معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=191)
-   -   الباب السابع والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف الواو (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=14559)

ساجدة فاروق 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م 08:33 PM

( بصيرة فى ولق وولى )
 
( بصيرة فى ولق وولى )
الولق: الإسراع، يقال: جاءت الإبل تلق، أى تسرع، قال القلاخ ابن حزن:
*جاءت به عنس من الشام تلق*
والولق أيضا: أخف الطعن، وقد ولقه ولقا، يقال: ولقته بالسيف ولقات، أى ضربات. والولق أيضا: الاستمرار فى السير وفى الكذب، ومنه قراءة عائشة رضى الله عنها، ويحيى بن يعمر وعبيد بن عمير، وزيد بن على، وأبى معمر: {إذ تلقونه بألسنتكم}/ وناقة ولقى: سريعة.
والأولق: شبه الجنون. قال:
*لعمرك بى من حب أسماء أولق*
وليه وليا: دنا منه، وأوليته أنا: أدنيته. وكل مما يليك: مما يقربك.
وسقط الولى، وهو المطر الذى يلى الوسمى. وقد وليت الأرض وهى مولية.
وولى الأمر وتولاه. وهو وليه ومولاه، وهو ولى اليتيم وأولياؤه.
وولى ولاية. وهو والى البلد، وهم ولاته.
والولاء والتوالى؛ أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد.
والولاية: النصرة. والولى والمولى يستعملان فى كل ذلك، وكل واحد منهما يقال فى معنى الفاعل أى الموالى، وفى معنى المفعول أى الموالى.
ويقال للمؤمن ولى الله ولا يقال مولاه ويقال: الله ولى المؤمن ومولاه. فمن الأول: {الله ولي الذين آمنوا} وقوله: {نعم المولى ونعم النصير}، ومن الثانى: {قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أوليآء لله من دون الناس فتمنوا الموت} وقوله: {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق}.
والوالى: المولى فى قوله: {وما لهم من دونه من وال}.
ونفى الله الولاية بين المؤمنين والكافرين فى غير آية: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أوليآء بعضهم أوليآء بعض} وجعل بين الكافرين والشياطين مولاة فى الدنيا ونفى عنهم الموالاة فى الآخرة، قال تعالى فى الموالاة بينهم فى الدنيا: {إنا جعلنا الشياطين أوليآء للذين لا يؤمنون}، وكما جعل بينهم وبين الشيطان موالاة جعل للشيطان عليهم فى الدنيا سلطانا فقال: {إنما سلطانه على الذين يتولونه} ونفى المولاة فى الآخرة، فقال فى موالاة الكفار بعضهم بعضا {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا}.
قالوا: تولى إذا عدى بنفسه اقتضى معنى الولاية وحصوله فى أقرب المواضع، يقال: وليت سمعى كذا، ووليت عينى كذا، أى أقبلت به عليه، قال تعالى: {فول وجهك شطر المسجد الحرام}؛ وإذا عدى بعن لفظا أو تقديرا اقتضى معنى الإعراض وترك قربه، فمن الأول قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} ومن الثانى: {فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين}.
والتولى قد يكون بالجسم، وقد يكون بترك الإصغاء والائتمار، قال تعالى: {ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون} أى لا تفعلوا ما فعل الموصوفون بقوله: {واستغشوا ثيابهم وأصروا}، ولا ترتسموا قول من حكى عنهم {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}.
وقوله: {وإني خفت الموالي من ورآئي} قيل: أبناء العم، وقيل: مواليه من أمته.
ويقال: ولاه دبره: إذا انهزم، قال تعالى: {فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال}.
وقوله تعالى: {هب لي من لدنك وليا}، أى ابنا يكون من أوليائك. وقوله: {ولم يكن له ولي من الذل} فيه نفى الولى بقوله من الذل إذ كان صالحوا عباده هم أولياء الله كما تقدم، لكن موالاتهم ليستولى هو تعالى بهم.
والمولى/: المعتق، والمالك، والعبد، والصاحب، والناصر، والقريب كابن العم ونحوه، والجار، والحليف، والابن، والعم، والنزيل، والشريك، وابن الأخت، والولى، والرب، والمنعم، والمنعم عليه، والتابع، والصهر.
وفيه مولوية أى يشبه الموالى. وهو يتمولى: يتشبه بالسادة.
وتولاه: اتخذه وليا. والأمر: تقلده. وإنه لبين الولاءة والولية والتولى والولاء والولاية والولاية.
ووالى بين الأمرين موالاة وولاء: تابع. وتوالى: تتابع.
وهو أولى بكذا أى أحرى وأخلق، قال الله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}. وهم الأولى والأولون، وفى المؤنث: الوليا، والولييان، والولى، والولييات.
وأولى لك: تهدد ووعيد، أى قاربه ما يهلكه، وقيل: معناه: العقاب أولى لك وبك، وقيل: معناه انزجر.
وولى تولية: أدبر كتولى. والشىء وعن الشىء: أعرض.
واستولى على الأمر: بلغ الغاية.
وداره ولى دارى: قريبة منها. وأولى على اليتيم: أوصى.
وأولياء الله خواص عباده، قال تعالى: "أوليائى تحت قبائى، لا يعرفهم غيرى". قال تعالى: "من عادى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله رجالا ما هم بأنبياء ولا شهداء بل يغبطهم الأنبياء، والشهداء لمكانهم من الله. فقال رجل: من هم يا رسول الله؟ قال رجال يتحابون فى الله من غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطى بعضهم بعضا، وإن على وجوههم لنورا، وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس: ولا يحزنون إذا حزن الناس" ثم تلا قوله: {ألا إن أوليآء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
والولاية: السلطنة، قال: العلم من أشرف الولايات، يأتى إليه الورى ولا يأتى.
وقيل فى قوله تعالى: {مأواكم النار هي مولاكم} أى أولى بكم.
وقوله تعالى: {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} أى محرروكم.


ساجدة فاروق 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م 08:33 PM

( بصيرة فى وهب )
 
( بصيرة فى وهب )
وهبت له شيئا وهبا ووهبا وهبة، والاسم الموهب والموهبة بكسر الهاء فيهما، وهو أن تجعل ملكك لغيرك بغير عوض، وقوله: {إنمآ أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا} نسب الملك إلى نفسه [الهبة] لما كان سببا فى إيصاله إليها. وقد قرئ: {ليهب لك} بإسناد الفعل إلى الله تعالى، وهذا على الحقيقة، والأول على التوسع.
وتقول: هب زيدا منطلقا، أى احسب، يتعدى إلى مفعولين ولا يستعمل منه ماض ولا مستقبل فى هذا المعنى.
ورجل وهاب، ووهابة: كثير الهبة لأمواله، والهاء للمبالغة. ووهبنى الله فداك، أى جعلنى.
والموهبة: بفتح الهاء: نقرة فى الجبل يستنقع فيها الماء، قال:
*ولفوك أشهى لو يحل لنا * من ماء موهبة على شهد*
والموهبة أيضا: السحابة. وأوهب له الشىء: دام، قال:
*عظيم القفا رخو المفاصل أوهبت * له عجوة مسمونة وخمير*
وأصبح فلان موهبا بكسر الهاء أى معدا قادرا.
والواهب والوهاب من الأسماء الحسنى. بمعنى أنه يعطى كلا على قدر استحقاقه.
وقد ذكرت الهبة فى عشرة مواضع من التنزيل: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}، {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق}، {فهب لي من لدنك وليا * يرثني} فى موضعين، {هب لي من لدنك ذرية طيبة}، {ووهبنا له يحيى}، {لأهب لك غلاما زكيا}، {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}، {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم}، {ووهبنا لداوود سليمان}، {وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}.
والاستيهاب سؤال
الهبة. والاتهاب: قبولها، ومنه قول النبى صلى الله عليه وسلم: "لقد هممت ألا أتهب إلا من قرشى أو أنصارى أو ثقفى"، ومعناه أن فى أخلاق أهل البادية جفاء وذهابا عن المروءة، وطلبا للزيادة، وأهل الحضر هم أعرف بمكارم الأخلاق.

ساجدة فاروق 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م 08:34 PM

( بصيرة فى وهج ووهن ووهى )
 
( بصيرة فى وهج ووهن ووهى )

الوهج: حصول الضوء، وقوله تعالى: {وجعلنا سراجا وهاجا} أى مضيئا متوقدا. وقد وهجت النار توهج، ووهج يهج. وتوهج الجوهر: تلألا.
الوهن والوهن محركة: الضعف فى العمل، وقيل الضعف من حيث الخلق والخلق، وقد وهن يهن، كوعد يعد، ووهن يهن كورث يرث، ووهن يوهن كوجل يوجل قال تعالى: {رب إني وهن العظم مني}. وقوله تعالى: {وهنا على وهن} أى ضعفا على ضعف، أى كلما عظم فى بطنها زادها ضعفا. وقال تعالى: {ولا تهنوا في ابتغآء القوم}، وقال: {ولا تهنوا ولا تحزنوا}.
والوهن: الرجل القصير الغليظ. والوهن والموهن: نحو من نصف الليل أو بقدر ساعة منه. ووهن وأوهن: دخل فيه.
وأوهنه ووهنه: أضعفه. وهو واهن وموهون: لابطش عنده، وهى واهنة، والجمع: وهن.
وهى يهى كوعى يعى، ووهى يهى كولى يلى: تخرق وانشق واسترخى رباطه. والسحاب: انبثق بالمطر شديدا. قال الله تعالى: {وانشقت السمآء فهي يومئذ واهية}، ووهت عزالى السحاب بمائها: انفجرت.
ووهى الرجل: حمق، وسقط.

ساجدة فاروق 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م 08:34 PM

( بصيرة فى وى وويل )
 
( بصيرة فى وى وويل )

وى كلمة تعجب، تقول: ويك، ووى لزيد. وتدخل على كأن المخففة وعلى كأن المشددة. ووى يكنى بها عن الويل قال الله تعالى: {ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشآء من عباده ويقدر} وقيل: وى لزيد. وقيل: ويك كان ويلك فحذف منه اللام.
الويل: حلول الشر. والويلة: الفضيحة، وقيل: هو تفجيع.
وويله وويل له: أكثر له من ذكر الويل.
وتويل هو: دعا بالويل لما نزل به. وتقول: ويل الشيطان مثلثة اللام مضافة، وويلا [له]، وويل له، وويل له، منونة مثلثة.
وويل وئيل ووئل مبالغة.
وويل: كلمة عذاب؛ وواد فى جهنم أو بئر فيها، أو باب من أبواب جهنم. ومن قال بهذه الأقوال لم يرد أن ويلا فى اللغة موضوع لهذا، وإنما أراد من قال الله تعالى ذلك له فقد استحق مقرا فى النار، وثبت له ذلك، قال الله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}، وقال: {فويل للقاسية قلوبهم} قال الشاعر:
*إذا خان الأمير وكاتباه * وقاضى الأرض داهن فى القضاء*
*فويل ثم ويل ثم ويل * لقاضى/ الأرض من قاضى السماء*
منها لليهود: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله}، ولهم أيضالتبديل نعت النبى صلى الله عليه وسلم: {فويل
لهم مما كتبت أيديهم}، وويل على المعاصى: {وويل لهم مما يكسبون} أى من الذنوب.
الرابع: على أبى جهل: {أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى}.
الخامس: لعقبة بن أبى معيط: {ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا}.
السادس: للظالمين: {فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم}.
السابع: للكفار والمشركين: {فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم}.
الثامن: للكاذبين: {ويل لكل أفاك أثيم}.
التاسع: لمن كذب المرسلين: {فويل يومئذ للمكذبين} وله نظائر فى سورة المرسلات.
العاشر: للمذنبين الخطائين: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}.
الحادى عشر: للعيابين والمغتابين: {ويل لكل همزة لمزة}.
الثانى عشر: للغافلين فى صلاتهم.
الثالث عشر: لأصحاب التطفيف فى الموازين: {ويل للمطففين}.


الساعة الآن 03:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir