معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=957)
-   -   صفحة الطالبة هبة مجدي لدراسة أصول التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23849)

هبة مجدي محمد علي 8 جمادى الآخرة 1436هـ/28-03-2015م 03:38 AM


نلخيص الدرس :

1-أنواع النقل:

1-إما أن يكون صدقا مطابقا للواقع.
2-يكون كذبا عمدا.
3-يكون مخطئا.

2-حكم تعدد الروايات .

-الْحَدِيثُ إذا جَاءَ منْ جِهَتَيْنِ أَوْ أكثر ، وَلم يتواطأ رواته على الكذب ، وَكان مثله لاَ تَقَعُ الْمُوَافَقَةُ فِيهِ اتِّفاقًا بِلاَ قَصْدٍ ، عُلِمَ أنَّهُ صَحِيحٌ .
وإذا كان الحديث ضعبفا لإرساله أو ضعف رواته مثلا فإن تعددت طرقه دل هذا على صدقه.
-أكثر الذين يروون التفسير لا يتعمدون الكذب خاصةً من الصحابة فالتابعين وكثير ممن تبع التابعين .
-يكفي في التفسير ان يكون النقل عمن لم يتعمد الكذب ولا يتشدد في سنده كالحديث في غير التفسير..
-إذا كانت القصة الطويلة واختلفوا في بعض تفاصيلها فلا يدل أن القصة غير صحيحة ؛ بل ننظر في الاختلاف من حيث الترجيح ويكون أصل القصة أو الحديث قد اتفقوا عليه.

3-أمثلة لتعددالروايات في التفسير: أولا: قوله تعالى(والبيت المعمور).

1-الكعبة:ذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.
2-البيت الذي في السماء وهذا اختلفوا في وصفه :
ورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليس
يقالُ لهم: الحِنُّ.
نوع الخلاف هنا : خلاف التواطؤ.
تحرير القول فيه :المرادِ به البيتَ الذي في السماءِ ؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.
فقد اتَّفقَتْ هذه الرواياتُ على أنه بيتٌ في السماءِ، واختلفتْ في أوصافِه.
وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ.
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.

ثانيا: قوله تعالى(حور مقصورات في الخيام):
قال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
وكذلك ورَدَ عن أبي الأحوصِ أنه قال: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ.
وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
ووَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ.
في هذا التفسيرِ تقريبُ عبارةٍ كما ذكر شيخُ الإسلامِ في النوعِ الرابعِ من أنواعِ اختلافِ السَّلفِ. فإِذَنْ هذه الخيامُ من لؤلؤٍ أو من دُرٍّ مجوف .
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ.
كذلك كونُ مصارِيعِها – أي: أبوابِها – من ذهبٍ، وأنَّ عدَدَها كذا مِصراعًا،هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
كذلك كونُ هذه الخيامِ من فضةٍ، هذا واردٌ عن مجاهدٍ وقد انفردَ به فيُتوقَّفُ فيه.

ثالثا:قوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق).

القولُ الأولُ والثالثُ والرابعُ تَرْجِعُ كلُّها إلى معنًى واحدٍ وهو العِتقُ.
أما القولُ الثاني فإنه من عَتُقَ الشيءُ إذا صار قديمًا، فاختلفَ في دلالَتِه عن الأقوالِ الأخرى.
فصار الخلافُ إذًا يرجعُ إلى قولَيْنِ أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ، والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
فسببُ الخلافِ إذًا يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.
وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ.
والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا.
وقد قيل أنَّ القولَ الأولَ أرجحُ؛ لأنَّ فيه روايةً مُسندَةً عن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان فيها ضعفٌ، كما أنه من قولِ مجاهدٍ وهو إمامُ التابِعين في التفسيرِ, وعَضَّدَهُ قولُ قتادةَ، فهو أشْبَهُ بقولِ الجمهورِ، فمِثلُ هذا الترجيحِ يُقبلُ؛ لأنه من بابِ التقديمِ الأوْلَى، وإن كانت الآيةُ محتمِلةً للقولَين معًا.

رابعا: قوله تعالى (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية):
} الطاغيةُ فيها ثلاثةُ أقوالٍ:
وهذا الاختلافُ يرجِعُ إلى معنى واحدٍ وهو الطغيانُ، ولكنه يَرجِعُ إلى أكثرَ من ذاتٍ، فقد يكونُ راجعًا إلى العذابِ, أو إلى الفِعلِ المعذَّبِ بِسَبَبِه, أو إلى الرجُلِ الذي عَقرَ الناقةَ.
ويُلاحَظُ أنه إذا فُسِّرت الآيةُ على أحدِ الأقوالِ فإنَّ معنى (الباء) في قولِه (بالطاغيةِ) يختلفُ من قولٍ إلى قولٍ، فتكونُ بمعنى السببيَّةِ، إذا قلتَ: (فأُهْلِكُوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ كُفرِهم وطغيانِهم، وتكونُ بمعنى الواسطةِ إذا قلتَ: (فأُهلِكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بالصَّيحةِ الطاغيةِ، وتكونُ بمعنى السببيةِ إذا قُلنا: (فأُهلكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ عاقرِ الناقةِ.
وهذه المعاني تَرجعُ إلى اختلافِ التنوُّعِ. فهي كلُّها محتمَلةٌ، ويمكنُ أن يفسَّرَ بها من جهةِ المعنى, ومن جهةِ السياقِ.
ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
أو يكون المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ. .


خامسا: قوله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب):
ذكر ابن الجوزي فيها ستة أقوال.
الغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ.
أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فالوحيُ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ للصحابةِ وبالنسبةِ لنا نحن أيضًا، وكذلك القرآنُ قَبلَ أن ينـزلَ يُعتبرُ غيبًا، وكذلك ذاتُ اللَّهِ عز وجل وصفاتُه تُعتبرُ غيبًا، وكلُّ ما غابَ عن العبادِ من أمرِ الجنةِ والنارِ ونحوِ ذلك مما ذَكرَ القرآنُ فإنه يَصدُقُ عليه أنه غيبٌ، وكذلك قَدَرُ اللَّهِ عز وجل لا أحدَ يعرِفُه فهو يُعتبرُ غيبًا، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ لمَن جاء بعدَه.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ. فيكون ماذكر من باب الأمثلة.وهو اختلاف تنوع أيضا.


سادسا: قوله تعالى (وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا):

(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ.
هذا يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ.

سابعا: قوله تعالى (فذرني والمكذبين أولي النعمة ):

المرادَ بـ (المكذِّبين أُولي النَّعمَةِ) قومٌ موصوفون بأنهم أصحابُ نَعمةٍ، و اختلف في تعيينِهم؛ فمنهم مَن قال: نزلتْ في المطعِمين من كفارِ قريشٍ الذين كانوا يُطعِمون في غزوةِ بدرٍ، ومنهم مَن قال: نَزلتْ في بني المغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ، ومنهم مَن قال: نزلتْ في المستهزِئين الذين هم صناديدُ قريشٍ.
هذه الأقوالِ وجدتَها تدخُلُ تحتَ اللَّفظِ العامِّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ من هؤلاءِ المذكورين يَدخلُ في عمومِ المكذِّبين أولي النَّعمةِ، لكن هذا العمومَ لا ينحصرُ في هؤلاءِ المذكورين فقط، بل يشملُ غيرَهم.
والعامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ يَدخلُ تحتَ بابِ اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنه يَرجعُ إلى معنًى واحدٍ.

ثامنا: قوله تعالى (وطعاما ذا غصة ..):

أربعةُ أقوالٍ: ؛ فالغُصَّةُ كما قال ابنُ الجوزيِّ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه.
فإما يراد به الزقوم أو الضريع أو الغسلين أو الشوك.
ويَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ. أو يرجع إلى الوصف الذي حذف موصوفه.


تاسعا: قوله تعالى (ولاتمنن تستكثر):
هذه الأقوالِ وجدتَها تَرجعُ إلى معنَيَيْن كُلِّيَّيْن، فهي إما أن تَرجعَ إلى المِنَّةِ من قولِهم: مَنَّ فلانٌ بما أعطى. أو إلى المَنِّ الذي هو الضَّعفُ، من قولِهم: حَبلٌ مَنينٌ؛ أي: ضَعيفٌ.
فالقولُ الأولُ: لا تُعطي عطيةً تلتمسُ بها أفْضلَ منها، هذا يَدخلُ في المِنَّةِ.
والقولُ الثاني: ولا تَمنُنْ بعمَلِك تَستكْثِرُه على ربِّكَ، أيضًا يَدخلُ في المِنَّةِ.
أما مَن قال بأن المرادَ: لا تَضْعُفْ عن الخيرِ أنْ تستكْثِرَ منه، فهذا القولُ راجعٌ إلى مادَّةٍ أخرى هي الضَّعفُ.
وأما القولُ بأن معنى هذه الآيةِ لا تَمنُنْ على الناسِ بالنُّبوَّةِ لتأخُذَ عليها منهم أجْرًا فهذا أيضًا راجعٌ إلى المِنَّةِ.
فرجعتْ هذه الأقوالُ إلى المعنَيَيْن الكُلِّيَّين السابقَين.
وسبب الاختلافُ يرجعُ إلى الاشتراكِ اللُّغويِّ.
وهذه الأقوالُ كلُّها محتملَةٌ، والخلافُ خلافُ تنوُّعٍ، وليس خلافَ تضادٍّ.
والأقوالُ ترجعُ إلى أكثرَ مِن معنى، وإن كانت في النهايةِ تَرجعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ, وهي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ المخاطَبُ بالآيةِ.

عاشرا: قوله تعالى (إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ....) :
هذا من أمثلة اختلاف التضاد.ففي الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.

الحادي عشر : قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ..):

القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
والقول الثاني أنها نزلت في الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قال : أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ.
هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو من باب التَّمثيلِ للمعنى العامِّ .


هبة مجدي محمد علي 8 جمادى الآخرة 1436هـ/28-03-2015م 05:07 PM

تلخيص درس من القسم الرابع من المقدمة لابن تيمية
 
في النَّوعِ الثَّاني : الخِلاَفُ الوَاقِعُ فِي التَّفسيرِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِدْلالِ .

موضوع الدرس : الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال وأنواعه وأمثلة عليه.


العناصر :
1-الخلاف في الاستدلال لم يكن في عهد الصحابة ولا التابعين.
2-أنواع الاختلاف الواقع في التفسير في الاستدلال :
أولا : الذين اعتقدوا ثم فسروا على وفق هواهم فنظروا للمعنى دون اللفظ.
أمثلة.
التفسير بالرأي المذموم.
ثانيا : الذين نظروا للفظ فقط دون المعنى.



التلخيص :



العناصر :
1-الخلاف في الاستدلال لم يكن في عهد الصحابة ولا التابعين:
ذلك بأنهم فسروا القرآن وراعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب .
فراعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق.
ولذلك فالتفاسير التي اقتصرت على ماورد عن الصحابة والتابعين خلت من هذا مثل تفسير عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن مردويه والإمام أحمد واسحاق وابن جرير وبقي بن مخلد ووكيع وغيرهم.

2-أنواع الاختلاف الواقع في التفسير في الاستدلال :
أولا : الذين اعتقدوا ثم فسروا على وفق هواهم فنظروا للمعنى دون اللفظ:
هؤلاء راعوا المعنى الذي رأوه بغض النظر هل الآية تحتمله أم لا.
وهم صِنْفَانِ :
تَارَةً يَسْلِبُونَ لَفْظَ القُرْآنِ وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ وَأُرِيدَ بِهِ .
وَتَارَةً يَحْمِلُونَهُ عَلَى مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يُرَدْ بِهِ .

أمثلة :

1-تفسير الخارجي لآيات الوعيد وتفسير المرجئ لآيات الوعد.
2- تفسير الرافضي لقوله تعالى {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية.
3-تفسير قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) يصرفونها عن النظر بالعين إلى الإنتظار رغم أن اللغة لا تحتمله مع التعدية ب إلى. وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
4- قوله تعالى (قال لن تراني) يحملونه على نفي الرؤية مطلقا في الدنيا والآخرة .والخطأ هنا في الدليل والمدلول ؛وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ،
5- قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
6-كما يحدث الغلط في الاستدلال عند أصحاب العقائد الباطلة كذلك أصحاب المذاهب الفقهية قد يفسر الآية فيحملها على مذهبه. وكذلك الأصولي .
-وهذا داخل في الوعيد عن القول في القرآن برأينا(من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).

التفسير بالرأي المذموم:
هو الاستنباط بدون توفر شروطه من اجتهاد صحيح ورأي صحيح بل يكون فقط بالهوى.

ثانيا : الذين نظروا للفظ فقط دون المعنى:

-قوم اكتفوا باللفظ العربي دون نظر إلى السياق وإلى المتكلم به والنازل عليه والمخاطب به. هؤلاء راعوا اللفظ العربي دون نظر إلى مايصلح به سياق الكلام .
-قد يكون اللفظ محتملا في اللغة ولا يصلح في تفسير القرآن. فاللفظ قد يحتمل أكثر من معنى لا يصلح كلها للقرآن وذلك إما :
1-مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن وذلك بالاستقراء مثل كلمة الخير تحمل على المال في القرآن (وإنه لحب الخير لشديد)
(فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا)
كذلك لفظ الزينة يطلق عند العرب على الزينة التي من الذات والزينة الخارجة عنه ، أما في القرآن فلم تأت إلا بمعنى الزينة الخارجة (إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها) -( خذوا زينتكم عند كل مسجد) - (وزينا السماء الدنيا بمصابيح).
لذلك يفسر قوله تعالى (ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها) ليس على أنه الوجه والكفين بل الشئ الزائد كالقرط والكحل والسوار.
ومن هذا مايفعله بعض المفسرون من تفسير قوله تعالى (يسئلونك عن الأهلة) فيصرفونها إلى أمور الفلك المعقدة.
وهي ليست كذلك عند العربي.


أمل عبد الرحمن 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م 01:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 182052)
عناصر الدرس :

موضوع الدرس
المسائل الوادرة فيه:
1-مذاهب العلماء في حروف الجر.
التعاقب:
معناه
مثال
التضمين:
معناه
مثال
كيف نعرف التضمين
2-الترجيح بين المذهبين.
الخلاصة


تلخيص الدرس:


موضوع الدرس:
هذا الدرس يتحدث عن نوع آخر من أنواع الخلاف بين المفسرين ، وسببه هنا اختلافهم في تفسير ماتقتضيه حروف الجر؛ فذكر شيخ الإسلام مايتعلق بالتضمين.
المسائل الوادرة فيه:
1-مذاهب العلماء في حروف الجر.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 182052)
هذه عبارة عامة، والمقصود هو ما يتعلق بتعدية بعض الأفعال على غير الجادة، فنقول:
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يتعدّى به في الجادّة.
اختلفت مذاهب العلماء في حروف الجر على قسمين:التضمينُ , وهو رأيُ البصريِّين .
والمذهبُ الثاني: التعاقُبُ , وهو رأيُ الكوفيِّين.

التعاقب:
معناه
أن تقوم حروف الجر بعضها مقام بعض.
مثال
1-قوله تعالى{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع).
2-قوله تعالى{من أنصاري إلى الله} أي مع الله .
3-قوله تعالى{لأصلبنكم في جذوع النخل} أي أن (فـي) بمعنى (على) .

التضمين:معناه:
هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ.
وقد قال شيخ الإسلام:والعرب تضمن من الفعل معنى الفعل، وتعديه تعديته.

مثال
1-{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} ضمن الفعل هنا معنى الضم.
2-قولُه تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}. أي : مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ.
3-قوله: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ضمن معنى (يزيغونك، ويصدونك) .
4- قوله: {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا} ضمن معنى (نجيناه وخلصناه) .
5-قوله: {يشرب بها عباد الله} ضمن يروى بها .
6-قوله :{ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} أي: أراد هاماً بظلم.
7-قوله : {ثم استوى إلى السماء} أي أنه سبحانه علا على السماء قاصداً عامداً .هذا مع إثبات العلو لله تعالى.

كيف نعرف التضمين:
هذا يحتاجُ إلى دقَّةٍ ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ.
فالفعل إذا كانت الجادة أن يعدى بنفسه أو يعدى بحرف جر ثم خولف في الجادة وأتي بحرف جر آخر فإننا ننظر إلى حرف الجر ونرى مايناسبه من الأفعال فنضمنه معنى هذاالفعل .

2-الترجيح بين المذهبين:
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. وقد رجح هذا شيخ الإسلام رحمه الله. كما أنه يسد باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، ومثال ذلك ما فسّر به المؤولون قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}
الخلاصة:
من الأسباب التي قد تجعل المفسرين يختلفون في عباراتهم ؛ تفسير المفسر لحروف الجر . فمنهم من يجعلها تتعاقب ومنه من يضمنها معنى فعل آخر. الخلاصة مختصرة.
والله أعلم.




أحسنت أختي بارك الله فيك ونفع بك.
وإليك نموذج لقائمة عناصر الدرس:

الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

هبة مجدي محمد علي 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م 02:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن (المشاركة 188155)

أحسنت أختي بارك الله فيك ونفع بك.
التلخيص جيد لكن كان يحتاج إلى تقسيم وفصل للأقوال أوضح من ذلك، وهذا نموذج لقائمة عناصر الدرس:

الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

جزاكم الله خيرا على مجهودكم ولكن أشعر بالعجز عن إدراك المطلوب دائما لايبدو أنني سأتقنه والله المستعان.

أمل عبد الرحمن 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م 11:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 188335)
جزاكم الله خيرا على مجهودكم ولكن أشعر بالعجز عن إدراك المطلوب دائما لايبدو أنني سأتقنه والله المستعان.

سبحان الله، وما الفرق بين مسائلك والمسائل الموضوعة في النموذج أختي هبة؟
وهل 93% تدل على عدم الإتقان.
وبالمناسبة ..
عبارة أن تلخيصك يحتاج إلى تقسيم وفصل للأقوال أفضل من ذلك ، قد نسخت خطأ وأنا أنسخ نموذج الإجابة من إحدى صفحات الطلاب والله المستعان.
وهي لا تنطبق على تلخيصك أبدا، فتقسيمك وعرضك للأقوال ممتاز، فأعتذر إليك جدا.
أما بالنسبة للمسائل التي لم تتعرضي لها أنا أعرف أنها لم تُذكر بصورة مباشرة في الدرس، لكننا نهيب بالطالب دوما أن يطمح للمزيد، وأن يُعمل الفكر في استكشاف ما قد يكون خافيا، فهل أخطأنا في ذلك؟
وهل الأفضل أن نعطي الطالب 100% فيظن أنه قد وصل إلى الكمال وهو بالطبع ليس كذلك، أم تظل تقلقه درجات قليله وتحثه على الجد في السير؟
لا يزال الطريق طويلا، فاحذري أن يقتطعك الشيطان عن مقصودك بمثل هذه الظنون.
بارك الله فيك ونفع بك.

هبة مجدي محمد علي 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م 10:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن (المشاركة 188381)
سبحان الله، وما الفرق بين مسائلك والمسائل الموضوعة في النموذج أختي هبة؟
وهل 93% تدل على عدم الإتقان.
وبالمناسبة ..
عبارة أن تلخيصك يحتاج إلى تقسيم وفصل للأقوال أفضل من ذلك ، قد نسخت خطأ وأنا أنسخ نموذج الإجابة من إحدى صفحات الطلاب والله المستعان.
وهي لا تنطبق على تلخيصك أبدا، فتقسيمك وعرضك للأقوال ممتاز، فأعتذر إليك جدا.
أما بالنسبة للمسائل التي لم تتعرضي لها أنا أعرف أنها لم تُذكر بصورة مباشرة في الدرس، لكننا نهيب بالطالب دوما أن يطمح للمزيد، وأن يُعمل الفكر في استكشاف ما قد يكون خافيا، فهل أخطأنا في ذلك؟
وهل الأفضل أن نعطي الطالب 100% فيظن أنه قد وصل إلى الكمال وهو بالطبع ليس كذلك، أم تظل تقلقه درجات قليله وتحثه على الجد في السير؟
لا يزال الطريق طويلا، فاحذري أن يقتطعك الشيطان عن مقصودك بمثل هذه الظنون.
بارك الله فيك ونفع بك.

السلام عليكم
جزاك الله عنا خيرا وبارك في جهودكم ومساعدتكم لنا.
ووالله أظنه الشيطان فعلا يريد أن يقطعني عن الطلب.
وهذا ظني بمعلمتي وبسائر المشرفين هنا أنهم حريصون على تربيتنا مع تعليمنا.

ليتكم تسامحوني على تسرعي. وجزاكم الله عنا خيرا.
ونسألكم الدعاء لنا أن يديم علينا استعمالنا في طاعته.

أمل عبد الرحمن 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م 08:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 187725)

المراسيل في التفسير

موضوع الدرس:المراسيل في التفسير وقبول الروايات في التفسير.

عناصر الدرس :


1-أنواع النقل.
2-حكم تعدد الروايات .
3-أمثلة لتعددالروايات في التفسير: أولا: قوله تعالى(والبيت المعمور).
ثانيا: قوله تعالى(حور مقصورات في الخيام).
ثالثا:قوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق).
رابعا: قوله تعالى (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية).
خامسا: قوله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب).
سادسا: قوله تعالى (وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا).
سابعا: قوله تعالى (فذرني والمكذبين أولي النعمة ).
ثامنا: قوله تعالى (وطعاما ذا غصة ..).
تاسعا: قوله تعالى (ولاتمنن تستكثر).
عاشرا: قوله تعالى (إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ....) .
الحادي عشر : قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ..).

نلخيص الدرس :

1-أنواع النقل:

1-إما أن يكون صدقا مطابقا للواقع.
2-يكون كذبا عمدا.
3-يكون مخطئا.
يمكننا جمع الثاني والثالث تحت عنوان: النقل غير المصدّق، ثم نقسمه على سببيه

2-حكم تعدد الروايات .
-الْحَدِيثُ إذا جَاءَ منْ جِهَتَيْنِ أَوْ أكثر ، وَلم يتواطأ رواته على الكذب ، وَكان مثله لاَ تَقَعُ الْمُوَافَقَةُ فِيهِ اتِّفاقًا بِلاَ قَصْدٍ ، عُلِمَ أنَّهُ صَحِيحٌ .
وإذا كان الحديث ضعبفا لإرساله أو ضعف رواته مثلا فإن تعددت طرقه دل هذا على صدقه.
-أكثر الذين يروون التفسير لا يتعمدون الكذب خاصةً من الصحابة فالتابعين وكثير ممن تبع التابعين لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان .
-يكفي في التفسير ان يكون النقل عمن لم يتعمد الكذب ولا يتشدد في سنده كالحديث في غير التفسير..
-إذا كانت القصة الطويلة واختلفوا في بعض تفاصيلها فلا يدل أن القصة غير صحيحة ؛ بل ننظر في الاختلاف من حيث الترجيح ويكون أصل القصة أو الحديث قد اتفقوا عليه.

3-أمثلة لتعددالروايات في التفسير: أولا: قوله تعالى(والبيت المعمور).
1-الكعبة:ذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.
2-البيت الذي في السماء وهذا اختلفوا في وصفه :
ورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليس
يقالُ لهم: الحِنُّ.
نوع الخلاف هنا : خلاف التواطؤ.
تحرير القول فيه :المرادِ به البيتَ الذي في السماءِ ؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.
فقد اتَّفقَتْ هذه الرواياتُ على أنه بيتٌ في السماءِ، واختلفتْ في أوصافِه.
وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ.
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.

ثانيا: قوله تعالى(حور مقصورات في الخيام):
قال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
وكذلك ورَدَ عن أبي الأحوصِ أنه قال: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ.
وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
ووَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ.
في هذا التفسيرِ تقريبُ عبارةٍ كما ذكر شيخُ الإسلامِ في النوعِ الرابعِ من أنواعِ اختلافِ السَّلفِ. فإِذَنْ هذه الخيامُ من لؤلؤٍ أو من دُرٍّ مجوف .
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ.
كذلك كونُ مصارِيعِها – أي: أبوابِها – من ذهبٍ، وأنَّ عدَدَها كذا مِصراعًا،هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
كذلك كونُ هذه الخيامِ من فضةٍ، هذا واردٌ عن مجاهدٍ وقد انفردَ به فيُتوقَّفُ فيه.

ثالثا:قوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق).

القولُ الأولُ والثالثُ والرابعُ تَرْجِعُ كلُّها إلى معنًى واحدٍ وهو العِتقُ.
أما القولُ الثاني فإنه من عَتُقَ الشيءُ إذا صار قديمًا، فاختلفَ في دلالَتِه عن الأقوالِ الأخرى.
فصار الخلافُ إذًا يرجعُ إلى قولَيْنِ أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ، والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
فسببُ الخلافِ إذًا يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.
وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ.
والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا.
وقد قيل أنَّ القولَ الأولَ أرجحُ؛ لأنَّ فيه روايةً مُسندَةً عن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان فيها ضعفٌ، كما أنه من قولِ مجاهدٍ وهو إمامُ التابِعين في التفسيرِ, وعَضَّدَهُ قولُ قتادةَ، فهو أشْبَهُ بقولِ الجمهورِ، فمِثلُ هذا الترجيحِ يُقبلُ؛ لأنه من بابِ التقديمِ الأوْلَى، وإن كانت الآيةُ محتمِلةً للقولَين معًا.

رابعا: قوله تعالى (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية):
} الطاغيةُ فيها ثلاثةُ أقوالٍ:
وهذا الاختلافُ يرجِعُ إلى معنى واحدٍ وهو الطغيانُ، ولكنه يَرجِعُ إلى أكثرَ من ذاتٍ، فقد يكونُ راجعًا إلى العذابِ, أو إلى الفِعلِ المعذَّبِ بِسَبَبِه, أو إلى الرجُلِ الذي عَقرَ الناقةَ.
ويُلاحَظُ أنه إذا فُسِّرت الآيةُ على أحدِ الأقوالِ فإنَّ معنى (الباء) في قولِه (بالطاغيةِ) يختلفُ من قولٍ إلى قولٍ، فتكونُ بمعنى السببيَّةِ، إذا قلتَ: (فأُهْلِكُوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ كُفرِهم وطغيانِهم، وتكونُ بمعنى الواسطةِ إذا قلتَ: (فأُهلِكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بالصَّيحةِ الطاغيةِ، وتكونُ بمعنى السببيةِ إذا قُلنا: (فأُهلكوا بالطاغيةِ)؛ أي: بسببِ عاقرِ الناقةِ.
وهذه المعاني تَرجعُ إلى اختلافِ التنوُّعِ. فهي كلُّها محتمَلةٌ، ويمكنُ أن يفسَّرَ بها من جهةِ المعنى, ومن جهةِ السياقِ.
ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
أو يكون المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ. .


خامسا: قوله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب):
ذكر ابن الجوزي فيها ستة أقوال.
الغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ.
أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فالوحيُ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ للصحابةِ وبالنسبةِ لنا نحن أيضًا، وكذلك القرآنُ قَبلَ أن ينـزلَ يُعتبرُ غيبًا، وكذلك ذاتُ اللَّهِ عز وجل وصفاتُه تُعتبرُ غيبًا، وكلُّ ما غابَ عن العبادِ من أمرِ الجنةِ والنارِ ونحوِ ذلك مما ذَكرَ القرآنُ فإنه يَصدُقُ عليه أنه غيبٌ، وكذلك قَدَرُ اللَّهِ عز وجل لا أحدَ يعرِفُه فهو يُعتبرُ غيبًا، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ لمَن جاء بعدَه.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ. فيكون ماذكر من باب الأمثلة.وهو اختلاف تنوع أيضا.


سادسا: قوله تعالى (وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا):
(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ.
هذا يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ.

سابعا: قوله تعالى (فذرني والمكذبين أولي النعمة ):

المرادَ بـ (المكذِّبين أُولي النَّعمَةِ) قومٌ موصوفون بأنهم أصحابُ نَعمةٍ، و اختلف في تعيينِهم؛ فمنهم مَن قال: نزلتْ في المطعِمين من كفارِ قريشٍ الذين كانوا يُطعِمون في غزوةِ بدرٍ، ومنهم مَن قال: نَزلتْ في بني المغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ، ومنهم مَن قال: نزلتْ في المستهزِئين الذين هم صناديدُ قريشٍ.
هذه الأقوالِ وجدتَها تدخُلُ تحتَ اللَّفظِ العامِّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ من هؤلاءِ المذكورين يَدخلُ في عمومِ المكذِّبين أولي النَّعمةِ، لكن هذا العمومَ لا ينحصرُ في هؤلاءِ المذكورين فقط، بل يشملُ غيرَهم.
والعامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ يَدخلُ تحتَ بابِ اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنه يَرجعُ إلى معنًى واحدٍ.

ثامنا: قوله تعالى (وطعاما ذا غصة ..):

أربعةُ أقوالٍ: ؛ فالغُصَّةُ كما قال ابنُ الجوزيِّ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه.
فإما يراد به الزقوم أو الضريع أو الغسلين أو الشوك.
ويَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ. أو يرجع إلى الوصف الذي حذف موصوفه.


تاسعا: قوله تعالى (ولاتمنن تستكثر):
هذه الأقوالِ وجدتَها تَرجعُ إلى معنَيَيْن كُلِّيَّيْن، فهي إما أن تَرجعَ إلى المِنَّةِ من قولِهم: مَنَّ فلانٌ بما أعطى. أو إلى المَنِّ الذي هو الضَّعفُ، من قولِهم: حَبلٌ مَنينٌ؛ أي: ضَعيفٌ.
فالقولُ الأولُ: لا تُعطي عطيةً تلتمسُ بها أفْضلَ منها، هذا يَدخلُ في المِنَّةِ.
والقولُ الثاني: ولا تَمنُنْ بعمَلِك تَستكْثِرُه على ربِّكَ، أيضًا يَدخلُ في المِنَّةِ.
أما مَن قال بأن المرادَ: لا تَضْعُفْ عن الخيرِ أنْ تستكْثِرَ منه، فهذا القولُ راجعٌ إلى مادَّةٍ أخرى هي الضَّعفُ.
وأما القولُ بأن معنى هذه الآيةِ لا تَمنُنْ على الناسِ بالنُّبوَّةِ لتأخُذَ عليها منهم أجْرًا فهذا أيضًا راجعٌ إلى المِنَّةِ.
فرجعتْ هذه الأقوالُ إلى المعنَيَيْن الكُلِّيَّين السابقَين.
وسبب الاختلافُ يرجعُ إلى الاشتراكِ اللُّغويِّ.
وهذه الأقوالُ كلُّها محتملَةٌ، والخلافُ خلافُ تنوُّعٍ، وليس خلافَ تضادٍّ.
والأقوالُ ترجعُ إلى أكثرَ مِن معنى، وإن كانت في النهايةِ تَرجعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ, وهي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ المخاطَبُ بالآيةِ.

عاشرا: قوله تعالى (إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ....) :
هذا من أمثلة اختلاف التضاد.ففي الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.

الحادي عشر : قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ..):

القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
والقول الثاني أنها نزلت في الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قال : أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ.
هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو من باب التَّمثيلِ للمعنى العامِّ .
من المهم بيان العلاقة بين هذه الأمثلة وموضوع الدرس.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
كان من المهم فصل جزئية خاصة بتعريف المراسيل وشروط قبولها، بعد تفصيل الكلام على الحكم على صحة الروايات الواردة في خبر ما.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 97 %
وفقك الله




أمل عبد الرحمن 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م 03:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 187867)
في النَّوعِ الثَّاني : الخِلاَفُ الوَاقِعُ فِي التَّفسيرِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِدْلالِ .

موضوع الدرس : الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال وأنواعه وأمثلة عليه.


العناصر :
1-الخلاف في الاستدلال لم يكن في عهد الصحابة ولا التابعين.
2-أنواع الاختلاف الواقع في التفسير في الاستدلال (من جهة الاستدلال) :
أولا : الذين اعتقدوا ثم فسروا على وفق هواهم فنظروا للمعنى دون اللفظ.
أمثلة.
التفسير بالرأي المذموم.
ثانيا : الذين نظروا للفظ فقط دون المعنى.



التلخيص :



العناصر :
1-الخلاف في الاستدلال لم يكن في عهد الصحابة ولا التابعين:
ذلك بأنهم فسروا القرآن وراعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب .
فراعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق.
ولذلك فالتفاسير التي اقتصرت على ماورد عن الصحابة والتابعين خلت من هذا مثل تفسير عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن مردويه والإمام أحمد واسحاق وابن جرير وبقي بن مخلد ووكيع وغيرهم.

2-أنواع الاختلاف الواقع في التفسير في الاستدلال :
أولا : الذين اعتقدوا ثم فسروا على وفق هواهم فنظروا للمعنى دون اللفظ:
هؤلاء راعوا المعنى الذي رأوه بغض النظر هل الآية تحتمله أم لا.
وهم صِنْفَانِ :
تَارَةً يَسْلِبُونَ لَفْظَ القُرْآنِ وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ وَأُرِيدَ بِهِ .
وَتَارَةً يَحْمِلُونَهُ عَلَى مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يُرَدْ بِهِ .

أمثلة :

1-تفسير الخارجي لآيات الوعيد وتفسير المرجئ لآيات الوعد.
2- تفسير الرافضي لقوله تعالى {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية.
3-تفسير قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) يصرفونها عن النظر بالعين إلى الإنتظار رغم أن اللغة لا تحتمله مع التعدية ب إلى. وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
4- قوله تعالى (قال لن تراني) يحملونه على نفي الرؤية مطلقا في الدنيا والآخرة .والخطأ هنا في الدليل والمدلول ؛وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ،
5- قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
6-كما يحدث الغلط في الاستدلال عند أصحاب العقائد الباطلة كذلك أصحاب المذاهب الفقهية قد يفسر الآية فيحملها على مذهبه. وكذلك الأصولي .
-وهذا داخل في الوعيد عن القول في القرآن برأينا(من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).
أحسنت، ولو قسمت الأمثلة على الصنفين لكان أجود.
التفسير بالرأي المذموم:
هو الاستنباط بدون توفر شروطه من اجتهاد صحيح ورأي صحيح بل يكون فقط بالهوى. لو فصلت هذه المسألة مع المسألة الخاصة بتفاسير الصحابة والتابعين كتميهد للملخص، ونخلي الملخص لموضوعه الرئيسي.

ثانيا : الذين نظروا للفظ فقط دون المعنى:

-قوم اكتفوا باللفظ العربي دون نظر إلى السياق وإلى المتكلم به والنازل عليه والمخاطب به. هؤلاء راعوا اللفظ العربي دون نظر إلى مايصلح به سياق الكلام .
-قد يكون اللفظ محتملا في اللغة ولا يصلح في تفسير القرآن. فاللفظ قد يحتمل أكثر من معنى لا يصلح كلها للقرآن وذلك إما :
1-مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن وذلك بالاستقراء مثل كلمة الخير تحمل على المال في القرآن (وإنه لحب الخير لشديد)
(فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا)
كذلك لفظ الزينة يطلق عند العرب على الزينة التي من الذات والزينة الخارجة عنه ، أما في القرآن فلم تأت إلا بمعنى الزينة الخارجة (إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها) -( خذوا زينتكم عند كل مسجد) - (وزينا السماء الدنيا بمصابيح).
لذلك يفسر قوله تعالى (ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها) ليس على أنه الوجه والكفين بل الشئ الزائد كالقرط والكحل والسوار.
ومن هذا مايفعله بعض المفسرون من تفسير قوله تعالى (يسئلونك عن الأهلة) فيصرفونها إلى أمور الفلك المعقدة.
وهي ليست كذلك عند العربي.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
هذه قائمة بمسائل الدرس تكاد تطابق تلخيصك عدا عنصر التمهيد وخلاصة الدرس

الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة. (أي ما يتعلق بالدليل والمدلول)
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 97 %
وفقك الله

هبة مجدي محمد علي 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م 05:24 AM

فهرسة موضوع آخر مانزل من القرآن
 
عناصر الموضوع:


أولا: آخر سورة نزلت جميعاً.
ثانيا: آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً.
ثالثا: آخر ما نزل من الآيات .
رابعا: أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم.
خامسا:بيان أسباب الاختلاف وتوجيهه.
سادسا:آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
سابعا: آخر مانزل بمكة.


تلخيص الموضوع:


أولا: آخر سورة نزلت جميعاً:
هي سورة النصر.
-أورد ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : صدقت).
-وكذلك أخرجه مسلم بسنده وكذا أورده ابن كثير والسيوطي .

ثانيا: آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً:

القول الأول:
سورة النصر وقد سبق بيان الأثر الوارد فيها عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد أورده الذهبي كذلك.
-وروى الترمذي بسنده عن عبد الله بن عمرو:(آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الثاني: سورة براءة:
ومما روي في ذلك من آثار:
-قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ (حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ).
-روى أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بإسناده عن ابن عباس، عن عثمان، قال: (كانت براءة من آخر القرآن نزولا). [فضائل القرآن : ]
روى ابنُ أبي شيبةَ بإسناده عن البراء، قال: (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة) .[مصنف ابن أبي شيبة: 10/540]
وروى محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ بإسناده عن البراء، قال: « وآخر سورة نزلت براءة» ). [فضائل القرآن:1/36]كذلك أورده الذهبي .وأورده ابن كثير عن البخاري بسنده إلى البراء رضي الله عنه.
القول الثالث: سورة المائدة:
ومماورد فيه من آثار:
-روى سعيدُ بنُ منصورٍ بسنده عن أبي ميسرة، قال: (آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). [سنن سعيد بن منصور: 4/1435]
-وروى بْنِ كَثِيرٍ بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)). [تفسير القرآن العظيم: 3/236] وكذلك رواه عن الترمذي بسنده وقال الترمذي :هذا حديث حسن غريب.
-وأخرج أحمد وأبو عبيد والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)). ذكره السيوطي في الدر المنثور.

ثالثا: آخر ما نزل من الآيات :
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
ومماورد فيه من آثار:
-روى محمد بن كثيرٍ العَبْدي بسنده عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
-وروى أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). [فضائل القرآن : ]
وروى أيضا أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن ابن عباس: (آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) [فضائل القرآن : ]
-روى ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ بسنده عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .
وكذا رواه بسنده عن عطية الطوفي.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]
القول الثاني: آية الكلالة
الآثار في ذلك منها:
-مارواه أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن البراء بن عازب، قال:(آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). [فضائل القرآن : ]
وهذا الأثر رواه كذلك ابن أبي شيبة بسنده عن البراء ،ورواه البخاري بسنده عنه، ورواه ابن أبي أيوب بسنده عنه.
وروى ابْنِ كَثِيرٍ في تفسير سورة التوبة عن البخاري بسنده عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} وآخر سورةٍ نزلت براءة) ). [تفسير القرآن العظيم:4/101]
القول الثالث: آية الربا
ومماورد من آثار فيها:
-مارواه أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن الشعبي، عن ابن عباس قال: (آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا ). [فضائل القرآن:؟؟]
-وروى القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ أيضا بسنده عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). [فضائل القرآن : ]
فأضاف إلي آية الربا آية الدين.
-روى محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» ). [فضائل القرآن:1/37]
القول الرابع: آخر آيتين من سورة التوبة
-روى الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ بسنده عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]
-روى محمد بن كثيرٍ العَبْدي بسنده عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
وروى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن قتادة، عن الحسن أن أُبَيَّ بن كعب كان يقول: « إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى قوله: {وهو رب العرش العظيم} » ) [فضائل القرآن: ]
-وروى كذلك محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ بسنده عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} ). [فضائل القرآن:1/39]
-وروى أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ بسنده عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). [البيان: 137]

رابعا: أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم:
البيهقيُّ :
- روى بسنده عن البراء، قال: (آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ). ورواه مسلم في الصحيح ، عن علي بن خشرمة ، عن وكيع.
- وروى بسنده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما ) زاد المنادي في روايته (نزلت بمنى) كذا في رواية الكلبي.
- وروى بسنده عن الشعبي، عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس) .
- روى بسنده عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).
- ورى بسنده عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيِّ بن كعب قال: (آخر آية نزلت: {فإن تولوا فقل حسبي الله..}.
- وروى بسنده عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: (آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم..}
الإمام الواحدي :
-روى بسنده عن شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: ( آخر آية نزلت {يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ} وآخر سورة أنزلت: براءة). رواه البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة. ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة.
-روى بسنده عن الضحاك عن ابن عباس قال: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
وعن مالك بن مغول، سمعت عطية العوفي يقول: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
قال: ذكروا هذه الآية وآخر آية من سورة النساء نزلتا آخر القرآن.
-ورى بسنده عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه قال: ( آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَقَد جاءَكُم رَسولُ مِّن أَنفُسِكُم..}) وقرأها إلى آخر السورة. قال: رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن الأصم عن بكار بن قتيبة عن أبي عامر العقدي عن شعبة.
-وروى بسنده عن أبي بن كعب قال: ( أحدث القرآن بالله عهدًا: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم..} الآية) ). [أسباب النزول: 12-13]
الإمام السخاوي:
-قالَ :(وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض). [جمال القراء:؟؟]
-قالَ:(ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة). [جمال القراء:؟؟]
أبو شامة المقدسي:
-قال : (وآخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} الآية.وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
وقيل: آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوماً} هي آخرهن.ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
وروى بسنده عن ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
قال أبو شامة: يعني العاشر من يوم مرضه.
وروى بسنده عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم). [المرشد الوجيز:31-33]
الإمام ابْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ
قالَ :(وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها). [التسهيل:7]
الإمام الذهبي:
قال : (وقال شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
- وقال الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا.
- وقال الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} .
- وقال ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: (آخر ما أنزل الله آية الربا فدعوا الربا والريبة). صحيح.
- وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي قال: آخر آية نزلت {فإن تولوا فقل حسبي الله}. [تاريخ الإسلام للذهبي:1/411]
الإمام الزركشي:
قال: النوع العاشر: معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل..
وأما آخره فاختلفوا فيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} وعن عائشة سورة المائدة وقيل {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
وقال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وفي صحيح البخاري في تفسير سورة براءة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة
وفي رواية غيره آخر سورة أنزلت كاملة سورة براءة وآخر آية نزلت خاتمة النساء وذكر ابن الأنباري عن أبي إسحاق عن البراء قال: آخر آية نزلت من القرآن {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}.
ثم قال: وأخطأ أبو إسحاق، ثم ساق سنده من طرق إلى ابن عباس آخر آية أنزلت {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} وكان بين نزولها ووفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد وثمانون يوما وقيل تسع ليال انتهي.
وفي مستدرك الحاكم عن شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأها إلى آخر السورة .
ورواه أحمد في المسند عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأ إلى: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} .
وقال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
وروى مسلم آخر سورة نزلت جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}.
عبد الرحمن البلقيني:
قالَ :(النوع الثاني عشر: آخر ما نزل
قد ذكر هذا النوع – أيضا – المتكلمون على أسباب النزول، وأخرج الصحيحان من طريق البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة.
وأخرج البخاري في باب: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} من طريق الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا.
ومنهم من يروي عن ابن عباس أنه قال: آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.
وروي عنه أنه قال: ذكروا أن هذه الآية وآخر آية من سورة النساء أنزلتا آخر القرآن.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وقرأها إلى آخر السورة.
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم: {إذا جاء نصر الله} قال: صدقت). [مواقع العلوم: 58-59]
الإمام ابن حجر العسقلاني:
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية [التوبة: 5، 11]، وقيل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية [التوبة: 128].
وأصح الأقوال في آخريّة الآية قوله تعالى: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] كما تقدم في البقرة.
ونقل ابن عبد السّلام آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة [النساء: 176] فعاش بعدها خمسين يومًا ثمّ نزلت آية البقرة والله أعلم). [فتح الباري: 8/316-317]
الإمام السيوطي:
قال:معرفة آخر ما نزل فيه اختلاف:
فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا
وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
وعند أحمد وابن ماجه عن عمر: من آخر ما نزل آية الربا
وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولا آية الربا
وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية
وقال الفريابي في تفسيره حدثنا سفيان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال :آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوما .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال :آخر ما نزل من القرآن كله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد
وفي المستدرك عن أبي بن كعب قال :آخر آية نزلت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة
وأخرج ابن مردويه عن أبي أيضا قال :آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وأخرجه ابن الأنباري بلفظ أقرب القرآن بالسماء عهدا .
وأخرج مسلم عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح}.
وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه . . . الحديث
وأخرجا أيضا عن عبد الله بن عمرو قال :آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح
قلت يعني {إذا جاء نصر الله }
وفي حديث عثمان المشهور: براءة من آخر القرآن نزولا.
ومن غريب ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن .
قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة
قلت ومثله ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
وعند أحمد والنسائي عنه لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها
قلت وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} ونزلت: {إن المسلمين والمسلمات} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة .
وأخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض)) قال أنس: وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية قلت يعني في آخر سورة نزلت .
وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى). [الإتقان في علوم القرآن:1/ 176-187]

الزرقاني:
الأول: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
الثالث: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} إلى قوله سبحانه: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهي أطول آية في القرآن.
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
الرابع: أن آخر القرآن نزولا قول الله تعالى في سورة آل عمران: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} الآية. ودليل هذا القول ما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} إلى آخرها.
وذلك أنها قالت: يا رسول الله. أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ونزل {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة.



خامسا:بيان أسباب الاختلاف وتوجيهه:
ليس هناك أثر مرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لهذا اجتهد العلماء في الجمع بين هذه الأقوال:
1-ما ذكره البيهقي أن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم.وكذلك قال الذهبي، والزركشي؛ وأضاف :وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
2-ما ذكره البيهقي أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت.
3-المراد آخرية مخصوصة ،ذكره ابن حجر.
4-الجمع الرابع هو ترجيح بين الأقوال والرد على ماأشكل عليها؛ ومن ذلك :
-قال ابن حجر :(وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل:
{اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. ). وذكر رحمه الله أن آخر سورة بإطلاق هي سورة النصر.
ثم جمع بين آية الربا وقوله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}أن هذه الآية خاتمة الآيات التي نزلت في الربا.
وذكر أن الآخرية في سورة النساء هي باعتبار المواريث.
-قال السيوطي:(قلت: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض .).
-قال محمد عبد العظيم الزرقاني بعد أن ساق الآثار في آخر مانزل:
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.).
ثم رجح أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.).
ثم رد الشيخ الزرقاني على مايعارض ماذهب إليه فقال بعد أن ساق خبر أم سلمة :(من السهل رد الاستدلال بهذا الخبر على آخر ما نزل مطلقا وذلك لما يصرح به الخبر نفسه من أن الآية المذكورة آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بالإضافة إلى ما ذكر فيه النساء أي فهي آخر مقيد لا مطلق وليس كلامنا فيه).
ورد على من قال أنه آية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.
ورد على من قال أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}أنها آخر آية في المواريث.
ومن قال أن آخر ما نزل سورة المائدة رد عليهم الشيخ أنها آخر مانزل في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام.
ومن قال أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة ؛أنها آخر مانزل من سورة براءة لا آخر مطلقا.
ومن قال أن آخر ما نزل هو آخر سورة الكهف: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} أيضا هو آخر مقيد لا مطلق وقد ذكر ابن كثير أن المقصود أنها آية محكمة لم تنسخ.
ومن قال أن آخر ما نزل هو سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} رواه مسلم عن ابن عباس. حمل الشيخ الزرقاني هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. قال:(ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) ) .
ورد على من قال آخر مانزل هو قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} :(أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة).
وقرر الشيخ أن المعنى إنجاح الدين وإقراره وإظهاره على الدين كله، وكان هذا متحققا في حجة الوداع.
فحاصل ردود الشيخ أن ماسوى آية البقرة هي أواخر إضافية أو مخصوصة أو مقيدة، والله أعلم.


سادسا:آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

-روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن أبي العالية :أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). ). [فضائل القرآن:]


سابعا: آخر مانزل بمكة.

قالَ ابنِ نصرٍ المقرئ : (سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 193]وكذلك ذكر السخاوي.
قالَ الزَّرْكَشِيُّ : (واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة).[البرهان في علوم القرآن:؟؟].



أمل عبد الرحمن 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 04:08 PM

أرجو وضع نسخة من الواجب لتصحيحه هنا فضلا
بارك الله فيك

إدارة الاختبارات 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 07:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن (المشاركة 199738)
أرجو وضع نسخة من الواجب لتصحيحه هنا فضلا
بارك الله فيك

نسختها هنا أستاذة أمل

أمل عبد الرحمن 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 09:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 199778)
عناصر الموضوع:


أولا: آخر سورة نزلت جميعاً.
ثانيا: آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً.
ثالثا: آخر ما نزل من الآيات .
رابعا: أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم.
خامسا:بيان أسباب الاختلاف وتوجيهه.
سادسا:آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
سابعا: آخر مانزل بمكة.


تلخيص الموضوع:


أولا: آخر سورة نزلت جميعاً:
هي سورة النصر.
-أورد ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : صدقت).
-وكذلك أخرجه مسلم بسنده وكذا أورده ابن كثير والسيوطي .

ثانيا: آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً:

القول الأول:
سورة النصر وقد سبق بيان الأثر الوارد فيها عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد أورده الذهبي كذلك.
-وروى الترمذي بسنده عن عبد الله بن عمرو:(آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الثاني: سورة براءة:
ومما روي في ذلك من آثار:
-قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ (حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ).
-روى أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بإسناده عن ابن عباس، عن عثمان، قال: (كانت براءة من آخر القرآن نزولا). [فضائل القرآن : ]
روى ابنُ أبي شيبةَ بإسناده عن البراء، قال: (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة) .[مصنف ابن أبي شيبة: 10/540]
وروى محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ بإسناده عن البراء، قال: « وآخر سورة نزلت براءة» ). [فضائل القرآن:1/36]كذلك أورده الذهبي .وأورده ابن كثير عن البخاري بسنده إلى البراء رضي الله عنه.
القول الثالث: سورة المائدة:
ومماورد فيه من آثار:
-روى سعيدُ بنُ منصورٍ بسنده عن أبي ميسرة، قال: (آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة)) يكتفى بموضع الشاهد، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). [سنن سعيد بن منصور: 4/1435]
-وروى بْنِ كَثِيرٍ بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)). [تفسير القرآن العظيم: 3/236] وكذلك رواه عن الترمذي بسنده وقال الترمذي :هذا حديث حسن غريب.
-وأخرج أحمد وأبو عبيد والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت)) يكتفى بموضع الشاهد فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)). ذكره السيوطي في الدر المنثور.

ثالثا: آخر ما نزل من الآيات :
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
ومماورد فيه من آثار:
-روى محمد بن كثيرٍ العَبْدي بسنده عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
-وروى أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). [فضائل القرآن : ]
وروى أيضا أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن ابن عباس: (آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) [فضائل القرآن : ]
-روى ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ بسنده عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .
وكذا رواه بسنده عن عطية الطوفي.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]
القول الثاني: آية الكلالة
الآثار في ذلك منها:
-مارواه أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن البراء بن عازب، قال:(آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). [فضائل القرآن : ]
وهذا الأثر رواه كذلك ابن أبي شيبة بسنده عن البراء ،ورواه البخاري بسنده عنه، ورواه ابن أبي أيوب بسنده عنه.
وروى ابْنِ كَثِيرٍ في تفسير سورة التوبة عن البخاري بسنده عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} وآخر سورةٍ نزلت براءة) ). [تفسير القرآن العظيم:4/101]
القول الثالث: آية الربا
ومماورد من آثار فيها:
-مارواه أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن الشعبي، عن ابن عباس قال: (آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا ). [فضائل القرآن:؟؟]
-وروى القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ أيضا بسنده عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). [فضائل القرآن : ]
فأضاف إلي آية الربا آية الدين.
-روى محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» ). [فضائل القرآن:1/37]
القول الرابع: آخر آيتين من سورة التوبة
-روى الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ بسنده عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]
-روى محمد بن كثيرٍ العَبْدي بسنده عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
وروى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن قتادة، عن الحسن أن أُبَيَّ بن كعب كان يقول: « إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى قوله: {وهو رب العرش العظيم} » ) [فضائل القرآن: ]
-وروى كذلك محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ بسنده عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} ). [فضائل القرآن:1/39]
-وروى أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ بسنده عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). [البيان: 137]

رابعا: أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم:
البيهقيُّ :
- روى بسنده عن البراء، قال: (آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ). ورواه مسلم في الصحيح ، عن علي بن خشرمة ، عن وكيع.
- وروى بسنده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما ) زاد المنادي في روايته (نزلت بمنى) كذا في رواية الكلبي.
- وروى بسنده عن الشعبي، عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس) .
- روى بسنده عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).
- ورى بسنده عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيِّ بن كعب قال: (آخر آية نزلت: {فإن تولوا فقل حسبي الله..}.
- وروى بسنده عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: (آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم..}
الإمام الواحدي :
-روى بسنده عن شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: ( آخر آية نزلت {يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ} وآخر سورة أنزلت: براءة). رواه البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة. ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة.
-روى بسنده عن الضحاك عن ابن عباس قال: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
وعن مالك بن مغول، سمعت عطية العوفي يقول: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
قال: ذكروا هذه الآية وآخر آية من سورة النساء نزلتا آخر القرآن.
-ورى بسنده عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه قال: ( آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَقَد جاءَكُم رَسولُ مِّن أَنفُسِكُم..}) وقرأها إلى آخر السورة. قال: رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن الأصم عن بكار بن قتيبة عن أبي عامر العقدي عن شعبة.
-وروى بسنده عن أبي بن كعب قال: ( أحدث القرآن بالله عهدًا: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم..} الآية) ). [أسباب النزول: 12-13]
الإمام السخاوي:
-قالَ :(وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض). [جمال القراء:؟؟]
-قالَ:(ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة). [جمال القراء:؟؟]
أبو شامة المقدسي:
-قال : (وآخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} الآية.وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
وقيل: آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوماً} هي آخرهن.ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
وروى بسنده عن ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
قال أبو شامة: يعني العاشر من يوم مرضه.
وروى بسنده عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم). [المرشد الوجيز:31-33]
الإمام ابْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ
قالَ :(وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها). [التسهيل:7]
الإمام الذهبي:
قال : (وقال شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
- وقال الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا.
- وقال الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} .
- وقال ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: (آخر ما أنزل الله آية الربا فدعوا الربا والريبة). صحيح.
- وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي قال: آخر آية نزلت {فإن تولوا فقل حسبي الله}. [تاريخ الإسلام للذهبي:1/411]
الإمام الزركشي:
قال: النوع العاشر: معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل..
وأما آخره فاختلفوا فيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} وعن عائشة سورة المائدة وقيل {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
وقال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وفي صحيح البخاري في تفسير سورة براءة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة
وفي رواية غيره آخر سورة أنزلت كاملة سورة براءة وآخر آية نزلت خاتمة النساء وذكر ابن الأنباري عن أبي إسحاق عن البراء قال: آخر آية نزلت من القرآن {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}.
ثم قال: وأخطأ أبو إسحاق، ثم ساق سنده من طرق إلى ابن عباس آخر آية أنزلت {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} وكان بين نزولها ووفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد وثمانون يوما وقيل تسع ليال انتهي.
وفي مستدرك الحاكم عن شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأها إلى آخر السورة .
ورواه أحمد في المسند عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأ إلى: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} .
وقال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
وروى مسلم آخر سورة نزلت جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}.
عبد الرحمن البلقيني:
قالَ :(النوع الثاني عشر: آخر ما نزل
قد ذكر هذا النوع – أيضا – المتكلمون على أسباب النزول، وأخرج الصحيحان من طريق البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة.
وأخرج البخاري في باب: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} من طريق الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا.
ومنهم من يروي عن ابن عباس أنه قال: آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.
وروي عنه أنه قال: ذكروا أن هذه الآية وآخر آية من سورة النساء أنزلتا آخر القرآن.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وقرأها إلى آخر السورة.
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم: {إذا جاء نصر الله} قال: صدقت). [مواقع العلوم: 58-59]
الإمام ابن حجر العسقلاني:
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية [التوبة: 5، 11]، وقيل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية [التوبة: 128].
وأصح الأقوال في آخريّة الآية قوله تعالى: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] كما تقدم في البقرة.
ونقل ابن عبد السّلام آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة [النساء: 176] فعاش بعدها خمسين يومًا ثمّ نزلت آية البقرة والله أعلم). [فتح الباري: 8/316-317]
الإمام السيوطي:
قال:معرفة آخر ما نزل فيه اختلاف:
فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا
وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
وعند أحمد وابن ماجه عن عمر: من آخر ما نزل آية الربا
وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولا آية الربا
وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية
وقال الفريابي في تفسيره حدثنا سفيان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال :آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوما .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال :آخر ما نزل من القرآن كله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد
وفي المستدرك عن أبي بن كعب قال :آخر آية نزلت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة
وأخرج ابن مردويه عن أبي أيضا قال :آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وأخرجه ابن الأنباري بلفظ أقرب القرآن بالسماء عهدا .
وأخرج مسلم عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح}.
وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه . . . الحديث
وأخرجا أيضا عن عبد الله بن عمرو قال :آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح
قلت يعني {إذا جاء نصر الله }
وفي حديث عثمان المشهور: براءة من آخر القرآن نزولا.
ومن غريب ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن .
قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة
قلت ومثله ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
وعند أحمد والنسائي عنه لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها
قلت وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} ونزلت: {إن المسلمين والمسلمات} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة .
وأخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض)) قال أنس: وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية قلت يعني في آخر سورة نزلت .
وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى). [الإتقان في علوم القرآن:1/ 176-187]

الزرقاني:
الأول: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
الثالث: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} إلى قوله سبحانه: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهي أطول آية في القرآن.
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
الرابع: أن آخر القرآن نزولا قول الله تعالى في سورة آل عمران: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} الآية. ودليل هذا القول ما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} إلى آخرها.
وذلك أنها قالت: يا رسول الله. أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ونزل {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة.



خامسا:بيان أسباب الاختلاف وتوجيهه:
ليس هناك أثر مرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لهذا اجتهد العلماء في الجمع بين هذه الأقوال:
1-ما ذكره البيهقي أن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم.وكذلك قال الذهبي، والزركشي؛ وأضاف :وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
2-ما ذكره البيهقي أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت.
3-المراد آخرية مخصوصة ،ذكره ابن حجر.
4-الجمع الرابع هو ترجيح بين الأقوال والرد على ماأشكل عليها؛ ومن ذلك :
-قال ابن حجر :(وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل:
{اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. ). وذكر رحمه الله أن آخر سورة بإطلاق هي سورة النصر.
ثم جمع بين آية الربا وقوله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}أن هذه الآية خاتمة الآيات التي نزلت في الربا.
وذكر أن الآخرية في سورة النساء هي باعتبار المواريث.
-قال السيوطي:(قلت: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض .).
-قال محمد عبد العظيم الزرقاني بعد أن ساق الآثار في آخر مانزل:
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.).
ثم رجح أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.).
ثم رد الشيخ الزرقاني على مايعارض ماذهب إليه فقال بعد أن ساق خبر أم سلمة :(من السهل رد الاستدلال بهذا الخبر على آخر ما نزل مطلقا وذلك لما يصرح به الخبر نفسه من أن الآية المذكورة آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بالإضافة إلى ما ذكر فيه النساء أي فهي آخر مقيد لا مطلق وليس كلامنا فيه).
ورد على من قال أنه آية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.
ورد على من قال أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}أنها آخر آية في المواريث.
ومن قال أن آخر ما نزل سورة المائدة رد عليهم الشيخ أنها آخر مانزل في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام.
ومن قال أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة ؛أنها آخر مانزل من سورة براءة لا آخر مطلقا.
ومن قال أن آخر ما نزل هو آخر سورة الكهف: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} أيضا هو آخر مقيد لا مطلق وقد ذكر ابن كثير أن المقصود أنها آية محكمة لم تنسخ.
ومن قال أن آخر ما نزل هو سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} رواه مسلم عن ابن عباس. حمل الشيخ الزرقاني هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. قال:(ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) ) .
ورد على من قال آخر مانزل هو قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} :(أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة).
وقرر الشيخ أن المعنى إنجاح الدين وإقراره وإظهاره على الدين كله، وكان هذا متحققا في حجة الوداع.
فحاصل ردود الشيخ أن ماسوى آية البقرة هي أواخر إضافية أو مخصوصة أو مقيدة، والله أعلم.


سادسا:آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

-روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن أبي العالية :أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). ). [فضائل القرآن:]


سابعا: آخر مانزل بمكة.

قالَ ابنِ نصرٍ المقرئ : (سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 193]وكذلك ذكر السخاوي.
قالَ الزَّرْكَشِيُّ : (واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة).[البرهان في علوم القرآن:؟؟].



أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
وموضوعك ممتاز، لكن ليس هناك داع لتكرار الأقوال في مسألة:

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم.
وكان يكفي بيان آرائهم في هذا الاختلاف الحاصل في الآثار، ويمكنك مراجعة نموذج الإجابة للفائدة

التقييم :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 97 %
وفقك الله

هبة مجدي محمد علي 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 11:11 PM

فهرسة موضوع مالايصح من دعاوى النسخ
 
عناصر الموضوع:

1- ما لا يصحّ من دعاوى النسخ.
2- ما ادّعي نسخه بآية السيف.
3- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ.
4-غرائب من دعاوى النسخ.



شرح الموضوع:

1- ما لا يصحّ من دعاوى النسخ:

-الغالب أن القرآن ناسخ لما قبله من الشرائع إلا ماأقره ديننا وشرعنا ؛ ولذلك كان من الواجب ألا تذكر الآيات التي نسخت شرع من قبلنا في الناسخ والمنسوخ ؛ وإلا لزم أن نذكر القرآن كله كمثال للنسخ لأنه ناسخ لما قبله من الشرائع وماأحدثه أهل الكتاب من شرك. فقوله {الحمد لله رب العالمين }كمثال نسخت كل من أثبت ربوبية لغير الله وكل من حمد غير الله ونحو ذلك.
وإنما حق الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية. هذا حاصل ماقاله مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ. [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 107-108].
-رد السَّخَاوِيُّ عل من قال إن كل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2]،
بأن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).
وكذلك رد قول من قال :كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29].
قال: وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283].
قال: وكل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185] .
قال رحمه الله: وهذه الجملة – يعني ما ذكره في كتاب الناسخ والمنسوخ له – استخرجتها من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، ثنا أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، ثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
وذكر أسانيد أخرى.[جمال القراء:393-394]

2- ما ادّعي نسخه بآية السيف:
-قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (باب الإعراض عن المشركين
في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة أولها:
1 - البقرة: {وقولوا للناس حسنا} نسخ عمومها {لنا أعمالنا}
{فإن انتهوا} نسخ معنى لأن تحته الأمر بالصفح {قل قتال} {لا إكراه}
2 - آل عمران: {فإنما عليك البلاغ} {منهم تقاة}
3 - النساء: {فأعرض عنهم} في موضعين {وما أرسلناك عليهم حفيظا} {لا تكلف إلا نفسك} {إلا الذين يصلون}
4 - المائدة: [ولا آمين] [على رسولنا البلاغ] [عليكم أنفسكم ... إذا اهتديتم] أي أمرتم ونهيتم
5 - الأنعام: [قل لست عليكم بوكيل] [ثم ذرهم] [وما أنا عليكم بحفيظ] [وأعرض] [وما أرسلناك عليهم حفيظا] [ولا تسبوا] [فذرهم] في موضعين [ويا قوم اعملوا على مكانتكم] [قل انتظروا] [لست منهم في شيء]
6 - الأعراف: {وأعرض} {وأملي}
7 - الأنفال: {وإن استنصروكم} يعني المعاهدين
8 - التوبة: {فاستقيموا لهم}
9 - يونس: {فانتظروا} {فقل لي عملي} {وإما نرينك} {أفأنت تكره} {فمن اهتدى} معنى الإمهال والصبر
10 - هود: {إنما أنت نذير} معنى أي أنت تنذر {ويا قوم اعملوا على مكانتكم} {وانتظروا}
11 - الرعد: {عليك البلاغ}
12 - الحجر: {ذرهم} {فاصفح} {ولا تمدن} {أنا النذير} {وأعرض}
13 - النحل: {فإنما عليك البلاغ} {وجادلهم} {واصبر} مختلف فيه
14 - بني إسرائيل: {ربكم اعلم بكم}
15 - مريم: عليها السلام {وأنذرهم} معنى: فليمدد {فلا تعجل}
16 - طه: {فاصبر} {قل كل}
17 - الحج: {وإن جادلوك}
18 - المؤمنون: {فذرهم} {ادفع}
19 - النور: {فإن تولوا}
20 - النمل: {فمن اهتدى} معنى
21 - القصص: {لنا أعمالنا}
22 - العنكبوت: {وإنما أنا نذير} معنى
23 - الروم: {فاصبر}
24 - لقمان: {ومن كفر}.
25 - السجدة: {وانتظر}.
26 - الأحزاب: {ودع أذاهم}.
27 - سبأ: {قل لا تسألون}.
28 - فاطر: {إن أنت إلا نذير}.
29 - يس: {فلا يحزنك} مختلف فيه.
30 - الصافات: {فتول} و{تول} {وما بينهما}.
31 - ص: {فاصبر} {إنما أنا منذر} معنى.
32 - الزمر: {إن الله يحكم بينهم} معنى {فاعبدوا ما شئتم} {يا قوم اعملوا} {من يأتيه} {فمن اهتدى} معنى {أنت تحكم} معنى لأنه تفويض.
33 - المؤمن: {فاصبر} في موضعين.
34 - السجدة: {ارفع}.
35 – حم عسق: {وما أنت عليهم بوكيل} {لنا أعمالنا} {فإن اعرضوا}.
36 - الزخرف: {فذرهم} {فاصفح}.
37 - الدخان: {فارتقب}.
38 - الجاثية: {يغفر}.
39 - الأحقاف: {فاصبر}.
40 - محمد عليه السلام: {فإمامنا}.
41 - ق: {فاصبر} {فذكر}.
42 - المزمل: {واهجرهم} {وذرني}.
43 - الإنسان: {فاصبر}.
44 - الطارق: {فهل}.
45 - الغاشية: {لست عليهم بمسيطر}.
46 - والتين: {أليس الله بأحكم الحاكمين} معنى.
47 - الكافرون: {لكم دينكم}.
48 - نسخ الكل بقوله عز وجل: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}. في سورة التوبة.[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 12 -18]
-وذكر ابن نصر المقري نحوه ، وأضاف رحمه الله أن كل ما في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعةنسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها .
وكذا ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف. [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 209-212]
-قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ) : (باب نذكر فيه جملة آي من القرآن نسخها شيء واحد من القرآن
ولما بعث رسوله –محمدًا- صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون قليلاً عددهم، خفيفةً كلمتهم، أمرهم بالإعراض عن المشركين والصبر على أذاهم، والعفو عنهم، والغفران لهم، إملاًء للمشركين واستدراجًا لهم؛ لتتم حكمته وقضاؤه فيهم.
فأقام المسلمون على ذلك بمكة نحو عشرة أعوام. فلما كثر عددهم وتقوّت كلمتهم، وهاجروا إلى المدينة وباينوا دار الكفر، أنزل الله عليهم بالمدينة: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر}الآية.
وأنزل: {اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
ونزل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}.
ونزل: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} -الآية-.
ونزل: {وقاتلوا المشركين كافةً}.
ونزل: {كتب عليكم القتال}.
فنسخ ذلك جميع ما أمروا به في أول الإسلام –وبعد وصولهم إلى المدينة– من الصفح والعفو والصبر على الأذى والمغفرة.
فنسخ الله بذلك قوله: {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}.
ونسخ قوله: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.
-إن حملته على معنى لا تقاتلوا من لم يقاتلكم-.
ونسخ: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه}.
ونسخ قوله: {قل قتال فيه كبير} -يعني الشهر الحرام-.
ونسخ قوله: {لا إكراه في الدين}.
ونسخ قوله: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق}.
ونسخ قوله: {فأعرض عنهم وعظهم}.
ونسخ قوله: {لا تحلوا شعائر الله} إلى قوله: {البيت الحرام}.
ونسخ قوله: {ولا يجرمنكم شنآن قومٍ أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا}.
ونسخ قوله: {قل لست عليكم بوكيل} -على قول ابن عباس-.
ونسخ قوله: {وأعرض عن الجاهلين}.
ونسخ قوله: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا}.
ونسخ قوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملوم}.
وقوله: {وما أنت عليهم بجبار}.
وقوله: {وما جعلناك عليهم حفيظًا وما أنت عليهم بوكيل}.
وقوله: {وما على الرسول إلا البلاغ}.
وقوله: {واهجرهم هجرًا جميلاً}.
وقوله: {فاصفح عنهم وقل سلام}.
وقوله: {وذر الذين يلحدون في أسمائه}.
وقوله: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا}.
وقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:118- 121]
وبنحو هذا قال السخاوي في [جمال القراء].
-قالَ الزَّرْكَشِيُّ : قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} الآية [التوبة: 5] ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ثم صار آخرها ناسخا لأولها وهي قوله:
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} الآية [التوبة: 5].
-قالَ السيوطيُّ : كل ما في القرآن من الصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم فهو منسوخ بآية السيف، قال بعضهم وهي: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم..} الآية[التوبة: 5]، نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية ثم نسخ أخرُها أولها ). [التحبير في علم التفسير: 252]

3- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ:
1-من أسباب الخطأ في إثبات النسخ اختلاف مسمى النسخ عند المتأخرين عن المتقدمين ،ذكره السخاوي رحمه الله.
2-أن يكون من قبيل المخصوص لا المنسوخ ؛ كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
نقل ذلك السيوطي عن ابن العربي.
3-ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا وهذا لو أثبتناه ناسخا لجعلنا القرآن كله كذلك ، ذكره السيوطي ورجحه ابن مكي كما تقدم .
وأما ماكان واقعا في أول الإسلام ونسخ فهذا أقرب للدخول في المنسوخ ، ذكر هذا السيوطي. [الإتقان في علوم القرآن].
4-ماليس من قبيل النسخ ولا التخصيص في شئ وله أمثلة ذكرها السيوطي:
مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك .فالأولى كانت للثناء على من أنفق وهذا باق بالزكاة وبغيرها من الإنفاق المندوب.
وقوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار كما نقله السيوطي عنه : بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك.

4-غرائب من دعاوى النسخ:

-قالَ الزَّرْكَشِيُّ : (ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الآية [الإنسان: 8] منسوخ من هذه الجملة {وَأَسِيراً}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ الكتاب عليه وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا ). [البرهان في علوم القرآن:29-44] ونقله السيوطي كذلك.
ونقل عن ابن العربي قوله : ومن أغرب آية في النسخ قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم).[البرهان في علوم القرآن:44]
ونقله كذلك السيوطي في الإتقان.
-قالَ السيوطيُّ :(وقال: من عجيبه أيضا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها، وهي قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}). [الإتقان في علوم القرآن: 1450]

أمل عبد الرحمن 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م 04:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 199838)
عناصر الموضوع:

1- ما لا يصحّ من دعاوى النسخ.
2- ما ادّعي نسخه بآية السيف.
3- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ.
4-غرائب من دعاوى النسخ.



شرح الموضوع:

1- ما لا يصحّ من دعاوى النسخ:
-الغالب أن القرآن ناسخ لما قبله من الشرائع إلا ماأقره ديننا وشرعنا ؛ ولذلك كان من الواجب ألا تذكر الآيات التي نسخت شرع من قبلنا في الناسخ والمنسوخ ؛ وإلا لزم أن نذكر القرآن كله كمثال للنسخ لأنه ناسخ لما قبله من الشرائع وماأحدثه أهل الكتاب من شرك. فقوله {الحمد لله رب العالمين }كمثال نسخت كل من أثبت ربوبية لغير الله وكل من حمد غير الله ونحو ذلك.
وإنما حق الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية. هذا حاصل ماقاله مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ. [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 107-108]. يفترض أننا نلخص ولا ننسخ فلا نحيل على أرقام الصفحات.
-رد السَّخَاوِيُّ عل من قال إن كل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2]،
بأن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).
وكذلك رد قول من قال :كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29].
قال: وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283].
قال: وكل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185] .
قال رحمه الله (أي هبة الله المقريء): وهذه الجملة – يعني ما ذكره في كتاب الناسخ والمنسوخ له – استخرجتها من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، ثنا أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، ثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
وذكر أسانيد أخرى.[جمال القراء:393-394]
الكلام السابق فيه إسهاب كبير،ويحتاج إلى فصل وتنظيم أكثر من ذلك، والأولى في هذه المسألة ذكر الأقسام التي يدّعى خطأ فيها النسخ وبيان سبب الخطأ، وما ذكرتيه أي نسخ شرائع من كان قبلنا هو فسم واحد منها.

2- ما ادّعي نسخه بآية السيف:
-قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (باب الإعراض عن المشركين
في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة أولها:
1 - البقرة: {وقولوا للناس حسنا} نسخ عمومها {لنا أعمالنا}
{فإن انتهوا} نسخ معنى لأن تحته الأمر بالصفح {قل قتال} {لا إكراه}
2 - آل عمران: {فإنما عليك البلاغ} {منهم تقاة}
3 - النساء: {فأعرض عنهم} في موضعين {وما أرسلناك عليهم حفيظا} {لا تكلف إلا نفسك} {إلا الذين يصلون}
4 - المائدة: [ولا آمين] [على رسولنا البلاغ] [عليكم أنفسكم ... إذا اهتديتم] أي أمرتم ونهيتم
5 - الأنعام: [قل لست عليكم بوكيل] [ثم ذرهم] [وما أنا عليكم بحفيظ] [وأعرض] [وما أرسلناك عليهم حفيظا] [ولا تسبوا] [فذرهم] في موضعين [ويا قوم اعملوا على مكانتكم] [قل انتظروا] [لست منهم في شيء]
6 - الأعراف: {وأعرض} {وأملي}
7 - الأنفال: {وإن استنصروكم} يعني المعاهدين
8 - التوبة: {فاستقيموا لهم}
9 - يونس: {فانتظروا} {فقل لي عملي} {وإما نرينك} {أفأنت تكره} {فمن اهتدى} معنى الإمهال والصبر
10 - هود: {إنما أنت نذير} معنى أي أنت تنذر {ويا قوم اعملوا على مكانتكم} {وانتظروا}
11 - الرعد: {عليك البلاغ}
12 - الحجر: {ذرهم} {فاصفح} {ولا تمدن} {أنا النذير} {وأعرض}
13 - النحل: {فإنما عليك البلاغ} {وجادلهم} {واصبر} مختلف فيه
14 - بني إسرائيل: {ربكم اعلم بكم}
15 - مريم: عليها السلام {وأنذرهم} معنى: فليمدد {فلا تعجل}
16 - طه: {فاصبر} {قل كل}
17 - الحج: {وإن جادلوك}
18 - المؤمنون: {فذرهم} {ادفع}
19 - النور: {فإن تولوا}
20 - النمل: {فمن اهتدى} معنى
21 - القصص: {لنا أعمالنا}
22 - العنكبوت: {وإنما أنا نذير} معنى
23 - الروم: {فاصبر}
24 - لقمان: {ومن كفر}.
25 - السجدة: {وانتظر}.
26 - الأحزاب: {ودع أذاهم}.
27 - سبأ: {قل لا تسألون}.
28 - فاطر: {إن أنت إلا نذير}.
29 - يس: {فلا يحزنك} مختلف فيه.
30 - الصافات: {فتول} و{تول} {وما بينهما}.
31 - ص: {فاصبر} {إنما أنا منذر} معنى.
32 - الزمر: {إن الله يحكم بينهم} معنى {فاعبدوا ما شئتم} {يا قوم اعملوا} {من يأتيه} {فمن اهتدى} معنى {أنت تحكم} معنى لأنه تفويض.
33 - المؤمن: {فاصبر} في موضعين.
34 - السجدة: {ارفع}.
35 – حم عسق: {وما أنت عليهم بوكيل} {لنا أعمالنا} {فإن اعرضوا}.
36 - الزخرف: {فذرهم} {فاصفح}.
37 - الدخان: {فارتقب}.
38 - الجاثية: {يغفر}.
39 - الأحقاف: {فاصبر}.
40 - محمد عليه السلام: {فإمامنا}.
41 - ق: {فاصبر} {فذكر}.
42 - المزمل: {واهجرهم} {وذرني}.
43 - الإنسان: {فاصبر}.
44 - الطارق: {فهل}.
45 - الغاشية: {لست عليهم بمسيطر}.
46 - والتين: {أليس الله بأحكم الحاكمين} معنى.
47 - الكافرون: {لكم دينكم}.
48 - نسخ الكل بقوله عز وجل: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}. في سورة التوبة.[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 12 -18]
-وذكر ابن نصر المقري نحوه ، وأضاف رحمه الله أن كل ما في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعةنسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها .
وكذا ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف. [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 209-212]
-قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ) : (باب نذكر فيه جملة آي من القرآن نسخها شيء واحد من القرآن
ولما بعث رسوله –محمدًا- صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون قليلاً عددهم، خفيفةً كلمتهم، أمرهم بالإعراض عن المشركين والصبر على أذاهم، والعفو عنهم، والغفران لهم، إملاًء للمشركين واستدراجًا لهم؛ لتتم حكمته وقضاؤه فيهم.
فأقام المسلمون على ذلك بمكة نحو عشرة أعوام. فلما كثر عددهم وتقوّت كلمتهم، وهاجروا إلى المدينة وباينوا دار الكفر، أنزل الله عليهم بالمدينة: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر}الآية.
وأنزل: {اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
ونزل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}.
ونزل: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} -الآية-.
ونزل: {وقاتلوا المشركين كافةً}.
ونزل: {كتب عليكم القتال}.
فنسخ ذلك جميع ما أمروا به في أول الإسلام –وبعد وصولهم إلى المدينة– من الصفح والعفو والصبر على الأذى والمغفرة.
فنسخ الله بذلك قوله: {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}.
ونسخ قوله: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.
-إن حملته على معنى لا تقاتلوا من لم يقاتلكم-.
ونسخ: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه}.
ونسخ قوله: {قل قتال فيه كبير} -يعني الشهر الحرام-.
ونسخ قوله: {لا إكراه في الدين}.
ونسخ قوله: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق}.
ونسخ قوله: {فأعرض عنهم وعظهم}.
ونسخ قوله: {لا تحلوا شعائر الله} إلى قوله: {البيت الحرام}.
ونسخ قوله: {ولا يجرمنكم شنآن قومٍ أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا}.
ونسخ قوله: {قل لست عليكم بوكيل} -على قول ابن عباس-.
ونسخ قوله: {وأعرض عن الجاهلين}.
ونسخ قوله: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا}.
ونسخ قوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملوم}.
وقوله: {وما أنت عليهم بجبار}.
وقوله: {وما جعلناك عليهم حفيظًا وما أنت عليهم بوكيل}.
وقوله: {وما على الرسول إلا البلاغ}.
وقوله: {واهجرهم هجرًا جميلاً}.
وقوله: {فاصفح عنهم وقل سلام}.
وقوله: {وذر الذين يلحدون في أسمائه}.
وقوله: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا}.
وقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:118- 121]
وبنحو هذا قال السخاوي في [جمال القراء].
-قالَ الزَّرْكَشِيُّ : قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} الآية [التوبة: 5] ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ثم صار آخرها ناسخا لأولها وهي قوله:
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} الآية [التوبة: 5].
-قالَ السيوطيُّ : كل ما في القرآن من الصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم فهو منسوخ بآية السيف، قال بعضهم وهي: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم..} الآية[التوبة: 5]، نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية ثم نسخ أخرُها أولها ). [التحبير في علم التفسير: 252]
ليس هناك داع لتكرار الأمثلة، وهناك تعقيب للشيخ حفظه الله في مسألة النسخ بآية السيف تجدينه في نموذج الإجابة يطالع للفائدة.

3- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ:
1-من أسباب الخطأ في إثبات النسخ اختلاف مسمى النسخ عند المتأخرين عن المتقدمين ،ذكره السخاوي رحمه الله.
وما هو مفهومه عند المتقدمين ومفهومه عند المتأخرين؟
2-أن يكون من قبيل المخصوص لا المنسوخ ؛ كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
نقل ذلك السيوطي عن ابن العربي.
3-ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا وهذا لو أثبتناه ناسخا لجعلنا القرآن كله كذلك ، ذكره السيوطي ورجحه ابن مكي كما تقدم .
وأما ماكان واقعا في أول الإسلام ونسخ فهذا أقرب للدخول في المنسوخ ، ذكر هذا السيوطي. [الإتقان في علوم القرآن]. مكرر،
والأقسام التي ذكرتيها هنا هي ما قصدت ذكرها في أول مسألة أنه مما لا يصح ادعاء نسخه.
ثم تجعلي هذه المسألة -أي سبب حصول الخطأ في ادعاء النسخ- تالية لها، لتكون بمثابة التعليل.
4-ماليس من قبيل النسخ ولا التخصيص في شئ وله أمثلة ذكرها السيوطي:
مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك .فالأولى كانت للثناء على من أنفق وهذا باق بالزكاة وبغيرها من الإنفاق المندوب.
وقوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار كما نقله السيوطي عنه : بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك.

4-غرائب من دعاوى النسخ:

-قالَ الزَّرْكَشِيُّ : (ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الآية [الإنسان: 8] منسوخ من هذه الجملة {وَأَسِيراً}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ الكتاب عليه وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا ). [البرهان في علوم القرآن:29-44] ونقله السيوطي كذلك.
ونقل عن ابن العربي قوله : ومن أغرب آية في النسخ قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم).[البرهان في علوم القرآن:44]
ونقله كذلك السيوطي في الإتقان.
-قالَ السيوطيُّ :(وقال: من عجيبه أيضا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها، وهي قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}). [الإتقان في علوم القرآن: 1450]

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

هبة مجدي محمد علي 29 شعبان 1436هـ/16-06-2015م 09:26 AM

العناصر التي اشتملتها محاضرة بلغة المفسر من علم الحديث
 
فوائد من المحاضرة :

أولا :الفرق بين الخبر والإنشاء :

1-الإنشاء لا يحتمل الكذب ، ولا حاجة فيه للتثبت ، ولا نستطيع أن ننكر على قائله .

2-الإنشاء لايفتقر إلى علوم الآلة .

هذا كله بخلاف الخبر فهو يحتاج ما يضبطه ، ويحتمل الصدق والكذب.

3-الإنشاء في التفسير يرجع فيه لعلوم اللغة ، بينما الخبر يرجع فيه لقواعد المحدثين.

ثانيا :القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن:
فأولها: تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك.
ومنها: تفسير القرآن بالسنة.
ومنها: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.

ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين.

ثم تفسير القرآن بلغة العرب.

ثالثا:الأخبار في التفسير يطبق عليها قواعد المحدثين

ومما يدل على هذا:

1-أن المفسرين يرون أقوال الصحابة والتابعين في التفسير بأسانيدها ؛ كما عند ابن جرير وغيره.

2-أن المحدثين يذكرون كثيرا عللا في كتب العلل على أسانيد في التفسير.

3-أن كتب السنة احتوت أبوابا للتفسير مثل صحيح البخاري ومسلم وغيرهما ، كلهم عندهم كتاب في التفسير في مصنفات الحديث.

4-العقل يدل أن تطبيق قواعد نقل الأخبار في كتب الأحكام وكتب التفسير لابد أن يكون واحدا ؛ فما كان من باب التساهل تساهلنا فيه وماكان من باب مايشدد فيه نشدد فيه.

رابعا: أقسام خبر من قبلنا :

1-ماوافق شرعنا ؛ فلعله مما لم يحرف عندهم.

2-ماشهد شرعنا بإلغائه فهذا نرده؛ مثل ما نقلوه مما يشين أنبياء الله.

3-مالم يرد في شرعنا رده ولا قبوله ، *فهذا الذي نحدث به ولا حرج ، ولا نصدقه ولا نكذبه.

وليس معنى التحديث بها الجزم بصحتها.


خامسا: الحديث الحسن
، كان يطلق على مافيه ضعف متحمل ، وخصوصا في القرون الثلاثة الأولى.

سادسا : أنواع الضعف :

1- ماكان راجعا إلى السقط في *السند.

2-ماكان راجعا إلى الطعن في الراوي: إما في عدالته ، أو حفظه ، أو في صفة روايته.

-قد يكون الراوي حافظا عدلا ولكن يرجع إلى صفة روايته فقد يكون قد وهم ، أو غير ذلك ممايرجع إلى علم العلل.



سابعا : حكم رواية المبتدع :

1-المبتدع الذي يروي مايؤيد بدعته ترد روايته.

2-بعض العلماء قال بالتفصيل.

-إذا كان الحديث في فضائل الأعمال ، أو كان في حكم متقرر بنصوص أخرى فإن أهل العلم يتساهلون فيه.

-مثل: سفيان الثوري، عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد و عبد الرحمن بن المهدي وغيرهم, *يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.
-إطلاق القول بتطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير غلط ، والصواب أنها تطبق على المرويات ، فقد يفسر مفسر مراعيا لغة العرب متأملا متدبرا ، فهذا لا يمنع.

-يمكن أن يتسامح في بعض مرويات التفسير كذلك ؛ مثل**رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، *ورواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية، لأنها لا تتضمن أحكاما.

ثامنا : أمور تنبغي للمفسر :

1-ينظر في أقوال العلماء في المرويات التي بين يديه، مثل كتب*(كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني).

2-الثتبت إذا جاءت الرواية عن الحاكم ، والنظر في كلام العلماء الأخر.

3-الاستعانة بأهل التخصص في الحديث .

تاسعا: أسانيد القراءات :

-لايشدد فيها في باب الجهالة.

-أما الانقطاع أو الخطأ في الإسناد أو في اسم الراوي فهذا ينبغي أن ينبه عليه.

-ليس معنى هذا التشكيك في تواتر القرآن ، فهذا أمر ثابت متقرر.

-من لايتعمد الكذب ولكن يجري على لسانه لا يشنع عليه وهو موجود في الصالحين ، ولكن كذلك ينبه على هذا الخطأ.

من ذلك *قول*يحيى بن سعيد القطان وغيره، :"لم نرالصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث".

عاشرا : المراسيل:

-المراسيل منها مايتقوى ومنها مالايتقوى.ومثال المنكر قصة الغرانيق العلا ، وحديث ثعلبة.

-الوضع في الحديث وقع بعد فتنة عثمان رضي الله عنه ، قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم).

-إذا كانت هذه المراسيل تتقوى على طريقة الإمام الشافعي، فيمكن أن تقبل.

-المراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
-الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم.

- الصغار كقتادة ومجاهد والزهري *مراسيلهم رديئة.

الحادي عشر :
-الإسناد الذي حصل فيه زيادة راوي و الزيادة تكون في الموضع الذي فيه عنعنة- فإن كان ذلك الموضع فيه عنعنة فإنهم لا يأخذون بذلك الإسناد الناقص؛ وإنما يأخذون بالإسناد الزائد.
-يؤخذ بالإسناد الناقص بشرطين:
-الشرط الأول :
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
-و الشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.
والله أعلم

أمل عبد الرحمن 16 رمضان 1436هـ/2-07-2015م 01:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 208701)
فوائد من المحاضرة :

أولا :الفرق بين الخبر والإنشاء من حيث خضوعه لمبدأ التثبت :

1-الإنشاء لا يحتمل الكذب ، ولا حاجة فيه للتثبت ، ولا نستطيع أن ننكر على قائله .

2-الإنشاء لايفتقر إلى علوم الآلة .

هذا كله بخلاف الخبر فهو يحتاج ما يضبطه ، ويحتمل الصدق والكذب.

3-الإنشاء في التفسير يرجع فيه لعلوم اللغة ، بينما الخبر يرجع فيه لقواعد المحدثين.

ثانيا :القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن:
فأولها: تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك.
ومنها: تفسير القرآن بالسنة.
ومنها: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.

ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين.

ثم تفسير القرآن بلغة العرب.

ثالثا:الأخبار في التفسير يطبق عليها قواعد المحدثين

ومما يدل على هذا:

1-أن المفسرين يرون أقوال الصحابة والتابعين في التفسير بأسانيدها ؛ كما عند ابن جرير وغيره.

2-أن المحدثين يذكرون كثيرا عللا في كتب العلل على أسانيد في التفسير.

3-أن كتب السنة احتوت أبوابا للتفسير مثل صحيح البخاري ومسلم وغيرهما ، كلهم عندهم كتاب في التفسير في مصنفات الحديث.

4-العقل يدل أن تطبيق قواعد نقل الأخبار في كتب الأحكام وكتب التفسير لابد أن يكون واحدا ؛ فما كان من باب التساهل تساهلنا فيه وماكان من باب مايشدد فيه نشدد فيه.

رابعا: أقسام خبر من قبلنا :

1-ماوافق شرعنا ؛ فلعله مما لم يحرف عندهم.

2-ماشهد شرعنا بإلغائه فهذا نرده؛ مثل ما نقلوه مما يشين أنبياء الله.

3-مالم يرد في شرعنا رده ولا قبوله ، *فهذا الذي نحدث به ولا حرج ، ولا نصدقه ولا نكذبه.

وليس معنى التحديث بها الجزم بصحتها.


خامسا: الحديث الحسن
، كان يطلق على مافيه ضعف متحمل ، وخصوصا في القرون الثلاثة الأولى.

سادسا : أنواع الضعف :

1- ماكان راجعا إلى السقط في *السند.

2-ماكان راجعا إلى الطعن في الراوي: إما في عدالته ، أو حفظه ، أو في صفة روايته.

-قد يكون الراوي حافظا عدلا ولكن يرجع إلى صفة روايته فقد يكون قد وهم ، أو غير ذلك ممايرجع إلى علم العلل.



سابعا : حكم رواية المبتدع :

1-المبتدع الذي يروي مايؤيد بدعته ترد روايته.

2-بعض العلماء قال بالتفصيل.

-إذا كان الحديث في فضائل الأعمال ، أو كان في حكم متقرر بنصوص أخرى فإن أهل العلم يتساهلون فيه.

-مثل: سفيان الثوري، عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد و عبد الرحمن بن المهدي وغيرهم, *يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.
-إطلاق القول بتطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير غلط ، والصواب أنها تطبق على المرويات ، فقد يفسر مفسر مراعيا لغة العرب متأملا متدبرا ، فهذا لا يمنع.

-يمكن أن يتسامح في بعض مرويات التفسير كذلك ؛ مثل**رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، *ورواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية، لأنها لا تتضمن أحكاما.

ثامنا : أمور تنبغي للمفسر :

1-ينظر في أقوال العلماء في المرويات التي بين يديه، مثل كتب*(كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني).

2-الثتبت إذا جاءت الرواية عن الحاكم ، والنظر في كلام العلماء الأخر.

3-الاستعانة بأهل التخصص في الحديث .

تاسعا: أسانيد القراءات :

-لايشدد فيها في باب الجهالة.

-أما الانقطاع أو الخطأ في الإسناد أو في اسم الراوي فهذا ينبغي أن ينبه عليه.

-ليس معنى هذا التشكيك في تواتر القرآن ، فهذا أمر ثابت متقرر.

-من لايتعمد الكذب ولكن يجري على لسانه لا يشنع عليه وهو موجود في الصالحين ، ولكن كذلك ينبه على هذا الخطأ.

من ذلك *قول*يحيى بن سعيد القطان وغيره، :"لم نرالصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث".

عاشرا : المراسيل:

-المراسيل منها مايتقوى ومنها مالايتقوى.ومثال المنكر قصة الغرانيق العلا ، وحديث ثعلبة.

-الوضع في الحديث وقع بعد فتنة عثمان رضي الله عنه ، قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم).

-إذا كانت هذه المراسيل تتقوى على طريقة الإمام الشافعي، فيمكن أن تقبل.

-المراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
-الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم.

- الصغار كقتادة ومجاهد والزهري *مراسيلهم رديئة.

الحادي عشر :
-الإسناد الذي حصل فيه زيادة راوي و الزيادة تكون في الموضع الذي فيه عنعنة- فإن كان ذلك الموضع فيه عنعنة فإنهم لا يأخذون بذلك الإسناد الناقص؛ وإنما يأخذون بالإسناد الزائد.
-يؤخذ بالإسناد الناقص بشرطين:
-الشرط الأول :
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
-و الشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.
والله أعلم

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 29/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله


الساعة الآن 06:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir