![]() |
من الآثار المروية عن السلف في فضل العلم:
- عن الإمام الشافعي: 1-(ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم), قيل: "ولا الجهاد في سبيل الله؟", قال: (ولا الجهاد في سبيل الله). 2-(من حفظ القرآن عظمت حرمته, ومن طلب الفقه نبل قدره, ومن وعى الحديث قويت حجته, ومن نظر في النحو رقَّ طَبْعُه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم). - عن الإمام أحمد : 1- سؤل: ما أفضل الأعمال؟ قال: (طلب العلم لمن صحت نيته) قيل: وأي شيء تصحيح النية؟ قال: (ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل). 2- (العلم لا يعدله شيء). 3- اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات. |
حاضر وما شاء الله أستفدت
|
الحث في التشمير عن ساعد الجد في طلب العلم وردت فيه الكثير من التوجيهات والنصائح و المشفوعة بالكتاب والسنة من العلماء السابقين- رحمة الله عليهم- مشروطا بإخلاص النية والعمل نورد بعضها:
الإمام الشافعي-رحمة الله عليه- ذكر بأن :من حفظ القرآن عظمت حرمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن وعي الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم. الإمام أحمد -رحمة الله عليه- قال: العلم لايعدله شئ. نقل عن النووي-رحمة الله عليه- إتفاق السلف على أن الإشتغال بالعلم أفضل من الإشتغال بنوافل الصوم ولصلاة والتسبيحونحو ذلك من نوافل العبادات. =وفي باب فضل العلم و بركاته أفردت له العديد من الأبواب و الرسائل والكتب، حيث لا توجد أمة من الأمم اعتنت بتعلم أحكام دينها كعناية أمة الإسلام (أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، حيث سنذكر من هذه الكتب على سبيل المثال لا الحصر: 1-البخاري-رحمة الله عليه-أفرد في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابا في فضل العلم. 2-ابن عبد البر-رحمة الله عليه-كتاب جامع بيان العلم وفضله. 3-ابن القيم-رحمة الله عليه- كتاب مفتاح دار السعادة و منشور ولاية أهل العلم والإرادة. = و العلم أنواع فمنه النافع والضار أو الغير نافع، فالنافع ينقسم إلى: 1-علم ديني شرعي: وهو تعلم أحكام الشريعة والفقه في دين الله في الإعتقاد والمعاملات والعبادات، وهو العلم المقدم وله الأولوية للمسلم. 2-علم دنيوي: وهو الذي ينتفع به الناس في الدنيا من العلوم التطبيقية كالهندسة والطب والتجارة والزراعة وغيرها وذلك امتثالا لتوجيه المصطفى صلّى الله عليه وسلم (احرص على ماينفعك)، وهذه من فروض الكفاية. =العلوم الضارّة والغير نافعة: هي كل علم يخالف هدى الشريعة وينتهك حرمات الله تعالى و حرمة الرسول صلّى الله عليه وسلم و حرمة عباد الله فهي علوم ضارّة و لانفع فيها في الدارين، و قد تعوّذ النبي صلّى الله عليه وسلم من ذلك بقوله:( اللهمّ إنّي أعوذ بك من علم لاينفع، ومن قلب لا يخشع، و من نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها). ومن هذه العلوم الضارة علوم: السحر، الكهانة، التنجيم، الفلسفة، الكلام. و قد سلك العديد من العلماء هذه السبل المنحرفة، وبعد سنوات من الخوض في غمار هذه المسالك في نهاية أعمارهم ندموا ندما شديدا على ما فرطوا من الأزمان والصحة في هذه المتاهات، ومن هؤلاء: البلخي ( تفنن في علم التنجيم)، الجويني (علم الكلام)، الرازي( علم الفلسفة والكلام)، و الشهرستاني (علم الكلام). لهذا على طالب العلم أن ينتبه و يسلك طرق السلامة في حفظ الوقت و القلب والدين وذلك باجتناب مايضر ولا ينفع، نسأل الله السداد والتوفيق. |
وقال مهنا بن يحيى السُلمي: قلت: لأحمد بن حنبل ما أفضل الأعمال؟
قال: (طلب العلم لمن صحت نيته) قلت: وأي شيء تصحيح النية؟ قال: (ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل). |
الآثار المروية والمؤلفات في فضل العلم مع البيان في الفرق بين العلم النافع وغير النافع
يتمحور المحصول على نقاط ثلاث
1- فضل العلم ورفعة طالبه ومدى حرص السلف الصالح في الحصول على العلم الشرعي وإعطاء حيادتهطم كلها للعلم وخادمته كما دلت على ذلك الآثار الواردة عنهم منها مارواهط عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنه قال: ماعبدالله بمثل الفقه وقال سفيان الثوري :ماأعلم عملا أفضل من طلب العلم وحفظه، لمن أراد الله به خيرا ومن قوله أيضا لابن المبارك : مايرادالله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم وماطلب العلم في زمان أفضل منه اليوم وقول اﻹمام أحمد: العلم لايعدله شيء .كل هذه اﻵثار تدل على اهتمام السلف الصالح على العلم وفضله وطلبه 2- التعرف على أفضل ماألفت في فضل العلم والحث على طلبه والعلماء في ذلك على قسمين منهم من خص بابا في كتابه يتحدث عن العلم وفضله وقيمته كما فعل أصحاب الحديث مثل البخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي والنسائي والدارمي ومن من صنف كتابا مستقلا مثل فضل العلم للآجري وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر والحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ لابن الجوزي ومفتاح دار السعادة لابن القيم وهذه الكتب حقيقة فيها ما يحث الطالب على اﻹ قدام على الطلب والعمل بالعلم 3- تسليط الضوء على الفرق بين العلم النافع وغير النافع كماأشار إليه السلف والمنافع ينقسم إلى علم الشريعة الضروري ما يعرف به هدى الله مثل ،العقيدة والعبادات والمعاملات وهناك آخر مثل الهندسة والزراعة والتجارة والصناعة لكن المقصود الأهم اﻷول ومن العلوم الفاسدة المهلكة علم السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام وقداستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لاينفع ومن هذاالمنطلق حذر العلما على قبيل هطذاالعلم وعلى رأسه علم الكلام كما أشار إليه ابن تيمية كما حدث لأبي معشر جعفر بن محمد البلخي لما ترك علم الحديث إلى الحساب والهندسة وأفضى به إلى السحر والتنجيم ومثل الجويني والرازي والقزالي تعمقوا في علم الكلام وأخيرا ندموا على إنفاق عمرهم في طلبه وذموه وحذوا على طلبه . |
المؤلفات في فضل العلم والحثّ على طلبه:
صنف العلماءُ في فضل طلب العلم مصنفات كثيرة؛ -فمنهم من أفردوا له أبوابًا في بعض كتبهم, كالإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم. -ومنهم من أفرد له كتابا مستقلا, كالآجري في (فضل طلب العلم), وابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله). |
من الآثار المروية عن السلف في فضل العلم
من الآثار المروية عن السلف في فضل العلم:
- عن الإمام الشافعي: 1-(ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم), قيل: "ولا الجهاد في سبيل الله؟", قال: (ولا الجهاد في سبيل الله). قول الإمام أحمد:"العلم لا يعدله شيء" |
للعلماء و طلبة العلم فضل كبير عند الله بينه المحدثون و العلماء الاعلام في كتبهم و خصصوا له بابا و منهم من خصص كتابا مستقلا لذلك كما سبقهم في ذلك الصحابة و من بعدهم في حث على طلب العلم و بيان فضله فهو السبيل لبلوغ الدرجات العلا و القرب من درجة الانبياء و الصحابة رضوان الله عليهم.
|
المقاصد الصالحة لطلب العلم
فالإخلاص في طلب العلم؛ يكون بأن يبتغي به المرء وجه الله، ليهتدي لمعرفة ما يحبه الله ويرضاه؛ فيَعْمَله، ويعرف ما يُبغضه الله؛ فيَجتَنبَه، ويعرف ما يُخبر الله به؛ فيؤمن به ويصدقه، ويقصِد به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، فإذا فعل ذلك؛ فقد صلحت نيته في طلب العلم بإذن الله تعالى. والمقاصد الصالحة تجتمع وتتكامل ولا تتعارض، وبعضها يعين على بعض، وبعضها أكثر شمولاً من بعض؛ فنية طلب رضا الله عز وجل، من المقاصد العامة العظيمة ويدخل في تفاصيلها مقاصد صالحة محبوبة لله تعالى؛ كنيّة نفع الناس وتعليمه، وابتغاء ثواب الله وفضله الذي أعدّه لمن يدعو إليه ويعلّم الناس الخير، ونيّة حفظ العلم وصيانته من انتحال المبطلين وتحريف الغالين وتأويل الجاهلين، إلى غير ذلك من المقاصد الصالحة التي أصلها طلب رضوان الله عزّ وجل بذلك وابتغاء وجهه تعالى، والرغبة في فضله وإحسانه. وطلب العلم بنية صالحة له آثار على قلب طالب العلم وعلى عمله وأخلاقه، وبه يُحفظ العلم رواية ورعاية. - قال أبو بكر بن عياش: كنا عند الأعمش، ونحن حوله نكتب الحديث، فمرَّ به رجل فقال: يا أبا محمد ما هؤلاء الصبيان حولك؟ قال: «هؤلاء الذين يحفظون عليك دينك» - وقال مالك بن دينار: « من تعلَّم العلم للعمل كَسَره علمه، ومن طلبه لغير العمل زاده فخرًا ». - وقَال مطر الورّاق: « خيرُ العلمِ مَا نفع، وإنَّما ينفعُ الله بالعلم مَن عَلِمَهُ ثُمَّ عَمِلَ به، ولا ينفَعُ به مَن عَلِمَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ ». - وقال سفيان بن عيينة: « إنّما منزلة الّذي يطلب العلم ينتفع به بمنزلة العبد يطلب كلّ شيءٍ يرضي سيّده، يطلب التّحبّب إليه، والتّقرّب إليه والمنزلة عنده؛ لئلّا يجد عنده شيئًا يكرهه » |
الفرق بين العلم النافع والعلم غير النافع
العلم النافع ينقسم إلى قسمين: 1. علم ديني شرعي. 2. وعلم دنيوي، كالطب والهندسة ...وتحصيله داخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك),وهو فرض كفاية على المسلمين، وقد يتعين على بعض أفرادهم في أحوال. العلم الذي لا ينفع وفيه تفسيران: 1- العلوم التي تضر متعلمها؛كالسحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة. 2- عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم. ومن أبرز علامات العلم غير النافع: -مخالفة مؤداه لهدي الكتاب والسنة؛ بصده عن طاعة الله، أو تزين معصية الله، أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه، أو يشكك في صحة ما ثبت من النصوص؛ أو يخالف سبيل المؤمنين. الفضول وضعف الإيمان قد يدفعان المتعلم إلى القراءة فيما لا ينفع، فيعرض نفسه للافتنان به. مصير الذين افتتنوا بالعلم غير النافع إما الضلال, وإما التوبة في آخر حياتهم والندم على ما ضاع من العمر. |
وقد صنف العلماءُ في فضل طلب العلم مصنفات كثيرة العدد، عظيمة النفع، جليلة القدْر، وأفرد له بعض العلماء أبوابًا في بعض كتبهم؛ فأفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والدارمي.
وللآجرّي كتاب "فضل طلب العلم". - ولابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها. - ولابن الجوزي كتاب "الحثّ على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ". - ولابن القيم رحمه الله "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة" في بيان وجوه فضل العلم وأهله. - ولابن رجب الحنبلي كتاب : "فضل علم السلف على علم الخلف". |
وصية الإمام مالك
قال مالك: (كان بالمدينة أقوام بدؤوا معنا في طلب هذا الأمر ثم كفّوا عنه، حتى سمعوا هذا الحديث؛ فلقد رجعوا إليه، وأخذوا بالحزم، وهم اليوم من علماء بلدنا، اللهَ اللهَ يا يحيى، جدّ في هذا الأمر)
|
الاستعاذة بالله من علم لا ينفع
عن زيد بن علقمة رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِن قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)) رواه مسلم.
|
الإمام اللغوي أبا العباس أحمد بن يحيى الشيباني الملقب بثعلب كان أكثر اشتغاله بعلوم اللغة حتى تقدّم فيها وأحسن ، قال عنه ياقوت الحموي: (إمام الكوفيين في النحو واللغة، والثقة، والديانة). |
روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله والقاضي عياض في الإلماع عن الربيع بن سليمان أنه قال: سمعت الشافعي يقول: « من حفظ القرآن عظمت حرمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن وعى الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رقَّ طَبْعُه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم »
|
لابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها
|
العلم النافع فينقسم إلى قسمين:
1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها. 2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم. ومرادنا في هذا المقام هو العلم الشرعي، وهو الذي تتعلق به نصوص فضل العلم، وبتحصيله يعدّ المرء من علماء الشريعة. وأما العلم الدنيوي النافع فتحصيله داخل في جملة حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على تحصيل ما ينفع، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (احرص على ما ينفعك). ومن العلوم الدنيوية النافعة ما هو فرض كفاية على المسلمين، وقد يتعيّن على بعض أفرادهم في أحوال، ومن طلب علماً دنيوياً نافعاً بنيّة صالحة أثيب على طلبه لذلك العلم، وأثيب على نَفْعِهِ المسلمين بعلمه. |
من فوائد يو الخميس27/11/1439
-الانهماك في الوسيلة قد يكون سبباً للحرمان من الوصول للغاية.
-قال عبد الله ابن الإمام أحمد: (قلت لأبي: هل كان مع معروف شيء من العلم؟ فقال لي: يا بنيّ كان معه رأسُ العلم: خشية الله) ا.هـ. -وقال ابن عبد البر: (قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع). -قال قتادة: (ما أقبل عبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه، وزاده من عنده). قال مالك بن دينار: « من تعلَّم العلم للعمل كَسَره علمه، ومن طلبه لغير العمل زاده فخرًا ». -العبادة الواحدة إذا كانت متصلة وأخلص في بعضها وراءى في بعضها كانت كلها باطلة مردودة -متى أحسَّ -الطالب- في نفسه شيئاً من التردد والضعف في أمر النية فليعلم أن لديه ضعفاً في اليقين فليعالج هذا الضعف بما يقوي يقينه بالله جل وعلا وبجزائه. |
اثبات دخول وحضور وفوائد يوم الأربعاء الموافق 26 / 11 / 1439هـ
أولاً :- الآثار المروية عن السلف الصالح في فضل طلب العلم
إن مما للسلف الصالح في فضل العلم وطلبه والحثّ عليه أقوال مأثورة، ووصايا مشهورة، منها : 1. ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنه قال: (ما عُبد الله بمثل الفقه) 2. وقال مُطّرف بن عبد الله بن الشخّير: (فضلُ العلمِ أحبُّ إليَّ من فضل ِالعبادةِ، وخيرُ دِينكم الورَعُ) رواه الإمام أحمد في الزهد. 3. وقال سفيان الثوري: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا) رواه الدارمي. 4. روى البيهقي بإسناده إلى الربيع بن سليمان المرادي أنه قال: سمعت الشافعي يقول: (ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم، قيل له: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله). 5. وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله والقاضي عياض في الإلماع عن الربيع بن سليمان أنه قال: سمعت الشافعي يقول: « من حفظ القرآن عظمت حرمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن وعى الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رقَّ طَبْعُه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم » 6. وقال مهنا بن يحيى السُلمي: قلت: لأحمد بن حنبل ما أفضل الأعمال؟ قال: (طلب العلم لمن صحت نيته) قلت: وأي شيء تصحيح النية؟ قال: (ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل). 7. ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء). 8. ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات. فهذه الآثار عن السلف الصالح - وغيرها كثير - تدلُّ على معرفتهم بفضل العلم، وإدراكهم هذه الحقيقة الجليلة؛ فلذلك شمّروا عن ساعد الجد في طلب العلم حتى أدركوا ما أدركوا بفضل الله عز وجل من العلم النافع الذي وصلنا نفعه بفضل الله تعالى. ثانياً :- المؤلفات التي ألفت في فضل العلم والحثّ على طلبه صنف العلماءُ في فضل طلب العلم مصنفات كثيرة العدد، عظيمة النفع، جليلة القدْر، وأفرد له بعض العلماء أبوابًا في بعض كتبهم؛ - فأفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابًا في فضل العلم، - وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والدارمي. - وللآجرّي كتاب "فضل طلب العلم". - ولابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها. - ولابن الجوزي كتاب "الحثّ على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ". - ولابن القيم رحمه الله كلام حسن في مواضع كثيرة من كتبه في بيان فضل العلم، والمقصود أن العلماء كتبوا في بيان فضل العلم والحثّ على طلبه كتاباتٍ كثيرة منها ما هو في مؤلف مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم. ثالثاً ... الفرق بين العلم النافع والعلم غير النافع مما يجب على طلاب العلم معرفته وتبيّنه أنّ العلم منه نافع وغير نافع. فأما العلم النافع فينقسم إلى قسمين: 1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها. 2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم. ومرادنا في هذا المقام هو العلم الشرعي، وهو الذي تتعلق به نصوص فضل العلم، وبتحصيله يعدّ المرء من علماء الشريعة. وأما العلم الدنيوي النافع فتحصيله داخل في جملة حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على تحصيل ما ينفع، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (احرص على ما ينفعك). ومن العلوم الدنيوية النافعة ما هو فرض كفاية على المسلمين، وقد يتعيّن على بعض أفرادهم في أحوال، ومن طلب علماً دنيوياً نافعاً بنيّة صالحة أثيب على طلبه لذلك العلم، وأثيب على نَفْعِهِ المسلمين بعلمه. التحذير من العلم الذي لا ينفع - وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه استعاذ من علمٍ لا ينفعْ، وهذه الاستعاذة دليل على أنّ فيه شرّا يجب التحرّز منه: - فعن زيد بن علقمة رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِن قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)) رواه مسلم. - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ )) رواه ابن ماجه. وبالله التوفيق ، ومنه العون والسداد ، والحمد لله رب العالمين . |
اثبات دخول وحضور وفوائد يوم الخميس الموافق 27 / 11 / 1439هـ
أولاً ... أقسام العلوم الشرعية
العلم الشرعي هو العلم بدين الله عز وجل، وهو ثلاثة أقسام كما قال ابن القيم -رحمه الله-: والعلم أقســـامٌ ثلاث ما لهـــــــــا ... من رابعٍ والحـــقُّ ذو تبيــــــان علمٌ بأوصافِ الإلــــــــهِ وفــعلــــهُ ... وكــــــــذلكَ الأسماءُ للرحــمـنِ والأمر والنهي الذي هو دينه ...وجــــــزاؤه يـــــوم المعــــاد الثاني فقسم أنواع العلوم الشرعية النافعة إلى ثلاثة أقسام: • القسم الأول: علم العقيدة، ومداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان . • والقسم الثاني: علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام . • والقسم الثالث: علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة، ولو أنه قال: "وجزاؤه بالعدل والإحسان" لكان أعمّ وأجود؛ ليشمل الجزاء الدنيوي والجزاء الأخروي، وليبيّن أنّ ما يجازي الله به عباده دائر بين العدل والإحسان، ولا يكون فيه مثقال ذرة من ظلم. فهذا تقسيم العلوم الشرعية باعتبار أصول موضوعاتها؛ لأن مسائل العلوم الشرعية إما أن تكون علمية متوقفة على الإيمان والتصديق؛ فهذا من الاعتقاد، وإما عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وإما أن يكون فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما. علوم المقاصد وعلوم الآلة: مدار العلم الشرعي على التفقّه في الكتاب والسنة، ودراسة ما يعين على ذلك، ولذلك فإن العلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين: 1. علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية. 2. وعلوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث. ثانياً ... بيان حكم طلب العلم العلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية: · ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته. قال الإمام أحمد: (يجب أن يَطلُبَ من العلم ما يقُوم به دينُه) قيل له: مثل أي شيء؟ قال: (الذي لا يسعه جهله، صلاته وصيامه ونحو ذلك). وقد مرَّ الإمام أحمد بقومٍ فصلّى معهم فوجدهم لا يحسنون الصلاة؛ فكتب لهم كتابًا فيه تعليم الصلاة، وبعث به إليهم، بيّن لهم فيه ما يجب عليهم تعلّمه ليقيموا صلاتهم، وقد رُويَ هذا الكتاب في بعض المصنفات المتقدّمة ومنها طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الحنبلي، وقد طُبِعَ مؤخراً في كتاب مستقل. ثالثاً ..... وجوب الإخلاص في طلب العلم ومما ينبغي التذكير به والتأكيد عليه: وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم، وبيان الوعيد الشديد لمن طلب العلم رياء وسمعة، أو لا يتعلّمه إلا ليصيبَ به عرضًا من الدنيا، وقد ورد في ذلك أحاديث صحيحة منها: - ما في صحيح الإمام مسلم وغيره من حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر أول من تسعَّر بهم النار يوم القيامة، ومنهم: ((رَجُلٌ تَعلَّمَ العلمَ وعَلَّمَهُ، وقَرأَ القرآنَ فأُتي به فعرَّفهُ نِعَمهُ فعرَفها؛ قال: فمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قالَ: تعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ)) نعوذ بالله من غضبه وعقابه. - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ)) يَعْنِي: رِيحَهَا، رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح. - قال حماد بن سلمة: « من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به ». وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، ولذلك فإن أهم ما يجب على طالب العلم أن يعتني به تحقيق الإخلاص لله تعالى، والتحرّز مما يقدح فيه، وهو أمر عظيم، لكنّه يسير على من يسَّره الله له، ومفتاح تيسير هذا الأمر هو الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمه وإجلاله، وصدق الرغبة في فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، وأن تكون الآخرة هي أكبر همِّ المرء؛ فإن فساد النية لا يكون إلا بسبب تعظيم الدنيا وإيثارها على الآخرة، ومن ذلك تفضيل مدح الناس وثنائهم العاجل على ثناء الله على العبد في الملأ الأعلى، ومحبَّته له ومحبة الملائكة له تبعاً لمحبة الله تعالى. وهذا كله راجع إلى ضعف اليقين وإلا فمن أيقن أن الله تعالى يراه ويحصي عمله، ورغب في فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة: لم يلتفت إلى ثناء الناس ومدحهم وطلب إعجابهم، بل يكون همُّه إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه. وقد بين الله تعالى هذا الأمر بياناً جلياً في آيات كثيرة وبينه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة وألف العلماء في ذلك كتباً وأبواباً في كتبهم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم} فيستغني العبد المؤمن برؤية الله تعالى له عن مراءاة غيره, وبثنائه جل وعلا عن طلب ثناء غيره. وبالله التوفيق ، ومنه العون والسداد ، والحمد لله رب العالمين . |
أنواع العلوم الشرعية النافعة إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول: علم العقيدة، ومداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان . • والقسم الثاني: علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام . • والقسم الثالث: علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة، ولو أنه قال: "وجزاؤه بالعدل والإحسان" لكان أعمّ وأجود؛ ليشمل الجزاء الدنيوي والجزاء الأخروي، وليبيّن أنّ ما يجازي الله به عباده دائر بين العدل والإحسان، ولا يكون فيه مثقال ذرة من ظلم. |
قال سفيان بن عُيَينة: (طلب العلم والجهاد فريضة على جماعتهم، ويُجزئ فيه بعضهم عن بعض، وتلا هذه الآية: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لعلهم يَحذَرُون}).
|
في صحيح الإمام مسلم وغيره من حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر أول من تسعَّر بهم النار يوم القيامة، ومنهم: ((رَجُلٌ تَعلَّمَ العلمَ وعَلَّمَهُ، وقَرأَ القرآنَ فأُتي به فعرَّفهُ نِعَمهُ فعرَفها؛ قال: فمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟
قالَ: تعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ)) نعوذ بالله من غضبه وعقابه. |
العلم الشرعي هو العلم بدين الله عز وجل، وهو ثلاثة أقسام كما قال ابن القيم -رحمه الله-:
والعلم أقســـامٌ ثلاث ما لهـــــــــا ... من رابعٍ والحـــقُّ ذو تبيــــــان علمٌ بأوصافِ الإلــــــــهِ وفــعلــــهُ ... وكــــــــذلكَ الأسماءُ للرحــمـنِ والأمر والنهي الذي هو دينه ...وجــــــزاؤه يـــــوم المعــــاد الثاني |
قال ابن عبد البر: (قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع).
|
وإنِّي نظرت في حال العالمِ والمُتعلم فرأيتُ بعضهم يقفُ على ظاهر العلمِ فيعلم منه الأحكام الظاهرة
وذلك مطلوبٌ كي يُحسن عبادتهُ ولكنّهُ يُهملُ ثمرة العلم وهي صلاح الباطن وكما أن العلم الظاهر درجات فإن للقلب مقامات لن يتدرج فيها العبدُ حتى يتعلمها ويُحسنَ التعامل معها |
وقد أدرك أئمة الهدى من علماء هذه الأمة هذه الحقيقة، فاجتهدوا في تعلُّمِ العلم وتعليمه، وصبروا على ما أصابهم في ذلك حتى تبوَّءُوا المكانةَ التي رفع الله بها ذِكرَهم، وأعلى شأنهم؛ فكانوا أئمة الدين، وأولياء ربّ العالمين، تحفظ آثارهم؛ وتذكر مآثرهم، وينتفع بعلومهم على تطاول الأعوام والقرون
|
لقد كثرت الآثار المروية عن السلف الصالح في فضل طلب العلم مما يدل على أهميته وفضله وأنه هو الطريق إلى الهداية، كما كثرت المؤلفات في فضله والحث على طلبه.
|
من الفوائد ...
أولا :اختلاف العلماء في أيهما يقدم للطالب المبتديء علوم المقاصد أم علوم الآلة ، يدل على أهمية الأمرين ،وأن أحدهما لا يستغني عن الآخر ، فعلوم المقاصد تعين على احترام النص ، وعلوم الآلة تعين على فهم النص . ولذلك اذا أراد طالب العلم يعرف مقاصد النص لابد له أولا أن يعلم اصول النص من حيث الصحة والضعف ، ثم من حيث الاطلاق والتقييد او العموم والخصوص أو الناسخ والمنسوخ أو وقائع الحال التي بينتها علوم الالة ثانيا : رواية عبادة بن الصامت رضي الله عنه لجبير بن نفير :"إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع؛ يوشك أن تدخل مسجد جماعةٍ فلا ترى فيه رجلا خاشعًا" رواه الدارمي والترمذي ، في هذه الرواية تنبيه مهم ، وهو أن الخشوع ثمرة العلم ، وأن رفعه ليس المقصود حقيقته والا لما طالبنا الله بالخشوع الباقي الى يوم القيامة ، وانما المقصود رفع اهله وقلة الخاشعون ولذلك جاء عند الامام احمد في المسند موضحا ما عني برفع الخشوع فقال : هَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ . ثالثا : أن الاخلاص في طلب العلم وتصحيح مقاصد الطلب سبب في حصول بركة العلم وتحصيل ثمرته وهو الخشوع والخشية ، كما وأن سوء القصد في الطلب وعدم الاخلاص وفساد النية سبب في الهلاك والعياذ بالله ومن هنا قال عليه السلام كما في الصحيح : مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ . |
والعلوم التي لا تنفع كثيرة قد افتتن بها كثير من الناس، وتتجدد في كلّ زمان بأسماء مختلفة، ومظاهر متعدّدة.
ومن أبرز علاماتها: مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة؛ فكل علمٍ تجده يصدُّ عن طاعة الله، أو يُزيِّن معصية الله، أو يؤُول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه، أو يشكّك في صحّة ما ثبت من النصوص؛ أو يخالف سبيل المؤمنين؛ فهو علمٌ غير نافع، وإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زُخرُف القول، وإن ادّعَوا فيه ما ادّعَوا من المزاعم والادّعاءات، فكل علمٍ تكون فيه هذه العلامات فهو علمٌ غير نافع. |
بِسم اللهِ الرَّحمن الرَّحِيم
▪ 《مَدارُ العلمِ الشَّرعيِّ على: التفقُّه في الكِتَابِ والسُّنة، ودراسَة مَا يُعينُ على ذلِك》. |
▪《ومِمَّا ينبَغي أن يُتنبَّه له: أنَّ الانهِماكَ في (الوَسِيلة) قد يكُون سببًا للحِرمانِ من الوُصولِ للغايَة》.
|
▪《... لأنَّ الخاشِع مُقبِل بِقلبه علَى كلام ربِّه، معظِّم له، كَثير التَّفكُّر والتَّدبُّر له، فيوفَّق لفهمِه والانتِفاعِ به انتفاعًا لا يحَصِّله مَن يقرأ مئَات الكُتب، وهو "هَاجِرٌ" لكتاب ربِّه، ولا يحصِّله من يقرأُ القرآنَ وصدرُه ضَائق بقراءَته، يصبِّر نفسَه عليه، وَيفرحُ ببلوغِ آخِر السُّورَة لينصرِف إلى دُنيَاه》.
|
(وما دواؤها؟ أن تتوب ثمّ لا تعود).
|
▪《وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ)) يَعْنِي: رِيحَهَا، رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
- قال حماد بن سلمة: « من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به »》. |
ثَوبُ الرِّياءِ يشفُّ عمَّا تَحته ... فإذَا التَحفْتَ بهِ؛ فإنَّكَ عارِ
|
《مَنْ طَلبَ العِلمَ للعَمَلِ؛ كَسرَهُ علمهُ》 [مالِك بن دِينار (رحمَه اللهُ)].
|
ومن اللطائف في ذلك أن الإمام اللغوي أبا العباس أحمد بن يحيى الشيباني الملقب بثعلب كان أكثر اشتغاله بعلوم اللغة حتى تقدّم فيها وأحسن ، قال عنه ياقوت الحموي: (إمام الكوفيين في النحو واللغة، والثقة، والديانة).
وقد قال تلميذه الإمام أبو بكر بن مجاهد: (كنت عند أبي العباس ثعلب، فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟! فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: أقرئ أبا العباس عني السلام، وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل). المستطيل: أي المنتشر الذي بلغ نفعه أهلَ التفسير والحديث والفقه وغيرهم. ولم يزل العلماء إلى وقتنا الحاضر ينتفعون بعلم هذا الإمام الجليل وينقلون أقواله، ويستعينون بها في التفسير وشرح الحديث، ومعرفة الغريب. |
أن العلماء رضوان الله عليهم ما ظفروا حتى صبروا
|
أن الجهل هو أصل كل بدعة وضلالة
|
الساعة الآن 08:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir