معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   علماء الأمصار في القرون الفاضلة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1076)
-   -   الدرس التاسع عشر: علماء الشام في القرون الفاضلة [ طبقة التابعين] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=44650)

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:38 AM

39: نمير بن أوس الأشعري(122هـ)
قاضي دمشق في زمان هشام بن عبد الملك.
روى عن: أمّ الدرداء، ومالك بن مسروح.
وروى عنه: ابنه الوليد، وعبد الله بن ملاذ، ويحيى بن الحارث الذماري، وإبراهيم بن سليمان الأفطس، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم.
- قال دحيم: (كان نمير بن أوس قاضياً لهشام). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال هشام بن عمار: حدثنا الهيثم بن عمران قال: حدثنا عمر بن يزيد البصري - كاتب نمير بن أوس، قاضي دمشق - قال: بلغ نمير بن أوس أن هشاماً وقر في صدره من قتل غيلان شيء - فكتب إليه نمير: (لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإن قتل غيلان كان من فتوح الله العظام على هذه الأمة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال سعيد بن عبد العزيز: (لم يزل قاضياً حتى ذهب بصره). رواه وكيع في أخبار القضاة.
- قال أبو مسهر الغساني: حدثنا المنذر بن نافع قال: كنت أقوم على رأس هشام؛ فكتب إليه نمير بن أوس يستعفيه عن القضاء ويذكر ضعف بدنه؛ فقال: دلوا أمير المؤمنين على قاض!
فقالوا: يحيى بن يحيى؛ فقال: (ذلك أرفع من القضاء، ذلك صاحب متين). رواه وكيع في أخبار القضاة، وروى أبو زرعة الدمشقي نحوه عن أبي مسهر مرسلاً، على اختلاف في السياق.
- وقال ابن سميع: (نمير بن أوس الأشعري قاضي هشام، دمشقي ولاه ثم استعفاه فأعفاه، وولى يزيد بن أبي مالك). رواه ابن عساكر.
- قال ابن سعد، وأبو عبيد القاسم بن سلام وغير واحد: مات سنة 122هـ.
- وقال خليفة بن خياط: مات سنة إحدى وعشرين ومائة.
- وقال ابن حبان: (من صالحي أهل الشام، وكان قد ولاه هشام بن عبد الملك القضاء، ومات سنة خمس عشرة ومائة).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:38 AM

40: ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي (ت:123هـ)
روى عن واثلة بن الأسقع، وأبي إدريس الخولاني، وعبد الله بن عامر اليحصبي.
وروى عنه: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن صالح، وغيرهم.
وقال:
- قال أبو مسهر الغساني: حدثني عبد الرحمن بن عامر قال: سمعت ربيعة بن يزيد يقول: (ما أذن المؤذن منذ أربعين سنة، إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضا أو مسافراً). رواه أبو زرعة الدمشقي.
هكذا عبد الرحمن بن عامر، ولعله تصحيف والمراد عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
- وقال أبو مسهر: حدثني سعيد بن عبد العزيز قال: (لم يكن عندنا أحسن سمتاً في العبادة من مكحول وربيعة بن يزيد). رواه يعقوب بن سفيان.
- قال محمود بن خالد: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن سعيد بن عبد العزيز قال: (كان ربيعة بن يزيد، ونمير بن أوس ربما أمّا الناس في شهر رمضان). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال أبو زرعة: وحدثني محمود بن خالد، أنه سمع مروان بن محمد يقول: (ربيعة بن يزيد قتل مع كلثوم بن عياض في مخرجه إلى المغرب، قتلته البربر في خلافة هشام بن عبد الملك).
- قال أبو زرعة الدمشقي: (قتل ربيعة بن يزيد في آخر خلافة هشام سنة ثلاث وعشرين ومائة).

عبد العزيز الداخل 15 صفر 1443هـ/22-09-2021م 08:49 PM

41: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري(ت:124هـ)
الإمام الحافظ الكبير، كان من كبار أوعية العلم، وحفاظ السنة، ولد في منتصف القرن الأول، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج، وسهل بن سعد، ومحمود بن الربيع، وأبو الطفيل، وغيرهم.
واجتهد في طلب العلم وهو شابّ صغير السنّ، وجالس ابن المسيب ثمان سنين، وأخذ عن بقية الفقهاء السبعة وغيرهم من فقهاء المدينة، ومن بعض أبناء الصحابة عن آبائهم، وكان فَهِماً قويّ الحفظ، لا يكاد يستمع إلى حديث فينساه، ولم يكن يستعيد الحديث ممن يسمعه منه، حتّى إذا فقه وبلغ من العلم مبلغاً عظيماً رحل إلى الشام، وجالس عبد الملك بن مروان، وكان قد بهضه دينٌ ومسّته حاجة فقضى عبد الملك دَينه وأحسن إليه، ثمّ لم يزل مقرّباً لدى خلفاء بني أمية حتى مات، ولم يكن يداهن ولا يحابي، وقد جرت له محن بسبب ذلك حتى كاد أن يقتله بعض كبراء بني أمية.
وكان من أجلّ أعماله نهوضه بجمع السنة وتدوينها ونشرها بأمر عمر بن عبد العزيز، فكتب كتباً كثيرة نُشرت في الآفاق، وكثر أصحابه جداً حتى تعسّر ضبط أسمائهم.
وكان كريم الشمائل، محمود الخصال، حريصاً على صلة الرحم، ونفع ذوي الحاجات من طلاب العلم وغيرهم حتى ينفق جميع ما لديه، ثمّ يستدين لهم، وقد ركبه دَين كثير غير مرة بسبب كثرة إنفاقه، وكان يقول: (الكريم لا تحنّكه التجارب).
روى عن: عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج، وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وسليمان بن يسار، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وعلقمة بن وقاص الليثي، وعليّ بن عبد الله بن عباس، وعمر بن عبد العزيز، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح، وأبي إدريس الخولاني، وغيرهم كثير.
وروى عنه: عمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن المنكدر، وأبو جعفر الصادق، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وعبيد الله بن عمر العمري، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ومعمر بن راشد، وسفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وأيّوب السختياني، وسهيل بن أبي صالح، وشعيب بن أبي حمزة، وعمرو بن الحارث المصري، وابن أخيه محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري، وهشام بن عروة، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم كثير.

طلبه للعلم وكثرة شيوخه:
أدرك ابن شهاب وفرة العلماء بالمدينة؛ فأخذ عن بقيّة من بقي من الصحابة رضي الله عنهم، وعن الفقهاء السبعة، وجماعة من أبناء المهاجرين والأنصار ومواليهم؛ فحصّل من العلم ما لم يتهيّأ لكثير من العلماء.
- وقال الأصمعي: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، قال: جلست إلى ثعلبة بن أبي صُعير فقال لي: (أراك تحب العلم).
قلت: نعم.
قال: (فعليك بذاك الشيخ، يعني سعيد بن المسيب).
قال: (فلزمت سعيداً سبع سنين، ثم تحوّلتُ من عنده إلى عروة بن الزبير فتفجّرتُ به بحرا). رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري قال: (مَسَّتْ ركبتي ركبةَ ابنِ المسيب ثمان سنين). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري قال: (إن كنت لآتي باب عروة فأرجع إعظاما له، ولو شئت أن أدخل عليه لدخلت). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن سعد الزهري: قال لي أبي: (ما سبقنا ابن شهاب من العلم إلا أنا كنا نأتي المجلس؛ فيستقبل ويشدّ ثوبه عند صدره ويسأل عما يريد، وكنا تمنعنا الحداثة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، عن إبراهيم بن سعد قال: قلت لأبي سعد بن إبراهيم: بم فاقكم الزهري؟
قال: «كان يأتي المجالس من صدورها، ولا يأتيها من خلفها، ولا يبقى في المجلس شابّ إلا ساءله، ولا كهل إلا ساءله، ثم يأتي الدار من دور الأنصار؛ فلا يبقى فيها شاب إلا ساءله، ولا كهل إلا ساءله، ولا فتى إلا ساءله، ولا عجوز إلا ساءلها، ولا كهلة إلا ساءلها، حتى يحاور ربات الحجال». رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال معمر: أخبرني صالح بن كيسان قال: كنت أطلب العلم أنا والزهري فقال لي: (تعالَ حتى نكتب السنن).
فكتبنا كلَّ ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: (تعال حتى نكتب كلَّ ما جاء عن الصحابة).
قال: (فكتب ولم أكتب؛ فأنجح وضيعت). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال عبد الرزاق: سمعتُ عبيدَ الله بنَ عمر قال: (لما نشأتُ فأردتُ أن أطلبَ العلمَ جعلتُ آتي أشياخ آل عمر رجلاً رجلاً؛ فأقول: ما سمعت من سالم؟ فكلما أتيتُ رجلا منهم قال: (عليك بابن شهاب؛ فإن ابن شهاب كان يلزمه).
قال عبيد الله: (وكان ابنُ شهاب بالشام حينئذ؛ فلزمت نافعاً؛ فجعل الله في ذلك خيرا كثيراً). رواه يعقوب بن سفيان، وابن أبي حاتم، وابن عساكر.
- وقال سلمة بن شبيب: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت للزهري: إنهم ليقولون: لم ترو عن أحد من الموالي!!
قال: (بلى قد رويت عنهم).
ثم ذكر سليمان بن يسار وعبد الرحمن الأعرج وأبا عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف، وندبة مولاة لميمونة، وعطاء مولى سباع، ثم قال: (لم أرو عنهم، وأنا أجد أبناء المهاجرين والأنصار أتكئ على أيّهم شئت فما حاجتي إلى غيرهم؟!!). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال: قدم علينا هاهنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: أخبرني أبي قال: (كنت أطوف أنا وابن شهاب، ومع ابن شهاب الألواح والصحف).
قال: (فكنا نضحك به). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال علي بن محمد الحلواني: حدثنا أحمد بن بشر بن بكر قال: حدثنا أبي، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: «كنا نأتي العالم فما نتعلّم من أدبه أحبّ إلينا من علمه». رواه أبو نعيم في الحلية.

استثارته للعلم:
- قال عبد الرزاق: قال معمر: (كان الزهري في أصحابه مثل الحكم بن عتيبة في أصحابه ينقل حديث بعضهم إلى بعض).رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: «العلم خزائن، وتفتحها المسائل». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال مغيرة بن سقلاب: حدثني محمد بن أحمد بن إسحاق، عن الزهري قال: «كان يصطاد العلم بالمساءلة كما يصطاد الوحش». رواه أبو نعيم في الحلية.

ثناء العلماء عليه:
- قال عبد الرزاق، عن معمر، قال: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: هل تأتون ابن شهاب؟
قالوا: إنا لنفعل.
قال: (فأتوه فإنّه لم يبقَ أحدٌ أعلم بسنة ماضية منه).
قال معمر: (وإنّ الحسن وضرباءَه لأحياء يومئذ). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال جعفر بن برقان، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن عبد العزيز قال: (ما رأيتُ أحداً أحسنَ سوقاً للحديث إذا حدّث مثل الزهري). رواه ابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل.
- وقال سفيان ابن عيينة: سمعت عمرو بن دينار يقول: (ما رأيتُ أحداً أنصَّ للحديث من الزهري). رواه ابن أبي حاتم، وابن عدي.
- وقال الليث بن سعد: قال يحي بن سعيد الأنصاري: (ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان، وابن شاهين في ثقاته.
- وقال وهيب بن خالد: سمعت أيوب يقول: (ما رأيت أحدا أعلم من الزهري).
فقال صخر بن جويرية: يا أبا بكر ولا الحسن؟
قال: (ما رأيت أعلم من الزهري). رواه يعقوب بن سفيان، وابن أبي حاتم، وابن عدي.
- وقال حيوة بن شريح: حدثنا بقية عن شعيب بن أبي حمزة قال: قيل لمكحول: من أعلم من لقيت يا أبا عبد الله؟
قال: (ابن شهاب).
قيل: ثم من؟
قال: (ابن شهاب).
قيل: ثم من؟
فقال: (ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عمرو بن أبى سلمة التنيسى: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول عن مكحول: (ما بقي على ظهرها أحدٌ أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب الزهري). رواه ابن أبي حاتم، ورواه يعقوب بن سفيان من طريق سعيد به بلفظ مقارب.
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر قال: (ما رأيت مثل الزهري في وجهه قطّ، يعني الحديث، ولا مثل حماد بن أبي سلمة في وجهه قط، يعني الرأي). رواه أبو نعيم في الحلية، وروى الشطر الأول منه ابن أبي حاتم.
- وقال الليث بن سعد عن عبد الله بن محيريز الجمحي قال: (ما رأيتُ أحداً أقربَ شيئاً من ابن شهاب من يحي بن سعيد، ولولا ابن شهاب لذهب كثير من السنن). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب: أخبرني الليث عن أُكيمة قال: (لولا ابن شهاب لذهب كثير من السنن). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: أخبرني ابن القاسم قال: سمعت مالكاً يقول: (بقيَ ابنُ شهاب وماله في الدنيا نظير). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال هارون بن سعيد: أخبرني خالد بن نزار قال: سمعت مالكاً يقول: (أول من أسند الحديث ابن شهاب). رواه ابن أبي حاتم.
- قال ابن أبي عمر: قال سفيان [ابن عيينة]: (كانوا يرون الزهري مات يوم مات وليس أحد أعلم بالسنة منه» رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال هارون بن معروف: سمعت سفيان يقول: (مات الزهري يوم مات وما أحد أعلم بالسنة منه). رواه ابن عديّ.
- وقال ابن الطباع: سمعت سفيان يقول: (لم يكن في الناس أحد أعلم بسنة منه، يعني الزهري). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال سفيان بن عيينة: (مات الزهري يوم مات وليس أحد أعلم بالسنة منه» رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال هشام بن خالد السلامي: سمعت الوليد بن مسلم يحدّث عن سعيد بن عبد العزيز قال: (ما ابن شهاب إلا بحر). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال محمد بن سهل بن عسكر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (الزهريّ أحسنُ الناسِ حديثاً، وأجود الناس إسناداً). رواه ابن عدي في الكامل.
- وقال محمد بن أحمد ابن البراء: قال علي ابن المديني: (لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وأبي الزناد، وبكير بن عبد الله بن الأشج). رواه ابن أبي حاتم.
- قال علي بن المديني: (كان هؤلاء الستة ممن اعتمد عليهم الناس في الحديث: الزهري لأهل المدينة، وعمرو بن دينار لأهل مكة، وأبو إسحاق والأعمش لأهل الكوفة، ويحي بن أبي كثير وقتادة لأهل البصرة). ذكره يعقوب بن سفيان في المعرفة.

سعة علمه:

- وقال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟
قال: (أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس؛ فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجّرته).
قال: ثم يقول لي عراك بن مالك: (وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب؛ فإنه جمع علمهم جميعا إلى علمه). رواه يعقوب بن سفيان، وابن عدي في الكامل.
- وقال عبد الله بن صالح: سمعت الليث بن سعد يقول: ما رأيتُ عالماً قط أجمعَ من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه، ولو سمعت من ابن شهاب يحدّث في الترغيب؛ فتقول لا يحسن إلا هذا.
وان حدّث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا.
فإن حدّث عن الأنبياء وأهل الكتاب، قلت: لا يحسن إلا هذا.
قال: وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه، ثم يتلوه بدعاء جامع يقول: (اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة). رواه يعقوب بن سفيان، وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال إبراهيم بن سعد: سمعت ابن شهاب يحدث أبي قال: أرسل إلي هشام بن عبد الملك: أن أكتب لبني بعض أحاديثك.
فقلت: لو سألتني عن حديثين ما تابعت بينهما، ولكن إن كنت تريده فادع كاتباً فإذا اجتمع إليَّ الناس يسألوني كتبت لهم ما تريد.
قال: فأرسل كاتباً ومكث سنة، ما يأتي يوم إلا ملأته.
قال: فلقيني بعض بني هشام فقال لي: يا أبا بكر ما أرانا إلا قد أنقصناك.
قال ابن شهاب: فقلت له: (إنما كنتَ في عَزاز الأرض، إنما هبطتَ بطونَ الأودية اليوم). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سفيان بن عيينة: أخبرني ابن سعد قال: سمعت الزهري يقول: (عندي ثلاثون حديثاً في الخلع ما حدثت به، ولا سئلت عن شيء منه). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال شريح بن يزيد الحضرمي: حدثنا شعيب بن أبي عن الزهري قال: (مكثت خمساً وأربعين سنة أختلف من الحجاز إلى الشام، ومن الشام إلى الحجاز؛ فما كنت أسمع حديثا أستطرفه). رواه يعقوب بن سفيان، وابن أبي حاتم.
- وقال عبد الرزاق قال معمر: (كنا نرى أن قد أُكثر عن الزهري حتى قُتل الوليد؛ فأُخرجت دفاتر الزهري، قد حملت على الدواب). رواه يعقوب بن سفيان.

حفظه وضبطه:

- قال ابن وهب: حدثني الليث عن ابن شهاب أنه كان يقول: (ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن عديّ في الكامل.
- وقال عمرو بن ابى سلمة التنيسي: سمعت سعيد بن بشير يذكر عن قتادة أنه قال: (ما بقي على ظهرها إلا اثنان: الزهري وآخر).
قال سعيد: (فظننا أنه يعنى نفسه). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال دحيم: حدثنا أبو حفص [الفلاس] عن سعيد بن بشير عن قتادة قال: (ما بقي أحدٌ أعلمَ بالسنة من الزهري ورجل آخر، يعني نفسه). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أحمد بن سنان القطان: كان يحيى بن سعيد القطان يقول: (الزهريُّ حافظٌ، كان إذا سمع الشيء عقله). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال محمد بن أبي زكير: أخبرنا ابن وهب عن مالك قال: لقد أخذت بلجام ابن شهاب وهو على بغلته؛ فسألته عن حديث؛ فقال: (الذي أعجبني منه قد حدثتكه).
قلت: أجل.
قال مالك: وأعجبني منه ما قال.
قلت له: فأعدْه عليَّ.
قال: لا.
فقلت -وأنا أريد أن أخصمه-: أما كنت تكتب؟
قال: لا.
فقلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث؟
فقال: لا
قال مالك: (فأرسلت الحديدة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أحمد بن سنان الواسطي: سمعت عبد الرحمن بن مهدى: سمعت مالك بن أنس يقول: حدّث الزهريُّ يوماً حديثاً؛ فلمّا قام قمتُ فأخذتُ بعنان دابته فاستفهمتُه.
قال: (تستفهمني؟!! ما استفهمتُ عالماً، ولارددتُ على عالمٍ قطّ).
قال ابن سنان: فجعل عبد الرحمن بن مهدى يعجب: (فذيك الطوال؟!! فتلك المغازى؟!!). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال محمد بن يحيى: قال سفيان: قالوا للزهري في حديث ذكره: أعده علينا، قال: (إعادة الحديث أشد من نقل الصخر). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد عن عكرمة قال: كنا نأتي الأعرج ويأتيه ابن شهاب، قال: فنكتب ولا يكتب ابن شهاب.
قال: فربما كان الحديث فيه طول.
قال: فيأخذ ابن شهاب ورقة من ورق الأعرج، وكان الأعرج يكتب المصاحف؛ فيكتب ابن شهاب ذلك الحديث في تلك القطعة، ثم يقرأُه ثم يمحوهُ مكانَه، وربما قام بها معه فيقرأها ثم يمحوها». رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز: أنّ هشام بن عبد الملك سأل الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتب فأملى عليه أربع مائة حديث، ثم خرج الزهري من عند هشام قال: أين أنتم يا أصحاب الحديث: فحدّثهم بتلك الأربع مائة حديث، ثم أقام هشام شهراً أو نحوه، ثم قال للزهري: (إنّ ذلك الكتاب الذي أمليتَ علينا قد ضاع).
قال: (فلا عليك ادع بكاتب).
قال سعيد: (فدعا بكاتب فحدّثه بالأربع مائة حديث، ثم قابل هشام بالكتاب الأول فإذا هو لا يغادر حرفاً واحداً). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال يزيد بن السمط: سمعت قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل قال: (لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه).
قال يزيد بن السمط وكان الأوزاعي يقول: (ما أحد أعلم بالزهري من ابن حيوئيل). رواه يعقوب بن سفيان، وأبو زرعة الدمشقي، وابن عدي.
قلت: لعله يريد الكتب التي يتخذها المرء لخاصة نفسه، فإنّ الزهري كان حافظاً ضابطاً، وأما ما كان يكتبه الزهري لغيره فكثير لا ينكر.



فقهه ورئاسته في الفتوى:

- قال الليث بن سعد: كتب مالك بن أنس: (حضرتهم بالمدينة وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال محمد بن عبد الرحيم: قال علي بن المديني: (الذين أفتوا الحكم وحماد وقتادة والزهري، والزهري عندي أفقههم). رواه يعقوب بن سفيان.

تدوينه ونشره للعلم:
- وقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد أن (أوَّل من وضع للناس هذه الأحاديث ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي: قال ابن شهاب: (كنا لا نرى الكتاب شيئا؛ فأكرهتنا عليه الأمراء؛ فأحببنا أن نواسي بين الناس). رواه يعقوب بن سفيان، والحزامي لم يدرك ابن شهاب.
- وقال عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول: (كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلما). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري قال: سمعته- يعني الزهري- يقول: (لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حرفاً، ولا أذنت في كتابته). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال مالك بن عبد الله بن سيف: أخبرنا يحيى بن عبد الله قال: حدثني الليث، قال: قال ابن شهاب: (ما صبر أحدٌ على العلم قطّ صبري، ولا نشره أحد قطّ نشري، فأمّا عروة فبئر لا تكدره الدلاء، وأما ابن المسيب فانتصب للناس؛ فذهب اسمه كل مذهب). رواه ابن عدي في الكامل، ورواه يعقوب بن سفيان من
- وقال الليث بن سعد: قال ابن شهاب: (ما صبر أحدٌ على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سويد بن سعيد: حدثني ضمام عن عقيل بن خالد أنه أخبره أن الزهري كان يخرج إلى الأعراب يفقههم ويعطيهم.
قال عقيل: فجاءه أعرابيّ، وقد نفد ما في يده؛ فمدّ الزهري يده إلى عمامتي فأخذها من رأسي فأعطاها الرجل، وقال: (يا عقيل أعطيك خيراً منها). رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف، وابن عساكر في تاريخ دمشق.

- وقال الحجاج بن أبي منيع الرصافي: (أقام الزهريّ بالرصافة عشرين سنة إلا أربعة أشهر خلافة هشام كلها إلا أن يكون حجّ فاستمكنوا منه). رواه يعقوب بن سفيان.
والرصافة هي رصافة الشام.
- وقال أبو العباس السراج: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا أبو المليح قال: «كنا لا نطمع أن نكتب عند الزهري حتى أكره هشامٌ الزهريَّ فكتب لبنيه، فكتب الناس الحديث». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة، عن عبيد الله بن عمر بن حفص قال: (أشهد على ابن شهاب أنه كان يؤتى بالكتاب من كتبه فيتصفحه وينظر فيه، ثم يقول: هذا حديثي أعرفه خذه عني). رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.
- وقال يحيى بن معين: سمعت أبا مسهر وذكر أصحاب الزهري فقال: (أحسن أهل الشام حالاً مَن عَرَض) قال:(يريد أنها مناولة). رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا مالك بن أنس قال: (مات يوم مات الزهري وإن كتبه حملت على البغال ما لم يخرجها). رواه ابن عدي في الكامل.

توليه القضاء:
- قال دحيم: حدثني الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز قال: (جعل يزيدُ بن عبد الملك الزهري قاضياً مع سليمان بن حبيب). رواه أبو زرعة الدمشقي.

أخلاقه وشمائله:
- كان سخياً لا يردّ سائلاً؛ فيعطي حتى إذا لم يبق معه شيء، وأتاه سائل استسلف من أصحابه، فإن لم يجد من يسلفه شقّ عليه أن يعود خائباً؛ فيقول له: (أبشر فسيأتي الله بخير).
قال الليث بن سعد: (فيقضي الله لابن شهاب أحد رجلين، إما رجل يهدي له ما يسعهم، وإما رجل يبيعه وينظره). رواه يعقوب بن سفيان في خبر طويل عن الزهري.
- وقال مالك بن أنس: (كان ابن شهاب من أسخى الناس؛ فلما أصاب تلك الأموال قال له مولى له- وهو يعظه-: قد رأيت ما مر عليك من الضيق والشدة فانظر كيف تكون وأمسك عليك مالك.
فقال ابن شهاب: (ويحك إني لم أر الكريم تحكمه التجارب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سفيان بن عيينة: حدثنا عمرو [بن دينار] قال: (ما رأيت أحدا آنس للحديث من ابن شهاب، وما رأيت الدينار والدرهم أهون منه على ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد الرزاق: قال زياد بن سعد للزهري: إن حديثك ليعجبني، ولكن ليست معي نفقة فأتبعك.
قال: (اتبعني أحدثك وأنفق عليك). رواه يعقوب بن سفيان.

بعض أخباره:
- قال ابن وهب: حدثني يعقوب يعني ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن شهاب أنه كان يسمع العلم من عروة وغيره؛ فيأتي إلى جارية له وهي نائمة فيوقظها؛ فيقول: اسمعي حدثني فلان كذا وفلان كذا؛ فتقول: مالي وما لهذا الحديث؟
فيقول: (قد علمت أنك لا تنتفعين به، ولكن سمعته الآن فأردت أن أستذكره). رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- قال ابن أبي مريم: سمعت الليث بن سعد يقول: «وضع الطشت بين يدي ابن شهاب، فتذكر حديثا فلم تزل يده في الطشت حتى طلع الفجر حتى صححه». رواه أبو نعيم في الحلية، والخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: سمعت الليث يقول: قال ابن شهاب: (هذان العلمان أفسدا هذه النجدة يعني المدينة).
وقال الزهري: (أخرجني من المدينة العلمان، يعني ربيعة وأبا الزناد). رواه أبو زرعة الرازي في الضعفاء.
- وقال محمد بن إسماعيل البخاري: سمعت إسماعيل بن أبي أويس , يقول: سمعت خالي: مالك بن أنس , يقول: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال فلان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الأساطين، وأشار إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فما أخذت عنهم شيئاً، وإنَّ أحدهم لو اؤتمن على مال لكان به أميناً، لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب فيُزدَحم على بابه). رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.

ورعه وزهده:

- وقال أيوب بن سويد: سمعت الأوزاعي يقول: (ما ادهنَ ابنُ شهابٍ لملك قطّ دخل عليه، ولا أدرك أحد خلافة هشام من التابعين أفقه منه). رواه يعقوب بن سفيان.
قلت: (ادهن) يحتمل ضبطها (ادّهن) من الادّهان بالدهن كناية عن التجمّل، و(وأدْهن) من الإدهان، وهو التغاضي عن بعض الحقّ والرضا ببعض الباطل إيثاراً للدنيا.
- قال محمد بن يحيى عن سفيان بن عيينة قال: قال ربيعة للزهري في آخر زمانه: لو أنك سكنت المدينة وجلست في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفتيت الناس.
فقال: (إني لو فعلت ذلك لوطئ الناس عقبي، ولا ينبغي لي أن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا سفيان قال: قيل للزهري: لولا أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة، ولزمت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقعدت إلى عمود من عمده، وعلمت الناس).
فقال ابن شهاب: (إني لن أفعل ذلك حتى أزهدَ في الدنيا وأرغبَ في الآخرة، إني إن فعلتُ ذلك وطئ الناس عقبي» رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب , عن موسى بن علي , أنه سأل ابن شهاب عن شيء , فقال ابن شهاب: «ما سمعت فيه , بشيء وما نزل بنا»
فقلت: إنه قد نزل ببعض إخوانك , فقال: «ما سمعت فيه بشيء وما نزل بنا , وما أنا بقائل فيه شيئا» رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.


وصاياه:
- وقال عبد الرزاق: سمعت معمرا، يقول: سمعت الزهري، يقول: «من طلب العلم جملة فاته جملة، وإنما يدرك العلم حديث وحديثان». رواه الخطيب البغدادي في أخلاق الراوي.
- قال الوليد بن مسلم: حدثنا القاسم بن هزان قال: سمعت الزهري يقول: (لا يُوثِق للناس عمل عامل لا يعلم، ولا يُرضى بقول عالم لا يعمل). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب: حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: (إنما هذا العلم خزائن وتفتحها المسألة). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال الوليد بن مسلم: قال الأوزاعي، عن الزهري: (إنما يُذهب العلم النسيانُ وقلة المذاكرة). رواه ابن عديّ في الكامل، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال أبو سعيد الأشج: أخبرنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: (إن للعلم غوائل: فمن غوائله أن يُترك العالم حتى يذهب علمه، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه، وهو أشد غوائله). رواه ابن عدي.ّ
- وقال سفيان بن عيينة: سُئل الزهري عن الزهد في الدنيا؟ فقال: (هو من لم يمنع الحلال شكره، ولم يغلب الحرام صبره). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال معن بن عيسى: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب قال: (إن هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه عليه السلام، وأدب النبي صلى الله عليه وسلم أمّته، أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أدي إليه؛ فمن سمع علماً فليجعله أمامه حجة فيما بينه وبين الله). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الله بن معاذ، عن معمر، عن الزهري قال: «إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال هشام بن يوسف: حدثنا معمر، عن الزهري قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من العلم». رواه أبو نعيم في الحلية.

- وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن الزهري قال: «ما عبد الله بمثل الفقه». رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال ابن وهب، عن يونس، عن الزهري قال: «العلم واد؛ فإن هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه، فإنك لا تقطع حتى يقطع بك». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، عن أبيه، عن محمد بن مسلم الزهري أنه قال: «العلم عند أهل الجهل قبيح، كما أن الجهل عند أهل العلم قبيح». رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال محمد بن إدريس الشافعي: سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت الزهري يقول: «حضور المجلس بلا نسخة ذل». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال هارون بن معروف، عن ضمرة، عن يونس قال: قال الزهري: " إياك وغلول الكتب، قلت: وما غلولها؟ قال: حبسها عن أهلها). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الله بن وهب: سمعت يونس بن يزيد يقول: سمعت الزهري يقول: «إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة غلبك ولم تظفر منه بشيء، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذا رفيقا تظفر به». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال ابن وهب: (عن ضمام، عن إسماعيل، عن عقيل، عن ابن شهاب، أنه كان ينزل بالأعراب يعلمهم). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس قال: سمعت ابن شهاب يقول: «سلّموا للسنة ولا تعارضوها» رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: " كان من مضى من علمائنا يقولون: إن الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنشر العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله " رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال مخلد بن حسين، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: (الاعتصام بالسنة نجاة). رواه ابن عساكر.

وفاته:

اختلف في سنة وفاته على أقوال:
القول الأول: مات سنة 124هـ ، وهو قول ابن أخي الزهري، وإبراهيم بن سعد، والواقدي، والهيثم بن عدي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعليّ بن المديني، وخليفة بن خياط، وأبي حفص الفلاس، ومحمد بن المثنى، والزبير بن بكار، وأبي عمر الضرير، وابن زبر الربعي، ورواية عن سفيان بن عيينة.
والقول الثاني: مات سنة 125هـ، وهو قول أبي مسهر الغساني، والحسن بن محمد بن بكار.
والقول الثالث: مات سنة 123هـ، وهو قول ضمرة بن ربيعة، ورواية عن سفيان بن عيينة.
- وقال يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: مات الزهري سنة ثلاث أو أربع وعشرين.
- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: قال سنة ثلاث وعشرين ومائة هلك فيها ابن شهاب الزهري، ويقال: سنة أربع وعشرين، وهذا أثبت من قول من قال سنة ثلاث).
- وقال الزبير بن بكار: (توفي ابن شهاب الزهري بشغب في أمواله بها، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليله خلت من شهر رمضان، سنة أربع وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ودفن على قارعة الطريق ليمرّ مارّ فيدعو له وكان يكنى أبا بكر). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 09:38 PM

42: سليمان بن حبيب المحاربي(ت:126هـ):
قاضي الشام، ولي القضاء في زمن عبد الملك بن مروان، وكان على قضاء حمص، ثم انتقل إلى دمشق، وبقي قاضياً للخلفاء حتى زمن الوليد بن يزيد، وذلك نحو من أربعين سنة.

روى عن: أبي هريرة، ومعاوية، وأسود بن أصرم المحاربي، وأبي أمامة، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
وروى عنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي، وسالم بن عبد الله المحاربي، وعثمان بن أبي العاتكة، وكلثوم بن زياد المحاربي، وابن شهاب الزهري، وبرد بن سنان الشامي، وغيرهم.
- قال يحيى بن صالح: حدثنا يزيد بن زياد عن سليمان بن حبيب قال: (دخلتُ أنا ومكحول وابن أبي زكريا على أبي أمامة، قال: (فدخلنا على مَن منطِقُه أجلدُ من منظره). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو اليمان: حدثنا صفوان قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى سليمان بن حبيب قاضي حمص ليلة: كيف عقوبة اللوطي؟
فكتب إليه: (أنّ عليه أن يرمي بالحجارة كما رُجم قوم لوط، إن الله عز وجل قال: {فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل} فقبل عبد الملك ذلك منه، وحسّنه من رأيه). رواه وكيع في أخبار القضاة.
- وقال أبو مسهر الغساني، عن كلثوم بن زياد قال: (كان سليمان بن حبيب قاضي الخلفاء إلى أن جاء قتل الوليد بن يزيد). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال دحيم، عن عبد الله بن يوسف، عن كلثوم بن زياد قال: (أقام سليمان بن حبيب يقضي ثلاثين سنة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: (حدثني كلثوم بن زياد المحاربي أن سليمان بن حبيب أقام قاضي الخلفاء بالشام من قبل عمر بن عبد العزيز حتى قتل الوليد يقضي باليمين مع الشاهد ثلاثين سنة). رواه أبو عليّ الخولاني في تاريخ داريا.
قلت: (إنْ صحّ أنه ولي القضاء زمان عبد الملك بن مروان فيكون توليه القضاء نحواً من أربعين سنة، إلا أن يتخللها عزل زمن الوليد بن عبد الملك).
- وقال محمد بن عمر الواقدي: (مات سليمان بن حبيب سنة ست وعشرين ومائة، وكان قاضياً لعبد الملك، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز، وليزيد هو والزهري، وقضى لهشام أيضاً، وكان الزهري قاضياً ليزيد هو وسليمان بن حبيب، هذا على حياله، وهذا على حياله).
- وقال أبو داود السجستاني: (قضى سليمان بن حبيب بدمشق أربعين سنة). ذكره أبو الحجاج المزي.
- وقال أبو علي عبد الجبار بن عبد الله الخولاني(ت:370هـ): (له بداريا وقف تجري غلّته على مساكينها إلى هذا الوقت).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (وكان كبير الشأن).

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 09:44 PM

43: أبو الزاهرية حدير بن كريب الحضرمي(ت: 129هـ).
روى عن: أبي أمامة الباهلي، وعبد الله بن بُسر المازني، وجبير بن نفير، وكثيرة بن مرة، وغيرهم.
وروى عنه: الأحوص بن حكيم، ومعاوية بن صالح، وإبراهيم بن أبي عبلة، وغيرهم.
- قال أبو زرعة الدمشقي: أخبرنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية قال: (رأيت عبد الله بن بسر يصفر لحيته).
- قال البخاري: (اسم أبي الزاهرية حدير بن كريب الشامي، سمع أبا أمامة، وعبد الله بن بسر).
- وقال ابن أبي خيثمة: سألت يحيى بن معين عن أبي الزاهرية فقال: (اسمه حدير بن كريب، من أهل حمص، وهو شامي ثقة).
- وقال أبو حاتم الرازي: (ليس به بأس).
- وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار: (أبو الزاهرية اسمه حدير بن كريب من أفاضل أهل الشام وعبّادهم وقدماء مشايخهم، مات سنة مائة، ولا يصح له عن صحابي سماع).
وقال في كتاب الثقات: (مات في إمارة عبد الملك وقد قيل إنه مات سنة تسع وعشرين ومائة).
- وقال ابن سعد وخليفة بن خياط والبلاذري: مات سنة 129هـ في خلافة مروان بن محمد.
- وقال أبو عبيد وعمرو بن علي الفلاس والمفضل بن غسان الغلابي: مات سنة 100هـ.
- قال البخاري: حدثني عمرو بن علي قال: (مات عبد الملك بن يعلى الليثي قاضي البصرة وعلقمة بن عبد الله وأبو الزاهرية حدير بن كريب سنة مائة).
- قال ابن حجر في التهذيب: قال البخاري في التاريخ الصغير: (أخشى أن لا يكون محفوظاً).

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 09:48 PM

44: حسان بن عطية المحاربي(ت:130هـ تقريباً):
مولى بني محارب، فارسيّ الأصل، من أهل بيروت، وقيل: سكن دمشق.
روى عن: أبي أمامة الباهلي، وعن سعيد بن المسيب، وأبي كبشة السلولي، وأبي قلابة الجرمي، خالد بن معدان، ومكحول الشامي، وعبد الرحمن بن سابط الجمحي، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم.
وروى عنه: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وأبو وهب عبد الله بن عبيد الكلاعي، وغيرهم.
وثّقه يحيى بن معين، نُسب إليه القول بالقدر، ولذلك تركه سعيد بن عبد العزيز التنوخي، وأما الأوزاعي فكان يذبّ عنه، وينفي عنه القول بالقدر، ويقول: (ما أدركت أحداً أشدَّ اجتهاداً ولا أَعْمَلَ منه). رواه يعقوب بن سفيان من طريق العباس بن الوليد الدمشقي عن مروان بن محمد الطاطري.
- وقال عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن الأوزاعي، قال: (كان حسان بن عطية يتنحى إذا صلى العصر في ناحية المسجد، فيذكر الله حتى تغيب الشمس). رواه ابن عساكر.
- وقال محمود بن خالد الدمشقي: حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، أنه كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان، ومن شر ما تجري به الأقلام، وأعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري، وأعوذ بك أن تجعل غيري أسعد بما آتيتني مني، وأعوذ بك أن أتعزَّز بشيء من معصيتك عند شيء ينزل بي، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولا أبتغي به غير وجهك، اللهم اغفر لي فإنك في عالم، ولا تعذبني فإنك علي قادر).
- قال ابن حبان: (حسان بن عطية من أفاضل أهل زمانه ثقة وإتقاناً وفضلاً وخيراً، وكان يغرب).
- وقال صفوان بن صالح: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: (ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد الملك بن محمد الصنعاني: سمعت الأوزاعي، يقول: قدم علينا غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك؛ فتكلم غيلان، وكان رجلاً مفوَّهاً؛ فلما فرغ من كلامه قال لحسان: ما تقول فيما سمعت من كلامي؟
فقال له حسان: (يا غيلان! إن يكن لساني يكلّ عن جوابك؛ فإن قلبي ينكر ما تقول). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال يونس بن حبيب: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: قال حسان بن عطية لغيلان القدري: (أما والله لئن كنتَ أعطيتَ لسانا لم نعطه إنا لنعرف باطل ما تأتي به). رواه أبو نعيم في الحلية.

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 09:54 PM

45: يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني(ت:130هـ):
فقيه الشام في زمانه.
روى عن: أنس، وواثلة بن الأسقع، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، وسالم بن عبد الله بن عمر، ونافع مولى ابن عمر، وخالد بن معدان، وغيرهم.
روى عنه: ابنه خالد، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم.
- قال أبو مسهر: حدثنا سعيد قال: (لم يكن عندنا أحد أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك، لا مكحول، ولا غيره). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه عن جده: (أن اسم أبي مالك: هانئ).
- وقال أبو زرعة: حدثني يزيد بن محمد قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: سألت سعيد بن بشير عن يزيد بن أبي مالك، فقال: (كان صاحب كتب).
- وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبى عن يزيد بن أبي مالك؛ فقال: (كان من فقهاء الشام، وهو ثقة).
- وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز (أن عمر بن عبد العزيز بعث يزيد بن أبي مالك إلى بني نمير يفقههم ويقرئهم). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (توفي يزيد هذا سنة ثلاثين ومائة، وكان مولده في سنة ستين).

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 09:54 PM

46: أبو عثمان عطاء بن أبي مسلم البلخي الخراساني(ت:135هـ):
أرسل عن: المغيرة بن شعبة، وأبي هريرة، وابن عباس، وكعب بن عجرة، وأنس، وغيرهما.
وروى عن: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وأبي مسلم الخولاني، وأبي إدريس الخولاني، وعكرمة مولى ابن عباس، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب الزهري، وأبي سفيان طلحة بن نافع، وغيرهم كثير.
وروى عنه: ابنه عثمان بن عطاء، والضحاك بن مزاحم وهو أكبر منه، وأبو رجاء الحداني، وداوود بن أبي هند، وابن جريج، ومعمر بن راشد، وإسماعيل بن عياش، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، ويونس بن يزيد الأيلي، ويزيد بن زريع، وشعيب بن زريق، وعروة بن رويم، وغيرهم كثير.

اختلف في اسم أبيه؛ فقيل: عبد الله، وقيل: ميسرة.
- قال خليفة بن خياط: (عطاء بن أبي مسلم الخراساني مولى هذيل).
- وقال البخاري عن عمرو بن علي الفلاس: (عطاء بن أبي مسلم بلخيّ، مولى المهلب بن أبي صفرة، سكن الشام، وقال مالك: عطاء بن عبد الله الخراساني).
- وقال ابن عساكر: (من أهل سمرقند، ويقال: من أهل بلخ، مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، سكن الشام، ودخل دمشق).
ولد سنة 50هـ، ونشأ بخراسان، وطلب العلم بها، ثم انتقل إلى الشام في أواخر حياة ابن عمر ورآه رؤية، ولم يثبت له سماع منه، ولا من غيره من الصحابة، ثم انتقل إلى الشام.
وكان عالماً عابداً مجاهداً فاضلاً، رفيع القدر عند أهل الشام، وكان كثيراً ما يكون مع الجند يعظهم ويذكّرهم، وينشر العلم.
وإنما تُكُلّم فيه من جهة ضعف ضبطه وكثرة أخطائه وإرساله.
- قال حجاج بن محمد عن شعبة قال: (حدثنا عطاء الخراساني وكان نسيّاً) رواه ابن أبي حاتم.
- قال البخاري: (عامّة أحاديثه مقلوبة).
- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبى عن عطاء الخراساني؛ فقال: (لا بأس به صدوق).
قلت: يحتج بحديثه؟
قال: (نعم).
- وقال ابن حبان: (كان رديء الحفظ يخطئ ولا يعلم؛ فبطل الاحتجاج به).
- وقال أبو زرعة الدمشقي: حُدّثت عن ضمرة عن عثمان بن عطاء قال: (ولد أبي سنة خمسين).
- وقال الوليد بن عتبة: حدثنا الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء قال: قال أبي: (قدمت، وقد فاتني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أبو زرعة الدمشقي وقال: (وسمعت أبا مسهر ينسبه: عطاء بن ميسرة، أخذه عن يحيى بن حمزة، وهو نسبه له، فيما أخبرنا).
- قال أحمد بن حنبل: (عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وقد رأى عطاءُ ابنَ عمر ولم يسمع منه شيئاً).
- وقال أبو زرعة الرازي: (لم يسمع من أنس).
- وقال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (كان عطاء الخراساني إذا لم يجد أحداً يحدّثه أتى المساكين فحدَّثهم). رواه أبو زرعة الدمشقي والطبراني في مسند الشاميين.
- وقال عيسى بن يونس عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال: (أوثق عمل في نفسي نشر العلم). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو عبد الملك بن الفارسي: حدثنا يزيد بن سمرة أبو هزان، أنه سمع عطاء الخراساني يقول: «مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام». رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال هارون بن معروف: حدثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: (كان عطاء الخراساني إذا دخل بيته لم يضع ثيابه حتى يأتي مسجد بيته فيصلي ركعتين). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو قدامة عبيد الله بن سعيد: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا نُغازي عطاء الخراساني، وكان يحيي الليل صلاة؛ فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثه أقبل علينا ونحن في فساطيطنا؛ فنادى: (يا يزيد! ويا عبد الرحمن بن يزيد! ويا هشام بن الغاز! قوموا فتوضأوا وصلوا، صلاةُ هذا الليل، وصيامُ هذا النهار أهون من مقطَّعات الحديد، ومن شراب الصديد، الوحا! الوحا! ثم النجا! النجا! ويقبل على صلاته). رواه يعقوب بن سفيان، وابن عساكر.
- وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عطاء أنه قال: (لَلعيب أسرع إلى من يتحرَّى الخير من الدسم في الثوب الجديد). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد قال: (توفي عطاء الخراساني بأريحا، فحمل، فدفن ببيت المقدس). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال ابنه عثمان، وضمرة بن ربيعة، وأبو نعيم الأصبهاني: مات سنة 135هـ.
- وقال أبو عبيد وخليفة بن خياط: مات سنة 133هـ.

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 11:03 PM

47: أبو القاسم عروة بن رويم اللخمي(ت:135هـ تقريباً):
روى عن: أنس بن مالك، وأبي كبشة الأنماري، وواثلة بن الأسقع، وعن أبيه رويم اللخمي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وعبد الله بن الديلمي، وأبي إدريس الخولاني، وغيرهم.
وأرسل: عن أبي ثعلبة الخشني، وجابر بن عبد الله، وغيرهما.
وروى عنه: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزير، ويزيد بن سنان الرهاوي، ومحمد بن يزيد الرحبي، وعبد الكريم بن محمد اللخمي، وعاصم بن رجاء بن حيوة، وغيرهم.
- قال ابن عساكر: (من أهل الأردن، قدم الجابيةَ وسمع بها أنس بن مالك يحدّث الخليفة، وكانت له بدمشق دار بناحية قنطرة سنان).
- وقال أبو حاتم الرازي: سمعت إبراهيم بن موسى يقول: (ليت شعري أن أعلم عروة بن رويم ممن سمع؛ فإنَّ عامة حديثه مراسيل).
- وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبى عن عروة بن رويم؛ فقال: (تابعيٌّ عامة حديثه مراسيل، لقي أنساً وأبا كبشة).
- قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (توفي عروة بن رويم بذي خشب، فحمل، فدفن بالمدينة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
ذي خشب نحو اثني عشر ميلاً من المدينة.
وقد اختُلف في سنة وفاته اختلافاً كثيراً.
- فقال الحسن بن واقع الرملي عن ضمرة بن ربيعة قال: (مات سنة خمس وعشرين ومائة). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال محمد بن أبي أسامة الحلبي: حدثنا ضمرة قال: (توفي عروة بن رويم وعطاء الخراساني سنة خمس وثلاثين ومائة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال حيوة بن شريح الحمصي، وعيسى بن سليمان، ومحمد بن أبي أسامة عن ضمرة بن ربيعة: (مات سنة خمس وثلاثين ومئة).
- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: سنة 131هـ.
- وقال ابن سعد، وخليفة بن خياط: مات سنة 132هـ.
- وقال خليفة بن خياط في موضع آخر: مات سنة 136هـ.
- وقال العباس بن الوليد بن صبح وعليّ بن عثمان عن أبي مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: (مات عروة بن رويم سنة أربعين ومائة، ومات بذي خشب، وحُمل إلى المدينة فدفن بها). رواه ابن عساكر.
- وقال حنبل بن إسحاق: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم قال: (مات عروة بن رويم سنة أربع وأربعين ومائة).رواه ابن عساكر.

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 11:06 PM

48: يحيى بن الحارث الذماري الغساني(ت:145هـ):
من كبار القراء بالشام، وكان أبوه من أهل ذِمَار باليمن؛ فنسب إليها.
قرأ: على عبد الله بن عامر، وقيل: قرأ على واثلة ابن الأسقع.
وقرأ عليه: عراك بن خالد، ومدرك بن أبي سعد، وأيوب بن تميم، وسويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وغيرهم.
وروى عن: عبد الله بن عامر اليحصبي، وأبي سلام الحبشي، وأبي أسماء الرحبي، وسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبي الأشعث الصنعاني، ونمير بن أوس الأشعري. وغيرهم.
روى عنه: صدقة بن خالد، وإسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، ومحمد بن شعيب بن شابور، والحسن بن ذكوان البصري، وغيرهم.
- قال أبو حاتم الرازي: رأى واثلة بن الأسقع.
- وقال أبو الحجاج المزي: وقرأ عليه القرآن.
- وقال مروان بن محمد الطاطري: حدثنا أبو عبد الملك القارئ قال: حدثنا يحيى بن الحارث، قال: لقيت واثلة بن الأسقع فقلت: هل بايعت بيدك هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: نعم.
قلت: فأعطنيها حتى أقبلها.
قال: (فأعطانيها، فقبلتها). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال هشام بن عمار: حدثنا عراك بن خالد بن يزيد المري قال: حدثنا يحيى بن الحارث الذماري قال: قرأتُ على عبد الله بن عامر، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب، وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفان). رواه أبو زرعة الدمشقي، وأبو بكر ابن مجاهد في السبعة.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (هو الذي خَلَفَ ابنَ عامر بدمشق، وانتصب للإقراء، أخذ عن ابن عامر).
- قال هشام بن عمار: حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: سألت يحيى بن الحارث عن عدد آي القرآن؛ فأشار إلي بيده اليمنى: ستة آلاف ومئتان، وست وعشرون بيده اليُسرى). رواه أبو عمرو الداني في البيان.
- وقال عبد الله بن ذكوان: حدثنا أيوب بن تميم القارئ، عن يحيى بن الحارث الذماري قال: (جميع حروف القرآن: ثلاث مئة ألف حرف، وأحد وعشرون ألف حرف، وخمس مئة وثلاثة وثلاثون حرفاً). رواه أبو عمرو الداني.
- قال ابن سعد: (كان قليل الحديث، وكان عالماً بالقراءة في دهره، يقرأ عليه القرآن، مات سنة خمس وأربعين ومائة، في خلافة أبي جعفر، وهو ابن سبعين سنة).
وقال أبو حاتم الرازي: (وهو ابن تسعين سنة).
وواثلة بن الأسقع مات سنة 85هـ.

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 11:07 PM

49: يزيد بن أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي الأنصاري(ت:145هـ تقريباً):
مولى سهل بن الحنظلية الأنصاري.
روى عن: أبيه وله صحبة، ورأى واثلة بن الأسقع، وروى عن: أبي إدريس الخولاني، وأبي قلابة الجرمي، ومكحول، وعطية بن قيس الكلابي، وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، والقاسم بن مخيمرة، وعطاء الخراساني، وغيرهم.
وروى عنه: الأوزاعي، ويحيى بن حمزة الحضرمي، وصدقة بن خالد، والوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن شابور، وسويد بن عبد العزيز السلمي، وغيرهم.
وثّقه يحيى بن معين، والبخاري، وأبو حاتم الرازي، والعجلي، وقال أبو زرعة: لا بأس به.
وقال الدارقطني: ليس بذاك.
- قال ابن عساكر: (كانت داره بدمشق في ناحية باب الفراديس)
- وقال: (وكان يزيد بن أبي مريم هذا إمام مسجد الجامع بدمشق في أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان حين بنى المسجد).
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا يزيد بن أبي مريم الأنصاري قال: (صليت مع واثلة بن الأسقع على الجنائز).
- وقال ابن حبان: (من متقني الشاميين ولا يصح له من واثلة بن الاسقع ولا من غيره من الصحابة سماع).
قال دحيم وغيره: مات سنة أربع وأربعين ومئة.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت حماد بن يزيد بن أبي مريم وكان شيخاً قديماً عن موت أبيه، فقال: بعد سنة خمس وأربعين ومئة.
- قال أبو زرعة الدمشقي: سألت حماد بن يزيد بن أبي مريم، وكان شيخاً قديماً عن موت أبيه؛ فقال: (بعد سنة خمس وأربعين ومائة). رواه ابن عساكر.
- وقال حنبل بن إسحاق: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم [الدمشقي] قال: (مات يزيد بن أبي مريم سنة أربع وأربعين ومائة). رواه ابن عساكر.

عبد العزيز الداخل 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 11:08 PM

50: حريز بن عثمان بن جبر الرحبي(ت:163هـ):
من أهل حمص، ولد سنة 80هـ.
روى عن: عبد الله بن بسر المازني، وعن: راشد بن سعد، وخالد بن معدان، وعبد الواحد النصري، وحبان بن زيد الشرعبي، وعبد الرحمن بن ميسرة، وغيرهم.
وروى عنه: إسماعيل بن أبي عياش، وثور بن يزيد، والوليد بن مسلم، وبقيّة بن الوليد، ويزيد بن هارون الواسطي، ويحيى القطان، ومعاذ بن معاذ العنبري، وعليّ بن الجعد، وآدم بن أبي إيام، وأبو اليمان، وغيرهم.
- قال حجاج بن محمد المصيصي، عن حريز بن عثمان، قال: كنا غلمانا جلوساً عند عبد الله بن بسر، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم نكن نحسن نسأله، فقلت: أشيخاً كان النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: ( كان في عنفقته شعرات بيض). رواه أحمد في مسنده.
وهذا الخبر رواه عن حريز جماعة: منهم عصام بن خالد، يزيد بن هارون، ومعاذ بن معاذ العنبري، ومعاوية بن عمرو الكلاعي، وعليّ بن عياش، وأبو اليمان، وحسن بن موسى، وغيرهم، وقد أخرجه البخاري في صحيحه من طريق عصام بن خالد مختصراً.
- وقال جعفر بن محمد بن الأزهر: حدثنا ابن الغلابي، قال: حدثنا علي بن عياش الحمصي، قال: جمعنا حديث حريز بن عثمان في دفتر، قال: نحواً من مائتي حديث، فأتيناه به فجعل يتعجب من كثرته ويقول: هذا كله عني؟!! مرتين). رواه الخطيب البغدادي، وقال: (لم يكن لحريز كتاب، وكان يحفظ حديثه، وكان ثقة ثبتاً).
- وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا حريز بن عثمان الرحبي الشامي، قال معاذ: (ولا أعلمني رأيتُ شامياً أفضل منه).
- وقال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد، قال: (ليس بالشام أثبت من حريز، إلا أن يكون بحير).

اتّهم بالقول بالقدر، وبأنه كان يسبّ عليّ بن أبي طالب، ولا يثبت ذلك عنه، وقد نفى عن نفسه السبّ، ونفى عنه بعض الأئمة القول بالقدر، وإنما كان يُتوهّم ذلك عليه كما توهّم على غير في كلام يحتمل وجوهاً.
- قال أبو داوود السجستاني: سمعت أحمد وذكر له حريز وأبو بكر بن أبي مريم وصفوان؛ فقال: (ليس فيهم مثلُ حريز، ليس أثبتَ منه، ولم يكن يرى القدر).
- وقال يحيى بن معين: سمعت علي بن عياش، قال: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل: (ويحك تزعم أني أشتم علي بن أبي طالب!! والله ما شتمت علياً قط).
- وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي، قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: (لا تعادِ أحداً حتى تعلم ما بينه وبين الله، فإن يكن محسناً فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يكن مسيئاً فأوشك بعمله أن يكفيكه).
- قلت: روي نحو ذلك عن أبي حازم سلمة بن دينار.

عبد العزيز الداخل 26 صفر 1443هـ/3-10-2021م 07:49 AM

51: أبو الخطاب معروف بن عبد الله الخياط الدمشقي(ت: 175هـ تقريباً) :
مولى بني أمية، ويقال: مولى واثلة بن الأسقع.
وهو آخر التابعين موتاً بالشام فيما أعلم، وهو صدوق في نفسه، لكنه قليل الحديث، وأكثر ما يُروى عنه بعض أفعال واثلة، وقد وُضعت عليه أحاديث عن واثلة عن النبي صلى الله عليه وسلم هو بريء منها، ولا أعلم أحداً اتّهمه بالكذب.
روى عن: واثلة بن الأسقع.
وروى عنه: الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم، ومحمد بن سليمان المصيصي لوين، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ويحيى بن بشر الحريري، وعلي بن حجر السعدي المروزي، ويحيى بن صالح الوحاظي، وغيرهم.
وروى عنه بعض المتّهمين بالكذب، ومنهم:
1: إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني(ت:238هـ)، قال عنه أبو حاتم الرازي: (أظنه لم يطلب العلم، وهو كذاب)، وكذّبه أبو زرعة الرازي أيضاً.
2: وأبو حفص عمر بن حفص الخياط الدمشقي(ت:بعد 250هـ)، قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال: (أعتقد أنه وضع على معروف الخياط أحاديث).
- قال: (وقد زعم أنه بلغ مِئَة وستين سنة، وحدّث بعد الخمسين ومئتين).
- وقال أيضاً بعد أن ذكر طائفة من الأحاديث الموضوعة على معروف عن واثلة: (هذه موضوعات بيقين، والبلية من عمر بن حفص، لأنَّ معروفاً قلَّ ما روى، وأكثر ما عنده أمور من أفعال واثلة، وكان مولاه).
ولا أعلم أحداً من العلماء اتّهم معروفاً بالكذب، بل قال ابن حبان: صدوق، وإنّما ليّنه أبو حاتم لأجل ضعفٍ في ضبطه، وهو قليل الحديث، وقد جمع ابن عديّ ما يُستنكر من أحاديث معروف عن واثلة فإذا أكثرها من رواية الكذابين والضعفاء عنه، فلا يصحّ أن تُجعل عهدتها عليه؛ فقول ابن عدي عقب ذلك: ( وهذه الأحاديث لمعروف عن واثلة منكرة جداً) وقوله: (ومعروف الخياط هذا عامة ما يرويه، وما ذكرته أحاديث لا يتابع عليه). فيه صواب من جهة الحكم عليها بالنكارة، وفيه خطأ من جهة حمل النكارة عليه، والصواب تعصيبها بمن رواها عن معروف من الضعفاء والكذابين، وقد اختصر أبو الحجاج المزي عبارة ابن عدي؛ فقال: قال أبو أحمد ابن عدي: (له أحاديث منكرة جداً، وعامّة ما يرويه لا يتابع عليه)، فأفادت هذه العبارة جرحاً شديداً، ثم اختصره غيره بما يدلّ على جرح أشدّ، ومعروف بريء مما كُذب به عليه.

وقد اختلف في ولاء معروف الخياط على أقوال:
- فقال علي بن حجر السعدي، والبخاري، وأبو حاتم الرازي، وابن حبان: هو مولى بني أمية.
- وقال ابن عدي: مولى واثلة بن الأسقع.

- وقال ابن عساكر: (مولى عبيد الأعور، مولى بني أمية، ويقال: إن معروفاً مولى واثلة بن الأسقع).

- قال علي بن حجر المروزي: حدثنا معروف الخياط، مولى بني أمية أبو الخطاب قال: رأيت واثلة بن الأسقع يرتعش من الكبر، وكان يمسح رأسي ويقول: (يا معروف! أخشى عليك الكبر؛ فعلمت أنها كلمة ألقاها الله في قلبه). رواه أبو بشر الدولابي في الكنى.
- وقال البخاري في التاريخ الكبير: (قال سليمان، عن معروف رأى واثلة يشرب الفقاع).
- وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي.
- وقال ابن حبان: (معروف من أصحاب واثلة بن الأسقع، روى عنه أحرفاً تشبه أحاديث الثقات، وأدخلنا معروفاً في التابعين).
- وقال في موضع آخر: (ومعروف حفظ من واثلة بن الأسقع أشياء، ومعروف صدوق).
- وقال أبو عبد الله الذهبي في ذكر أصحاب واثلة: (آخرهم وفاة معروف الخياط شيخ دحيم، وغيره).
وواثلة بن الأسقع توفي سنة خمس وثمانين للهجرة.


الساعة الآن 03:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir