معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحه الطالبه مها شتا لدراسة أصول التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=26059)

أمل عبد الرحمن 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م 05:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا (المشاركة 189020)
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
ب) من جهة الاستدلال.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها، وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول.
-أمثلة.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول.
-أمثلة.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقيب بلغة العرب.
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
-أمثلة .
مسائل استطرادية:
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
-أقسام التفسير بالرأي.
-معني الأولين والآخرين.
-خلاصة الدرس.


تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
الاختلاف في كتب التفسير من جهة النقل فيكون:
1- الإسرائيليات.
2- الإشارة إلي الأسانيد ومنها المراسيل.
3- الموضوعات
ب) من جهة الاستدلال.
1-قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ، ثمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ القُرْآنِ عَلَيْهَا.
2-قَوْمٌ فَسَّرُوا القُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يَسُوغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلاَمِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ العَرَبِ بكلامه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالقُرْآنِ وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ ، وَالْمُخَاطَبِ بِهِ.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
مِثْلُ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها،
إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول، الأوَّلون الذين يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به، وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
-أمثلة.مثالُ الأولِ: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
والمثالُ الثاني: وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالي.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول، يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
-أمثلة:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه،
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
تقسيم الخطأ الناشيء من جهة الاعتقاد يجب أن يكون عل الصنفين المذكورين:
1- سلب الآية معناها وما دلّت عليه وأريد بها
2- حمل الآية على ما لا تحتمل ولا تدل عليه
أما التقسيم من جهة الخطأ في المدلول أو الدليل والمدلول فنوع آخر يتصل بصحة المعنى المراد أو خطأه.

ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب.
فهم راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلام.ِ
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
-أمثلة: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.
قد أسهبت كثيرا في هذا المثال لاعتمادك النسخ، وكان يمكن عرضه بطريقة أيسر.

أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة.
مسائل استطرادية: ليس استطرادا، بل هو مسألة أساسية يجب أن يقّدم بها الملخص.
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.
حكمه:والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-أقسام التفسير بالرأي.
1- تفسير بالرأي المذموم : وهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه ومن ذلكم أن يفسر القرآن علي وفق ما يعتقد أهل البدع.
2- تفسير بالرأي المحمود: وهو أن يفسر القرآن بالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح لأناعتقاد العقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل يعينه على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم وغالب التابعين .
-معني الأولين والآخرين.
الأولين: هم الطبقات الثلاث الأولي أي القرون الثلاثة المفضلة.
الآخرين : يعني من جاء بعد القرون الثلاثة المفضلة.
خلاصة الدرس:
1- إن الخلاف قد يقع بين السلف في كتب التفسير من جهة الاستدلال.
2-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
3-سبب سلامة تفاسير الصحابة و التابعين من الغلط أنهم راعوا المتكلم به والمخاطب به والمخاطبين به أيضا وراعوا اللفظ والسياق.
4- أسباب الخلاف الواقع في كتب التفسير م جهة الاستدلال :
ا) قوم اعتقدوا معاني ،ثم أرادوا جمل ألفاظ القرآن عليها وهم صنفان:
1- الخطأ في الدليل والمدلول .
2- الخطأ في الدليل لا المدلول.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ من أوجهة اللغة العربية.
5- معني التفسير بالرأي وهو الاجتهاد والاستنباط في التفسير.
6- التفسير بالرأي المذموم يكون إذا اتبع المفسر هواه في التفسير.
7-التفسير بالرأي المحمود أن يفسر بالاستنباط الصحيح ويكون صاحبه ذو عقيدة صحيحة.
8- أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن ومعهود القرآن فيه.
9- أهمية مراعاة حال المخاطبين في التفسير.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
يرجى التنبه لما يتعلق بتقسيم المسائل وترتيبها
هذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك:


الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله

مها شتا 22 رجب 1436هـ/10-05-2015م 01:46 AM

فهرسة آخر ما نزل من القرآن
 
آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعاً
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
القول الأول: سورة النصر
القول الثاني: سورة التوبة
القول الثالث: سورة المائدة
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
القول الثاني: آية الكلالة
القول الثالث: آية الربا
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
-أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
إشكال وجوابه
تلخيص أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعا
سورة النصر
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-وعن ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت))
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
-القول الأول: سورة النصر
-عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة
أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه،ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام،وابن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-القول الثاني: سورة التوبة
-حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن))ذكره الوليد الموقري في الناسخ والمنسوخ.
-حدثنا مروان بن معاوية عن بن عباس ،عن عثمان ،قال:كانت برءاة من آخر القرآن نزولا) ذكره الهروي في فضائل القرآن.
-عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة"ذكره بن أبي شيبة في مصنف ابن أبي شيبة ، وأيوب البجلي في فضائل القرآن،والذهبي في تاريخ الإسلام،وبن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-القول الثالث: سورة المائدة
-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة).قاله سعيد الخرساني في سنن سعيد بن منصور.
-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)).
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم .
- عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).
أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"،ذكره السيوطي في الدر المنثور.
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
-عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}، قاله محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ.
- عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
- قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
-عن السّدّيّ،وعن عطية العوفي أيضا قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} ذكره أبو بكر العبسي في مصنف ابن أبي شيبةوذكره السخاوي في جمال القراء، والمقدسي.
القول الثاني: آية الكلالة
- عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن، وأبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري، ومحمد البجلي في فضائل القرآن.
القول الثالث: آية الربا
-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس) ذكره أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن.
- عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة") ذكره أيوب البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
-عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين) ذكره أبوعبيد في فضائل القرآن،وفي المرشد الوجيز.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- عن الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري.
-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها وأيضا روي عن الحسن.ذكره العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة،وبن الضريس في فضائل القرآن،ورواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه وذكره في أسباب النزول.
-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره أبو عمرو الداني في البيان.
-أواخر مخصوصة
-آخر مانزل بمكة
-قيل سورة النبأ نزلت بمكة،وهي من آخر المكي الأول وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها،ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ،والسخاوي في جمال القراء.
-وقال بن عطاء (ويل للمطففين)،آخر ما نزل بمكة،ذكره الزركشي في البرهان.
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
-عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن،فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.ذكره بن الضريس في فضائل القرآن.
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
- واختلف العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن ، ومن أسباب خلافهم:
1- أن كلا منهم أخبر بمقتضي ما عنده من العلم.
2-هذه الأقوال ليس فيها شئ مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
3-أن كلا قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن.
4-ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبيل مرضه وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده.
5- ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
ذكره الزركشي في الإتقان .
والراجح في أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن :
من السور:
-سورة براءة
-سورة المائدة ،فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي
-سورة النصر،رواه مسلم عن ابن عباس. ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة
من الآيات:
الراجح أن آخرالقرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}،وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام. المذكورة في سياقها
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
-إشكال وجوابه
الإشكال:
-لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
الجواب:
أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة، والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون ،وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.

أمل عبد الرحمن 24 رجب 1436هـ/12-05-2015م 02:55 AM

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر، ولقد نظرت في التلخيص فظننت لأول وهلة أنه مصحح.
سأصحح باللون الأزرق، والله المستعان.
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا (المشاركة 200798)
آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعاً
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
القول الأول: سورة النصر
القول الثاني: سورة التوبة
القول الثالث: سورة المائدة
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
القول الثاني: آية الكلالة
القول الثالث: آية الربا
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
-أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
إشكال وجوابه
تلخيص أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعا
سورة النصر
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-وعن ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت))
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم.
هناك قول آخر عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنها سورة المائدة.

-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
-القول الأول: سورة النصر
-عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة
أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه،ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام،وابن كثير في تفسير القرآن العظيم. أثر ابن عباس لا يدل على آخرية السورة مباشرة حتى لو أمكن فهمه ضمنا.
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-القول الثاني: سورة التوبة
-حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن))ذكره الوليد الموقري في الناسخ والمنسوخ.
-حدثنا مروان بن معاوية عن بن عباس ،عن عثمان ،قال:كانت برءاة من آخر القرآن نزولا) ذكره الهروي في فضائل القرآن.
-عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة"ذكره بن أبي شيبة في مصنف ابن أبي شيبة ، وأيوب البجلي في فضائل القرآن،والذهبي في تاريخ الإسلام،وبن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-القول الثالث: سورة المائدة
-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة).قاله سعيد الخرساني في سنن سعيد بن منصور.
-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)).
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم .
- عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).
أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"،ذكره السيوطي في الدر المنثور.
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
-عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}، قاله محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ.
- عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
- قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
-عن السّدّيّ،وعن عطية العوفي أيضا قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} ذكره أبو بكر العبسي في مصنف ابن أبي شيبةوذكره السخاوي في جمال القراء، والمقدسي.
القول الثاني: آية الكلالة
- عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن، وأبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري، ومحمد البجلي في فضائل القرآن.
القول الثالث: آية الربا
-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس) ذكره أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن.
- عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة") ذكره أيوب البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
-عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين) ذكره أبوعبيد في فضائل القرآن،وفي المرشد الوجيز.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- عن الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري.
-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها وأيضا روي عن الحسن.ذكره العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة،وبن الضريس في فضائل القرآن،ورواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه وذكره في أسباب النزول.
-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره أبو عمرو الداني في البيان.
-أواخر مخصوصة
-آخر مانزل بمكة
-قيل سورة النبأ نزلت بمكة،وهي من آخر المكي الأول وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها،ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ،والسخاوي في جمال القراء.
-وقال بن عطاء (ويل للمطففين)،آخر ما نزل بمكة،ذكره الزركشي في البرهان.
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
-عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن،فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.ذكره بن الضريس في فضائل القرآن.
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
- واختلف العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن ، ومن أسباب خلافهم: من أسباب خلاف الصحابة، وما ذكر هو اجتهاد من أهل العلم في تفسير الاختلاف الوارد عنهم.
1- أن كلا منهم أخبر بمقتضي ما عنده من العلم.
2-هذه الأقوال ليس فيها شئ مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
3-أن كلا قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن.
4-ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبيل مرضه وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده.
5- ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
ذكره الزركشي في الإتقان .
لوتأملت الأقوال المذكورة لوجدت أن هناك من أهل العلم من ذهب إلى التوفيق بين الآثار وجمع بينها بهذه التفسيرات، وهناك من حكم عليها بالضعف، وبالتالي ردها ابتداء كالباقلاني علما بأن كلامه متعقّب لأن كلام الصحابي في سبب النزول له حكم المرفوع حيث لا مجال للاجتهاد فيه.
ومن ضمن ما فسّر به اختلاف الآثار الواردة عن الصحابة احتمال أن يكون قصد كل واحد منهم آخرية مخصوصة ولا يقصد الآخرية المطلقة كما نبه الزرقاني، وهذا مما فاتك فالأقوال فيها كثيرة، وكان يجب الإشارة إليه في الملخص مع المثال.
والراجح في أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن : قولك: آخر ما نزل، يراد به الآخرية المطلقة، وهو ليس المقصود من المسألة، لكن نقول: تفسير العلماء للآخرية المذكورة في الآثار.
من السور:
-سورة براءة ما كلام العلماء عنها؟
-سورة المائدة ،فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي
-سورة النصر،رواه مسلم عن ابن عباس. ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة أو آخر سورة نزلت كاملة وهو الراجح.
من الآيات:
الراجح أن آخرالقرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}،وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام. المذكورة في سياقها
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
-إشكال وجوابه
الإشكال:
-لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
الجواب:
أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة، والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون ،وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
والمسألة المتعلقة ببيان مسالك العلماء في التوفيق بين الآثار المروية عن الصحابة في أسباب النزول يمكنك مطالعتها بالتفصيل في نموذج الإجابة بإذن الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 24
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 14
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 88 %
وفقك الله

مها شتا 21 رمضان 1436هـ/7-07-2015م 08:56 AM

تلخيص محاضرة (بلغة المفسرمن علوم الحديث)
عناصر المحاضرة:
- مقدمة
*معني الانشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
* قواعد تفسير القرآن.
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير.
*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
* ضوابط في الاسرائيليات.
-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويلت التفسيرية.
*ملاحظات (من الأسئلة)
تلخيص المحاضرة

*معني الإنشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
الإنشاء لا يحتاج إلي مبدأ التثبت ،فالإنشاء لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها، أما الخبر فيحتاج إلي مبدأ التثبت لنعلم هل هو صحيح أم غير صحيح ،وهل هو مقبول أم مردود،هل هو صدقصدق أم كذب،ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها، وليس لقبول الإنشاء ورده.
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
وما يرد في كتب التفسير لا يخرج عن أحد هذين؛ إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا؛ فإذا كان إنشاءً فهذا يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسيرمثل:
-أن يكون موافقاً للغة العربية.
-أن لا يكون شئ يمكن أن يعترض به عليه.
ومثال ذلك:
حينما فسر بعض السلف؛ إما من الصحابة كما روي عن ابن عباس أو من التابعين كما روي عن الحسن البصري أو غيره قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177] وذهب بعضهم إلى أن الصر هنا هو البْرد أو
البَرد أو أنه الصوت والحركة أو أنه النار؛ ريح فيها نار أو نحو ذلك، فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر؛ يعني بالالتفات إلى قائله، "لو كنا حضورا عند الحسن البصري وهو يفسر قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177]؛ فهذا جاء من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.
أما ما كان من باب الخبر فيحتاج منا إلي مبدأ التثبت وفق للمعاير التي وضعها المحدثون لتكون ضوابط لقبول الأخبار أو ردها.
* قواعد تفسير القرآن.
تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك
ومنها: تفسير القرآن بالسنة
ومنها: تفسير القرآن بأقوال الصحابة
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين
. ثم تفسير القرآن بلغة العرب
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
مبدأ التثبت في قبول الأخبار مبدأ مقبول لدى كل الأمم. فليس هناك أمة من الأمم بترفض مبدأ التثبت، والدليل على هذا ما نراه في العالم أجمع خاصة في القضايا الأمنية وما يدور في المحاكم أيًّا كانت تلك المحاكم؛ فنجد أن ما يحصل مثلا من جرائم أو خصومات أو غير ذلك كلها تدور على مبدأ التثبت؛ إذن مبدأ التثبت مبدأ مطلوب لدى كل الأمم، وهو مبدأ عقلي لا شك فيه ولا ريب. لكن يكون الخلاف بين أمة الإسلام وبين غيرها من الأمم في تلك الضوابط التي وضعت لقبول هذه الأخبار؛ فنحن أمة شرفنا الله بالإسلام. ومن القضايا التي تهم في هذا قضية الإسناد الذي هو خصيصة من خصائص هذه الأمة المحمدية؛ فأمة محمد صلى الله عليه وسلم شرفها الله أيضًا بالإسناد الذي لم تحظى به أمة من الأمم ولم تشرف به أمة من الأمم على الإطلاق.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك.
ومن الأدلة علي ذلك:
1-و لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد هذه الأسانيد خاصة أنهم بحاجة إلى الورق، وبحاجة إلى الأقلام، وبحاجة إلى الأحبار التي يكتبون بها، وبحاجة إلى الوقت، وما إلى ذلك من أدوات الكتابة التي كان فيها صعوبة خاصة في العصور الأولى.
2-ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير. لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة فإن التعامل معه يمكن أن يكون وفق ضوابط معينة لعلي أشير إليها إن شاء الله تعالى. وإلا فإننا لا يمكن مثلا أن نأتي إلى كل ما يروى في تفسير كتاب الله جل وعلا ثم نطلق القول بقبوله.

*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
ما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين،والقرآن معظمه وغالبه كله يسير على هذا المجرى، أي: أنه يدرك بلغة العرب،أما المرويات التي لا يتساهل فيها:
1- 1-إن كانت هذه الرواية تتضمن حكماً ،وهذا الحكم مبين بآية آخري فهذا لا يمكن أحد أن يشك في قبوله ،أما إذا كان هكذا الحكم يستفاد من حديث ، أو من قول صحابي ، أو من قول تابعي ،فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق التثبت منه وذلك بتطبيق قواعد المحدثين عليه.
2- بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد مثل في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد،لا بد من تطبيق قواعد المحدثين فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
تدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك،
فالتدبر هنا لا بأس به، وهذا من الأمور التي دعا إليها كتاب الله جل وعلا نفسه {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} فإن التدبر مطلوب، لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت مثل والله أن يأتينا ويفسر مثلاً البقرة بأنها عائشة {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}– إن الله يأمركم أن تذبحوا عائشة – فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا، وكذب على الله، وكذب على شرع الله.
* ضوابط في الاسرائيليات.
إننا بحاجة إلى مفسرين مثل الحافظ ابن كثير رحمة الله تعالى عليه، الذي جمع بين الحديث وبين القدرة على تفسير كتاب الله جل وعلا، فابن كثير رحمه الله إذا مر على بعض هذه الأحاديث أو الروايات التي فيها ما يستدعي تطبيق قواعد المحدثين طبقها، ولم يقل إن هذا مما يسع فيه الأمر

-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، مثل ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت} والقصة الطويلة جداً
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
1- ما وافق شرعنا ودل عليه الدليل فهو شرع لنا.
2-ما خالف شرعنا ،فهو كذب مما حرف ،ولا تجوز روايته بحال مثل التطاول عل الأنبياء كما في الإخبار بأن لوطا عليه السلام شرب الخمر ففجر بابنتيه.
3-لا نستدلّ على صدقها ولا كذبها، فنحن في هذه الحال، نطبّق قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". إذن هذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم، مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو إلى بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.


*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
كتب التفسير التي وضعها الأئمة والتي تروي بالإسناد مثل: تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، مستدرك أبي عبد الله الحاكم وغير ذلك من كتب الحديث خاصة تلك الكتب التي تعد من الجوامع أو هي قريبة من الجوامع التي شملت جميع أبواب الدين فنجد فيها كتابا كاملا يتعلق بتفسير القرآن.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
فسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بأنه الشرك، نجد أن الحديث مخرج في الصحيحين، لمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …} الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"، إذن النبي صلى الله عليه وسلم فسّر الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}، إذن الظلم الذي ينبغي للمرء أن يحذر منه هو الشرك بالله، وأما ما دون ذلك فكل بني آدم خطّاء. إذن هذا من المرويات الصحيحة التي يُعتنى بها في كتب التفسير.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويات التفسيرية.
المفسر ينبغي له أولا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، مثل ما قلته مثلا: عن (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني) أو غير ذلك من كتب العلل_ فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة أنه قد كُفي، فيقول: هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئم.
قد يقول قائل: أنت الآن تجرئ الناس على الحكم على الأحاديث، أقول: لا، ليس هذا من هذا الموضوع؛ وإنما هذا من باب أخذ الحيطة،والورع عن قبول تلك الرواية.
لكن أهم شيء أن لا يستشهد بهذه الرواية مادام أنه وجد فيها راوياً ضعيفاً، أو تبين له من ضعف في الرواية أنها مرسلة؛ بمعنى أنه إن وجد علة ظاهرة؛ فإنه لا بأس أن يتوقف عن قبول الرواية لوجود تلك العلة الظاهرة؛ (العلة الظاهرة): إما سقط ظاهر في الإسناد, وإما وجود راوٍ مطعون فيه؛ إما في عدالته أو ضبطه, وأما بالنسبة للعلل الخفية, أو الحكم الجازم على الرواية ضعفاً، أو تصحيحاً فإن هذا يحتاج إلى دقة، لو كان طالب العلم الذي يريد أن يفسر قد تزود من علم الحديث، بحيث صار يملك القدرة على الحكم على الحديث، وعنده الآلة التي تعينه ؛ لا بد أن يكون كل الذين يتولون التفسير بهذه الصفة، لكن كما قلت: لا نحجرواسعًا لكن على الأقل يمكن للواحد منهم أن يأخذ الخطوط العريضة، والخطوط العريضة لا بد أن يصاحبها الحذر من إطلاق الحكم، وإنما يمكن أن يستعين بها من باب أخذ الحيطة، من باب الورع عن قبول تلك الرواية، فإذا أراد أن يدقق ويفتش أكثر، فإنه يمكن.. وهو لا يملك الآلة، أو لا يملك الآلة الدقيقة فإنه يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث.
ملاحظات:
-أنه يوجد خلاف في تعريف مصطلحات الحديث بين العصور الثلاثه الأولي وبين تعريفات ابن الصلاح.
-تعريف الحديث الحسن في العصور الأولي يختلف عن تعريف الحسن لابن الصلاح ،فتعريف الحسن عند العصور الأولي يُطلق على بعض الأحاديث التي فيها ضعف، ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه، ونحن نعرف أن الضعف يختلف؛ فهو إما بسبب سقط في الإسناد، وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته، وما يكون من طعن في الراوي، فإن هذا الطعن إما أن يكون إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته.
-علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات.
-المحدثين تساهلوا أحيانا، ليس فقط في أبواب التفسير، وليس فقط في باب التاريخ والسيرة، بل حتى في أحاديث الأحكام؛ فإنه إذا كان ذلك الحديث من الأحاديث التي تضمنت بعض الأحكام المقررة في بعض الأحاديث الأخرى؛ يعني: أن لهذا الحكم أصلا؛ فإنهم يتساهلون أيضا في قبوله، مثل أحاديث الترغيب والترهيب،أحاديث الفضائل وهذا مبدأ عند المحدثين.
-بالنسبة لأسانيد القراءات لا ينبغي أن يشدد فيها؛إلا في حال جهالة بعض رجال الإسناد مثل الانقطاع أو الخلل في الإسناد ،مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك،لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه.
-إن الكذب في الأخبار قد يكون عن عمد وقد يكون عن غير عمد،إنه قد نشأ عن توهم، ولذلك قد يكون هذا الذي حدّث بهذا الكذب قد يكون صادقا عادلا في نفسه، بل قد يكون من الصالحين وهلم جرا، ولكن يتوهم،وقد نبه علي ذلك كثير من الأئمة مثل الأمام مسلم في مقدمة صحيحه،فالذي لا يتعمد الكذب هذا، ليس معناه أن لا نتكلم على روايته ولا ننقدها، بل ننقدها ولا بد من بيانها.
-المراسيل إذا لم تتوفر فيها شروط الصحة إذا تعددت طرقها فهذا يدل علي أن لذلك الخبر أصل،كما حكي شيخ الإسلام.
-المراسيل منها ما يمكن أن يتقوى، ومنها ما لا يمكن أن يتقوى،مثل قصة الغرانيق.
-أن الوضع في الحديث، إنما نشأ بعد فتنة مقتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- كما قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم)، فينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.
-فالمراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة.
-حكم عنعنة غير المدلس، أنهم كانوا في الأصل مختلفين في قبول الإسناد المُعنعن؛ويقولون: كل إسناد ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهوليس له قيمة،ولكن لمّا طال العهد وجدوا أن الضرورة تفرض عليهم قبول الإسناد المُعنعن، فوضعوا لقبوله تلك الشروط المعروفة.
-شروط قبول المعنعن،ابرزها شرطي البخاري ومسلم:
1-اللُّقي أو (الاكتفاء بالمعاصرة).
2-الراوي عَرِيًّا عن وصمة التدليس.
لكن إذا جاءهم أي إشكال في الإسناد فإنهم يعودون للأصل.
-هل يؤخذ بالإسناد الناقص أم بالإسناد الزائد؟
الأصل الأخذ بالإسناد الزائد ولكن يؤخذ بالإسناد الناقص بشرطان:
الشرط الأول (وهو الأهم):
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
الشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.

مها شتا 22 رمضان 1436هـ/8-07-2015م 08:20 PM

ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف
عناصر الموضوع:
1-ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
-القسم الثاني ومثاله.
-القسم الثالث.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
تلخيص الموضوع:
1- ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
*ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ هو أن تكون آية نسخت آيه.
*ما لا يصح عليه أطلاق الناسخ والمنسوخ هو يذكر ما كان عليه عليه الأمم السابقة لأننا إذا قلنا بذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ والمنسوخ، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.[/color]
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
* {الحمد لله} ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله
* قوله ل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2].
قلت: أفترى أنه زال خوفه من الله وقد قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).: {رب العالمين} ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله.
* كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29]
* وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283]
* كل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185]
هذا ما ذكره السخاوي في جمال القراء

3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
-أسباب وقوع الخطأ في ادعاء النسخ هو الاحتلاف في فهم معني النسخ بين المتقدمين من السلف وبين المتأخرين.،فالمتقدمين كانوا يطلقون النسخ علي الأحوال المنتقلة النسخ ،وتامتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص انيا رافعا لحكم النص الأول.ذكره السخاوي في جمال القراء
- الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهو على الحقيقة قليل جدا.[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السيوطي في الإتقان[/color]
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك
-القسم الثاني ومثاله.
قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
-القسم الثالث.
رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
وكل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف
وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ
وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم} وهو لأمره أحفظ ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا} ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن} وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب
ذكره هبه الله بن سلامة المقري في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ،وبن حزم ايضا في الناسخ والمنسوخ،والقيسي في الإيضاح اناسخ القرآن ومنسوخه،والسخاوي في جمال القراء،والزركشي في البرهان،والسيوطي في التحبيروالإتقان.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت).
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
-قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم.
-قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}) ،أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها.
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
ذكره من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
قال: ومن كتاب مقاتل بن سليمان، أخبرنا به عبد الخالق بن الحسين السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل.
ومن كتاب مجاهد بن جبر، أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا عن مجاهد.
ومن كتاب النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس، عمر بن أحمد الدوري، وأبو بكر بن إبراهيم البزار قالا:حد ثنا عمر بن أحمد الدوري عن محمد بن إسماعيل الحساني عن وكيع بن الجراح عن النضر بن عربي عن عكرمة.
ومن كتاب محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن عطية عن ابن عباس، المظفر بن نظيف، قال: حدثنا به ابن كامل القاضي، محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ومن كتاب سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، أبو القاسم عبيد الله بن جنيقا الدقاق، أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ، الحسين بن عبد الله بن محمد عن محمد بن يحيى عن سعيد عن قتادة.
ذكره السخاوي في جمال القراء.

مها شتا 23 رمضان 1436هـ/9-07-2015م 12:41 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة فقد رفعت الواجب في صفحة التطبيقات ونسقته بالألوان ونقلته إلي صفحة أصوال التفسير ولكنه لم ينقل بالألوان وحاولت أن انسقه ثانية ولم يقبل مني وتخرج رساله إدارية تقول انتهي الوقت وتحتاج إلي إذن الإذن الأدارة ،ولاأدري ماذا أفعل، لويوجد طريقة لكي أعدله ممكن تدلوني عليها.
وجزاكم الله خيرا
وتقبل الله طاعتكم

إدارة الاختبارات 23 رمضان 1436هـ/9-07-2015م 03:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا (المشاركة 210136)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة فقد رفعت الواجب في صفحة التطبيقات ونسقته بالألوان ونقلته إلي صفحة أصوال التفسير ولكنه لم ينقل بالألوان وحاولت أن انسقه ثانية ولم يقبل مني وتخرج رساله إدارية تقول انتهي الوقت وتحتاج إلي إذن الإذن الأدارة ،ولاأدري ماذا أفعل، لويوجد طريقة لكي أعدله ممكن تدلوني عليها.
وجزاكم الله خيرا
وتقبل الله طاعتكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسختها لكِ هنا أختي
وحذفت لكِ الغير منسقة
يسر الله أمركِ

أمل عبد الرحمن 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م 11:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا (المشاركة 210083)
تلخيص محاضرة (بلغة المفسرمن علوم الحديث)
عناصر المحاضرة:
- مقدمة
*معني الانشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
* قواعد تفسير القرآن.
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير.
*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
* ضوابط في الاسرائيليات.
-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويلت التفسيرية.
*ملاحظات (من الأسئلة)
تلخيص المحاضرة

*معني الإنشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
الإنشاء لا يحتاج إلي مبدأ التثبت ،فالإنشاء لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها، أما الخبر فيحتاج إلي مبدأ التثبت لنعلم هل هو صحيح أم غير صحيح ،وهل هو مقبول أم مردود،هل هو صدقصدق أم كذب،ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها، وليس لقبول الإنشاء ورده. (ينتبه إلى أن ما ذكرة الشيخ حفظه الله لا يعد تعريفا للإنشاء والخبر إنما تفريقا بينهما من حيث خضوع كل منهما لمبدأ التثبت).
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
وما يرد في كتب التفسير لا يخرج عن أحد هذين؛ إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا؛ فإذا كان إنشاءً فهذا يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسيرمثل:
-أن يكون موافقاً للغة العربية.
-أن لا يكون شئ يمكن أن يعترض به عليه.
ومثال ذلك:
حينما فسر بعض السلف؛ إما من الصحابة كما روي عن ابن عباس أو من التابعين كما روي عن الحسن البصري أو غيره قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177] وذهب بعضهم إلى أن الصر هنا هو البْرد أو
البَرد أو أنه الصوت والحركة أو أنه النار؛ ريح فيها نار أو نحو ذلك، فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر؛ يعني بالالتفات إلى قائله، "لو كنا حضورا عند الحسن البصري وهو يفسر قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177]؛ فهذا جاء من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.
أما ما كان من باب الخبر فيحتاج منا إلي مبدأ التثبت وفق للمعاير التي وضعها المحدثون لتكون ضوابط لقبول الأخبار أو ردها.
* قواعد تفسير القرآن.
تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك
ومنها: تفسير القرآن بالسنة
ومنها: تفسير القرآن بأقوال الصحابة
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين
. ثم تفسير القرآن بلغة العرب
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
مبدأ التثبت في قبول الأخبار مبدأ مقبول لدى كل الأمم. فليس هناك أمة من الأمم بترفض مبدأ التثبت، والدليل على هذا ما نراه في العالم أجمع خاصة في القضايا الأمنية وما يدور في المحاكم أيًّا كانت تلك المحاكم؛ فنجد أن ما يحصل مثلا من جرائم أو خصومات أو غير ذلك كلها تدور على مبدأ التثبت؛ إذن مبدأ التثبت مبدأ مطلوب لدى كل الأمم، وهو مبدأ عقلي لا شك فيه ولا ريب. لكن يكون الخلاف بين أمة الإسلام وبين غيرها من الأمم في تلك الضوابط التي وضعت لقبول هذه الأخبار؛ فنحن أمة شرفنا الله بالإسلام. ومن القضايا التي تهم في هذا قضية الإسناد الذي هو خصيصة من خصائص هذه الأمة المحمدية؛ فأمة محمد صلى الله عليه وسلم شرفها الله أيضًا بالإسناد الذي لم تحظى به أمة من الأمم ولم تشرف به أمة من الأمم على الإطلاق.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك.
ومن الأدلة علي ذلك:
1-و لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد هذه الأسانيد خاصة أنهم بحاجة إلى الورق، وبحاجة إلى الأقلام، وبحاجة إلى الأحبار التي يكتبون بها، وبحاجة إلى الوقت، وما إلى ذلك من أدوات الكتابة التي كان فيها صعوبة خاصة في العصور الأولى.
2-ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير. لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة فإن التعامل معه يمكن أن يكون وفق ضوابط معينة لعلي أشير إليها إن شاء الله تعالى. وإلا فإننا لا يمكن مثلا أن نأتي إلى كل ما يروى في تفسير كتاب الله جل وعلا ثم نطلق القول بقبوله.

*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
ما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين،والقرآن معظمه وغالبه كله يسير على هذا المجرى، أي: أنه يدرك بلغة العرب،أما المرويات التي لا يتساهل فيها:
1- 1-إن كانت هذه الرواية تتضمن حكماً ،وهذا الحكم مبين بآية آخري فهذا لا يمكن أحد أن يشك في قبوله ،أما إذا كان هكذا الحكم يستفاد من حديث ، أو من قول صحابي ، أو من قول تابعي ،فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق التثبت منه وذلك بتطبيق قواعد المحدثين عليه.
2- بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد مثل في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد،لا بد من تطبيق قواعد المحدثين فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
تدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك،
فالتدبر هنا لا بأس به، وهذا من الأمور التي دعا إليها كتاب الله جل وعلا نفسه {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} فإن التدبر مطلوب، لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت مثل والله أن يأتينا ويفسر مثلاً البقرة بأنها عائشة {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}– إن الله يأمركم أن تذبحوا عائشة – فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا، وكذب على الله، وكذب على شرع الله.
* ضوابط في الاسرائيليات.
إننا بحاجة إلى مفسرين مثل الحافظ ابن كثير رحمة الله تعالى عليه، الذي جمع بين الحديث وبين القدرة على تفسير كتاب الله جل وعلا، فابن كثير رحمه الله إذا مر على بعض هذه الأحاديث أو الروايات التي فيها ما يستدعي تطبيق قواعد المحدثين طبقها، ولم يقل إن هذا مما يسع فيه الأمر

-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، مثل ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت} والقصة الطويلة جداً
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
1- ما وافق شرعنا ودل عليه الدليل فهو شرع لنا.
2-ما خالف شرعنا ،فهو كذب مما حرف ،ولا تجوز روايته بحال مثل التطاول عل الأنبياء كما في الإخبار بأن لوطا عليه السلام شرب الخمر ففجر بابنتيه.
3-لا نستدلّ على صدقها ولا كذبها، فنحن في هذه الحال، نطبّق قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". إذن هذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم، مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو إلى بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.


*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
كتب التفسير التي وضعها الأئمة والتي تروي بالإسناد مثل: تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، مستدرك أبي عبد الله الحاكم وغير ذلك من كتب الحديث خاصة تلك الكتب التي تعد من الجوامع أو هي قريبة من الجوامع التي شملت جميع أبواب الدين فنجد فيها كتابا كاملا يتعلق بتفسير القرآن.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
فسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بأنه الشرك، نجد أن الحديث مخرج في الصحيحين، لمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …} الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"، إذن النبي صلى الله عليه وسلم فسّر الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}، إذن الظلم الذي ينبغي للمرء أن يحذر منه هو الشرك بالله، وأما ما دون ذلك فكل بني آدم خطّاء. إذن هذا من المرويات الصحيحة التي يُعتنى بها في كتب التفسير.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويات التفسيرية.
المفسر ينبغي له أولا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، مثل ما قلته مثلا: عن (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني) أو غير ذلك من كتب العلل_ فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة أنه قد كُفي، فيقول: هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئم.
قد يقول قائل: أنت الآن تجرئ الناس على الحكم على الأحاديث، أقول: لا، ليس هذا من هذا الموضوع؛ وإنما هذا من باب أخذ الحيطة،والورع عن قبول تلك الرواية.
لكن أهم شيء أن لا يستشهد بهذه الرواية مادام أنه وجد فيها راوياً ضعيفاً، أو تبين له من ضعف في الرواية أنها مرسلة؛ بمعنى أنه إن وجد علة ظاهرة؛ فإنه لا بأس أن يتوقف عن قبول الرواية لوجود تلك العلة الظاهرة؛ (العلة الظاهرة): إما سقط ظاهر في الإسناد, وإما وجود راوٍ مطعون فيه؛ إما في عدالته أو ضبطه, وأما بالنسبة للعلل الخفية, أو الحكم الجازم على الرواية ضعفاً، أو تصحيحاً فإن هذا يحتاج إلى دقة، لو كان طالب العلم الذي يريد أن يفسر قد تزود من علم الحديث، بحيث صار يملك القدرة على الحكم على الحديث، وعنده الآلة التي تعينه ؛ لا بد أن يكون كل الذين يتولون التفسير بهذه الصفة، لكن كما قلت: لا نحجرواسعًا لكن على الأقل يمكن للواحد منهم أن يأخذ الخطوط العريضة، والخطوط العريضة لا بد أن يصاحبها الحذر من إطلاق الحكم، وإنما يمكن أن يستعين بها من باب أخذ الحيطة، من باب الورع عن قبول تلك الرواية، فإذا أراد أن يدقق ويفتش أكثر، فإنه يمكن.. وهو لا يملك الآلة، أو لا يملك الآلة الدقيقة فإنه يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث.
ملاحظات:
-أنه يوجد خلاف في تعريف مصطلحات الحديث بين العصور الثلاثه الأولي وبين تعريفات ابن الصلاح.
-تعريف الحديث الحسن في العصور الأولي يختلف عن تعريف الحسن لابن الصلاح ،فتعريف الحسن عند العصور الأولي يُطلق على بعض الأحاديث التي فيها ضعف، ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه، ونحن نعرف أن الضعف يختلف؛ فهو إما بسبب سقط في الإسناد، وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته، وما يكون من طعن في الراوي، فإن هذا الطعن إما أن يكون إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته.
-علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات.
-المحدثين تساهلوا أحيانا، ليس فقط في أبواب التفسير، وليس فقط في باب التاريخ والسيرة، بل حتى في أحاديث الأحكام؛ فإنه إذا كان ذلك الحديث من الأحاديث التي تضمنت بعض الأحكام المقررة في بعض الأحاديث الأخرى؛ يعني: أن لهذا الحكم أصلا؛ فإنهم يتساهلون أيضا في قبوله، مثل أحاديث الترغيب والترهيب،أحاديث الفضائل وهذا مبدأ عند المحدثين.
-بالنسبة لأسانيد القراءات لا ينبغي أن يشدد فيها؛إلا في حال جهالة بعض رجال الإسناد مثل الانقطاع أو الخلل في الإسناد ،مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك،لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه.
-إن الكذب في الأخبار قد يكون عن عمد وقد يكون عن غير عمد،إنه قد نشأ عن توهم، ولذلك قد يكون هذا الذي حدّث بهذا الكذب قد يكون صادقا عادلا في نفسه، بل قد يكون من الصالحين وهلم جرا، ولكن يتوهم،وقد نبه علي ذلك كثير من الأئمة مثل الأمام مسلم في مقدمة صحيحه،فالذي لا يتعمد الكذب هذا، ليس معناه أن لا نتكلم على روايته ولا ننقدها، بل ننقدها ولا بد من بيانها.
-المراسيل إذا لم تتوفر فيها شروط الصحة إذا تعددت طرقها فهذا يدل علي أن لذلك الخبر أصل،كما حكي شيخ الإسلام.
-المراسيل منها ما يمكن أن يتقوى، ومنها ما لا يمكن أن يتقوى،مثل قصة الغرانيق.
-أن الوضع في الحديث، إنما نشأ بعد فتنة مقتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- كما قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم)، فينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.
-فالمراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة.
-حكم عنعنة غير المدلس، أنهم كانوا في الأصل مختلفين في قبول الإسناد المُعنعن؛ويقولون: كل إسناد ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهوليس له قيمة،ولكن لمّا طال العهد وجدوا أن الضرورة تفرض عليهم قبول الإسناد المُعنعن، فوضعوا لقبوله تلك الشروط المعروفة.
-شروط قبول المعنعن،ابرزها شرطي البخاري ومسلم:
1-اللُّقي أو (الاكتفاء بالمعاصرة).
2-الراوي عَرِيًّا عن وصمة التدليس.
لكن إذا جاءهم أي إشكال في الإسناد فإنهم يعودون للأصل.
-هل يؤخذ بالإسناد الناقص أم بالإسناد الزائد؟
الأصل الأخذ بالإسناد الزائد ولكن يؤخذ بالإسناد الناقص بشرطان:
الشرط الأول (وهو الأهم):
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
الشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.


أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، واستخلاصك للعناصر ممتاز لولا ما حصل من الاعتماد على النسخ الحرفي فنرجو التخلص من هذا المأخذ الخطير لأنه سيحول بينك وبين التميز والإتقان.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله

أمل عبد الرحمن 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م 12:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا (المشاركة 210142)
ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف
عناصر الموضوع:
1-ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
-القسم الثاني ومثاله.
-القسم الثالث.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
تلخيص الموضوع:
1- ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
*ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ هو أن تكون آية نسخت آيه.
*ما لا يصح عليه أطلاق الناسخ والمنسوخ هو يذكر ما كان عليه عليه الأمم السابقة لأننا إذا قلنا بذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ والمنسوخ، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.[/color]
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
* {الحمد لله} ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله
* قوله ل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2].
قلت: أفترى أنه زال خوفه من الله وقد قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).: {رب العالمين} ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله.
* كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29]
* وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283]
* كل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185]
هذا ما ذكره السخاوي في جمال القراء

3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
-أسباب وقوع الخطأ في ادعاء النسخ هو الاحتلاف في فهم معني النسخ بين المتقدمين من السلف وبين المتأخرين.،فالمتقدمين كانوا يطلقون النسخ علي الأحوال المنتقلة النسخ ،وتامتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص انيا رافعا لحكم النص الأول.ذكره السخاوي في جمال القراء
- الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهو على الحقيقة قليل جدا.[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السيوطي في الإتقان[/color]
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك
-القسم الثاني ومثاله.
قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
-القسم الثالث.
رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
وكل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف
وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ
وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم} وهو لأمره أحفظ ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا} ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن} وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب
ذكره هبه الله بن سلامة المقري في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ،وبن حزم ايضا في الناسخ والمنسوخ،والقيسي في الإيضاح اناسخ القرآن ومنسوخه،والسخاوي في جمال القراء،والزركشي في البرهان،والسيوطي في التحبيروالإتقان.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت).
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
-قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم.
-قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}) ،أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها.
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
ذكره من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
قال: ومن كتاب مقاتل بن سليمان، أخبرنا به عبد الخالق بن الحسين السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل.
ومن كتاب مجاهد بن جبر، أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا عن مجاهد.
ومن كتاب النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس، عمر بن أحمد الدوري، وأبو بكر بن إبراهيم البزار قالا:حد ثنا عمر بن أحمد الدوري عن محمد بن إسماعيل الحساني عن وكيع بن الجراح عن النضر بن عربي عن عكرمة.
ومن كتاب محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن عطية عن ابن عباس، المظفر بن نظيف، قال: حدثنا به ابن كامل القاضي، محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ومن كتاب سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، أبو القاسم عبيد الله بن جنيقا الدقاق، أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ، الحسين بن عبد الله بن محمد عن محمد بن يحيى عن سعيد عن قتادة.
ذكره السخاوي في جمال القراء.


أحسنت بارك الله فيك
ويراجع نموذج الإجابة هنا مع وجود تنبيهات مهمة للشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله

مها شتا 11 صفر 1437هـ/23-11-2015م 03:07 AM

حل مجلس مذاكرة مقدمة بن كثير
 
أجب عما يلي:
1: اذكر المقاصد الرئيسة التي اشتملت عليها مقدمة تفسير ابن كثير.
ج1-
المقصد العام : بيان جمع من المسائل المهمة في أصول التفسير وعلوم القرآن التي يحتاج إليها طالب علم التفسير قبل القراءة في التفسير .
المقاصد الرئيسية التي اشتملت عليها مقدمة بن كثير :
1-بيان بعض القواعد في أصول التفسير.
2-بيان فضل القرآن .
3-جمع القرآن لكريم كتابه المصاحف.
4- نزول القرآن علي سبعة أحرف.
5-آداب تلاوة القرآن الكريم.
6-فوائد عامة.

2: اذكر حكم التفسير، وبيّن فضله.
حكم تعلم التفسير فيه تفصيل :
-فهو واجب علي العلماء أن يتعلموا تفسير كتاب الله والكشف عن معانية والتبحر ويعلموا للناس ،والدليل (وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتو الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاًفبئس ما يشترون)آل عمران.
-أما بالنسبة لجميع المسلمين دون العلماء فهو مستحب لهم أن يتفهموا كتاب ربهم ويتدبروه ، والدليل (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) النساء
وقول تعالي ( كتاب آنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)ص
-فضل تدبر القرآن :
1- امتدح الله من يتدبر آيات الله ووصفهم بأنهم ذوي العقول السليمة السديدة.
2- ذم الله أهل الكتاب المعرضين عن كتابه ، فعلينا نحن أن ننتهي عن ما ذمهم الله به ونأتمر بما أمرنا سبحانه به من تعلم القرآن الذي هو كلام الله وتهمه وتعليمه للناس وتفهيمهم.
3- تعليم كتاب الله وتفسيره يلين القلوب بالإيمان والهدي .
4- تعليم كتاب الله يزيل قسوة القلب التي سببها الذنوب.

3: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
*أحسن طرق التفسير :
1-تفسير القرآن بالقرآن ،فما أجمل في مكان فأنه يفسر في مكان آخر .
2- تفسير القرآن بالسنة ،فان السنة شارحة وموضحة للقرآن ،قال تعالي(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)النحل
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة ، فأنهم أعلم الناس بعد الرسول صلي الله عليه وسلم بأحوال التنزيل لما شاهدوا من القرائن وأحوال نزول القرآن ،ولما لهم من العلم والفهم الصحيح ، واللغة الصحيحة ،وما لهم من الأعمال الصالحة.
*ونفسر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة بأقوال التابعين ،كمجاهد بن جبر ،وسعيدبن جبير ، وعكرمة ،وعطاء ،والحسن البصري وغيرهم من التابعين وتابعي التابعين ،فإذا لم نجد تفسير الآية عندهم نرجع إلي اللغة [لغة القرآن والسنة وغة العرب عموماً].
4: تكلّم باختصار عن فضل القرآن.
ج4فضل القرآن:
فضل القرآن لا يعد ولا يحصي ومنها:
1-القرآن مهيمن علي جميع الكتب السابقة ، قال تعالي ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يدية من الكتاب ومهيمناً عليه ) المائدة
ومعني مهيمناً : أي الأمين عليه ، فالقرآن أمين علي كل كتاب قبله ومؤتمناً عليه،وناسخاً وخاتماً لها.
2 أن الله تعالي تحدي البشر أن يأتوا بمثل آيات القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً قال تعالي: (قل لئن اجتمعت الأنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) الأسراء
3- أنه معجزة النبي صل الله عليه وسلم الخالدة ،قال النبي صل الله عليه وسلم ( ما من النبياء نبي إلا اعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة).
4-ابتداء نزول القرآن في أشرف الأماكن ، في البلد الحرام.
5- ابتداء نزول القرآن في أشرف الأزمنة وهو شهر رمضان .
6-نزل به أفضل رسول ملكي وهو جبريل قال تعالي ( قل نزل به الروح الأمين) الشعراء
7-نزل علي أفضل الرسل محمد صلي الله عليه وسلم ،وهو ميراثه صلي الله عليه وسلم قال تعالي :) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فاطر ، وقال صلي الله عليه وسلم :( إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً)
8- نزل القرآن بلسان عربياً ،قال تعالي) :قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون)
9-فضل القرآن علي سائر الكلام كفضل الله علي سائر الخلق.
10-نزول القرآن منجماً بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به.
11-فضلت هذه الأمة مع قصر مدتها علي سائر الأمم الماضية مع طول مدتها ،بفضل هذا الكتاب قال تعالي:( كنتم خير أمة اخرجت للناس) آل عمران، فاليهود استعملهم الله من زمن موسي إلي زمن عيسي عليهم السلام ،والنصاري من زمان عيس إلي زمن محمد عليهم الصلا والسلام ،استعمل الله أمة محمد صل الله عليه وسلم إلي قيام الساعة .
12- أفضل الناس من تعلم القرآن وعلمه ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم :{إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)، [إن هذا القرآن يرفع الله به أقواماً ويضع آخرين]،وصاحب القرآن محسود من الناس للفضل الذي يحمله.
5: تكلّم باختصار عن مراحل جمع القرآن.
ج5 مراحل جمع القرآن:
جمع القرآن يقصد به الجمع في الصدور (وهو الأصل) والجمع في السطور:
أولا :الجمع في الصدور
فهو تيسير حفظه للمسلمين ، قال تعالي (سنقرئك فلا تنسي )القيامة،وقال بن مسعود:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم،وعن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار.
ثانيا:الجمع في السطور
مر الجمع في السطور بمراحل متعددة كل مرحلة لها سماتها :
المرحلة الأولي : في عهد النبي صل الله عليه وسلم ، في العهد المكي لم يكن للنبي صلي الله عليه وسلم عناية ظاهرة بتدوين القرآن ، أما في العهد المدني اعتني صلي الله عليه وسلم بكتابة القرآن فكتب ما نزل عليه بمكة وكل ما نزل عليع بالمدينة كتبه في حينه ، وكان له كتبة للوحي وكان أشهرهم زيد بن ثابت ضي الله عنه.
سمات هذه المرحلة:
*لم يكن القرآن مجموعاً في مصحف واحد في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، بل كان مفرقاً علي عسب النخل والالرقاع واللخاف ،وذلك لأن الحاجة لم تدع إلي جمعه.
*أن القرآن الذي نقرؤه كله كان مكتوباً في عهد النبي صلي الله عله وسلم.
*أنه قد يوجد من المكتوب ما تركت تلاوته في العرضة الأخيرة.
المرحل الثانية: في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه،وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق رضي الله عنه وأرضاه،وكان سبب ذلك الخوف من ذهاب القراء بعد مقتل أهل اليمامة ،روي البخاري عن زيد بن ثابت : زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
سمات هذه المرحلة:
*أن القصد منه جمع المكتوب المتفرق من القرآنفي مصحف واحد.
*أن سبب الجمع خوف أن يستحر القتل بالقراء في الحروب،فيذهب شئ من القرآن .
* المجموع في المصحف هو ما ثبتت قرآنيته.
المرحلة الثالثة: في عهد عثمان رضي الله عنه،وكان القصد من عمل عثمان هو نسخ مصاحف من مصحف أبي بكر الذي هو أصل العمل ،
"فأرسل عثمان إلي حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلي عثمان"،وكان السبب في ذلك:ما رواة البخاري أن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.
سمات هذه المرحلة:
*اصل في نسخ المصاحف الرواية ،لأن الأصل في القرآن المسمع المحفوظ في الصدور.
*المنهخ المتبع في رسم المصحف هو الكتابة بلسان قريش إذا حدث الاختلاف في اللهجات بين الرهط القريشين وزيد بن ثابت للأن القرآن نزل بلهجة قريش .
* أن عثمان رضي الله عنه كون لجنه لنسخ المصحف مكونة من ثلاثة مكيون هم عبد اله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وزيد بن ثابت الأنصاري .
6: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف؟
ج6
*المقصودبالأحرف السبعة :
فالأول- وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهل
القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.

القول الرابع: وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه.

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف.
-معني نزول القرآن علي سبعة أحرف
نزل التخفيف علي الأمة بالأحرف السبعة كما نصت عليه الأحاديث:
*عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
*عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)).

7: بيّن فضل تلاوة القرآن، واذكر أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة.
*فضل تلاوة القرآن
-منزلة صاحب القرآن في الآخرة.
عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).
-القرآن يشفع للعبد يوم القيامة.
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
-القرآن نور اصاحبه يوم القيامة.
عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة))
-تحصيل الأجور الكثيرة.
عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك، عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم. فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم)).
-الجسد الذي يقرأ القرآن لا تمسه النار.
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق)).
-يجاب دعوته.
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).
-يكون من أهل الله وخاصته.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)).
-يبارك الله في البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويكثر خيره.
عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
-القرآن شافع مشفع.
عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار))

*آداب تلاوة القرآن
- استحضار النية ووجوب الأخلاص لله عز وجل.
-أن يقرأ القرآن علي تمهل ومكث.
-يجمع قلبه علي القرأة وفهم كلام اللهوالتماس غرائبه.
-أن يتغني بالقرآن.
-أن يتلوةه وكأنه يخشي الله.
-أن يحسن صوته بالقرآن.
-أن يتحزن بالقرآن.
-المداومة علي تلاوة القرآن وعدم هجره (الحال المرتحل).


الساعة الآن 08:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir