معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى الخامس (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=862)
-   -   المجلس الثاني: مجلس مذاكرة مختصر تفسير سورة الفاتحة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=38984)

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 02:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر محمود (المشاركة 347913)
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
ج1 لأهل العلم أقوال في بيان ذلك :
القول الأول - وهو قول الجمهور -: لأنها تثني أي تعاد في كل ركعة روي هذا عن جماعة منهم عمر والحسن البصري وقتادة ورواية عن ابن عباس .
القول الثاني : لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم فلم يؤتها أحدا قبله رواه ابن جرير عن ابن عباس وذكره حماعة من المفسرين.
القول الثالث : لأنه مما يثنى به على الله تعالى ذكره الزجاج إحتمالا.
القول الرابع : المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مثنى أو مشتق من المثنى الدال على اثنين، واختلف في تفسير ذلك على أقوال أشهرها أنه لما فيها من ذكر المعاني المتقابلة وهذا القول مأخوذ من معنى وصف القرآن كله بأنه مثاني في قوله تعالى: "كتابا متشابها مثاني" على أحد الأقوال .
والمراد بالسبع آياتهاز

س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
ج2:
معنى الشيطان : مشتق من شطن على الراجح من قولي أهل اللغة، وشطن أي بعد ذكره الخليل بن أحمد ،
وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر.
معنى وصفه بأنه رجيم : في معناه قولان - كلاهما صحيحح-
الأول : رجيم بمعنى راجم أي يرجم الناس بالوساوس والربائث.
والثاني رجيم بمعنى مرجوم .

س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله ؟
ج3
معناه مشتمل على معنيين :
أحدهما : الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال.
والثاني : المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
ج4
الجواب عن هذا يتبين بتأمل السياق والمقاصد :

الموضع الأول : ذكرا فيه-أي اسم الرحمن واسم الرحيم - لبيان أن التوفيق لتحقيق مقاصد الإستعانة بالله والتبرك بذكر اسمه إنما يكون برحمة الله تعالى.
الموضع الثاني : ذكرا فيه-أي اسم الرحمن واسم الرحيم - من باب الثناء على الله تعالى تقدمة بين يدي المسألة المذكورة هذه السورة.

س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟

لأهل العلم أقوال ترجع إلى معنيين :
أحدهما : العبادة. والآخر : قضاء الحوائج والشؤن.

س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
ج
لغة :الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
المراد بالصراط المستقيم : للسلف في بيانه أقوال :
القول الأول: دين الإسلام وهو قول جابر وابن عباس فيما رواه عنه الضحاك وهو قول حمهور المفسرين .
القول الثاني : كتاب الله وهو قول ابن مسعود.
القول الثالث : ا كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهو رواية عن ابن مسعود.
القول الرابع : هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه وهو قول ابن عباس ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
القول الخامس : الحق وهو قول مجاهد رواه ابن أبي حاتم .

س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
ج : اختلف أهل العلم في تفسير هذه الموافقة، وأقرب الأقوال فيها أن الملائكة في السماء تؤمن إذا أمن الإمام فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
منها
- البداءة بذكر الله في جميع الأحوال.
- أن كمال الإيمان بإخلاص العبادة لله والاستعانة به وحده.
-عظم رحمة الله التي بها يحقق العبد مطلوبه .
-عدم اليأس من رحمة الله.
- الإكثار من دعاء الله وسؤاله الهداية .
-مجانبة ومخالفة طريق المغضوب عليهم والضآلين.

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.أ
س5 : والحذف هنا يفيد العموم .
س8: بعض الفوائد التي ذكرتها فوائد عامة ، أما الفوائد السلوكية هي المحصلة العملية مما تعلمناه في الدرس ، فبعد أن علمنا ماذا علينا فعله ؟؟؟
تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس .

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 02:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا فتحي محمد العبادي (المشاركة 348080)
مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة.
الجواب : الفاتحة فُرِضَ على كلِّ من دخل الإسلام تعلمها بلفظها ؛ لأنه لا تصح عبادة الصلاة دونها ؛لأجل ذلك كانت عظيمة القدر وقراءتها عظيمة الثواب ، لم يؤت نبي قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثلها .
س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
الجواب : تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدق وإخلاص معتقداً أن النفع والضر بيده وحده جلّ وعلا، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
والآخر: اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه، ومن ذلك بذل الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.
فمن جمع هذين الأمرين كانت مستعيذاً بالله حقاً.
س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.
الجواب : يُقرأ بها لكنها لا تُعَدُّ آيةً في أول سورة الأحزاب
فهي فاصل من فواصل القرآن .
س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟
الجواب: (الرَّبُّ) هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية.
والربوبية نوعان :
النوع الأول : ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير، وهذه عامة لكل المخلوقات.
والنوع الثاني : ربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ. والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها.
س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا
الجواب : - معنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع .
والعبادة في الشرع : لها تعريفات متعددة ذكرها أهل العلم، وقد سلكوا مسالك في تعريفها، ومن أحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)
فالعبادات الشركية والبدعية وإن كان يشملها اسم العبادة لغة وحقيقة من جهة كونها صادرة عن تذلل وخضوع للمعبود، لكنها عبادات باطلة عند الله .
س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟
الجواب : معنى {اهدنا}: أي أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك.
درجات المهتدين:
الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً.
الدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
الدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.
وأصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا من خلقهم.
س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟
الجواب : والتأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة .
صحّ في فضل التأمين أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدلّ على أنّه من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء ..، ومن تلك الأحاديث:
1. حديث: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » .متفق عليه.
2. وحديث: (( إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)).
3 - وحديث: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). رواه البخاري في الأدب المفرد.
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
الجواب :
1- إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ؛ لأنها دالة على الاستغراق.، وإن كان لغير الله تعالى فيكون الشكر.
2- إثبات كمال الربوبية والألوهية لله عز وجل بأسمى صفات الجلال والكمال .
3- التعبد لله عز وجل بسورة الفاتحة والوقاية بها من كل ما يضر الإنسان .
4- اتباع صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والمهتدين .
5- التبرؤ من كل طريق يخالف دين الإسلام من الذين اليهود والنصارى .

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.ج
س1: اختصرت جدا في الفضائل كما فاتك الاستدلال على كل فضيلة .
س3: فاتك ذكر ما أجمع عليه أهل العدّ بخصوص عدّ آيات سورة الأحزاب.
س6: خلطت بين مراتب الهداية ومراتب المهتدين .
تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس.

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 02:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الفايدي (المشاركة 348227)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واله
المستوى الأول
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة ؟
أنها أفضل سورة في القرآن
أنها ركن من أركان الصلاة ، لا تصح الصلاة إلا بها
وهي السبع المثاني وقد اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة
السؤال الثاني
س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
الاستعاذة حقيقةً: هي الالتجاء إلى الله العظيم.

والاستعاذة لها تأثير كبير ونفع مفيد، فأمرها عظيم، وشأنها جليل دوماً فينبغي لكل مسلم ومسلمة ألا يغفل عنها، وأن يحافظ عليها، وأن تكون على لسانه وذلك ليتحصن بها وتكون له درعاً واقيًا وحصناً من عدوه الشيطان الرجيم.
س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.
لا الفاتحة أية من سورة الفاتحة ووقع الاختلاف في هل تكون الفاتحة آية في كل سورة أو لا والراجح هو القول الأول
س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟
كلمة الرب في اللغة تطلق على عدة معانٍ:

قال ابن منظور: الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبِّر، والمربي، والقيِّم، والمنعم .
الربوبية العامة:وهي لجميع الناس؛ بَرِّهم وفاجرِهم مؤمنِهم وكافرِهم؛ وهي خَلقه للمخلوقين، ورزقُهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.


2_الربوبية الخاصة:وهي تربيته لأوليائه المؤمنين، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه.

السؤال الخامس
س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا ؟
معناها لغة: التذلل، والخضوع، والطاعة. معناها شرعاً: الخضوع والتذلل لله تعالى وحده تعظيماً له، وقيل أيضاً إنّها: ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأعمال الباطنة والظاهرة، ومن الأفعال والأقوال

س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟

أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك

المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.

س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟
حكمه أنه سنة للمصلي القارئ والمستمع
وأما فضله :
عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه.

السؤال الثامن :
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

أهمية الاستعانة بالله وطلب الهداية .
البدء بحمد الله عز وجل والثناء عليه
معرفة توحيد الله بأنواعه
تعلمت منها أيضا الحذر من الجهل وترك العمل كحال اليهود والنصارى
وأن الدعاء نصف الدين ونصفه اتباع

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ب+

س1: فاتك الاستدلال على كل فضيلة .
س3: فاتك ذكر ما أجمع عليه أهل العدّ بخصوص عدّ آيات سورة الأحزاب.
تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس.

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 02:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رامى فؤاد (المشاركة 348377)
المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
فاتحة الكتاب لأنها أول ما يفتح به وهذا أكثر أسمائها ورودا وكذلك فاتحة القرآن والفاتحة اختصارا
أم الكتاب و أم القرآن لأنها تدل على أصول معانى القرآن وتضم المعانى الكلية الموجودة فى باقى السور أو لتقدمها على سائر السور فى القراءة
الحمد لله رب العالمين والحمد من باب تسمية السورة بأول ما تبدأ بها
السبع المثانى لأن ايتها سبع وتثنى كل صلاة أو استثناها الله للرسول صلى الله عليه وسلم
القرآن العظيم من باب اطلاق الكل على الجزء
ومن أسمائها الشافية والكافية والصلاة والدعاء وهى صفات لها



س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
الاستعاذة بالله من الشيطان عند التلاوة هى طاعة لله لقوله فإذا قرأت القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم (وهى سنة عند الجمهور فى الصلاة وخارجها ومن العلماء من فرق بين صلاة النفل وفيها الاستعاذة سنة كما خارج الصلاة أما فى الفرض فلا ومن العلماء من قال بوجوب الاستعاذة ومن أحكامها يجهر بها خارج الصلاة ويسر بها فى الصلاة) وتكون قبل التلاوة أى إذا هممت بقراءة القرآن فاستعذ وهو موافق للغة العرب وعليه عمل القراء والقول بأنها بعد التلاوة لا يثبت عن الأئمة
س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
له أربعة معانى للابتداء والإستعانة والمصاحبة والتبرك وكلها صحيحة وغير متعارضه
س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
اسم جمع لا مفرد له يشمل أفراد كثير من صنف واحد مثل عالم الأنس وعالم الجن والمقصود بالعالمين على معنيين الأول جميع العالمين من نبات وحيوان وانسان وجن وملائكة وهو الأرجح والقول الثانى هو عالمى الإنس والجن فقط لأنهم هم المكلفون
س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
الأولى إفادة الحصر بمعنى لا نعبد إلا أياك
وأفادة تقديم ذكر المعبود كما أنها تفيد الحرص فى التقرب إليه
س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
يتفاضل السائلين حسب درجتهم وحضور قلوبهم وعقولهم وفهمهم فمنهم من يطلب الهداية غافلا بالمعنى ومنهم من يطلب اعلى درجات الهداية من هداية الإرشاد وهداية التوفيق
فهم يتفاضلون على حسب ثلاثة أوجهه حضور القلب والإحسان فى الدعاء ومقاصد الداعى
فينقسمون على درجات ظالم لنفسه ومقتصد ومحسن
س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
ليس التأمين من القرآن انما يستحب لمن قرأ الفاتحة أن يأمن وفيها لغتان صحيحتان قصر الألف أمين على وزن فعيل ومد الألف آمين على وزن فاعيل وقيل لغة أخرى بتشديد الميم ولكنها خطأ فهى تخرج المعنى من أسم فعل بمعنى اللهم أستجب وهو الصحيح إلى معنى قاصدين وهذا غير صحيح
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
أن أبدأ كل شيى بسم الله وأن أستعذ بالله عند قراءة القرآن
ان أقدم الحمد لله والثناء على مايفعل بى من نعم وما يفعل بغيرى وعلى جميع صفاته فالحمد غير قاصر على الشكر
ألا أعبد ولا أستعين إلا بالله وأن أدعوا الله لى ولغيرى وأكون فى الجماعة وذلك أستفدته من قوله نعبد بدلا من أعبد
أن أطلب من الله الهداية بالمعنيين هداية الإرشاد وهداية التوفيق فلا أكون من الضالين ولا المغضوب عليهم
وشيء أخر استفدته من الشرح وهو تقبل أراء مختلفه فى التفسير إن كان لها وجه يدعمها وتفضيلى لتفسير عن غيره لا يجيز لى الطعن فى التفسيرات الأخرى ولا قائليها إلا بعلم

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ب+
إجاباتك صحيحة في ذاتها إلا أنها مختصرة وخالية من الاستدلال .
تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس .

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 02:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب علبان (المشاركة 348505)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
عذرا على التاخر لظروف خاصة .....



الإجابة على أسئلة المجموعة السادسة:
س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟

الإجابة :

الاستعاذة هي الالتجاء إلى من بيده العصمة ( أي المنعة و الحماية ) من شرِّ ما يُستعاذ و يُحتمى منه، قال تعالى : " قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " فاحتمت مريم و اعتصمت بالله عز وجل من الرجل المجهول الذي ظهر أمامها ... و قال تعالى: " و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم "، فأرادت امرأة عمران أن تحمي ابنتها و ذريتها من الشيطان الرجيم بأن استعاذت بالله منه ....
وفي معنى العصمة نذكر قوله تعالى: "لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم"، وأيضا : "ما لهم من الله من عاصم".

أما صيغ الاستعاذة فقد ورد منها ما يلي :

1. حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وهي أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء.
2. حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه"

3. حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول: "لا إله إلا الله" ثلاثا، ثم يقول: "الله أكبر كبيرا" ثلاثا، " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه "
4. حديث نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: " اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه ".

كما روي عن الصحابة و التابعين بعض الصيغ مثل :

1. ذكر
الأسود بن يزيد النخعي أن عمر قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك , وتعالى جدك، ولا إله غيرك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، الحمد لله رب العالمين".
2.
كان ابن عمر يتعوذ فيقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، أو "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" أو " اللهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم "
3.
كان أبو عبد الله بن طاووس بن كيسان يقول: " رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم"
4.
كان محمد بن سيرين يقول في تعوذه: " أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون "
5. قال أبو كهمس بن الحسن عن عبد الله بن مسلم بن يسار لولده : قل: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم "
____________________________________________________________________________________________________________________

س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟

الإجابة :

البسملة هي قولنا : " بسم الله الرحمن الرحيم " ، ولفظ البسملة هو اختصار لقولنا: " بسم الله ".
و قد شاع عند العرب مثل هذه التسميات المختصرة لبعض الجملة المشهورة ، فنقول الحوقلة و نقصد بها : " لا حول و لا قوة إلا بالله " و نقول الاستعاذة و نقصد بها " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " و هكذا .....

وابتداءنا العمل بقول البسملة معناه أننا نستعين على أداه بالله و نطلب البركة منه حتى ننال التوفيق و نلقى التيسيير في أداءه. ____________________________________________________________________________________________________________________

س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله }

الإجابة :

اللام في قوله " الحمد لله " هي لام الاختصاص كما رجح أهل العلم و هي تفيد معنيين اثنين :
1. الحصر : كقولنا " الشقة لفلان " أي أنها ملك له دون غيره
2. الأولوية : كقولنا "
الفضل للمتقدّم" أي هو الأولى و الأحق بذلك.
فالله تعالى هو الذي يُختص بالحمد و له الأولوية و الأفضلية في ذلك لما له علينا من إنعام و فضل.
____________________________________________________________________________________________________________________

س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين}

الإجابة :

أي نُخلِص لك العبادة بتذلل و خضوع و انقياد تام ؛ فنطيع أوامرك محبّة فيك و تعظيما لشأنك وخوفاً منك ورجاءا فيك خاضعين مستكينين لك وحدك لا شريك لك.
و نستعينك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك، و كذا على جميع أمور دنيانا، فنحن لا قدرة لنا على كل ذلك إلا بأن تعيننا و لا نملك جلب النفع و لا دفع الضر عن أنفسنا إلا بك.
____________________________________________________________________________________________________________________

س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}

الإجابة :

قال
ابن القيّم رحمه الله في كتابه "مدارج السالكين" في جوابه على هذا السؤال:
(تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها.

-{إياك نعبد} متعلق بألوهيته "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة.
-{إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.
-"العبادة" المطلقة تتضمن "الاستعانة" من غير عكس، كل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولا ينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته.
- "الاستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس.
- "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له.
- "العبادة" لا تكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.
- "العبادة" حقّه الذي أوجبه عليك، و"الاستعانة" طلب العون على "العبادة"، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.
- "العبادة" شكر نعمته عليك، والله يحب أن يُشكر، والإعانة فعله بك وتوفيقه لك، فإذا التزمت عبوديته، ودخلت تحت رقها أعانك عليها، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم، والعبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
- {إياك نعبد} له، و{إياك نستعين} به، وما له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه، وما به متعلق بمشيئته، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته)

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي :
(وإتيانه بقوله: {وإياك نستعين} بعد قوله: {إياك نعبد} فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبيناً واضحاً في آيات أخر كقوله: {فاعبده وتوكل عليه}).
____________________________________________________________________________________________________________________

س6: بين معنى {لا} في قوله تعالى: {ولا الضالين}

الإجابة :

حرف " لا " هنا للتفرقة بين الطائفتين المذكورتين " المغضوب عليهم " و " الضالين " حتى لا يتوهم متوهم أنهما طائفة واحدة ذات وصفين، إنما هما اثنتان ، إحداهما موسومة بغضب الله و الآخرى ضالة ..

____________________________________________________________________________________________________________________

س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟

الإجابة :

لخص أهل العلم الكلام في المسألة الأولى في أمور :
1. ذكر الضمير هنا أدل على توحيد الله تعالى و انه لولاه لما اهتدى أحد إلى الصراط المستقيم.
2. كل من اهتدى إلى الصراط المستقيم إنما كان له ذلك بما أنعم الله عليه ، فكان هذا أبلغ في بيان التوسل و الثناء لله.
3. هذا اللفظ أنسب للتضرع لله و مناجاته و التوسل إليه و الثناء عليه.
4. غاية شكر النعم ذكر المنعم بها، و هو اولى من ذكر المنعم عليه.

أما المسألة الثانية :
- فإن ذلك أبين لعظم غضب الله على هؤلاء و سخطه عليهم، و أن غضبه يسخط عليك من في السماوات و الأرض :

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض "
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"

- قال ابن القيم في هذه المسألة
أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها.
و أيضا
أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم.
____________________________________________________________________________________________________________________

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟


الإجابة :

- ابتداء كل عمل أو مشروع باسم الله تبركا و تيمنا و طلبا للبركة و التيسير.
- عبادة الله حق عبادته و الاستعانة به في صغير الأمر و كبيره.
- معرفة سبيل الله و اتباعِه و الدعوة إليه و حث الناس و جذبهم إليه و مدح أهله ، و معرفة سبيل المجرمين و اجتنابه و تنبيه الناس منه و ذم أهله.
- شكر الله و حمده على ما من علينا به من نعمه الظاهرة و الباطنة و خاصة نعمة الهداية.
- الدعاء بالثبات على الحق و اجتناب الباطل.

ممتاز بارك الله فيك وأحسن إليك.أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس.

عبدالرحمن الأسمري 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م 06:53 AM

الإجابة على أسئلة المجموعة الرابعة

س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
ج1: سورة الفاتحة مكية لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وقد صحَّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما يوافق تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، وروي ما يوافقه عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة بأسانيد فيها مقال.
وصحّ هذا التفسير عن جماعة من التابعين.
وصحّ ما يفيد النصّ على أنها مكية عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري.
وجمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.

س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
ج2: جرى عمل كثير من القراء ممن اختار الجهر بالاستعاذة على ترتيلها وتجويدها، كما جوَّدوا التكبير والتهليل المروي عن بعض القرّاء وألحقوه بالتلاوة، ومن العلماء من اختار عدم ترتيلها لأنها ليست بقرآن، قال ابن عطية: (أجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله).
والأولى الأخذ بما عليه أئمة القرّاء لما صحّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما عُلِّمتم) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه والضياء في المختارة، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اقرؤوا كما عُلّمتم). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنّفه.
والمشهور عن القرّاء ترتيلها.

س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
ج3: (الرحمن) أي: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء.
(الرحيم) فعيل بمعنى فاعل، أي: راحم.
والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة:
- فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة حتى إن البهيمة لترفع رجلها لصغيرها يرضعها من رحمة الله عز وجل كما جاء ذلك في الحديث.
- وأما الرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم وإعاذتهم وإغاثتهم ونصرهم على أعدائهم ونحو ذلك كلها من آثار الرحمة الخاصة.
وقد اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين، وكثرة تكررهما مقترنين، على أقوال أحسنها وأجمعها:
قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل.
فالأول دال على أن الرحمة صفته.
والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
ج4: القراءة الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي.
القراءة الثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.
مَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه.
وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله، وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً.
فالمعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه، والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى، والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك، فالله تعالى هو المالك الملِك، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه، ولا يبقى مِلكٌ غير مِلكه.
وموقفنا من هاتين القراءتين بأنهما متواترتان صحيحتان لا مطعن فيها، وكلٌّ من عند الله، فمن قرأ بهذه أجر، ومن قرأ بالأخرى أجر، ولا يصح قول أن هذه القراءة أبلغ من هذه، فكلاهما بليغ ويدل على معانٍ من وجوه لا تدل عليها القراءة الأخرى.

س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
ج5: الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ.
والاستعانة أوسع معاني الطلب، وإذا أطلقت دلَّت على معنى الاستعاذة والاستغاثة؛ لأنَّ حقيقة الاستعاذة: طلب الإعانة على دفع مكروه، وحقيقة: الاستغاثة: طلب الإعانة على تفريج كربة، فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها؛ لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيلَ منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
- والاستعانة على قسمين:
الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ .
الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم، وحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.

س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
ج6: ليتضمّن معنى المعدّى بـ( إلى )، والمعدّى باللام.
فالمعدّى بإلى كما في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} وقوله: {وهديناهم إلى صراط مستقيم} وقوله: {واهدنا إلى سواء الصراط} فهو متضمّن معنى الدعوة والإرشاد إلى الصراط المستقيم.
والمعدّى باللام كما في قوله تعالى: {قل الله يهدي للحقّ} وقوله: {وقالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا}، وقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} بمعنى حصول الهداية للعبد وتحققها وتهيّئها له.
فقوله تعالى هنا : {اهدنا الصراط المستقيم} جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.
قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.

س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
ج7: في هذه المسألة ثلاثة أقوال للفقهاء رحمهم الله:
القول الأول: يجهر الإمام بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة، وهو قول عطاء والشافعيّ وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور، ورواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ورواية جماعة من أصحاب الإمام مالك عنه، وقال به جماعة من فقهاء السلف.
والقول الثاني: يخفي التأمين، وهو قول إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن جرير الطبري، ورواية عن أحمد ذكرها ابن مفلح، ورواية الوليد بن يزيد عن الأوزاعي.
والقول الثالث: لا يؤمّن الإمام في الصلاة الجهرية إلا إذا صلى وحده، ويؤمّن في السرية سراً، وهو رواية ابن القاسم عن الإمام مالك، وبه أخذ المشرقيون من المالكية، ورواية محمد بن الحسن عن أبي حنيفة ذكرها في الموطأ.
والقول الأول أرجح الأقوال، وهو ظاهر ما دلّت عليه الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التأمين.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
ج8:
1- الحرص على الاستعاذة بالله قبل قراءة القرآن؛ لحرص الشيطان على أن يحول بين المرء وبين انتفاعه بالقرآن، وفي الاستعاذة الالتجاء إلى من بيده العصمة منه ومن كيده.
2- عدم القنوط والجزع، فإن الله رحيم بعباده، وقد شملت رحمته كل شيء.
3- حضور القلب عند قراءة الفاتحة؛ لأن العبد يناجي ربه حين يقرأها.
4- الاستعانة بالله جل وعلا في جميع الأمور، لاسيما العبادة، فإن حقق العبد الاستعانة بالله؛ أُعين على الوصول إلى مطلوبه، وكما قيل:
إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى ** فأوّل ما يجني عليه اجتهاده
5- الإكثار من سؤال الله الهداية، كما كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وكان من دعائه: " يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على طاعتك " .

هيئة التصحيح 7 1 محرم 1440هـ/11-09-2018م 01:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الأسمري (المشاركة 348990)
الإجابة على أسئلة المجموعة الرابعة

س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
ج1: سورة الفاتحة مكية لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وقد صحَّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما يوافق تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، وروي ما يوافقه عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة بأسانيد فيها مقال.
وصحّ هذا التفسير عن جماعة من التابعين.
وصحّ ما يفيد النصّ على أنها مكية عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري.
وجمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.

س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
ج2: جرى عمل كثير من القراء ممن اختار الجهر بالاستعاذة على ترتيلها وتجويدها، كما جوَّدوا التكبير والتهليل المروي عن بعض القرّاء وألحقوه بالتلاوة، ومن العلماء من اختار عدم ترتيلها لأنها ليست بقرآن، قال ابن عطية: (أجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله).
والأولى الأخذ بما عليه أئمة القرّاء لما صحّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما عُلِّمتم) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه والضياء في المختارة، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اقرؤوا كما عُلّمتم). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنّفه.
والمشهور عن القرّاء ترتيلها.

س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
ج3: (الرحمن) أي: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء.
(الرحيم) فعيل بمعنى فاعل، أي: راحم.
والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة:
- فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة حتى إن البهيمة لترفع رجلها لصغيرها يرضعها من رحمة الله عز وجل كما جاء ذلك في الحديث.
- وأما الرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم وإعاذتهم وإغاثتهم ونصرهم على أعدائهم ونحو ذلك كلها من آثار الرحمة الخاصة.
وقد اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين، وكثرة تكررهما مقترنين، على أقوال أحسنها وأجمعها:
قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل.
فالأول دال على أن الرحمة صفته.
والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
ج4: القراءة الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي.
القراءة الثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.
مَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه.
وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله، وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً.
فالمعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه، والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى، والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك، فالله تعالى هو المالك الملِك، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه، ولا يبقى مِلكٌ غير مِلكه.
وموقفنا من هاتين القراءتين بأنهما متواترتان صحيحتان لا مطعن فيها، وكلٌّ من عند الله، فمن قرأ بهذه أجر، ومن قرأ بالأخرى أجر، ولا يصح قول أن هذه القراءة أبلغ من هذه، فكلاهما بليغ ويدل على معانٍ من وجوه لا تدل عليها القراءة الأخرى.

س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
ج5: الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ.
والاستعانة أوسع معاني الطلب، وإذا أطلقت دلَّت على معنى الاستعاذة والاستغاثة؛ لأنَّ حقيقة الاستعاذة: طلب الإعانة على دفع مكروه، وحقيقة: الاستغاثة: طلب الإعانة على تفريج كربة، فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها؛ لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيلَ منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
- والاستعانة على قسمين:
الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ .
الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم، وحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.

س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
ج6: ليتضمّن معنى المعدّى بـ( إلى )، والمعدّى باللام.
فالمعدّى بإلى كما في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} وقوله: {وهديناهم إلى صراط مستقيم} وقوله: {واهدنا إلى سواء الصراط} فهو متضمّن معنى الدعوة والإرشاد إلى الصراط المستقيم.
والمعدّى باللام كما في قوله تعالى: {قل الله يهدي للحقّ} وقوله: {وقالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا}، وقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} بمعنى حصول الهداية للعبد وتحققها وتهيّئها له.
فقوله تعالى هنا : {اهدنا الصراط المستقيم} جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.
قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.

س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
ج7: في هذه المسألة ثلاثة أقوال للفقهاء رحمهم الله:
القول الأول: يجهر الإمام بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة، وهو قول عطاء والشافعيّ وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور، ورواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ورواية جماعة من أصحاب الإمام مالك عنه، وقال به جماعة من فقهاء السلف.
والقول الثاني: يخفي التأمين، وهو قول إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن جرير الطبري، ورواية عن أحمد ذكرها ابن مفلح، ورواية الوليد بن يزيد عن الأوزاعي.
والقول الثالث: لا يؤمّن الإمام في الصلاة الجهرية إلا إذا صلى وحده، ويؤمّن في السرية سراً، وهو رواية ابن القاسم عن الإمام مالك، وبه أخذ المشرقيون من المالكية، ورواية محمد بن الحسن عن أبي حنيفة ذكرها في الموطأ.
والقول الأول أرجح الأقوال، وهو ظاهر ما دلّت عليه الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التأمين.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
ج8:
1- الحرص على الاستعاذة بالله قبل قراءة القرآن؛ لحرص الشيطان على أن يحول بين المرء وبين انتفاعه بالقرآن، وفي الاستعاذة الالتجاء إلى من بيده العصمة منه ومن كيده.
2- عدم القنوط والجزع، فإن الله رحيم بعباده، وقد شملت رحمته كل شيء.
3- حضور القلب عند قراءة الفاتحة؛ لأن العبد يناجي ربه حين يقرأها.
4- الاستعانة بالله جل وعلا في جميع الأمور، لاسيما العبادة، فإن حقق العبد الاستعانة بالله؛ أُعين على الوصول إلى مطلوبه، وكما قيل:
إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى ** فأوّل ما يجني عليه اجتهاده
5- الإكثار من سؤال الله الهداية، كما كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وكان من دعائه: " يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على طاعتك " .

ممتاز أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ+

س1: ينبغي عرض جميع الأقوال في المسألة والتعليق عليها .
س3: لو أضفت ما تفيده صيغة المبالغة في اسم "الرحيم" لكان أتم .


أسامة الخوفي 8 محرم 1440هـ/18-09-2018م 01:08 PM

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنىوصفه بأنه رجيم؟
س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله
س4: ما الحكمة من تكرارذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
س5: ما فائدة حذف متعلَّقالاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}
س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وماالمراد بالصراط المستقيم؟
س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
س8: ما هيالفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
..........................................................................................................

س1: معنى تسمية الفاتحة بالسبع المثاني.
في المسألة أربعة أقوال:
القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، بل هيأكثر ما يُعاد ويكرر في القرآن، وهذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصريوقتادة، وهو رواية عن ابن عباس.
قال قتادة: (فاتحةالكتاب تُثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع.) رواه عبد الرزاقوابن جرير.
والقول الثاني: لأنّ الله تعالى استثناها لرسولهصلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله، وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس،وحكاه جماعة من المفسّرين.
وقد روى ابن جرير بإسناده عن سعيد بن جبيرأنه سأل ابنَ عبّاسٍ عن السّبع المثاني، فقال: (أمّالقرآن)
قال سعيدٌ: قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟
قال: (هي أمّ القرآن، استثناها اللّهلمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم،ولم يعطها لأحدٍ قبله.)
والقول الثالث: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأنفيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين.)
والقولالرابع: المثاني ما دل علىاثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ منالمُثنّى الدالّ على اثنين، واختلف في تفسير ذلك على أقوال من أشهرها أنهلما فيها منذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد، والثواب والعقاب، والهدى والضلال، ونحوذلك، وهذا القول مأخوذ من معنى وصف القرآن كلّه بأنّه مثاني في قوله تعالى: {كتاباًمتشابهاً مثاني} على أحد الأقوال.
قال أبو المظفر السمعاني: ( وإنما سمى القرآنمثاني ؛ لاشتماله على علوم مثناة من الوعد والوعيد ، والأمر والنهى ،ونحوها(.
والقول الأول هو قول جمهور العلماء.


س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنىوصفه بأنه رجيم؟
معنى "الشيطان"
الشيطان مُشتقّ من "شَطَنَ" على الراجح من قولي أهلاللغة، وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر،يقال: "نوىً شطون": أي بعيدة شاقّة،و"بئر شطون": ملتوية عوجاء بعيدة القعر،و"حرب شطون": عسرة شديدة.
قال الخليل بن أحمد: (الشيطانفَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ.)

معنى وصف الشيطانبأنه "رجيم"
الرجم في اللغة الرمي بالشرّ وبما يؤذي ويضرّ، ويكون فيالأمور الحسية والمعنوية.
فمن الأول: الرجم بالحجارة، ورجم الشياطينبالشهب.
ومنالثاني: الرجم بالقول السيء من السبّ والشتم والقذفوالتخرّص.

وفي معنى الرجيم قولان:
أحدهما: أنه بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول.
والقول الآخر: أنه بمعنى راجم، أييرجم الناس بالوساوس والربائث.
قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناسبالوساوس والربائث والأول أشهر(.

والقولان صحيحا المعنى فالشيطان حيثما كان فهو رجيممذموم مقذوف بما يسوءه ويشينه، فهي صفة ملازمة له غاية الملازمة، وهذا أقصى ما يكونفي التحقير، وأبلغ ما يُتصوّر من الذلّ والمهانة.
وحيثما كان فهو راجم لأتباعه بسهامالفتن وتزيين الباطل والتثبيط عن الحقّ، مجتهد في إغوائهم، وهذا غاية ما يكون منالنهمة في الإفساد، واللهث في الغواية.

س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله.
معنى اسم (الله) يشتمل علىمعنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى؛ فهو الخالق البارئ المصوّر، وهوالملك الغنيّ الرازق، وهو القويّ القدير القاهر، وهو العليم الحكيم، والسميعالبصير، واللطيف الخبير، والرحمن الرحيم، وهو المجيد الجامع لصفات المجد والعظمةوالكبرياء، وهو الواحد القهار والعزيز الجبار، والعظيم الذي له جميع معاني العظمة؛عظيم في ذاته، عظيم في مجده، عظيم في قوته وبطشه، عظيم في كرمه وإحسانه ورحمته،عظيم في حلمه ومغفرته.
وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفاتالعلى.
قالابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنىوالصفات العلى)ا.هـ.
ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّنواللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامعلكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله، وما يدلّ على ذلك من أسمائهوصفاته.
ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، وما يدلّ على ذلك منأسمائه وصفاته.
ويستلزم كمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماءوالصفات.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه،كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبودفي الأرض.

والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثةأمور:
الأمرالأول: المحبةالعظيمة، فالعبادة هي أعظم درجات المحبة، ولذلك لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل،ومن صرفها لغير الله فقد أشرك كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْدُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُواأَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
وإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامةعلى طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو يطيعه محبة له ورغبةورهبة.
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال، فإن العابد معظِّمٌ لمعبوده أشدالتعظيم، ومُجِلٌّ له غايةَ الإجلالِ.
الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد، يقال طريق معبَّد أي مذلَّل،فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له.
وهذا الذل والخضوع والانقياد لا يجوز صرفه لغير الله عزوجل، وذل العبد لله عز وجل وانقياده لطاعته هو عين سعادته، وسبيل عزتهورفعته.
ومنذل لله رفعه الله وأعزه، ومن استكبر واستنكف أذله الله وأخزاه، وسلط عليه من يسومهسوء العذاب، ويذله ويهينه، ولذلك فإن أعظم الخلق خشية لله وانقياداً لأوامرهالأنبياء والملائكة والعلماء والصالحون، وهم أعظم الخلق عزة رفعة وعلواً وسعادة،وأعظم الخلق استكباراً واستنكافاً مردة الشياطين، والطغاة والظلمة، وهم أعظم الخلقذلاً ومهانة.
وهذه الأمور الثلاثة (المحبة والتعظيم والانقياد) هيمعاني العبادة ولوازمها التي يجب إخلاصها لله عز وجل، فمن جمع هذه المعاني وأخلصهالله فهو من أهل التوحيد والإخلاص.


س4: ما الحكمة من تكرارذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة؟
جواب هذه المسألة يتبيّن بتأمّلسياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات:
فالموضع الأول: البسملة، وغرضها الاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه علىتلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به؛ فيكون لذكر هذين الاسمين في هذا الموضعما لا يخفى من المناسبة، وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة اللهتعالى، والتعبّد لله تعالى بذكر هذين الاسمين مما يفيض على قلب القارئ من الإيمانوالتوكّل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربّه، وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة.
والموضع الثاني: (الحمد لله رب العالمين . الرحمنالرحيم) جاء فيه ذكر هذين الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيّته العامّةللعالمين؛ فيكون لذكر الاسمين في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله تعالىوسعتها لجميع العالمين، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء، وأنه تعالى عظيم الرحمة كثيرالرحمة فيكون ذكر هذين الاسمين من باب الثناء على الله تعالى تقدمة بين يدي مسألتهالتي سيسألها في هذه السورة.
وإذا ظهر الفرق بين مقصد ذكر هذين الاسمين فيالبسملة، وبين ذكرهما بعد الحمد ؛ ظهر للمتأمّل معنى جليل من حكمة ترتيب الآيات علىهذا الترتيب البديع المحكَم.
وقد أساء من حَمَل على من يعدّ البسملة آية منالفاتحة ؛ بأنه لو كانت الآية من الفاتحة لكان تكرار هذين الاسمين لغوا لا معنى له،وهذه زلَّة منكَرة، واختيار المرء قراءة من القراءات أو مذهباً من مذاهب العدّ لايسوّغ له الطعن في غيره مما صحّ عند أهل ذلك العلم، بل تُعتقد صحّة الجميع،والاختيار فيه سعة ورحمة، ويدخله الاجتهاد.

س5: ما فائدة حذف متعلَّقالاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}.
وحذف متعلّق الاستعانة هنايفيد عمومَ ما يُستعان بالله عليه؛ ليشملَ كلَّ ما يحتاج العبد فيه إلى عون ربّهلجلب نفع أو دفع ضرّ في دينه ودنياه أو دوام نعمة قائمة، أو دوام حفظ من شرّ، فكلّذلك مما لا يناله العبد إلا بعون ربّه جلّ وعلا.

س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وماالمراد بالصراط المستقيم؟
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهلالمستقيم الموصل للمطلوب.
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفيقراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط)بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.
وكلّها متفقة فيالمعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، وقد رُسمت في المصحف صاداً علىخلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها.
والمقصود أنَّ الأصل هو السين، وقدنَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنهيسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثالالعرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.

قال ابن القيّم رحمه الله: )الصراط ما جمع خمسةأوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلاتسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غيرالموصول(.
قال: )وبنوا "الصراط" على زِنَةِفِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِالمسرُوط(ا.هـ.
والمقصود أنَّ اختيار لفظ "الصراط" على غيره منالألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حِكَمٌودلائل.

المرادبالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره اللهبه في الآية التي تليها بقوله: } صراط الذين أنعمت عليهم غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين{
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلىرضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته،ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحهواستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعلعليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولااختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ فهو صراطيُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلىالله تعالى واستقامة على صراطه.
وهذا الصراط له (سَواءٌ) وهو أوسطهوأعدله كما في قوله تعالى: {واهدنا إلى سواء الصراط}، وله مراتب، وله حدود من خرجعنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة عن يمينه أو شمالهأفضت به إلى النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عنحدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسهفي سلوك هذا الصراط.
وبهذا يتبيّن أنَّ السالكين للصراط المستقيميتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفيالاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم.

س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
وقد اختلف العلماء في تفسيرهذه الموافقة، وأقرب الأقوال فيها أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام،فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه؛ فقوله صلى الله عليهوسلم: « إذاأمّن الإمام فأمّنوا» وفي رواية: « إذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين » فيه توقيت بيّنٌ لتأمين المأموم، وأنّ هذا هو وقت تأمينالملائكة، فمن وافقهم في التأمين غفر له ما تقدّم من ذنبه.
وهذا لا يقتضي أنّ جميع الملائكة فيالسماء تؤمّن خلف كلّ إمام ، بل يصدق هذا الحديث على صنف من الملائكة موكلون بهذاالعمل، وأنّ الله تعالى جعل لهم من العلم والقدرة ما يتمكنون به من أداء هذا العمل،فيعرفون كلّ جماعة تقام في الأرض، ويؤمّنون إذا أمّنالإمام.
وهذا نظير ما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتيالسلام».رواهأحمد وابن أبي شيبة والنسائي، وإسناده صحيح.
وروي من حديث أبي بكر الصديق رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: « أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكلبي ملكا عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلانبن فلان صلى عليك الساعة». وقد حسّنه بعض أهل العلم.
فهؤلاء ملائكة موكّلون بأمر السلامعلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي هريرة أوأبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لله ملائكة سَيَّاحين فيالأرض، فُضُلاً عن كُتَّاب الناس؛ فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تنادوا هلموا إلىبغيتكم فيجيئون فيحفون بهم إلى السماء الدنيا فيقول الله على أي شيء تركتم عبادييصنعون فيقولون تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك..» الحديث.
وقوله: « فُضلاً عن كُتّاب الناس » أي غيرالملائكة الكاتبين.
ولهذا قال النووي: (واختلفوا في هؤلاء الملائكة فقيل: همالحفظة، وقيل: غيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم: « فوافق قوله قول أهلالسماء» وأجابالأولون عنه بأنه إذا قالها الحاضرون من الحفظة قالها من فوقهم حتى ينتهي إلى أهلالسماء)ا.هـ.
والله تعالى أعلم بحقيقة الحال في شأن التأمين، وهل هوكالشأن في الملائكة السيّاحين لطلب الذكر أو يختلف الأمر فيهم، فهذا من أمر الغيب،لكن الأقرب لدلالة النصوص أنّهم ملائكة موكلون بهذا العمل، وقد دلّ نصّ الحديث علىأنّ ملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فنُجْري الخبرَ على ظاهره ، ونعتقدصحّته، ولا نجاوز في تفسيره ما دلّ عليه ظاهر النصّ.
قال القاضيعياض)وكما أنالله تعالى جعل من ملائكته مستغفرين لمن فى الأرض، ومصلّين على من صلى على النبىصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وداعين لمن ينتظر الصلاة، وكذلك يختصّ منهم منيؤمّن عند تأمين المؤمنين أو عند دعائهم، كما جعل منهم لعّانين لقوم من أهلالمعاصى، وما منهم إِلا له مقام معلوم(ا.هـ.
وبهذا التقرير يترجّح أنّ المراد بموافقة تأمين الملائكةأن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذاقال الإمام}. ولا الضالّين{

س8: ما هيالفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
1-أن لكل شيء مقدمات، فلابد لك قبل بدئك بشيء أن يكون لديك براعة استهلال، وأن تدخل البيت من بابه.
2-أن هنالك أشخاص لا يسعك أن توفيهم حقهم، وأن ترد لهم الجميل، فلا أقل من الاعتراف بفضلهم، وشكرهم والثناء عليهم.
3-إذا سألت الله فاسأله غاية ما تريد وأفضله، فالله عظيم وقدرته وسعت كل شيء.

هيئة التصحيح 7 11 محرم 1440هـ/21-09-2018م 10:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة الخوفي (المشاركة 349897)
المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنىوصفه بأنه رجيم؟
س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله
س4: ما الحكمة من تكرارذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
س5: ما فائدة حذف متعلَّقالاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}
س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وماالمراد بالصراط المستقيم؟
س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
س8: ما هيالفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
..........................................................................................................

س1: معنى تسمية الفاتحة بالسبع المثاني.
في المسألة أربعة أقوال:
القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، بل هيأكثر ما يُعاد ويكرر في القرآن، وهذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصريوقتادة، وهو رواية عن ابن عباس.
قال قتادة: (فاتحةالكتاب تُثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع.) رواه عبد الرزاقوابن جرير.
والقول الثاني: لأنّ الله تعالى استثناها لرسولهصلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله، وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس،وحكاه جماعة من المفسّرين.
وقد روى ابن جرير بإسناده عن سعيد بن جبيرأنه سأل ابنَ عبّاسٍ عن السّبع المثاني، فقال: (أمّالقرآن)
قال سعيدٌ: قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟
قال: (هي أمّ القرآن، استثناها اللّهلمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم،ولم يعطها لأحدٍ قبله.)
والقول الثالث: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأنفيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين.)
والقولالرابع: المثاني ما دل علىاثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ منالمُثنّى الدالّ على اثنين، واختلف في تفسير ذلك على أقوال من أشهرها أنهلما فيها منذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد، والثواب والعقاب، والهدى والضلال، ونحوذلك، وهذا القول مأخوذ من معنى وصف القرآن كلّه بأنّه مثاني في قوله تعالى: {كتاباًمتشابهاً مثاني} على أحد الأقوال.
قال أبو المظفر السمعاني: ( وإنما سمى القرآنمثاني ؛ لاشتماله على علوم مثناة من الوعد والوعيد ، والأمر والنهى ،ونحوها(.
والقول الأول هو قول جمهور العلماء.
[فاتك ذكر المراد بـــ" السبع" ]

س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنىوصفه بأنه رجيم؟
معنى "الشيطان"
الشيطان مُشتقّ من "شَطَنَ" على الراجح من قولي أهلاللغة، وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر،يقال: "نوىً شطون": أي بعيدة شاقّة،و"بئر شطون": ملتوية عوجاء بعيدة القعر،و"حرب شطون": عسرة شديدة.
قال الخليل بن أحمد: (الشيطانفَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ.)

معنى وصف الشيطانبأنه "رجيم"
الرجم في اللغة الرمي بالشرّ وبما يؤذي ويضرّ، ويكون فيالأمور الحسية والمعنوية.
فمن الأول: الرجم بالحجارة، ورجم الشياطينبالشهب.
ومنالثاني: الرجم بالقول السيء من السبّ والشتم والقذفوالتخرّص.

وفي معنى الرجيم قولان:
أحدهما: أنه بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول.
والقول الآخر: أنه بمعنى راجم، أييرجم الناس بالوساوس والربائث.
قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناسبالوساوس والربائث والأول أشهر(.

والقولان صحيحا المعنى فالشيطان حيثما كان فهو رجيممذموم مقذوف بما يسوءه ويشينه، فهي صفة ملازمة له غاية الملازمة، وهذا أقصى ما يكونفي التحقير، وأبلغ ما يُتصوّر من الذلّ والمهانة.
وحيثما كان فهو راجم لأتباعه بسهامالفتن وتزيين الباطل والتثبيط عن الحقّ، مجتهد في إغوائهم، وهذا غاية ما يكون منالنهمة في الإفساد، واللهث في الغواية.

س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله.
معنى اسم (الله) يشتمل علىمعنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى؛ فهو الخالق البارئ المصوّر، وهوالملك الغنيّ الرازق، وهو القويّ القدير القاهر، وهو العليم الحكيم، والسميعالبصير، واللطيف الخبير، والرحمن الرحيم، وهو المجيد الجامع لصفات المجد والعظمةوالكبرياء، وهو الواحد القهار والعزيز الجبار، والعظيم الذي له جميع معاني العظمة؛عظيم في ذاته، عظيم في مجده، عظيم في قوته وبطشه، عظيم في كرمه وإحسانه ورحمته،عظيم في حلمه ومغفرته.
وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفاتالعلى.
قالابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنىوالصفات العلى)ا.هـ.
ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّنواللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامعلكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله، وما يدلّ على ذلك من أسمائهوصفاته.
ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، وما يدلّ على ذلك منأسمائه وصفاته.
ويستلزم كمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماءوالصفات.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه،كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبودفي الأرض.

والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثةأمور:
الأمرالأول: المحبةالعظيمة، فالعبادة هي أعظم درجات المحبة، ولذلك لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل،ومن صرفها لغير الله فقد أشرك كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْدُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُواأَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
وإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامةعلى طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو يطيعه محبة له ورغبةورهبة.
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال، فإن العابد معظِّمٌ لمعبوده أشدالتعظيم، ومُجِلٌّ له غايةَ الإجلالِ.
الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد، يقال طريق معبَّد أي مذلَّل،فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له.
وهذا الذل والخضوع والانقياد لا يجوز صرفه لغير الله عزوجل، وذل العبد لله عز وجل وانقياده لطاعته هو عين سعادته، وسبيل عزتهورفعته.
ومنذل لله رفعه الله وأعزه، ومن استكبر واستنكف أذله الله وأخزاه، وسلط عليه من يسومهسوء العذاب، ويذله ويهينه، ولذلك فإن أعظم الخلق خشية لله وانقياداً لأوامرهالأنبياء والملائكة والعلماء والصالحون، وهم أعظم الخلق عزة رفعة وعلواً وسعادة،وأعظم الخلق استكباراً واستنكافاً مردة الشياطين، والطغاة والظلمة، وهم أعظم الخلقذلاً ومهانة.
وهذه الأمور الثلاثة (المحبة والتعظيم والانقياد) هيمعاني العبادة ولوازمها التي يجب إخلاصها لله عز وجل، فمن جمع هذه المعاني وأخلصهالله فهو من أهل التوحيد والإخلاص.


س4: ما الحكمة من تكرارذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة؟
جواب هذه المسألة يتبيّن بتأمّلسياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات:
فالموضع الأول: البسملة، وغرضها الاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه علىتلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به؛ فيكون لذكر هذين الاسمين في هذا الموضعما لا يخفى من المناسبة، وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة اللهتعالى، والتعبّد لله تعالى بذكر هذين الاسمين مما يفيض على قلب القارئ من الإيمانوالتوكّل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربّه، وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة.
والموضع الثاني: (الحمد لله رب العالمين . الرحمنالرحيم) جاء فيه ذكر هذين الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيّته العامّةللعالمين؛ فيكون لذكر الاسمين في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله تعالىوسعتها لجميع العالمين، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء، وأنه تعالى عظيم الرحمة كثيرالرحمة فيكون ذكر هذين الاسمين من باب الثناء على الله تعالى تقدمة بين يدي مسألتهالتي سيسألها في هذه السورة.
وإذا ظهر الفرق بين مقصد ذكر هذين الاسمين فيالبسملة، وبين ذكرهما بعد الحمد ؛ ظهر للمتأمّل معنى جليل من حكمة ترتيب الآيات علىهذا الترتيب البديع المحكَم.
وقد أساء من حَمَل على من يعدّ البسملة آية منالفاتحة ؛ بأنه لو كانت الآية من الفاتحة لكان تكرار هذين الاسمين لغوا لا معنى له،وهذه زلَّة منكَرة، واختيار المرء قراءة من القراءات أو مذهباً من مذاهب العدّ لايسوّغ له الطعن في غيره مما صحّ عند أهل ذلك العلم، بل تُعتقد صحّة الجميع،والاختيار فيه سعة ورحمة، ويدخله الاجتهاد.

س5: ما فائدة حذف متعلَّقالاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}.
وحذف متعلّق الاستعانة هنايفيد عمومَ ما يُستعان بالله عليه؛ ليشملَ كلَّ ما يحتاج العبد فيه إلى عون ربّهلجلب نفع أو دفع ضرّ في دينه ودنياه أو دوام نعمة قائمة، أو دوام حفظ من شرّ، فكلّذلك مما لا يناله العبد إلا بعون ربّه جلّ وعلا.

س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وماالمراد بالصراط المستقيم؟
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهلالمستقيم الموصل للمطلوب.
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفيقراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط)بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.
وكلّها متفقة فيالمعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، وقد رُسمت في المصحف صاداً علىخلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها.
والمقصود أنَّ الأصل هو السين، وقدنَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنهيسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثالالعرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.

قال ابن القيّم رحمه الله: )الصراط ما جمع خمسةأوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلاتسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غيرالموصول(.
قال: )وبنوا "الصراط" على زِنَةِفِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِالمسرُوط(ا.هـ.
والمقصود أنَّ اختيار لفظ "الصراط" على غيره منالألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حِكَمٌودلائل.

المرادبالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره اللهبه في الآية التي تليها بقوله: } صراط الذين أنعمت عليهم غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين{
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلىرضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته،ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحهواستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعلعليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولااختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ فهو صراطيُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلىالله تعالى واستقامة على صراطه.
وهذا الصراط له (سَواءٌ) وهو أوسطهوأعدله كما في قوله تعالى: {واهدنا إلى سواء الصراط}، وله مراتب، وله حدود من خرجعنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة عن يمينه أو شمالهأفضت به إلى النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عنحدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسهفي سلوك هذا الصراط.
وبهذا يتبيّن أنَّ السالكين للصراط المستقيميتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفيالاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم.

س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
وقد اختلف العلماء في تفسيرهذه الموافقة، وأقرب الأقوال فيها أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام،فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه؛ فقوله صلى الله عليهوسلم: « إذاأمّن الإمام فأمّنوا» وفي رواية: « إذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين » فيه توقيت بيّنٌ لتأمين المأموم، وأنّ هذا هو وقت تأمينالملائكة، فمن وافقهم في التأمين غفر له ما تقدّم من ذنبه.
وهذا لا يقتضي أنّ جميع الملائكة فيالسماء تؤمّن خلف كلّ إمام ، بل يصدق هذا الحديث على صنف من الملائكة موكلون بهذاالعمل، وأنّ الله تعالى جعل لهم من العلم والقدرة ما يتمكنون به من أداء هذا العمل،فيعرفون كلّ جماعة تقام في الأرض، ويؤمّنون إذا أمّنالإمام.
وهذا نظير ما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتيالسلام».رواهأحمد وابن أبي شيبة والنسائي، وإسناده صحيح.
وروي من حديث أبي بكر الصديق رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: « أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكلبي ملكا عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلانبن فلان صلى عليك الساعة». وقد حسّنه بعض أهل العلم.
فهؤلاء ملائكة موكّلون بأمر السلامعلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي هريرة أوأبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لله ملائكة سَيَّاحين فيالأرض، فُضُلاً عن كُتَّاب الناس؛ فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تنادوا هلموا إلىبغيتكم فيجيئون فيحفون بهم إلى السماء الدنيا فيقول الله على أي شيء تركتم عبادييصنعون فيقولون تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك..» الحديث.
وقوله: « فُضلاً عن كُتّاب الناس » أي غيرالملائكة الكاتبين.
ولهذا قال النووي: (واختلفوا في هؤلاء الملائكة فقيل: همالحفظة، وقيل: غيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم: « فوافق قوله قول أهلالسماء» وأجابالأولون عنه بأنه إذا قالها الحاضرون من الحفظة قالها من فوقهم حتى ينتهي إلى أهلالسماء)ا.هـ.
والله تعالى أعلم بحقيقة الحال في شأن التأمين، وهل هوكالشأن في الملائكة السيّاحين لطلب الذكر أو يختلف الأمر فيهم، فهذا من أمر الغيب،لكن الأقرب لدلالة النصوص أنّهم ملائكة موكلون بهذا العمل، وقد دلّ نصّ الحديث علىأنّ ملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فنُجْري الخبرَ على ظاهره ، ونعتقدصحّته، ولا نجاوز في تفسيره ما دلّ عليه ظاهر النصّ.
قال القاضيعياض)وكما أنالله تعالى جعل من ملائكته مستغفرين لمن فى الأرض، ومصلّين على من صلى على النبىصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وداعين لمن ينتظر الصلاة، وكذلك يختصّ منهم منيؤمّن عند تأمين المؤمنين أو عند دعائهم، كما جعل منهم لعّانين لقوم من أهلالمعاصى، وما منهم إِلا له مقام معلوم(ا.هـ.
وبهذا التقرير يترجّح أنّ المراد بموافقة تأمين الملائكةأن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذاقال الإمام}. ولا الضالّين{

س8: ما هيالفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
1-أن لكل شيء مقدمات، فلابد لك قبل بدئك بشيء أن يكون لديك براعة استهلال، وأن تدخل البيت من بابه.
2-أن هنالك أشخاص لا يسعك أن توفيهم حقهم، وأن ترد لهم الجميل، فلا أقل من الاعتراف بفضلهم، وشكرهم والثناء عليهم.
3-إذا سألت الله فاسأله غاية ما تريد وأفضله، فالله عظيم وقدرته وسعت كل شيء.
[اختصرت جدا في الفوائد]

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ب
تم خصم نصف درجة على التأخير.



الساعة الآن 04:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir