معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المنتدى العام (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=97)
-   -   الجامع لمنتقى الفوائد والسؤالات من قناة المشرف العام (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=30897)

ساجدة فاروق 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م 05:55 PM

الجامع لمنتقى الفوائد والسؤالات من قناة المشرف العام
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جامع منتقى الفوائد والسؤالات من
قناة فضيلة المشرف العام الشيخ عبد العزيز الداخل


أحييكم جميعاً، وأسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا لنشر العلم النافع، وتقريبه وتيسيره، وأن يجعل ما نتعلمه حجة لنا، وشافعا لنا، وأن يرزقنا نفعه وبركته في حياتنا الدنيا ويوم نلقاه.

وهذه القناة وسيلة من وسائل نشر العلم، وقد سرتني مبادرة عدد من أهل العلم والفضل إلى استثمارها في نشر العلم وفي الدعوة إلى الله جل وعلا.
ولأجل تنوع القنوات العلمية والدعوية وللإسهام في تكاملها، ولتنظيم ما ينشر في هذه القناة سيكون التركيز على الدورات العلمية القصيرة في بعض علوم الشريعة أو أبواب منتقاة منها، وسنبدأ - قريباً بإذن الله تعالى - بدورة في بيان فضل القرآن، فننشر كلّ يوم مبحثاً من مباحث تلك الدورة حتى نتمّها في أيام يسيرة بإذن الله تعالى؛ ثم ننتقل إلى دورة غيرها.
وسيكون الحديث في هذه الدورات مختصراً غير موسّع، وأرجو أن يكون وافياً بخلاصة ما ينبغي لطالب العلم معرفته في كل مبحث منها، وذلك لأجل مناسبته للنشر في هذه القناة.
وأنشر فيما عدا ذلك بعض الفوائد والأخبار العلمية المتفرقة، وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد.


ساجدة فاروق 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م 05:58 PM

#هدايات_قرآنية

قال الله تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}
ليس كل من يعرف معنى الأمثال يعقلها؛ فَعَقْلُ الأمثال أن يعي العبد معانيها، ويفقه مقاصدها، ويهتدي بهداياتها، والفهم مدخل لذلك.
وليس بعاقل من يعرف من أمثال القرآن عاقبة سوء فعله فيستمرّ عليه، ويعرف حسن عاقبة الأعمال الصالحة فيضيّعها؛ فقد كان الكفّار تتلى عليهم آيات الله ، ويعرفون معاني ما يتلى عليهم لكنّهم كانوا لا يعقلون، وفي الآخرة يقولون: {لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السعير}.
ربّ مثل يتفكّر فيه المرء فينتفع به خير له من كلام كثير وشرح طويل؛ لأنّ العبرة بنفاذ العلم إلى القلب حتى يعقله، ويثبت فيه فينتفع به.
وقد ضرب الله تعالى لنا في القرآن من كل مثل، وهذا دليل على كثرة أمثال القرآن وشمولها لكل ما يحتاجه الناس في دار الابتلاء والامتحان، ولكنّ أكثر الناس في غفلة عن تلك الأمثال.

ومما ينبغي أن يعلم أنّ أمثال القرآن منها أمثال صريحة وأمثال كامنة:
- فالأمثال الصريحة ما صُرّح فيها بلفظ المَثل.
- والأمثال الكامنة ما تضمّنت معنى المثل من غير تصريح بلفظه.
تأملوا قول الله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدّعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}
أوّل الآية ليس فيها لفظ المَثل ولا أداة من أدوات التشبيه ، وفي خاتمة الآية إشارة بيّنة على اعتبار أوّلها مثلاً دعينا إلى التفكّر فيه.

ساجدة فاروق 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م 06:15 PM

#الدروس_الفقهية | مقدّمات في الفقه في الدين

معنى الفقه في الدين
- الفقه في الدين يشتمل على فقه كتاب الله تعالى وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور الاعتقاد والعبادات والمعاملات والآداب وغيرها من أمور الدين.

فضل الفقه في الدين
- عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من يرد الله به خيراً يفقِّهْهُ في الدين )) متفق عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فَقُهوا )). متفق عليه.
- وعن عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خياركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً إذا فَقُهوا )) رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت وفقه في الدين)). رواه الترمذي.

حكم التفقه في الدين
- الفقه في الدين منه ما هو فرض عين: وهو ما يصح به إسلام العبد وما يتوقف عليه أداء العبادات الواجبة واجتناب ما حرم الله.
- ومنه ما هو فرض كفاية على الأمة: إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.

ترتيب أبواب الفقه
- جرت عادة أهل العلم على ترتيب مسائل فقه العبادات على ترتيب أركان الإسلام، وقدموا كتاب الطهارة على كتاب الصلاة لأن الطهارة شرط من شروط الصلاة، وألحقوا بكتاب الطهارة ما يتصل بها من مسائل تيسيراً على المتعلمين.


سأنشر لكم - تباعاً بإذن الله تعالى - مسائل الأبواب الفقهية بتحليل ملخّص موجز جامع بين طريقة الفقهاء وطريقة المحدثين، ومرتّب على الأبواب الفقهية ، ولعلنا نتم فقه العبادات هذا العام إن شاء الله تعالى.
فمن أحبّ أن يدرس هذه المسائل على كتاب أو كتابين أو ثلاثة ولا يزيد على ذلك بحيث يتم كلّ أسبوع دراسة باب واحد من أبواب الفقه؛ فأرجو أن يوافق خطة النشر بإذن الله تعالى.
وأوصي بالجمع بين الكتب التالية:
1: الفقه الميسّر، طبعة مجمع الملك فهد.
2: الشرح الممتع لابن عثيمين رحمه الله.
3: توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام للبسام رحمه الله.
وذلك لأجل أن يجمع بين طريقتي الفقهاء والمحدّثين، وهذه الطريقة مناسبة للمتوسّطين من طلاب العلم، والنجباء من المبتدئين.
ومن أشكل عليه شيء فيمكنه السؤال عنه.

أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم للفقه في الدين، وحسن طلب العلم، وتذاكره ، ونشره.

ساجدة فاروق 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م 06:37 PM

#منتقى_السؤالات | أسئلة السلوك

السؤال: ما الفرق بين إحسان الظن بالله والرجاء؟ وكيف يحسن الظن بالله من أصابته المصائب؟ هل يظن أن الله عاقبه على معاصيه وأن الله غاضب عليه؟

الجواب: الرجاء سببه إحسان الظن بالله، ولا تقوم عبادة الرجاء إلا على إحسان الظن بالله جل وعلا، والمصائب التي تصيب العبد يؤمن بأنها من عند الله فيرضى ويسلم ويرجو أن يكفر الله بها من سيئاته ، وأن يوفيه أجره على صبره بغير حساب.
والمصيبة تقع على العبد ابتلاء واختباراً ، وتقع عقوبة على بعض ما اقترفه، وهي للمؤمن خير حتى لو كانت عقوبة لأنه إذا صبر عليها أجر على صبره وكفر بهذه المصيبة من سيئاته.
وأما المنافق والكافر فهم الذين تصيبهم المصائب ولا تكون خيراً لهم ما داموا على كفرهم ونفاقهم.
وأما المؤمن ما دام صحيح الإيمان فالمصيبة خير له ما لم يجزع أو يفتن بها فيقع في معصية الله ومخالفة أمره بسبب ذلك ؛ فإن أفضت به المصيبة إلى ذلك فهي فتنة له وشر كما قال الله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.
وفي صحيح مسلم من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)).
وهذا الحديث يعمّ المؤمن المحسن والمؤمن الخطّاء؛ فما يصيبهم من الضرّاء هو خير لهم ما دام إيمانهم بالله صحيحاً؛ فإنه يكفّر بها من سيّئاتهم، ويثابون على صبرهم لله تعالى ، وإيمانهم بقضائه وقدره واتّباعهم لهداه فيما أصابهم؛ فمن قام بواجبات الإيمان فيما أصابه من البلاء كان ما أصابه خيرا له.
وظنّ المؤمن بأنّ الله يكفّر عنه بما يصيبه من السيئات هذا من حسن الظنّ بالله تعالى ورجاء فضله، ويحمله على الاجتهاد في الاستغفار وعمل الحسنات الماحية للسيئات.
وغضب الله على المؤمن الذي يرتكب بعض الكبائر ليس كغضبه على الكافر والمنافق؛ فإنّ المؤمن ما دام في قلبه إيمان فله نصيب من محبة الله ورضاه، وإنّ الله لا يعطي الإيمان إلا من يحبّ، ولو شاء الله لسلبه الإيمان ومتّعه في الدنيا قليلاً ثم يكون مآله إلى عذاب النار وبئس المصير؛ فما بقي للمؤمن إيمانه فهو على خير، ولذلك كان أكثر خوف السلف أن يسلبوا الإيمان.

ساجدة فاروق 17 محرم 1437هـ/30-10-2015م 03:54 PM

#منتقى_الفوائد | النهمة في القراءة

من خصائص طالب العلم الجادّ النهمة في القراءة؛ واستغلال ما يمكنه من الوقت والجهد في الاستزادة من العلم والاطلاع والقراءة على بصيرة بما يحتاج إلى قراءته، فيتغلّب بهذه النهمة على دواعي الدعة والكسل والفتور، ويستفتح بما يقرأ أبواباً من العلم والإيمان وحسن المعرفة؛ حتى يبلغ الحال ببعض العلماء أن يذهلوا عن شيء من جوعهم وعطشهم وخواصّ شؤونهم لاشتغالهم بالقراءة والتعلم، ويحصل لأرواحهم من التغذّي بالغذاء النافع الذي يستأثر بمجامع القلب وعلائق النفس ما يذهلون به عن دواعي احتياج الجسد أحيانا من النوم والطعام والشراب، وهذا أمر مجرّب معروف، بل ربما لم يدع بعضهم القراءة وهو في حال المرض، كما ذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه كان يقرأ وهو مريض؛ بل قد نهاه الطبيب مرّة عن القراءة فلم تطاوعه نفسه بترك القراءة.
حدّث عنه تلميذه ابن القيم رحمه الله أنه قال: (ابتدأني مرضٌ فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض.
فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك؛ أليست النفس إذا فرحت وسُرَّت قويت الطبيعةُ؛ فدفعتِ المرضَ؟
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تُسرّ بالعلم؛ فتقوى به الطبيعة فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا أو كما قال).
وابن تيمية – رحمه الله - كان من أوسع العلماء اطلاعاً على الكتب والعلوم وأجودهم فهماً وتحريراً للمسائل، وهو من القلّة الذين بلغت مؤلفاتهم ألفَ كتاب.
وقد اشتغل في أوّل حياته بنسخ الأجزاء الحديثية، حتى قال الذهبي وهو محدّث معاصر لابن تيمية: (كلّ حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث).
وهذا لا يتأتّى لأحد حتى يكون كثير القراءة شغوفاً بها لا يلتفت لما يشغله عنها.
وهو اعتراف من الذهبيّ لابن تيمية بالاطلاع الواسع على دواوين السنّة من الصحاح والمسانيد والسنن والمصنفات والأجزاء الحديثية، والذهبيّ رجلٌ من أهل الحديث واسع المعرفة بمتون الحديث ورجاله؛ فشهادته لابن تيميّة رحمه الله شهادة من رجل بصير عارف.

وهذه الكلمة "كل حديث لا يعرفه فلان فليس بحديث" من الكلمات المأثورة عن بعض الأئمة لكنّهم كانوا لا يقولونها إلا لأفذاذ من العلماء عُرفوا بالبصيرة في الأحاديث وسعة المعرفة في المرويّات وأحوال الرجال.
كما روى ابن عدي والخطيب البغدادي عن محمد بن مسلم ابن وارة أنه قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: (كل حديث لا يعرفه أبو زرعة ليس له أصل).
وروى الخطيب البغدادي أيضاً عن محمد بن رافع النيسابوري أنه قال:سمعت أحمد بن حنبل يقول: (كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث).
وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي إسحاق الطالقاني أنه قال: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: (كل حديث لا يعرفه ابن المبارك، فنحن منه براء).
وهذا الاطلاع الواسع لم يكن ليتأتّى لهم لولا توفيق الله عزّ وجل وفضله عليهم ثمّ النَّهْمة في القراءة التي تحملهم على مغالبة القواطع والشواغل والمثبّطات.

قال ابن القيّم: (وأعرف من أصابه مرض من صداع وحمى وكان الكتاب عند رأسه فإذا وجد إفاقةً قرأ فيه؛ فإذا غُلِبَ وَضَعَه).
والظنّ أنّه يعني نفسه، وقد كان رحمه الله كثير القراءة واسع الاطلاع.
بل ربّما تمرّ ببعض العلماء أحوال عارضة يظنّ الظانّ بمن تمرّ به تلك الأحوال أنه من أبعد الناس عن القراءة؛ فإذا هو يحتال حتى يجد فرصة للقراءة.
وللعلماء في هذا الباب قصص وأخبار عجيبة تنبيك عن شدّة حرصهم على القراءة لما عرفوا من فضلها ووجدوا من نفعها.
وإذا اجتمع لطالب العلم النهمة في القراءة، والبصيرة بما يحتاج إلى قراءته نبغ نبوغاً حسناً في مدة وجيزة، والله المستعان.
https://telegram.me/aibndakhil

ساجدة فاروق 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م 07:20 PM


سلسلة #رسالة_التفسير (1) | تفسير الوصية الأولى [أوّل وصيّة إلهية استهلت بها الحياة الدنيا]
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...986#post207986
سلسلة #رسالة_التفسير (2) | رسالة في تفسير قول الله تعالى: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً}
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...267#post226267

ساجدة فاروق 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م 07:35 PM

#منتقى_السؤالات | أسئلة علوم القرآن

السؤال:
ما هو أقل كم للتلاوة اليومية كي أنتفع بالقرآن وأنال بركته؟ حاولت أن أقتدي بفعل الصحابة في تحزيب القرآن فلم أقدر.
الجواب: روي عن الصحابة في تلاوة القرآن وتحزيبه روايات تدلّ على تنوّع أحوالهم في التلاوة؛ فمنهم من كان يختم في ثلاث كعبد الله بن مسعود.
- ومنهم من روي عنه قراءته في سبع كعائشة وتميم الداري.
- ومنهم من روي عنه أنه كان يختمه في ثمان ليال كأبيّ بن كعب.
وعن عبد الله بن عمرو : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ القرآن في شهر قلت: إني أجد قوة، قال: فاقرأه في عشرين ليلة. قلت: إني أجد قوة، قال: اقرأه في خمس عشرة ليلة. فقلت: إني أجد قوة. قال: فاقرأه في عشر. قلت: إني أجد قوة، قال: فاقرأه في سبع و لا تزد على ذلك). رواه أبو داوود ، وأصله في صحيح البخاري مختصراً.
وفي سنن أبي داوود وصحيح ابن خزيمة وابن حبان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بألف آية كتب من المقنطِرين)). صححه الألباني.
وقيل لزيد بن ثابت : «كيف ترى في قراءة القرآن في سبع ؟ فقال : ذلك حسن ، ولأن أقرأه في نصف شهر أو عشرين يوما أحب إلي ، وسلني مم ذلك ؟ قال : فإني أسألك ، قال زيد : لكي أتدبره وأقف عليه » وفي رواية : « لأن أقرأ القرآن في كل شهر أحب إلي من أن أقرأه في خمس عشرة ، وخمس عشرة أحب إلي من عشر ، وعشر أحب إلي من سبع ، وسبع أحب إلي من ثلاث ، فأقف عند ما ينبغي لي أن أقف عنده ، فأدعوا وأتعوذ وأسأل »
وقد قال الله تعالى: {فاقرؤوا ما تيسّر من القرآن} ؛ فليقرأ كلّ ما تيسّر له، وليحسن القراءة فالقراءة الحسنة اليسيرة خير من قراءة كثيرة لا يحسنها صاحبها ولا يتدبّر فيها ولا يسأل ولا يتعوّذ.
http://ask.fm/aibndakhil/answer/104340066118

ساجدة فاروق 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م 07:54 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#الكشاف_الفقهي | كتاب الطهارة | الباب الأول: مقدمات في أحكام الطهارة

http://jamharah.net/showthread.php?p=103448#post103448

سأنشر - بإذن الله تعالى- مساء كلّ جمعة مسائل باب فقهي؛ فمن أحبّ أن يدرس كل أسبوع باباً فقهياً فهذا قدر حسن، والله الموفّق والمستعان.

فائدة: الفرق بين الطُّهور والطَّهور:
- الطُّهور بضمّ الطاء: التطهر من الحدث والخبث.
- والطَّهور بفتح الطاء هو ما يُتَطهَّر به من الماء وغيره، قال الله تعالى: {وأنزلنا من السماء ماء طَهوراً}.

فائدة أخرى: الفرق بين الوَسَخ والنجاسة:
مما ينبغي أن يُعلم أنه ليس كلّ وَسَخ نجاسة؛ فما يكون على الثوب من أثر الغبار والعرق وتغير لونه بذلك أو ببعض الأصباغ الطاهرة لا يجعله ثوباً نجساً؛ بل هو طاهرٌ وإن لم يكن نظيفاً.

#منتقى_الفوائد | الفوائد اللغوية

هذه فائدة لغوية بمناسبة الحديث عن الفرق بين الوسَخ والنجاسة:
الوسخ له أسماء في اللغة منها: الدَّرَن، والصَّخى، والدَّنَس، والوَضَر، والتَّفَن، والوَكَب، والنَّدْل، والثَّلَب، والكَلَع.
- وأما القَذَر فإنه يطلق على الوسَخ وعلى النجَس لأنهما يستقذران.

ولبعض الأعضاء والأعيان أسماء وسخٍ تختص بها:
- فالقَلَح: وسخ الأسنان خاصّة، ويسمّى الطَّلَم.
- والطِلس: الثوب الوسِخ.
- والتُّفُّ: وسخ الظفر.
- والأفُّ: وسخ الأذن، والصملوخ وسخ الصماخ.
- والصيئة: وسخ الرأس.
- والطبَع: وسخ السيف.
- والوثَل: وسخ الأديم.
- والجشر: وسخ الوطب من اللبن.
- والعَرَمُ: وسخ الْقدر.
وهذا من دلائل سعة اللغة العربية، وثراء مفرداتها.

ساجدة فاروق 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م 12:15 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

#منتقى_الفوائد | وصايا الحكماء

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لا تكونوا عُجُلا مَذاييع بُذُرا). رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «قولوا خيرا تعرفوا به , واعملوا به تكونوا من أهله , ولا تكونوا عُجُلا مَذاييعَ بُذُرا» رواه ابن أبي شيبة

عُجُل: جمع عَجول.
مذاييع: فسّرها أبو عبيد القاسم بن سلام بقوله: (وأما المذاييع فإن واحدهم مذياع، وهو الذي إذا سمع عن أحد بفاحشة أو رآها منه أفشاها عليه وأذاعها).
مراده بالفاحشة هنا ما يستشنع.
والبُذُر: جمع بَذير، قال أبو منصور الأزهري: (البذير من الناس الذي لا يستطيع أن يمسك سر نفسه).
وقال ابن فارس: (البُذُر القوم لا يكتمون حديثا ولا يحفظون ألسنتهم).
وقد ورد في أثر آخر عن علي ما يفيد كثرة المذاييع البذر في آخر الزمان، لكن في إسناده انقطاع.

وعلى كلّ ينبغي للمؤمن أن لا يكون عجولاً في نشر الأخبار، وخاصة ما يستشنع منها، أو فيه عيب لأحد، أو تنقّص، وكم من أمر تعجّل المرء في نشره ثمّ تبيّن له أنه على خلاف ما ظنّ.
قال الصفدي في لاميته المشتهرة:
واستشعر الحلم فى كل الأمور ولا = تســرع ببــادرة يوما إلى رجـل
وإن بليت بشخص لا خلاق له = فكن كأنك لم تسمع ولم يقل


ساجدة فاروق 20 محرم 1437هـ/2-11-2015م 06:21 PM

#منتقى_السؤالات | أسئلة علوم القرآن

السؤال: من هو صاحب القرآن؟
الجواب: صاحب القرآن هو المؤمن به المتبع لما تضمنه من الهدى الذي يتعاهد تلاوته بالليل والنهار حفظاً أو نظراً من المصحف.
وهذه الصفات يتفاضل المسلمون فيها تفاضلاً كبيراً، فأكثرهم إيماناً واتباعاً وتلاوة أكثرهم صحبة للقرآن وأعظمهم حظاً بالفضائل المترتبة على ذلك.
ولا يشترط في صاحب القرآن أن يكون حافظاً له ، بل يصدق هذا الوصف على من يقرؤه نظراً بالشروط المذكورة آنفاً والتي دلت عليها النصوص، ودلت على أن من اتصف بأضدادها لم يكن من أهل القرآن.
فالذي لا يؤمن بالقرآن ليس من أصحابه، والذي يهجره هجر عمل أو هجر تلاوة ليس من أصحابه أيضاً.
ومما يدل على عدم اشتراط حفظ القرآن عن ظهر قلب قول النبي صلى الله عليه وسلم : (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة) رواه مسلم.
فجعلهم بالقراءة المعتبرة شرعاً أصحاباً للقرآن، والقراءة قد تكون من المحفوظ، وقد تكون من المكتوب، فبقراءة القرآن قراءة صحيحة تحصل الصحبة، فمستقل ومستكثر.
والمراد بالقراءة الصحيحة هنا هي القراءة الصحيحة في حكم الشرع وليس المراد صحّة الأداء عند أهل الاصطلاح، فالقراءة الصحيحة المعتبرة شرعاً هي ما توفر فيها شرطا الإخلاص والمتابعة على قدر الاستطاعة؛ فيدخل في ذلك من يقرؤه ويتتعتع فيه وهو عليه شاقّ؛ ويدخل فيه من يقرؤه ويخطئ في قراءته عن غير عمد، فإنّه ينال حظه من صحبة القرآن بصدقه وصلاح نيّته وتعاهده تلاوة القرآن مع الإيمان به واتّباع ما يعرفه من هداه.
وليس شيء أضرّ على المسلم من مخالفته لما يعرف من هدى القرآن.
اللهمّ وفقنا للإيمان بك واتّباع هداك.


ساجدة فاروق 20 محرم 1437هـ/2-11-2015م 06:36 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | الفوائد القرآنية | الفوائد الحديثية


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشافع النافع، عصمة لمن يتمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف منه عشر حسنات، أما إني لا أقول ألف ولام، ولكن ألف عشرا، ولام عشرا».
وهذا الحديث اشتهر من رواية أبي إسحاق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً، رواه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن ابي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل والحاكم والبيهقي في الصغرى وغيرهم مرفوعاً، وإبراهيم الهجري متكلّم فيه؛ ومن أشدّ ما أخذ عليه رفعه للموقوفات.
وقد روي هذا الحديث موقوفاً على ابن مسعود، وهو الصحيح، أخرجه البيهقي في السنن الصغرى مقروناً برواية الرفع، ورواه ابن الضريس موقوفاً بلفظ مقارب.
وقد تتبّع شيخنا الشيخ سعد الحميّد طرق هذا الحديث المرفوعة والموقوفة في تحقيقه لكتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور ثم قال: (وبالجملة فالحديث صحيح لغيره موقوفًا على ابن مسعود).

وقوله : (مأدبة الله) اختلف في ضبطه ومعناه على قولين:
أحدهما: (مأدَبة) أي مَفْعَلة من الأدَب، أي أنّه يؤدّب من يقرؤه ويفقهه ؛ فيحمله على محاسن الأقوال والأعمال، وما تحسن به حاله وعاقبته، ويعظه عن المساوئ فيجتنبها، ولكثرة ما يؤدّب القرآنُ قرَّاءه سمّاه (مأدَبة) على المبالغة، أي كثير الأدب حسن التعليم.
والقول الآخر: (مأدُبة) بضمّ الدال، وهي في الأصل الصنيعة من الطعام يدعى لها الناس، فسمّى القرآن مأدُبة لما فيه من الخير الكثير الذي ينتفع به الناس، وهو أصل غذاء الأرواح، وفيه شفاء لما في الصدور، وزكاة للنفوس، وطمأنينة للقلوب، فلا يحرم خير هذا القرآن إلا مريض القلب جداً أو ميّته.

والقولان صحيحان في نفسيهما، لكن سياق الحديث يرجّح المعنى الأوّل فإن قال: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم » ، وهذا ظاهر في أنّه أراد معنى الأدَب والتعليم، وهو ما رجّحه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث.


ساجدة فاروق 21 محرم 1437هـ/3-11-2015م 04:22 PM

#منتقى_السؤالات | أسئلة السلوك

السؤال: كيف يحقق المرء التقوی ويكون من المتقين ؟
الجواب: صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وعن جماعة من السلف تفسير قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته} أن حقّ تقاته أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.
ولمّا نزلت هذه الآية اشتدّت على الصحابة فأنزل الله بعدها {فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم}
فتبيّن بهذا أن التقوى واجبة على قدر الاستطاعة، وأن العبد إذا لم يستطع أن يتّقي الله حقّ تقاته فليتّق الله ما استطاع وأن يسمع ويطيع وينفق في سبيل الله فإن العبد إذا قصّر في العبادات الواجبة نُظر في تطوّعه فجبر به تقصيره.
فمن اتّقى الله حسب استطاعته وأدى هذه الأمور الثلاثة ( السمع والطاعة والإنفاق في سبيل الله) رُجي له أن يكتبه الله من المتقين.
والأمر بالسمع يتضمّن التصديق والقبول بكلّ ما أخبر الله به، والرضى بما قدّر الله.
والأمر بالطاعة يتضمّن امتثال الأمر واجتناب النهي.
والإنفاق في سبيل الله يطفئ غضب الربّ ويكفّر السيئة ويجبر النقص، وهو سبب مبارك للتوفيق للطاعات والنجاة من الكربات.
والأسباب التي تؤدي بالعبد إلى مخالفة التقوى مرجعها إلى شحّ النفس، ولذلك قال الله تعالى في ختام هذه الآية: {ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون}.
فشحّ النفس يحمل العبد على اتّباع الشهوات وعلى الامتناع عن أداء الحقوق الواجبة أو تسويفها والمماطلة فيها، ويحمله على العجب، ويمنعه من قبول الحق ممن لا يحبّه؛ فالشحّ أصل لآفات كثيرة.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياكم والشح، فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وبالبخل فبخلوا، وبالفجور ففجروا» رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داوود وأصله في الصحيحين.
وروى الفاكهي عن سعيد بن جبير، عن أبي الهيَّاج قال: رأيت شيخا يطوف بالبيت وهو يقول: (رب قني شح نفسي، رب قني شح نفسي)، لا يزيد عليه، فسألت عنه، فقيل: عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فأتيته فذكرت ذلك له، فقال: " إني إذا وقيتُ شحَّ نفسي وقيتُ السرقة والخيانة، وغير ذلك "
ومن شحّ النفس أن تستأثر بفضول الأوقات لمذاتها وشهواتها ولو كانت مباحة في الأصل وتدع ما فيه شرفها وكمالها وما يقرّبها إلى الله تعالى من فضائل الأعمال التي يحبّها الله.
اللهمّ قنا شحّ أنفسنا.

ساجدة فاروق 22 محرم 1437هـ/4-11-2015م 03:25 PM

قناة عبد العزيز الداخل
#منتقى_الفوائد | الاستخارة والرضا

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن كما ثبت في الصحيح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهذا التعليم له فوائد فإن العبد لا يعلم عواقب الأمور، وقد يدخل في أمر يظنّه خيراً فيأتيه منه عناء وبلاء، ولذلك كان من سعادة ابن آدم استخارته لله ورضاه بما قسم الله؛ فالاستخارة تكون قبل القضاء، والرضا يكون بعده.
والرضا بعد القضاء له سببان:
السبب الأول: اليقين بأن الله مستحق للرضا في جميع الأحوال، وهذا رضا المحبة.
والسبب الثاني: الرضا لعلم العبد بأن ما أصابه من قضاء الله هو خير له، وهذا رضا حسن الظن بالله والتصديق بوعده.
ومن ثواب الرضا عن الله أن يرضي الله عبده، والله عليم بما يرضي عبده.

#منتقى_السؤالات | أسئلة السلوك

السؤال:
هل تصح الاستخارة بالدعاء فقط دون الصلاة؟
الجواب: نعم تصح الاستخارة دعاء دون صلاة، وقد جاء الأمر بالاستخارة مطلقاً دون ذكر الصلاة في بعض الرويات كما في صحيح ابن حبان من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أراد احدكم أمرا فليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك..)، وروى نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وروي ذلك عن ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وعبيد بن عمير كلهم من غير ذكر الصلاة وفي بعض الطرق عنهم ضعف، وقد حسن بعض أهل العلم حديث أبي سعيد وحديث أبي هريرة.
وإن كان الأكمل ما ورد في صحيح البخاري وغيره من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن يقول ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرا لي في عاجل أمري وآجله - قال أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) .
فإن كان العبد في سعة من أمره فليصلّ فهو أكمل وأفضل، وإن كان في عجلة من أمره أو كانت المرأة في حال عذر فلتدع بالدعاء دون صلاة، ومن سعادة المرء استخارته ربّه ورضاه بما يقضي له.
والعبد إذا استخار ربّه فليرض بما يقضيه؛ فإن وجد في نفسه ارتياحاً وانشراحاً للأمر المتعلق بالاستخارة فليقدم؛ فإن كان خيراً له قدّره الله له، وإن كان فيه غير ذلك أو أراد الله له ما هو خير له منه فليرض بما يقدّره الله، فالعبرة بالعاقبة؛ لأن العبد قد يكون حريصا على أمر ويستخير فيه ثم يتعسّر هذا الأمر ولا يتم فيستدلّ بعاقبة الأمر على الخيرة استدلالَ مَن يرجو ربّه ويحسن الظن به.


ساجدة فاروق 22 محرم 1437هـ/4-11-2015م 03:35 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | فقه الحديث


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان؛ فأبسَّ به كما يُبسُّ الرجل بدابته؛ فإذا سكن له زنقه أو ألجمه)
قال أبو هريرة: فأنتم ترون ذلك؛ أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله، وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله. رواه الإمام أحمد.

الإبساس بالدابة: هو تسكينها بلطف حتى تُحلب أو تقاد، ومن الإبساس أن يُمسح ضرع الناقة حتى تدر، والناقة البَسوس: هي التي لا تدرّ إلا بالإبساس.
قوله: (زنَقه) أي وضع الزِّناق عليه، وهو حلقة توضع تحت حنك الدابة، ثم يجعل فيها حبل يشد برأسها يمنع به جماحها، وكل حبل يشدّ به الحنك فهو زناق.
وقوله: (ألجمه) أي وضع اللجام عليه، وهي حديدة توضع في فم الحصان ويتصل بها سيور يشدّ بها.
والمقصود أن هذا الحديث مما يبيّن حرص الشيطان على احتناك بني آدم، وهو احتناك حقيقي لكنّه في عالم الأرواح لا في عالم الأجسام، وإذا احتنكت الروح فالجسد تبع لها.


ساجدة فاروق 23 محرم 1437هـ/5-11-2015م 03:36 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة التأصيل العلمي ومناهج الطلب


السؤال: ما نصيحتكم لطالب العلم في اقتناء الكتب وترتيبها؟
الجواب: أوصي طالب العلم أن يعتني في كل علم بمراجعه المهمة وأمهات كتبه ، وليتعود المداومة على قراءتها، وليحرص على كتب المتقدمين، وينتقِ من كتب المعاصرين ما فيه مزية حسنة من جمع أو تقريب أو تحرير.
وأما ترتيب الكتب في المكتبة فالأفضل تصنيفها على العلوم ثم ترتيب الكتب في كل علم على التسلسل التاريخي لمؤلفيها؛ ليكون من إلقائك نظرة على عمود من أعمدة مكتبتك مراجعة لمراحل التأليف في ذلك العلم، وكثرة ارتياد المكتبة والاطلاع على الكتب بهذا الترتيب يعين على رسوخ هذه المعلومات في ذهن طالب العلم.
- وإذا اشتريت كتاباً فاحرص على قراءة مقدمته وتصفح مباحثه قبل أن تودعه مكتبتك؛ لأنك قد لا تقرأه مرة أخرى إلا حين تحتاج إلى قراءته، وقد لا تدرك الحاجة إلى قراءته وأنت لم تعرف مباحثه.
- واحرص على ألا يمضي عليك يوم بلا قراءة ، ولو أن تقرأ بضع صفحات، واجعل لنفسك في أحوال يومك ما يناسبها، فقراءة التعلم لها وقت التهيؤ وحسن الاستعداد الذهني، وقراءة الاسترواح لها ما يناسبها من الأوقات.
- والاستكثار من الكتب ليس مطلباً إذا لم يصاحبه كثرة قراءة ودراسة، فإذا وجد طالب العلم أنه لا يقرأ كثيراً فليقصر مكتبته على الكتب المهمة التي لا يحسن به جهلها.
- وليقتن الطالب في كل مرحلة ما يناسب تحصيله العلمي فتنمو مكتبته بنمو تحصيله العلمي، ويكون لديه بذلك توازن محمود

ساجدة فاروق 23 محرم 1437هـ/5-11-2015م 03:53 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | الفوائد السلوكية

أفضل الهجرة
- في مسند الإمام أحمد والتاريخ الكبير للبخاري وشعب الإيمان للبيهقي أن عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تُقُبِّلَتِ التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب؛ فإذا طلعت طُبع على كلّ قلبٍ بما فيه وكُفِيَ الناسُ العمَلَ)).
- وفي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث عمرو بن عَبَسة السلمي رضي الله عنه وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي الهجرةِ أفضل؟).
قال: (( أن تهجر ما كره ربك ))
.
- ورواه أبو داوود والنسائي من حديث عبد الله بن عمرو وعبد الله بن حبشي مع إبهام السائل، ولفظه: قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: (( أن تهجر ما حرَّم الله)).

الهجرة هجرتان:
- هجرة حسيّة بالانتقال من بلد إلى بلد، وهذه تبحث في كتب الاعتقاد.
- وهجرة معنوية وهي التي يتحدث عنها علماء السلوك والتزكية ويقسّمونها إلى هجرتين:
1: هجرة إلى الله تعالى بالإخلاص ويفيضون في الحديث فيها عن مسائل الإخلاص وتطهير القصد مما ينقض الإخلاص أو ينقصه من الشرك الأكبر والأصغر وإرادة الدنيا بعمل الآخرة وسائر حظوظ النفس المحرمة وحيل الشيطان في صرف العبد عن تحقيق الإخلاص.
2: وهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحقيق المتابعة، ويفيضون في الحديث فيها عن اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات والمعاملات ومعرفة تفاصيل ذلك وعلاماته ومراتبه.
وغاية ما يبلغه العبد من درجات الإحسان إنما يحصل له بتحقيق هاتين الهجرتين، ومن أحسن ما أُلِّفَ في هذا الباب كتاب ابن القيم رحمه الله الموسوم بـ"طريق الهجرتين وباب السعادتين".
يقصد بالهجرتين: الهجرة إلى الله تعالى، والهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقصد بالسعادتين: سعادة الدنيا والآخرة.


ساجدة فاروق 25 محرم 1437هـ/7-11-2015م 03:20 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | الفوائد السلوكية

قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فيه أمر بالوعظ والتذكير، وتنبيه على أهميته وحاجة الأمة إليه، وفيه أيضاً تنبيه على أنّ الوعظ منه حسن ومنه غير حسن، والمأمور به هو الوعظ الحسن، وهو الذي يتّبع فيه الواعظ هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيكون وعظه قائما على العلم ورعاية المصلحة الشرعية لمن يعظه.
وأمّا الوعظ القائم على الجهل ونشر الأقوال الباطلة والأخبار الواهية والقصص الخرافية؛ فهو وعظ غير حسن، وإن كان له تأثير على بعض النفوس.
وكذلك الوعظ الذي لا تراعى فيه مصلحة الموعوظ؛ فإنّه قد يُسئ إليه الواعظ من حيث يحتسب النفع؛ فموعظة الخائف الوجل الذي يشفق على نفسه من شدة الخوف وربما اشتكى أذى شديدا من الوسوسة التي تدعوه إلى اليأس من رحمة الله لا يصلح أن تكون كموعظة الذي يعرف منه التهتّك والمجاهرة بالمعاصي، ويظهر منه الفرح بها، والتفاخر بما أصاب منها.
وينبغي للواعظ أن يفقه المقصد الأعظم من الوعظ وهو تعظيم الله وحمده وتمجيده وتنزيهه عما لا يليق به؛ ودعوة الناس لتوحيده وعبادته محبّة وتعظيماً وخوفاً ورجاء على طريق السداد والمقاربة.
وكل موعظة لا تراعى فيها هذه المقاصد قد تجر مفاسد على الواعظ ومن يعظه.
فمن الوعّاظ من يتشدد في الترهيب والتحذير أو يتوسّع في الترغيب والانبساط؛ فيذكر في حديثه من الأقوال الباطلة والآثار الواهية أو التي تفهم على غير وجهها ما يلقي به إلى أذهان المتلقين معاني لا تليق بالله جل وعلا؛ حتى يكون أحقّ بالوعظ ممن يعظهم.


ساجدة فاروق 25 محرم 1437هـ/7-11-2015م 03:28 PM

قناة عبد العزيز الداخل
#منتقى_السؤالات

السؤال: من هم الشهداء؟
الجواب: الشهيد هو الذي يقتل في سبيل الله عز وجل، ويكون قتاله لتكون كلمة الله هي العليا؛ فهذه هي الشهادة الخاصة، وهي المرادة عند الإطلاق.
وورد في أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما أن منزلة الشهادة تعطى لأصناف من المؤمنين:
- ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الشهداء خمسة: المطعون والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله)).
- وفيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قتل دون ماله فهو شهيد )).
- وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((ما تعدون الشهداء فيكم؟)).
قالوا : يا رسول الله ، من قتل في سبيل الله فهو شهيد .
قال : ((إن شهداء أمتي إذاً لقليل)) !
قالوا: فمن هم يا رسول الله ؟
قال : (( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات في البطن فهو شهيد ، والغريق شهيد )).
- وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود والترمذي والنسائي من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد )).
- وفي موطأ الإمام مالك من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غُلب عليه فصاح به؛ فلم يجبه!
فاسترجع رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال: (( غُلبنا عليك يا أبا الربيع )).
فصاح النسوة وبكين؛ فجعل جابر يسكتهن؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دَعْهنَّ ؛فإذا وجب فلا تبكين باكية)).
قالوا: يا رسول الله وما الوجوب؟
قال: ((إذا مات)).
فقالت ابنته: (والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً؛ فإنك كنت قد قضيت جهازك).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قد أوقع أجره علي قدر نيته، وما تعدّون الشهادة؟)).
قالوا: (القتل في سبيل الله).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد)).
والحديث رواه أيضاً أحمد وأبو داوود والنسائي وغيرهم بألفاظ مقاربة.
- وفي صحيح مسلم من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)).


ساجدة فاروق 25 محرم 1437هـ/7-11-2015م 05:59 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الوصايا

وصايا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بالقرآن

هذه الوصايا ذكرها ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره:
- قال ابن مسعود: (كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض). رواه الطبراني.
- وقال: (من أراد العلم فليثوّر من القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين).
- وقال: (إن هذا القرآن ليس فيه حرف إلا له حد، ولكل حد مطلع).
- وقال: (أعربوا هذا القرآن فإنه عربي، وسيجيء قوم يثقفونه وليسوا بخياركم).
- وقال: (أديموا النظر في المصحف، وإذا اختلفتم في ياء أو تاء فاجعلوها ياء، ذكروا القرآن فإنه مذكر).
- وقال: (أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة، وليصلين قوم لا خلاق لهم، ولينزعن القرآن من بين أظهركم.
قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟
قال: (يسرى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء) ، وفي رواية: (لا يبقى في مصحف منه شيء، ويصبح الناس فقراء كالبهائم). ثم قرأ عبد الله: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا} ). رواه عبد الرزاق.
- وقال: (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز). رواه الطبراني.
- عن أبي وائل قال: كان عبد الله بن مسعود يقل الصوم، فيقال له في ذلك، فيقول: (إني إذا صمت ضعفت عن القراءة والصلاة، والقراءة والصلاة أحب إلي).


ساجدة فاروق 27 محرم 1437هـ/9-11-2015م 11:52 AM


قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة العقيدة


السؤال: ما حكم الرد على أهل الأهواء والبدع على مواقع التواصل اﻻ‌جتماعي؟ وأنتم تعلمون أن ذلك يصاحبه إضاعة للوقت وقسوة وضيق في القلب، ولكن إذا سكتنا اغتر بعض الأغمار بشبههم وانجروا لما يقولون؛ فما رأيكم؟
الجواب: الرد على أهل البدع تتعلق به أحكام وله أحوال:
فمن أهل البدع من يظهر من حاله أنه يريد الحق لكنه ضلَّ طريقه ؛ فمن كان من هؤلاء فينصح برفق، ويبيّن له الحق، فإن احتيج إلى مناظرته فيناظره من كان ذا علم وفقه في المناظرة، وليقصد النصح للمبتدع وللناس ؛ وليكن في رده من الحكمة والموعظة الحسنة ما يتقرب به إلى الله جل وعلا، ويرغّب به في قبول الحق.
وأما من لم يكن لديه من العلم ما يؤهله لذلك فلينج بنفسه وليعرض عن هذه الصفحات وما ينشر فيها من البدع، وليقبل على طلب العلم حتى يتأهل تأهيلا حسناً يمكنه من معرفة مسائل الدين بأدلتها وأصول الرد على المخالفين وأحوالها وأحكامها.
وأما من ابتلي بقريب أو صديق يدعو لبدعة فلينصحه نصحاً عاماً وليجتنب مجادلته، فإن أمكنه أن يصله ببعض أهل العلم ليبيّنوا له فليفعل ذلك، وإن لم يمكنه فلينج بنفسه، وليبقَ على النصيحة العامة بتقوى الله واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتحذير من الاغترار بما أحدثه أهل البدع.
وأما إن كان صاحب البدعة معروفا بالاجتهاد في نشر بدعته والعناد والمكابرة والتلبيس على الناس ومعاودة الكذب والتدليس بعدما يُنصح ويُبيّن له ؛ فهذا يحذَّر منه تحذير عامّ لئلا يغتر به الناس، وينبغي أن يتصدى للردّ عليه أهل العلم والفقه؛ فإن لم يمكن فليسع طالب العلم إلى بيان حاله لأهل العلم وليصدر عن نصحهم وتوجيههم.
وأما المبتدئون في طلب العلم وبعض المتوسطين فيجب عليهم تجنّب مجادلة هؤلاء والاستماع إليهم ، فإنه مشغلة لهم وربما قذف في قلوبهم من دقائق الشُّبَه ما يعسر عليهم التخلص منه، ويصدهم الاشتغال به عن طلب العلم وعن كثير من الفضائل والبركات التي ينالها من يطلب العلم بصدق وإخلاص، وليقبلوا على استكمال طلب العلم حتى يحصل لهم من العلم المؤصّل ما يستعينون به على معرفة باطل أولئك ومنهج أهل السنة في الرد عليهم ومعاملتهم.

ساجدة فاروق 27 محرم 1437هـ/9-11-2015م 11:54 AM

قناة عبد العزيز الداخل
#منتقى_السؤالات | أسئلة أصول التفسير

السؤال : ما المراد بالكليات التفسيرية؟
الجواب: المراد بالكليات التفسيرية أن يفسر اللفظ بمعنى واحد في جميع مواضع وروده في القرآن الكريم ، فبعض الألفاظ تحتمل في اللغة أكثر من معنى، ولكن دلَّ استقراء معاني ورود هذا اللفظ في القرآن أنه لا يراد به إلا معنى واحد ، ولذلك أمثلة:
منها قول ابن عباس: (كل سلطان في القرآن فهو حجة) رواه ابن عيينة في تفسيره كما ذكر الحافظ في الفتح وصححه، ورواه عبد الرزاق وابن أبي حاتم من طريق ابن عيينة.
وقول ابن عباس أيضاً: (كل تسبيح في القرآن فهو صلاة) رواه الفريابي، ورواه عبد الرزاق عن قتادة.
وقول ابن عباس أيضاً: (كل ما ذكر الله في القرآن ذكر السياحة هم الصائمون) رواه ابن جرير.
وقول ابن عيينة رحمه الله: (ما سمى الله مطراً في القرآن إلا عذاباً) رواه البخاري.
وقول الضحاك بن مزاحم: (كل كأس في القرآن فهو خمر) رواه ابن جرير وابن أبي حاتم
وقول أبي العالية الرياحي: (الأليم الموجع في القرآن كله) رواه ابن أبي حاتم.
وقول قتادة: (كل قنوت في القرآن طاعة) رواه عبد الرزاق.
ومن المفسرين من يسميها عادات القرآن، وفائدة جمعها ومعرفتها أنها تفيد الطالب في ضبط معاني تلك الألفاظ وما يراد بها في القرآن الكريم، فلا يحتاج إلى تكلف البحث عن تفسير هذا اللفظ في كل موضع ورد في القرآن ليعرف معناه.
وهذا من حيث الأصل إلا أنه ينبغي أن يتفطن إلى أن بعض الكليات المذكورة في بعض كتب التفسير هي أقوال منسوبة إلى قائليها فقد تصح عنهم وقد لا تصح، وما صح منها فهو قول لصاحبه قد يكون صواباً وقد يكون في بعضه خطأ ، ولكل ذلك أمثلة تدرس في موضعها عند دراسة أصول التفسير.

ساجدة فاروق 27 محرم 1437هـ/9-11-2015م 11:56 AM

قناة عبد العزيز الداخل
#منتقى_السؤالات | أسئلة العقيدة


السؤال: يكثر في المنتديات تناقل صور لخاتمة سيئة لبعض الأشخاص حيث يصور في وضع سيئ وهو يموت ويقال مات ميتة سيئة ، ووصلني في البريد صورة لشاب مات في حادث وهو يردد أغنية لمغني بالفيديو و لم أفتح هذه الرسالة؛ فهل يجوز تناقل مثل هذه الصور للعبرة ونشرها في المنتديات للدعوة أرجو النصيحة وفقكم الله؟
الجواب: إن كانت هذه الصور لمن عرف إسلامهم ولو كانوا يقعون في بعض الكبائر ولم يعرف عنهم محادة لله ورسوله ولا محاربة لشعائر الدين فلا يحل نقل صورهم وأخبارهم على التفصيل الذين يعرفون به؛ لأن ذلك غيبة لهم وإيذاء لأقاربهم.
والفقهاء في جميع المذاهب يشترطون عند الاختيار أن يكون من يتولى غسل الميت ممن يتصف بالأمانة ، وذلك لأجل أن يستر ما قد يراه من علامات سيئة ونحو ذلك مما يستوجب الستر، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة).
أما نقل الخبر بما لا يعرف به عين من وقعت له القصة فهو نوع من المواعظ الحسنة ولا بأس به.
وأما من عرف عنه محادة الله ورسوله والاستهزاء بشعائر الدين وإيذاء المؤمنين والمجاهرة بالفسق والفجور فلا كرامة له ولا غيبة له، ولذلك تناقل بعض العلماء أخبار بعض أهل البدع وأئمة النفاق وما يقع لهم من سوء الخاتمة والعياذ بالله، وغرضهم من ذلك نصح المسلمين لئلا يقعوا فيما وقعوا فيه.

ساجدة فاروق 29 محرم 1437هـ/11-11-2015م 10:19 AM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#مسائل_التفسير

السؤال: ما هو القول الراجح في معنى قوله تعالى { منفكين } في سورة البينة ؟
الجواب:
قول (لا ينفك ) يأتي في اللغة بمعنى لا يَتْرُك، ويأتي بمعنى لا يُتْرَك ؛ وبكل وجه منهما يحصل معنى الانفكاك، وسياق الكلام يرجّح المعنى المراد.
فمن الأول قول ليلى الأخيلية:
فأقسمت لا أنفكّ أبكيك ما دعت ... على فَننٍ ورقاءُ أو طار طائر
أي: لا أترك بكائي عليك.
ومن الثاني قول حصين بن الحمام المري:
ولولا رجال من رزام بن مازن ... وآل سبيع أو أسوءك علقما
لأقسمت لا تنفك مني محارب ... على آلة حدباء حتى تندما
وحتى يروا قوما تضب لثاتهم ... يهزون أرماحا وجيشا عرمرما
أي: لأقسمت أنهم ليسوا بمتروكين من حربنا حتى يتندّموا.
فقولك: (لا تنفكّ حتى تفعل كذا) غير قولك: (لا تنفكّ حتى يُفعل بك كذا) ؛ فغاية الانفكاك في المثال الأول من قبل المخاطَب، وغاية الانفكاك في المثال الثاني من غيره.
وعلى هذا فقوله تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة..} أي لم يكونوا متروكين هكذا من غير إقامة الحجة عليهم حتى تأتيهم البيّنة.
وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو معنى ظاهر الصحة؛ موافق لنظائره من القرآن كما في قوله تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} وقوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا}.
وهو أولى وأقرب مما رجّحه ابن عاشور في تحريره، وأما عطية سالم فقد رجّح في تتمّة أضواء البيان ما رجّحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

وينظر في هذه الرسالة القيّمة للأستاذة ليلى باقيس وفقها الله وهي رسالة في تفسير قول الله تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة}.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...8#.Vi8wWvmrTIV


ساجدة فاروق 29 محرم 1437هـ/11-11-2015م 10:24 AM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة السلوك

السؤال:
ما هو علاج الكِبر والرياء؟
الجواب: عالج داء الكبر بإزالة أسبابه التي دعت إليه؛ من رؤية فضل النفس، والعجب بالعمل، وضعف الشكر، وازدراء الناس؛ فإن هذه الأسباب هي التي تحمل على الكبر غالبا، فإذا شهد العبد تقصير نفسه وخطئها، وأنه لولا فضل الله ورحمته لم يصل إليه خير قط، وأن هذا الخير بيد الله متى شاء أن يسلبه إياه سلبه، وأنه لم يكن ليهتدي لولا أن هداه الله؛ فمن شهد ذلك بقلبه حقا عرف قدر نعمة الهداية، وحرص على شكرها ليحفظها وليستزيد منها، ولم يغمط الناس لأنه يعلم أن الله يؤتي فضله من يشاء، وأن الله له في كل حين أقدار يقدرها فيرفع من يشاء ويخفض من يشاء ويهدي من يشاء ويضل من يشاء. فشهود هذا المشهد يمنع من غمط الناس لأنه لا يعلم ما يفتح له ولهم ولا يعلم ما يختم له ولهم به.
وأما الرياء فيعالج بصدق المراقبة واليقين؛ ومن أيقن أن الناس لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وأنهم لن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، وأنهم لا يمكلون لأنفسهم نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله: لم يرجهم ولم يخفهم، بل يرى اشتغال القلب بهم من جهد البلاء لأنه لا ثمرة ترجى من مراءاتهم؛ بل تأتي العاقبة على نقيض قصد المرائي لأنه يطلب رضا الناس بسخط الله؛ فيسخط الله عليه ويسخط عليه الناس، وأما صاحب الصدق والإخلاص فإنّ الله يحبه ويرفعه ويجعل له مودة في قلوب الناس ويكفيه ما أهمّه؛ فيأتيه من عاجل الثواب ما هو أضعاف ما كان يرجوه المرائي بريائه؛ فمن أيقن بهذه الأمور هان عليه ترك الرياء بإذن الله تعالى.
http://ask.fm/aibndakhil/answer/104620012102



ساجدة فاروق 29 محرم 1437هـ/11-11-2015م 10:28 AM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | فقه الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم: (فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام) في معناه قولان لأهل العلم:
القول الأول: أن من وقع في الشبهات فقد قارب الوقوع في الحرام الخالص، ومن المستعمل في اللغة إطلاق لفظ الفعل على معنى مقاربته ، كما في حديث أنس الذي في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو قارب الدخول إلى الخلاء.
ومنه ما في الصحيحين أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها أن ابن أم مكتوم كان لا يؤذن حتى يقال له أصبحت أصبحت، وقد فسَّره جماعة من الشرَّاح كابن عبد البر وغيره بأن المراد قاربت الصباح.
وهذا مستعمل في عرف الناس إلى اليوم يطلقون لفظ الفعل على مقاربته أو الجزم بتحققه ولمَّا يتحقق بعد.
القول الثاني:
أن الشبهات التي تشتبه على الناس فيها حلال وحرام ؛ فكانت الأقسام ثلاثة:
1: الحلال البيّن الخالص.
2: والحرام البيّن الخالص.
3: والشبهات التي فيها حلال وحرام.
فمن لم يتورَّع عن الشبهات فإنه سيقارف ما فيها من حرام، ويكوون بذلك قد وقع في الحرام الذي تضمَّنه قسم الشبهات.


ساجدة فاروق 30 محرم 1437هـ/12-11-2015م 04:06 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | الفوائد الفقهية
قبول الهدية والإثابة عليها


كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبل الهدية ويكافئ صاحبها، ففي صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها.
وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وهبَ رجلٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقةً فأثابه عليها؛ فقال: رضيت؟ قال: لا، فزاده؛ فقال: رضيت؟ قال: لا ؛ فزاده، قال: رضيت؟ قال: نعم.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبول الهدية ونهى عن ردها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا )) رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو يعلى والبيهقي، وحسنه ابن حجر والألباني، وله شاهد عند الطبراني في الأوسط من حديث عائشة.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أجيبوا الداعى ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين )) رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد.

والهدية إحسان ينبغي أن يقابله العبد بإحسان مثله، والله تعالى يحب الشَّكور من عباده الذي إذا أُحْسِنَ إليه شَكَر، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهدي في معاملة من أحسن إلينا
- فعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داوود والنسائي وغيرهم.
- وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء" رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي.
- وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صُنِعَ إليهِ معروفٌ فليجْزِهْ؛ فإن لم يجدْ ما يجزِيهِ فليُثْنِ عليهِ؛ فإنَّهُ إذا أثنى عليهِ فقد شَكَرَه، وإنْ كَتَمَهُ فقد كَفَرَه، وَمَن تَحَلَّى بما لم يُعْطَ فَكَأَنَّما لَبِسَ ثوبَيْ زور)). رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داوود في سننه والترمذي في جامعه وصححه الألباني.

وقال شاعر من يهود المدينة قبل الهجرة:
ارفع ضعيفك لا يَحِرْ بكَ ضعفُه = يوما فتدركك العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإنَّ مَن = أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
وقد روى البيهقي في شعب الإيمان بإسناد فيه ضعف أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن هذين البيتين.
فمن جزى الإحسان بالإحسان أو أثنى على صاحب الإحسان أو دعا له حتى يرى أنه قد كافأه؛ فقد أدى شكره، وبقي قلبه سليماً لله جل وعلا.


ساجدة فاروق 30 محرم 1437هـ/12-11-2015م 04:14 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | الفوائد الفقهية
ملخص أسباب ردّ الهدية


والأصل في الهدية أن تقبل ولا ترد لما تقدّم، وأما الأسباب المعتبرة لرد الهدية فهذا تلخيصها:
1: أن تكون الهدية مما لا يحل لمسلم كإهداء الخمر ولحم الخنزير وقد ردَّ النبي صلى الله عليه وسلم راوية خمر أهديت إليه؛ ففي موطأ الإمام مالك وصحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
أن رجلاً أهدى لرسول الله راوية خمر؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما علمت أن الله حرمها؟)) قال: لا.
فسارَّه رجلٌ إلى جنبه؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( بم ساررته؟))
فقال: أمرته أن يبيعها.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الذي حرم شربها حرم بيعها )).
ففتح الرجل المزادتين حتى ذهب ما فيهما.
وأما إن كانت الهدية مما يمكن التصرف فيه بما لا يُحظر في الشريعة فيجوز كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد؛ فقال: يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد.
قال: (( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة )).
ثم جاءت حلل فأعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمر منها حُلَّةً، فقال: أكسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟)
فقال: (( إني لم أكسكها لتلبسها )) فكساها عمر أخا له بمكة مشركاً.
الحلة السيراء من لباس الحرير.
وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كساني النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فخرجت فيها؛ فرأيت الغضب في وجهه ؛ فشققتها بين نسائي.

2: أن يُهدى إليه ما لا يحلّ له لعارض؛ فلا يقبل الهدية مادام العارض قائماً؛ كإهداء الصيد للمحرم فلا يحل له قبوله إذا كان قد صيد لأجله لما في الصحيحين من حديث الصعب بن جثامة الليثي أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودَّان؛ فردَّه عليه؛ فلما رأى ما في وجهه قال: (( إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم )).
وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: رأيت عثمان بن عفان وهو محرم في يوم صائف قد غطَّى وجهه بقطيفة أرجوان، ثم أُتي بلحم صيد؛ فقال لأصحابه: كلوا.
فقالوا: أوَلا تأكل أنتَ!
فقال: (إني لست كهيئتكم ، إنما صيد من أجلي). رواه مالك والشافعي.

3: أن يكون المرء على ولاية ويهدى إليه ليحابي المُهْدِي، أو يكون مؤتمنا على عمل فيهدى إليه ما يتعلق بعمله ؛ فلا تحل له هذه الهدية لئلا يحابي في ولايته أو يقصر في عمله ، وفيه حديث ابن اللتبية في الصحيحين وغيرهما.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هدايا العمال غلول)).
وإذا طيَّبها له الإمام طابت له وحلَّت لأنها داخلة حكما في بيت مال المسلمين ففي مصنف ابن أبي شيبة وطبقات ابن سعد ومستدرك الحاكم عن شقيق بن سلمة قال: قدِمَ معاذٌ منَ اليمنِ برقيقٍ في زمنِ أبي بكرٍ ، فقال له عمرُ : ادْفَعهمْ إلى أبي بكرٍ ، قالَ : ولِمَ أدْفعُ إليهِ رقيقي ؟
قَالَ: فَانصرفَ إلَى مَنزلهِ وَلَمْ يَدْفعهم ، فباتَ ليلتَهُ ثُمّ أَصبحَ منَ الغدِ ، فدفَعَهُمْ إلى أبي بكرٍ.
فقالَ لَهُ عمرُ: ما بدَا لكَ ؟
قالَ: رأيتُنِي فيما يرى النَّائِمُ كأنِّي إلى نارٍ أهْوي إليهَا ، فأَخذْتَ بِحُجْزَتِي فمنعتني من دخولها ، فظننت أنهم هؤلاء الرقيق ؛ فقال أبو بكرٍ : هُمْ لَكَ.
فلمَّا انصرف إِلى منزلهِ قامَ يصلِّي فرآهمْ يصلُّون خلفه فقال: لمن تصلُّون؟ فَقَالُوا: للهِ ، فقال: اذْهبُوا أنْتُمْ للهِ).

4: أن يكون حاكماً فيهدي إليه أحد الخصمين فلا تحل له الهدية لئلا يجور في الحكم؛ فإن حقيقتها رشوة، وإن كانت صورتها الظاهرة هدية.

5: أن تكون الهدية داخلة في عقد قرض أو كفالة ؛ فإن هذا عين الربا، وكل قرض جر نفعا فهو ربا، لكن إذا وفَّى المقترضُ المقرِضَ حقَّه ثم زاده شيئاً من عنده أو أهداه هدية من غير تشارط عليها فلا بأس بذلك.

6: أن تكون الهدية على شفاعة شفع فيها ؛ أو عمل واجب عليه أداه فلا يحل له قبول الهدية عليه؛ لما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث أبي أمامة مرفوعاً: ((من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا)). وهذا الحديث مختلف في صحته وقد حسنه الألباني في الصحيحة وقال: (قد ترجم أبو داود للحديث بقوله: «باب في الهدية لقضاء الحاجة» ، وعليه أقول: إن هذه الحاجة هي التي يجب على الشفيع أن يقوم بها لأخيه ، كمثل أن يشفع له عند القاضي أن يرفع عنه مظلمة ، أو أن يوصل إليه حقه ...
وقد يتبادر لبعض الأذهان أن الحديث مخالف لقوله - صلى الله عليه وسلم - : «من صنع إليكم معروفاً ؛ فكافئوه ، فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه ؛ فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه» . رواه أبو داود و غيره.
فأقول : لا مخالفة ، و ذلك بأن يحمل هذا على ما ليس فيه شفاعة ، أو على ما ليس بواجب من الحاجة . و الله أعلم) ا.هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما الهدية فى الشفاعة ؛ مثل أن يشفع لرجل عند ولي أمر ليرفع عنه مظلمة أو يوصل إليه حقه أو يوليه ولاية يستحقها أو يستخدمه فى الجند المقاتلة وهو مستحق لذلك أو يعطيه من المال الموقوف على الفقراء أو الفقهاء أو القراء أو النساك أو غيرهم وهو من أهل الاستحقاق ونحو هذه الشفاعة التى فيها إعانة على فعل واجب أو ترك محرم؛ فهذه أيضا لا يجوز فيها قبول الهدية، ويجوز للمهدي أن يبذل فى ذلك ما يتوصل به إلى أخذ حقه أو دفع الظلم عنه؛ هذا هو المنقول عن السلف والأئمة الأكابر).
فهذه الهدية يجوز للمهدي بذلها عند الحاجة ويحرم على الشافع أخذها؛ وقد ورد عن السلف أن هذا هو السحت.
وقد سئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن السحت فقال: (السحت أن يستعينك الرجل على المظلمة فتعينه عليها، فيهدي لك الهدية فتقبلُها). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان.
وفي مصنف عبد الرزاق عن سالم بن أبي الجعد أن رجلاً استعان مسروقَ بن الأجدع على مظلمة له عند ابن زياد فأعانه؛ فأتاه بجارية له بعد ذلك ؛ فردَّها عليه، وقال: إني سمعت عبد الله يقول: هذا السحت.
وقد رفع أمر هدية من دهقان من دهاقنة الفرس إلى والي من ولاة المسلمين فكتب إليه: (إن كان يهدي إليك وأنت بالجزيرة - أي قبل توليه الولاية - فاقبلها منه ، وإلا فاحسبها له من خراجه).
وأقتى ابن عمر رجلاً استفتاه عن هدية على شفاعة فقال: لا يصلح لك.

7: أن تكون الهدية من مال محرم أو لا يحل التصرف فيه كأن تكون الهدية من مال مسروق أو مغصوب أو من مال محجور عليه لدين أو سفه صاحبه.

8: أن يهدى إليه ما تعافه نفسه فلا يلزمه قبوله، وينبغي أن يتلطف في رده أو يتصرف فيه كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم ضبا أهدي إليه، فاستدناه خالد بن الوليد فأكله.

9: أن يخشى المنة والأذى من المهدي بسبب هديته أو يحرجه بما يشق عليه، فلا حرج عليه في رد الهدية.

10: أن تكون الهدية عوضاً على تعليم القرآن وما يلزم من أحكام الفقه في الدين ؛ وهذه مسألة مختلف فيها ، وممن قال بالمنع من استدل بحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن ، فأهدى إليَّ رجلٌ منهم قوسًا ، فقلت: ليست بمال، وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلأسألنَّه؛ فأتيته فقلت: يا رسول الله رجل أهدى إليَّ قوسا ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله ؟
قال: (( إن كنت تحبُّ أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها)). رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه.
وفي هذه المسألة أحاديث وآثار وأقوال لا يناسب بسطها، والخلاصة عندي فيها ما خلص إليه العلامة الشنقيطي بعد أن أطال في ذكر الأدلة والأقوال في تفسيره: (الذي يظهر لي والله تعالى أعلم، أن الإنسان إذا لم تدعه الحاجة الضرورية فالأولى له ألا يأخذ عوضاً على تعليم القرآن، والعقائد، والحلال والحرام للأدلة الماضية. وإن دعته الحاجة أخذ بقدر الضرورة من بيت مال المسلمين؛ لأن الظاهر أن المأخوذ من بيت المال من قبيل الإعانة على القيام بالتعليم لا من قبيل الأجرة.
والأولى لمن أغناه الله أن يتعفف عن أخذ شيء في مقابل التعليم للقرآن والعقائد والحلال والحرام. والعلم عند الله تعالى).

11: أن تكون الهدية من عدوّ ليصانع المسلمين على ما فيه مفسدة عليهم كإبطال الدعوة والجهاد؛ فإن قبول هذه الهدية وإنفاذ ما طلبوه خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
وفي هدايا المشركين أقوال لأهل العلم : منهم من يفرق بين أهل الكتاب وغيرهم؛ لما صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية المقوقس وهدية أكيدر دومة، وردَّ هدية ملاعب الأسنة وقال له: إنا لا نقبل هدية من مشرك.
وفي مسند الإمام أحمد وغيره أن عياض بن حمار المجاشعي كانت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم معرفة قبل أن يبعث؛ فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أهدى له ناقةً؛ فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبلها
وقال: إنا لا نقبل زَبَدَ المشركين؛ قال: وما زبد المشركين؟ قال: رفدهم هديتهم)).
وذهب بعض أهل العلم إلى أن رد هدايا المشركين منسوخ، والأظهر والله تعالى أعلم أنه يتبع فيه ما تقتضيه المصلحة الشرعية؛ فإن كان يرجى برد هديته إسلامه ردَّت عليه هديه، وإن كان يظن أنه إنما أهدى لغرض في إغماض للمسلمين وصد عن سبيل الله وجب ردها.

12: أن يكون مفتياً فيهدي إليه من يُظنُّ فيه رغبة المحاباة في الفتوى فلا يحل له قبولها، وكذلك إذا كانت الهدية على سبيل المعاوضة على الإفتاء ؛أما إذا كانت الهدية لا تعلق لها بالفتوى ولا بالمعاوضة على الإفتاء فيسن قبولها والمكافأة عليها.

هذا، والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


ساجدة فاروق 30 محرم 1437هـ/12-11-2015م 04:24 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |أسئلة_السلوك

السؤال: أشكو من قلة البركة وانعدام الإنجاز على الرغم من تفرّغي للدراسة؛ فبم تنصحني؟
الجواب: قد يقع ذهاب الوقت بلا فائدة عقوبة للعبد على غفلته عن أعمال يحبّها الله تعالى هي أولى بالتقديم والعناية؛ فيشتغل بالنوافل عن الواجبات، وبالمفضول عن الفاضل، وبالقيام بحقّ نفسه عن القيام بحقّ الله تعالى؛ فأمّا من كان يبادر إلى ما يحبّه الله بقلب منيب؛ فإنّ الله تعالى يبارك له في وقته وعمله.
فإذا قام العبد بما يجب في هذا المقام؛ فعليه ببذل الأسباب التي يبارك الله بها الأعمال، ومن ذلك أن يلزم نفسه بأعمال يداوم عليها ولو قلّت ؛ ولتكن هذه الأعمال مما يطيقه بلا مشقّة؛ وليبدأ بها في وقتها ولا ينشغل بغيرها حتى يتمّها.
لأنه إذا كان كلما أراد البدء بقراءة كتاب مثلاً ثم استجاب للشواغل ومقاطعات الاتصالات ونحوها لم يمكنه أن يؤدّي حقّ قراءة الكتاب؛ بل ربما مضى عليه الوقت ولم يقرأ إلا صفحة أو صفحات معدودات سرعان ما ينساها لأنه لم يكن يقرأ بحضور قلب.
واجعل لنفسك من الوقت ما يكفي لجمع الشواغل التي لا بدّ منها في وقت محدد لا تتجاوزه حتى لا يطغى الاهتمام بها على أعمالك التي تحتاج إلى إنجازها.


ساجدة فاروق 2 صفر 1437هـ/14-11-2015م 02:20 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | التحذير من العلم الذي لا ينفع

مما ينبغي أن يُعلم أنَّ العلم منه نافع وغير نافع، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع:
- فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها )) رواه مسلم.
- وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع )) رواه ابن ماجة.
والتعوذ من العلم الذي لا ينفع دليل على أن فيه شراً يجب التحرز منه؛ فينبغي لطالب العلم أن يعتني بالعلم الذي ينفعه في دينه ودنياه، ويحفظ وقته مما لا ينفعه.

ساجدة فاروق 2 صفر 1437هـ/14-11-2015م 02:30 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | التحذير من العلم الذي لا ينفع

(العلم الذي لا ينفع) فُسّر بتفسيرين:
- أحدهما: العلوم الضارة، كالسحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيره، وهي علوم كثيرة تتجدد في مظاهرة متعددة.
- والتفسير الآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسبب أفضى بصاحبها إلى الحرمان من بركة ذلك العلم، وهذا التفسير تؤيّده دلالة المقارنة، لأنه قرن في الحديث بالقلب الذي لا يخشع، والتفسيران صحيحان.

والعلوم التي لا تنفع كثيرة، ومن أبرز علاماتها مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة؛ فكل علم تجده يصد عن طاعة الله، أو يزين معصية الله، أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه؛ فهو علم غير نافع، وإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زُخرُف القول، وإن ادّعَوا فيه ما ادّعَوا من المزاعم والادّعاءات، فكل علمٍ تكون فيه هذه العلامات فهو علمٌ غير نافع.
والفضول قد يدفع المتعلّم إلى القراءة في ما لا ينفع؛ فيعرّض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم؛ قال الله تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾.
وقد افتتن بعض المتعلّمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافية منه، وسبب ذلك مخالفتهم هدى الله تعالى، واتباعهم غير سبيل المؤمنين.

ساجدة فاروق 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م 12:30 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة التفسير

السؤال: وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها بيان أن الكوثر هو نهر في الجنة؛ ثم وجدنا في كلام المفسرين ترجيحا للمعنى الأعم - الذي هو الخير الكثير ومنه النهر في الجنة ، مثل ما رجح ذلك ابن كثير و السعدي؛ فلماذا لم يكن هذا الحديث نصاً في المسألة وحسماً للنزاع بما أنه تفسير نبوي، وهو مقدم على غيره فالنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بمراد ربه؟
الجواب: أصل الخلاف في هذه المسألة في معنى التعريف في لفظ "الكوثر" هل هو للجنس أو للعهد؟
- فإن كان للعهد الذهني فالقول الصحيح أنه نهر في الجنّة، لدلالة الأحاديث الصحيحة على تعيين المراد به؛ كما في صحيح مسلم عن أنس قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين أظهرنا في المسجد؛ إذ أغفى إغفاءةً، ثمّ رفع رأسه متبسّماً، قلنا: ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال: «لقد أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ» فقرأ: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم {إنّا أعطيناك الكوثر * فصلّ لربّك وانحر * إنّ شانئك هو الأبتر}». ثمّ قال: «أتدرون ما الكوثر؟». قلنا: اللّه ورسوله أعلم. قال: «فإنّه نهرٌ وعدنيه ربّي عزّ وجلّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، وهو حوضٌ ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد النّجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: ربّ، إنّه من أمّتي. فيقول: إنّك ما تدري ما أحدث بعدك».
وروي عن ابن عمر وعائشة وحذيفة في ذلك أحاديث مرفوعة وموقوفة.
ويعتذر لابن عباس بأنّ النص على هذا التفسير لم يبلغه.
وقد رجّح ابن جرير هذا القول، وقال ابن حجر: لا معدل عنه.

- وإن كان التعريف للجنس: فالقول الصحيح قول ابن عباس، وهو أنّ المراد بالكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه في الدنيا والآخرة، ويكون النهر من جملة ذلك الخير، والنص عليه في الحديث من باب التفسير بالمثال لا على إرادة الحصر، ولذلك نظائر كثيرة في التفاسير النبوية وتفاسير السلف.
وقد روى البخاري في صحيحه من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما-، أنّه قال في الكوثر: هو الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه.
قال أبو بشرٍ: قلت لسعيد بن جبيرٍ: فإنّ النّاس يزعمون أنّه نهرٌ في الجنّة، فقال سعيدٌ: النّهر الّذي في الجنّة من الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه.
وسعيد بن جبير قد بلغه التفسير الآخر يقيناً، ومع ذلك رجّح التفسير المرويّ عن ابن عبّاس، وهذا ترجيح منه بأنّ التعريف للجنس لا للعهد، وهذا القول هو الذي رجّحه ابن كثير، وهو اختيار شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ومعرفة معاني التعريف في التفسير مهمّة لطالب علم التفسير؛ فإنّه يتبيّن له بها بعض أسباب الاختلاف وأوجه الجمع بين أقوال المفسرين.


ساجدة فاروق 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م 12:32 PM

#منتقى_السؤالات | أسئلة السلوك

السؤال: التائب العائد إلى ربه، يعصي ثم يعود إلى ربه. أريد منكم نصيحة ماذا يقول في سجوده؟
الجواب:ليكثر من سؤال الله تعالى من فضله ورحمته فبهما تزكو النفوس، وقد قال الله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا}.
ثم ليتبع السؤال أعمالاً صالحة، واتباعا لهدى الله تعالى، واستعاذة به من شر النفس وكيد الشيطان، وليتخذ الشيطان عدوا؛ فيحذر كيده واتباع خطواته وما يهوّن به على النفس ركوب أول درجات المعصية حتى يستزلّه بها.


ساجدة فاروق 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م 12:35 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |أسئلة_العقيدة


السؤال: إذا كان طالب العلم يحاول أن يخلص نيته لله, لكنه أحيانا يكتب بحثا أو يحفظ متنا أو ما أشبه ذلك ابتغاء التقرب إلى شيخه و أن يصطفيه الشيخ بزيادة عناية على سائر الطلبة, فهل هذا يقدح في إخلاصه مع أن أصل نيته لله؟
الجواب: هذا سؤال مهم ، ومن الناس من يوفق فيه للمقاصد الحسنة، ومنهم من تنحرف نيته، ومنهم من يشوب نيته ما يشوبها من خفي الشرك.
فمن المقاصد الحسنة: أن يجوّد بحثه ليستدل بإعجاب معلّمه به على إتقانه ، أو ليدخل السرور على نفس معلّمه بأن تلميذه قد أحسن تعلّم ما ألقاه إليه، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة لا تقدح في الإخلاص بل هي إما مما يحتاجه طالب العلم ليتبيّن له حسن تحصيله من عدمه، وإما من المقاصد التي يثاب عليها العبد ثواباً إضافيا على ثواب أصل العمل.
وعلى هذا يحمل قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم لما أبلغه أنه استمع إلى تلاوته: (لو علمت لحبرته لك تحبيراً) رواه أبو يعلى وابن حبان والبيهقي وأصله في صحيح مسلم.
فإن إدخال السرور على نفس النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم ما يُتقرب به إلى الله تعالى، وقال رضي الله عنه نحو هذا القول لأمهات المؤمنين لما علم أنهن يستمعن إلى تلاوته، ويحمل على نيّة التشويق للقرآن، كما صح عنه أنه قال: (ولشوّقت تشويقا).
وكذلك كان ابن عباس يتحرى إحسان الإجابة؛ فإذا رأى أنها أعجبت عمر كان ذلك أطيب لنفسه وأشرح لصدره، وإذا رأى أنها لم تعجبه اغتم لذلك حتى ربما عاده بعض أهله يظنونه مريضاً.
وهذا لأجل استدلاله بموافقة عمر على صواب قوله، وزيادة مبلغه من العلم، وليس لأجل مراءاة عمر وطلب إعجابه المجرد أو لينال به عرضا من الدنيا كما يفعله المنافقون.
فالحاصل أن تعدد المقاصد الحسنة في العمل الواحد مما يضاعف الله بها المثوبة ويرفع به الدرجة.
وأما من كانت نيته لأجل أن يثني عليه شيخه فيترفع بذلك على أقرانه أو لأجل أن يصرف وجوه الناس إليه ، أو لينال بذلك عرضا من الدنيا ؛ ونحو ذلك من المقاصد المذمومة فهذا مما اشتد النهي عنه في النصوص وورد فيه الوعيد الشديد.
فأصحاب المقام الأول من أهل الإحسان، وأصحاب المقام الثاني من أهلها الإساءة، وبينهما مخلّطون.


ساجدة فاروق 11 صفر 1437هـ/23-11-2015م 07:42 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | مسائل التفسير

قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)}
في معنى قوله: (لأحتنكنّ) قولان:
القول الأول: أي لأحتنكنَّهم كما تُحتنك الدابة، إذا شدّ على حنكها حبل تقاد به.
قال زبان بن سيّار الفزاري:
لئن كنت تُشْكَى بالجماحِ ابنَ جعفر = فإن لدينا ملجمين وحانكا
والقول الثاني: لأحتنكنّهم أي: لأستأصلنّهم، كما يحتنك الجراد الأرض فيأتي على ما فيها من النبات {إلا قليلا} ممن علم أنّه ليس له سلطان عليهم.
قال ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ ): (الحَنْكُ مصدر، حَنَكَ الدَّابَّةَ يَحْنِكُها حَنْكَا، إذا شدَّ في حِنْكِها الأسفلِ حَبْلاً يقودها به، و(قد احتنكَ دابَّتَه)، مثلُ (حنَكَها).
ويقال: قد احتنكَ الجرادُ الأرضَ إذا أتى على نبتها.
وقول الله جل ذكره {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} مأخوذ من أحد هذين)ا.هـ.

والراجح
أنّ الآية تجمع المعنيين، وقد فسّر ابن عباس رضي الله عنهما هذه الكلمة بتفسير جامع: فقال: لأحتنكنّ أي لأستولين.
فاستولى الشيطان عليهم جميعاً إلا من شاء الله، وكل من استولى عليه قاده في طرق الضلال قود الدوابّ.
وأما من فسّره بمعنى "لأضلنّ" فهذا ليس بتفسير للفظ، وإنما هو بيان لمؤدّى هذا الاحتناك ونتيجته.
فيا من أكرمه الله بفهم كتابه، وشرّفه بخطابه، وبصّره بكيد عدوّه أكرم نفسك أن تكون دابة لإبليس يحتنكك فيقودك كما تقاد الدابة.


ساجدة فاروق 16 صفر 1437هـ/28-11-2015م 10:38 AM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |


السؤال: ما الفرق بين الجدال والمراء ؟
الجواب: الجدال في اللغة مشتق من الجَدْل، وهو شدة القتل، وذلك بإلقاء الخصم على الجَدالة وهي الأرض، ومنه سمي الصقر بالأجدل، لشدة قتله، ويقال: تركته مجدلاً، أي مقتولاً ملقى على الأرض.
قال عنترة:
وحليل غانيةٍ تركتُ مجدَّلا .. تمكو فريصته كشِدْقِ الأعلم
فاشتق منه الجدال للمناسبة المقتضية لذلك؛ فكأن المجادل يحاول صرع خصمه بقوة الحجة.
والجدال إن كان بالحق كان محموداً مثاباً عليه صاحبه كما قال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}.
وإن كان بالباطل كان مذموماً منهياً عنه كما قال تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق}
وأما المراء فهو مشتق من قولهم: (مريتُ الشاة) إذا مسحت على ضرعها لتدر بالحليب؛ فاشتق منه المراء لأن المماري يستخرج ما عند خصمه من الحجة.
قال ابن الأثير: (يقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمترى الحالب من الضرع).
والمراء أكثر ما يطلق في النصوص في مقام الذم والنهي عنه كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((المراء في القرآن كفر)).


ساجدة فاروق 16 صفر 1437هـ/28-11-2015م 10:40 AM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات


السؤال: ما حكم الثقة بالنفس؟
الجواب: حق هذا السؤال أن يبسط الجواب عنه لأهميته ووقوع خلط ولبس شائع في هذه القضية إفراطاً وتفريطاً ، والصواب هو التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وهو أحسن الهدي.
والثقة في النفس إن كان المراد بها الأمن عليها من الفتنة والنفاق والوقوع في مساوئ الأعمال فهذا من الغرور، فمن عرّض نفسه للفتنة ثقة بنفسه فإنه عُرضة للخذلان والافتتان ، لأنه تخلى عن الاستعانة بالله والتوكل عليه ووثق بنفسه.
والواجب على العبد أن لا يثق بنفسه هذه الثقة المذمومة بل عليه أن يستبرئ لدينه ويتقى المحرمات والشبهات والتعرض للفتن ما استطاع؛ فإذا ابتلي فليشهد افتقاره إلى الله وعظيم حاجته إلى هدايته وتوفيقه وحمايته وليفعل ما يهدي الله إليه من الأعمال والأقوال المناسبة لحاله؛ فإذا فعل ذلك كفاه الله ووقاه وهداه.
ومهما بلغ صلاح العبد وعلمه وعبادته فإنه لا يأمن على نفسه الشرك فما دون ذلك، وقد قال إبراهيم عليه السلام في دعائه: {واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من سؤال الله الثبات على دينه.
وهذان الخليلان عليهما السلام خير خلق الله ، ومع ذلك لم يأمنا على أنفسهما الفتنة بما يخرج من الملة؛ فالخوف من الوقوع في الفتنة والنفاق والشرك من سمات عباد الله المتقين.
فهذا جانب يجب على الإنسان أن يطّرح فيه الثقة في نفسه ويبقى قلبه معلقاً بربه جل وعلا يسأله الهداية والثبات على الدين، ويدعوه دعاء من يحسن الظن به ويرجوه ويخافه ويحبه فيكون بذلك حرياً بأن يستجاب له.
وأما ما أنعم الله به على العبد من نعم يجد من نفسه قوة عليها كالعلم والصلاة والجهاد والتعليم والدعوة وحسن البيان، وحسن المعرفة بأي مجال من المجالات النافعة فإن من شكر تلك النعمة أن يعترف بها لله جل وعلا، وأن يبذلها فيما يرضي الله.
والإنسان بصير بنفسه، وقيمة المرء ما يحسنه، فإن وجد من نفسه أنه يحسن أمراً من الأمور التي تنفعه في دينه ودنياه أو تنفع أمته؛ فليصدق الله تعالى في الاعتراف بها وشكرها ويسأل الله أن يزيده من فضله وأن يهديه لحسن شكره عليها، وأما من وجد من نفسه إحساناً لأمر من الأمور فقادته الرهبة غير المبررة إلى إهماله وتركه فقد ضيع نعمة الله عليه وظلم نفسه، وهضمها حقها الذي كان سببا قد تنال به فضلاً عظيماً من الله جل وعلا، والنعم إذا شُكرت قرَّت وإذا كُفرت فرَّت.
وفي المسند والسنن من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عَلم الرمي ثم تركه رغبة عنه فهي نعمة كفرها)).


ساجدة فاروق 17 صفر 1437هـ/29-11-2015م 03:31 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أحكام المصاحف

السؤال: ما هي الطريقة المناسبة للتخلص من الأوراق القديمة التي تحتوي على آيات قرآنية أو بسملة أو المصاحف القديمة ؟
الجواب: من أهل العلم من يفضل الحرق لأن عثمان رضي الله عنه أحرق المصاحف الأخرى بعد أن جمع الناس على مصحف واحد حتى لا تختلف قراءتهم.
وجمهور العلماء على أن الدفن أفضل من الحرق.
قال إبراهيم النخعي: (كانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.
وروي فعله عن أبي الجوزاء من التابعين.
وروى ابن أبي داوود عن طلحة بن مصرف رحمه الله أنه قال: ( دفن عثمان المصاحف بين القبر والمنبر). وذلك بعد حرقها.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (المصحف العتيق والذى تخرق وصار بحيث لا ينتفع به بالقراءة فيه فإنه يدفن فى مكان يصان فيه، كما أن كرامة بدن المؤمن دفنه فى موضع يصان فيه).
وروي عن بعض الفقهاء غسلها حتى يذهب الحبر من الورق، لكن هذا قد يتصور في الكتب القديمة التي كتبت بمداد يغسله الماء.
ويصح التخلص من تلك الأوراق بأي طريقة لا يكون فيها امتهان بوضعها مع النجاسات أو إلقائها في الأرض وتعريضها لوطء الأقدام ونحو ذلك.


ساجدة فاروق 17 صفر 1437هـ/29-11-2015م 03:37 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة العقيدة


السؤال عمن مات وعليه كبيرة أو دين فما حكمه؟
الجواب: مما يجب اعتقاده أن من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات مشركاً دخل النار، كما دلّ على ذلك الكتاب والسنة المتواترة.
قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
وفي صحيح البخاري وغيره عن أبي ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع»قال: فانطلق حتى غاب عني، فسمعت صوتا، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأردت أن أذهب، ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تبرح» فمكثت. قلت: يا رسول الله، سمعت صوتا، خشيت أن يكون عرض لك، ثم ذكرت قولك فقمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاك جبريل، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق»
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟
فقال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات يشرك بالله شيئا دخل النار»، وقلت أنا: «ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» متفق عليه.
والأحاديث في هذا المعنى متواترة، أن من مات لا يشرك بالله شيئاً فهو من أهل الجنة، ولكن هذا الدخول لا يقتضي أن لا يكون قبله عذاب، ففي صحيح ابن حبان وغيره من حديث هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه».
ومن مات من أهل الإسلام وقد اجتنب الكبائر غفر له ما دونها، ودخل الجنة بغير عذاب، لقول الله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً}
وأما من مات وعليه كبيرة؛ فأمره إلى الله؛ إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عذبه على ذنبه في الدنيا أو في قبره أو بأهوال يوم القيامة أو في النار حتى لا يدخل الجنة إلا وقد تطهّر من ذنوبه؛ فإنه لا يدخل الجنة إلا نفس طيبة.
وأما من مات وعليه دين فلا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون في حياته مريداً لأداء ما عليه من الدين، صادقاً في ذلك، باذلاً ما يستطيع من الأسباب المشروعة لأداء دينه؛ ثم يموت وعليه دين في ذمته؛ فهذا قد وعده الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن يؤدّي الله عنه، كما في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».
والحال الثانية: أن يموت حين يموت وعليه دين هو غير صادق في نيّة ردّه، أو يكون قد سرق أو غصب مالاً، وغير ذلك من أوجه المكاسب المحرّمة التي يجب عليه في حال حياته أن يتوب إلى الله تعالى وأن يردّ الأموال إلى أهلها؛ فمن مات ولم يتب فإنه يوم القيامة لا درهم ولا دينار، وإنما يكون الاستيفاء بالحسنات والسيئات كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هل تدرون من المفلس؟
قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع.
قال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتى قد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد، فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار". رواه الإمام أحمد ومسلم.
ولذلك فإن الخطر على المسلم أن يموت على كبيرة لم يتب منها ، أو يكون عليه حقّ لآدمي لم يؤدّه إليه ولم يرد أداءه إليه في حياته، ولم يؤدّ عنه هذا الحق بعد موته، ولم يبحه صاحب الحق.
أما من مات وهو مجتهد في أداء ما عليه من الحقوق بما يستطيع من الأسباب؛ فإنّ الله تعالى لا يعذّبه على ما لا يستطيع، وقد قال الله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} فمن قدر عليه رزقه وعليه حقوق لم يؤدها فإن الله لا يكلّفه أداء ما لم يؤته.


ساجدة فاروق 18 صفر 1437هـ/30-11-2015م 03:24 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
بيان الاستعاذة الصحيحة النافعة

أمر الله تعالى بالاستعاذة به؛ وهذا الأمر الرباني يتضمّن وعداً كريماً بإعاذة من يستعيذ به، فمن أحسن الاستعاذة بالله تعالى أعاذه الله،كما قال الله تعالى في الحديث القدسي [ولئن استعاذني لأعيذنه]، والله تعالى لا يخلف وعده، ولكن الشأن كلَّ الشأن في تصحيحِ الاستعاذةِ وإحسانها؛ فإن الاستعاذة الصحيحة هي التي تنفع العبد بإذن الله تعالى، وهي التي يكون فيها صدق التجاء القلب إلى الله تعالى، واتباع هداه، فيما يأمر به العبد وينهاه، فإذا سلك العبد سبيل النجاة نجاه الله.
وأما من يستعيذ بلسانِه وقلبُه معرضٌ عن صدق الالتجاء إلى الله، أو يستعيذ بلسانه ولا يتبع هدى الله فاستعاذته كاذبة.
ولذلك فإنَّ الناس في الاستعاذة على درجات:
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ وهؤلاء استعاذتهم من جَهْد البلاء، لأنهم يستعيذون بالله وبغيره؛ فيشركون بالله، ويدعونَ {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية مما يحدثه بعض الناس من التعويذات المبتدعة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي استعاذة خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه؛ فيستعيذ أحدهم وقلبه فيه غفلة ولهو عن الاستعاذةِ.
والاستعاذةُ نوع من أنواع الدعاء وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )) والحديث حسَّنه الألبانيّ رحمه الله.
قال ابن القيّم رحمه الله في الجواب الكافي كلاماً معناه: الدعاء دواء نافع مزيل للداء لكن غفلة القلب عن الله تضعف قوَّته.
وكذلك من يستعيذ بقلبه لكن في اتباعه لهدى الله عز وجلَّ ضعف وتهاون وتفريط فتكون استعاذته ناقصة بذلك، والاستعاذة الناقصة تنفع أصحابها بعضَ النفع بإذن الله تعالى.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:
فأما تصحيح الاستعاذة بالقلب؛ فذلك بأن يكون في قلب صاحبها التجاء صادق إلى الله جل وعلا، فيؤمن بأنه لا يعيذه إلا الله، ويتوكل على الله وحده، ويحسن الظنَّ به، ويصبر على ما يصيبه حتى يفرج الله عنه، ولا ينقض استعاذته ولا يضعفها بالاستعجال وترك الدعاء ولا بالتسخط والاعتراض.
وأما الاستعاذة بالقول؛ فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً.
وأما الاستعاذة بالعمل؛ فتكون باتباع هدى الله جلَّ وعلا، ولا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة.
ولتوضيح هذا الأمر يقال:
مَن استعاذ بالله جل وعلا من شر الشيطان، فيجب عليه أن يتبع هدى الله بأن لا يتبع خطوات الشيطان، وأن يذكر الله ويسميه في المواضع المأثورة، ونحو ذلك مما هدى الله إليه للعصمة من شر الشيطان وكيده؛ فمن اتبع هدى الله كانت استعاذته صحيحة.
ومن كان يستعيذ بالله من الشيطان وهو يتبع خطوات الشيطان ويُعرِضُ عن هدى الله فاستعاذته غير صحيحة.
والمقصود أن استعاذة المتقين هي التي جمعت شروط الصحة وهي التي يترتب عليها أثرها بإذن الله تعالى.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).
وهؤلاء هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم؛ حتى إنهم يستعيذون بالله كأنهم يرون الله جل وعلا، ويكثرون من ذكر الله، ويحسنون اتباع هدى الله تعالى؛ فتراهم يسارعون في الخيرات، ويتورعون عن الشبهات، ويحسنون التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
فهؤلاء أولياء الله، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واستعاذتهم سريعة الأثر في الغالب، كما كانت استجابتهم لله تعالى سريعة لا تردد فيها ولا توانٍ.
وبهذا يتبيَّن أن الناس يتفاضلون في الاستعاذة، بل أصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها، وكلما كان العبد أحسن استعاذةً كانت استعاذته أنفعَ وأحسنَ أثراً بإذن الله تعالى.


ساجدة فاروق 20 صفر 1437هـ/2-12-2015م 12:34 PM

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |

هل نُسخ الاستغسال للعين بنزول المعوّذتين؟
نسخ الاغتسال للعين ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار احتمالاً في أول الأمر؛ ثم كأنه جزم به بعد ذلك لما ساق بعض الأدلة التي فيها الإرشاد إلى الرقية ومنها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت عليه المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
ففهم منه الطحاوي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأمر بالاغتسال لذلك، وهذا القول غير صحيح لأمرين:
الأمر الأول: أن قوله وترك ما سواهما ظاهر من سياق الحديث أنه أراد التعويذات، ثم هو ليس بالترك التام؛ بدليل ما صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من تعويذات أخرى غير المعوذتين؛ كالتعويذة التي كان يعوّذ بها الحسن والحسين، وتعويذة جبريل عليه السلام التي أولها: (أعوذ بكلمات التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر...) ، وغيرها من التعويذات التي صحّت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يزل المسلمون يأخذون بها.
والأمر الثاني: أن جماهير العلماء على عدم النسخ، بل نصّ جماعة من شراح الأحايث على أن العائن إذا استُغسل فيجب عليه أن يَغسل ولو أن يُجبر على ذلك؛ كما ذكره المازري والنووي وابن عبد البر وابن حجر وغيرهم.
وأثر الزهري المشهور في صفة الاغتسال للعين وتداول العلماء له في كتبهم ونص الفقهاء في المذاهب الأربعة على وجوب غسل العائن كل ذلكمما يدل يقينا على عدم النسخ، وأن ما فهمه الطحاوي رحمه الله غير ظاهر من دلالة الحديث، ولذلك لم يذهب إليه أحد من الأئمة المعروفين فيما أعلم.
ثم إنّ الاغتسال علاج قد جعل الله له أثراً معلوما، وهو مما يدرك أثره بالتجربة ، ولم يزل الناس يعرفون أثر الاغتسال في أحوال كثيرة ويحفظ الناس من قصص الشفاء بسبب الاغتسال ما لا يكاد يُحصى كثرة، وهو في الأصل يكفي فيه الإذن مع ثبوت نفعه بالتجربة حتى لو لم يرد في السنة الأمر به؛ فكيف وقد صحّ فيه سنة نبوية مشهورة، وصحّ إلزام من استغسل بأن يغسل كما في صحيح مسلم وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).
ولو كان الاغتسال غير نافع لنهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما نهى عن كثير من الأمور التي لا تنفع مما كانت العرب تفعله في الجاهلية.


الساعة الآن 08:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir