![]() |
اقتباس:
|
اقتباس:
تم خصم نصف درجة على التأخير. |
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجازأوجه فضل علم التفسير. س2: كيف تستفيدمن علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن ......................................................................... س1: بيّن بإيجازأوجه فضل علم التفسير. 1- أنه خير مساعد ومعين على فهم كتاب الله عز وجل، ومن أعطي فهم كتاب الله فقد أعطي الخير كله. وفي صحيح البخاري وغيره من حديث أبيجحيفة السوائي رضي الله عنه قال: (قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحيإلا ما في كتاب الله؟ قال: « لا، والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه اللهرجلًا في القرآن، وما في هذه الصحيفة ». قلت: وما في الصحيفة؟ قال: « العَقْلُ، وفِكَاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ »). والقرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، ولا يمل سامعه، بل المعاني فيه تزداد، والقلوب له تشتاق. والناس تتفاوت مراتبهم في فهم هذا الكتاب، فمنهم من تنهال عليه الفوائد من جملة من آية، ومنهم من لا يكاد يستخرج الفائدة والفائدتين من سورة كاملة. قال ابن القيم رحمه الله: (والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم من يفهم منالآيةِ حُكْماً أو حُكْمين، ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك، ومنهممن يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره،وأخصُّ من هذا وألطفُ ضَمُّه إلى نصٍّ آخر متعلّق به؛ فيفهم من اقترانه به قدراًزائداً على ذلك اللفظ بمفرده، وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبَّه له إلاالنادرُ من أهلِ العلمِ؛ فإنَّ الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به، وهذاكما فهم ابن عباس من قوله: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُثَلاثُونَ شَهْرًا (15)}[الأحقاف] مع قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَأَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ (233)}[البقرة] أنَّ المرأة قد تلدُلستةِ أشهر، وكما فهم الصدّيق من آية الفرائضِ في أوَّل السورةِ وآخرِها أنَّالكلالةَ مَنْ لا وَلدَ لهُ ولا والد).ا.هـ. قال عكرمة مولىابن عباس: « إنيلأخرج إلى السوق ، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون باباً من العلم ». رواه ابن سعد فيالطبقات من طريق ابن علية عن أيوب عن عكرمة، وهذا إسناد صحيح. 2- ومن فضائله: أنه مرتبط بأجل كلام وأعظمه، هذا الكتاب المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هذا الكتاب الذي وسع نفعه العباد والبلاد، الصالح في كل زمان ومكان، المعجز بلفظه، المتحدى بالإتيان بأقصر سوره. فالمشتغل بهذا الكتاب على خير عظيم، وأجر وفير، ورزق كريم. وكما قيل: فضل كتاب الله على سائر الكتب كفضل الله على خلقه. 3- ومن فضائل علمالتفسيرأنّ متعلّمهمن أعظم الناس حظّا وأوفرهم نصيباً من فضائل العلم؛ وذلك أن الله فضَّل العلموشرَّفَه وشرَّف أهله ورفع درجتهم، والعلمُ بالقرآن هو أفضل العلوم وأحسنها،وأشرفها وأجمعها، وقد فصَّل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابهوأحسنها؛ فعليه بتدبر القرآن وتفهّمه ومعرفة معانيهوتفسيره. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «من أراد العلمَ فليثوّر القرآن،فإنَّ فيه علمَ الأوَّلين والآخرين». رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبةوالطبراني في المعجم الكبير واللفظ له. وهذا أمر معلوم لمن اشتغل بتفسير القرآن فإنهيجده جامعاً لأنواع العلوم النافعة، ومبيّناً لأصولها، ومعرّفاً بمقاصدها، ودالاًعلى سبيل الهدى فيها. [font="&]4- [/font]من فضائله كذلك أن يدل على ما يعتصم به من الضلالة والغواية وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَعْتَصِم باللهفَقَدْ هُدِىَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ (101)}[آلعمران] ، وقالتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِفَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًامُسْتَقِيمًا (175)}[النساء]. وقد بين الله تعالى في كتابه كيف يكون الاعتصامبه، والمفسّر من أحسن الناس علماً بما يكون به الاعتصام بالله. ومما قاله النبيصلى الله عليه وسلم في أعظم خطبة في الإسلام في أشرف جمع كان على وجه الأرض وذلك فيخطبته في حجة الوداع قال: « وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتمتسألون عنى فماأنتم قائلون ». قالوانشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلىالناس« اللهم اشهداللهم اشهد ». ثلاثمراتٍ)). رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه. [font="&]5- [/font]ومن فضائل علمالتفسيرأنه من أعظمالأسباب المعينة على صلاح القلب والعمل لمن حسنت نيّته في طلبه؛ فإنّه يبصر به مابيّنه الله في الكتاب من البصائر والهدى، ويكثر من تلاوة القرآن وتدبّره والتفكّرفيه؛ فيتبصّر ويتذكّر، ويخشع وينيب، ويعرف علل قلبه ونفسه، وكيف يطهّر قلبه ويزكّينفسه بما يعرف من هدى القرآن. وقد أثنى الله على من يفقهون ما أنزل الله في كتابه؛ فقال تعالى: {وَإِذَاسَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِمِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَالشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَالْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)} [المائدة]. وقال تعالى: { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَبِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِيعَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)} [font="&]6- [/font]ومن فضائل علمالتفسيرأنَّالمفسِّرَ وارثٌ للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه، وهو بيان معاني القرآنالكريم، ومن أحسن تحمُّلَ أمانةِ علمِ التفسيرِ وأحسنَ أداءَها كان من أخصِّ ورثةالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « بلّغوا عني ولو آية ». رواه البخاري منحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْرَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4)}[إبراهيم]،وقالتعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (44)}[النحل]. فالمفسِّرُ مبلِّغٌ ومبيّنٌ؛ والبلاغ المبين هوأخصّ وظائف الرسل كما قال الله تعالى: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِإِلَّاالْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}[النحل]، وقال تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِإِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)} [font="&]7- [/font]: ومن فضائل علمِ التفسيرأن المفسّر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته ؛ بل يكاد يكونأكثر وقته في مصاحبة القرآن تلاوة وتدبرا ودراسة ، وهذا من أجلِّ أنواع مصاحبةالقرآن، أن تكون مصاحبته مصاحبة تلاوة وتفقّه فيه، واهتداء بهداه. وقد قال النبيصلى الله عليه وسلم: « اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ». رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي اللهعنه. فالمفسّرالحق كثير الاشتغال بتلاوة القرآن، والتفكّر فيه، وتدبّر معانيه، واستخراج كنوزهوفوائده وبدائعه؛ حتى يعلم بذلك علماً كثيراً مباركاً. س2: كيف تستفيدمن علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى. لاشك أن خير سلاح يتسلح به الإنسان، وخير معين يعينه في طريق دعوته إلى الله هو معرفته بكتاب الله؛ كون جميع المسلمين يدين ويعترف ويؤمن بكتاب الله، وغير المسلمين يحترمون الكتب السماوية المقدسة لدى كل دين، فيكون استدلال الداعي بكتاب الله دليل قوي على صدق دعوته، وقوة حجته. فبمقدار معرفة الداعي بكتاب الله يكون لديه قدرة على تنوع في الفئة المستهدفة في دعوته، ويكون لدية شمولية في مواضيع دعوته. فيستفيد من معرفته بعلم التفسير في بيان ما الناس بحاجته من علم الواجبات عليهم في يومهم وليلتهم، ومعرفة فرائضهم ونوافلهم. ويستفيد من معرفته بأسرار كتاب الله من معرفة أحوال الناس وعاداتهم، وشخصياتهم وأساليبهم، وطرق إيصال المعلومات لهم، وغيرها مما يستفيده من علمه بكتاب الله وحال المدعوين. س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن السبب الأعظم في ذلك: هو تفاوت مراتب الفتوح التي يفتح الله بها على العباد في فهم القران واقتباس الحكم والأحكام منه، فقد يفتح الله على بعض الناس فيستنتج من الآية الواحدة الحكم والحكمين والعشرة، وبعضهم من لا يفتح عليه بشيء، وبعضهم من هو أسوأ من ذلك وهو الذي يستنتج من الآيات الأحكام الخاطئة والعقيمة التي لا تنبني على الدليل الصحيح. قال ابن القيم رحمه الله: (والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم من يفهم منالآيةِ حُكْماً أو حُكْمين، ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك، ومنهممن يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره،وأخصُّ من هذا وألطفُ ضَمُّه إلى نصٍّ آخر متعلّق به؛ فيفهم من اقترانه به قدراًزائداً على ذلك اللفظ بمفرده، وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبَّه له إلاالنادرُ من أهلِ العلمِ؛ فإنَّ الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به، وهذاكما فهم ابن عباس من قوله: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُثَلاثُونَ شَهْرًا (15)}[الأحقاف] مع قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَأَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ (233)}[البقرة] أنَّ المرأة قد تلدُلستةِ أشهر، وكما فهم الصدّيق من آية الفرائضِ في أوَّل السورةِ وآخرِها أنَّالكلالةَ مَنْ لا وَلدَ لهُ ولا والد).ا.هـ. والمقصودُ أنَّ فهم القرآنيفتحُ لطالب العلم أبواباً من العلم يغفلعنها غيره، بل ربما سمع كلمةً من رجُلٍ فذكَّرته بآية كان يتأمّلها؛ فينفتح له بذلكبابٌ أو أبوابٌ من العلم، وهذه مرتبة عزيزة من مراتب العلماء، كما قال عكرمة مولىابن عباس: « إنيلأخرج إلى السوق ، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون باباً من العلم ». رواه ابن سعد فيالطبقات من طريق ابن علية عن أيوب عن عكرمة، وهذا إسناد صحيح. |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى. ال الله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}[إبراهيم]. فحاجة الأمّة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسّة، وكم من فتنةٍ ضلَّت بها طوائف من الأمّة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل الذي بيَّنه في كتابه، وقد قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ(115)}[التوبة]. حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها من اليهود والنصارى والذين أشركوا، على اختلاف مللهم، وتنوّع عداواتهم لأهل الإسلام، وأن يحذروا مما حذّرهم الله منه وتوعّد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}[النور]. حاجة الأمّة إلى الاهتداء بهدى القرآن في معاملة من يداخلهم من أصحاب الملل والنحل وعلم التفسير وبيان معاني القرآن الكريم علمٌ عزيز؛ يحمله حقّ حمله في كل قرن خِيرة أهله، يؤمنون به ويتدبّرونه ويدعون به الناس ويهدونهم إلى ما يخرجهم الله به من الظلمات إلى النور. س2: بيّن سعة علم التفسير.إن من شتغل بتفسير القرآن فإنه يجده جامعاً لأنواع العلوم النافعة، ومبيّناً لأصولها، ومعرّفاً بمقاصدها، ودالاً على سبيل الهدى فيها: - فأصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه مبينة في القرآن الكريم أحسن بيان وأتمّه. -وأصول الأحكام الفقهية في مسائل العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الأسرة والجنايات كلها مبينة في القرآن بياناً حسناً شاملاً. - وأصول المواعظ والسلوك والتزكية كلها مبينة في القرآن الكريم بياناً شافياً كافياً وافياً بما تحتاجه النفوس. - وسنن الابتلاء والتمكين وأنواع الفتن وسبيل النجاة منها والوصايا النافعة؛ كلها مبيّنة في كتاب الله تعالى بما يشفي ويكفي. - وكذلك أصول الآداب الشرعية والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة؛ قد تضمّن القرآن بيانها بما لا يجتمع في غيره بمثل بيانه وحسن تفصيله. - وقد تضمّن القرآن بيان أمورٍ مهمّة ضلَّت فيها أمم وطوائف كثيرة منذ بدء الخلق إلى يومنا هذا، وتضمّن قصص الأنبياء وأخبار بني إسرائيل كما قال الله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)}[النمل]. {يختلفون} فعل مضارع يدل على التجدد؛ فهم قد اختلفوا ولا يزالون يختلفون، وهذا القرآن يقص عليهم أكثر الذي يختلفون فيه؛ فمن فقه ما قصَّه الله في القرآن من أخبار بني إسرائيل حصل له العلمُ بأكثر ما يختلفون فيه، وهو علمٌ يقينيّ بدلائل بيّنة يميّز به صحيح أقوالهم من خطئها، ويحكم به بين أقوالهم. -ومما تضمَّنه القرآن من العلوم علمُ الدعوةِ إلى الله تعالى على بصيرة، ففيه بيان أصول الدعوة وأنواعها ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق، وكشف شبهات المضلين، وأصول الاحتجاج للحق، ومعاملة المخالفين على اختلاف مراتبهم. - ومما تضمنه القرآن من العلوم علم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية، وكيف تُرعى الرعية وتساسُ بأحكام القرآن، وتقاد به إلى ما فيه نجاتها وسعادتها. -وفيه بيان الهدى في كل ما يحتاج إليه العبد في شؤون حياته وكيف يتخلص من كيد الشيطان وشر النفس وفتنة الدنيا وسائر الفتن التي تعترضه، وكيف يهتدي إلى الصراط المستقيم. إلى غير ذلك من العلوم الجليلة النافعة التي ينتفع بها أحسنَ الانتفاع مَنْ فَهِمَ مراد الله تعالى فَهْمَ المؤمنِ المسترشدِ الصادقِ في اتباع الهدى. س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب. ومن فضائل علم التفسير أنه من أعظم الأسباب المعينة على صلاح القلب والعمل لمن حسنت نيّته في طلبه؛ فإنّه يبصر به ما بيّنه الله في الكتاب من البصائر والهدى، ويكثر من تلاوة القرآن وتدبّره والتفكّر فيه؛ فيتبصّر ويتذكّر، ويخشع وينيب، ويعرف علل قلبه ونفسه، وكيف يطهّر قلبه ويزكّي نفسه بما يعرف من هدى القرآن. وقد أثنى الله على من يفقهون ما أنزل الله في كتابه؛ فقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)} [المائدة]. وقال تعالى: { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)} [الزمر]. فكان تصديقهم لما أنزل الله وشهادتهم له بالحقّ شهادة العارف الموقن؛ سبباً لبلوغهم درجة الإحسان، وفوزهم برضوان الله تعالى وفضله العظيم. وهذه المعرفة القلبية تزداد بازدياد العلم بمعاني القرآن والبصيرة في الدين، وتصديق القول بالعمل. وكلما كان المرء أكثر علماً بتفسير القرآن كانت تلاوته له أحسن؛ لأنه يظهر له من المعاني والفوائد واللطائف في كلّ مرة يقرأه ما يزداد به إيماناً، وتوفيقاً لمزيد من العلم، ويجد في نفسه من حلاوة القرآن وحسنه وبهجته ما يحمله على الاستكثار من تلاوته. وقد نقل ياقوت الحموي في معجم الأدباء عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال: سمعت أبا جعفر [يريد شيخه محمد بن جرير الطبري] يقول: (إني أعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته؟!!). |
اقتباس:
اجتهد في صياغة الأجوبة بأسلوبك بعيدا عن النسخ واللصق . س1-س2 : راجع التعليق عليهما في التقويم العام للمجلس . تم خصم نصف درجة على التأخير . |
اقتباس:
س2: راجع التعليق عليه في التقويم العام للمجلس . اجتهد في صياغة الأجوبة بأسلوبك بعيدا عن النسخ واللصق . تم خصم نصف درجة على التأخير |
الساعة الآن 10:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir