![]() |
اقتباس:
س5 : والحذف هنا يفيد العموم . س8: بعض الفوائد التي ذكرتها فوائد عامة ، أما الفوائد السلوكية هي المحصلة العملية مما تعلمناه في الدرس ، فبعد أن علمنا ماذا علينا فعله ؟؟؟ تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس . |
اقتباس:
س1: اختصرت جدا في الفضائل كما فاتك الاستدلال على كل فضيلة . س3: فاتك ذكر ما أجمع عليه أهل العدّ بخصوص عدّ آيات سورة الأحزاب. س6: خلطت بين مراتب الهداية ومراتب المهتدين . تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس. |
اقتباس:
س1: فاتك الاستدلال على كل فضيلة . س3: فاتك ذكر ما أجمع عليه أهل العدّ بخصوص عدّ آيات سورة الأحزاب. تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس. |
اقتباس:
إجاباتك صحيحة في ذاتها إلا أنها مختصرة وخالية من الاستدلال . تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس . |
اقتباس:
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس. |
الإجابة على أسئلة المجموعة الرابعة
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل. ج1: سورة الفاتحة مكية لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء. وقد صحَّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما يوافق تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، وروي ما يوافقه عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة بأسانيد فيها مقال. وصحّ هذا التفسير عن جماعة من التابعين. وصحّ ما يفيد النصّ على أنها مكية عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري. وجمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم. س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟ ج2: جرى عمل كثير من القراء ممن اختار الجهر بالاستعاذة على ترتيلها وتجويدها، كما جوَّدوا التكبير والتهليل المروي عن بعض القرّاء وألحقوه بالتلاوة، ومن العلماء من اختار عدم ترتيلها لأنها ليست بقرآن، قال ابن عطية: (أجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله). والأولى الأخذ بما عليه أئمة القرّاء لما صحّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما عُلِّمتم) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه والضياء في المختارة، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اقرؤوا كما عُلّمتم). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنّفه. والمشهور عن القرّاء ترتيلها. س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟ ج3: (الرحمن) أي: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء. (الرحيم) فعيل بمعنى فاعل، أي: راحم. والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة: - فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة حتى إن البهيمة لترفع رجلها لصغيرها يرضعها من رحمة الله عز وجل كما جاء ذلك في الحديث. - وأما الرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم وإعاذتهم وإغاثتهم ونصرهم على أعدائهم ونحو ذلك كلها من آثار الرحمة الخاصة. وقد اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين، وكثرة تكررهما مقترنين، على أقوال أحسنها وأجمعها: قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل. فالأول دال على أن الرحمة صفته. والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته. س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟ ج4: القراءة الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي. القراءة الثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر. مَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه. وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله، وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً. فالمعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه، والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى، والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك، فالله تعالى هو المالك الملِك، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه، ولا يبقى مِلكٌ غير مِلكه. وموقفنا من هاتين القراءتين بأنهما متواترتان صحيحتان لا مطعن فيها، وكلٌّ من عند الله، فمن قرأ بهذه أجر، ومن قرأ بالأخرى أجر، ولا يصح قول أن هذه القراءة أبلغ من هذه، فكلاهما بليغ ويدل على معانٍ من وجوه لا تدل عليها القراءة الأخرى. س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها. ج5: الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ. والاستعانة أوسع معاني الطلب، وإذا أطلقت دلَّت على معنى الاستعاذة والاستغاثة؛ لأنَّ حقيقة الاستعاذة: طلب الإعانة على دفع مكروه، وحقيقة: الاستغاثة: طلب الإعانة على تفريج كربة، فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها؛ لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيلَ منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة. - والاستعانة على قسمين: الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ . الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم، وحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب. س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} ج6: ليتضمّن معنى المعدّى بـ( إلى )، والمعدّى باللام. فالمعدّى بإلى كما في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} وقوله: {وهديناهم إلى صراط مستقيم} وقوله: {واهدنا إلى سواء الصراط} فهو متضمّن معنى الدعوة والإرشاد إلى الصراط المستقيم. والمعدّى باللام كما في قوله تعالى: {قل الله يهدي للحقّ} وقوله: {وقالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا}، وقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} بمعنى حصول الهداية للعبد وتحققها وتهيّئها له. فقوله تعالى هنا : {اهدنا الصراط المستقيم} جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة. قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ. س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟ ج7: في هذه المسألة ثلاثة أقوال للفقهاء رحمهم الله: القول الأول: يجهر الإمام بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة، وهو قول عطاء والشافعيّ وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور، ورواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ورواية جماعة من أصحاب الإمام مالك عنه، وقال به جماعة من فقهاء السلف. والقول الثاني: يخفي التأمين، وهو قول إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن جرير الطبري، ورواية عن أحمد ذكرها ابن مفلح، ورواية الوليد بن يزيد عن الأوزاعي. والقول الثالث: لا يؤمّن الإمام في الصلاة الجهرية إلا إذا صلى وحده، ويؤمّن في السرية سراً، وهو رواية ابن القاسم عن الإمام مالك، وبه أخذ المشرقيون من المالكية، ورواية محمد بن الحسن عن أبي حنيفة ذكرها في الموطأ. والقول الأول أرجح الأقوال، وهو ظاهر ما دلّت عليه الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التأمين. س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ ج8: 1- الحرص على الاستعاذة بالله قبل قراءة القرآن؛ لحرص الشيطان على أن يحول بين المرء وبين انتفاعه بالقرآن، وفي الاستعاذة الالتجاء إلى من بيده العصمة منه ومن كيده. 2- عدم القنوط والجزع، فإن الله رحيم بعباده، وقد شملت رحمته كل شيء. 3- حضور القلب عند قراءة الفاتحة؛ لأن العبد يناجي ربه حين يقرأها. 4- الاستعانة بالله جل وعلا في جميع الأمور، لاسيما العبادة، فإن حقق العبد الاستعانة بالله؛ أُعين على الوصول إلى مطلوبه، وكما قيل: إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى ** فأوّل ما يجني عليه اجتهاده 5- الإكثار من سؤال الله الهداية، كما كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وكان من دعائه: " يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على طاعتك " . |
اقتباس:
س1: ينبغي عرض جميع الأقوال في المسألة والتعليق عليها . س3: لو أضفت ما تفيده صيغة المبالغة في اسم "الرحيم" لكان أتم . |
المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟ س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنىوصفه بأنه رجيم؟ س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله س4: ما الحكمة من تكرارذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟ س5: ما فائدة حذف متعلَّقالاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين} س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وماالمراد بالصراط المستقيم؟ س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟ س8: ما هيالفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ .......................................................................................................... س1: معنى تسمية الفاتحة بالسبع المثاني. في المسألة أربعة أقوال: القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، بل هيأكثر ما يُعاد ويكرر في القرآن، وهذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصريوقتادة، وهو رواية عن ابن عباس. قال قتادة: (فاتحةالكتاب تُثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع.) رواه عبد الرزاقوابن جرير. والقول الثاني: لأنّ الله تعالى استثناها لرسولهصلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله، وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس،وحكاه جماعة من المفسّرين. وقد روى ابن جرير بإسناده عن سعيد بن جبيرأنه سأل ابنَ عبّاسٍ عن السّبع المثاني، فقال: (أمّالقرآن) قال سعيدٌ: قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟ قال: (هي أمّ القرآن، استثناها اللّهلمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم،ولم يعطها لأحدٍ قبله.) والقول الثالث: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأنفيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين.) والقولالرابع: المثاني ما دل علىاثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ منالمُثنّى الدالّ على اثنين، واختلف في تفسير ذلك على أقوال من أشهرها أنهلما فيها منذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد، والثواب والعقاب، والهدى والضلال، ونحوذلك، وهذا القول مأخوذ من معنى وصف القرآن كلّه بأنّه مثاني في قوله تعالى: {كتاباًمتشابهاً مثاني} على أحد الأقوال. قال أبو المظفر السمعاني: ( وإنما سمى القرآنمثاني ؛ لاشتماله على علوم مثناة من الوعد والوعيد ، والأمر والنهى ،ونحوها(. والقول الأول هو قول جمهور العلماء. س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنىوصفه بأنه رجيم؟ معنى "الشيطان" الشيطان مُشتقّ من "شَطَنَ" على الراجح من قولي أهلاللغة، وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر،يقال: "نوىً شطون": أي بعيدة شاقّة،و"بئر شطون": ملتوية عوجاء بعيدة القعر،و"حرب شطون": عسرة شديدة. قال الخليل بن أحمد: (الشيطانفَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ.) معنى وصف الشيطانبأنه "رجيم" الرجم في اللغة الرمي بالشرّ وبما يؤذي ويضرّ، ويكون فيالأمور الحسية والمعنوية. فمن الأول: الرجم بالحجارة، ورجم الشياطينبالشهب. ومنالثاني: الرجم بالقول السيء من السبّ والشتم والقذفوالتخرّص. وفي معنى الرجيم قولان: أحدهما: أنه بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول. والقول الآخر: أنه بمعنى راجم، أييرجم الناس بالوساوس والربائث. قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناسبالوساوس والربائث والأول أشهر(. والقولان صحيحا المعنى فالشيطان حيثما كان فهو رجيممذموم مقذوف بما يسوءه ويشينه، فهي صفة ملازمة له غاية الملازمة، وهذا أقصى ما يكونفي التحقير، وأبلغ ما يُتصوّر من الذلّ والمهانة. وحيثما كان فهو راجم لأتباعه بسهامالفتن وتزيين الباطل والتثبيط عن الحقّ، مجتهد في إغوائهم، وهذا غاية ما يكون منالنهمة في الإفساد، واللهث في الغواية. س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله. معنى اسم (الله) يشتمل علىمعنيين عظيمين متلازمين: المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى؛ فهو الخالق البارئ المصوّر، وهوالملك الغنيّ الرازق، وهو القويّ القدير القاهر، وهو العليم الحكيم، والسميعالبصير، واللطيف الخبير، والرحمن الرحيم، وهو المجيد الجامع لصفات المجد والعظمةوالكبرياء، وهو الواحد القهار والعزيز الجبار، والعظيم الذي له جميع معاني العظمة؛عظيم في ذاته، عظيم في مجده، عظيم في قوته وبطشه، عظيم في كرمه وإحسانه ورحمته،عظيم في حلمه ومغفرته. وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفاتالعلى. قالابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنىوالصفات العلى)ا.هـ. ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّنواللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامعلكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله، وما يدلّ على ذلك من أسمائهوصفاته. ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، وما يدلّ على ذلك منأسمائه وصفاته. ويستلزم كمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماءوالصفات. والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه،كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبودفي الأرض. والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثةأمور: الأمرالأول: المحبةالعظيمة، فالعبادة هي أعظم درجات المحبة، ولذلك لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل،ومن صرفها لغير الله فقد أشرك كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْدُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُواأَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) وإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامةعلى طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو يطيعه محبة له ورغبةورهبة. الأمر الثاني: التعظيم والإجلال، فإن العابد معظِّمٌ لمعبوده أشدالتعظيم، ومُجِلٌّ له غايةَ الإجلالِ. الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد، يقال طريق معبَّد أي مذلَّل،فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له. وهذا الذل والخضوع والانقياد لا يجوز صرفه لغير الله عزوجل، وذل العبد لله عز وجل وانقياده لطاعته هو عين سعادته، وسبيل عزتهورفعته. ومنذل لله رفعه الله وأعزه، ومن استكبر واستنكف أذله الله وأخزاه، وسلط عليه من يسومهسوء العذاب، ويذله ويهينه، ولذلك فإن أعظم الخلق خشية لله وانقياداً لأوامرهالأنبياء والملائكة والعلماء والصالحون، وهم أعظم الخلق عزة رفعة وعلواً وسعادة،وأعظم الخلق استكباراً واستنكافاً مردة الشياطين، والطغاة والظلمة، وهم أعظم الخلقذلاً ومهانة. وهذه الأمور الثلاثة (المحبة والتعظيم والانقياد) هيمعاني العبادة ولوازمها التي يجب إخلاصها لله عز وجل، فمن جمع هذه المعاني وأخلصهالله فهو من أهل التوحيد والإخلاص. س4: ما الحكمة من تكرارذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة؟ جواب هذه المسألة يتبيّن بتأمّلسياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات: فالموضع الأول: البسملة، وغرضها الاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه علىتلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به؛ فيكون لذكر هذين الاسمين في هذا الموضعما لا يخفى من المناسبة، وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة اللهتعالى، والتعبّد لله تعالى بذكر هذين الاسمين مما يفيض على قلب القارئ من الإيمانوالتوكّل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربّه، وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة. والموضع الثاني: (الحمد لله رب العالمين . الرحمنالرحيم) جاء فيه ذكر هذين الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيّته العامّةللعالمين؛ فيكون لذكر الاسمين في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله تعالىوسعتها لجميع العالمين، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء، وأنه تعالى عظيم الرحمة كثيرالرحمة فيكون ذكر هذين الاسمين من باب الثناء على الله تعالى تقدمة بين يدي مسألتهالتي سيسألها في هذه السورة. وإذا ظهر الفرق بين مقصد ذكر هذين الاسمين فيالبسملة، وبين ذكرهما بعد الحمد ؛ ظهر للمتأمّل معنى جليل من حكمة ترتيب الآيات علىهذا الترتيب البديع المحكَم. وقد أساء من حَمَل على من يعدّ البسملة آية منالفاتحة ؛ بأنه لو كانت الآية من الفاتحة لكان تكرار هذين الاسمين لغوا لا معنى له،وهذه زلَّة منكَرة، واختيار المرء قراءة من القراءات أو مذهباً من مذاهب العدّ لايسوّغ له الطعن في غيره مما صحّ عند أهل ذلك العلم، بل تُعتقد صحّة الجميع،والاختيار فيه سعة ورحمة، ويدخله الاجتهاد. س5: ما فائدة حذف متعلَّقالاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}. وحذف متعلّق الاستعانة هنايفيد عمومَ ما يُستعان بالله عليه؛ ليشملَ كلَّ ما يحتاج العبد فيه إلى عون ربّهلجلب نفع أو دفع ضرّ في دينه ودنياه أو دوام نعمة قائمة، أو دوام حفظ من شرّ، فكلّذلك مما لا يناله العبد إلا بعون ربّه جلّ وعلا. س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وماالمراد بالصراط المستقيم؟ الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهلالمستقيم الموصل للمطلوب. وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفيقراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط)بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد. وكلّها متفقة فيالمعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، وقد رُسمت في المصحف صاداً علىخلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها. والمقصود أنَّ الأصل هو السين، وقدنَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنهيسترط المارّة، أي يسعهم. ومن أمثالالعرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع. قال ابن القيّم رحمه الله: )الصراط ما جمع خمسةأوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلاتسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غيرالموصول(. قال: )وبنوا "الصراط" على زِنَةِفِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِالمسرُوط(ا.هـ. والمقصود أنَّ اختيار لفظ "الصراط" على غيره منالألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حِكَمٌودلائل. المرادبالصراط المستقيم: لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره اللهبه في الآية التي تليها بقوله: } صراط الذين أنعمت عليهم غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين{ وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلىرضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته،ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحهواستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعلعليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولااختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ فهو صراطيُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلىالله تعالى واستقامة على صراطه. وهذا الصراط له (سَواءٌ) وهو أوسطهوأعدله كما في قوله تعالى: {واهدنا إلى سواء الصراط}، وله مراتب، وله حدود من خرجعنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة عن يمينه أو شمالهأفضت به إلى النار والعياذ بالله. ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عنحدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسهفي سلوك هذا الصراط. وبهذا يتبيّن أنَّ السالكين للصراط المستقيميتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفيالاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم. س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟ وقد اختلف العلماء في تفسيرهذه الموافقة، وأقرب الأقوال فيها أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام،فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه؛ فقوله صلى الله عليهوسلم: « إذاأمّن الإمام فأمّنوا» وفي رواية: « إذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين » فيه توقيت بيّنٌ لتأمين المأموم، وأنّ هذا هو وقت تأمينالملائكة، فمن وافقهم في التأمين غفر له ما تقدّم من ذنبه. وهذا لا يقتضي أنّ جميع الملائكة فيالسماء تؤمّن خلف كلّ إمام ، بل يصدق هذا الحديث على صنف من الملائكة موكلون بهذاالعمل، وأنّ الله تعالى جعل لهم من العلم والقدرة ما يتمكنون به من أداء هذا العمل،فيعرفون كلّ جماعة تقام في الأرض، ويؤمّنون إذا أمّنالإمام. وهذا نظير ما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتيالسلام».رواهأحمد وابن أبي شيبة والنسائي، وإسناده صحيح. وروي من حديث أبي بكر الصديق رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: « أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكلبي ملكا عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلانبن فلان صلى عليك الساعة». وقد حسّنه بعض أهل العلم. فهؤلاء ملائكة موكّلون بأمر السلامعلى النبي صلى الله عليه وسلم. وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي هريرة أوأبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لله ملائكة سَيَّاحين فيالأرض، فُضُلاً عن كُتَّاب الناس؛ فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تنادوا هلموا إلىبغيتكم فيجيئون فيحفون بهم إلى السماء الدنيا فيقول الله على أي شيء تركتم عبادييصنعون فيقولون تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك..» الحديث. وقوله: « فُضلاً عن كُتّاب الناس » أي غيرالملائكة الكاتبين. ولهذا قال النووي: (واختلفوا في هؤلاء الملائكة فقيل: همالحفظة، وقيل: غيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم: « فوافق قوله قول أهلالسماء» وأجابالأولون عنه بأنه إذا قالها الحاضرون من الحفظة قالها من فوقهم حتى ينتهي إلى أهلالسماء)ا.هـ. والله تعالى أعلم بحقيقة الحال في شأن التأمين، وهل هوكالشأن في الملائكة السيّاحين لطلب الذكر أو يختلف الأمر فيهم، فهذا من أمر الغيب،لكن الأقرب لدلالة النصوص أنّهم ملائكة موكلون بهذا العمل، وقد دلّ نصّ الحديث علىأنّ ملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فنُجْري الخبرَ على ظاهره ، ونعتقدصحّته، ولا نجاوز في تفسيره ما دلّ عليه ظاهر النصّ. قال القاضيعياض)وكما أنالله تعالى جعل من ملائكته مستغفرين لمن فى الأرض، ومصلّين على من صلى على النبىصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وداعين لمن ينتظر الصلاة، وكذلك يختصّ منهم منيؤمّن عند تأمين المؤمنين أو عند دعائهم، كما جعل منهم لعّانين لقوم من أهلالمعاصى، وما منهم إِلا له مقام معلوم(ا.هـ. وبهذا التقرير يترجّح أنّ المراد بموافقة تأمين الملائكةأن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذاقال الإمام}. ولا الضالّين{ س8: ما هيالفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ 1-أن لكل شيء مقدمات، فلابد لك قبل بدئك بشيء أن يكون لديك براعة استهلال، وأن تدخل البيت من بابه. 2-أن هنالك أشخاص لا يسعك أن توفيهم حقهم، وأن ترد لهم الجميل، فلا أقل من الاعتراف بفضلهم، وشكرهم والثناء عليهم. 3-إذا سألت الله فاسأله غاية ما تريد وأفضله، فالله عظيم وقدرته وسعت كل شيء. |
اقتباس:
تم خصم نصف درجة على التأخير. |
الساعة الآن 04:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir