معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى دراسة التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=880)
-   -   3: مجلس مذاكرة دراسة التفسير في عصر الصحابة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=31160)

هيا أبوداهوم 25 صفر 1437هـ/7-12-2015م 07:32 AM

السؤال الأول:
تكلّم بإيجاز عن أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه.
أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلم التفسير وتعليمه :
1)
طريقة الإقراء والتعلم .
2)
طريقة القراءة والتفسير .
3)
طريقة السؤال والجواب .
4)
طريقة التدارس والتذاكر .
5)
تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية .
6)
الرد على من تأول تأويلا خاطئا في القرآن .
7)
الدعوة بالقرآن .
8)
مناظرة المخالفين وكشف شبههم .
9)
إجابة السائلين عن التفسير ,
10)
اجتهاد الرأي .

السؤال الثاني:
بيّن سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم.
سبب قلة الرواية لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم .
وسبب كثرتها في نظرائهم من أصحاب رسول الله لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم .

السؤال الثالث:
لخّص سيرة اثنين من أعلام الصحابة في التفسير، واذكر الفوائد التي استفدتها من دراستك لها.
عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي :
فضله :
-كان من علماء الصحابة وقرائهم .
-ومن أشبههم هديا ومستا بالنبي صلى الله عليه وسلم .
-كان من المعلمين على عهخد النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعثه عمر إلى الكوفة
الأدلة على فضله ومكانته :
-قول النبي صلى الله عليه وسلم : (من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة أم عبد ) .
-قال عنه حذيفة رضي الله عنه : ما أعرف أحد أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد .
ممن روى عنه في التفسير :
مسروق بن الأجدع الهمداني ، وأبو وائل شقيق بن سلمة ، وعلقمة بن قيس النخعي، والأسود بن يزيد النخعي ، والربيع بن خيثم الثوري ، وزر بن حبيش ، وغيرهم .
وممن أرسل عنه :
ابنه أبو عبيدة ، وعامر الشعبي ، والحسن البصري ، وقتادة وعطاء بن يسار ، وأبو الجوزاء وغيرهم .
وفاته : توفي سنة 32هجرية .


أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري:
فضله :
- من القراء .
-من الحكماء .
- ممن جمع القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
- تصدر للإقراء في الشام على عهد عثمان .
- كثر طلاب العلم عنده كثيرا .
ممن روى عنه في التفسير :
فضالة بن عبيد ، وأم الدرداء ، وميمون بن مهران ، وعطاء بن يسار ، وغيرهم .
وممن أرسل عنه : قتادة الدوسي ، ومكحول الدمشقي ، وعمرو بن دينار .
وممن روى عنه من الضعفاء : شهر بن حوشب ، وعبد الله بن يزيد بن آدم .
وفاته :
توفي سنة 32 هجرية .



الفوائد من من دراسة سيرهم :
1) تعرف بفضل أولئك الأعلام .
2) تبصير بما امتازوا به ومالا قوة بتحصيل ما حصلوه .
3) تبين لنا منزلة هؤلاء ولا سبيل لفهم القرآن غير سبيلهم .
4) تبين لنا منهاج الصحابة في التفسير وشيئا من أصول التفسير .
5) تبين لنا هديهم في تعلم التفسير وتعليمه .



هبة الديب 25 صفر 1437هـ/7-12-2015م 03:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الأول:
تكلّم بإيجاز عن أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه.
1- طريقة الإقراء والتعليم:
فلم يقتصروا على تعليم الحروف بل تعدى ذلك لتعليم المعاني والأحكام .

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن).

2-القراءة والتفسير.

عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" .

3-السؤال والجواب:
كان الصحابي يسأل أصحابه ،فإما يقرهم أو يبين لهم .

قال أبو بكر رضي الله عنه لأصحابه: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنب، قال: فقال أبو بكر: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره ".

4-المدارسة والمذاكرة :

عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين"، قال الهروي:(تثوير القرآن: قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه).

5-تصحيح الخطأ:
روى الإمام أحمد،
أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه".

6-الرد على من تأول القرآن خاطئا:
ما رواه النسائي،
من شرب قدامة بن مظعون الخمر بالبحرين ،متأولا لقوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنه منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدر و أحد، فقال عمر للقوم الجلوس عنده: أجيبوا الرجل ،فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ} من عمل الشيطان، حجة على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالب: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين).

7-الدعوة بالقرآن.
باستخدام الأساليب الحسنة من الترغيب والترهيب.

8-المناظرة وكشف الشبهات.
كمناظرة ابن عباس للخوارج.

9-إجابة السائلين.
10-إجتهاد الرأي.
مثل اجتهاد أبي بكر في تفسير الكلالة.


السؤال الثاني:
بيّن سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم.
1- لم يروى عن أكثر الصحابة لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج الناس لسؤالهم.
2-عمر وعلي رضوان الله عليهم روي عنه أكثر من الصحابة الآخرين لأنهم تولوا القضاء وسُئلوا .

أما كثرة الرواية عن أحداثهم ،كانت لنشوء الحاجة للسؤال حينها، ما لم يكن وقت الآخرين من قبلهم.


السؤال الثالث:
لخّص سيرة اثنين من أعلام الصحابة في التفسير
، واذكر الفوائد التي استفدتها من دراستك لها.

**معاذ بن جبل**
اسمه:
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري توفي في طاعون عمواس سنة 18ه وهو ابن 38عاما.
مناقبه:
من علماء الصحابة وقرائهم، وصفه النبي صلى الله عليه وسلم أنع أعلم الناس بالحلال والحرام ،وكان ممن شهد بدرا وغيرها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثه قاضيا ومعلما إلى اليمن ،من أحسن الناس وجها ،وأحسنهم خلقا،وأسمحهم كفا.
مما روي عنه في التفسير:
ما رواه ابن أبي حاتم: أنه سئل معاذ بن جبل عن قول الله: {فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} قال: {لا انفصام لها} يعني: لا انقطاع لها- مرتين- دون دخول الجنة).
وممن روى عنه من الصحابة: ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر.
ومن التابعين: عبد الرحمن الصنابحي، وقيس بن أبي حازم، وعمرو الأودي.
وممن أرسل عنه: عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وطاووس بن كيسان.

**أبو موسى الأشعري**
اسمه:
أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري ،وتوفي سنة 42 ه
مناقبه: شهد خيبروما بعدها ، وأوتي صوتا جميلا في تلاوة القرآن،
بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن داعيا ومعلما، وكان قاضيا بالبصرة ثم الكوفة، وكان مجاهدا فقيها قاضيا مقرئا معلّما حكيما،وقد أخذ أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء الراشدين وعن عائشة ومعاذ وابن مسعود وجابر بن عبد الله .
وممن روى عنه في التفسيرمن الصحابة: عياض بن عمرو الأشعري.
وممن التابعين: ابنه أبو بردة، ومعاوية بن قرّة، وأبو عثمان النهدي.
وممن أرسل عنه: الحسن البصري، وسعيد بن جبير، وقتادة السدوسي، ومحمد بن سيرين.

-الفوائد المستفادة:
التعرف على نبذة من أخبار ومناقب الصحابة وكيف كان حرصهم وشغلهم الشاغل التعلم عن الله وتبليغ هذا العلم ،والاطلاع على جانب من السلوك والأخلاق الذي جبلوا عليها، حتى شرفهم الله بأن يحملوا هذه الأمانة ويبلغوها للناس ،فأصبحوا أئمة يحتذى بهم.

-والله تعالى هو ولي التوفيق -

هناء هلال محمد 28 صفر 1437هـ/10-12-2015م 09:24 AM

سبب قلة الرواية عن أكابر الصحابة :
السبب في ذلك أنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم ، مثل أبي بكر وعبدالرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم، أما الصحابة الأحدث منهم فقد طال عمرهم واحتاج الناس لسؤالهم .

تامر السعدني 1 ربيع الأول 1437هـ/12-12-2015م 01:57 AM

لسؤال الأول:
تكلّم بإيجاز عن أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه.


1- طريقة الإقراء والتعليم: يكون التعليم مصاحبا للإقراء فلا يتجاوز الرجل العشر آيات حتى يتعلم معانيهن ويعمل بهن.
2- طريقة القراءة والتفسير: فكان ابن مسعود رضي الله عنه يجتمع عليه إخوانه فيقرأوا عليه ويفسر لهم
3- طريقة السؤال والجواب: بحيث يسأل العالم أصحابه فيقر لهم الصواب ويبين لهم الخطأ
4- طريقة التدارس والتذاكر: فيتفقهون في القرآن
5- تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية كما فعل أبو بكر رضي الله عنه في تفسير آية {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}
6- الرد على من تاول تاويلا خاطئا كما فعل عمر رضي الله عنه مع قدامة بن مظعون في تأول آية {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}
7- الدعوة إلى الله بالقرآن وتبيين ما فيه للناس بأساليب حسنة
8- مناظرة المخالفين كما في مناظرة ابن عباس رضي الله عنه مع الخوارج
9- إجابة السائلين عن التفسير
10- الاجتهاد كما فعل أبو بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة

السؤال الثاني:
بيّن سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم.


قلت الرواية عن الأكابر لأنهم ماتوا قبل أن يحتاج إليهم وذلك لكثرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرت عن الأحداث من الصحابة لأنهم بقوا حتى ظهر الاحتياج إليهم بين الناس.

السؤال الثالث:
لخّص سيرة اثنين من أعلام الصحابة في التفسير، واذكر الفوائد التي استفدتها من دراستك لها.


أبيّ بن كعب: شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم، وذكر أنه كان أقرأ الصحابة، وكان من أعلمهم بالقضاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر» .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لم يكن الذين كفروا}»، قال: وسماني لك؟ قال: «نعم»، قال: فبكى.
وقال عمر: « أبيّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبيّ، وأبيّ يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء ».

ومن الدروس المستفادة من سيرته أن العلم يرفع أقواما كما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله ليهنك العلم)

عبد الله بن مسعود: كان من علماء الصحابة وقرائهم، ومن أشبههم هديا وسمتا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
كان من المعلمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعثه عمر إلى الكوفة أميراً ومعلّما.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد».
عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «أحسنت».
سأل حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد».
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه».

ومن الدروس المستفادة من سيرته الحرص الشديد على طلب العلم كم قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه).

هناء محمد علي 2 ربيع الأول 1437هـ/13-12-2015م 11:52 AM

3:
مجلس مذاكرة إيجاز تاريخ علم التفسير
دراسة التفسير عند الصحابة
أعلام المفسّرين من الصحابة


السؤال الأول:
تكلّم بإيجاز عن أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه.

طرق الصحابة في تعلم التفسير وتعليمه :
1- طريقة الإقراء والتعليم
: حيث تصدر علماء الصحابة في التفسير للإقراء فيعلمون القرآن مجودا ومفسرا ... تعليم لحروفه ومعانيه وتفقيها في أحكامه وإرشادا لآدابه وانتفاعا بمواعظه ... ولم يكن همهم كم المقروء وإنما الانتفاع به فعن ابن مسعود قال : ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ) رواه ابن أبي شيبة وابن جرير

2- طريقة القراءة والتفسير :
يجتمع الجمع فيقرأون القرآن ويفسر لهم الصحابي
عن عبد الله بن مسعود أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا وفسر لهم ...

3- طريقة السؤال والجواب :
يسأل العالم أصحابه فإن أصابوا أقرهم على صوابهم وإن أخطأوا صوبهم ...
ومثل ذلك : عن الأسود بن هلال المحاربي قال : قال أبو بكر : ما تقولون في : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) قال : فقالوا : ربنا الله ثم استقاموا من ذنب ، قال : فقال أبو بكر لقد حملتم على غير المحمل ، قالوا : ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره ...

ومثله ما روي أن عمر بن الخطاب كان يدخل ابن عباس مع أشياخ بدر ،فكأنهم وجدوا في أنفسهم إذ خصه دون غيره من أبنائهم ... فسألهم يوما عن قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ، فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ، وسكت بعضهم ، فقال لابن عباس : أكذا تقول يا ابن عباس : قال لا ، قال : فما تقول ؟؟ قال ابن عباس : ( هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له ) قال :" إذا جاء نصر الله والفتح " وذلك علامة أجلك " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " فقال عمر : والله ما أعلم منها إلا ما تقول ...

ومثل ذلك كثير

4- طريقة التدارس والتذاكر : فيجتمعون ويتدارسون كتاب الله ، يحثهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم يرويه أبو هريرة : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده )
وعن أبي سعيد الخدري قال : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدوا يتحدثون كان حديثهم الفقه ، إلا أن يأمروا رجلا فيقرأ عليهم سورة أو يقرأ رجل سورة من القرآن ) رواه ابن سعد في الطبقات

5- تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية :
ومثال ذلك : ما رواه أبو حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.

6- الرد على التأول الخاطئ في القرآن :
مثال : عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ} من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين). رواه النسائي في السنن الكبرى.

7- الدعوة بالقرآن :
فكانت دعوتهم إلى الإسلام بالقرآن ، حتى أن ابن عباس خطب في عرفة فقرأ سورة النور وفسرها حتى قالوا لو سمعها الترك والديلم أسلموا ...

8- مناظرة المخالفين وكشفهم :
فناظر ابن عباس الخوارح ..

9- إجابة السائلين عن التفسير :
- قال عطاء بن أبي رباح: «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش: لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد.

10- اجتهاد الرأي :
فكان علماء الصحابة إن لم يجدوا منا سمعوه أو نقل إليهم من رسول الله اجتهدوا
ومثل ذلك اجتهاد أبي بكر في الكلابة فقال الكلالة خلا الولد والوالد ... ورأى عمر رأيه وأخذ به ...

السؤال الثاني:
بيّن سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم.

قلت الرواية عن أكابر الصحابة لأنهم توفوا قبل أن يحتاج إليهم في الرواية ، وما نقل عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا في فترة اتساع الدولة والحاجة إلى التّفسير فسئلا وقضيا بين الناس ... وأما مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب و غيرهم فلم يأت عنهم كثرة روايات مثل ما جاء عن عبدالله بن جابر وابن عباس وأبي هريرة وعبدالله بن عمرو وغيرهم ... فهؤلاء بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم ومضى قبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلمهم ولم يحتج إليهم لكثرة الصحابة حينها ...

السؤال الثالث:
لخّص سيرة اثنين من أعلام الصحابة في التفسير، واذكر الفوائد التي استفدتها من دراستك لها.

1- عبد الله بن عباس : حبر الأمة وترجمان القرآن
ولد في شعب أبي طالب قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هاجر مع والده العباس رضي الله عنهما عام الفتح ، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه ،
جمع المفصل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقه والتأويل ...
فكان من دعاء النبي له : اللهم علمه الحكمة ، و اللهم علمه التأويل ، و اللهم علمه الحكمة وفقهه في الدين

وكان كثير السؤال عن العلم والتفسير فلا يدع شيئا إلا سأل عنه ، وكان يتتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الأنصار هلم نسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثير ، فقال له ومن يحتاج إليك وأصحاب رسول الله هنا ، فذهب وسأل وتعلم وكان كما يقول عن نفسه يسأل عن المسألة الواحدة ثلاثين من الصحابة ، وكان يعرف للصحابة قدرهم ، فيأتي بابهم طلبا للعلم لأن العلم يؤتى ولا يأتي ، وكان يجل العلماء وببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وما أوتيه من جد وصدق في الطلب أجله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... حتى أن عمر بن الخطاب كان يدخله مع أشياخ بدر ... وقد أوتي من العلم والفهم ما لم يؤت غيره ، ... وكان إذا عرضت لعمر مسألة في القرآن نادى ابن عباس وقالله غص غواص ، أو يقول له قد جاءتك معضلة ...
أخذ التفسير عن الخلفاء الأربعة وعن عائشة وميمونة وأبي بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي طلحة وأبي ذر
وأخذ عنه مجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح وطاووس وغيرهم


2- معاذ بن جبل رضي الله عنه : أعلم أمتي بالحلال والحرام
كان من علماء الصحابة حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ، وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم يوما يا معاذ إني والله أحبك ...
وكان الصحابة يشبهونه بإبراهيم عليه السلام . أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فسأله بم يحكم فقال بكتاب الله ، قال فإن لم تجد : قال فبسنة نبيه ، قالفإن لم تجد قال أجتهد رأيي ولا آل ، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وفق الله أمته لهذا ،...

ومما روي عنه في التفسير سؤاله لرسول الله صلىالله عليه وسلم ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) أهي لسائله خاصة أم للمسلمين عامة فأخبره أنها لعامة المسلمين ،..

روى عنه ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص وأنس وجابر ... ومن التابعين بن أبي حازم وشقيق بن سلمة وأبوحمزة الشيباني وغيرهم ...

مما يستفاد من سيرة ابن عباس ومعاذ بن جَبَل :
1- ليست العبرة بالسن والسبق ، فقد يدرك الصغير بجده وعزمه وسعيه ما يعجز عنه الكبير ، وقد يدرك اللاحق بصدقه ما بلغه السابق

2- ينال العلم بكثرة السؤال والجلوس إلى العلماء دون كلل أو ملل وبتحمل كل صعوبة لتحصيله

3- لا ينال المرء شرف العلم حتى يعرف للعلماء قدرهم وينزلهم منازلهم

4- البرعم الصغير إن اعتني به حق العناية نما وأزهر ونثر عبيره وثمره ، وكذلك كان عمر بن الخطاب مع ابن عباس رغم صغر سنه مقارنة بأشياخ بدر إلا أنه أدناه من مجلسه وعرف له قدره

5- لا يبخل المربي على طالب طالبه بالدعاء له فللدعاء أثر عجيب ..

6- إطلاق أوصاف من المربي والمعلم على الطالب حافز له للوصول إلى ما وصفه به معلمه ومربيه ، وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أعطى صحابته أوصافا عرفوا بها ونالوا شرفها ...

احمد راضي راضي 3 ربيع الأول 1437هـ/14-12-2015م 01:33 PM

السؤال الأول :
أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه.

1. طريقة الإقراء والتعليم.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن. رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
ورواه الطحاوي بلفظ: كنا نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فما نعلم العشر التي بعدهن حتى نتعلم ما أنزل في هذه العشر من العمل.
,وعليه كان المتصدّرون للإقراء من الصحابة علماء في التفسير، ومحلّ للأسوة والاقتداء، ولم يكن تعليمهم للقرآن مقتصراً على مجرّد أداء الحروف، بل كان تعليما لحروفه ومعانيه، وتفقيها في أحكامه، وإرشاداً لمواعظه وزواجره وآدابه، ولذلك قال أنس بن مالك: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا رواه الإمام أحمد، وأصل الحديث في الصحيحين.
جَدَّ فينا أي: عظم شأنه، وارتفع قدره.
وذكر مالك في الموطّأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر مكث على سورة البقرة، ثماني سنين يتعلمها.
2. طريقة القراءة والتفسير.
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" . رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير.
3. طريقة السؤال والجواب.
يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم ،وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب، ومن أمثلة ذلك:
أ: ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ، قال: فقال أبو بكرٍ: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ".
ب: ما رواه البخاري ومسلم من طريق أبي بشر اليشكري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟
فقال عمر: إنه من قد علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم؛ فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم.
قال: ما تقولون في قول الله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح؟
فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا، وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا.
فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا.
قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.
ج: قال السيوطي: أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذٍ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار فقالوا: نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها.
فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال: تبا لكم، وكان حديداً وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار.
4. طريقة التدارس والتذاكر
وقد علموا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدارسه، ففي صحيح مسلم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.
وكان لتدارسهم القرآن أثر في استثارة معانيه والتفقه فيه، والوقوف على عجائبه.
فعن عبد الله بن مسعود أنه قال: من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين
والمراد بإثارة القرآن بحث معانيه والتفكّر فيه وتدارسه.
5. تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية
عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.
6. الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن.
عن ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين. رواه النسائي في السنن الكبرى.
- وقال سعيد بن المهلب: حدثني طلق بن حبيب قال: كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة، حتى لقيت جابر بن عبد الله، فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله تعالى فيها خلود أهل النار؛ فقال: يا طلق، أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟
قال: فاتضعت له، فقلت: لا والله، بل أنت أقرأ لكتاب الله مني، وأعلم بسنته مني.
قال: إن الذين قرأت هم أهلها، هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا فعذبوا، ثم أخرجوا منها ثم أهوى بيديه إلى أذنيه، فقال: صُمَّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرجون من النار بعدما دخلوا". ونحن نقرأ كما قرأت
" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم . فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم . ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير"
رواه الإمام أحمد في مسنده وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير، واللالكائي في أصول السنة.
7. الدعوة بالقرآن
قد قال الله تعالى: فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد ، وقد تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكير بالقرآن وآدابه.
قال مالك بن سعيد بن الحسن: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت. رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
8. مناظرة المخالفين وكشف شبههم
كما في مناظرة ابن عباس للخوارج، والقصة مذكورة بطولها في مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وغيرها.
9. إجابة السائلين عن التفسير
وأمّا إجاباتهم لأسئلة السائلين عن معاني القرآن؛ فكثيرة جداً.
- قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش: لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! رواه الإمام أحمد.
10. اجتهاد الرأي
وكان من علماء الصحابة من يجتهد رأيه في التفسير – عند الحاجة - إذا لم يجد نصّاً، وكانوا أقرب الأمة إلى التوفيق للصواب، وذلك مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال: إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد
قال الشعبي: فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه. رواه ابن جرير.
وهذا الاجتهاد من أبي بكر قد أصاب فيه رضي الله عنه، وهذا من دلائل حسن اجتهاده، وأدبه في الاجتهاد.
السؤال الثاني:
سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم.
قال محمد بن عمر الواقدي: (إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن الحضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم، فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن العباس، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، ونظرائهم.
وكل هؤلاء كان يعدّ من فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يلزمون رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيرهم من نظرائهم، وأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان وسهل بن سعد الساعدي وعبد الله بن يزيد الخطمي ومسلمة بن مخلد الزرقي وربيعة بن كعب الأسلمي وهند وأسماء ابني حارثة الأسلميين، وكانا يخدمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمانه.
فكان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم. ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). أورده ابن سعد في طبقاته.
السؤال الثالث:
سيرة اثنين من أعلام الصحابة في التفسير، واذكر الفوائد التي استفدتها من دراستك لها.

أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي رضي الله عنه.
أفضل الصحابة قدراً، وأعلاهم منزلة، وأطولهم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأسبقهم إلى الخير والفضل، وقد نزل في شأنه آيات من القرآن، ونوّه الله بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فيه وبمعيّة الله له معيّة خاصة؛ كما في قول الله تعالى:إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.
- وكان أبو بكر رضي الله عنه من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه، ومن دلائل تقدّم أبي بكر رضي الله عنه في فهم فحوى الخطاب وفنونه ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله
فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال أبو سعيد: فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله.
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر وهو أوّل من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن استحر القتل بالقراء في وقعة اليمامة.
وكان أبو بكر من أعلم الصحابة بالتفسير، وربما سأل أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم، وقد تقدم بعض الآثار عنه في ذلك. وقد توفي رضي الله عنه يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة 13هـ. - وقد روى عنه جماعة من كبار الصحابة وشبابهم فروى عنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعائشة وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري وابن عباس وجماعة
مما روي عنه في التفسير:
عن سعيد بن نمران قال: قرأت عند أبي بكر الصديق: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، قلت: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا، قال: استقاموا على ألا يشركوا) رواه سفيان الثوري وابن وهب.
قال قيس بن أبي حازم: سمعت أبا بكر الصديق، رضي الله عنه يقرأ هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه، والظالم فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب رواه ابن جرير بهذا اللفظ.
والذين لهم رواية عنه في كتب التفسير على أربع طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة، ومنهم: حذيفة بن اليمان، ومعقل بن يسار المزني وكان ممن بايع تحت الشجرة، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، والمسور بن مخرمة الزهري، وطارق بن شهاب البجلي.
والطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه، ومنهم: قيس بن أبي حازم البجلي، وسعيد بن نمران الناعطي.
والطبقة الثالثة: طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف، ومنهم مسروق بن الأجدع الهمداني، والأسود بن هلال المحاربي، وأبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي.
والطبقة الرابعة: التابعون الذين لم يدركوه، لكن لهم رواية عنه في كتب التفسير، ومنهم: سعيد بن المسيب، وعامر بن سعد البجلي، وأبو بكر بن أبي زهير الثقفي، وعامر بن شراحيل الشعبي، ومرة بن شراحيل الهمداني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والحارث بن يعقوب الأنصاري، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، ومجاهد بن جبر المكي، وعكرمة مولى ابن عباس؛ فهؤلاء روايتهم عنه مرسلة.

أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ )
تولّى الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد سار تعليم القرآن في عهده على الطريقة التي كانت في عهد أبي بكر رضي الله عنه، مع حزم عمر في منع الجراءة على التفسير بغير علم، وقد نفع الله بحزمه.
وكان عمر من أعلم الصحابة وأفقههم، وكان ملهماً محدّثاً ، وموفقا مسددا، ربما نزل الوحي بتأييده وتصديق قوله.
وفي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وافقت ربي في ثلاث: فقلت يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليهوسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن)، فنزلت هذه الآية).
وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، أنه قال: لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أخر عني يا عمر فلما أكثرت عليه، قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا، حتى نزلت الآيتان من براءة: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا إلى قوله وهم فاسقون
قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، والله ورسوله أعلم

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله قال: «العلم
وهو الذي أشار على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد.
وكان رضي الله عنه من أقرب الصحابة إلى إدراك مقاصد القرآن وفهم مراد الله تعالى، بما علّمه الله تعالى وألهمه، وبما رزقه من الخشية والاستقامة والسداد، والقوّة في دينه.
وكان حازماً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، مروية من طرق متعددة.
- قال عبد الملك بن عمير: حدثني قبيصة بن جابر، قال: «ما رأيت رجلا أعلم بالله، ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أفقه في دين الله من عمر رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في مصنفه.

مما روي عنه في التفسير:
أ: شعبة بن الحجاج عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب أن عمر أتاه ثلاثة نفر من أهل نجران؛ فسألوه وعنده أصحابه، فقالوا: أرأيت قوله: وجنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فأحجم الناس، فقال عمر: «أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟ فقالوا: نزعت مثلها من التوراة). رواه ابن جرير.

والذين لهم رواية عنه في التفسير على طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وابن عباس، وفضالة بن عبيد، والنعمان بن بشير، وطارق بن شهاب.
والطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمداني، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري، وأبو عثمان النهدي، وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، وحسان بن فائد العبسي، وجماعة كثيرون.
والطبقة الثالثة: طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف، ومنهم: سعيد بن المسيب، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
والطبقة الرابعة: طبقة التابعين الذين لهم رواية عنه لكنها منقطعة إما أنهم لم يدركوه أو أدركوه لكن لم يسمعوا منه، ومنهم: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعامر الشعبي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزيد بن أسلم، والحسن البصري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى بن عباس، وسعيد بن جبير؛ ومسلم بن يسار، فهؤلاء روايته عنه مرسلة.
الفوائد من دراسة أعلام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

معرفة فضل الصحابة رضي الله عنهم وغزارة علمهم لانهم تلقوه من رسول الله صلي الله عليه وسلم
تبصرنا بما لاقوه في سبيل تحصيل ما حصّلوه من العلم، وما امتازوا به من خصال كانت سببا في رفعتهم
تبوؤوا الصحابة المنزلة العليا في فهم القرآن وتفسيره ؛ فلا سبيل للفهم القرآن غير سبيلهم، لما خصّهم الله به من صحبة نبيّه وشرف التلقّي منه.
أنّها تبيّن للطالب شيئاً من مناهج الصحابة في التفسير، وشيئا من معالم أصول التفسير لدى الصحابة رضي الله عنهم.
أنها تعرّفه بهديهم في تعلّم التفسير وتعليمه، وتجلّي له عنايتهم بالتفسير رواية ودراية ورعاية.
يدرك الطالب بها خطر الدعاوي التي يراد منها الإعراض عن تفسير الصحابة، وما يعبّر عنه بعض المحْدَثين بالمطالبة بإعادة قراءة التفسير،
تعرّف الطالب ببعض الرواة عن الصحابة في التفسير، وطرق تلك الرواية

ليلى باقيس 3 ربيع الأول 1437هـ/14-12-2015م 06:24 PM

حل أسئلة مجلس الدرسين الثالث والرابع: دراسة التفسير عند الصحابة و أعلام المفسّرين من الصحابة.

السؤال الأول:
تكلّم بإيجاز عن أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه.
من هدي الصحابة في تعلم معاني القرآن وتعليمه:
الأول: طريقة الإقراء والتعليم: فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لا يتجاوزونها حتى يتعلموا معانيهن وما فيهن من العمل، كما جاء ذلك عن ابن مسعود بطرق متعددة.
الثاني: طريقة القراءة والتفسير: فكانوا إذا اجتمعوا عند علمائهم نشروا المصحف وقرءوا فيه، وفسّره لهم العالم.
الثالث: طريقة السؤال والجواب: بأن يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم، وإن أخطئوا بيّن لهم الصواب.
الرابع: طريقة التدارس والتذاكر: فيتلون كتاب الله ويتدارسونه باستثارة معانيه، والتفقّه فيه، والوقوف على عجائبه.
قال ابن مسعود: (من أراد العلم فليثور القرآن، فإنّ فيه علم الأوّلين والآخرين) رواه سعيد بن منصور وغيره، والمراد بإثارة القرآن بحث معانيه والتفكّر فيه وتدارسه.
الخامس: تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية: فعن أبي بكر الصديق أنه خطب فقال: يا أيّها الناس إنّكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمّهم الله بعقابه). رواه أحمد.
السادس: الردّ على من تأوّل تأوّلًا خاطئًا في القرآن: ومن ذلك أن قدامة بن مظعون شرب الخمر بالبحرين في عهد عمر بن الخطاب متاوّلًا قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} فقال: أنا منهم؛ أي من المهاجرين الأولين، فقال عمر لابن عباس: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم، ثم أمر عمر فأقيم عليه الحدّ، رواه النسائي.
السابع: الدعوة بالقرآن: فيدعون إلى الله عزوجل بالقرآن، ويبيّنون للناس ما أنزل الله فيه بأساليب حسنة، فيها تفسير وتقريب، وترغيب وترهيب.
وعن أبي وائل أن ابن عباس خطب في الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسّرها، لوسمعته الترك لأسلمت، رواه الحاكم وصححه.
الثامن: مناظرة المخالفين وكشف شبههم: كمناظرة ابن عباس للخوارج، حتى رجع الكثير منهم عن مذهب الخوارج وباطلهم.
التاسع: إجابة السائلين عن التفسير: فعن عطاء بن أبي رباح قال: ما رأيت مجلسًا أكرم من مجلس ابن عباس؛ كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجئ أهل العلم فيسألونه، ثم يجئ أصحاب الشعر فيسألونه. رواه أحمد.
العاشر: اجتهاد الرأي: فكان الصحابة يجتهدون في التفسير عند الحاجة إذا لم يجدوا نصّا، وكانوا أقرب الأمّة إلى التوفيق للصواب.
ومن ذلك اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة بأنه من لا ولد له ولا والد، وكان مصيبًا في ذلك بدليل قول جابر لما عاده النبي صلى الله عليه سلم في مرضه، قال: يا رسول الله إنما يرثني كلالة. فنزلت آية الميراث. متفق عليه

السؤال الثاني:
بيّن سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم.
أما سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة: [كأبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجرّاح وسعيد بن زيد وأبيّ بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد ومعاذ ونظرائهم.]
- لأنهم هلكوا قبل أن يُحتاج إليهم، فمضى الكثير منهم بعلمهم ولم يؤثر عنهم شيء.
- ولكثرة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الزمان.
- وإنما كثرت الرواية عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس.
أما سبب كثرتها عن أحداثهم: [كجابر وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وعبدالله بن عمرو ورافع بن خديج وأنس والبراء ونظرائهم، والأحدث منهم: كعقبة بن عامر وزيد بن خالد الجهنيين وعمران بن الحصين والنعمان ومعاوية وغيرهم.]
- لأنهم بقوا وطالت أعمارهم، واحتاج الناس إليهم.


السؤال الثالث:
لخّص سيرة اثنين من أعلام الصحابة في التفسير، واذكر الفوائد التي استفدتها من دراستك لها.
1: سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه 13 ه.
اسمه ونسبه:
اسمه ونسبه: هو عبدالله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي.
كنيته ولقبه: أبو بكر الصديق.
من فضائله:
- هو أفضل الصحابة قدرًا، وأعلاهم منزلة، وأطولهم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
- نزل في شأنه آيات ينوّه الله تعالى فيها بصحبته، وبمعيّة الله له معية خاصّة، كما في قوله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
- هو أول من جمع القرآن في مصحف واحد، قال علي: (أعظم الناس في المصاحف أجرًا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله) رواه ابن أبي داود.
- قال فيه صلى الله عليه وسلم: (إنّ من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متّخذًا خليلا من أمتي لاتخذت أبابكر خليلا، ولكن إخوة الإسلام ومودّته، لا يبقينّ في المسجد باب إلا سدّ، إلا باب أبي بكر) متفق عليه.
علمه:
- كان رضي الله عنه من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه.
- وكان يسأل بعض أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم.
- كان متقدّما في فهم فحوى الخطاب وفنونه؛ ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا لأصحابه: (إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله، فبكى أبو بكر؛ لأنه فهم أن المراد بالعبد المخيّر هو الرسول صلى الله عليه وسلم، قال أبو سعيد الخدري راوي الحديث: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. متفق عليه
وفاته:
يوم الإثنين في جمادى الأولى 13 ه.
مما روي عنه في التفسير:
- سئل رضي الله عنه عن الاستقامة في قوله تعالى:{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، فقال: استقاموا على ألا يشركوا، رواه سفيان الثوري وابن وهب.
- وفي تفسيره للزيادة في قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: النظر إلى وجه ربّهم، رواه ابن جرير.
سبب قلّة المرويّات عنه:
1: لقصر مدة خلافته، وتقدّم سنة وفاته.
2: لاشتغال كثير من الصحابة في خلافته بالجهاد وحروب الردّة.
ذكر بعض الذين لهم رواية عنه في كتب التفسير:
الذين لهم رواية عنه في كتب التفسير على أربع طبقات:
1) طبقة الصحابة؛ كحذيفة بن اليمان ومعقل بن يسار وأبو هريرة وعبد الله بن عمر وابن عباس وغيرهم.
2) طبقة كبار التابعين الذين أدركوا وسمعوا منه؛ كقيس بن أبي حازم البجلي وسعيد بن نمران.
3) طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف؛ كمسروق بن الأجدع والأسود بن هلال وأبو رجاء العطاردي.
4) التابعون الذين لم يدركوه، وروايتهم عنه مرسلة؛ كسعيد بن المسيب وعامر بن سعد البجلي وأبو بكر الثقفي وغيرهم.
2: سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 23 ه.
اسمه ونسبه:
اسمه ونسبه: هو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي.
كنيته: أبو حفص.
من فضائله:
- كان ملهمًا محدّثا، قويّا في دين الله.
- كان قوي في التمسّك بالقرآن وصيانته، وهو الذي أشار على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد.
- نزل الوحي غير مرّة بتأييده وتصديق قوله؛ ومن ذلك قوله رضي الله عنه في الصحيح: وافقت ربي في ثلاث: فقلت يا رسول الله لو اتخذنا مقام إبراهيم مصلى فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى}، وآية الحجاب قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلّمهنّ البرّ والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهنّ: {عسى ربّه إن طلقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ} فنزلت هذه الآية.
علمه:
- كان عمر رضي الله عنه من أعلم الصحابة وأفقههم.
- وكان قد أوتي حسن فهم للقرآن، ومعرفة بمقاصده، بما علّمه الله تعالى وألهمه، وبما رزقه من الخشية والسداد والاستقامة.
- قال عنه قبيصة بن جابر: (ما رأيت رجلًا أعلم بالله، ولا أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله من عمر) رواه أحمد.
منهجه في تعلّم التفسير وتعليمه:
- سار تعليم القرآن في عهده على الطريقة التي كانت في عهد أبي بكر.
- مع حزم عمر في منع الجراءة على التفسير بغير علم، والسؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وسبب ذلك أنه خشي أن يتصدّى لذلك من ليس له بأهل، وتأديب عمر رضي الله عنه لصبيغ بن عسل التميمي قصة معروفة مشتهرة.
وفاته:
استشهد سنة 23 ه.
مما روي عنه في التفسير:
- قرأ عمر رضي الله عنه قوله تعالى: {أحلّ لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لكم} فقال: صيده ما صيد منه، وطعامه ما قذف، مختصرًا مما رواه ابن جرير في قصة إفتاء أبي هريرة حين سئل في البحرين عن حكم الأكل مما قذفه البحر.
ذكر بعض الذين لهم رواية عنه في كتب التفسير:
الذين لهم رواية عنه في كتب التفسير على أربع طبقات:
1) طبقة الصحابة؛ كعلي وأبي هريرة وابن مسعود وعبد الله بن عمر وابن عباس وغيرهم.
2) طبقة كبار التابعين الذين أدركوا وسمعوا منه؛ كقيس بن أبي حازم البجلي وعلقمة بن وقاص ومولاه أسلم العدوي وغيرهم.
3) طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف؛ كسعيد بن المسيب وعبيدة السلماني وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
4) التابعون الذين لهم رواية عنه لكنها منقطعة؛ كيحيى بن حاطب ومرة الهمداني وعامر الشعبي وغيرهم.
الفوائد المستفادة من دراسة سيرة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
أولًا: محبة أبي بكر وعمر وبقية الصحابة رضوان الله عليهم، ومعرفة فضلهم وتقدّمهم على سائر الأمة لصحبتهم وجهادهم وعلمهم وعملهم.
وعن أنس في الصحيحين: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: وما أعددت لها، فقال: لا شيء، إلا أني أحبّ الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، فقال أنس: فما فرحنا بشيء كما فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنت مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبّي إيّاهم وإن لم أعمل بمثل عملهم. متفق عليه.
ثانيًا: التحدّث عن فضائل الشيخين أبي بكر وعمر، وبيان رفعة منزلتهما في العلم والإيمان والعمل، وفي تمسّكهما بالدين وصيانته، وإشاعة ذلك عنهما لما فيه من تحبيب القلوب لهم، والتعرّف على قدرهما ومنزلتهما في الإسلام، مما يوجب الحرص على الاقتداء بهما؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر ...).
ثالثًا: اعتبار فهم الصحابة للقرآن وتقديم قولهم فيه على فهم وقول غيرهم ممن جاء من بعدهم، والحرص على السير على نهجهم وعدم العدول عن سبيلهم في جميع أمور الدين، كما قال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيرًا}
رابعًا: الخوف والحذر من تفسير كلام الله تعالى بغير علم، والتشديد والإنكار على من فعل ذلك.
خامسًا: سؤال الله تعالى أن يعلّمنا التفسير، وأن يجعلنا ممن إذا علموا عملوا مخلصين متبعين لآثار من سلف.
سادسًا: السعي إلى تعلّم علم التفسير مع الرسوخ فيه للعمل به وتعليمه والدعوة به.

ختام عويض المطيري 9 ربيع الأول 1437هـ/20-12-2015م 09:39 PM

السؤال الأول:
تكلّم بإيجاز عن أشهر الطرق المأثورة عن الصحابة في تعلّم التفسير وتعليمه.

1- طريقة الإقراء والتعلم .
ذكر مالك في الموطأ أنه بلغه عبدالله بن عمر ((مكث على سورة البقرة ثمان سنين يتعلمها )).
2- طريقة القراءة والتفسير .
عن عبدالله بن مسعود أنه كان إذا جتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا فسر لهم )).
3- طريقة السؤال والجواب .
يسأل العالم أصحابه فإن أقرهم وإن أخطؤوا بين لهم , قال ابو بكر : ماتقولون في هذه الآية (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا))قال فقالوا ربنا الله ثم استقاموا من ذنب فقال أبو بكر :0لقد حملتم على خير محمل قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره .
4- طريقة التدارس والتذاكر .
وكا لتدارسهم القرىن آثر في استثارة معانيه والتفقه فيه .
5- تصحيح الخطأ الشائع .
أن ابا بكر رضي الله عنه خطب فقال ( يأيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله ( ياايها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتهم ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن الناس إذا رأوا المنكر بين يديهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه .
6- الرد على من تأول تأويل خاطئا في القرآن .
في رواية ان قدامه قال : لو شربت كما يقولون ماكان لكم أن تجلدوني :فقال عمر رضي الله عنه لم ؟قال قدامة قال الله عزوجل ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) قال عمر رضي الله عنه أخطأت التأويل إن اتقيت الله اجتنبت ماحرم الله عليك .
7- الدعوة بالقرآن .
فكانوا يدعون الله عز وجل بالقرىن ويبينون للناس ما أنزل الله فيه .
وقد قال الله تعالى ( فذكر بالقرآن من يخاف وعي) وقد علموا من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكر بالقرآن وآدابه.
8- مناظرة المخالفين وكشف شبههم.
كما في مناظرة ابن عباس للخوارج .
9-إجابة السائلين عن التفسير .
قال أبي بن كعب لزر بن حبيش :لاتريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها
10-اجتهاد الرأي .
قال الشعبي ( فلما استخلف عمر رضي الله عنه قال :( إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه ).

هيئة الإدارة 10 ربيع الأول 1437هـ/21-12-2015م 06:47 PM

بارك الله فيكم
تم إدراج المجلس الإلزامي في منتدى كل مستوى.


الساعة الآن 03:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir