س: ما وجه تفضيل العالم على مقرئ القرآن بالحسنات الجارية بالرغم من أن حسنات التلاوة أكثر من حسنات كثير من العبادات؟
ج: سبق التنبيه إلى أنّ تعليم القرآن يشمل تعليم حروفه ومعانيه وهداياته، والذين يعلّمون القرآن يتفاضلون في تعليمه بهذه الأمور؛ فمن كمّل مراتب التعليم كان في أفضل المراتب.
وشأن تعليم المعاني وبيان الهدى أعظم من شأن تعليم الحروف، والعالم الرباني هو الذي يبيّن للناس ما أنزل الله في كتابه من البيّنات والهدى.
ومن اقتصر على تعليم حروف القرآن فله نصيب من فضائل تعليم القرآن وكثرة الأجر بتلاوته.
لكن العالم الذي يخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، ويبيّن لهم الاعتقاد الصحيح الذي يسلمون به من الكفر والبدعة، ويبيّن لهم ما يجب عليهم وما يحرم عليهم حتى ينجوا من سخط الله وعقوبته، ويفوزوا بثوابه وفضله، أعظم أجراً ممن اقتصر على تعليم حروف القرآن.