرفة عين. وهذا يحتاج إلى شرح، فإن ما هو دون ذلك يشغل القلب، لكن إذا كان اشتغاله بغير الله لله فذلك اشتغال بالله. وقال ابن عطاء: المعرفة على ثلاثة أركان: الهيبة، والحياء، والأنس. وقيل: العارف ابن وقته. وهذا من أحسن الكلام وأخصره. فهو مشغول بوظيفة وقته عما مضى وصار فى العدم، وعما لم يدخل بعد فى الوجود، فهمه عمارة وقته الذى هو مادة حياته الباقية. ومن علاماته أنه مستوحش ممن يقطعه عنه. ولهذا قيل: العارف من أنس بالله فأوحشه من الخلق، وافتقر إلى الله فأغناه عنهم، وذل لله فأعزه فيهم، وتواضع لله فرفعه بينهم، واستغنى بالله فأحوجهم إليه. وقيل: العارف فوق ما يقول، والعالم دون ما يقول. يعنى أن العالم علمه أوسع من حاله وصفته، والعارف حاله وصفته فوق كلامه وخبره. وقال أبو سليمان الدارانى: إن الله يفتح للعارف وهو على فراشه ما لا يفتح لغيره وهو قائم يصلى. وقال ذو النون: لكل شىء عقوبة، وعقوبة العارف انقطاعه عن ذكر الله وقال بعضهم: رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين. وهذا كلام ظاهره منكر ومحتاج إلى شرح؛ فإن العارف لا يرائى المخلوق طلبا لمنزلة فى قلبه، وإنما يكون ذلك منه نصيحة وإرشادا وتعليما، فهو يدعو إلى الله بعمله كما يدعو إلى الله بقوله، وإخلاص المريد مقصور على نفسه. وقال ذو النون: الزهاد ملوك الآخرة، وهم فقراء العارفين. وسئل الجنيد عن العارف فقال: لون الماء لون إنائه. وهذه كلمة رمز بها إلى حقيقة العبودية، وهو أنه يتلون فى أقسام العبودية، فبينا تراه مصليا إذ رأيته ذاكرا أو قارئا أو متعلما أو معلما أو مجاهدا أو حاجا أو مساعدا للضيف أو معينا للملهوف، فيضرب فى كل غنيمة بسهم. فهو مع المنتسبين منتسب، ومع المتعلمين متعلم، ومع الغزاة غاز، ومع المصلين مصل، ومع المتصدقين متصدق [و] هكذا ينتقل فى منازل العبودية من عبودية إلى عبودية، وهو مستقيم على معبود واحد لا ينتقل عنه إلى غيره. وقال يحيى بن معاذ: العارف كائن بائن. وقد فسر كلامه على وجوه: منها أنه كائن مع الخلق بظاهره بائن عن / نفسه. ومنها أنه كائن مع أبناء الآخرة بائن عن أبناء الدنيا. ومنها أنه كائن مع الله بموافقته، بائن عن الناس لمخالفته. ومنها أنه داخل فى الأشياء خارج عنها، يعنى [أن] المريد لا يقدر على الدخول فيها والعارف داخل فيها خارج منها. وقال ذو النون رحمه الله: علامة العارف ثلاثة: لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يعتقد باطنا من العلم ينقض عليه ظاهرا من الحكم، ولا يحمله كثرة نعم الله على هتك أستار محارم الله. وهذا أحسن ما قيل فى المعرفة. وقال: ليس بعارف من وصف المعرفة عند أبناء الآخرة فكيف عند أبناء الدنيا؟ يريد أنه ليس من المعرفة وصف المعرفة لغير أهلها سواء كانوا عبادا أو من أبناء الدنيا. وسئل ذو النون عن العارف فقال: كان هاهنا فذهب. فسئل الجنيد عن معناه فقال: لا يحصره حال عن حال، ولا يحجبه منزل عن التنقل فى المنازل، فهو مع أهل كل منزل (على الذى هم) فيه، يجد مثل الذى يجدون، وينطق بمعالمها ليتبلغوا. وقال بعض السلف: نوم العارف يقظة، وأنفاسه تسبيح، ونومه أفضل من صلاة الغافل. إنما كان نومه يقظة لأن قلبه حى فعيناه تنامان وروحه ساجدة تحت العرش بين يدى ربها؛ وإنما كان نومه أفضل من صلاة الغافل لأن بدنه فى الصلاة واقف وقلبه يسبح فى حشوش الدنيا والأمانى. وقيل: مجالسة العارف تدعوك من ست إلى ست: من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الرغبة فى الدنيا إلى الرغبة فى الآخرة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن سوء الطوية إلى النصيحة. وللكلام فى المعرفة تتمة نذكرها فى محلها فى المقصد المشتمل على علوم الصوفية إن شاء الله. وتعارفوا: عرف بعضهم بعضا. وعرف: جعل له عرفا أى ريحا طيبة. قال تعالى: {ويدخلهم الجنة عرفها لهم} أى طيبها وزينها. وقيل: عرفها لهم من المعرفة أى وصفها وشوقهم إليها. وعرفات: موقف الحاج فى تاسع ذى الحجة ببطن نعمان. سميت لأن آدم وحواء تعارفا بها، أو لقول جبريل عليه السلام لإبراهيم عليه السلام لما أعلمه المناسك: أعرفت، أو لأنها مقدسة معظمة كأنها عرفت أى طيبت، أو لأن الناس يتعارفون فيه، أو لتعرف العباد إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية. ويوم عرفة يوم الوقوف. وهو اسم فى لفظ الجمع فلا يجمع. وهى معرفة وإن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشىء الواحد، مصروفة لأن التاء بمنزلة الياء والواو فى مسلمين ومسلمون، والنسبة إليه عرفى. والمعروف: اسم لكل فعل يعرف بالشرع والعقل حسنه. وقوله: {وللمطلقات متاع بالمعروف} أى بالاقتصاد والإحسان. وقوله: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعهآ أذى} أى رد جميل ودعاء خير من صدقة هكذا. والعرف: المعروف من الإحسان. وجاءت القطا عرفا أى متتابعة، قال تعالى: {والمرسلات عرفا}. والعراف: الكاهن، غير أن العراف يخص بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن بالماضية. والتعريف من يعرف الناس ويعرفهم، وسيد القوم. والاعتراف: الإقرار بالذنب، وأصله / إظهار معرفة الذنب. |
( بصيرة فى عرى وعرم )
( بصيرة فى عرى وعرم ) عرام الجيش: حدهم وشدتهم وكثرتهم، ومن الرجل: الشراسة والأذى. عرم يعرم ويعرم، وعرم وعرم عرامة وعراما، فهو عارم وعرم: اشتد؛ والصبى علينا: أشر ومرح وبطر أو فسد. والعرمة: سد يعترض به الوادى: والجمع عرم، أو هو جمع بلا واحد، أو هو الأحباس تبنى فى الأودية؛ والجرذ الذكر، وبكل فسر قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم سيل العرم}. وقيل: المراد سيل الأمر العرم، ونسب إلى الجرذ فى قوله من فسره به من حيث إنه هو الذى ثقب المسناة. والعرم أيضا: المطر الشديد، واسم واد. والعرمرم: الشديد، والجيش الكثير. العرى -بالضم-: خلاف اللبس. عرى - كرضى - عريا وعرية بضمهما، وتعرى، وهو عار وعريان من عراة وعريانين. وفرس عرى: بلا سرج. ورأيت عريا تحت عريان. وجارية حسنة العرية - بالضم والكسر - والمعرى والمعراة أى، حسنة المجرد. والمعارى حيث يرى كالوجه واليدين والرجلين. والعراء: الفضاء الذى لا يستتر فيه بشىء، والجمع أعراء. قال تعالى: {فنبذناه بالعرآء}. وأعرى: سار فيه أو أقام. والعرا - بالقصر -: الناحية، والجناب كالعراة. وأعراه النخلة: وهبه ثمر عامها. والعرية: النخلة المعراة. والعروة من الدلو والكوز: المقبض، ومن الثوب: أخت زره كالعرى والعرى. والعروة من الفرج: لحم ظاهر يدق فيأخذ يمنة ويسرة مع أسفل البظر. والفرج معرى. والعروة: الجماعة من العضاه والحمض ترعى فى الجدب، والأسد، والنفيس من المال كالفرس الكريم، وحوال البلد. وقوله تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} فذلك على سبيل التمثيل، لأن العروة ما يتعلق به من عراه أى جانبه. |
( بصيرة فى عزب وعز )
( بصيرة فى عزب وعز ) العزب: الذى لا أهل له، والأعزاب جمعه. وهراوة الأعزاب: فرس ريان بن خويض، وكانت لا تدرك، تصدق بها على أعزاب قومه، فكان العزب منهم بغزو عليها فإذا استفاد مالا وأهلا دفعها [إلى] عزب آخر من قومه فضربت مثلا. وقيل: أعز من هراوة الأعزاب. قال لبيد: *لا تسقنى بيديك إن لم ألتمس * نعم الضجوع بغارة أسراب* *تهدى أوائلهن كل طمرة * جرداء مثل هراوة الأعزاب* وامرأة عزبة وعزب أيضا: *يا من يدل عزبا على عزب* وقال أبو حاتم: لا يقال: أعزب، وأجازه غيره. وفى الحديث عند مسلم: "وما فى الجنة أعزب". وقالوا: رجل عزب للذى يعزب فى الأرض. وقال: عزب يعزب عن أهله، وعزب عنى يعزب ويعزب: بعد وغاب. وعزب طهر المرأة: إذا غاب عنها زوجها، قال النابغة الذبيانى: *شعب العلافيات تحت فروجهم * والمحصنات عوازب الأطهار* يقول: استبدلوا شعب الرحال يتوركونها من غشيان النساء فيطهرن، وهم غيب فيعزب طهرهن عنهم. العزة: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب، من قولهم: أرض عزاز أى صلبة. وتعزز اللحم: اشتد وعز، كأنه حصل فى عزاز من الأرض يصعب الوصول إليه. والعزيز، الذى يقهر ولا يقهر. قال تعالى: {هو العزيز الحكيم}، وقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}. والعزة يمدح بها تارة، ويذم بها تارة كعزة الكفار: {بل الذين كفروا في عزة وشقاق}. ووجه ذلك أن العزة لله ولرسوله هى الدائمة الباقية، وهى العزة الحقيقية، والعزة التى هى للكافر هى التعزز وهى فى الحقيقة ذل لأنه تشبع بما لم يعط، قال تعالى: {ليكونوا لهم عزا} أى ليمتنعوا به من العذاب. وقوله: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} معناه: من كان يريد أن يعز فإنه يحتاج أن يكتسب من الله [العزة] فإنها له. وقد يستعار العزة للحمية والأنفة المذمومة، وذلك في قوله: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم}. ويقال: عز على كذا أى صعب. قال تعالى: {عزيز عليه ما عنتم}. وعزه: غلبه، يقال: من عز بز، أى من غلب سلب. قال تعالى: {وعزني في الخطاب} أى غلبنى أوصار أعز منى فى المخاطبة والمحاجة. وعزز المطر الأرض: صلبها. وعز الشىء: قل، اعتبارا بما قيل: كل موجود مملول، وكل مفقود مطلوب. والعزى: صنم. وقوله تعالى: {وإنه لكتاب عزيز} أى يصعب مثله ووجود مثله. {فعززنا بثالث}، أى قوينا. وعزز عليهم أى شدد عليهم ولم يرخص. وأنا معتز ببنى فلان ومستعز بهم. ويقال: ما العزوز كالفتوح، ولا الجرور كالمتوح، أى الضيقة الإحليل كالواسعته، والبعيدة القعر كالقريبته. |
( بصيرة فى عزر وعزل وعزم )
( بصيرة فى عزر وعزل وعزم ) التعزيز من الأضداد، يستعمل بمعنى التعظيم وبمعنى الإذلال. يقال: زماننا العبد فيه معزر موقر، والحر فيه معزر موقر. الأول بمعنى المنصور المعظم، والثانى بمعنى المضروب المهزم. قال الله تعالى: {وتعزروه وتوقروه}. والتعزيز دون الحد، وذلك يرجع إلى الأول، لأن ذلك تأديب والتأديب نصرة بقهر ما. العزل: التنحية. عزله يعزله، وعزل فاعتزل وانعزل، وتعزل: نحاه جانبا فتنحى، قال تعالى: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله}، وقوله تعالى: {إنهم عن السمع لمعزولون} أى ممنوعون بعد أن كانوا يمكنون. وعزل عن المرأة واعتزلها لم: يرد ولدها. وتعازلوا: انعزل بعضهم عن بعض. والعزلة: الاعتزال. والأعزل: من لا سلاح معه، والرمل المنفرد، ومن الدواب: المائل الذنب عادة. والعزلاء: الاست، ومصب الماء من الراوية. عزم على الأمر: عقد قلبه على إمضائه، يعزم عزما وعزما -بالضم- ومعزما ومعزما وعزمانا وعزيما وعزيمة. وعزمه واعتزمه واعتزم عليه وتعزم: أراد فعله وقطع عليه، أوجد فى الأمر. وعزم الأمر نفسه: عزم عليه، وعلى الرجل: أقسم عليه. قال الله تعالى: {ولا تعزموا عقدة النكاح} وقال: {فنسي ولم نجد له عزما}، وقال: {فإذا عزمت فتوكل على الله}. وأولو العزم من الرسل: الذين عزموا على أمر الله فيما عهد إليهم. وقيل هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، ومحمد. الزمخشرى: أولو العزم منهم أولو الجد والثبات والصبر، وقيل هم: نوح، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وموسى، وداود، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم. وعزم الراقى: قرأ العزائم أى الرقى، أو هى آيات من القرآن تقرأ على ذوى الآفات رجاء البرء. وعزمة من عزمات الله: حق من حقوقه أى واجب / مما أوجبه. وعزائم الله: فرائضه التى فرضها |
( بصيرة فى عزه وعسر وعس وعسل)
( بصيرة فى عزه وعسر وعس وعسل)
العزة كعدة: العصبة من الناس، والجمع عزون كثبة وثبون. [وعزاه إلى أبيه: نسبه إليه]. وعزا هو إليه وله، واعتزى وتعزى: انتسب، صدقا أو كذبا. والعسر ضد اليسر. والعسرة: تعسر وجود المال، قال تعالى: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا}. والعس: الطلب فى خفية. وبات يعس أى ينفض الليل عن أهل الريبة، وهو عاس من عسس. ويعتس للآثار أى يقصها. وعسعس الليل: اعتكرت ظلماؤه، وقوله تعالى: {والليل إذا عسعس} قيل: أى أقبل وأدبر، وذلك فى مبدإ الليل ومنتهاه. والعسل: لعاب النحل، وله نيف وخمسون اسما. ومن المستعار: العسيلتان للعضوين لكونهما مظنتى الالتذاذ. وعسلتهم وعسلتهم: أطعمتهم العسل. وهو معسول الكلام والمواعيد: حلوه صادقه. وفى الحديث: "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله" أى وفقه للعمل الطيب. |
( بصيرة فى عسى وعشر )
( بصيرة فى عسى وعشر ) وعسى، قيل: فعل مطلقا، وقيل: حرف مطلقا، للترجى فى المحبوب، وللإشفاق فى المكروه. واجتمعا فى قوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، ويكون للشك، ولليقين. وقد يشبه بكاد. وهو من الله تعالى إيجاب، وبمنزلة كان فى المثل السائر: عسى الغوير أبؤسا. قوله تعالى: {هل عسيتم} أى هل أنتم قريب من الفرار. وبالعسى أن تفعل: بالحرى. و{عسى ربكم أن يهلك عدوكم} أى كونوا راجين فى ذلك. العشرة والعشر والعشرون معروفة. وعشرتهم: أخذت واحدا فصاروا تسعة. وعشرتهم تعشيرا: كانوا تسعة فجعلتهم عشرة. وهو لا يعشر فلانا ظرفا أى لا يبلغ معشاره أى عشره. والعشارى: ما طوله عشرة أذرع من الثياب. وضرب فى أعشاره، ولم يرض بمعشاره، أى أخذه كله. وهو عشيرك، أى معاشرك. والعشيرة: أهل الرجل الذين يتكثر بهم، أى يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، وذلك أن العشرة هو العدد الكامل. وعاشرته: صرت له كعشيرة فى المظاهرة، ومنه قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} وفى عدد أنهار بنى إسرائيل لإظهار المعجزة: {فانبجست منه اثنتا عشرة عينا}.ورد فى التنزيل العشرة وما يشتق منها على وجوه مختلفة: كما فى مناسك الحج: {تلك عشرة كاملة}. وفى عدة الوفاة: {أربعة أشهر وعشرا}. وفى كفارة اليمين: {فكفارته إطعام عشرة مساكين}. وفى جزاء الإحسان: {من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها}. وفى الميقات الموسوى: {وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه}. وفى باب الحرب والغزاة: {إن يكن منكم عشرون صابرون}. وفى التحدى بالقرآن: {قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}. وفى الحكاية عن قول الكفار فى القيامة: {إن لبثتم إلا عشرا}. وفى قصة موسى وشعيب وقوله له: {فإن أتممت عشرا فمن عندك}. وفى الأيام من ذى الحجة ولياليها: {والفجر * وليال عشر}. وفى إخوة يوسف: {إني رأيت أحد عشر كوكبا}. وفى عدد الشهور: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا} وفى نقباء بنى إسرائيل: {وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا}. وفى الأسباط الذين كان كل واحد منهم أمة على حدة: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما}. وفى عدد الموكلين بالعقوبات: {عليها تسعة عشر}. |
( بصيرة فى عشى)
( بصيرة فى عشى )
العشى والعشية: آخر النهار، وقيل: من زوال الشمس إلى الصباح، والجمع عشايا وعشيات. والعشاءان: المغرب والعشاء الآخرة. ولقيته عشيشة وعشيشانا وعشيانا وعشيشية وعشيشيات وعشيشيانات. والعشى - بالكسر - والعشاء - كسماء -: طعام العشى. والجمع أعشية. وعشى وهو عشيان. ومتعش. وعشاه عشوا وعشيا، وعشاه وأعشاه: أطعمه إياه. والعشا -مقصورة-: سوء البصر بالليل والنهار كالعشاوة؛ وقيل: العمى. عشا يعشو كدعا يدعو، و[عشى يعشى] كرضى يرضى، وهو عش وأعشى، وهى عشواء، قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمان}. والعشوة -بالضم والكسر-: النار التى ترى فى الليل من بعد. وقد عشاها وعشا إليها عشوا وعشوا، واعتشاها: رآها فقصدها مستضيئا. |
( بصيرة فى عصب )
( بصيرة فى عصب ) والعصابة: الجماعة من الناس والخيل والطير لا واحد لها.العصب: الطى الشديد. والمعصوب: الشديد اكتناز اللحم. ورجل معصوب الخلق، وجارية معصوبة: حسنة العصب مجدولة الخلق، ومنه قوله تعالى: {يوم عصيب} أى شديد جدا. ويصح أن يكون بمعنى فاعل، وأن يكون بمعنى مفعول أى يوم مجموع الأطراف. وعصبة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه؛ لأنهم عصبوا به أى أحاطوا. فالأب طرف والابن طرف، والعم جانب والأخ جانب، والجمع العصبات. العصبة: جماعة متعصبة متعاضدة، قال الله تعالى: {ونحن عصبة} أى مجتمعة الكلام متعاضدة. والعصبة - بالضم أيضا، وبالفتح عن أبى عمرو -: نبات يتلوى على الشجرة، وهو اللبلاب؛ والنشبة من الرجال الذى إذا عبث بشىء لم يكد يفارقه. وقال أبو الجراح: العصبة: هنة تلتف على القتادة لا تنزع منها إلا بعد جهد، وأنشد: *تلبس حبها بدمى ولحمى * تلبس عصبة بفروع ضال* وعصب رأسه بالعصابة تعصيبا. ثم جعل التعصيب كناية عن التسويد لأن العمائم تيجان العرب. وقيل للسيد: المعمم والمعصب والمتوج. اعصوصت القوم: اجتمعوا، واليوم: اشتد. |
( بصيرة فى عصر )
( بصيرة فى عصر ) العصر: الدهر، والجمع عصور وأعصار، ومصدر عصرت الثوب والعنب ونحوه. والعصير: المعصور. والعصارة: نفايته. وقوله تعالى {وأنزلنا من المعصرات} أى السحائب التى تعتصر بالمطر أى تغص به. وقيل: السحائب الآتية بالإعصار أى الريح المثيرة للغبار. وقد ورد العصر فى القرآن على ثلاثة أوجه: الأول: بمعنى العصر الذى هو مصدر عصر العنب ونحوه، قال تعالى: {إني أراني أعصر خمرا}. الثانى: بمعنى النجاة من القحط: {يغاث الناس وفيه يعصرون} أى ينجون من القحط. الثالث: بمعنى الدهر أو صلاة العصر: {والعصر * إن الإنسان لفى خسر}. والعصران: صلاة الغداة والعشى. وقيل: الليل والنهار كالقمرين للشمس والقمر. والعصرة: الملجأ. |
( بصيرة فى عصف وعصم )
( بصيرة فى عصف وعصم ) والعصام: حبل يشد [به] الدلو والقربة والإداوة والمحمل، ومن الوعاء: عروته التى يعلق بها. والجمع: أعصمة وعصم.العصف: بقل الزرع. قال تعالى: {كعصف مأكول} أى كزرع أكل حبه وبقى تبنه، أو كورق / أخذ ما كان فيه وبقى هو بلا حب، أو كورق أكلته البهائم. وعصفه: جزه قبل أن يدرك. والعصافة: ما يسقط من السنبل من التبن. والعصيفة: الورق المجتمع الذى فيه السنبل. وعصفت الريح تعصف عصفا وعصوفا: اشتدت فهى عاصفة وعاصف وعصوف. و {في يوم عاصف}، أى تعصف فيه الريح، فاعل بمعنى مفعول. عصم يعصم: اكتسب، ومنع، ووقى، وإليه: اعتصم به. وقوله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله} أى لا شىء يعصم منه. ومن قال معناه لا معصوم فليس يعنى أن العاصم بمعنى المعصوم، وإنما ذلك تنبيه على المعنى المقصود بذلك، وذلك أن العاصم والمعصوم متلازمان، فأيهما حصل حصل الآخر معه. والاعتصام: التمسك بالشىء قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا}، وقال: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} أى من يمتنع بلطفه من المعاصى. واستعصم: استمسك كأنه طلب ما يعتصم به من ركوب الفاحشة. وقوله: {فاستعصم} أى تحرى ما يعصمه. وعصمة الأنبياء: حفظ الله تعالى إياهم بما خصهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل النفسية والجسمية، ثم بالنصرة وتثبيت أقدامهم، ثم بإنزال السكينة عليهم، وبحفظ قلوبهم، وبالتوفيق. والعصمة والعصمة -بالكسر والضم-: القلادة والسوار، والجمع: عصم، وجمع الجمع: أعصم وعصمة. وجمع جمع الجمع: أعصام. والمعصم: اليد، وموضع السوار. |
( بصيرة فى عصو وعض )
( بصيرة فى عصو وعض )
العصا: العود، مؤنثة، قال تعالى: {هي عصاي}، والجمع: أعص وأعصاه وعصى وعصى. وعصاه: ضربه بها. وعصى بها - كرضى -: أخذها، وبسيفه: أخذه أخذها. وقيل يقال: عصوت بالسيف وعصيت بالعصا، وقيل بالعكس، وقيل كلاهما فى كليهما. والعصيان: خلاف الطاعة. عصاه يعصيه عصيا ومعصية، وعاصاه، فهو عاص وعصى. والعض: الإمساك بالأسنان، عضضته وعضضت عليه - بالكسر والفتح- عضا وعضيضا. {ويوم يعض الظالم على يديه} عبارة عن شدة الندم؛ لما جرى من عادة الناس أن يفعلوه عند ذلك. والعضوض: ما يعض عليه ويؤكل كالعضاض، والقوس لصق وترها بكبدها، والمرأة الضيقة، والداهية، والزمن الشديد، والكلب، وملك فيه عسف وظلم، والبئر البعيدة القعر، والجمع: عضض وعضاض. والتعضوض: تمر أسود علك. |
( بصيرة فى عضد وعضل )
( بصيرة فى عضد وعضل ) العضد: ما بين المرفع إلى الكتف. وفيها خمس لغات: عضد، وعضد كحذر وحذر، وعضد وعضد مثال ضعف وضعف، وعضد بضمتين. وقرأ قوله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدا} بالفتح الأعرج وأحمد بن موسى عن أبى عمرو. وهى لغة تميم وبكر. وقرأ بالضم أبو حيوة. وقرأ الحسن والأعرج وابن عامر وأبو عمرو (عضدا) بضمتين / وهى لغة بنى أسد. وقوله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدا} أى أنصارا، يقال: وهو عضدى وهم عضدى وأعضادى، قال مسلم بن عبدالله. *من يك ذا عضد يدرك ظلامته * إن الذليل الذى ليست له عضد* وفت فلان فى عضد فلان أى كسر من نيات أعوانه وفرقهم عنه، و(فى) بمعنى (من) كقول امرئ القيس: *وهل ينعمن من كان آخر عهده * ثلاثين شهرا فى ثلاثة أحوال* أى من ثلاثة أحوال. وقوله تعالى: {سنشد عضدك بأخيك} لفظ العضد على سبيل المثل. والمعضد: ما يعضد به الشجر، والدملج. والعضد والعضيد: من يشتكى عضده. والعضد محركة: داء فى أعضاد الإبل. ويد عضدة: قصيرة العضد. وعضادتا الباب: خشبتاه من جانبيه. والعضاد: سمة فى العضد. ورجل عضادى مثلثة: عظيم العضد. والعضلة والعضيلة: كل عصبة معها لحم غليظ. ورجل عضل وعضل: كثير العضل. وعضل المرأة يعضلها ويعضلها عضلا وعضلا وعضلانا وعضلها تعضيلا: منعا الزواج ظلما. وقوله تعالى: {فلا تعضلوهن} خطاب للأزواج، وقيل: للأولياء. |
( بصيرة فى عضو وعطف )
( بصيرة فى عضو وعطف )
العضو والعضو -بالضم والكسر-: كل لحم وافر بعظمه. والعضو -بالفتح- والتعضية: التجزئة والتفريق. والعضة -كعدة-: الفرقة والقطعة. والجمع عضون، قال الله تعالى: {الذين جعلوا القرآن عضين} أى متفرقة، فقالوا تارة: كهانة، وقالوا: إفك مفترى، وقالوا: أساطير الأولين، ونحو ذلك مما وصفوه به. وقيل: معنى (عضين) ما قال تعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}، خلاف من قال فيه: {وتؤمنون بالكتاب كله}. ويروى: لا تعضية فى ميراث، أى لا يفرق ما يكون تفريقه ضررا على الورثة، كسيف يكسر نصفين ونحوه. والعطف: الميل. وعطفا كل شىء -بالكسر-: جانباه. وتنح عن عطف الطريق أى قارعته. وهو ينظر فى عطفيه، أى معجب. وجاء ثانى عطفه، أى رخى البال، أو لاويا عنقه أو متكبرا معرضا. وعطف عليه وتعطف: أشفق. والعطاف والمعطف: الرداء والسيف. وانعطف: انثنى. وتعاطفوا: عطف بعضهم على بعض. وامرأة عطيف: لينة مطواع لا كبر لها. |
( بصيرة فى عطل وعطو وعظم )
( بصيرة فى عطل وعطو وعظم ) والعطو: التناول، ورفع الرأس واليدين. وظبى عطو مثلثة، وعطو كعدو: يتطاول إلى الشجر ليتناول منه. والعطا - بالقصر وبالمد - والعطية: ما يعطى. والجمع أعطية جمع الجمع: أعطيات / والإعطاء: المناولة قال تعالى: {فإن أعطوا منها رضوا}. ورجل وامرأة معطاء: كثير العطاء. والجمع معاط ومعاطى. والتعاطى: التناول، وتناول ما لا يحق، والتنازع فى الأخذ، والقيام على أطراف أصابع الرجلين مع رفع اليدين إلى الشىء، ومنه قوله تعالى: {فتعاطى فعقر}. والتعاطى أيضا: ركوب الأمر كالتعطى. وقيل: التعطى فى القبيح، والتعاطى فى الرفعة.عطلت المرأة - كفرحت - عطلا وعطولا وتعطلت: إذا لم يكن عليها حلى، فهى عاطل وعطل من عواطل وعطل وأعطال، فإذا كانت عادتها [ذلك] فمعطال. ومعاطلها: مواقع حليها. والأعطال من الخيل والإبل: التى لا قلائد عليها ولا أرسان لها، والتى لاسمة عليها، والرجال لا سلاح معهم، واحدة الكل عطل. والعطل -محركة-: الشخص، والجمع: أعطال. وعطله من الحلى والعمل تعطيلا: فرغه وتركه ضياعا، قال تعالى: {وبئر معطلة}. العظم: ضد الصغر، عظم - كصغر - عظما وعظامة، فهو عظيم وعظام وعظام. وأعظمه وعظمه فخمه وكبره. واستعظمه وأعظمه: رآه عظيما. وتعاظمه: عظم عليه. والعظمة والعظموت: الكبر والنخوة والزهو. وأما عظمة الله فلا يوصف بها غيره. فمتى وصف بها عبد فهو ذم. والعظيمة: النازلة الشديدة. والعظم: قصب الحيوان الذى عليه اللحم، والجمع: أعظم وعظام وعظامة. الهاء لتأنيث الجمع. |
( بصيرة فى عف وعفر وعفو )
( بصيرة فى عف وعفر وعفو ) والعفو: عفو الله عن خلقه، والصفح، وترك عقوبة المستحق. عفا عنه ذنبه، وعفا له ذنبه، وعفا عن ذنبه.عف عن الحرام عفا وعفافا وعفافة - بفتحهن - وعفة - بالكسر - فهو عف وعفيف: كف عنه، كاستعف. والجمع: أعفاء. وهى عفة وعفيفة والجمع: عفائف وعفيفات. وتعفف: تكلفها. وأعفه الله. العفريت من الجن: العارم الخبيث. ويستعمل فى الإنسان استعارة الشيطان له. يقال: عفريت نفريت. إتباعا. والعفرية: الموثق الخلق. وأصله من العفر وهو التراب. والعفو: المحو والامحاء، وأحل المال وأطيبه، وخيار الشىء وأجوده، والفضل، والمعروف، ومن الماء: ما فضل عن الشاربة، ومن البلاد: ما لا أثر لأحد فيها. |
( بصيرة فى عقب )
( بصيرة فى عقب ) عاقبة كل شىء: آخره. وقولهم: ليس لفلان عاقبة، أى ولد. والعاقبة أيضا: مصدر عقب فلان مكان أبيه عاقبة، أى خلفه، وهو اسم جاء بمعنى المصدر كقوله تعالى: {ليس لوقعتها كاذبة}. وعقب الرجل وعقبه: ولده وولد ولده. وقوله تعالى: {وجعلها كلمة باقية في عقبه} أى جعل كلمة التوحيد باقية فى ولده. والعقب والعقب - بضمة وبضمتين: العاقبة. قال الله تعالى: {خير ثوابا وخير عقبا}. وتقول أيضا: جئت فى عقب شهر رمضان، وفى عقبانه: إذا جئت بعد ما يمضى كله. ويعقوب: اسم النبى، لا ينصرف للعجمة والتعريف، واسمه إسرائيل. وقيل له يعقوب، لأنه ولد مع عيصو فى بطن واحد. ولد عيصو قبله ويعقوب متعلق بعقبه، خرجا معا، فيعصو أبو الروم، قاله الليث. والعقبى: جزاء الأمر. وقوله تعالى: {ولا يخاف عقباها} أى لا يخاف أن يعقب على عقوبته من يدفعها، أى يغيرها. وقيل: لم يخف القاتل عاقبتها، والقاتل هو عاقرها قدار بن سالف. وأعقبه بطاعته أى جازاه. وقوله تعالى: {فأعقبهم نفاقا} أى أضلهم بسوء فعلهم عقوبة لهم. والمعقبات: ملائكة الليل والنهار لأنهم يتعاقبون. وإنما أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة. وقيل: ملك معقب وملائكة معقبة ثم معقبات / جمع الجمع. وقوله تعالى: {ولى مدبرا ولم يعقب}، أى لم يعطف، وقيل: لم يرجع، وقيل: لم يمكث ولم ينتظر. وحقيقته لم يعقب إقباله إدبارا (إقبالا) والتفاتا، ولذلك قيل: تعقيبة خير من غزاة. وعاقبت الرجل فى الراحلة: إذا ركبت أنت مرة وهو مرة. وقوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم} أى أصبتموهم فى القتال بعقوبة حتى غنمتم. وقوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} سمى الأول عقوبة، وما العقوبة إلا الثانية لازدواج الكلام فى الفعل بمعنى واحد، ومثله قوله تعالى: {ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به}، كذلك قوله تعالى: {وجزآء سيئة سيئة مثلها} والمجازاة عليها حسنة، إلا أنها سميت سيئة لأنها وقعت إساءة بالمفعول به، لأنه فعل ما يسوءه. والعقوبة والمعاقبة والعقاب يخص بالعذاب، قال تعالى: {فحق عقاب}. والعقب: مؤخر الرجل. ورجع على عقبه: انثنى راجعا، قال تعالى: {فكنتم على أعقابكم تنكصون}. |
( بصيرة فى عقد وعقر )
( بصيرة فى عقد وعقر )
عقدت الحبل والبيع والعهد. وقوله تعالى: {أوفوا بالعقود} قال ابن عرفة: العقد: الضمان. والعقود ثلاثة أصناف: عقد عقده الله تعالى على خلقه من حرام أو حلال أو ميقات لفريضة، وعقد لهم أن يعقدوه إن شاءوا كالبياع والنكاح وما سوى ذلك، وعقود الناس التى تجب لبعضهم على بعض. قال: فالعقد يقع مقام العهد. والمعاقد: مواضع العقد. وعقدت يمينه وعقدته، قال تعالى: {عقدت أيمانكم} وقرئ (عقدت) وقال: {بما عقدتم الأيمان} وقرئ (عقدتم) بالتشديد. واعتقد الشىء: اشتد وصلب. واعتقد كذا بقلبه. وفى لسانه عقدة، أى حبسة. وتحللت عقده، أى سكن غضبه. وقوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} أى السواحر اللاتى ينفثن فى العقد، أى يتفلن بلا ريق كما يتفل الراقى. والعقدة أيضا: الضيعة والعقار الذى اعتقده صاحبه ملكا. والعقدة: البيعة المعقودة لهم. والعقدة: المكان الكثير الشجر أو النخل. عقر الدار والحوض وغيرهما: أصله. وأصبت عقره: أصله. وعقرت النخل: قطعته من أصله، والبعير: نحرته، وظهر البعير فانعقرت قال تعالى: {فعقروها}، ومنه استعير سرج معقر. وكلب عقور، ورجل عاقر. وامرأة عاقر. |
( بصيرة فى عقل )
( بصيرة فى عقل ) وسمى العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عما لا يحسن. وهو القوة المتهيئة لقبول العلم. ويقال للعلم الذى يستفيده الإنسان بتلك القوة العقل أيضا؛ ولهذا قيل: (العقل عقلان، فمطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع، كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع) / وإلى الأول يشير ما ورى فى بعض الآثار: ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل. وكذا: أول ما خلق الله العقل. وإلى الثانى يشير ما روى: ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى، أو يرده عن ردى. وهذا العقل هو المعنى بقوله تعالى: {وما يعقلهآ إلا العالمون}. وكل موضع ذم الله الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثانى، وكل موضع رفع التكليف عن العبد فإشارة إلى الأول.العقل: ضد الحمق كالمعقول، والجمع: عقول. عقل يعقل وعقل فهو عاقل، والجمع: عقلاء. وعقل الدواء البطن يعقله ويعقله: أمسكه. وعقل الشىء: فهمه. وله قلب عقول. وعقل البعير: شد وظيفه إلى ذراعيه، كعقله واعتقله، والقتيل: وداه، وعنه: أدى دية جنايته، وإليه عقلا وعقولا: لجأ. |
( بصيرة فى عقم وعكف وعلق )
( بصيرة فى عقم وعكف وعلق ) العقم: هزمة تقع فى الرحم فلا تقبل الولد. وقد عقمت - بكسر القاف وضمها - وعقمت - بضم العين - عقما وعقما وعقما، وعقمها الله يعقمها وأعقمها. ورحم عقيم وعقيمة: معقومة، والجمع: عقائم وعقم. وامرأة عقيم ورجل عقيم وعقام: لا يولد له. والجمع عقماء وعقام وعقمى. والملك عقيم: لا ينفع فيه نسب لأنه يقتل فى طلبه الأب والأخ والعم والولد. * وعند ارتياد الملك لا يعرف الأخ * وريح عقيم: يصح أن يكون بمعنى الفاعل وهى التى لا تلقح سحابا ولا شجرا، ويصح أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز العقيم، وهى التى لا تقبل أثر الخير. ويوم عقيم: لا خير فيه ولا فرج. وحرب عقم وعقام وعقام: شديدة. العكوف على الشىء: الإقبال عليه مواظبا. وعكفه يعكفه ويعكفه عكفا: حبسه، والقوم حوله: استداروا. وقوم عكوف: عاكفون. وقوله تعالى: {والهدي معكوفا} أى محبوسا ممنوعا. العلق محركة: الدم الغيظ، وقيل: الدم الجامد. القطعة منه علقة، قال تعالى: {ثم خلقنا النطفة علقة}. والعلق أيضا: دويبة تتعلق بالحلق تمص الدم. والعلق أيضا والعلقة والعلاق والعلاقة: ما تتبلغ به الماشية من الشجر. والعلق: معظم الطريق، والذى تتعلق به البكرة، والهوى، وقد علقه وعلق به علوقا: هويه. والعلق - بالكسر والفتح-: النفيس من كل شىء، والجمع: أعلاق وعلوق. والعولق: الغول، والذئب، والذنب. وتعلق الشىء وبه بمعنى كاعتلق. وليس المتعلق كالمتأنق، أى ليس من يقنع باليسير والعلقة كمن يتأنق ويأكل ما يشاء. |
( بصيرة فى علم )
( بصيرة فى علم ) علمه يعلمه علما: عرفه حق المعرفة. وعلم هو فى نفسه. ورجل عالم وعليم من علماء. وعلمه العلم وأعلمه إياه فتعلمه. والعلام والعلامة والعلام: العالم جدا. وكذلك التعلمة والتعلامة. والعلم ضربان: إدراك ذات الشىء، والثانى الحكم على الشىء بوجود شىء هو موجود له، أو نفى شىء هو منفى عنه. فالأول هو المتعدى إلى مفعول واحد، قال تعالى: {لا تعلمونهم الله يعلمهم}، والثانى: المتعدى إلى مفعولين، نحو قوله: {فإن علمتموهن مؤمنات}. وقوله: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذآ أجبتم قالوا لا علم لنآ}، إشارة إلى أن عقولهم قد طاشت. والعلم من وجه ضربان: نظرى وعملى. فالنظرى: ما إذا علم فقد كمل، نحو العلم بموجودات العالم، والعملى: ما لا يتم إلا بأن يعمل، كالعلم بالعبادات. ومن وجه آخر ضربان: عقلى وسمعى. والعلم منزلة / من منازل السالكين، إن لم يصحبه السالك من أول قدم يضعه، إلى آخر قدم ينتهى إليه يكون سلوكه على غير طريق موصل، وهو مقطوع عليه ومسدود عليه سبل الهدى والفلاح، وهذا إجماع من السادة العارفين. ولم ينه عن العلم إلا قطاع الطريق ونواب إبليس. قال سيد الطائفة وإمامهم الجنيد -رحمه الله-: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به فى هذا الأمر؛ لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة. وقال أبو حفص: من لم يزن أفعاله وأقواله فى كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره لا يعد فى ديوان الرجال. وقال أبو سليمان الدارانى: ربما يقع فى قلبى النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب والسنة. وقال السرى: التصوف اسم لثلاثة معان: لا يطفىء نور معرفته نور ورعه. ولا يتكلم فى باطن علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب، ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله. وقال الجنيد: لقد هممت مرة أن أسأل الله تعالى أن يكفينى مؤنة النساء، ثم قلت: كيف يجوز أن أسأل هذا ولم يسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أسأله، ثم إن الله تعالى كفانى مؤنة النساء حتى لا أبالى أستقبلتنى امرأة أو حائط. وقال: لو نظرتم إلى رجل أعطى من الكرامات أن تربع فى الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهى وحفظ الحدود وآداب الشريعة. وقال النورى أبو الحسين: من رأيتموه يدعى مع الله حالة تخرجه عن حد العلم الشرعى فلا تقربوه. وقال النصر أبادى: أفضل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم كرامات المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، والمداومة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص والتأويلات. والكلمات التى تروى عن بعضهم فى التزهيد فى العلم فمن أنفاس الشيطان، كمن قال: نحن نأخذ علمنا من الحى الذى لا يموت، وأنتم تأخذونه من حى يموت. وقال آخر: العلم حجاب بين القلب وبين الله. وقال آخر: إذا رأيت الصوفى يشتغل بحدثنا وأخبرنا فاغسل يدك منه. وقال آخر: لنا علم الحروف ولكم علم الورق. وقيل: لبعضهم: ألا ترحل حتى تسمع من عبد الرزاق فقال: ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق من يسمع من الخلاق؟! وأحسن أحوال قائل مثل هذه أن يكون جاهلا يعذر بجهله، أو والها شاطحا مصرفا بسخطه، وإلا فلولا عبد الرزاق وأمثاله من حفاظ السنة لما وصل إلى هذا وأمثاله شىء من الإسلام، ومن فارق الدليل ضل عن السبيل. ولا دليل إلى الله والجنة إلا الكتاب والسنة. والعلم خير من الحال. الحال محكوم عليه والعلم حاكم، والعلم هاد والحال تابع. الحال سيف فإن لم يصحبه علم فهو مخراق لاعب. الحال مركوب لا يجارى، فإن لم يصحبه علم ألقى صاحبه فى المتالف والمهالك. دائرة العلم تسع الدنيا والآخرة، ودائرة الحال ربما تضيق عن صاحبه. العلم هاد والحال الصحيح مهتد به. فهو تركة الأنبياء / وتراثهم.، وأهله عصبتهم ووراثهم، وهو حياة القلب، ونور البصائر، وشفاء الصدور، ورياض العقول، ولذة الأرواح، وأنس المستوحشين، ودليل المتحيرين. وهو الميزان الذى يوزن به الأقوال والأفعال والأحوال. وهو الحاكم المفرق بين الشك واليقين، والغى والرشاد، والهدى والضلال، به يعرف الله ويعبد، ويذكر ويوحد. وهو الصاحب فى الغربة، والمحدث فى الخلوة، والأنيس فى الوحشة، والكاشف عن الشبهة، والغنى الذى لا فقر على من ظفر بكنزه، والكنف الذى لا ضيعة على من أوى إلى حرزه. مذكراته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه قربة، وبذله صدقة، ومدارسته تعدل بالصيام والقيام، والحاجة إليه أعظم من الحاجة إلى الشراب والطعام؛ لأن المرء يحتاج إليهما مرة أو مرتين فى اليوم، وحاجته إلى العلم كعدد أنفاسه، وطلبه أفضل من صلاة النافلة، نص عليه الشافعى وأبو حنيفة. واستشهد الله -عز وجل- أهل العلم على أجل مشهود وهو التوحيد، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وفى ضمن ذلك تعديلهم فإنه لا يستشهد بمجروح. ومن هاهنا يوجه -والله أعلم- الحديث: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل المبطلين" وهو حجة الله فى أرضه، ونوره بين عباده، وقائدهم ودليلهم إلى جنته، ومدنيهم من كرامته. ويكفى في شرفه أن فضل أهله على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وكفضل سيد المرسلين على أدنى الصحابة منزلة، وأن الملائكة تضع لهم أجنحتها، وتظلهم بها، وأن العالم يستغفر له من فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتان فى البحر، وحتى النملة فى جحرها، وأن الله وملائكته يصلون على معلمى الناس الخير، وأمر الله أعلم العباد وأكملهم أن يسأل الزيادة من العلم فقال: {وقل رب زدني علما}. واعلم أن العلم على ثلاث درجات: أحدها: ما وقع من عيان وهو البصر. والثانى: ما استند إلى السمع وهو الاستفاضة. والثالث: ما استند إلى العلم وهو علم التجربة. على أن طرق العلم لا تنحصر فيما ذكرناه فإن سائر الحواس توجب العلم، وكذا ما يدرك بالباطن وهى الوجدانيات، وكذا ما يدرك بالمخبر الصادق، وإن كان واحدا، وكذا ما يحصل بالفكر والاستنباط وإن لم يكن تجربة. تم إن الفرق بينه وبين المعرفة من وجود ثلاثة: أحدها: أن المعرفة لب العلم، ونسبة العلم إلى المعرفة كنسبة الإيمان إلى الإحسان. وهى علم خاص متعلقه أخفى من متعلق العلم وأدق. والثانى: أن المعرفة هى العلم الذى يراعيه صاحبه [ويعمل] بموجبه ومقتضاه. هو علم يتصل به الرعاية. والثالث: أن المعرفة شاهدة لنفسها وهى بمنزلة الأمور الوجدانية لا يمكن صاحبها أن يشك فيها، ولا ينتقل عنها. وكشف المعرفة أتم من كشف العلم، على أن مقام العلم أعلى وأجل، لما ذكرنا فى بصيرة (عرف). ومن أقسام العلم العلم اللدنى. وهو ما يحصل للعبد بغير واسطة، بل إلهام من الله تعالى، كما حصل للخضر بغير واسطة موسى، قال تعالى: {آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما}. وفرق / بين الرحمة والعلم وجعلهما من عنده ومن لدنه إذ لم يكن نيلهما على يد بشر. وكان من لدنه أخص وأقرب مما عنده، ولهذا قال تعالى: {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} فالسلطان النصير الذى من لدنه أخص من الذى من عنده وأقرب، وهو نصره الذى أيده به (والذى من عنده)، قال تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين}. والعلم اللدنى ثمرة العبودية والمتابعة والصدق مع الله والإخلاص له، وبذل الجهد فى تلقى العلم من مشكاة رسوله ومن كتابه وسنة رسوله وكمال الانقياد له، وأما علم من أعرض عن الكتاب والسنة ولم يتقيد بهما فهو من لدن النفس والشيطان، فهو لدنى لكن من لدن من؟ وإنما يعرف كون العلم لدنيا روحانيا بموافقته لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل. فالعلم اللدنى نوعان: لدنى رحمانى، ولدنى شيطانى وبطناوى والمحك هو الوحى، ولا وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقول المشايخ: العلم اللدنى إسناده وجوده، يعنى أن طريق هذا العلم وجدانه، كما أن طريق غيره هو الإسناد؛ وإدراكه عيانه، بعنى أن هذا العلم لا يوجد بالفكر والاستنباط، وإنما يوجد عيانا وشهودا؛ ونعته حكمه، يعنى أن نعوته لا يوصل إليها إلا به فهى قاصرة عنه. يعنى أن شاهده منه ودليله وجوده؛ وإنيته لميته، فبرهان الإن فيه هو برهان اللم، فهو الدليل وهو المدلول، ولذلك لم يكن بينه وبين الغيب حجاب وبخلاف ما دونه من العلوم. وأما جمعه فلأن كل نوع من هذه الموجودات قد يسمى عالما. فيقال: عالم الإنسان، وعالم النار. وقد روى: إن لله بضعة عشر ألف عالم. وأما جمعه جمع السلامة فلكون الناس فى جملتهم. وقيل: إنما جمع به هذا الجمع لأنه عنى به أصناف الخلائق من الملائكة والجن والإنس دون غيرها، روى هذا عن ابن عباس رضى الله عنهما. وقال جعفر بن محمد الصادق: عنى به الناس، وجعل كل واحد منهم عالما. وقال: العالم عالمان: / الكبير وهو الفلك بما فيه، والصغير وهو الإنسان لأنه على هيئة العالم الكبير، وفيه كل ما فيه، وقوله: {وأني فضلتكم على العالمين} أى عالمى زمانهم. وقيل: أراد فضلاء زمانهم الذين يجرى كل واحد منهم مجرى عالم.والذى يشير إليه القوم هو نور من جناب الشهود بمجرد أقوى الحواس وأحكامها، وتقرير لصاحبها مقامها. فيرى الشهود بنوره، ويفنى ما سواه بظهوره. وهذا عندهم معنى الحديث الربانى: "فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذى يبصره به، فبى يسمع، وبى يبصر". والعلم اللدنى الرحمانى هو ثمرة هذه الموافقة والمحبة التى أوجبها التقرب بالنوافل بعد الفرائض. واللدنى الشيطانى هو ثمرة الإعراض عن الوحى بحكم الهوى. والله المستعان. والعلم - بالتحريك-، الأثر الذى يعلم به الشىء كعلم الطريق، وعلم الجيش. وسمى الجبل علما لذلك. وقرئ: {وإنه لعلم للساعة}. والعالم: اسم للفلك وما يحويه من الجواهر والأعراض. وهو فى الأصل اسم لما يعلم به كالخاتم لما يختم به. فالعالم آلة فى الدلالة على موجده وخالقه، ولهذا أحالنا عليه فى معرفة وحدانيته فقال: {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض}. |
( بصيرة فى علن وعلو )
( بصيرة فى علن وعلو ) علن الأمر وعلن وعلن يعلن ويعلن ويعلن علنا وعلانية واعتلن: ظهر. وأعلنته وأعلنت به. وعلنته: أظهرته. والعلان والمعالنة والإعلان: المجاهرة. قال تعالى: {يعلم ما يسرون وما يعلنون}، وقال تعالى: {ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا} ورجل علنة كهمزة: لا يكتم سرا. وعلو الشىء وعلوه وعلوه وعلاوته وعاليته: أرفعه. وقد علا علوا فهو على، وعلى كرضى: سما. وقيل بالفتح فى الأمكنة والأجسام أكثر، قال تعالى: {عاليهم ثياب سندس}. وعلاه وعلا به واستعلاه وأعلولاه وأعلاه وعلاه وعالاه وعالى به: صعده. والعلاء: الرفعة. علا النهار: ارتفع كاعتلى واستعلى. والعلوى والسفلى: المنسوب إليهما. وصار على لا يستعمل إلا فى المحمود، قال: {وتعالى عما يقولون علوا كبيرا} والعلى: الرفيع القدر، وإذا وصف تعالى به فمعناه أنه يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين، وعلى ذلك: {تعالى عما يشركون} {تعالى عما يصفون}. وتخصيص لفظ التعالى للمبالغة لا على سبيل التكلف كما يكون من البشر. وتعالى النهار وحره: ارتفع. وإذا أمرت منه قلت: تعال بالفتح، وللمرأة: تعالى، قال تعالى: {فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا}، وقال تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم}. وتعلى: علا فى مهلة، والمرأة من نفاسها ومرضها: خرجت سالمة. وأتيته من عل بضم اللام وكسرها ومن علا، ومن عال، أى من فوق.والأعلى: الأشرف. والاستعلاء يكون لطلب العلو المذموم ويكون لطلب الرفعة، قال تعالى: {وقد أفلح اليوم من استعلى} وهذا يحتمل الأمرين، وقوله: {سبح اسم ربك الأعلى} أى أعلى من أن يقاس به أو يعتبر بغيره. وقوله: {خلق الأرض والسماوات العلى} جمع تأنيث الأعلى، والمعنى هى الأشرف والأفضل بالإضافة إلى هذا العالم. وقوله. {إن كتاب الأبرار لفي عليين} قيل جمع على: مكان فى السماء السابعة يصعد إليه أرواح المؤمنين، وقيل: هو اسم أشرف الجنان كما أن سجين اسم شر مواضع النيران، وقيل: بل ذلك على الحقيقة اسم سكانها، وهذا أقرب فى العربية، إذ كان هذا الجمع يختص بالناطقين. قال: والواحد على نحو بطيخ. ومعناه: إن الأبرار لفى جملة هؤلاء فيكون ذلك كقوله: {فأولائك مع الذين أنعم الله عليهم} والعلية تصغير عالية، وصارت فى العرف اسما للغرفة، والجمع: العلالى. |
( بصيرة فى عم وعمد )
( بصيرة فى عم وعمد ) والعم: أخو الأب، والجمع: أعمام وعمومة وأعم. وجمع الجمع: أعممون. وهى عمة. والمصدر العمومة. وما كنت عما ولقد عممت. ورجل معم ومعم: كثير الأعمام. والعمامة معروف، والبيضة والمغفر. واعتم وتعمم واستعم. وهو حسن العمة أى الاعتمام. وعمم: سود. وكل ما اجتمع وكثر عميم، والجمع: /عمم، والاسم العمم. وعم عموما: شمل الجماعة. وقد عمهم بالعطاء. وهو معم: خير يعم بخيره.. عمدت للشىء أعمد عمدا: قصدت له. وفعلت ذلك عمدا على عين، وعمد عين، أى بجد ويقين، قال خفاف بن ندبة *فإن تك خيلى قد أصيب صميمها * فعمدا على عين تيممت مالكا* والعمود: عمود البيت، وجمع القلة: أعمدة، وجمع الكثرة: عمد بضمتين، وعمد بفتحتين. وقرأ أبو بكر عن عاصم، وحمزة والكسائى وخلف: {في عمد ممددة} بضمتين، والباقون (فى عمد) بفتحتين. وقول النابغة الذبيانى يذكر سليمان عليه السلام: *وخيس الجن إنى قد أذنت لهم * يبنون تدمر بالصفاح والعمد* قيل: إن العمد أساطين الرخام. وقال ابن عرفة فى قوله تعالى: {رفع السماوات بغير عمد ترونها} العمد: جمع عماد، قال: وليس فى كلام العرب فعال يجمع على فعل غير عماد وعمد، وإهاب وأهب، أى خلقها مرفوعة {بلا عمد ترونها}، وقيل: لا ترون تلك العمد وهى قدرة الله تعالى: وقيل: لا يحتاجون مع الرؤية إلى الخبر. وقوله تعالى: {إرم ذات العماد}، قال الفراء: كانوا أهل عمد ينتقلون إلى الكلأ حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم. ويقال لأهل الأخبية: أهل العماد. وقيل: ذات الطول والبناء الرفيع. والعماد: الأبنية الرفيعة، يذكر ويؤنث، قال عمرو بن كلثوم: *ونحن إذا عماد الحى خرت * على الأحفاض نمنع من يلينا* الواحدة: عمادة. وهو رفيع العماد، أى منزله معلم لزائريه. |
( بصيرة فى عمر وعمق وعمل )
( بصيرة فى عمر وعمق وعمل ) والعمل: المهنة والفعل، وقيل / : أخص منه، لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التى يقع منها بغير قصد وإلى الجمادات أيضا، والعمل قلما ينسب إليها، والجمع: أعمال. عمل - كفرح - وأعمله واستعمله، وأعمل رأيه وآلته واستعمله: عمل به. ورجل عمل وعمول: ذو عمل.العمارة: ضد الخراب. عمر أرضه يعمرها فعمرت هى. ومكان معمور وعامر، قال تعالى: {والبيت المعمور}، وهو بيت فى السماء الرابعة حيال الكعبة يطوف عليه الملائكة، وفى كل سماء بيت بحياله. والعمر والعمر اسم لمدة عمارة البدن بالحياة، فهو دون البقاء. فإذا قيل: طال عمره فمعناه عمارة بدنه بروحه. وإذا قيل: بقاؤه فليس يقتضى ذلك، لأن البقاء ضد الفناء. ولفضل البقاء على العمر وصف الله تعالى [به] وقلما وصف بالعمر. والتعمير إعطاء العمر بالفعل أو بالقول على سبيل الدعاء، قال تعالى: {ومن نعمره ننكسه في الخلق}. والعمر والعمر واحد، لكن خص القسم بالمفتوحة نحو: {لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون}. وعمرك الله أى سألت الله عمك، وخص هاهنا لفظ عمر لما قصد به قصد القسم. والاعتمار والعمرة: الزيارة التى فيها عمارة الود. وجعل فى الشريعة للقصد المخصوص. وكذلك الحج. وقوله: {إنما يعمر مساجد الله} إما من العمارة التى هى حفظ البناء، أو من العمرة التى هى الزيارة، أو من قولهم: عمرت بمكان كذا أى أقمت به. والعمارة أخص من القبيلة، وهى اسم لجماعة بهم عمارة المكان. والعمار: ما يضعه الرئيس على رأسه عمارة لرياسته وحفظا لها، ريحانا كان أو عمامة. وإن سمى الريحان من دون ذلك عمارا فاستعارة. العمق - بالضم وبضمتين -: قعر البئر ونحوها. عمق - ككرم - عماقة. وبئر عميقة، وما أبعد عماقتها، وما أعمقها، قال تعالى: {من كل فج عميق}. وعمق النظر فى الأمر. وتعمق فى كلامه: تنطع. والعمل يستعمل فى الأعمال الصالحة والسيئة، قال تعالى: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات}، وقال: {الذين يعملون السيئات}. وقوله: {والعاملين عليها} [هم] المولون عليها. والعملة والعملة والعمالة مثلثه العين: أجر العمل. |
( بصيرة فى عمه وعمى وعن )
( بصيرة فى عمه وعمى وعن ) العمه - محركة -: التردد فى الضلالة، والتحير فى منازعة أو طريق، أو ألا يعرف الحجة. عمه - كفرح ومنع - عمها وعمها وعموها وعموهة وعمهانا، وتعامه فهو عمه وعامه، والجمع: عمهون وعمه. قال تعالى: {في طغيانهم يعمهون}. عمى - كرضى - ذهب بصره كله. وكذا اعماى يعماى إعمياء، وقد يشدد الياء، فهو أعمى وعم من عمى وعماة وعميان، وهى عمياء وعمية وعمية. وعماه تعمية: صيره أعمى، ومعنى الكلام: أخفاه. والعمى أيضا: ذهاب بصر القلب. والفعل والصفة كما تقدم فى غير أفعال، وتقول: ما أعماه فى هذه دون الأولى. وتعامى: أظهره. ومن الأول قوله تعالى: {عبس وتولى * أن جآءه الأعمى}، ومن الثانى ما ورد من ذم العمى نحو قوله تعالى: {صم بكم عمي}، بل لم يعد تعالى افتقاد البصر فى جنب افتقاد البصيرة عمى حين قال: {فإنها لا تعمى الأبصار ولاكن تعمى القلوب التي في الصدور}. وقوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} فالأول اسم الفاعل، والثانى قيل: هو مثله، وقيل: هو أفعل من كذا الذى للتفضيل، لأن ذلك من فقدان البصيرة. ومنهم من حمل الأول على عمى البصيرة والثانى على عمى البصر، وإلى هذا ذهب أبو عمرو، فأمال الأول لما كان من عمى القلب، وترك الإمالة فى الثانى لما كان اسما، فالاسم أبعد من الإمالة. وقوله: {وهو عليهم عمى}، و{قوما عمين}، {ونحشره يوم القيامة أعمى}، {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا} محتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا. وعمى عليه الأمر: اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمى، قال تعالى: {فعميت عليهم الأنبآء}. وعن يرد على ثلاثة أوجه: ا- يكون حرفا جارا. ولها عشرة معان: 1- المجاوزة: سافرت عن البلد. 2- البدل: {لا تجزي نفس عن نفس شيئا}. 3- الاستعلاء: {فإنما يبخل عن نفسه}، أى عليها. 4- والتعليل: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة}. 5- ومرادفة بعد: {عما قليل ليصبحن نادمين}. 6- الظرفية. *ولا تك عن حمل الرباعة وانيا * بدليل: {ولا تنيا في ذكري}. 7- مرادفة من: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}. 8- مرادفة الباء: {وما ينطق عن الهوى}. 9- الاستعانة: رميت عن القوس، أى به، قاله ابن مالك. 10- الزائدة للتعويض عن أخرى محذوفة، كقوله: *أتجزع إن نفس أتاها حمامها * فهلا التى عن بين جنبيك تدفع* أى تدفع عن التى بين جنبيك. فحذفت (عن) من أول الموصول وزيدت بعده. ب- ويكون مصدريا وذلك فى عنعنة تميم، يقولون / : فى أعجبنى أن تفعل: عن تفعل كذا. جـ- ويكون اسما بمعنى جانب: من عن يمينى مرة وأمامى* وكقول الآخر: عن يمينى مرت الطير سنحا* |
الساعة الآن 11:16 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir