![]() |
الفصل الثالث أدب الطالب مع شيخه تلخيص درس (رعاية حرمة الشخ) -لابد ان يثق الطالب بشيخه حتى يستفيد منه الفائدة المرجوة ، لان الشيخ لم يجلس للتعليم الا وهو يرى نفسه اهل لذلك ، وكذلك الطالب لم يات اليه الا وهو يعتقد انه اهل لذلك . فاذا لم يثق الطالب بمعلمه واصبحت نفسه قلقة فانه يضيع عليه الوقت ويضيع عليه التحصيل. من آداب الطالب مع شيخه: خذ بمجامع الآداب مع شيخك في: 1- جلوسك معه: فلا تمد رجليك ولايديك في مجلسه لان هذا سوء ادب ولاتجلس متكئا لاسيما في مكان الطلب. 2- والتحدث اليه : لاتتحدث معه كأنما تتحدث مع قرينك بل يجب ان تتحدث معه باحترام وتواضع. 3- وحسن السؤال والاستماع : حسن السؤال: لايسأل بدون استئذان ويسأل بهدوء ورفق ويقدم بين يدي سؤاله احد عبارات التأدب مثل : احسن الله اليك ، وبارك الله فيك والاستماع: بحيث يكون قلب الطالب وقالبه متجها الى شيخه. 4- حسن الادب في تصفح الكتاب امامه ومع الكتاب : فلابد ان يتصفح الطالب الكتاب برفق تادبا مع الشيخ ورفقا بالكتاب لئلا يتمزق. 5- ترك التطاول والمماراة امامه: التطاول : ليس امرا محسوسا لكن النفس تشعر به . المماراة: بان تجادل الشيخ فتاتي بمسائل افتراضية وتعنت في سؤال الشيخ. 6- عدم التقدم عليه بكلام او مسير : 7- او اكثار الكلام عنده : وهذا فيه تفصيل فان كان مجلس علم فلا تكثر الكلام عنده. وان كان مكان نزهة فلاباس في ذلك 8- او مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك : اي لايقطع الطالب كلام الشيخ فهذا من سوء الادب سواء كان ذلك داخل الدرس او خارجه. 9- او الالحاح عليه في جواب : فيعيد الطالب السؤال مرارا وربما قال للشيخ جاوب. 10- متجنبا الاكثار من السؤال لاسيما مع شهود الملأ فان هذا يوجب لك الغرور وله الملل. 11- ولاتناده باسمه مجردا : فلا تقل مثلا يامحمد ياعبد الله ياعلي 12- او مع لقبه : كقولك ياشيخ عبد الله ، حتى ولا بلقبه فلاتقل: ياشيخ . ولكن قل احسن الله اليك ماتقول ..ونحو ذلك 13- ولاتخاطبه بتاء الخطاب : فلاتقل مثلا قلت كذا وكذا او قلت في الدرس الماضي، لان فيها اساءة ادب. 14- او تناده من بعد من غير اضطرار: كأن يكون الشيخ في آخر الشارع فتناده يافلان يافلان الا من ضرورة بحيث يكون عليه خطر هو ، او انت مضطرا اليه . قال تعالى في التزام الادب مع معلم الناس الخير: ( لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) للعلماء في هذه الاية قولان: الأول : لاتنادوه باسمه ، كما ينادي بعضك بعضا . وهذا ماساقه المؤلف من اجله . الثاني : لاتجعلوا دعائه اياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم ان تجيبوه وان تمتثلوا امره وتجتنبوا نهيه بخلاف غيره. 15- والتزم توقير المجلس واظهار السرور من الدرس والافادة به: ولاتتململ وتفعل مايدل عليه كتقليب الكتاب والخط في الارض وتعديل الثياب. 16- واذا بدا لك خطأ من الشيخ فلا يسقطه من عينك فانه سبب لحرمانك من العلم لكن هل ينبه على الخطأ؟ نعم فلا يجوز ان يسكت الطالب على الخطأ . لكن هل الاليق ان ينبه داخل الدرس او خارجه؟ على حسب الحال. اذا كان من المصلحة التنبيه داخل الدرس كأن يكون هناك تسجيل فينبه داخل الدرس. اما اذا لم تقتض الضرورة ذلك فلينبه خارج الدرس. 17- واحذر ان تمارس معه مايضجره ومنه مايسمه المولدون( حرب الاعصاب): بمعنى امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل. 18- واذا بدا لك انتقال الى شيخ اخر فاستاذنه بذلك : فانه ادعى لحرمته واملك لقلبه . وكذلك فانه قد يعلم من هذا الشيخ مالاتعلمه فينصحك . لكن احذر صنيع الاعاجم من الخضوع الخارج من الشرع من لحس الايدي وتقبيل الاكتاف والقبض على اليمين باليمين والشمال _ لكن الصحيح لاباس به _ والانحناء عند السلام واستعمال الالفاظ الرخوة مثل سيدي ومولاي . |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : فهذا مختصر بعض مباحث الفصل الأول ، وقد تصرفت في مواضع منه تقديما وتأخيرا وتبويبا : ـ أصل الأصول فيها أن العلم عبادة ( صلاة السر ، وعبادة القلب ) ومن ثم ، فشرطاه : 1- إخلاص النية . وبفقدها بالرياء ونحوه يحبط العمل وينحط العبد ، ومن أمارات فسادها : الولع بـ " الطبوليات "، وتشوف عطايا السلطان . وقد قال سفيان الثوري -رحمه الله: " ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي ". 2- قفو أثر المعصوم - صلى الله عليه وسلم - وبه تتحقق السعادة في الدارين : حب الله ، وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم . ( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) كن على جادة السلف " أهل السنة والجماعة : نقاوة المسلمين ، وهم خير الناس للناس " ، ملتزما السنة ، تاركا للجدال ، والخوض في علم الكلام ، وما يجلب الآثام ، ويصد عن الشرع . ـ ملازمة خشية الله : روي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه : " هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل ". وقال الإمام أحمد : " أصل العلم خشية الله ". ـ دوام المراقبة لله - تعالى - في السر والعلن . ـ خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء ، والحذر من داء الجبابرة ( الكبر ) ، ومنه : التطاول على المعلم ، والاستنكاف من الإفادة ممن هو أدنى ، والتقصير عن العمل بالعلم ، وهو من صور الحرمان -نسأل الله العفو والعافية . وينبغي أن يهضم نفسه مع حسن ظنه بالله . قال الإمام الذهبي - رحمه الله :" ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها ." ـ القناعة والزهادة بالبعد عن الحرام والشبهات ، والاقتصاد في المعاش ، وصون النفس عن مواطن الذلة والهون .وهي خلة تدل على كمال العقل ؛ قال الإمام الشافعي - رحمه الله : " لو أوصى إنسان لأعقل الناس ، صُرف للزهاد ". وأظهر مواطنها المعاملات ؛ ولذا لما قيل للإمام أبو محمد بن الحسن الشيباني - رحمه الله " ألا تصنف في الزهد " قال : " لقد صنفت كتابا في البيوع ." ـ التَّحَلِّي بـ ( رَوْنَقِ العِلْمِ ) حُسْنِ السمْتِ ، والْهَدْيِ الصالحِ ، من دَوامِ السكينةِ والوَقارِ والخشوعِ والتواضُعِ ولزومِ الْمَحَجَّةِ بعِمارةِ الظاهِرِ والباطنِ والتَّخَلِّي عن نواقِضِها . وعن ابنِ سيرينَ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ : ( كَانُوا يَتَعَلَّمُون الْهَدْيَ كما يَتَعَلَّمُون العِلْمَ ) وعن رجاءِ بنِ حَيْوَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ لرَجُلٍ : (حَدِّثْنَا ، ولا تُحَدِّثْنا عن مُتَمَاوِتٍ ولا طَعَّانٍ ) رواهما الخطيبُ في ( الجامِعِ ) وقالَ :( يَجِبُ على طالبِ الحديثِ أن يَتَجَنَّبَ : اللعِبَ ، والعَبَثَ ، والتبَذُّلَ في المجالِسِ بالسُّخْفِ والضحِكِ والقَهْقَهَةِ وكثرةِ التنادُرِ وإدمانِ الْمِزاحِ والإكثارِ منه ، فإنما يُستجازُ من الْمِزاحِ بيَسيرِه ونادِرِه وطَريفِه والذي لا يَخْرُجُ عن حدِّ الأَدَبِ وطَريقةِ العلمِ ، فأمَّا متَّصِلُه وفاحِشُه وسخيفُه وما أَوْغَرَ منه الصدورَ وجَلَبَ الشرَّ فإنه مَذمومٌ وكثرةُ الْمِزاحِ والضحِكِ يَضَعُ من القدْرِ ويُزيلُ الْمُروءةَ ) اهـ . وقد قيلَ : ( مَنْ أَكْثَرَ مِن شيءٍ عُرِفَ به ) ، وعن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ : ( جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه ) وفي كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في القَضاءِ : ( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ ) . ( لأهمية المبحث الأخير ونقوله ، نقلته وأبقيت على جله ). والله الموفق . |
الفصل الثالث تابع ادب الطالب مع شيخه 19- رأس مالك ايها الطالب من شيخك القدوة بصالح اخلاقه وكريم شمائله اما التلقي والتلقين فهو ربح زائد . لكن في الواقع هو مقصود ايضا بل هو الاصل لاتقلد الشيخ بصوت او نغمة او مشية وحركة وهيئة : اما اذا كانت مشيته كمشية النبي صلى الله عليه وسلم ، واذا كانت هيئته محمودة فلابأس من تقليده فلا يمنع التقليد مطلقا ولايقلد مطلقا 20- نشاط الشيخ في درسه فكلما كان الطالب منتبها للدرس متفاعل مع شيخه كلما كان الشيخ اكثر عطاء . عكس اذا كان خاملا فاترا فانه يكون سبب في انقطاع شيخه قال الخطيب البغدادي : حق الفائدة الا تساق الى الا مبتغيها ولا تعرض الا على الراغب فيها فاذا راى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت فان بعض الادباء قال نشاط القائل على قدر فهم المستمع 21-الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة وهي تختلف من شيخ لاخر: لان بعضهم سريع وبعضهم يملي املاء وبعضهم يلقي القاء وبعضهم لايستحق ان تكتب عنه شئ لهذه الكتابة ادب وشرط الادب: ان تخبره انك ستكتب عنه او انك ستسجل عنه لان بعض المشايخ لايرضى ان يكتب عنه شئ بمعنى انك تستاذن منه هل اقرار الشيخ اذن؟ نعم بشرط القدرة على الانكار فاذا لم يقدر على الانكار فلا يعتبر اذن. الشرط: انك تشير انك كتبته من سماعه من درسه حتى يتبين للقارئ فلا يظن انه املاه عليك املاء وهناك فرق بين كتابة الاملاء وبين مايكتبه الطالب عن شيخه حال درسه وهو مايسمى بكتابة التقرير. |
الفصل الثالث تلخيص درس (التلقي عن المبتدع) من علامات المبتدع 1- يحكم الهوى ويسميه العقل ويعدل عن النص اهل البدع يتبعون اهوائهم في العقيدة ويسمون ذلك العقل وفي الحقيقة انه عقل لكنه عَقَلَهُم عن الهدى الى اتباع الهوى . ( ويعدل عن النص ): ويقولون دل العقل على خلافه ولايمكن لاي عقل صريح خالي من الشبهات والشهوات ان يخالف النقل الصحيح لكن العلة اما ان تكون في النقل غير صحيح واما العقل غير صريح . لذلك ينعى الله على المخالفين للرسل عليهم عقولهم بقوله ( أفلا يعقلون) ،( لايفقهون) وما اشبه ذلك . 2-ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح واكثر ما يكون ذلك في القصاص والوعاظ فيحشون ادمغتهم بالاحاديث الضعيفة من اجل تهييج الناس ترغيبا او ترهيبا. مسميات اهل البدع: -اهل الشبهات -اهل الاهواء -الاصاغر (تسمية بن المبارك). وكل من خالف النص فهو صغير. قال الذهبي : ( اذا رايت المتكلم المبتدع يقول : دعنا من الكتاب والاحاديث وهات العقل فاعلم انه ابو جهل واذا رايت السالك التوحيدي يقول : دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد فاعلم انه ابليس قد ظهر بصورة بشر او قد حل فيه فان جبنت منه فاهرب والا فاصرعه وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه ) * الاخذ عن المبتدع : - عن مالك رحمه الله تعالى قال: ( لايؤخذ العلم عن اربعة : سفيه يعلن السفه وان كان اروى الناس ، وصاحب بدعة يدعم الى هواه ، ومن يكذب في حديث الناس، وان كنت لا اتهمه في الحديث ، وصالح عابد فاضل اذا كان لايحفظ ما يحدث به ) - اذا كنت في السعة والاختيار فلاتأخذ عن مبتدع : رافضي او خارجي او مرجي او قدري او قبوري . وفي الشرح : وظاهر كلام الشيخ انه لايؤخذ عن صاحب البدعة شيئا حتى فيما لايتعلق بدعته لان ذلك يوجب مفسدتين: المفسدة الاولى : اغتراره بنفسه فيحسب انه على حق المفسدة الثانية : اغترار الناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم والعامي لايفرق بين علم النحو وعلم العقيدة. * نبذ أهل السنة لاهل البدع : - كان السلف يحتسبون الاستخفاف بهم وتحقيرهم ورفض المبتدع وبدعته ويحذرون من مخالطتهم ومشاورتهم ومؤاكلتهم - كان من السلف من لايصلي على جنازة مبتدع فينصرف. وقد وقع ذلك ايضا من العلامة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله وهذا اذا كانت بدعته مكفرة فلا تجوز الصلاة عليه لقوله تعالى في المنافقين ( ولا تصل على احد منهم مات ابدا) . اما اذا كان بدعته غير مكفرة فهذا ينظر فيما يترتب على ترك الصلاة عليه من المفسدة او عدمها ، فاذا كان اهل السنة اقوياء واهل البدعة في عنفوان دعوتهم فلاشك ان ترك الصلاة عليهم اولى فربما يحصل بذلك ردع عظيم لهم - وكان من السلف من ينهى عن الصلاة خلفهم وينهى عن حكاية بدعهم - وكان سهل التستري لايرى اباحة الاكل من الميتة للمبتدع عند الاضطرار لانه لقوله تعالى ( فمن اضطر غير باغ) فهو باغ ببدعته في الشرح : هذا ان كانت بدعته مكفرة فلا يحل له اكل الميتة ولا اكل المذكاة لقوله تعالى: ( ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا واحسنوا). اما اذا كانت بدعته مفسقة ففيما قاله عبدالله التستري نظر لان الصحيح في قوله تعالى (فمن اضطر غير باغ ولاعاد ) اي غير مبتغ لاكل الميتة ولاعاد : اي غير معتد لاكل ما يحتاج اليه والدليل على ان هذا هو الصحيح قوله تعالى :( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم ) ومن العلماء من قال ان الباغي هو من بغى على الامام وليس كل فاعل معصية - وكانوا يطردونهم من مجالسهم كما في قصة الامام مالك رحمه الله مع من ساله كيفية كيفية الاستواء وفيه بعد جوابه المشهور ( اظنك صاحب بدعة) وامر به فاخرج في الشرح: وللشيخ ان يطرد من مجلسه مادون ذلك اذا راى من احد الطلبة انه يريد ان يفسد الطلب عند زملائه بحيث يعتدون على الشيخ ولا يهابونه لان في ذلك مفسدة من اسباب نفرة السلف من المبتدعة : - حذرا من شرهم - تحجيما لانتشار بدعهم - كسرا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع - لان في معاشرة السني للمبتدع تزكية له لدى المبتدئ و العامي العامي: مشتق من العمى فهو بيد من يقوده غالبا والصحيح : ان العامي مشتق من العموم اي عموم الناس الذين لايتميزون بشئ يخصهم. * احذر الاخذ عن صاحب البدعة في حال السعة والاختيار، اما اذا كنت في دراسة نظامية لا خيار لك فاحذر منه مع الاستعاذة من شره . * روي عن عبد الرحمن المقرئ انه حدث عن مرجئ فقيل له لم تحدث عن مرجئ؟ فقال : (ابيعكم اللحم بالعظام) يستفاد منه : انه اذا دعت الحاجة للتحديث عن صاحب بدعة فانه يحدث لكن يبين حاله مالم تكن بدعته مكفرة فانه لايقبل منه الحديث. *من عقيدة اهل السنة والجماعة في اصحاب البدع: ما ورد في (العقيدة السلفية) لشيخ الاسلام ابي عثمان اسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني قال رحمه الله: - ويبغضون اهل البدع الذين يحدثون في الدين ماليس منه ،ولايحبونه في الشرح : اذا كانت البدعة غر مكفرة فانه يبغض من وجه ويحب من وجه ،لكن بدعته تبغض من كل وجه. - ولايصحبونه اذا كانت صحبته تاليفا له ودعوة فلاباس بشرط انه اذا يئس من صلاحه تركه. - ولا يسمعون كلامهم ولايجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم لا يسمعون كلامهم:اذا لم يكن في ذلك فائدة فان كان في ذلك فائدة بحيث يسمع كلامهم ليرى ماعندهم من الباطل فيرد عليهم فان السماع هنا واجب.وكذلك فانه لايسمع اقوال اهل البدع من اعدائهم بل من كتبهم لانه ربما تشوه المقالة . ولايجادلونهم في الدين : وهذا يجب ان يقيد لان الله تعالى قال (وجادلوهم بالتي هي احسن) فاذا كانت المجادلة لبيان الحق فلابد منها.لكن اذا كان الرجل يجادل مماراة فانه يترك. - ويرون صون آذانهم عن سماع اباطيلهم التي اذا مرت بالاذان وقرت في القلوب ضرت وجرت اليها من الوساويس والخطرات والتفصيل في ذلك انه: اذا كان الانسان يخشى على نفسه من سماع البدع أن يقع في قلبه شئ فالواجب عليه البعد وعدم السماع اما اذا كان من القوة واليقين والثبات ما لايؤثر عليه سماعها ينظر اذا كان في ذلك مصلحة سمعها واستحب له ذلك ، وان لم يكن في ذلك مصلحة فالاولى عدم سماعها لما في ذلك من اضاعة الوقت واللغو - قال تعالى :(واذا رأيت الذين يخوضون في ءاياتنا فأعض عنهم حتى يخوضو في حديث غيره) اذا كان الانسان يريد معرفة ماهم عليه من الباطل ليرده فهو لايدخل في هذه الاية. * شروط وحدود اطلاق كلمة مبتدع : يتبين هذا من تعريف البدعة البدعة : هي التعبد لله عزوجل بغير ماشرع وبغير ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه من عقيدة او قول او فعل. التعبد: خرج بذلك الامور العادية وان لم تكن معروفة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فانها لاتضر ، لكن اذا فعل الانسان عبادة يدين الله بها سواء من عقيدة او قول او فعل فهذه هي البدعة ومن تلبس بها فهو مبتدع. * التبرؤ من اهل البدع - اورد النووي في كتابه الاذكار : (باب: التبرئ من اهل البدع والمعاصي ) حديث ابي موسى الاشعري (ان رسول الله صل الله عليه وسلم برئ من الصالقة ،والحالقة ، والشاقة) متفق عليه الصالقة : هي التي ترفع صوتها بالنياحة الحالقة : التي تحلق شعرها تسخطا ، وسواء حلقته بالموس ام نتفته باليد الشاقة: التي تشق الجيب عند المصيبة. - وعن بن عمر براءته من القدرية.رواه مسلم وهم الذين ينفون القدر ويقولون ان الامر انف وان الله لم يقدره من قبل * والامر في هجر المبتدع ينبني على مراعاة المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها. * تظهر المبتدعة وتكثر اذا قل العلم وفشا الجهل. - يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى: (فان هذا الصنف يكثرون ويظهرون اذا كثرت الجاهلية واهلها ، ولم يكن هناك من اهل العلم بالنبوة و المتابعة لها من يظهر انوارها الماحية لظلمة الضلال ويكشف ما في خلالها من الافك والشرك والمحال ) * اذا اشتد ساعدك في العلم فاقمع المبتدع وبدعته بالسان الحجة والبيان. |
تلخيص الدرس الأول من مادة حلية طالب العلم
1 ـ العلم عبادة
شرط العبادة إخلاص النية ـ إخلاص النية لله سبحانه وتعالى لقوله: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) صدق الله العظيم ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرىْ مانوى ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فإذا فقد العلم إخلاص النية انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات أمثلة لتحطم العلم 1 ـ الرياء 2 ـ رياء الشرك 3 ـ رياء اخلاص 4 ـ مثل التسميع ( بأن يقول مسمعاً: علمت وحفظت ) الواجب / التخلص ممن يشوب نيتك فى صدق الطلب ومنها / ـ حب الظهور. ـ والتفوق على الأقران. ـ وجعله سلماً لأغراض وأعراض من جاه أو مال أو تعظيم أو سمعة، أو طلب شكر ، أو صرف وجوه الناس إليك فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية أفسدتها وذهبت بركة العلم. *************************************************** 2- كن على جادة السلف الصالح كن سلفياً على الجادة طريق السلف الصالح منالصحابة رضى الله عنهم فمن بعدهم ممن قفا أثرهم ( العلماء ) في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات وغيرها متميزاً بالتزام آثار رسول اللهصلى الله عليه وسلم .وترك الجدا، والمراءه، والخوض في علم الكلام وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله هم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : “وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” . *************************************************** 3 - ملازمة خشية الله تعالى: التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى ـ محافظاً على شعائر الإسلام. ـ وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها. ـ دالاً على الله بعلمك وسمتك وعلمك. ـ متحلياً بالرجولة والمساهلة والسمت الصالح. قال الإمام أحمد رحمهالله : “أصل العلم خشية الله تعالى”. فالزم خشية الله في السر والعلن . *************************************************** 4 - دوام المراقبة: التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء . *************************************************** 5 - خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء: التحلىبآداب النفس : ـ من العفاف & والحلم & الصبر & التواضع للحق & سكون الطائر & الوقار والرزانة & خفض الجناج & تحمل ذل التعلم لعزة العلم & ذليلاً للحق . نواقض أداب النفس : ( الحذر منها ) ـ الخيلاء فإنه نفاق وكبرياء . ـ واحذر داء الجبابرة (الكبر) . ـ فتطاولك على معلمك كبرياء. ـ واستنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء. ـ وتقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر. – اللصوق إلى الأرض. الواجب / الإزراء على النفس وهضمهاومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة أو حب ظهور أو عجب.. ****************************************************************************** 6 - القناعة والزهادة: التحلي بالقناعة والزهادة وحقيقة الزهد الزهد بالحرام والابتعاد عن حماه، بالكف عن المشتهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس. وعليه فليكن الزاهد معتدلاً في معاشه بما لا يشينه . ****************************************************************************** 7 - التحلي برونق العلم: التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت والهدى الصالح من دوام السكينة والوقار والخشوع والتواضع ولزوم المحجة بعمارة الظاهر والباطن والتخلي عن نواقضها. وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: “كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم " المحظورات التى يجب لطالب العلم الإبتعاد عنها وتجنبها : 1 ـ اللعب 2 ـ العبث 3 ـ التبذل في المجالس ( بالسخف والضحك والقهقهة ) . 4 ـ كثرة التنادر. 5 ـ وإدمان المزاح والإكثار منه يجوز فى المزاح / بيسيرة ونادرة وطريفة . والذي لا يخرج عن حد الأدب. وطريقة العلم فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم. وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة. وقد قيل:”من أكثرمن شيء عرف به . ****************************************************************************** 8 ـ التحلي بـ (المروءة)، التحلى بمكارم الأخلاق ـ طلاقة الوجه ـ وإفشاء السلام ـ وتحمل الناس. ـ والأنفة من غير كبرياء. ـ والعزة فيغير جبروت. ـ والشهامة في غير عصبية. ـ والحمية في غير جاهلية. ****************************************************************************** 9 - التمتع بخصال الرجولة: تمتع بخصال الرجولة ـ الشجاعة، ـ وشدة البأس في الحق. ـ ومكارم الأخلاق. ـ والبذل في سبيل المعروف حتى تنقطع دونك آمال الرجال. نواقض خصال الرجوله ـ الخوف. ـ ضعف الجأش. ـ وقلة الصبر. ـ وضعف المكارم فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق . 10 - هجر الترفه: لا تسترسل في (التنعم والرفاهية) فإن ”البذاذة من الإيمان" فكن حذراً في لباسك لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء والتكوين والذوق. ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من: الرصانة والتعقلأو التمشيخ والرهبنة.أو التصابي وحب الظهور.فخذ من اللباس ما يزينكولا يشينك. ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز . وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه“أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب”.أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظمفي نفوسهم ما لديه من الحق. ****************************************************************************** 11 - الإعراض عن مجالس اللغو: لا تَطَأْ بِساطَ مَنيَغْشُونَ في نادِيهم الْمُنْكَرَ ويَهْتِكُون أستارَ الأَدَبِ مُتَغَابِيًا عنذلك ، فإنْ فعَلْتَ ذلك فإنَّ جِنايَتَكَ على العِلْمِ وأَهْلِه عظيمةٌ. ****************************************************************************** 12 - الإعراض عن الهيشات: ( الهيشات : الفتن ) التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط، وهذا ينافي أدب الطلب. ****************************************************************************** 13 - التحلي بالرفق: إلتزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة. ****************************************************************************** 14 – التأمل: التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”. وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟ وما هي عائدته؟ وتحرز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق، وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد، وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا. ****************************************************************************** 15 - الثبات والتثبت: تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”. وشكراً |
الفصل السادس التحلي بالعمل (علامات العلم النافع) * من علامات العلم النافع 1- العمل به أن تؤمن بما علمت ثم تعمل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( القرآن حجة لك أو عليك ) حديث صحيح ولم يقل :لك أو عليك أو لا لك ولاعليك فالعلم إمانفع أو ضار 2- كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق يزكي نفسه ويرى أن ماقاله هو الصواب وأن غيره فهو مُخطئ كذلك يحب المدح تجده يسأل ماذا قالوا لما تحدثوا عنه؟ وإذا قالوا : إنهم مدحوك وأثنو عليك تكبر والعياذ بالله 3- تكاثر تواضعك كلما ازددت علماً يعني كلما تزداد علماً تزداد تواضعاً وليس تكبراً 4- الهرب من حب الترؤس والشهرة والدُنيا يعني لاتحاول أن تكون رئيساً لأجل علمك,لاتحاول أن تجعل علمك مطية إلى نيل الدنيا , لكن لو جادلت شخصاً لإثبات الحق ينبغي أن تجعل نفسك فوقه وليس دونه لأنك لو شعرت بأنك دونه مااستطعت أن تجادله. 5- هجر دعوى العلم معناها : لاتدعي العلم,لاتقول أنا العالم ومتى كان في المجلس تصدر وإذا أراد أحد أن يتكلم يقول:اسكت أنا أعلم منك 6-إساءة الظن بالنفس وإحسانه بالناس ,تنزهاً عن الوقوع بهم أن يسئ الظن بنفسه من أجل أن تحترس منه لأنك لو أحسنت الظن به لأفضت إليه كل مافي صدرك ولكن ليس الأمر كذلك ــــــــــــــ زكاة العلم يجب أن تؤدي زكاة العلم صادعاً بالحق,أماراً بالمعروف, نهاءً عن المنكر,موازناً بين المصالح والمضار,ناشراً للعلم,وحب النفع وبذل الجاه , والشفاعة الحسنة في نوائب الحق والمعروف وعن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ ، أَوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ) ، رواه مسلِمٌ وغيرُه يقول الشيخ ابن عُثيمين رحمه الله : زكاة العلم تكون بأمورمنها: - نشر العلم كما يتصدق الإنسان بشيء من ماله فهذا العالم يتصدق بشيء من علمه وصدقة العلم أبقى دواماً وأقل كلفة ومؤنة معنى:أبقى دواماً:لأنه ربما كلمة من عالم تسمع ينتفع بها فئام من الناس ومازلنا الآن ننتفع بأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه وبأقوال السلف الصالح وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله تعالى ولم ننتفع بدرهم واحد ,وزكاة العلم لاتنقص العلم بل تزيده يزيد بكثرة الإنفاق منـه وينقص إن به كفا شددت ومن زكاة العلم: - العمل به لأن العمل به دعوة إليه وكثير من الناس يتأسون بالعالم وبأعماله أكثر مما يتأسون بأقواله وهذا بلاشك زكاة أيما زكاة. ومنها : أن يكون صداعاً للحق وهذا من جملة النشرولكن النشر قد يكون في حال السلامة والأمن على النفس وقد يكون في حالة الخطر,فيكون صداعاً بالحق. ومنها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكرهو عارف بالمعروف وعارف بالمنكرثم قائم بواجبه نحو هذه المعرفة. والمعروف- هو كل ماأمر الله ورسوله المنكر- كل مانهى الله عنه ورسوله موازناً بين المصالح والمضار: لأنه قد يكون من الحكمة ألا تنهي حسب ماتقتضيه المصلحة فالإنسان ينظرإلى المصالح والمضار ناشراً للعلم وحب النفع : يعني تنشر العلم بكل وسيلة من قول باللسان وكتابة بالبنان وبكل طريق وفي عصرنا هذا سخر الله لنا الطريق لنشر العلم فعليك أن تنتهز الفرصة من أجل نشر العلم . قوله :«قال بعض أهل العلم. فبدله صدقة ينتفع بها والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه» يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: هذا قصور والصواب خلاف ذلك أن المراد بالصدقةفي الحديث صدقة جارية,صدقة المال وأما صدقة العلم فذكرها بقوله : ( أو علم ينتفع به ) والمراد بالولد هنا( ولد بالنسب ) لاالولد بالتعليم *والأولى أن يقال:( ولبركة العلم ) أفضل من قول: ( ولشرف العلم ) لكونه يزيد بكثرة الإنفاق ووجه زيادته 1- أن الإنسان إذا علم الناس مكث علمه في قلبه واستقر وإذا غفل نسي. 2- أنه إذا علم الناس فلايخلو هذا التعليم من الفوائد الكثيرة بمناقشة أو سؤال فينمي علمه ويزداد وكم من استاذ تعلم من تلاميذه! فلهذا كان بذل العلم سبباً في كثرته وزيادته. ــــــــــــــ عِزَّةُ العُلماءِ *التحلي بعزة العلماء: صيانة للعلم وتعظيمه حماية جناب عِزه وشرفه وبقدر ماتبذله يكون الكسب منه ومن العمل به وبقدر ماتُهدِرُه يكون الفوتُ فإن الإنسان إذا صار علمه عن الدناءة وعن التطلع إلى مافي أيدي الناس وعن بذل نفسه فهو أشرف له وأعز, ولكن كون الإنسان لايسعى به إلى أهل الدنيا ولايقف على أعتابهم ولايبلغه إلى غير أهله وإن عظم قدره فيه تفصيل فيقال: إذا سعيت به إلى أهل الدنيا وكانوا ينتفعون بذلك فهذا خير ,وهو داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمــا إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم وأخذ يحدثهم موقف الساخر فهذا لاينبغي أن يهدي العلم إلة هؤلاء لأنه إهانة له ولعلمه . وإذا دخل على هؤلاء وجلس وتحدث ووجد وجوهاً تهش وأفئدة تطمئن فهنا يجب أن يفعل ولكل مقام مقال. *متع بصرك وبصيرتك بقراءة التراجم والسيرلأئمة مضوا ترا فيها بذل النفس في سبيل هذه الحماية مثل: كتاب ( من أخلاق العلماء ) لمحمد سليمان رحمه الله وكتاب ( الإسلام بين العلماء والحكام ) لعبدالعزيزالبدري رحمه الله *احذر أن يتمنْدلَ بك الكُبراء أو يمتطيك السُفهاء فتُتلاين في فتوى أو قضاء أو بحث أو خِطاب. |
عزة العلماء صيانة العلم وتعظيمة وحماية جنابه لاشك أنه عز وشرف, فإن الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة وعن التطلع إلى مافي أيدي الناس,وعن بذل نفسه فهو أشرف له وأعز ولكن كون الإنسان لايسعى به إلى أهل الدنيا ولايبلغه إلى غير أهله وإن عظم قدره فيه تفصيل: - فيقال إذا سعيت به إلى أهل الدنيا وكانوا ينتفعون بذلك فهذا خير,وهو داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. - أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم وأخذ يحدثهم,موقف الساخر المتململ,فهنا لاينبغي أن يهدي العلم لهم لأنه إهانة له وللعلم وإن دخل على هؤلاء وتحدث,ووجد وجوهاً تهش وأفئدة تطمئن,ووجد إقبالاً فهاهنا يجب أن يفعل ولكل مقام مقال. *يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: من أحسن مارأيت في هذا الدرس كتاب ( روضة العقلاء ) للبسني فيه فوائد عظيمة وكذلك ( سير أعلام النبلاء ). ـــــــــ المُداهنة لا المُداراة الفرق بينهما: المُداهنة: -أن يرضى الإنسان بما عليه قبيله,كأنه يقول:لكم دينكم ولي دين ويتركه. - فإنها تعنى الموافقة ولهذا جاءت بلفظ الدهن لأن الدهن يسهل الأمور المُداراة: -أن يعزم قلبه على الإنكار عليه لكنه يداريه فيتألفه تارة,ويؤجل الكلام معه تارة أخرى,وهكذا حتى تتحقق المصلحة. -أن المداراة يُراد بها الإصلاح لكن ! على وجه الحكمة والتدرج في الأمور. ـــــــــــ مايختص بالكتب من توجيهات *الغرام بالكُتُب يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : جمع الكتب مماينبغي لطالب العلم أن يهتم به,ولكن يبدأ بالأهم فالأهم واحرص على كتب الأمهات , والأصول دون المرلفات الحديثة لأن بعض المؤلفين حديثاً ليس عنده علم راسخ , عليك بالأمهات والأصل ككتب السلف فإنها خير وأبرك بكثيرمن كتب الخلف. ثم احذر أن تضم الكتب التي ليس فيها خير, فالكتب تنقسم إلى 3 أقسام: خير - وشر - ولاخير ولاشر فاحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير, هناك كتب أدب لكنها تقطع الوقت وتقتله من غير فائدة, وهناك كتب غامضة ذات أفكارمعينة ومنهج معين فهذه أيضاً لاتدخل مكتبتك. *قوام مكتبتك: عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الإستدلال,والتفقه في علل الأحكام, والغوص على أسرار المسائل, ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن قيم الجوزية , وعلى الجادة في ذلك من قبل ومن بعد كتب: - الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى، وأجل كتبه «التمهيد». 2- الحافظ ابن قدامة رحمه الله تعالى، وأرأس كتبه «المغني». 3- الإمام الحافظ النووي «م سنة 676 هـ» رحمه الله تعالى. 4- الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. 5- الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى. 6- الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى. 7- الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. 8- الحافظ الشوكاني رحمه الله تعالى. 9- الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. 10- كتب علماء الدعوة ومن أجمعها «الدرر السنية». 11- العلامة الصنعاني رحمه الله تعالى، لا سيما كتابه. النافع «سبل السلام». 12- العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله تعالى. 13- العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى، لا سيما كتابه :«أضواء البيان». *التعامل مع الكتب: التعامل مع الكتب يكون بأمور: 1- معرفة موضوعه,حتى يستفيد الإنسان منه لأنه يحتاج إلى التخصص 2- أن تعرف مصطلحاته,وهذا في الغالب يكون في المقدمة 3- معرفة أسبوبه وعباراته أما مايتعلق بأمر خارجي عن الكتاب عن التعامل مع الكتاب وهو التعليق بالهوامش أو بالحواشي فهذا أيضاً مما يجب لطالب العلم أن يغتنمه, وإذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح أو دليل أو إلى تعليق ويخشى أن ينساها فإنه يعلقها, إما بالهامش وهو الذي على يمينه أو يساره,وإما بالحاشية وهي التي تكون بالأسفل. *وكذلك أيضاً إذا كان الكتاب فيه فقه من المذاهب ورأيت أنه يخالف في حكم هذه المسألة فإنه من المستحسن أن تقيد المذهب في المذهب أو الحاشية . *ومنه: إذا حزت كتابا، فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا، أو قراءة لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه، أما إن جعلته مع فنه في المكتبة، فربما مر زمان وفات العمر دون النظر فيه، وهذا مجرب، يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: أكثر مايكون في حال الإنسان إذا جاءه كتاب جديد بتصفحه,أو كان كثيراً يقرأ الفهرس, قل أن أن تجد شخصاً إذا بك حال من حين يأتيك الكتاب أن تقرأه. ــــــــــــــــــــــــــ إعجام الكتابة إذا كتبت فأعجم الكتابة بإزالة عجمتها معناه : أزل عجمته بإعرابه وتشكيله وتنقيطه. وذلك بأمور: 1- وضوح الخط 2- رسمُه على قواعد الرسم ( الإملاء ) لابد أن تكون عالماً بالنحو ومن مؤبفاته: ( كتاب الإملاء ) لحسين والي ( قواعد الإملاء ) لعبدالسلام محمد هارون 3-النقط للمُعجم والإهمالُ للمُهمل 4- الشكلُ لما يُشكِلُ 5- تثبيت علامات الترقيم في غير آية أو حديث \ |
الفصلُ السابعُ الْمَحاذِيرُ - حِلْمُ اليَقَظَةِ - : إيَّاك و ( حِلْمَ اليَقَظَةِ ) بأن تَدَّعِيَ العلْمَ لِمَا لم تَعْلَمْ ، أو إتقانَ ما لم تُتْقِنْ ، فإن فَعَلْتَ ؛ فهو حِجابٌ كَثيفٌ عن الْعِلْمِ . أحيانا بعض الناس يري الحاضرين بأنه عالم مطلع، فتجده إذا سئل.... يسكت قليلاً- يعني كأنه يتأمل ويطلع على الأسرار ثم يرفع رأسه ويقول: هذه المسألة فيها قولان للعلماء !! ، ولو قلنا له ما هما القولين؟ يأتي بالقولين من عنده أو يقول تحتاج إلى مراجعة ، فالمهم أنك لا تدعي العلم ولا تنصب نفسك عالماً مفتياً وأنت لا علم عندك؛ لأن هذا من السفه في العقل والضلال في الدين. « فإن فعلت فهو حجاب كثيف عن العلم» لأن الإنسان إذا فعل هذا ، يقول خلاص أنا صرت عالم لا أحتاج إلى ان أطلب العلم فينحجب عن العلم بهذا الإعتقاد الباطل. ــــــــــــ احْذَرْ أن تكونَ ( أبا شِبْرٍ ) * قد قيل العلم 3 أشبارمن دخل في الشبر الأول تكبر, ومن دخل في الشبر الثاني تواضعَ ومن دخل في الشبر الثالث علمَ أنه ما يعلمُ الأول : يرى نفسه عالماً لكنه مُتكبر الثاني : تواضع لكنه متواضع ويرى نفسه عالماً الثالث : أنه جاهل لا يعلم وبالضرورة لن يتكبروهو يرى نفسه جاهلاً *هل الأخيرمحود أم مذموم بأن ترى نفسك جاهلاً؟ يقول الشيخ ابن عُثيمين رحمه الله إذا رأيت نفسك جاهلاً فاعلم أنك لن تقدم على عزم في الفتيا , فيا أخي ما دام الله فتح عليك وكنت عالماً حقاً مُتقناً فاعتبر نفسك عالماً ,, اجزم بالمسألة , لا تجعل الإنسان طريح الإحتمال , وإلا!!....ما أفدت الناس أما الإنسان الذي ليس عنده علم مُتمكن فهذا ينبغي أن يرى نفسه غير عالم. ـــــــــــ التَّصَدُّرُ قبلَ التأَهُّلِ احْذَرِ التَّصَدُّرَ قبلَ التأَهُّلِ ؛ فهو آفةٌ في العِلْمِ والعَمَلِ . وقد قيلَ : مَن تَصَدَّرَ قبلَ أَوانِه ؛ فقد تَصَدَّى لِهَوَانِهِ . * أيضا مما يجب الحذر منه، أن يتصدر الإنسان قبل أن يكون أهل للتصدر؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلا على أمور: الأول- إعجابه بنفسه، حيث تصدر فهو يرى نفسه علم الأعلام. الثاني- أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته بالأمور، وإذا الناس رأوه متصدرا، أوردوا عليه من المسائل ما يبين عواره. الثالث- إنه إذا تصدر قبل أن يتأهل، لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم، لأن غالب من كان هذا قصده الغالب أنه لا يبالي أن يحطم العلم تحطيما وأن يجيب عن كل ما سئل عنه. الرابع- أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق، لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره، وإن كان معه الحق كان هذا دليلاً على أنه ليس بأهل في العلم. |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله لقد جمعت تلخيص وترتيب متن حلية طالب العلم بشرحه للشيخ ابن عثيمين في ملف واحد للتحميل اضغط هنا |
جزاك الله خيرا
لكن لم يعمل معي الرابط! لو بإمكانك إعادة رفعه على المعهد: http://www.afaqattaiseer.com/vb/uploader.php |
التنمر بالعلم يعني أن يجعل الإنسان نمراً , فيأتي مثلاً إلى مسألة من المسائل ويبحثها ويحققها بأدلتها ومناقشتها مع العلماء, وإذا حضر مجلس يُشار إليه بالبنان يقول: ماذا تقول أحسن الله إليك في كذا وكذا؟ قال : هذا حرام مثلاً , ثم يأتي بالأدلة التي لايعرفها العالم, لأن العالم ليس مُحيطاً بكل شيء لكي يظهر نفسه أنه أعلم من هذا العالم. *أن الإنسان يجب أن يكون أديباً مه من هو أكبر منه, يجب أن يتأدب,وإذا كان من هو أكبر منه أخطأ في هذه المسألة فالخطأ يجب أن يبين لكن بصيغة لبقة أو ينتظر حتى يخرج م ع هذا العالم ويمشي ويتكلم معه بأدب, والعالم الذي يتقي الله إذا بان له الحق فإنه سوف يرجع إليه وسوف يبين للناس أنه رجع لكن يقول شيخنا العثيمين رحمه الله المهم ألا يكون هم طالب العلم أن يكون ريئساً في الناس لأن هذا من ابتغاء الدُنيا بالدين. ـــــــــــ تحبيرُ الكاغدِ كما يكونُ الحذَرُ من التأليفِ الخالي من الإبداعِ في مَقاصِدِ التأليفِ الثمانيةِ، والذي نِهايتُه ( تَحبيرُ الكاغَدِ ) فالْحَذَرَ من الاشتغالِ بالتصنيفِ قبلَ استكمالِ أَدواتِه ، واكتمالِ أهْلِيَّتِكَ ، والنضوجِ على يَدِ أشياخِك أمَّا الإشتغالُ بالتأليفِ النافعِ لِمَن قامَتْ أهْلِيَّتُه ، واستَكْمَلَ أَدواتِه وتَعَدَّدَتْ مَعارِفُه ، وتَمَرَّسَ به بَحْثًا ومُراجعةً ومُطالَعَةً وجَرْدًا لِمُطَوَّلاتِه وحِفْظًا لِمُخْتَصَرَاتِه ، واستذكارًا لمسائلِه ؛ فهو من أَفْضَلِ ما يَقومُ به النُّبلاءُ من الفُضلاءِ . قال الْخَطيبِ : ( مَن صَنَّفَ ؛ فقد جَعَلَ عقْلَه على طَبَقٍ يَعْرِضُه على الناسِ ) يقول شيخنا ابن عُثيمين رحمه الله: الآن تجد رسائل في مسألة معينة يكتبها أناس ليس لهم ذكر ولا معرفة، وإذا تأملت ما كتبوه وجدت أنه ليس صادرا عن علم راسخ، وأن كثيراً منه نقولات، وأحياناً ينسبون النقل إلى قائله، وأحيانا لا ينسبون، وعلى كل حال نحن لا نتكلم عن النيات، فالنية علمها عند الله عز وجل. لكن نقول: انتظر.... انتظر. وإذا كان لديك علم وقدرة فاشرح هذه الكتب الموجودة شرحاً لأن بعض هذه الكتب لا يوجد فيه الدليل على وجه كامل. ــــــــ مَوْقِفُكَ مِن وَهْمِ مَن سَبَقَكَ موقف الإنسان من وهم من سبقه أو من عاصره له جهتان: الجهة (1) التصحيح وهذا أمر واجب ويجب على كل انسان عثر على وهم انسان ولو كان من أكابر العلماء في عصره أو فيمن سبقه يجب عليه أن ينبه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ , لأن بيان هذا الوهم واجب,ولايمكن أن يضيع الحق لإحترام من قال بالباطل , لأن احترام الحق أولى من مراعاته. الجهة (2) في موقف الإنسان من وهم من سبقه أو من عاصره أن يقصد بذلك معايبه لاإظهار الحق من الباطل , وهذا يقع من انسان حاسد. فأنت في وهم من سبقك يجب أن يكون قصدك الحق، ومن كان قصده الحق وفق للقبول، أما من كان قصده أن يظهر عيوب الناس، فإن من تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في بيت أمه. *قوله:«إذا ظفرت بوهم لعالم فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط». يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا عثرت على وهم عالم فحاول أن تدفع اللوم عنه وأن تذب عنه لاسيما إذا كان من العلماء المشهود لهم بالعدالة والخير ونصح الأمة, أما من يفرح بوهمه فهذا لاينبغي حتى وإن كان قصدي تصحيح الخطأ, ولو كانت العبارة ( إذا ظفرت بوهم عالم فلاتفرح به للحط منه ولكن التمس العذر له وصحح الخطأ ) *:«فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام، ولا سيما المكثرين منهم» يقول أن المنصف يعني الذي يتكلم بالعدل ويتتبع أقوال العلماء يعلم أنه ما في عالم إلا وله أوهام وأخطاء، ولا سيما المكثر الذي يكثر الكتابة والفتوى. ولهذا قال بعضهم: من كثر كلامه، كثر سقطه. ومن قل كلامه، قل سقطه. قوله: ( وما يشغب بهذا ويفرح به للتنقص، إلا متعالم ) في الحقيقة لايفرح به للتنقص إلا انسان معتدي لامتعالي,معتدي يريد العدوان على الشخص نفسه,ويريد العدوان على العلم الصحيح, لأن الناس إذا وجدوا هذا العالم أخطأ في مسألة ضعف قوله, أو ضعفت قوة قوله عندهم حتى في المسائل الصحيحة. ــــــــ |
دَفْعُ الشُّبُهَاتِ ( لا تَجْعَلْ قلبَك كالسِّفِنْجَةِ تَتَلَقَّى ما يَرِدُ عليها فاجْتَنِبْ إثارةَ الشُّبَهِ وإيرادَها على نفسِك أو غيرِك )، هذه الوصية أوصى بها شيخ الإسلام ابن تيمية تلميذه ابن القيم قال: «لا تجعل قلبك كالإسفنجة يشرب ويقبل كل ما ورد عليه، ولكن اجعله زجاجة صافية تبين ما وراءها ولا تتأثر بما يرد عليها». كثير من الناس يكون قلبه غير مستقر ويورد شبهات. وقد قال العلماء رحمهم الله قولا حقا وهو: أننا لو طاوعنا الإيرادات العقلية ما بقي علينا نص إلا وهو محتمل مشتبه، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يأخذون بظاهر القرآن وبظاهر السنة، ولا يوردون: ولو قال قائل. نعم إن كان الإيراد قوياً أو كان هذا الإيراد قد أورد من قبل فحينئذ يبحث الإنسان. اترك الإيرادات وامش على الظاهر فهو الأصل، ولهذا اقرأوا الآن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة والأحاديث تجدون المسألة على ظاهرها. لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير. قالوا: يا رسول الله كيف ينزل؟ وهل السماء تسعه؟ وهل يخلو من العرش؟ هل قالوا هكذا؟! أبدا. لذلك أنصح نفسي وإياكم ألا توردوا هذا على أنفسكم، لا سيما في أمور الغيب المحضة، لأن العقل بحار فيها، ما يدركها، فدعها على ظاهرها ولا تتكلم فيها. قل سمعنا وآمنا وصدقنا، وما وراءنا أعظم مما نتخيل. فهذا مما ينبغي لطالب العلم أن يسلكه. ــــــــــ احْذَر اللَّحْنَ ابْتَعِدْ عن اللحْنِ في اللفظِ والكُتُبِ؛ فإنَّ عَدَمَ اللحْنِ جَلالةٌ وصفاءُ ذوقٍ ووُقوفٌ على مِلاحِ المعاني لسلامةِ الْمَبانِي ؛ فعن عمرَ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنه قالَ : ( تَعَلَّمُوا العربيَّةَ ؛ فإنها تَزيدُ في الْمُروءةِ ) . وقد وَرَدَ عن جَماعةٍ من السلَفِ أنهم كانوا يَضْرِبُونَ أولادَهم على اللَّحْنِ . وأَسْنَدَ الخطيبُ عن الرَّحْبيِّ قالَ : ( سَمِعْتُ بعضَ أصحابنِا يَقولُ : إذا كَتَبَ لَحَّانٌ ، فكَتَبَ عن اللَّحَّانِ لَحَّانٌ آخَرُ ؛ صارَ الحديثُ بالفارِسِيَّةِ ) اللحن معناه: الميل سواء كان في قواعد التصريف أو في قواعد الإعراب. ــــــــــ الإجهاضُ الفكريُّ معناه : إخراجِ الفِكرةِ قبلَ نُضُوجِها . أنك لا تتعجل من حين ما يتبين لك شيئا تخرجه، لا سيما إذا كان هذا الشيء الذي أنت تريد أن تخرجه مخالفاً لقول أكثر العلماء أو مخالفاً لما تقتضيه الأدلة الأخرى الصحيحة، لأن بعض الناس يمشي مع بنيات الطريق، فتجده إذا مر بحديث - ولو كان ضعيفاً شاذاً - أخذ به ثم قام يتكلم به في الناس، فيظن الناس لهذا أنه أدرك من العلم ما لم يدركه غيره. فنقول الذي بينك وبين الله: إذا رأيت حديثاً يدل على حكم تعارضه الأحاديث الصحيحة التي هي عماد الأمة، والتي تلقتها الأمة بالقبول فلا تتعجل، وكذلك إذا رأيته يدل على حكم خالف الجمهور، لا تتعجل. لكن إذا تبين لك الحق فلا بد من القول به. هذا سماه الشيخ بكر: ( الإجهاض الفكري ) يعني كأن امرأة وضعت حملها قبل أن يتم. الإسرائيلياتُ الجديدةُ : احْذَر الإسرائيليَّاتِ الجديدةَ في نَفَثَاتِ المستشرقين من يهودَ ونَصَارَى ؛ فهي أشدُّ نِكايةً وأعظَمُ خَطَرًا من الإسرائيليَّاتِ القديمةِ ؛ فإنَّ هذه قد وَضَحَ أمْرُها ببيانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الموْقِفَ منها ؛ ونَشْرِ العُلماءِ القولَ فيها ، أمَّا الجديدةُ الْمُتَسَرِّبَةُ إلى الفِكْرِ الإسلاميِّ في أعقابِ الثورةِ الحضارِيَّةِ واتِّصالِ العالَمِ بعضِه ببعضٍ ، وكَبْحِ المدِّ الإسلاميِّ ؛ فهي شرٌّ مَحْضٌ وبلاءٌ متَدَفِّقٌ ، وقد أخذَتْ بعضَ المسلمينَ عنها سِنَةٌ ، وخَفَضَ الْجَناحَ لها آخَرونَ فاحْذَرْ أن تَقَعَ فيها ، وَقَى اللهُ المسلمينَ شَرَّهَا . فالإسرائيلياتُ الجديدةُ : يريد بهذا الأفكار الدخيلة التي دخلت على المسلمين بواسطة اليهود والنصارى، فهي ليست إسرائيليات إخبارية، بل إسرائيليات فكرية دخل على كثير من الكتاب الأدبيين، وغير الأدبيين، أفكار دخيلة في الواقع، منها ما يتعلق بالمعاملات، ومنها ما يتعلق بالعبادات، ومنها ما يتعلق بالأنكحة المهم أن هناك أفكارا جديدة واردة اشتبهت على بعض كتاب المسلمين فيجب على الإنسان الحذر منها وأن يرجع إلى الأصول في هذه الأمور فإنها خير. |
احذر الجدل البيزنطي يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: وهو الجدل العقيم الذي لافائدة منه,أو الجدل الذي يؤدي إلى التنطع في المسائل والتعمق فيها بدون أن يكلفنا الله ذلك, لأنه لايزيدك إلا قسوة في القلب وكراهة للحق , أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق ويكون جدل مبني على السماحة وعدم التنطع ,فهذا أمر مأمور به قال تعالى: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة النحل مثالاً للجدل العقيم: جنس الملائكة ماهم؟ يجادل هؤلاء المتكلمون: جنسهم من كذا , جنسهم من كذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يسألون عن مثل هذه الأمور، لأنهم إذا سألوا وبحثوا ونقبوا، فإن الضريبة هي قسوة القلب، مؤكد. لكن إذا بقي الرب عز وجل محل الإجلال والتعظيم في قلبك، وعدم البحث في هذه الأمور صار هذا أجل وأعظم، فاستمسك به فهذا إن شاء الله هو الحق. ــــــــ لا طائفِيَّةَ ولا حِزبيَّةَ يُعْقَدُ الولاءُ والبَرَاءُ عليها يا طالبَ العلْمِ ! بارَكَ اللهُ فيك وفي عِلْمِك ؛ اطْلُب العِلْمَ واطْلُب العملَ وادْعُ إلى اللهِ تعالى على طَريقةِ السلَفِ . ولا تَكُنْ خَرَّاجًا وَلَّاجًا في الجماعاتِ ، والمسلمونَ جَميعُهم هم الجماعةُ وإنَّ يدَ اللهِ مع الجماعةِ ، فلا طائفِيَّةَ ولا حِزبيَّةَ في الإسلامِ . قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى عندَ عَلَامَةِ أهلِ العُبودِيَّةِ : ( العَلامةُ الثانيةُ : قولُه : ( ولم يُنْسَبُوا إلى اسمٍ ) ؛ أي : لم يَشْتَهِروا باسمٍ يُعرَفون به عندَ الناسِ من الأسماءِ التي صارَتْ أعلامًا لأهلِ الطريقِ ) . يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله : فمن الناس مثلاً من يتحزب إلى طائفة معينة، يقرر منهجها ويستدل عليه بالأدلة التي قد تكون دليل عليه، وقد تكون دليل له ويحامي دونه، ويضلل من سواه حتى ولو كانوا أقرب إلى الحق منها ويأخذ بمبدأ: من ليس معي فهو علي. وهذا مبدأ خبيث، يعني بعض الناس يقول: إذا لم تكن معي فأنت علي، هناك وسط بين أن يكون لك أو عليك، وإذا كان عليك في الحق فليكن عليك فإنه في الحقيقة معك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « انصر أخاك ظالما أو مظلوماً ». ونصر الظالم أن تمنعه من الظلم، فلا حزبية في الإسلام. ولذلك لما ظهرت الأحزاب في المسلمين تنوعت الطرق وتفرقت الأمة، وصار بعضهم يضلل بعضا ويأكل لحم أخيه ميتاً، فالواجب عدم ذلك. الآن مثلاً يكون بعض الناس طالب علم عند شيخ من المشايخ، ينتصر لهذا الشيخ بالحق وبالباطل. وما في سواه يضلله ويبدعه ويرى أنه- شيخه- العالم المصلح، ومن سواه إما جاهل وإما مفسد، وهذا غلط كبير كن طالباً للعلم عاملاً به، داعياً إلى الحق. ثلاثة أشياء: صدق الطلب، العمل به، الدعوة. لا بد من هذا، أما مجرد أن تحشر العلوم ولا ينتفع الناس بعلمك، فهذا نقص كبير. وادع إلى الله على طريقة السلف. وما هي طريقة السلف في الدعوة إلى الله؟ هي التي أرشدهم الله إليها بقوله : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) سورة النحل: 125. لين في موضع اللين، وشدة في موضع الشدة. قوله:« ولا تكن خراجاً ولاجاً في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة، فالإسلام كله لك جادة ومنهج ». يقول: إن بعض الناس يكون ولاجاً خراجاً، بينما تجده منضماً إلى قوم أو فئة، اليوم تجده خارجاً منها ووالجاً في جهة أخرى، وهذا مضيعة للوقت، ودليل على أن الإنسان ليس له قاعدة يبني عليها حياته. قوله: « المسلمون جميعهم هم الجماعة، وأن يد الله مع الجماعة، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام ». بل يجب أن نكون أمة واحدة، وإن اختلفنا في الرأي، أما أن نكون أحزاباً: هذا إخواني- يعني من الإخوان المسلمين- وهذا سلفي، وهذا تبليغي. وهذا لا يجوز، الواجب أن كل هذه الأسماء ينبغي أن تزول. وتكون أمة واحدة، وحزب واحد على أعدائنا. قال: «وأعيذك بالله أن تتصدع، فتكون نهاباً بين الفرق، والطوائف، والمذاهب الباطلة، والأحزاب الغالية، تعقد سلطان الولاء والبراء عليها». هذه أيضاً طريق سيئة، أن يكون الإنسان نهابا بين الفرق والطوائف، يأخذ من هذا، ومن ثم لا يستقر على رأي. فإن هذه آفة عظيمة، والواجب على الإنسان أن يكون مختارا ما هو أنسب في العلم والدين ويستمر عليه وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:« من بورك له في شيء فليلزمه ». وهذه في الحقيقة قاعدة لمنهاج المسلم يجب أن يسير عليها، من بورك له في شيء فليلزمه وليستمر عليه حتى لا تتقطع أوقاته يوماً هنا ويوماً هنا. قوله: « فكن طالب علم على الجادةـ تقفوا الأثر، وتتبع السنن، تدعوا إلى الله على بصيرة عارفا لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم ». هذه أيضا وصية نافعة، أن الإنسان ينبغي له أن يتبع الأثر وأن يدع الأهواء والأفكار الواردة على الإسلام والتي هي في الحقيقة دخيلة على الإسلام وبعيدة الوضوح. ثم نقل كلام ابن القيم: (العلامة الثانية) قوله: «ولم ينسبوا إلى اسم» أي: لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس من الأسماء التي صارت أعلاماً لأهل الطريق. وأيضاً، فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه، فيعرفون به دون غيره من الأعمال، فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة. وأما العبودية المطلقة، فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها. هذا هو الصحيح، العبودية المطلقة أن يعبد الإنسان ربه على حسب ما تقتضيه الشريعة. مرة من المصلين، ومرة من الصائمين، ومرة من المجاهدين ومرة من المتصدقين حسب ما تقتضيه المصلحة، ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم هكذا حاله، لا تكاد تراه صائماً إلا وجدته صائماً ولا مفطراً إلا وجدته مفطراً، ولا قائماً إلا وجدته قائماً. يتبع المصلحة، أحياناً يترك الأشياء التي يحبها من أجل مصلحة الناس، فإياك أن تكون قاصراً على عبادة معينة، بحيث لا تتزحزح عنها. ـــــــــ نواقض هذه الحلية نواقض حلية طالب العلم: - إفشاء السر - نقل الكلام من قوم إلى آخرين - الصلف واللسانة - كثرة المزاح - الدخول في حديث بين اثنين - الحقد - الحسد - سوء الظن - مجالسة المبتدعة - نقل الخُطى إلى المحارم (1) إفشاء السرمحرم: لأنه خيانة للأمانة, فإذا استكتمك الإنسان حديثاً فلايحل لك أن تفشيه لأي أحد كان , واحذر أن يخدعك أحد لأن بعض الناس يظن أنه أفشي إليك ثم يأتي وكأن الأمر مسلم أنه علم بذلك فيقول مثل اًما شاء الله,من أدراك عن كذا وكذا , فيظن أنه قد أعلن ثم يفظي الناس أنه طريقة تجسس من بعض الناس. قال العلماء:وإذا حدثك الإنسان بحديث والتفت فقد استأمنك فهو أمانة وسر فلايجوز أن تفشيه,حتى وإن لم يقل لاتخبر أحداً. (2) نقل الكلام من قوم إلى آخرين هذه هي النميمة, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:( لايدخل الجنة قتات ) أي: نمام خلاصة حكم المحدث: صحيح فهو من كبائر الذنوب. (3) الصلف واللسانة الصلف: التشدد في الشيء يكون الإنسان غير لين لابمقالة ولابحاله, بل هو صلت ولسن, يعني رفيع الصوت, أو عنده بياناً يبدي به الباطل ويخفي به الحق, أما قوة الصوت وارتفاعه فإنه ليس إلى اللسانة,هذه من خلقة الله . (4) كثرة المزاح ولم يقل المزاح لأن المزاح في الكلام كالملح في الطعام إن أكثرت منه فسد الطعام, وإن لم تجعل فيه الملح لم يشته إليه الطعام, فكثرة المزاح تذهب الهيبة, وتنزل مرتبة طالب العلم, أما المزاح اللطيق والقليل الذي يُقصد به إدخال السرور على قلب مُسلم فهو من السنة, فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولايقول إلا حقاً, جاء رجل يريد أن يحمله على بعير يجاهد عليها في سبيل الله,فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنا حلملوك على ولد الناقة ) فقال الرجل كيف؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وهل تلد الإبل إلا النوق ) فهذا مزاح ولكنه حق. (5) الدخول في حديث بين اثنين: فإن بعض الناس إذا رأى اثنين يتحدثان, دخل بينهما وهذا كالمتسلق للجدار, لم يأت البيوت من أبوابها. فإذا رأيت اثنين يتحدثان لاينبغي أن تقترب منهما بل من الأدب والمروءة أن تبتعد, لأنه ربما يكون بينهما حديث السر ويخجلان أن يقولا لك أبعد, فالحديث سر, أو إذا كانا لايستطيعان ذلك عدلاً عن حديث السر فقطعت حديثهما. (6) الحقد: يعني الكراهية والبغضاء فإن بعض الناس إذا رأى أن الله أنعم على غيره نعمة حقد عليه, مع أن هذا الذي أنعم عليه لم يتعرض له بسوء, لكن حاقد عليه وماقصة ابني آدم ( هابيل وقابيل ) بغريب علينا, فلا يجوز للإنسان أن يحقد على أخيه المُسلم، ولا سيما أن يكون سبب الحقد ما من الله عليه من النعمة سواء دينياً أو دنيوياً. (7) الحسد: من أخلاق اليهود, معنى الحسد: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( الحسد كراهة نعمة الله على غيره ) يعني مايتمنى زوالها ولكن يكره أن الله أنعم على هذا الإنسان بهذه النعمة, فأما لو تمنى أن يرزقه الله مثلها فليس هذا حسد, بل غبطة , كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام:( لاحسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً ، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها ). خلاصة حكم المحدث: صحيح (8) سوء الظن: أن يظن بغيره ظناً سيئاً,مثل أن تقول: لم يتصدق هذا إلا رياء, فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة, أما من ظاهره غير العدالة فلاحرج أن يكون في نفسك سوء الظن به, لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول مافي نفسك من هذا الوهم, لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بناء على وهم كاذب لاحقيقة له. قال الله تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) سورة الحجرات:12 ولم يقل كل الظن, لأن بعض الظنون لها أصل ولها مبرر. (9) مجالسة المبتدعة: بل قال الشيخ ابن عثيمين مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة, سواء كان ذلك لإبتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ماأشبه ذلك, فينبغي لطالب العلم أن يكون مرتفعاً عن مجالسة من تخدش مجالستهم أو تخدش الدين, فإذا وجدنا مُبتدعاً في مقام تعليم عنده طلاقة في اللسان وسحر في البيان فلايجوز أن نجلس إليه,لماذا؟ 1-لأننا نخشى من شره, فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من البيان لسحرا.أو إن بعض البيان لسحر) خلاصة حكم المحدث:صحيح فقد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته 2-أن فيه تشجيع لهذا المبتدع واغترار الناس به ويزيده رفعة واغتراراً بما عنده من البدعة وغروراً في نفسه. 3-إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة, وقد لايتبين هذا إلا بعد حين. (10) نقل الخُطى إلى المحارم: يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة, يتبغي لطالب العلم أن يتجنب هذا بل إن بعض العلماء يقول: يتجنب حتى الخُطى إلى أمر ينتقده الناس فيه, كما لو ذهب طالب العلم إلى ميع النساء, النساء لها أسواق للبيع, فذهب طالب العلم لأسواق النساء هل هذل يحمد عليه أو يذم ؟ يذم عليه, يُقال فلان طالب علم يذهب لأسواق النساء. *أن طالب العلم مُحترم فلاينزل نفسه إلى ساحة الذل والضعة, بل كن كما ينبغي أن تكون, لأن طالب العلم شرفه الله بالعلم وجعله قدوة, حتى إن الله رد أمور الناس عند الإشكال إلى العلماء فقال: ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) النحل:43 *هذه الحلية لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم وينبغي للإنسان أن يحرص عليها ويتبعها، لكن لا يعني ذلك أن يقتصر عليها بل هناك كذلك كتب أخرى صنفت في آداب العلم ما بين قليل وكثير ومتوسط، وأهم شيء أن الإنسان يترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم ويمشي عليها، فهي الحلية الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، كما قال سبحانه وتعالى : ( لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) سورة الأحزاب:21. نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه. الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ربي اجعله شاهداً لي لا علي يوم القيامة آمين |
1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضعت التلخيص والترتيب لحلية طالب العلم في ملف وورد ليسهل تحميله وطباعته تسهيلا للدراسة لمن لا يحبذ الدراسة المباشرة عن النت |
بسم الله الرحمن الرحيم
ام ابعد فاليكم تلخيص حلية طالب العلم للمؤلف الشيخ بكر ابو زيد المـــــقدمة *يجب على طالب العلم اذ لم يتحلى بالاخلاق الفاضلة فان طلبة للعلم لا فائدة لة * ولابد للانسان كلما علما شيئا من الفضائل والاعمال والعبادات ان يقوم بها فان لم يفعل فهو والجاهل سواء بل الجاهل احسن منة حالا لانة اذا علم انتفع بة بخلاف من علم ولم ينتفع بة *ولذالك يجب على طالب العلم ان يتحلى بالاخلاق الفاضلة والصبر والمصابرة والعفو والاحسان وتقوى الله لقولى تعالى (ولقد وصينا الذين اوتو الكتاب ان اتقو الله) *قولة الشيخ (لان كل شى اذا زاد عن حدة سوف يرجع الى جذرة) اى ان الشىء المحدود بمجرد اذا جاوز ذالك الحد كان عاقبتة ما اردة لصاحبة من النفع ضرارا علية لانة زاد عن حدة """ ولذالك فعلى طالب العلم ان لا يتسارع فى الطلب حتى لا يزداد على حدة فاذا زاد عن حدة فربما يقع بة الضرر لا علي نفسة بلى على المجتمع فيجب ان يراعو الحدود لئلا ينقلب قصدهم الى ضدهم *وعليك ان تعرف المقصود ان تنتصر لدين الله لا لغيرة *وقول الشيخ (اليوم اخوك يشد عضدك وياخذ بيدك وجاجعل صوع ) هنا فيها التفات من اين؟ من الغيبة الى الحضور تدل على الانتباة من البلاغات اللغوية الذى اعتمد علية الشيخ رحمة الله مثل قولة تعالى (ولقد اخذ الله ميثاق بنى اسرائيل) اخذ الله هذا غيب (وبعثنا منهم اثنا عشر نقيبا) وبعثنا هذا حضور *فالاداب ان كانت مسونة فضدها يكون مكروها وان كانت واجبا فضدها يكون محرما ولكن ليس على الاطلاق اذا ترك المسنونات فى الصلاة فقد فعل مكروها , فانما ترك المسونة اذا تضمن اساءة طالب العلم مع المعلم او مع زملائة فهذا يكون مكروها لا لانة تركة ولكن لزم لاساءة الادب , فاعلم أن ترك ادب من الاداب الواجبة فانما يكون محرما لانة ترك ادب من الاداب الواجبة *والادب ينقسم الى قسمين 1 - الاداب المستحبة " وهى التى من اداها أثيب عليها ومن تركها فلا اثم علية مثل :الوضوء قبل النوم 2 - الاداب الواجبة " وهى من تركها اثاب عليها مثل : عدم طاعة الوالدين او رفع البصر الى السماء اثناء الصلاة وهكذا فمن فعلها فهى محرم هذة الرسالة قد جعلها الشيخ لطالب العلم الشرعى وما يختص بة من محاسن الاخلاق الادب والعلم ومايشمل عموم الخلق وهذا ملخص المقدمة من كتاب حلية طالب العلم |
تابع تلخيص حلية طالب العلم
مع الفصل الاول اداب طالب العلم فى نفسة *العلم عبادة " وهى اصل الاصول وكما قال العلماء (العلم صلاة اليسر وعبادة القلب) وهو افضل العبادات * وقال الامام احمد (العلم لا يعدلة شى لمن صحت نيت قالو وكيف تصح النية يا ابا عبد الله قال ينوى رفع النية عن نفسة وعن غيرة) * (شرط العبادة) هما 1 - اخلاص النية لله لقولة تعالى (وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وعن حديث عمر رضى الله عنة (انما الاعمال بالنيات) 2 - الخصلة الجامعة لخيرى الدنيا والاخرة لقولة تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) *ناتى الى الاخلاص " وان فقد الاخلاص انتقل من افضل الطاعات الى اخط المخالفات ولا شى يحطم العلم مثل الرياء الشرك او رياء الاخلاص , معنى الرياء الاخلاص هو ان يترك العمل الصالح لئلا يتهم بالرياء ومن فعل ذالك فقد وقع فى الشرك لغلبة مراقب القلب للخلق حتى يدع العمل لاجلهم *وكيف يكون الخلاص فى طلب العلم؟ 1- ان ينوى بذالك امتثال لله 2- ان ينوى بذالك حفظ شريعة الله ويكون بالتعليم والحفظ 3- ان ينوى بذالك حماية شريعة والدفاع عنها 4- ان ينوى بذالك اتباع شريعة محمد صلى الله علية وسلم *ويجب حماية النية من المقاصد السيئة مثل "حب الظهور والتفوق على الاقران او طلب جاة او مال او تعظيم او صرف وجوة الناس اليك "فان هذة الامثال اذا شابت النية افسدتها وذهبت بركة العلم *فاما معنى الطوبلات - هى الطبل الذى لة صوت ورنين وعن سفيانَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ :( كُنْتُ أُوتِيتُ فَهْمَ الْقُرْآنِ ، فَلَمَّا قَبِلْتُ الصُّرَّةَ سُلِبْتُهُ) والصرة - وهى من السلطان عن سُفيانَ بنِ سَعيدٍ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه : ( مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي ) هذا يدل ان الاخلاص شديد هذ بمعنى سفيان وعن عمرَ بنِ ذَرٍّأنه قالَ لوالدِه : يا أبي ! ما لَكَ إذا وَعَظْتَ الناسَ أَخَذَهم البُكاءُ ، وإذا وَعَظَهم غيرُك لا يَبكونَ ؟ فقال : يا بُنَيَّ ! لَيْسَت النائحةُ الثَّكْلَى مثلَ النائحةِ المسْتَأْجَرَةِ ) ومعنى الثكلى هى التى فقدت ولدها اى انها تبكى بكاء من القلب ومعنى المستاجرة هى ما يوثر نوحها *وان المحبة لها اثر عظيم وان المحب يسعى غاية جهدة الى الوصول الى محبوبة وكل انسان يحب ما ينفعة ويكرة ما يضرة فالمحبة هى القائد والسائق الى الله فاما محبة الرسول (ص) تجعلك على متابعتة ظاهلا وباطلا فالانسان اذا احب حاول ان يقلدة فى كل شىء *وتقوى الله فى السر والعلانية لقول تعالى (يايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) اى تفرقون بين الحق الوباطل وبين النافع و الضار وقد يكون الفرقان فى العلم عندما يفتح الله عليك ويسير تحصيلها اكثر ممن لا يتقى الله او يعطية الفراسة لقولة الرسول (ان يكن محدثون فعمر ) والفرقان يشمل وسائل العلم وسائل الفراسة وهذا تخليص اداب طالب العلم فى نفسة من كتاب حلية الطالب |
تابع طالب حلية العلم
مع درس (كن على جادة السلف الصالح) *كن سلفيا على الجادة طريق السلف الصالح من الصحابة "من اهم الامور ان يكون على طريق السلف الصالح فى جميع الابواب وان يعرف طريق السلف الصالح بمطالعة الكتب ويسلك هذا المنهج القويم *التزام آثار الرسول وتوظيف السنن على النفس قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ *وان يترك الجدال والمراء وعدم الخوض فى علم العلام وهو الباب الذى يقفل طريق الصواب وانة مضيعة للوقت وان علم الكلام يتعلق بذات الرب سبحانة وتعالى لانة لا فائدة لة وايضا انة يحمل الانسان ان يتكلم لينتصر لنفسة حتى لو كان لة الحق تجدة ينكرة فهولاء هم اهل الكلام يصدون عن الحق وعن المنهج السلفى قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا) يوضح على ان الدراقطنى كان يبغض علم الكلام مع انة لم يدخل فية لكن لما لة من نتائج سيئة وتشكيك *ان المتاخرين قالو ان السنة تنقسم الى قسمين 1- مفوضة 2-مؤولة وجعلو الاشعرية والماتردية وامثالهم من اهل السنة وجعلو المفوضة هى السلف فأخطؤا فى فهم السلف فى منهجهم لان السلف لا يفوضون اطلاقا وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية (ان القول بالتفويض من شر اقوال اهل البدع والالحاد) *مام معنى التفويض والتاويل "التفويض هى اثبات اللفظ وتفويض المعنى مثل ان الله متصف بالرحمة فيقولون لا ندرى ما الرحمة واما التاويل "هى هو اثبات اللفظ وتحريف المعنى مثل (غضب الله عليهم) ان معنى الغضب ارادة الانتقام وينفى عن الله صفة الغضب *طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم. * الإلتزام بطريق أهل السنة والجماعة وهم المتبعون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) وهذا تلخيص كن على جادة السلف الصالح من كتاب حلية طالب العلم |
تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم
الباب السادس: التحلى بالعمل من عَلاماتِ العِلْمِ النافعِ: 1- العَمَلُ به . وهذا بعد الإيمان، إذ لا يمكن العمل إلا بإيمان، أن تؤمن بما علمت ثم تعمل. فإن لم يعمل فعلمه غير نافع وضار؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(القرآن حجة لك أوعليك) ولم يقل: لا لك ولا عليك فالعلم إما نافع أو ضار.2- كراهيةُ التزكيةِ والمدْحِ والتكبُّرِ على الْخَلْقِ .والعالم كلما ازداد علما ازداد تواضعا. وإذا تعارض التواضع للخلق أو الحق قدم التواضع للحق. 3- تكاثُرُ تَواضُعِكَ كُلَّمَا ازْدَدْتَ عِلْمًا .وينبغي كلما ازددت علما تزداد تواضعا. 4- الهرَبُ من حُبِّ الترَؤُّسِ والشُّهرةِ والدنيا.هذه متفرعة عن كراهية التزكية والمدح. 5- هَجْرُ دَعْوَى العِلْمِ .معناها: لا تدعي العلم. زكاة العلم: زكاة العلم تكون بـ: 2- الصدع بالحق. وهذا من جملة نشر العلم، ولكن النشر قد يكون في حال السلامة والأمن على النفس، وقد يكون في حالة الخطر، فيكون صداعا بالحق.1- نشر العلم. يعني تنشر العلم بكل وسيلة للنشر من قول باللسان وكتابة بالبنان. 3- العمل به لأن العمل به دعوة إليه بلا شك، وكثير من الناس يتأسون بالعالم وبأعماله،أكثر مما يتأسون بأقواله وهذا بلا شك زكاة أيما زكاة، لأن الناس يشربون منها وينتفعون. 4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والمعروف: كل ما أمر به الله ورسوله. والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله. موازنا بين المصالح والمضار. لأنه قد يكون من الحكمة ألا تنهي حسب ما تقتضيه المصلحة، فالإنسان ينظر إلى المصالح والمضار. 5- وحب النفع وبذل الجاه، والشفاعة الحسنة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف. من شرف العلم - والأولى أن يقال: بركة العلم-: أنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق وآفته الكتمان. شبهات تمنع من زكاة العلم: - دعوى فساد الزمان. - غلبة الفساق. - ضعف إفادة النصيحة . فكم من إنسان يئست من صلاحه، ففتح الله عليه وصلح. |
تكملة تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم
عزة العلماء: التحلي بـ (عزة العلماء): ويكون بـ: - صيانة العلم وتعظيمه، حماية جناب عزة وشرفه. وعليه فاحذر أن يتمندل بك الكبراء، أو يمتطيك السفهاء، فتلاين في فتوى، أو قضاء، أو بحث، أو خطاب. فإن الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس، وعن بذل نفسه فهو أشرف له وأعز. - لا تسع به إلى أهل الدنيا ولا تقف به على أعتابهم ولا تبذله إلى غير أهله وإن عظم قدره. وفيه تفصيل. فيقال إذا سعيت به إلى أهل الدنيا وكانوا ينتفعون بذلك فهذا خير، وهو داخل في الأمربالمعروف والنهي عن المنكر. أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم وأخذ يحدثهم، موقف الساخر المتململ، فهنا لا ينبغي أن يهدي العلم إلى هؤلاء،لأنه إهانة له وإهانة لعلمه. - قراءة التراجم والسير لأئمة مضوا. صيانة العلم: أعط العلم قدره وحظه من العمل به وإنزاله منزلته. المداراة لا المداهنة: المداهنة خلق منحط، أما المداراة فلا. فالمداهنة: أن يرضى الإنسان بما عليه قبيله، كأنه يقول: لكم دينكم ولي دين، ويتركه. وأما المداراة: فهو أن يعزم بقلبه على الإنكار عليه، لكنه يداريه فيتألفه تارة، ويؤجل الكلام معه تارة أخرى، وهكذا حتى تتحقق المصلحة. فالفرق بين المداهنة والمداراة ، أن المداراة يراد بها الإصلاح لكن على وجه الحكمة والتدرج في الأمور. و المداهنة أن يترك الإنسان خصمه وما هو عليه ولا يحاول إصلاحه. الغرام بالكتب: مما يبين شرف العلم: 1- عموم نفعه. 2- شدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس. 3- ظهور النقص بقدر نقصه. 4- حصول اللذة والسرور بقدر تحصيله. لشرف العلم اشتد غرام الطلاب بالطلب والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء، فجمع الكتب مما ينبغي لطالب العلم أن يهتم به، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم، وعليه: 1- فأَحْرِزالأصول من الكتب واعلم أنه لا يغنى منها كتاب عن كتاب. عليك بالأصل ككتب السلف، فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف. 2- ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية، لا سيما كتب المبتدعة، فإنها سم ناقع. أقسام الكتب: 1- كتب فيها خير. 2- كتب فيها شر. 3- كتب فيها خير وشر. فاحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير. |
تكملة تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم
قوام مكتبتك: عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال والتفقه على علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى. التعامل مع الكتاب: التعامل مع الكتاب يكون بأمور: 1- معرفة موضوعه، حتى يستفيد الإنسان منه لأنه يحتاج إلى التخصص. 2- معرفة مصطلحاته، وهذا في الغالب يكون في المقدمة، لأن معرفة المصطلحات تحفظ وقتك. 3- معرفة أسلوبه وعباراته. وانظر مثلا إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، الإنسان الذي لا يتمرن على كتبه يصعب أن يفهمها لأول مرة، لكن إذا تمرن عرفها بسر وسهولة. 4- إذا حزت كتاباً؛ فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جرداً، أو قراءة لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه، لأجل إن احتجت إلى مراجعته عرفت أنه يتضمن حكم الذي تريد، أما إذا لم تجرده مراجعة ولو مرورا فإنك لا تدري ما فيه من الفوائد والمسائل، فيفوتك شيء كثير موجود في هذا الكتاب. إعجام الكتابة: إذا كتبت فأعجم الكتابة بإزالة عجمتها بإعرابه وتشكيله ونقطه، حتى لا يشكل،وذلك بأمور: 1- وضوح الخط. 2- رسمه على ضوء قواعد الرسم (الإملاء). 3- النقط للمعجم والإهمال للمهمل؛ لأن الترك يؤدى إلى الاشتباه. 4- الشكل لما يشكل. 5- تثبيت علامات الترقيم في غير آية أو حديث. |
تكملة تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم
الفصل ُالسابعُ: الْمَحاذِيرُ 54- حِلْمُ اليَقَظَةِ : إيَّاك و(حِلْمَ اليَقَظَةِ ) ، ومنه بأن تَدَّعِيَ العلْمَ لِمَا لم تَعْلَمْ ، أو إتقانَما لم تُتْقِنْ ، فإن فَعَلْتَ ؛ فهو حِجابٌ كَثيفٌ عن الْعِلْمِ . 55- احْذَرْ أن تكونَ ( أبا شِبْرٍ) : هل هذه الأخيرة - أن ترى نفسك جاهلا -محمودة أم لا؟ لا، ما دام الله قد فتح عليك وكنت عالما حقا، فاعتبر نفسك عالما؛ لأنك إذا رأيت نفسك جاهلا فاعلم أنك لن تقدم على عزم في الفتيا مثلا، ولهذا تجد بعض طلبةالعلم لا يعطيك جزما يقول: الذي يظهر... أو يحتمل .فقد قيلَ : العلْمُ ثلاثةُ أَشبارٍ ، مَن دَخَلَ في الشبْرِ الأَوَّلِ ؛ تَكَبَّرَ ؛ وَمَنْ دَخَلَ في الشبْرِ الثاني ؛تَواضَعَ ، ومَن دَخَلَ في الشبْرِ الثالثِ ؛ عَلِمَ أنه ما يَعْلَمُ . 56- التَّصَدُّرُ قبلَ التأَهُّلِ : احْذَرِ التَّصَدُّرَ قبلَ التأَهُّلِ ؛ فهو آفةٌ في العِلْمِ والعَمَلِ . وقد قيلَ : مَن تَصَدَّرَ قبلَ أَوانِه ؛ فقد تَصَدَّى لِهَوَانِهِ . والتصدر قبل التأهل يحمل على أمور: 1- إعجابه بنفسه. 2- عدم فقهه ومعرفته بالأمور. 3- لزمه في الغالب أن يقول على الله ما لا يعلم. 4- فإنه في الغالب لا يقبل الحق، لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره، وإن كان معه الحق كان هذا دليلا على أنه ليس بأهل في العلم. 57- التَّنَمُّرُ بالعِلْمِ : أي: أن يجعل الإنسان نفسه نمراً. احْذَرْ ما يَتَسَلَّى به الْمُفْلِسُونَ من العِلْمِ ، يُراجِعُ مسألةً أو مسألتين، فإذا كان في مَجلسٍ فيه مَن يُشارُ إليه ؛ أثارَ البحثَ فيهما ؛ ليُظْهِرَ عِلْمَه ، وكم في هذا من سَوْأَةٍ ، أقَلُّها أن يَعلمَ أنَّ الناسَ يَعلمونَ حقِيقَتَه . 58- تحبير الكاغد: كما يكون الحذر من التأليف الخالي من الإبداع، فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته، واكتمال أهليتك، والنضوج على يد أشياخك، فإنك تسجل به عاراً وتبدى به شناراً. ولا تنس قول الخطيب: “من صنف، فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس”. 59- موقفك من وهم من سبقك: إذا ظفرت بوهم لعالم، فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط، فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام لا سيما المكثرين منهم. صواب العبارة :«إذا ظفرت بوهم عالم فلا تفرح به للحط منه ولكن التمس العذر له وصحح الخطأ». 60- دفع الشبهات: لا تجعل قلبك كالإسفنجة تتلقى ما يرد عليها، فاجتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غيرك، فالشبه خطافة، والقلوب ضعيفة. 61- احذر اللحن: ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني، كلما سلم المبنى اتضح المعنى. فعن عمر رضي الله عنه أنه قال: "تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة". وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن. اللحن معناه: الميل سواء كان في قواعد التصريف أو في قواعد الإعراب. 62- الإجهاض الفكري: احذر (الإجهاض الفكري)؛ بإخراج الفكرة قبل نضوجها. 63- الإسرائيليات الجديدة: احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين؛ فهي أشد نكاية وأعظم خطراً من الإسرائيليات القديمة؛ فإن هذه قد وضح أمرها ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الموقف منها، ونشر العلماء القول فيها، أما الجديدة المتسربة إلى الفكر الإسلامي فهي شر محض، وبلاء متدفق، وقد أخذت بعض المسلمين عنها سِنة، وخفض الجناح لها آخرون، فاحذر أن تقع فيها. يريد بهذا الأفكار الدخيلة التي دخلت على المسلمين بواسطة اليهود والنصارى، فهي ليست إسرائيليات إخبارية، بل إسرائيليات فكرية. |
تكملة تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم
64- احذر الجدل البيزنطي: أي الجدل العقيم، أو الضئيل-الذي لا فائدة منه-، إذ هو: 1- يصد عن السبيل. 2- ويقسي القلب. وهدي السلف: الكف عن كثرة الخصام والجدال، وأن التوسع فيه من قلة الورع؛ كما قال الحسن إذ سمع قوماً يتجادلون: "هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم، فتكلموا". أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق، ويكون جدل مبني على السماحة، وعدم التنطع. فهذا أمر مأمور به. قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125). 65- لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها: يا طالب العلم ؛ اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى الله تعالى على طريقة السلف، ولا تكن خراجاً ولاجاً في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة، فالإسلام كله لك جادة ومنهجاً، والمسلمون جميعهم هم الجماعة، وإن يد الله مع الجماعة، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام. نواقض هذه الحلية: اعلم أن من أعظم خوارمها المفسدة لنظام عقدها: 1 – إفشاء السر، وهو محرم؛ لأنه خيانة للأمانة. 2 – و نقل الكلام من قوم إلى آخرين. وهذه هي النميمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قتات). أي: نمام. 3 – و الصلف واللسانة. الصلف: يعني التشدد في الشيء، يكون الإنسان غير لين لا بمقاله ولا بحاله. واللسن يعني عنده بيانا يبدي به الباطل ويخفي به الحق. 4 – و كثرة المزاح. فكثرة المزاح تذهب الهيبة، وتنزل مرتبة طالب العلم. أما المزاح القليل الذي يقصد به إدخال السرور على صاحبك فهو من السنة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا. 5 – و الدخول في حديث بين اثنين. 6 – و الحقد. يعني الكراهية والبغضاء. 7 – و الحسد. قيل هو: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره، وقال شيخ الإسلام رحمه الله:«الحسد كراهة نعمة الله على غيره». يعني ما يتمنى زوالها. 8 – و سوء الظن. فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم. 9 – و مجالسة المبتدعة. وليته عمم: مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك. فلا يجوز مجالسة المبتدعة لأمور: أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن من البيان لسحرا) . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته. ثانيا- أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه. ثالثا- إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين. 10- و نقل الخطى إلى المحارم. يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة. |
فوائد من حلية طالب العلم
فوائد من حلية طالب العلم أصل الحلية : 1-العلْمُ عِبادةٌ : قال جل وعلا: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} الشاهد { لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) فإذا رزقك الله الفقه في دينه فاستبشر خيرا لأن الله تعالى أراد بك خيرا. 2- شَرْطُ العِبادةِ : أ- إخلاصُ النِّيَّةِ للهِ سبحانَه وتعالى: لقولِه تعالى :{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ...} الآيةَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ... )) الحديثَ . أقوال السلف في وجوب التحلي الإخلاص: - قال سُفيان بنِ سَعيدٍ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي ) . - عن عمرَ بنِ ذَرٍّ أنه قالَ لوالدِه : يا أبي ! ما لَكَ إذا وَعَظْتَ الناسَ أَخَذَهم البُكاءُ ، وإذا وَعَظَهم غيرُك لا يَبكونَ ؟ فقال : يا بُنَيَّ ! لَيْسَت النائحةُ الثَّكْلَى مثلَ النائحةِ المسْتَأْجَرَةِ . ما هوالإخلاص في طلب العلم؟ الإخلاص في طلب العلم : - أن تنوي بذلك امتثال أمر الله في قولِه تعالى :{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}. - أن تنوي حفظ شريعة اللهوحمايتها والدفاع عنها. - أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. الواجب تخلية النِّيَّة من: حبِّ الظهورِ - والتفوُّقِ على الأقرانِ - وجَعْلِه سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيمٍ أو سُمْعَةٍ أو طَلَبِ مَحْمَدَةٍ أو صَرْفِ وُجوهِ الناسِ إليك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا ،لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) حكم عطايا السلطان: الواجب التّورع عن عطايا السلطان فهم لا يعطون هذه الأموال إلا : - لشراء دين العلماء بدنياهم - قد تكون أموال السلاطين مأخوذة من غير حلها. - يجوز أخذ هدية السلطان لغير هذه الأغراض قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمر:(( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك)). حكم طلب العلم لأجل الشهادة :فإن كنت تريد من هذه الشهادة أن ترتقي مرتقى دنيويا فالنية فاسدة أما إن كنت تريد أن ترتقي إلى مرتقى تنفع الناس به فهذه نية طيبة يعني ما تنافي الإخلاص. ب- الإتِّباع : الْخَصْلَةُ الجامعةُ لِخَيْرَي الدنيا والآخِرةِ ( مَحَبَّةُ اللهِ تعالى ومَحَبَّةُ رسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وتَحقيقُها بتَمَحُّضِ المتابَعَةِ وقَفْوِ الأثَرِ للمعصومِ. - لأن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه. - أنّ كل حركات الإنسان مبنية على المحبة لأن الإرادة لا تقع من شخص عاقل إلا بشيء يرجو نفعه أو دفع ضرره. - المحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عز وجل وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله كيف قال الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } صارت نتيجتهم الكفر لأنهم كرهوا ما أنزل الله - الإنسان كلما أحب شخصا حاول أن يكون مثله في خصاله فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه 3- الوصية بتقوى الله قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } - تفرقون به بين الحق والباطل وبين الضار والنافع وبين الطاعة والمعصية وبين أولياء الله وأعداء الله إلى غير ذلك - وتارة يحصل هذا الفرقان بواسطة العلم يفتح الله على الإنسان من العلوم وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله - وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يعطيه الله تعالى في قلبه من الفراسة فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها فتكون موافقة للصواب |
كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ
كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ 1- أن الإنسان يكون على طريق السلف الصالح في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها. 2- ترك الجدال والمراء لأنه : أ- هو الباب الذي يقفل طريق الصواب. ب- يحمل المرء على أن يتكلم لينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده إما أن ينكره، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله. ج- ترك من شأنه الجدال والمراء إذا ترك الحق وكان الحق واضحا و (فر منه فرراك من الأسد). 3- ترك الخوض في علم الكلام لأنه : أ- مضيعة للوقت لأنهم يتكلمون في أشياء من أوضح الأشياء. ب- يصد الناس عن الحق وعن المنهج السلفي الوسط الميسر. ج- هو الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات إلا علم الكلام. د- علم الكلام له نتائج سيئة وتطويل بلا فائدة وتشكيك فيما هو متيقن وإرباك للأفكار وهجر للآثار. و- علم الكلام فيه تنطع و العلم سهل ميسر يعني الأعرابي يجيء ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين وينصرف بدون مناقشة. ن-كثير من علماء الكلام الكبار أقروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز ورجعوا إلى الفطرة الأولى لما علموا من علم الكلام. ي- قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية : وأكثر من يخاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله. قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا ) اهـ. 4- طريق النجاة: أ- لزوم سبيل ( أهلِ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ . قال تعالى :{ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } . ب- مطالعة الكتب المؤلفة في منهج السلف كسير أعلام النبلاء وغيرها حتى نعرف طريقهم ونسلك هذا المنهج القويم . |
مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى
مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى 1- خشية الله: هي الخوف المبني على العلم والتعظيم فالإنسان إذا علم الله عز وجل حق العلم وعرفه حق المعرفة فلا بد أن يقوم في قلبه خشية الله مما ينبغي لطالب العلم لُزُوم خَشيةِ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ فإنَّ خيرَ الْبَرِيَّةِ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى، وما يَخشاهُ إلا عالِمٌ، إِذَنْ فخيرُ البَرِيَّةِ هو العالِمُ. ولهذا قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }. قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى ). 2- الفرق بين الخشية والخوف : قال العلماء : والفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تكون من عظم المخشي والخوف من ضعف الخائف وإن لم يكن المخوف عظيما فالحاصل أن الخشية أعظم من الخوف ولكن قد يقال خَفِ الله { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } وهذا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس . 3- خشية الله من أسباب العمل بالعلم وثمرة له : أ- العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا ولا يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ . قال عليُّ بنَ أبي طالبٍ رضي الله عنه : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ . وهذا اللفظُ بنَحوِه مَرْوِيٌّ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى . ب- وجوب العمل بالعلم لأنّ : - من أول تسعر بهم النار يوم القيامة قال الناظم : وعالم بعلمه لم يعملن = معذب من قبل عباد الوثن. - عدم العمل بالعلم يورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه } بعدها ؟ { ونسوا حظا مما ذكروا به } وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي. - عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدى قال الله تعالى: { والذين اهتدوا زادهم هدى } ويزيده تقوى ولهذا قال: { وآتاهم تقواهم }. - العمل بالعلم يورث الإنسان علم ما لم يعلم . |
دوامُ الْمُراقَبَةِ
دوامُ الْمُراقَبَةِ 1- فمن المهم دوام المراقبة لله وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائما يعبد الله كأنه يراه يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يتوضأ ويقول من توضأ نحو وضوئي هذا كمال المراقبة. 2- مسألة: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء أو يغلب جانب أحدهما على الآخر؟ - الإمام أحمد رحمه الله يقول : ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه. - قول آخر: عند الهم بالطاعة يُغلَّب جانب الرجاء إنك إذا فعلتها قبل الله منك ورفعك بها درجات وعند الهم بالمعصية يُغلَّب جانب الخوف حتى لا تقع فيها. - قول آخر: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء لأنالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه )) ولأنه إذا غلَّب في حال المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوت من رحمة الله في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم: إن الشباب والفراغ والجدة = مفسدة للمرء أي مفسدة - الراجح : والذي أرى أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال وأن أقرب الأقوال في ذلك أنه إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيء فليغلب جانب الخوف هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة. - الرجاء وإحسان الظن بالله لابد أن يكون مع إحسان العمل : يعني إنسان مثلا يعصي الله دائما وأبدا ويقول رحمه الله واسعة هذا غلط لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبب ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن. فائدة : قال ابن القيم رحمه الله :وأما الأماني فإنها رؤوس أموال المفاليس أخرجوها في قالب الرجاء وتلك أمانيهم وهي تصدر من قلب تزاحمت عليه وساوس النفس فاظلم من دخانها فهو يستعمل قلبه في شهواتها وكلما فعل ذلك منته حسن العاقبة والنجاة وإحالته على العفو والمغفرة والفضل وأن الكريم لا يستوفي حقه ولا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة ويسمي ذلك رجاء وإنما هو وسواس وأماني باطلة تقذف بها النفس إلى القلب الجاهل فيستريح إليهاقال تعالى:{ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} فإذا ترك العبد ولاية الحق ونصرته ترك الله ولايته ونصرته ولم يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا وإذا ترك ولايته ونصرته تولته نفسه والشيطان فصارا وليين له ووكل نفسه فصار انتصاره لها بدلا من نصرة الله ورسوله فاستبدل بولاية الله ولاية نفسه وشيطانه وبنصرته نصرة نفسه هواه فلم يدع للرجاء موضعا فإذا قالت لك النفس أنا في مقام الرجاء فطالبها بالبرهان وقل هذه أمنية فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين فالكيس يعمل أعمال البر على الطمع والرجاء والأحمق العاجز يعطل أعمال البر ويتكل على الأماني التي يسميها رجاء والله الموفق |
خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ
خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ أ- ينبغي على طالب العلم أن يتحلى : 1- بالعفة: لأن المقام يقتضي هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم . 2- بالحلم: فلا يعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد. 3- بالصبر: على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه فليصبر وليحتسب. 4- التواضع للحق وكذلك للخلق: يتواضع للحق بمعنى أنه متى بان له الحق خضع له، ولم يبغ بدله، وكذلك للخلق فكم من طالب فتح على معلمه أبوابا ليست على بال منه ولا تحقرن شيئا. 5- تحمل ذل التعلم لعزة العلم . هذا يعني : أنك لو أذللت نفسك للتعلم فإنما تطلب عزها بالعلم. ب- الحذَرْ من نَواقِضَ هذه الآدابِ: فإنَّها مع الإثْمِ تُقيمُ على نَفْسِكَ شاهدًا على أنَّ في العَقْلِ عِلَّةً ، وعلى حِرمانٍ من العلْمِ والعملِ به. 1- ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء كان في مشيته أو في تعامله مع الناس وألا يكثر من القهقهة التي تميت القلب وتذهب الوقار. 2- الحذر من الخيلاء : - سبب الخيلاء:يحصل للإنسان في كل نعمة أنعم الله بها على العبد ربما يحصل عنده خيلاء مثل:طالب العلم - كثير المال - سديد الرأي . - الخيلاء هي الإعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن كما جاء في الحديث (( من جر ثوابه خيلاء )). - الخيلاءكبرياء و نفاق لأن الإنسان يظهر بمظهر أكبر من حجمه الحقيقي وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص الناصح وهو ليس كذلك. - الإعجاب يكون بالقلب فقط فإن ظهرت آثاره على الجوارح فهو خيلاء . ومن دقيقِه ما أَسنَدَه الذهبيُّ في تَرجمةِ عمرِو بنِ الأسودِ العَنْسِيِّ الْمُتَوَفَّى في خِلافةِ عبدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوانَ رَحِمَه اللهُ تعالى : أنه كان إذا خَرَجَ من المسجدِ قَبَضَ بيمينِه على شِمالِه فُسِئَل عن ذلك ؟ فقال : مَخافةَ أن تُنافِقَ يَدِي قلتُ : يُمْسِكُها خَوفًا من أن يَخْطُرَ بيدِه في مِشيتِه ، فإنَّ ذلك من الْخُيلاءِ. اهـ . 3- الحذر من داء الجبابرة وهو الكبر وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) وبطر الحق: هو ردُّ الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم وازدرائهم. علامات الكبرياء : - التطاول على معلمك: التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالأفعال، قد يمشي مع معلمه وهو يتبختر، ويقول فعلت وفعلت. - استنكافك عمن يفيدك من علومه كبرياء: وهذا أيضاً يقع لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم يستنكف ولا يقبل. - التقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان، نسأل الله العافية . |
القناعةُ والزَّهادةُ
القناعةُ والزَّهادةُ 1- التحلي بالقناعة يعني أن يقتنع بما أتاه الله عزوجل ولايطلب أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين هذا خطأ بل عليك بالقناعة فإنها خير زاد للمسلم 2- الزهد أعلى مقاماً من الورع لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. 3- الفرق الذي بينهما المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع فالورِع لا يتحاشاها والزاهد يتحاشاها ويتركها لأنه لا يريد إلا ما ينفعه في الآخرة. 4- ويُؤْثَرُ عن الإمامِ الشافعيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى :( لو أَوْصَى إنسانٌ لأَعْقَلِ الناسِ صُرِفَ إلى الزهَّادِ ) معنى كلام الشافعي:لو قال أحد في الوصية : أوصيت لأعقل الناس لصرف إلى الزهاد لأن الزهاد هم أعقل الناس حيث تجنبوا ما لا ينفعهم في الآخرة. وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العرف فإذا كان أعقل الناس في عرفنا هم الزهاد صرف لهم وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صرف إليهم . 5- وعن مُحَمَّدِ بنِ الحسَنِ الشيبانيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى لَمَّا قِيلَ له : أَلَا تُصَنِّفُ كتابًا في الزهْدِ ؟ قال : ( قد صَنَّفْتُ كِتابًا في البُيوعِ ) . يعني: (الزاهدُ مَن يَتَحَرَّزُ عن الشُّبُهاتِ والمكروهاتِ في التجاراتِ وكذلك في سائرِ الْمُعاملاتِ والْحِرَفِ) اهـ . 6- وقد كان شيخُنا مُحَمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ الْمُتَوَفَّى في السابع عشر من شهر ذي الحجة عام 1393هـ رَحِمَه اللهُ تعالى متَقَلِّلًا من الدنيا وقد شاهَدْتُه لا يَعرِفُ فِئاتِ العُملةِ الوَرَقِيَّةِ وقد شافَهَنِي بقولِه : ( لقد جِئْتُ من البلادِ – شِنقيطَ – ومعي كَنْزٌ قلَّ أن يُوجدَ عندَ أحدٍ وهو ( القَناعةُ )، ولو أرَدْتُ المناصِبَ لعَرَفْتُ الطريقَ إليها ولكني لا أُوثِرُ الدنيا على الآخِرةِ ولا أَبْذُلُ العلْمَ لنَيْلِ المآرِبِ الدُّنيويَّةِ ) فرَحِمَه اللهُ تَعَالَى رَحمةً واسعةً آمِينَ . |
التَّحَلِّي برَوْنَقِ العِلْمِ
التَّحَلِّي برَوْنَقِ العِلْمِ 1- التَّحَلِّي بـ ( رَوْنَقِ العِلْمِ ) حُسْنِ السمْتِ ، والْهَدْيِ الصالحِ ، عن ابنِ سيرينَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ : ( كَانُوا يَتَعَلَّمُون الْهَدْيَ كما يَتَعَلَّمُون العِلْمَ ) قال الخطيبُ في ( الجامِعِ ) : ( يَجِبُ على طالبِ الحديثِ أن يَتَجَنَّبَ : اللعِبَ ، والعَبَثَ ، والتبَذُّلَ في المجالِسِ بالسُّخْفِ والضحِكِ والقَهْقَهَةِ وكثرةِ التنادُرِ وإدمانِ الْمِزاحِ والإكثارِ منه ، فإنما يُستجازُ من الْمِزاحِ بيَسيرِه ونادِرِه وطَريفِه والذي لا يَخْرُجُ عن حدِّ الأَدَبِ وطَريقةِ العلمِ ، فأمَّا متَّصِلُه وفاحِشُه وسخيفُه وما أَوْغَرَ منه الصدورَ وجَلَبَ الشرَّ فإنه مَذمومٌ وكثرةُ الْمِزاحِ والضحِكِ يَضَعُ من القدْرِ ويُزيلُ الْمُروءةَ ) اهـ . هذا من أحسن ما قيل في آداب طالب العلم أ- أن يتجنب اللعب والعبث , إلا ما جاءت به الشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه , لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله, وكذلك في الوقت الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة, هذا لا بأس به كذلك ،العبث هو أن يفعل فعلا لا داعي له , أو يقول قولا لا داعي له. ب- أن يتجنب التبذل في المجالس ، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، لا سيما عند عامة الناس فإن ذلك يذهب الهيبة من قلوب الناس، فلا يهابونك ولا يهابون العلم الذي تأتي به، أما عند أصحابك وأقرانك فالأمر أهون. جـ- أن يتجنب ذكر الطعام والنساء في المجالس : عن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ : ( جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه)مثل أن يقول الرجل أكلت البارحة أكلا حتى ملأت البطن وما أشبه ذلك، أو يتكلم بما يتعلق بالنساء يصبح يحدث الناس بما فعل مع أهله ، فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل . 2- أن يتجنب التزين بما ليس فيه : في كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في القَضاءِ : ( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ ) .يشمل هذا : أ- إذا تزين الإنسان بأنه طالب علم : كلما أتته مسألة من مسائل العلم شمر عن أكمامه , وقال أنا صاحبها , هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا فرض كفاية وهذا فرض عين وهذا يشترط فيه كذا وكذا وهذا ليس له شروط وقام يفصل ويجمل ، ولكن يأتيه طالب علم صغير , ويقول أخبرني عن كذا , فإذا بالله يفضحه ويبين أنه ليس بعالم . ب- إذا تزين الإنسان بأنه عابد : تزين بعبادة وأظهر للناس أنه عابد ، فلا بد أن يكشفه الله عز وجل لا بد أن ينكشف ، أعاذنا الله وإياكم من الرياء . ومهما تكن عند امرئ من خليقة = وإن خالها تخفى على الناس تعلم . ومهما يكتم الناس فالله يعلمه، وسيفضح من لا يعمل لأجله . مسألة : أشكل على بعض العلماء وصف النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمحدَّث , حيث قالوا أن هذا يقتضي أن عمر أفضل الصحابة, لأنه قال :((إن يكن فيكم محدثون فعمر)) .الجواب من أوجه : أ- ما أجاب به شيخ الإسلام بن تيمية قوله :(ومع هذا فالصديق أكمل منه فإن الصديق كمل في تصديقه للنبي فلا يتلقى إلا عن النبي، والنبي معصوم، والمحدَّث كعمر يأخذ أحيانا عن قلبه ما يلهمه ويحدَّث به، لكن قلبه ليس معصوما؛ فعليه أن يعرض ما أُلقي عليه على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله، وإن خالفه رده، ولهذا قد رجع عمر عن أشياء، وكان الصحابة يناظرونه ويحتجون عليه فإذا بينت له الحجة من الكتاب والسنة رجع إليها وترك ما رآه، والصديق إنما يتلقى عن الرسول لا عن قلبه، فهو أكمل من المحدث، وليس بعد أبي بكر صديق أفضل منه، ولا بعد عمر محدَّث أفضل منه). ا.هـ ب-من رأى تصرف أبو بكر رضي الله عنه في مواقع الشدة , يعلم أنه أقرب إلى الصواب من عمر . ففي كتاب الصلح , الذي وقع بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقريش , وراجع عمر فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وأجابه , ثم راجع أبا بكر , فأجابه بما أجابه به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم حرفا بحرف . وفي قتال أهل الردة , وكذلك في تنفيذ جيش أسامة بن زيد , وكذلك في تثبيت الناس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم , كل هذا يدل على أن أبا بكر أصوب رأيا من عمر . جـ-كثرة تلقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه أعلم الناس بحال النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة ملازمته له صيفا وشتاء ، ليلا ونهارا، سفرا وإقامة لكنه لم يتفرغ ليجلس إلى الناس ليحدثهم بما رواه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . |
تَحَلَّ بِالْمُرُوءَةِ
تَحَلَّ بِالْمُرُوءَةِ 1- المروءة هي : فعل ما يجمله ويزينه ، واجتناب ما يدنسه ويشينه ، وإن لم يكن من العبادات ،ومن المروءة :أ- مكارم الأخلاق هي : أن يتخلق الإنسان بالأخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والإحسان ، فيأخذ بالحزم في موضع الحزم ، وباللين واليسر في موضع اللين واليسر.ولهذا جاء الدين الإسلامي وسطاً بين التسامح الذي تضيع به الحقوق ، وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور . ب- طلاقة الوجه : من مكارم الأخلاق وتكون على حسب الحال، ليكن سيمتك طلاقة الوجه تجذب الناس إلى نفسك ، ويحبك الناس، ويستطيعون أن يفضوا إليك ما يخفونه من أسرارهم ،لكن إذا اقتضت الحال أن لا تطلق الوجه ، فافعل . ولهذا لا يلام الإنسان على العبوسة لوماً مطلقا ، ولا يمدح على تركها مدحا مطلقا . جـ- إفشاء السلام : إفشاء السلام الأصل فيه أنه عام لكل أحد من المسلمين وإن فعل المسلم منكرا،لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن -أو قال أخاه- فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) . ويكون هجر المسلم واجبا بشرطين : - إذا جاهر بالمعصية وكان المنكر عظيما يخشى منه أن يتفتت المجتمع الإسلامي . - إذا نفع الهجر وحصل به مصلحة عظيمة. - أما غير المسلمين فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام )). فيحرم علينا أن نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم بالسلام ، و إن سلموا نرد عليهم نقول : عليكم السلام صراحة،لقول الله تعالى :(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) . ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما أمر أن نقول : وعليكم لأنهم يقولون السام عليكم ،كما جاء ذلك مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر قال إن اليهود أو قال أهل الكتاب يقولون السام عليكم فإذا سلموا فقولوا وعليكم . 2- اجتناب خورام المروءة : ينبغي اجتناب خورام المروءة في الطبع أو القول أو العمل : فحاول أن تكون طباعك ملائمة للمروءة.ومن خوارم المروءة : - العُجب : أن يعجب الإنسان بنفسه،فإذا استنبط فائدة قال : هذه الفائدة ما شاء الله أنا استنبطتها وما يستنبطها أكبر عالم ورأى نفسه كبيرا وانتفخ. - الرياء : أن يرائي الناس بأن يتكلم في العلوم أمامهم حتى يروا أنه عالم فيقال : هذا عالم . - البطر:يغمط الآخرين ويحتقرهم ويرد الحق الذي معهم لأنه خلاف ما يرى وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء . - الخيلاء : نتيجة العجب ، يعني يُظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم ،كمن تزيا بزي خاص بالعلماء في بلد ما وليس بعالم. - غِشْيَان مواطن الريب يعني : المواطن التي تكون محل الشك فيه وفي مروءته وأخلاقه . وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطهر الخلق ، قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها ، قال : إنها صفية فكيف بغيره .فالحاصل أنك لا تثق بنفسك وتقول إن الناس لن يظنوا بي شيئا ، فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة ، لكن الشيطان يلقي في قلوبهم الشر، حتى يتهموك بما أنت منه برئ . - الأنفة من غير كبرياء يعني : أن يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعته عند الناس لكن بدون كبرياء. - العزة في غير الجبروت : أن يكون عزيز النفس قويا لكن من غير جبروت ، بمعنى أن لا يذل أمام خصمه ،عند المناظرة أو غير المناظرة. - الشهامة في غير عصبية : واضحة أن يكون الإنسان شهما معتزا بنفسه لكن من غير عصبية. - الحمية في غير جاهلية : أن يكون عند الإنسان حمية وغيرة لكن في الحق لا في الجاهلية . ينظر للفائدة : كتاب معالم في طريق الطلب للشيخ عبد العزيز السدحان ص 167- 170 |
التمَتُّعُ بخِصَالِ الرجولةِ
التمَتُّعُ بخِصَالِ الرجولةِ التمتع بخصال الرجولة : التمتع بخصال الرجولة من المروءة ، ومنها : - الشجاعة : الإقدام في محل الإقدام و يلزم من ذلك أن تسبق برأي وتفكير وحنكة لأن الإقدام في غير رأي تهور. ولهذا قال المتنبي : الرأي قبل شجاعة الشجعان = هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا بنفس حرة = بلغت من العلياء كل أمال - شدة البأس في الحق : بحيث يكون قويا فيه صابرا على ما يحصل من أذى أو غيره في جانب الحق. - البذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال : و يشمل بذل المال والجاه والعلم وغيره ، أما البذل في سبيل المنكر فهو منكر ، والبذل فيما ليس بمعروف ولا منكر قد يكون من إضاعة الوقت أو من إضاعة المال . |
هَجْرُ التَّرَفُّهِ
هَجْرُ التَّرَفُّهِ أ- لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ ) فإنَّ ( البَذاذةَ من الإيمانِ ) ، هذه النصيحة تقال لطالب العلم ولغير طالب العلم:- لأن الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقد كان ينهى عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا. - الإنسان الذي يعتاد الرفاهية قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية ، فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك أنه ضرر عليه كبير . - ولأنّ البَذاذةَ من الإيمانِ:ومعنى ذلك أنّ عدم التنعم والترفه من الإيمان. - شرح وَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه : ( وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا .... العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية . فإن وردت في مطلوب فهي إغراء ، وإن وردت في محذور فهي تحذير.وهذه الجمله تحذيرية. وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ المعنى :أحذركم مع التنعم يعني أن تكونوا مع التنعم , التنعم باللباس وبالبدن وكل شيء، والمراد بذلك كثرته .لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه ، من الأمور المحمودة بلا شك .ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي ، فهو مذموم . وزِيَّ العَجَمِ: سواء كان ذلك في الحلية كشكل الشعر شعر الرأس أو اللحيةأو كان باللباس ، فإننا منهيون عن زي العجم ، و المراد بالعجم كل ما سوى العرب ، لكن المسلم من العجم التحق بالعرب حكما لا نسبا ، لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا، صلى الله عليه وعلى آله وسلم . تَمَعْدَدُوا: معد بن عدنان هذا أعلى أجداد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد عدنانفكأنه يقول: اتركوا زي العجم وعليكم بزي العرب (معد بن عدنان). اخشوشنوا : الخشونة ضد الليونة والتنعم .وكل هذه وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه ، لو أن الناس عملوا بها ، لكان في هذا خير كثير . ب- طالب العلم واللباس: 1- الأصل في لباس طالب العلم : أن يأخُذَ من اللِّباسِ ما يَزينُه ولا يَشينُه لأن : - الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ. - الناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك لأنَّ كيفِيَّةَ اللُّبْسِ تُعْطِي للناظِرِ تَصنيفَ اللابسِ من : الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو التصابِي وحُبِّ الظهورِ فاللباس يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق لأن كل إنسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس، كما أنه يزنه بالنسبة لحركاته وكلامه وأقواله ، وخفته ورزانته. - فإذا تلاقَى مَلْبَسُك وكيفيَّةُ لُبْسِك بما يَلتَقِي مع شَرَفِ ما تَحْمِلُه من العِلْمِ الشرعيِّ كان أَدْعَى لتعظيمِك والانتفاعِ بعلْمِك ، بل بِحُسْنِ نِيَّتِك يكونُ قُرْبَةً إنه وسيلةٌ إلى هِدايةِ الْخَلْقِ للحَقّ . - فلا يَجْعَلْ طالب العلم نفسه مَقالًا لقائلٍ ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ فالإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه ولا يأتي بما يكون هزءا في حقه ، لأنه مأمور بأن يدفع الغيبة عن نفسه ((رحم الله امرءا كف الغيبة عن نفسه)) - ففي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أَحَبُّ إليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ ) . أي : ليَعْظُمَ في نفوسِ الناسِ فيَعْظُمَ في نفوسِهم ما لَدَيْهِ من الْحَقِّ فالتجمل في اللباس مما يحبه الله عز وجل . 2- ومما ينبغي الحذرمنه : - الحذر من التأنق في اللباس وإن كان مباحا : فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس وعليه فازْوَرَّ عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ الأَوْهَامِ ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانكَ. وكما قال شيخ الإسلام أيضا كلام مهم: الناس كأسرابِ الْقَطَا ، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ . وهذا صحيح ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتقاطرون عليه فما تلبث أن يسع الناس كلهم . - الحذرمن لباس التصابي : بأن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان ، من رقيق الثياب وما أشبه ذلك من الأمور التي لا ينبغي للإنسان أن يمارسها . - الحذر من اللباس الإفرنجي : فإن حكمه التحريم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم)) . والمراد المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم ، وأما ما كان شائعا بين الناس ، من الإفرنج وغير الإفرنج ، فهذا لا يكون من التشبه ، لكن قد يحرم من جهة أخرى مثل أن يكون حريرا بالنسبة للرجال ، أو قصيرا بالنسبة للنساء أو ما أشبه ذلك . - الحذرمن اللباس المشوه : كما يفعله بعض الناس ، إظهارا للزهد . تجد ثوبه يشق ويتسخ يقول: دعه، ما يهتم به يقول لا يهم أنا مآلي للتراب والأرض تأكل الكفن وتوسخ الجسد ، الإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه. |
الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ
الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ أ- اللغو نوعان: - لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة، فلا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة. - لغو فيه مضرة فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم ، ولا شك أن المجالس التي تشتمل على المحرم لا يجوز للإنسان أن يجلس فيها لأن الله تعالى يقول: { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم } ومن جلس مجلسا فيه منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر ، و له في ذلك حالتان : - إن استقامت الحال فهذا المطلوب. - وإن لم تستقم وأصروا على منكرهم فالواجب أن ينصرف خلافا لما يتوهمه بعض العامة يقول: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( فإن لم يستطع فبقلبه )) وأنا كاره لهذا المنكر في قلبي وهو جالس مع أهله فيقال له: لو كنت كارها له حقًا ما جلست معهم لأن الإنسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا إذا كان مكرها، أما شيء تكرهه وتجلس باختيارك فإن دعواك كراهته ليست بصحيحة. ب- الجلوس في مجالس المنكر له جناياتان: - جناية على نفسه ، يعني لو رأينا طالب علم يجلس مجالس اللهو واللغو والمنكر فجنايته على نفسه واضحة وعظيمة. - جناية على العلم وأهله :فالناس يقولون: هؤلاء طلبة العلم، هؤلاء العلماء، هذا نتيجة العلم، وما أشبه ذلك فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره. |
الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ إلى التأمُّلُ
الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ من أَدَب الطَّلَبِ التَّصَوُّن من اللَّغط والْهَيْشَاتِ يعني بذلك هيشات الأسواق كما جاء في الحديث التحذير منها لأنها تشتمل على لغط وسب وشتم. التحَلِّي بالرِّفْقِ 1- من أهم الأخلاق لطالب العلم سواء أكان طالبا أم معلما الرفق كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء وإلا شانه)). 2- الرفق المطلوب أن يكون الإنسان رفيقا من غير ضعف أما أن يكون رفيقا يمتهن ولا يأخذ بقوله ولا يهتم به فهذا خلاف الحزم لكن يكون رفيقا في مواضع الرفق وعنيفا في مواضع العنف ولا أحد أرحم من الخلق من الله عز وجل ومع ذلك يقول الله تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } لو أن الإنسان عامل ابنه بالرفق في كل شيء حتى فيما ينبغي فيه الحزم ما استطاع أن يربيه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر )) ، ولكل مقام مقال . 3- إذا دار الأمر بين الرفق أو العنف فالأفضل الرفق، فإن تعين العنف صار هو الحكمة . 4- ومن الرفق اجتناب الكلمة الجافية والفعلة الجافية ، فإنّ الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة، ولهذا قال الله تعالى لموسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} . التأمُّلُ التأمُّل ويراد به التأنّي ويكون في : 1- التأني عند الجواب ، ولا تتعجل إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك وبحسب ما تقتضيه الحال ولهذا يقولون: لا تضع قدمك إلا حيث علمت السلامة يعني : الإنسان يخطو ويمشي لا يضع قدمه حتى يعرف أين يضع قدمه ، ولهذا قال الشاعر الناظم : قد يدرك المتأني بعض حاجته = وقد يكون مع المستعجل الزلل 2- إذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر أو أتعجل فالأفضل التأني لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لن ترد لكن ما دمت لم تقل ولم تفعل فأنت حر تملك، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت )).وربما فات قوم جل أمرهم = مع التأني وكان الرأى لو عجلوا 3- التحرز في العبارة والأداء دون أن تشق على نفسك ، أو تدعي أنك حاذق : لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليك بل تحرز إما بقيود تضيفها إلى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه إلى العموم وإما بشرط تقول إن كان كذا أو ما أشبه ذلك . 4- التَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ فتَختارُ القالَبَ المناسِبَ للمعنى الْمُرادِ يعني : إذا كنت تذاكر غيرك في شيء وتناظره فاختر القالب المناسب للمعنى المراد. 5- التَأَمَّلْ عندَ سؤالِ السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ وكذلك أيضا في الجواب وهو أهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل: ماذا يريد ؟ أريد كذا وكذا فيتبين الأمر لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل إنسان يفسر هذا الكلام بما يريد وبما يناسبه. |
الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ
الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ 1- الثبات في طلب العلم معناه الصبر والمصابرة عى طلب العلم ويشمل أمرين : أ- فلا يأخذ طالب العلم من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك، و هذا هو الذي يضر الطالب و يقطع عليه الأيام بلا فائدة ، وهذا الطالب في الغالب لا يحصل علما، ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصولا. مثال : تجد طالب العلم مرة في الآجرومية ومرة في متن القطر ومرة في الألفية، في المصطلح: مرة في النخبة، ومرة في ألفية العراقي،وهكذا . ب- الثبات بالنسبة للشيوخ أيضا الذين تتلقى عنهم لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ كل شهر عند شيخ قرر أولا من ستتلقى العلم عنده، ثم إذا قررت ذلك فاثبت في الطلب عند ذلك الشيخ ، ولا فرق بين أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه وشيخا آخر في النحو وتستمر معه في النحو وشيخا آخر في العقيدة والتوحيد، وتستمر معه، المهم أن تستمر لا أن تتذوق وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة وجلس عندها سبعة أيام طلقها وذهب يطلب أخرى، هذا يبقى طول دهره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل له أولاد في الغالب. 2- التَّثَبُّت :هذا أهم ما يكون من الآداب لطالب العلم . ويكون على ثلاث مراحل : أ- التثبت فيما ينقل من الأخبار أولا هل صحت عمن نقلت إليه أو لا . ب- التثبت فيما يصدر منك من الأحكام . جـ-ثم إذا صح الخبر فلا تحكم، فربما يكون الخبر الذي سمعته يكون مبنيا على أصل تجهله أنت فتحكم بأنه خطا والواقع أنه ليس بخطأ. - علاج هذا الأمر : أن تتصل بمن نسب إليه الخبر وتقول نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح ثم تناقشه فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لا تدري ما سبب هذا المنقول، ويقال: إذا علم السبب بطل العجب. - سبب التثبت : التثبت فيما ينقل عن الغير أمر مهم لأن الناقلين تارة تكون لهم إرادات سيئة ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه قصدا وعمدا وتارة لا يكون عندهم إرادات سيئة لكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به. |
كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي
كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي كيفيَّةُ الطلَبِ ومَراتِبُه أ- من لم يتقن الأصول حرم الوصول : وقيل بعبارة أخرى: من فاته الأصول حرم الوصول، لأن الأصول هي العلم والمسائل فروع، كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك. الأصول هي : القواعد والضوابط ، تبني على أصول من الكتاب والسنة وتبني على قواعد وضوابط مأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة ترجع إليها أحكام الكتاب والسنة. مثلاً : (المشقة تجلب التيسير) هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة، من الكتاب من قوله تعالى : { وما جعل عليكم في الدين من حرج } من السنة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمران ابن حصين: ((صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب )). هذا أصل لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل. ب- من رام العلم جملة ذهب عنه جملة : إذا أراد الإنسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا، لا بد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا كسلم تصعد إليه من الأرض إلى السقف فالعلم يحتاج مرونة وصبر وثبات وتدرج . جـ- التحام العلم في السمع مضلة الفهم : الإنسان إذا ملأ سمعه مما يسمع أو ملأ بصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه فيضل فهمه . د- التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ : اختيار المشايخ ذوي الإتقان وأيضا نضيف إلى الإتقان وصف آخر وهو الأمانة، لأن الإتقان قوة والقوة لابد فيها من أمانة {إن خير من استأجرت القوي الأمين} ربما يكون العالم عنده إتقان وعنده سعة علم وعنده قدرة على التقريب وعلى التقسيم وعلى كل شيء لكن ليس عنده أمانة فربما أضلك من حيث لا تشعر. و لأنّ الأخذ عن الشيوخ فيه ثلاث فوائد عظيمة : الفائدة الأولى : قصر المدة. والفائدة الثانية : قلة التكلف. والفائدة الثالثة : أن ذلك أحرى بالصواب؛ لأن هذا الشيخ قد علم وتعلم ورجح وفهم فيعطيك الشيء ناضجا و يمرنك على المراجعة والمطالعة. ضرر التحصيل الذاتي : لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي يعني أن تقرأ الكتب فقط دون أن يكون لك شيخ معتمد ولهذا قيل: (من دليله كتابه خطؤه أكثر من صوابه) أو: (غلب خطأه صوابه). أَخْذُ الطلَبِ بالتدَرُّجِ : الدليل قولُ الله تعالى :{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } . قوله: { لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً }. المعروف أن نزل لما ينزل شيئا فشيئا، وأن أنزل لما نزل جملة واحدة ، فقال الذين كفروا: (لولا نزل) ولم يقولوا (لولا أنزل) علينا القرآن جملة واحدة باعتبار أنّ واقع القرآن أنه منزل شيئا فشيئا. فأمامَك أمورٌ لا بُدَّ من مُراعاتِها في كلِّ فنٍّ تَطْلُبُه : أولا : حفظ مختصر فيه : مثلا : إذا كنت تطلب النحو فاحفظ مختصرا فيه إن كنت مبتدأ فلا أرى أحسن من متن الآجرومية لأنه واضح وجامع وحاصر وفيه بركة، ثم متن الألفية ألفية ابن مالك لأنها خلاصة علم النحو كما قال هو نفسه: أحصى من الكافية الخلاصة = كما اقتضى فنا بلا خصاصة ثانيا : ضبطه وشرحه على شيخ متقن : أ- لأن المقصود ضبطه وتحقيق ألفاظه. ب- شرح هذا المتن على شيخ متقن و يجب أن يضاف إلى الإتقان صفة أخرى وهي الأمانة لأن هذه من أهم ما يكون وأنتم تعلمون أن ذكر القوة والأمانة في القرآن متعدد لأن عليهما مدار العمل فقدقال العفريت من الجن { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } وقالت ابنة صاحب مدين : { يا أبت استئجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } وقال الله تعالى في وصف جبريل: {ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين} الثالث : عدم الاشتغال بالمطولات: وهذه مهمة جدا لطالب العلم أن يبدأ بإتقان المختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنه ثم إذا من الله عليه فليشتغل بالمطولات ولهذا قال: عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصل ذلك العلم . الرابع : لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب فهذا من باب الضجر: وهذه آفة عظيمة تقطع على الطالب طلبه وتضيع عليه أوقاته، كل يوم له كتاب بل كل ساعة له كتاب ، فإذا عزمت على أن يكون قرارك الكتاب الفلاني فاستمر في قراءته ، فإذا كان هناك موجب كما لو لم تجد أحد يدرسك في هذا المختصر ورأيت شيخا موثوقا في إتقانه وأمانته يدرس مختصر آخر فهذا ممكن لا حرج عليك أن تنتقل من هذا إلى هذا. خامسا : اقتناص الفوائد والضوابط العلمية : هذا أيضا من أهم ما يكون لطالب العلم أ- الحرص على اقتناص الفوائد وضبطها بالكتابة : التي لا تكاد تطرأ على الذهن، والتي يندر ذكرها والتعرض لها، و التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، لا تقل هذا أمر معلوم عندي ولا حاجة أن أقيده أنا إن شاء الله ما أنساه فإنك سرعان ما تنسى. ب- الحرص على الاهتمام بالضوابط ومن الضوابط ما يذكره الفقهاء تعليلا للأحكام فإن كل التعليلات للأحكام الفقهية تعتبر ضوابط لأنها تنبني عليها الأحكام. مثلا : إذا شك في طهارة الماء من نجاسته فإنه يبني على اليقين هذه على كل حال تعتبر حكما وتعتبر ضابطا أيضا ، فإذا ما شك في نجاسة طاهر فهو طاهر، أو في طهارة نجس فهو نجس لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان. سادسا: جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه ، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ .ثلاثة أمور أ- أن يجمع الإنسان نفسه للطلب فلا يشتتها يمينا ويسارا يوما يطلب العلم ثم يوم يفكر يقول أفتح مكتبة وهكذا. ب- أن يجمع نفسه على الترقي فيه فكر فيما وصل إليه علمك من المسائل والدلائل حتى تترقى شيئا فشيئا واستعن بمن تثق به من زملائك. جـ- الإنسان يكون عنده شغف شديد تتحرق نفسه لينال ما فوق المنزلة التي هو فيها حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ. مسْأَلةُ الْخَلْط في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَر لِطَالِبِ العِلْم : - الْخَلْط في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَر؛ فهذا يَختلِفُ باختلافِ المتعلِّمينَ في الفَهْمِ والنشاطِ ، فالناس يختلفون في الفهم والاستعداد فقد يكون سهلا على المرء أن يجمع بين علمين وقد يكون من الصعب أن يجمع بين علمين ،كل إنسان طبيب نفسه فإذا رأى من نفسه قدرة وقوة فلا بأس أن يجمع بين علمين. - تقديم تعليم العربية على القرآن يكون مسلما به بالنسبة لمن لا ينطق العربية وذلك لأنه لا يمكن أن يعرف القرآن إلا إذا تعلم العربية . - من كان عربيا فليس من المُسَلَّم أن نقول تعلم العربية بمعنى: لابد للعربي من تقديم القرآن على الشعر والحساب. - ذِكْرَ الْمُختصراتِ فالْمُطَوَّلَاتِ التي يُؤَسَّسُ عليه الطلَبُ والتلَقِّي لدى المشايخِ تَختَلِفُ غالبًا من قُطْرٍ إلى قُطْرٍ باختلافِ الْمَذاهِبِ وما نَشأَ عليه عُلماءُ ذلك الْقُطْرِ من إتقانِ هذا المختَصَرِ والتمَرُّسِ فيه دونَ غيرِه. مثلا : قد يكون الإنسان في بلد ينتحلون مذهب الشافعي ستجد العلماء يدرسون أو يبنون أصول تدريسهم على كتب الشافعي، في بلد ينهج فيه أهله مذهب الإمام أحمد تجد العلماء يدرسون كتب هذا المذهب وهلم جرا . - الحالُ هنا تَختلِفُ من طالبٍ إلى آخَرَ باختلافِ القرائحِ والفهومِ وقُوَّةِ الاستعدادِ وضَعْفِه ، وبُرودةِ الذِّهْنِ وتَوَقُّدِه، وكذلك كثرة المشاغل وقلتها. |
مراحل الطلب مع برنامج لطالب العلم من الحلية
1 مرفق
مراحل الطلب - التركيز على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله غالب المتأخرين يركزون عليهما ، وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يحثنا على قراءتهما ، لأن فيهما من التحقيق والتحرير والتقعيد ما لا يوجد في غيرهما. وتحس وأنت تقرأ بأن كلامهما ينبع من القلب ، ولهذا يؤثر في زيادة الإيمان .وأما تمثيله بتاريخ ابن جرير وابن كثير ، فهذا أيضا عند المراجعة لا بأس ، أما كون الإنسان يجعله قراءة يقرؤها فهذا طويل ربما يقطع عليه وقتا كثيرا .- قراءة كتب أئمة الدعوة ، المراد بهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وبنوه وأحفاده ، ومن تتلمذ عليهم . - الاعتماد على هذه المتون الأصيلة لا على المذكرات ، لأن المذكرات قد يكون واضعها ممن لا يعرف من هذا الفن إلا معرفة سطحية ، فتجده يلتمس كلمات من هذا وكلمات من هذا ، ولا يكون الكلام محررا متناسقا ، لكن هذه الكتب القديمة الأصيلة محررة متناسقة مخدومة. - الإعتماد على الحفظ هو الأصل ، علم بلا حفظ يزول ويضيع سريعًا . ينبغي للعالم والمتعلم أن يكون خاليا من الزَّغَلِ والشوائبِ والكَدَرِ، بل ينبغي أن يكون صافيا ، بحيث يكون المعلم يريد بذلك إيصال العلوم إلى الطلاب دون الاستعلاء عليهم أو إظهار علمه عليهم أو ما أشبه ذلك . وينبغي للتلميذ أن يكون واثقا مطمئنا إلى ما يقوله معلمه، لأنه إذا كان يتعلم منه يقول أنا أتعلم الآن ولكن إذا خرجت أبحث عن عالم آخر فكأنه لم يأخذ عن هذا العالم أخذ واثق .لكن إذا أخذ عن العالم أخذ مستفيد واثق ، ثم بعد ذلك إذا كبر وترعرع في العلم وصار عنده ملكة ، فلا مانع أن يخالف شيخه فيما يرى أن الصواب في خلافه . وقالَ الحافظُ عثمانُ بنُ خُرَّزَاذَ (المتوفى سنة 282 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى : ( يَحتاجُ صاحبُ الحديثِ إلى خَمْسٍ ، فإن عُدِمَتْ واحدةٌ فهي نَقْصٌ : يَحتاجُ إلى عَقْلٍ جَيِّدٍ ، ودِينٍ ، وضَبْطٍ ، وحَذَاقَةٍ بالصِّناعةِ مع أَمانَةٍ تُعْرَفُ منه. (قلتُ: أي الذهبيُّ : ( الأمانةُ جزءٌ من الدينِ ، والضبْطُ داخلٌ في الْحِذْقِ ، فالذي يَحتاجُ إليه الحافظُ أن يكونَ تَقِيًّا ، ذَكِيًّا ، نَحْوِيًّا ، لُغَوِيًّا ،زَكِيًّا ، حَيِيًّا ، سَلَفِيًّا يَكفِيه أن يَكتُبَ بيَدَيْهِ مِئَتَي مُجَلَّدٍ، ويُحَصِّلَ من الدواوينِ الْمُعْتَبَرَةِ خَمْسَ مِئَةِ مُجَلَّدٍ وأن لايَفْتُرَ من طلَبِ العِلْمِ إلى الْمَمَاتِ بِنِيَّةٍ خالِصَةٍ ، وتوَاضُعٍ وإلافلا يَتَعَنَّ ) اهـ. شرح كلام الذهبي رحمه الله تعالى: - الأمانة جزء من الدين .فتدخل في العقل والدين. - والضبط داخل في الحفظ ، حذق الشيء بمعنى فهمه وأدركه جيدا. - يحتاج إلى أن يكون تقيا ، والتقوى هي فعل أوامر الله واجتناب نواهيه لأن به تكون الوقاية من عذاب الله. - ذكيا يعني ليس غبيا ، بأن يكون عنده فطنة وكم من إنسان حافظ وليس بذكي ، وبعض الناس بالعكس ذكاءه متوقد لكن ليس عنده حافظة . - نحويا لغويا : النحوي هو الذي يعتني بالإعراب والبناء وهذا يختص بأواخر الكلمات، اللغوي يدخل فيه من تعلم علم الصرف وعلم مفردات اللغة ، وعلى هذا فلا بد من مراجعة كتب النحو : كتب الصرف وكتب اللغة كالقاموس ولسان العرب وغير ذلك . - زكيا تقيا : الزكي والتقي معناهما متقارب ، فإن ذكرا فينبغي أن يحمل التقي على من ترك المحرمات والزكي على من قام بالمأمورات . - حييّا : لكن بشرط : أن لا يمنعه حياؤه من طلب العلم والحق ، ولهذا قال بعضهم : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر . قالت أم سليم للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (إن الله لا يستحي من الحق ، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟) قال : ((نعم إذا هي رأت الماء)). - سلفيا : يعني يأخذ بطريقة السلف في العقيدة والأدب والعمل والمنهج وفي كل شيء لأن السلف هم صدر هذه الأمة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )). - يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد ونعزي أنفسنا بأن المجلدات عندهم قليلة ، أي قد تكون خمسين صفحة عندهم مجلدا ، فإن كان هذا هو المراد فلعل الله أن يعيننا عليه ، وإن كان المراد بالمجلد أنه ستمائة صفحة ، فالواحد منا لو يبقى ليلا ونهارا ما أظنه يكتب مائتي مجلد . - ويُحَصِّلَ من الدواوينِ الْمُعْتَبَرَةِ خَمْسَ مِئَةِ مُجَلَّدٍ، على كل حال هم يقولون على قدر حالهم ونقول : الله المستعان . - طالب العلم يجب أن لا يفتر عن طلب العلم إلى الممات ، لأنه إذا عود نفسه الفتور والكسل اعتاد ذلك ، ومن طلب العلا سهر الليالي ويقال : أعط العلم كلك تدرك بعضه ، وأعطه بعضك يفتك كله .العلم يحتاج إلى تعب وعناء . - الإنسان إذا ترعرع في العلم سهل عليه أن يعلم أشياء قد لا تكون في بطون الكتب .لا سيما مع النية الخالصة وإرادة الحق والحكم بشرع الله فإن الله تعالى يهبه علما لا يطرأ على باله ،وكثيرا ما نقف عند مسألة من المسائل في الكتب في مظانها ولا نجدها، ثم إذا فكرنا في آية من كتاب الله أو في حديث من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدنا الحل ، لأن بركة القرآن والسنة لا يضاهيها أي بركة . - التواضع هذا من أهم ما يكون ، لأن التواضع خلق من الأخلاق العظيمة التي قال الله تعالى فيها لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : { وإنك لعلى خلق عظيم } فأعظم الناس تواضعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه أشرفهم مقاما عند الله ورتبة، ، أسأل الله أن يرزقني وإياكم التواضع للحق وللخلق . - (وإلا فلا يتعن) ، يعني لا يتعب نفسه إن لم يتصف بهذا فلا يتعب نفسه ، ولكن نقول عفا الله عنك يا ذهبي، ارجع إلى قول الله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم }ولنعامل الناس بما يمكن أن يقوموا به ، وإلا لنفر الناس ، لو قلنا للطالب يكفيك أن تكتب مائتي مجلد بيديك، هذه كفاية ، والأكمل خمسمائة أو ستمائة ، وله يكفيك أن يكون عندك من الدواوين خمسمائة مجلد ، والأكمل ألف مجلد، يعني لو قلنا للطالب هكذا لثقل عليه الطلب ، لكن نقول: يكفيك أن تكتب بيديك ما تقدر عليه بشرط أن يكون عندك حرص ونشاط في طلب العلم ، والله الموفق . |
تلقي العلم عن الأشياخ
تلقي العلم عن الأشياخ - الأصلُ في الطلَبِ أن يكونَ بطريقِ التلقينِ والتلَقِّي عن الأساتيذِ وملازمة الأشياخِ .فوائد الأخذ عن الأشياخ : الفائدة الأولى : قصر المدة بدلا من أن يذهب طالب العلم يقلب في بطون الكتب وينظر ما هو القول الراجح ، يعطيك الشيخ القول الراجح . الفائدة الثانية : سرعة الإدراك والفهم ، لأن الإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يدرك ويفهم بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ في الكتب ، وربما يفهم ما كتب على وجه خطأ غير صحيح . الفائدة الثالثة : الرابطة بين طالب العلم ومعلمه ، فيكون ارتباط بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر . بيان أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب وضرر التحصيل من الكتب : و هذه الأضراركلُّها مُعَوِّقَةٌ عن العِلْمِ وقد استراحَ المتعلِّمُ من تَكَلُّفِها عندَ قراءتِه على الْمُعَلِّمِ ، ومنها : - التصحيفُ العارضُ من اشتباهِ الحروفِ مع عَدَمِ اللفظِ ، وقدكانوا فيما سبق يكتبون بلا نقط فيخطئ الإنسان ، فمثلاً ربما تجد كلمة ( بز ): اشتريت بزا بصاع من تمر بدون مقابضة ، إذا لم يكن فيها نقطه ( برا ) ، ومعلوم أنك إذا اشتريت برا بتمر بدون مقابضة فالبيع غير صحيح ، فتختلف الأحكام باختلاف النقط.قالَ الصَّفَدِيُّ : ولهذا قالَ العُلماءُ : لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا مُصْحَفِيٍّ ؛ يعني : لا تَقرأ القُرآنَ على مَن قَرأَ من الْمُصْحَفِ ولا الحديثَ وغيرَه على مَن أَخَذَ ذلك من الصُّحُفِ ) اهـ ، وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما إذا كان فيها بيان , كالموجود الآن من المصاحف والحمد لله فهو واضح ما فيه إشكال ،يعني معناه أن الإنسان يلحق كلمة غير مكتوبة ظنا منه أن المعنى لا يتم إلا بها فيقرأ ما ليس مكتوبا. - الغلَطُ بزَوَغَان البصَر يعني: يزيغ بصر الإنسان فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها لا سيما إذا كان الكتاب ليس جيدا. - قِلَّةُ الْخِبرةِ بالإعرابِ أو فَساد الموجودِ منه وإصلاح الكتابِ فإذا قرأ مثلا: (وكلم اللهُ موسى تكليما) وهو إنسان لا يعرف الإعراب والكلمة ما شكلت، ربما يقول: (وكلم اللهَ موسى تكليما) فيختلف المعنى اختلافا عظيما. - كتابةُ ما لا يُقْرَأُ وقِراءةُ ما لا يُكْتَبُ يريد به أن من الألفاظ ما ينطق ولا يكتب ويصعب ضبطه بالوصف ولا يمكن تحصيله إلا بالتلقي من الشيخ سماعاً ، ومثال ذلك: الروم والإشمام والإشباع والإدغام ومنها ما يكتب ولا ينطق كواو عمرو وألف واو الجماعة وغيرها. - مَذهبُ صاحبِ الكِتابِ ربما يكون مذهبه مذهب معتزلي أو جهمي أو غيره وأنت لا تدري. - سُقْمُ النَّسْخِ ورَداءةِ النقْلِ. - إدماجُ القارئ مواضِعَ المقاطعِ معناه : أن الكلمة لا بد أن تقف عليها ، فيأتي القارئ ليقرأ الكتاب فيقرأها مع ما بعدها فيختلف المعنى . - خلْطُ مَبادئِ التعليمِ بحيث لا يميز بعضها عن بعض , بمعنى أن الكاتب قد لا يكون متقناً فيغلط هذا مع هذا , والمبتدئ لا يعرف. - ذِكْرُ ألفاظٍ مُصْطَلَحٍ عليها في تلك الصناعةِ وهو لا يدري مثلا : تأتيك كلمة في المصطلح ( معضل، منقطع ) إذا لم يكن عنده علم أشكل عليه هذا الشيء . - من الضرر الحاصل ما قاله الأوزاعيُّ : كان هذا العِلْمُ كَرِيمًا يَتَلقاهُ الرجالُ بينَهم فلمَّا دَخَلَت الكُتُبِ ؛ دَخَلَ فيه غيرُ أَهْلِه . - وكذلك قيلَ : ( مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه ، خَرَجَ وَحْدَه ) أي : مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِ بلا شيخٍ ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ ، إذ العلْمُ صَنعةٌ ، وكلُّ صَنعةٍ تَحتاجُ إلى صانعٍ ، فلا بُدَّ إِذَنْ لتَعَلُّمِها من مُعَلِّمِها الحاذِقِ .هذا صحيح وقد قيل : إن من كان دليله كتاباً خطأه أكثر من صوابه .هذا فهو الغالب بلا شك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريساً ولا سيما إذا لم يكن عنده من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتماداً كاملاً على الله عزوجل ويدأب ليلا ونهارا ويحصل من العلم ما يحصل وإن لم يكن له شيخ . - الدليلُ المادِّيُّ أن القراءة على الأشياخ أفضل من القراءة من الكتب أنك تَرَى آلافَ التراجِمِ والسِّيَرِ على اختلافِ الأزمانِ ومَرِّ الأعصارِ وتَنَوُّعِ المعارِفِ ، مشْحُونةً بتَسميةِ الشيوخِ والتلاميذِ ومُسْتَقِلٌّ من ذلك ومُسْتَكْثِرٌ . شعر في أفضلية القراءة على الأشياخ : ولبعضِهم : مَن لم يُشَافِهْ عالِمًا بأصُولِهِ = فيَقِينُه في الْمُشكِلاتِ ظُنُونُ يعني إذا وردت المشكلة وقال الحكم كذا وكذا يقيناً فهو ظن حتى يقول أنا عالم . وكان أبو حَيَّانَ كثيرًا ما يُنْشِدُ: يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتُبَ تَهْـدِي= أَخَـا فَهْـمٍ لإدراكِ العلـومِ وما يَدْرِي الْجَهولُ بأنَّ فيهـا = غوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيـمِ إذا رُمْتَ العلومَ بغيـرِ شيـخٍ = ضَلَلْتَ عن الصراطِ المستقيـمِ وتَلْتَبِسُ الأمورُ عليـك حتـى= تصيرَ أَضَلَّ من ( تُومَا الحكيمِ ترجيح الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله: قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله : وهذه المسألة حصل فيها إفراط وتفريط، والحق هو التوسط والاعتدال. فمن غلا وأفرط لم يصحح للطالب أن يتلقى علماً إلا عن طريق السماع من الأشياخ. ومن فرَّط وتساهل حث الطالب على التلقي من الكتب مباشرة بلا منهج علمي ولا إشراف من شيخ. والطريقة الأولى : خطأ وتشدد وحرمان للطالب من الاستفادة من كتب أهل العلم ، وتطويل مملّ لأمد التحصيل عليه حتى تمضي عليه مدة نهمته في الطالب وهو مقتصر على السماع لا يبحث ولا يقرأ وإنما يتلقى العلم بالتلقين كالصبيان ، وينتظر فراغ الشيخ له حتى يعطيه النزر اليسير من وقته أو يجمعه مع جماعة من الطلاب فيلقي عليهم الدرس، وقد يكون لدى الشيخ من الأخطاء ما لا يتفطن له الطالب إلا بالبحث والقراءة والدراسة الجادة وعرض كلام الشيخ على كلام الشراح الآخرين والموازنة بينها حتى يحذق فهم الباب الذي يدرسه وتزول عنه الإشكالات العارضة. والطريقة الثانية : مضيعة للطالب ومظنة للانحراف في الفهم والمنهج لأن التلقي المباشر من الكتب بلا عالم يشرف عليه ويوجهه ويجيبه على ما يشكل عليه ويرتب له درجات التعلم حتى يشتد عوده في العلم فيضبط الأصول ويفهم المسائل بالدلائل ثم ينطلق في القراءة في كتب أهل العلم انطلاق الماهر الحاذق البصير بما يأتي وما يذر. فمن ضيع الإشراف في أول طلبه لم تؤمن عليه مخاطر الانحراف والخطأ في الفهم والمنهج، ومن تشدد واقتصر على السماع فرط في علم كثير، وضيع على نفسه أوقاتاً كثيرة. |
آداب الطالب مع شيخه
آداب الطالب مع شيخه إعلم أنه لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب لتأمن من العثار والزلل ، فعليك إذن بالتحلي برعاية حرمته ، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق ومن رعاية حرمة الشيخ :1_ أن يعتبر الطالب شيخه معلما مربيا ، معلما يلقي إليه العلم ، مربيا يلقي إليه الآداب ، والتلميذ إذا لم يثق بشيخه في هذين الأمرين فإنه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة لأن : - الشيخ المفروض فيه أنه لن يجلس للتعليم إلا وهو يرى أنه أهل لذلك. - ولأنّ التلميذ أيضا لم يأت إلى هذا الشيخ إلا وهو يعتقد أنه أهل. - و لأن الطالب إذا كان ليس واثقا كل الثقة من هذا الشيخ الذي قرأ عليه سوف يبني علمه على شفا جرف هار ، فلذلك يضيع عليه الوقت و التحصيل. 2_ فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف و من الإحترام إلقاء السلام عليه فلا تمرّ عليه مر السحاب. 3_ اجلس جلسة المتأدب مع شيخك يعني مثلا : لا تمد رجليك ولا يديك ولا تجلس متكئا لا سيما في مكان الطلب . 4_ لا تتحدث إلى شيخك و كأنما تتحدث مع قرينك ، تحدث إليه تحدث الابن إلى أبيه باحترام و تواضع. 5_ حسن السؤال: ومنه الإستئذان في السؤال - السؤال بهدوء ورفق كأن يقول مثلا : أحسن الله إليك شيخنا وما أشبه ذلك. 6_ حسن الاستماع بحيث يكون قلبك وقالبك متجها إلى معلمك ، لا تكن جالسا ببدنك سائرا بقلبك في غير الدرس فيفوت عليك خير كثير. 7_ حسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب ، لا بد إذا تصفحت الكتاب يكون برفق أولا والثاني رفقا بالكتاب لئلا يتمزق. 8_ ترك التطاول أمامه و التطاول ليس أمرا محسوسا مدركا بالحس الظاهر ، لكن النفس تشعر بأن هذا السائل متطاول . 9_ ترك المماراة معه يعني مجادلة الشيخ ، الشيء الذي يمكن إيراده وهو إيراد صحيح أي : يورد ليزيل الإشكال فهذا لابأس به ، أما أن يصل إلى المماراة لا. 10_ لا ينبغي للطالب أن يتقدم بين يدي الشيخ بكلام أو مسير . 11_ إكثار الكلام عند الشيخ ، فالمجالس تختلف إذا كان مجلس علم ومجلس جد فلا تكثر الكلام ، لكن إذا كان مكان نزهة فهذا لا بأس أن يأتي أحد ويكثر الكلام ويوسع صدر الشيخ وصدر الحاضرين. 12_ مداخلة في حديث الشيخ ودرسه بكلام منك معناها أن : الشيخ يتكلم ، مستمر في كلامه فتأتي أنت و تقطع كلامه ، هذا لا يصح لا في الدرس ولا خارج الدرس لأنه من سوء الأدب. 13_ الإلحاح عليه في الجواب ، مثلا : إذا سأل الشيخ وقال له الشيخ انتظر ، أعاد قال : انتظر أعاد ، هذا غلط إذا قال : انتظر، فانتظر حتى يقول لك هو: ما سؤالك ولا تلح عليه. 14_ تجنب الإكثار من السؤال ، لأن بعض الناس يحب الإكثار من السؤال وقد يكون في غير موضوع الدرس ، لا سيما مع شهود الملأ فإن هذا يوجب لك الغرور وللشيخ الملل. 15_ لا تُنادِي شيخك باسمِه مجَرَّدًا ، أو مع لَقَبِه كقولِك : يا شيخَ فلان ! بل قلْ : يا شيخي ! أو يا شَيْخَنَا ! فلا تُسَمِّه ؛ فإنه أَرْفَعُ في الأَدَبِ ، قل: أحسن الله إليك وما أشبه ذلك ، فباب الطلب يجب أن يكون أشد في الاحترام. 16_ لا تخاطِبْ شيخك بتاءِ الخِطابِ لأن فيه إشعار بأنك لم ترض قوله يعني مثلا لا تقول : أنت قلت كذا وكذا، قلت في الدرس الماضي كذا وكذا ، فتقول مثلا : قلنا كذا وكذا، مر علينا في كذا وكذا. 17_ لا تُنادِي شيخك من بُعْدٍ من غيرِ اضطرارٍ كأن يكون الشيخ في آخر الشارع وتقول يا فلان يا فلان ، إلا إذا كان هناك ضرورة بحيث يكون عليه خطر ، أمامه أشياء يخاف عليه منها فهنا لا بأس أن تناديه من بعيد. - الدليل : ما ذَكَرَه اللهُ تعالى من الدَّلالةِ على الأَدَبِ مع مُعَلِّمِ الناسِ الخيرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قولِه : {لا تجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا... } الآيةُ . هذه الآية للعلماء في تفسيرها قولان : القول الأول : لا تنادوه باسمه ،كما ينادي بعضكم بعضا ، فتكون دعاء مضافة إلى المفعول. القول الثاني : لا تجعلوا دعاؤه إياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم أن تجيبوه , وأن تمتثلوا أمره وتجتنبوا نهيه , بخلاف غيره ، فتكون دعاء مضافة إلى الفاعل . و بناء على القاعدة التفسيرية أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا منافاة بينهما فإنها تحمل على المعنيين. - و كذلك كما لا تقول لأبيك من النسب يا فلان ، فكذلك أبوك في العلم لا تقل له يا فلان . 18_ التزامْ تَوقيرَ المجلِسِ و أن تبدي السرور من الدرس والإفادة به وأن ترتقبه بفارغ الصبر ، أما أن تتململ مرة تقلب الكتاب ومرة تخطط بالأرض و ما أشبه ذلك فهذا معناه الملل. 19_ موقف طالب العلم من خطأ شيخه و هذا مما يجب التزام الأدب فيه : أ- لا ينبغي للإنسان أن يسقط الشيخ من عَيْنِه إذا بدا له خطأٌ أو وَهْمٌ منه ، فإنه سَبَبٌ لحِرْمَانِكَ من عِلْمِه ، أما لو كان كثير الخطأ ، كل ما يتكلم به خطأ فهنا لا ينبغي أن يكون شيخا ، هذا ينبغي أن يكون متعلما قبل أن يكون معلما. ب- لا يجوز لك أن تسكت على خطأ شيخك لأن هذا ضرر عليك وعليه ، فإنك إذا نبهته على الخطأ وانتبه أصلح الخطأ .كذلك الوهم قد يتوهم ، قد يسبق لسانه إلى كلمة لا يريدها فلا بد من التنبيه. ج- قد تقتضي الحال أن تنبه الشيخ في الدرس ، إذا كان يسجل للشيخ فإذا لم يصلح الخطأ في حينه نشر هذا العلم على خطأ ، أما لو كان المسألة ليس يسمع هذا الوهم أو هذا الخطأ إلا الطلاب ، فإن من الأليق أن لا تنبه الشيخ في مكان الدرس ، بل إذا خرج تلتزم الأدب معه و تمشي معه وتقول مثلا : سمعت كذا وكذا فلا أدري أوهمت أنا في السمع أم أن الشيخ أخطأ ؟. 20_ احْذَرْ أن تمارِسَ امتحانِ الشيخِ على القُدرةِ العِلمِيَّةِ والتَّحَمُّلِ مما يُضْجِرُه فبعض الناس يقصد امتحان الشيخ ، فيأتي بأسئلة معضلة ويراوغ فيها. 21_ إذا بدا لك أن تنتقل أو تتعلم من شيخ آخر علما آخر غير ما تتعلمه عند شيخك فإنه من الأدب أن تستأذن منه لأنه : - أدعى لحرمة الشيخ و أملك لقلبه في محبتك و العطف عليك. - قد يكون عند شيخك من العلم عن هذا الشيخ الذي تريد أن تذهب إليه ما ليس عندك فينصحك و يبين لك. - إذا أراد الأنسان أن يسافر مثلا ويعرف من شيخه أنه يتفقد الطلاب فينبغي أن يؤذنه ، ويقول إنني سأسافر ، حتى لا ينشغل قلب الشيخ أو يتهمك بالخمول والكسل والملل وما أشبه ذلك. 22_ على طالب العلم أن يحذر من صَنيعِ الأعاجِمِ ، والطُّرُقِيَّةِ ، والْمُبتدِعَةِ الخَلَفِيَّةِ ، من الخُضوعِ الخارِجِ عن آدابِ الشرْعِ ومن ذلك : - لحْسُ الأيدِي لحس الأيدي أن يخرج الإنسان لسانه ويلحس اليد لكن تقبيل الأيدي لا بأس به ما لم يخرج إلى حد الإفراط والزيادة. - الانحناءُ عندَ السلامِ هذا خلق ذميم ينهى عنه لأنه ورد النهي عن ذلك . - تَقبيلٌ الأكتافِهذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا بكل حال مثلا : عندما يأتي الإنسان من سفر فلا بأس أن يقبل جبهته وهامته وكذلك أكتافه ، لأنه لا يضر إلا إذا اقتضى ذلك انحناءه . - القبْضُ على اليمينِ باليمينِ والشمالِ عندَ السلامِ ؛ كحالِ تَوَدُّدِ الكِبارِ للأَطفالِهذا لا نرى فيه بأسا فإن ابن مسعود رضي الله عنه قال : علمني النبي صلى الله عليه وسلم التشهد وكفي بين كفيه .وإذا اعتاد الناس أن يفعلوا ذلك عند السلام فلا حرج لأنه ليس فيه نهي و هو من باب إظهار الشفقة والإكرام . وإن كانت المصافحة باليد مع اليد فقط. - استعمالُ الألفاظِ الرَّخوةِ المتخاذِلَةِ : سَيِّدِي ، مَوْلاي ، ونحوِها من أَلفاظِ الخَدَمِ والعَبيدِ هذه ليس لها داعي ، والحقيقة أن الشيخ سيد بالنسبة لتلميذه لكن لا ينبغي أن يتخاذل أمامه ، حتى يقول سيدي أو يقول مولاي ولكن مع ذلك هو جائز من حيث الشرع ، إلا أنه يقال بالنسبة للعبد المملوك يقوله لسيده المالك ، كما جاء في الحديث (وليقل سيدي ومولاي). رأسُ مالِك – أيُّها الطالِبُ – من شَيْخِكَ الواقع أن التلقي والتلقين هو الأصل لأن التلميذ لم يأت للشيخ من أجل أن يتعلم منه الأخلاق فقط ، بل من أجل أن يتعلم العلم أولا ثم الأخلاق ثانيا ، ففي الحقيقة أن التلقي والتلقين أمر مقصود ، كما أن الاقتداء به في أخلاقه أمر مقصود أيضا .1_ القدوةُ بصالحِ أخلاقِه وكريمِ شمائِلِه إذا كان شيخك على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فهنا اجعله قدوة لك ، لكن قد يكون الشيخ على خلاف ذلك أو عنده نقص في ذلك ، ففي مثل هذا لا تقتدي به. 2_ لا تُقَلِّدْ شيخك بصوتٍ ونَغَمَةٍ لأن بعض الناس يملكه الحب لشيخه أو لغيره من الناس حتى يبدأ بتقليد صوته ونغمته . 3_ لا تقلد شيخك في المِشْيَةِ إلاّ إذا كانت مشية الشيخ كمشية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاقتد بها ، لا لأن الشيخ قدوتك ولكن لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك. 4_ لا تقلد شيخك في الحركة فقد تكون من بعض المعلمين حركة ممقوتة ، لكن إذا كانت حركة الشيخ تبين المراد أو تبين ما في النفس من انفعال تنشط الطالب فهذه لا بأس بها لأنك تجد فرقا بين معلم تكون له حركات تنبئ عن المعنى وعما في نفسه من إحساسات ، وبين معلم يسرد لك الحديث سردا . 5_ لا تقلد شيخك في الهيئة إلا إذا كانت هيئته حسنة ، قد يكون مثلا الشيخ لا يبالي بالهيئة الجميلة، وبالثياب الحسنة فهذا لا تقلده ، وقد يكون الشيخ مراعي المروءة في ذلك ويستعمل ما يجمله عند الناس ويزينه فهنا لا بأس أن تقلده ، فمتابعة الشيخ في أمر محمود لا يعد سقوطا . نشاطُ الشيخِ في دَرْسِه وفي هذا أدب للطالب وأدب للمعلم : 1- أما أدب الطالب : أن يكون له همة وقوة في الاستماع إلى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا ، ولا يظهر للشيخ أنه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة ، أو تقليب الأوراق تارة أو ما أشبه ذلك . فينبغي للمعلم أن لا يلقي العلم لا بين الطلبة ولا بين عامة الناس إلا وهم متشوقون له ، حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة فقبلته ، وأما أن يكره أو يفرض نفسه فهذا أمر لا ينبغي. 2_ أما أدب المعلم : أولا : لأن الفائدة تكون قليلة. ثانيا : ربما يقع في قلب السامع الذي أكره على الاستماع كراهة إما للشخص وإما لما يلقيه الشخص وكلا الأمرين مذموم ، وأمرهما أن يكره ما يلقيه الشخص . قالَ الخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( حقُّ الفائدةِ أن لا تُسَاقَ إلا إلى مُبْتَغِيهَا ، ولا تُعْرَضَ إلا على الراغبِ فيها ، فإذا رَأَى الْمُحَدِّثُ بعضَ الفُتورِ من المستَمِعِ فليسكُتْ ، فإنَّ بعضَ الأُدباءِ قالَ : نَشاطُ القائلِ على قَدْرِ فَهْمِ الْمُسْتَمِعِ ) . ثم ساقَ بسَنَدِه عن زيدِ بنِ وَهْبٍ قال : ( قالَ عبدُ اللهِ : حَدِّث القوْمَ ما رَمَقوكَ بأبصارِهم ، فإذا رأيتَ منهم فَترَةً فانْزِعْ ). اهـ . |
الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة
الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة تختلف الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة من شيخ لآخر ، بعضهم سريع وبعضهم يملي إملاءً ، وبعضهم يلقي إلقاءً ، وبعضهم لا يستحق أن يكتب ما يقول ، لكن مثل هذا لا يضيع الإنسان وقته بالجلوس إليه ، والكلام في شيخ يأتي الإنسان إليه ليستفيد.وللكتابة عن الشيخ أدب وشرط :أدب الكتابة عن الشيخ : لا بد أن تستأذن من الشيخ أنك ستكتب وإذا كنت تريد أن تسجل أخبره بأنك سوف تسجل ، لأن الشيخ ربما لا يرضى أن تكتب عنه شيئاً كما يوجد في بعض المشايخ الآن لا يرضى لأحد أن يكتب عنه شيئا أو ينقل عنه بواسطة التسجيل . وأما الشرط فتشير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه حتى يتبين للقارئ ، لأنك لو لم تشر إلى هذا لظن القارئ أن الشيخ أملاه عليك إملاءً ، وهناك فرق بين الإملاء وبين كتابة الدرس الذي يلقيه الشيخ بدون أن يشعر أو ما يسمى بالتقرير ، لأن الإملاء سوف يكون محرراً ومنقحاً كأن الشيخ كتبه بيده ، لكن التقرير يلقي الكلام هكذا مرسلاً ربما يتداخل بعضه مع بعض وربما يقول كلمة سهواً وغير ذلك. |
الساعة الآن 04:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir