معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة الطالبة : تماضر لدراسة (أصول التفسير) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23677)

تماضر 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م 03:49 AM

آخر ما نزل من القرآن
العناصر:
آخر سورة نزلت جميعاً*
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً*
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
*آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
*آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
*أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
-القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ).
-القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
-القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ .
-القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية .
-القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) .
-القول السادس : سورة النصر .
-القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة.
-القول الثامن : سورة المائدة .
-القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات).
-القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمينإن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية .
-القول الحادي عشر:أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
-القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}.
الجمع بين الأقوال.
سبب الخلاف.
أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
إشكال وجوابه.
سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة.
آخر سورة نزلت جميعاً:
دلت الآثار المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم أن آخر سورة نزلت جميعًا سورة النصر.

عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟ , قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} , قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور.

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول:سورة النصر : وبه قال الإمام مسلم وذكره ابن أبي شيبة وابن كثير والسيوطي , والكلبي في التفسير والذهبي في التاريخ .
دليلهم :
1-عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور, وذكره الذهبي في التاريخ.
2-عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه , ذكره الذهبي في التاريخ .
فدل ذلك على أن سورة النصر هي آخر سورة نزلت من القرآن وذلك لأن فيها علامة قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم .
- القول الثاني:سورة التوبة , وبه قال الزهري والهروي , وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه.
دليلهم :
1-عن محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
2-عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
3- عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}. أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه البجلي في فضائل القرآن وابن الضريس في فضائل القرآن والذهبي في التاريخ وابن كثير في تفسيره.
- القول الثالث:سورة المائدة ,ذكره سعيد بن منصور و ابن كثير والسيوطي.
دليلهم :
1-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) , رواه ابن كثير في تفسيره.
2-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة. رواه سعيد بن منصور في سننه.
3-عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) , أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" , وذكره السيوطي في الدر المنثور.

آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} ذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه :
دليلهم:
١-عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}. الناسخ والمنسوخ لقتادة.
٢-عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}ذكره الهروي في فضائل القرآن.
٣-عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه. فضائل القرآن للهروي.
٤-عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
٥-عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
القول الثاني: آية الكلالة ، رواه البخاري في صحيحه وذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه وابن كثير في تفسيره والبجلي في فضائل القرآن .
دليلهم :
عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ) رواه البخاري وذكر نحوه الهروي في فضائل القرآن وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبجلي في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره.
القول الثالث: آية الربا ، ذكره الهروي في فضائل القرآن والبجلي كذلك.
دليلهم :
١-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس).ذكره الهروي في فضائل القران.
٢-عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» )ذكره البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين ، ذكره الهروي في فضائل القرآن.
دليلهم:
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة ،ذكره الزهري في الناس والمنسوخ والبجلي والبجلي في فضائل القرآن والداني في البيان.
دليلهم:
١-عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
٢-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها. الناسخ والمنسوخ لقتادة وفضائل القرآن للبجلي.
٣-عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن. قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. فضائل القرآن للبجلي.
٤-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). البيان للداني.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن)قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). فضائل القرآن لابن الضريس.

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ) وبه قال ابن عباس وذكره البيهقي في دلائل النبوة والواحدي في أسباب النزول والسخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم :
1-عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما . زاد المنادي في روايته :(نزلت بمنى), عن ابن عباس قال: (آخر شيء نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ذكره البلقيني في مواقع العلوم عن طريق الشعبي.
2-قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين,يعني العاشر من يوم مرضه.ذكره أبو شامة في المرشد الوجيز .
القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{, وهو رواية عن ابن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز , والكلبي في التسهيل والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في البرهان .
دليلهم :
عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس)
عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).ذكره البيهقي في دلائل النبوة و الذهبي في التاريخ.
وروى البيهقيعن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى}:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ وهي أطول آية في القرآن. ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم:
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان .
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان .
وأخرج ابن جريرمن طريق ابن شهابعن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد. ذكره السيوطي في الإتقان.
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهنويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى.ذكره السيوطي في الاتقان
يقول الزرقاني: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .وذلك لأمرين:
-أحدهما:ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارةإلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية , وهذا القول مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والزركشي في البرهان رواه عن السدي والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان..
دليلهم :
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}ثم قرأ إلى{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}. رواه أحمد وذكره الزركشي في البرهان .
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) ذكره السخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والسيوطي في الإتقان .
ونزلت:{ اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
القول السادس : سورة النصر , ذكره الكلبي في التسهيل , والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم:
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله} قال: صدقت. ذكره البلقيني في مواقع العلوم .
ويحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي))وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا :{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة, وهذا ما قال به البراء بن عازب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة و الواحدي في أسباب النزول وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم : عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة، وآخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يستفتونك..} ) رواه البخاري ومسلم .
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الاتقان.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية "التوبة: 5، 11"، وقيل: { لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية "التوبة: 128". ذكره ابن حجر في الفتح .
القول الثامن : سورة المائدة , روي عن عائشة رضي الله عنها وذكره الزركشي في البرهان .
دليلهم :
ما رواه الترمذي والحاكم عن عائشة: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه.ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.
القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات), ذكره السيوطي في الإتقان.
دليلهم :
عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل}إلى آخرها . أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد وذكره السيوطي في الإتقان.
قال السيوطي وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت}: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض{ونزلت: }إن المسلمين والمسلمات{ ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الإتقان.
القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى. ذكره السيوطي في الإتقان.
القول الحادي عشر: أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: هذه الآية: } وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ {هي آخر ما نزل وما نسخها شيء، ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
قال السيوطي: ومن أغرب ما روي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أنبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية}: فمن كان يرجو لقاء ربه{ الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: وهو أثَر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية نسختها ولا تُغيِّر حكمها بل هي مثبتة محكمة فاشتبه ذلك على بعض الرواة فراوه بالمعنى على ما فهمه، انتهى.

الجمع بين الأقوال :
القول الأقرب من هذه الأقوال والله أعلم : هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: } وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت ,ورجح هذا القول ابن حجر في الفتح والزرقاني في مناهل العرفان.
لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا هـ وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والزركشي في البرهان .

سبب الخلاف:
هذا الخلاف راجع إلى أن كل واحد من الصحابة رضوان الله عليهم أخبر بما عنده من العلم , والمراد بذلك ان هذه الآيات هي من أواخر ما نزل وليست آخر آية نزلت مطلقًا ,ذكره البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة .



● أواخر مخصوصة
آخر ما نزل بمكة:
القول الأول: سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة. وسورة النبأ: ليس فيها ناسخ ولا منسوخ , ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء .
القول الثاني : سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة , قال به عطاء ,
قال الزركشي : واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء:هي آخر ما نزل بمكة. ذكره الزركشي في البرهان.
إشكال وجوابه.
من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها , وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك؟
الجواب أن نقول أن معنى إكمال الدين في الآية هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون , ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} . ذكره السيوطي في الإتقان والرزرقاني في مناهل العرفان.

سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة :
لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: أن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطول.
وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه,و ذكره ابن كثير في تفسيره.

إدارة الاختبارات 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م 03:24 PM

حياك الله
تم نقل مشاركتك الخاصة بفهرسة آخر ما نزل من القرآن
للموضوع نفسه

أمل عبد الرحمن 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 10:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 199782)
آخر ما نزل من القرآن
العناصر:
آخر سورة نزلت جميعاً*
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً*
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
*آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
*آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
*أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
-القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ).
-القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
-القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ .
-القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية .
-القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) .
-القول السادس : سورة النصر .
-القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة.
-القول الثامن : سورة المائدة .
-القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات).
-القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمينإن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية .
-القول الحادي عشر:أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
-القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}.
الجمع بين الأقوال.
سبب الخلاف.
أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
إشكال وجوابه.
سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة.



آخر سورة نزلت جميعاً:
دلت الآثار المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم أن آخر سورة نزلت جميعًا سورة النصر.
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟ , قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} , قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور.

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول:سورة النصر : وبه قال الإمام مسلم وذكره ابن أبي شيبة وابن كثير والسيوطي , والكلبي في التفسير والذهبي في التاريخ .
دليلهم :
1-عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور, وذكره الذهبي في التاريخ.
2-عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه , ذكره الذهبي في التاريخ .
فدل ذلك على أن سورة النصر هي آخر سورة نزلت من القرآن وذلك لأن فيها علامة قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم .
- القول الثاني:سورة التوبة , وبه قال الزهري والهروي , وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه.
دليلهم :
1-عن محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
2-عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
3- عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}. أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه البجلي في فضائل القرآن وابن الضريس في فضائل القرآن والذهبي في التاريخ وابن كثير في تفسيره.
- القول الثالث:سورة المائدة ,ذكره سعيد بن منصور و ابن كثير والسيوطي.
دليلهم :
1-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) , رواه ابن كثير في تفسيره.
2-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة،)) يكتفى بموضع الشاهد فقط على المسألة وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة. رواه سعيد بن منصور في سننه.
3-عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت)) يكتفى بموضع الشاهد فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) , أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" , وذكره السيوطي في الدر المنثور.

آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} ذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه :
دليلهم:
١-عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}. الناسخ والمنسوخ لقتادة.
٢-عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}ذكره الهروي في فضائل القرآن.
٣-عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه. فضائل القرآن للهروي.
٤-عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
٥-عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
القول الثاني: آية الكلالة ، رواه البخاري في صحيحه وذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه وابن كثير في تفسيره والبجلي في فضائل القرآن .
دليلهم :
عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ) رواه البخاري وذكر نحوه الهروي في فضائل القرآن وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبجلي في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره.
القول الثالث: آية الربا ، ذكره الهروي في فضائل القرآن والبجلي كذلك.
دليلهم :
١-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس).ذكره الهروي في فضائل القران.
٢-عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» )ذكره البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين ، ذكره الهروي في فضائل القرآن.
دليلهم:
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة ،ذكره الزهري في الناس والمنسوخ والبجلي والبجلي في فضائل القرآن والداني في البيان.
دليلهم:
١-عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
٢-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها. الناسخ والمنسوخ لقتادة وفضائل القرآن للبجلي.
٣-عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن. قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. فضائل القرآن للبجلي.
٤-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). البيان للداني.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن)قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). فضائل القرآن لابن الضريس.

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ) وبه قال ابن عباس وذكره البيهقي في دلائل النبوة والواحدي في أسباب النزول والسخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم :
1-عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما . زاد المنادي في روايته :(نزلت بمنى), عن ابن عباس قال: (آخر شيء نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ذكره البلقيني في مواقع العلوم عن طريق الشعبي.
2-قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين,يعني العاشر من يوم مرضه.ذكره أبو شامة في المرشد الوجيز .
القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{, وهو رواية عن ابن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز , والكلبي في التسهيل والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في البرهان .
دليلهم :
عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس)
عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).ذكره البيهقي في دلائل النبوة و الذهبي في التاريخ.
وروى البيهقيعن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى}:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ وهي أطول آية في القرآن. ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم:
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان .
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان .
وأخرج ابن جريرمن طريق ابن شهابعن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد. ذكره السيوطي في الإتقان.
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهنويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى.ذكره السيوطي في الاتقان
يقول الزرقاني: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .وذلك لأمرين:
-أحدهما:ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارةإلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية , وهذا القول مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والزركشي في البرهان رواه عن السدي والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان..
دليلهم :
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}ثم قرأ إلى{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}. رواه أحمد وذكره الزركشي في البرهان .
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) ذكره السخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والسيوطي في الإتقان .
ونزلت:{ اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
القول السادس : سورة النصر , ذكره الكلبي في التسهيل , والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم:
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله} قال: صدقت. ذكره البلقيني في مواقع العلوم .
ويحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي))وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا :{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة, وهذا ما قال به البراء بن عازب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة و الواحدي في أسباب النزول وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم : عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة، وآخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يستفتونك..} ) رواه البخاري ومسلم .
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الاتقان.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية "التوبة: 5، 11"، وقيل: { لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية "التوبة: 128". ذكره ابن حجر في الفتح .
القول الثامن : سورة المائدة , روي عن عائشة رضي الله عنها وذكره الزركشي في البرهان .
دليلهم :
ما رواه الترمذي والحاكم عن عائشة: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه.ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.
القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات), ذكره السيوطي في الإتقان.
دليلهم :
عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل}إلى آخرها . أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد وذكره السيوطي في الإتقان.
قال السيوطي وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت}: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض{ونزلت: }إن المسلمين والمسلمات{ ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الإتقان.
القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى. ذكره السيوطي في الإتقان.
القول الحادي عشر: أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: هذه الآية: } وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ {هي آخر ما نزل وما نسخها شيء، ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
قال السيوطي: ومن أغرب ما روي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أنبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية}: فمن كان يرجو لقاء ربه{ الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: وهو أثَر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية نسختها ولا تُغيِّر حكمها بل هي مثبتة محكمة فاشتبه ذلك على بعض الرواة فراوه بالمعنى على ما فهمه، انتهى.

الجمع بين الأقوال :
القول الأقرب من هذه الأقوال والله أعلم : هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: } وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت ,ورجح هذا القول ابن حجر في الفتح والزرقاني في مناهل العرفان.
لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا هـ وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والزركشي في البرهان .

سبب الخلاف:
هذا الخلاف راجع إلى أن كل واحد من الصحابة رضوان الله عليهم أخبر بما عنده من العلم , والمراد بذلك ان هذه الآيات هي من أواخر ما نزل وليست آخر آية نزلت مطلقًا ,ذكره البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة .

● أواخر مخصوصة
آخر ما نزل بمكة:
القول الأول: سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة. وسورة النبأ: ليس فيها ناسخ ولا منسوخ , ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء .
القول الثاني : سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة , قال به عطاء ,
قال الزركشي : واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء:هي آخر ما نزل بمكة. ذكره الزركشي في البرهان.
إشكال وجوابه.
من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها , وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك؟
الجواب أن نقول أن معنى إكمال الدين في الآية هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون , ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} . ذكره السيوطي في الإتقان والرزرقاني في مناهل العرفان.

سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة : هذا استطراد لا علاقة له بمسألة (أخر ما نزل) فيمكن اختصاره.
لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: أن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطول.
وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه,و ذكره ابن كثير في تفسيره.



أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
وجميع موضوع ممتاز، وليس هناك داع لتكرار الأقوال في مسألة:

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم.
وكان يكفي بيان آرائهم في هذا الاختلاف الحاصل في الآثار، ويمكنك مراجعة نموذج الإجابة للفائدة

التقييم :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله


تماضر 19 رجب 1436هـ/7-05-2015م 07:06 PM

ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف.

عناصر الموضوع: 

-أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة.
- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ

-ما ادّعي نسخه بآية السيف
-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات.

-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ

-من أنواع النسخ الذي ألفت فيه الكتب هو ما نسخ حكمه دون تلاوته. ذكره السيوطي في الإتقان.
أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ:
1/قسم ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك. 
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى : فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق، وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل ، وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.

والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك. 

1- وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة. 

2-وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.

وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك.
2/ 
وقسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد.
كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،

{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]،
{فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]
وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.

وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ. 

ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب}الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3/ 
وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره. ذكره السيوطي في الإتقان.
قال القيسي:فلا يصح دعوى أن القران نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة , ولو لزم ذكر ذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ ؛ لأنه ناسخ لما كانوا عليه من شركهم وما أحدثوا من أحكامهم وما فرض عليهم. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
والنوع الأخير منه وهو رافع ما كان في أول الإسلام إدخاله أوجه من القسمين قبله. ذكره السيوطي في الإتقان.
وذكر من قال بمثل هذا القول جملة من الأمثلة على النسخ منها : وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة}
ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم }وهو لأمره أحفظ.
ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا}
ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن}

وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر ، وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.

-الأصل في الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية . ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة :
أدخل أكثر المؤلفين في الناسخ والمنسوخ آيًا كثيرةً، وقالوا: نسخت ما كانوا عليه من شرائعهم، وما اخترعوه من دينهم وأحكامهم، وآيًا كثيرة ذكروا أنها نسخت ما كانوا عليه مما افترض عليهم. 
وكان حقّ هذا ألا يضاف إلى الناسخ والمنسوخ؛ لأنا لو اتّبعنا هذا النوع لذكرنا القرآن كله في الناسخ والمنسوخ ولقلنا أن:
1-{الحمد لله}: ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله.
2-{رب العالمين}: ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله، وكذلك كلّ القرآن، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
ونحن نذكر من ذلك ما ذكروا اتباعًا لهم لا نظرًا، وننبه على ما أمكن من ذلك، ونخبر أنّ حق هذا أن لا يذكر في الناسخ والمنسوخ على ما بينا في هذا الباب. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.


-أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ:

 وقع الغلط للمتأخرين من قبل عدم المعرفة بمراد المتقدمين، فإنهم كانوا يطلقون على الأحوال المنتقلة النسخ، والمتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص ثانيا رافعا لحكم النص الأول. ذكره السخاوي في جمال القراء.


-ما ادّعي نسخُه بآية السيف:

-
كل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ ونقله عنه السخاوي في جمال القراء.
-وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
.ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
وقال ابن حزم في الناسخ والمنسوخ : وردت في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة.
- قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} الآية[التوبة: 5] ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ثم صار آخرها ناسخا لأولها وهي قوله: 
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} الآية [التوبة: 5].
قالوا: وليس في القرآن آية من المنسوخ ثبت حكمها ست عشرة سنة إلا قوله في الأحقاف: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] وناسخها أول سورة الفتح. ذكره الزركشي في البرهان والسيوطي في الإتقان والتحبير.

-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات:
1:وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
ويرد هذا القول بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قام حتى تورمت قدماه، فقيل له):أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ( فقال)) :أفلا أكون عبدا شكورا (( وقال)) :والله إني لأخوفكم لله) (( وكان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).
ذكره السخاوي في جمال القراء.
2:وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
3:وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
4: وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
5:وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
 . ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
6:وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها.
فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.


-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ:
قال الزركشي: ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال في قوله تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الآية [الإنسان: 8] منسوخ من هذه الجملة {وَأَسِيراً}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ الكتاب عليه وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا. ذكره في البرهان.
-قال ابن العربي: ومن أغرب آية في النسخ قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم. ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير.
-وقال: من عجيبه أيضا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها، وهي قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}. ذكره السيوطي في الإتقان.
-وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى:{ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت. ذكره السيوطي في الإتقان.

أمل عبد الرحمن 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م 04:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 200185)
ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف.

عناصر الموضوع: 

-أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة.
- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ

-ما ادّعي نسخه بآية السيف
-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات.

-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ

-من أنواع النسخ الذي ألفت فيه الكتب هو ما نسخ حكمه دون تلاوته. ذكره السيوطي في الإتقان. يقصد أن هذا أهم نوع يبحث فيه أهل العلم.
أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ:
1/قسم ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك. 
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى : فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق، وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل ، وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.

والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك. 

1- وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة. 

2-وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.

وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك.
2/ 
وقسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد.
كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،

{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]،
{فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]
وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.

وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ. 

ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب}الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3/ 
وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره. ذكره السيوطي في الإتقان.
قال القيسي:فلا يصح دعوى أن القران نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة , ولو لزم ذكر ذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ ؛ لأنه ناسخ لما كانوا عليه من شركهم وما أحدثوا من أحكامهم وما فرض عليهم. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
والنوع الأخير منه وهو رافع ما كان في أول الإسلام إدخاله أوجه من القسمين قبله. ذكره السيوطي في الإتقان.
وذكر من قال بمثل هذا القول جملة من الأمثلة على النسخ منها : وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة}
ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم }وهو لأمره أحفظ.
ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا}
ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن}

وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر ، وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.

-الأصل في الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية . ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة :
أدخل أكثر المؤلفين في الناسخ والمنسوخ آيًا كثيرةً، وقالوا: نسخت ما كانوا عليه من شرائعهم، وما اخترعوه من دينهم وأحكامهم، وآيًا كثيرة ذكروا أنها نسخت ما كانوا عليه مما افترض عليهم. 
وكان حقّ هذا ألا يضاف إلى الناسخ والمنسوخ؛ لأنا لو اتّبعنا هذا النوع لذكرنا القرآن كله في الناسخ والمنسوخ ولقلنا أن:
1-{الحمد لله}: ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله.
2-{رب العالمين}: ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله، وكذلك كلّ القرآن، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
ونحن نذكر من ذلك ما ذكروا اتباعًا لهم لا نظرًا، وننبه على ما أمكن من ذلك، ونخبر أنّ حق هذا أن لا يذكر في الناسخ والمنسوخ على ما بينا في هذا الباب. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
لا داعي لكل هذا التفصيل، فالكلام على سبيل التمثل وليس لتأصيل مسألة، فيكفيك فيه الاختصار.

-أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ:

 وقع الغلط للمتأخرين من قبل عدم المعرفة بمراد المتقدمين، فإنهم كانوا يطلقون على الأحوال المنتقلة النسخ، والمتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص ثانيا رافعا لحكم النص الأول. ذكره السخاوي في جمال القراء.


-ما ادّعي نسخُه بآية السيف:

-
كل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ ونقله عنه السخاوي في جمال القراء.
-وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
.ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
وقال ابن حزم في الناسخ والمنسوخ : وردت في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة.
- قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} الآية[التوبة: 5] ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ثم صار آخرها ناسخا لأولها وهي قوله: 
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} الآية [التوبة: 5].
قالوا: وليس في القرآن آية من المنسوخ ثبت حكمها ست عشرة سنة إلا قوله في الأحقاف: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] وناسخها أول سورة الفتح. ذكره الزركشي في البرهان والسيوطي في الإتقان والتحبير.

-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات:
1:وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
ويرد هذا القول بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قام حتى تورمت قدماه، فقيل له):أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ( فقال)) :أفلا أكون عبدا شكورا (( وقال)) :والله إني لأخوفكم لله) (( وكان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).
ذكره السخاوي في جمال القراء.
2:وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
3:وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
4: وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
5:وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
 . ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
6:وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها.
فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.


-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ:
قال الزركشي: ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال في قوله تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الآية [الإنسان: 8] منسوخ من هذه الجملة {وَأَسِيراً}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ الكتاب عليه وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا. ذكره في البرهان.
-قال ابن العربي: ومن أغرب آية في النسخ قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم. ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير.
-وقال: من عجيبه أيضا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها، وهي قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}. ذكره السيوطي في الإتقان.
-وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى:{ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت. ذكره السيوطي في الإتقان.
ما الفائدة في تكرار كلامة هبة الله المقريء؟

أحسنت، بارك الله فيك وأحسن إليك
الموضوع يحتاج اختصارا أكثر من ذلك، ويطالع نموذج الإجابة للفائدة خاصة فيما يتعلق بصحة نسخ آية السيف لعدد كبير من الآيات
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

تماضر 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م 03:53 AM

الدرس الحادي عشر: الحذف والتضمين

عناصر الموضوع:
-تعريف التضمين.
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة.
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.



-تعريف التضمين.
اختيار فعل أو شبه فعل متناسب مع الفعل المذكور وحرف الجر المذكور.
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة.
اختلف النحويون على قولين:
القول الأول : التضمين ، وقال به البصريين .
أي أن الحرف يتضمن معناه فعل أو شبه فعل.
القول الثاني: التعاقب ، وقال به الكوفيين.
أي أن حرف الجر يعقبه حرف جر آخر يوضح معناه.
والراجح هو القول الأول وذلك لأن التضمين أبلغ في اللغة من تعاقب الحروف ؛ لأنه يتضمن معنى يزيد على المعنى الأصلي وهذا من بلاغة اللغة العربية والقرآن الكريم.
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
أن تكون الجادة أن يتعدى هذا الفعل بنفسه أو بحرف جر ، وخولفت الجادة فعدي الفعل بحرف جر آخر.

-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
1-بالدقة في الاختيار.
2-ومعرفة الروابط والعلاقات بين الفعل والحرف.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.

1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
تضمن معنى الضم والجمع ، أي ظلمك بسؤال جمع نعجتك إلى نعاجه.
2- {من أنصاري إلى الله}
تضمن معنى التوجه والالتجاء ، أي من أنصاري متوجها إلى الله.
3- {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}
تضمن معنى الزيغ والصد.
4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}
تضمن معنى النجاة.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
تضمن معنى الري بالعين.
6- {ثم استوى إلى السماء}
تضمن معنى الاستواء الفعل قاصدًا وعامدًا.
7- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم}
تضمن معنى الهمّ بالفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.
اختلاف التنوع عبارة عن تعدد معاني للفظ واحد ، وكذلك التضمين فالفعل واحد يتضمن عدة معاني بأفعال متعددة .

أمل عبد الرحمن 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م 04:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 202146)
الدرس الحادي عشر: الحذف والتضمين

عناصر الموضوع:
-تعريف التضمين.
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة.
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.



-تعريف التضمين.
اختيار فعل أو شبه فعل متناسب مع الفعل المذكور وحرف الجر المذكور. مثل ماذا؟
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة. لو مهدت للملخص بهذه المسألة لكان أحسن.
اختلف النحويون على قولين:
القول الأول : التضمين ، وقال به البصريين .
أي أن الحرف يتضمن معناه فعل أو شبه فعل. كررت تعريف التضمين مع وجود خطأ في التعريف (راجعي ما كتبتيه في أول مسألة)
القول الثاني: التعاقب ، وقال به الكوفيين.
أي أن حرف الجر يعقبه حرف جر آخر يوضح معناه. التعاقب أن يأتي حرف جر بمعنى حرف جر آخر وكأن الحروف تتبادل المعاني.
كذلك لم تضعي مثالا للتعاقب وهو مهم.
والراجح هو القول الأول وذلك لأن التضمين أبلغ في اللغة من تعاقب الحروف ؛ لأنه يتضمن معنى يزيد على المعنى الأصلي مع الاختصار في الوقت ذاته وهذا من بلاغة اللغة العربية والقرآن الكريم.
والتضمين يسد باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، مثل تفسيرهم لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
أن تكون الجادة أن يتعدى هذا الفعل بنفسه أو بحرف جر ، وخولفت الجادة فعدي الفعل بحرف جر آخر.

-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
1-بالدقة في الاختيار.
2-ومعرفة الروابط والعلاقات بين الفعل والحرف.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.

1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
تضمن معنى الضم والجمع ، أي ظلمك بسؤال جمع نعجتك إلى نعاجه.
2- {من أنصاري إلى الله}
تضمن معنى التوجه والالتجاء ، أي من أنصاري متوجها إلى الله.
3- {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}
تضمن معنى الزيغ والصد.
4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}
تضمن معنى النجاة.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
تضمن معنى الري بالعين.
6- {ثم استوى إلى السماء}
تضمن معنى الاستواء الفعل قاصدًا وعامدًا.
7- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم}
تضمن معنى الهمّ بالفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.
اختلاف التنوع عبارة عن تعدد معاني للفظ واحد ، وكذلك التضمين فالفعل واحد يتضمن عدة معاني بأفعال متعددة .

أحسنت، أحسن الله إليك وبارك فيك.
بقي
عنصر: لماذا كان التضمين من أنفع قواعد التفسير؟

يعتبر التضمين من أنفع القواعد في التفسير، لأنه إذا كان في التضمين دلالة على جزالة وفصاحة اللغة وغزارة معانيها مع قلة الألفاظ، فكلام الله أعظم كلام وبتطبيق هذه القاعدة تظهر معاني عظيمة لا تُحصى مضمّنة في ألفاظ القرآن.

هذا نموذج الإجابة الخاص بقائمة عناصر الدرس:


الحذف والتضمين


عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 13
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 88 %
وفقك الله

تماضر 20 شوال 1436هـ/5-08-2015م 11:37 AM

تلخيص محاضرة :بلغة المفسر من علوم الحديث، لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالله الحميد.

-أقسام تفسير القرآن :
1-تفسير القرآن بالقرآن.
2-تفسير القرآن بالسنة.
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4-تفسير القرآن بأقوال التابعين.
5-تفسير القرآن بلغة العرب.

-ما يرد في التفسير لا يخرج عن كونه خبرًا أو إنشاءً :
1-فالإنشاء : يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسير.
2-والخبر: يتثبت منه من مبدأ التثبت في قبول الأخبار ومعرفة صحيح الإسناد من خطأه.

الفرق بين الخبر والإنشاء:
الإنشاء:
1-لا يدخله التصديق والتكذيب.
2-لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
الخبر:
1-يدخله التصديق والتكذيب.
2-وضع المحدثون لقبوله ضوابط وشروط.

-أمثلة على تفاسير تروي بالإسناد:
تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، وهكذا دواليك.

-بيان عناية علماء التفسير بالإسناد:
أن هؤلاء العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك. ولو لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد الأسانيد مع صعوبة الكتابة في تلك العصور.


-ضوابط قبول الحديث عند المحدثين :
-بالنسبة للراوي فلا تقبل روابة المبتدع إذا روى ما يؤيد بدعته.
-إذا كان الراوي موثقا في علم وضعف في علم آخر:
فإنه يعتمد عليه فيما وثق فيه ؛ فمحمد بن إسحاق عمدة في السيرة، فإذا روى شيئًا في السيرة؛ فإن عنايته بالسيرة معروفة، وقد أثنى عليه أهل العلم في عنايته بالسيرة، وكذلك عاصم بن أبي النجود، أو عاصم ابن بهدلة في عنايته بالقراءات؛ فهو حجة في القراءات، ولكنه متكلم فيه من جهة الحديث؛
ويقول الشيخ حفظه الله الله: لكن أنا أرى أن الكلام في محمد بن إسحاق، أو في عاصم بن أبي النجود، لا يُوصلهما إلى درجة الضعف، إلا فيما استنكر عليهما، وهذا الذي يستنكر على الراوي، ليس مخصوصًا بهما، لأجل الكلام الذي فيهما، بل حتى بعض الثقات، فهناك بعض الأوهام التي يقع فيها بعض الثقات، هذه الأوهام تُتقى أيضًا، وتُجتنب، وهكذا أيضًا بالنسبة لمحمد بن إسحاق، وعاصم بن أبي النجود؛ فما عُرف عنهما من أوهامٍ وهموا فيها، فإنها تُتقى، وتُجتنب، وأما ما سوى ذلك،فالأصل فيه القبول ويكون من قبيل الحديث الحسن.



-أما الرواية :

* إذا كانت مما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ويتساهل فيه ، ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فلا يمكن إطلاقًا أنني حينما أقول: {الحمد لله رب العالمين} أنني سأحتاج إلى ما يفسر لي معنى هذه اللفظة، لا، أنا عربي وأعي وأدرك معنى هذه اللفظة، والقرآن معظمه وغالبه كله يدرك بلغة العرب،

*أما إذا صار لهذا الحديث أو الحكم أصلا؛ فهذا لا أحد يمكن أن يشك في قبوله، مثل ما لو جاء حديث يدل على فضل صلاة الجماعة -صلاة الجماعة مقررة بأحاديث أخرى-؛ فإنهم يتسمحون في ذلك, ويعدون هذا من باب الترغيب والترهيب، ونحو ذلك؛ إما ترغيب في حضور صلاة الجماعة, أو الترهيب من ترك صلاة الجماعة.


*وأما إن كان هذا الحكم يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه

*وكذلك ما يتعلق بأبواب الفضائل الأخرى؛ مثل: فضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب
فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وهم يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا
وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.

= إذن هذا يدلنا على أنه لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة ، ومبدأ التثبت لا بد معه من تطبيق منهج المحدثين في قبول الأخبار وردها.
...ومما يدل على هذا دلالة واضحة جدا ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
والدليل على هذا ما نجده مثلاً في كتاب العلل لابن أبي حاتم، فابن أبي حاتم أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" ثم نجد أن هناك أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وبل ومن آثار التابعين يعني من أقوال التابعين وكلها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.

-ضوابط تدبر كتاب الله :
فتدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك.
-لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا.
-كذلك أيضًا نجد أن في كتب التفسير بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت، حتى وإن كانت وردت في كتب التفسير فلا بد أن نطبق عليها قواعد المحدثين، وإلا فإن دين الله سيكون عرضة للوضع والكذب.
-كذلك أيضًا نجد أن كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
فالعمل مع الإسرائيليات كما قال ﷺ : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يُشعر بأن هناك ما يمكن أن يُصدق وهناك ما يمكن أن يُكذب من ما يأتي عن أهل الكتاب، وهناك ما يمكن أن يُتوقف فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فهذا مما لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم.
مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو غير ذلك من بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.
لكن في المقابل نجد أن هناك بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في تفسير كتاب الله جل وعلا، وهذا تزخر به كثير من كتب التفسير، وبخاصّة كتب التفسير التي أُودعت في بطون بعض الكتب، مثل: كتاب التفسير من صحيح البخاري، أو كتاب التفسير من صحيح مسلم، أو المرويات المنثورة في صحيح مسلم.

-بيان ما يحتاجه المفسر لتفسير كتاب الله:
أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ في كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم أو للترمذي أو الدار قطنيأو صححها بعض الأئمة كالبخاري ومسلم وما صححه الترمذي ولم يخالفه غيره من الأئمة وكذلك ما وجده في( مستدرك أبي عبد الله الحاكم) وصححها الحاكم، ولم يتعقبه الذهبي، ولم نجد كلاما لأحد من الأئمة.
مع العلم أنه لا بد من النظر في أسانيد (أبي عبد الله الحاكم) ولا يكتفى بحكمه، وليس شرطا أن يكون الذهبي قد تعقبه في كل شيء؛ لأن (الذهبي) -رحمه الله- ألف كتابه هذا الذي هوالتلخيص في بداية عمره وكان متعجلاً في كتابته، فترك (الذهبي) أشياء كثيرة لم يتعقب الحاكم فيها، وهي متعَقَبة في حقيقة الأمر؛ فينبغي في الحقيقة أنه إذا نظر في كتاب التفسير في (مستدرك أبي عبد الله الحاكم) ينبغي أن يبذل جُهدا آخر، يحاول أن ينظر هل هناك من تكلم على هذه الرواية تصحيحاً، أو تضعيفا من أئمة آخرين؛ خاصة من الأئمة الذين يمكن أن تشد اليد بأحكامهم، فإن لم يجد فإنه على الأقل يمكن أن يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.وغيرهم .


-ما يفيده إطلاق مصطلح الحسن على الحديث في العصور الثلاث الأولى :
في إطلاقهم لفظ الحُسن على بعض المرويات ما يُشعر بتخفيف هذه الشروط، ولست أقصد بالحسن هنا على تعريف ابن الصلاح، فإطلاق وصف الحُسن على بعض الأحاديث كان موجودا في كلام عروة بن الزبير وهو من التابعين، وكان يوجد في عصر أتباع التابعين كشعبة، كان يطلق لفظ الحسن على بعض المرويات، هكذا: عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي. بالنسبة لبقية علماء الحديث كالإمام أحمد، أو علي بن المَديني، أو أبي حاتم الرازي، أو البخاري، أو غيرهم، فهذا موجود في كلامهم بكثرة، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى، مِن أكثر من أشاع ذلك وأشهره، وأكثر من ذِكْرِه، لكن إذا نظرنا لإطلاقهم وصف الحُسن فإذا به في كثير من الأحيان يُطلق هذا الوصف على بعض الأحاديث التي فيها -ضعف،- ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه.
-أسباب ضعف الحديث:
1- إما بسبب سقط في الإسناد.
2- وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته.
فإن هذا الطعن :
أ-إما أن يكون إما في عدالته.
ب- وإما في حفظه.
ج-وإما في صفة روايته، وإن كان هذا سيعود إلى سبب من أسباب الضعف الأخرى، وهو مثلا: السقط في الإسناد، لكن صفة الرواية حينما نأتي على سبيل المثال :
إطلاق بعض العلماء القول: (بأنه لا تقبل رواية الراوي إذا روى ما يؤيد بدعته)، إذن صفة الراوي.. أو صفةالرواية، هذه يمكن أن يدخل فيها بعض أسباب الضعف, أو بعض أسباب الرد؛ الذي ترد من أجله الرواية.

وكماورد كذلك في رواية عبيد الله بن موسى- وهو العبسي-، عن سفيان بن عيينة، ويبدو أن عبيد الله بن موسى هو الذي يتحمّل تبعة الخطأ في تلك الرواية، حتى إن الإمام أحمد شدّد - كما رأينا - ووصفها بأنها كذب، فليس معنى هذا أن عبيد الله بن موسى يمكن أن يكذب.
عبيد الله بن موسى عدْل في نفسه، وهو موثوق أيضا بالحفظ، ولكن تُكلم في حفظه، في بعض رواياته، وهذا لا يمكن إطلاقا أن يكون عن عمد من عبيد الله بن موسى، ولكن يمكن أن يكون بأحد سببين:
أ- إما على سبيل الوهم الذي لا يسلم منه بشر، - وهذا الذي أُنشئ لأجله علم العلل؛ علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات؛ لأنه علم نشأ لبيان أوهام الثقات -
ب-وإما أن يكون عبيد الله بن موسى أَسْقَط من الإسناد؛ يعني دلّس، حتى لو لم يكن موصوفا بالتدليس، فإن الذي لا يكون موصوفا بالتدليس ليس معنى ذلك أنه لا يَصْنع هذا.

-بيان ما يقبل من المراسيل ومايرد :
فالمراسيل التي اتفق العلماء على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة، والله تعالى أعلم.

-بيان العمل بالحديث المعنعن :
العمل عند البخاري، وعند الدارقطني، وعند أبي حاتم، وأبي زرعة -رحم الله الجميع-. أن الإسناد الذي حصل فيه زيادة راوي الأصل عندهم -طبعا الزيادة تكون في الموضع الذي فيه عنعنة- فإن كان ذلك الموضع فيه عنعنة : فإنهم لا يأخذون بذلك الإسناد الناقص؛ وإنما يأخذون بالإسناد الزائد. ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين:
1*(وهو الأهم)
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
انظروا، هذا تحقيقٌ منهم للأصل الذي ذكرته وهو: لا بد أن يكون هناك تصريح بالسماع. فإنه في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي؛ فإنهم يأخذون بالإسناد الزائد ولا يقبلون الإسناد الناقص إلا إذا توفر السماع في موضع الزيادة.
2*
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.


- الفرق بين رواية الحديث وبين العمل بالحديث الضعيف:
فرواية الحديث الضعيف مثل: ما نجده مثلاً عند بعض الأئمة: كأبي نُعيم في الحلية، أو الخطيب البغدادي في التاريخ، أو ابن عساكر، أو نحو ذلك من روايتهم للحديث الضعيف، فبعض أهل العلم قالوا: لا بد أن نُبيِّن ضعفه صراحةً أو تلميحاً.


-أسانيد القراءات :
بالنسبة لأسانيد القراءات الذي يظهر والله تعالى أعلم أنه لا ينبغي التشديد فيها من حيث جهالة بعض رجال الإسناد؛ لكن بالنسبة للانقطاع أو الخلل في الإسناد مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك فهذا ينبغي أن يصحح وينبغي أن ينبه عليه،
لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه؛ لأنه قد ورد التساهل فيه حتّى في بعض الكتب الحديثية فبعض الكتب الحديثية وخاصة الأجزاء الحديثية يوجد فيها من هذا القبيل، ولذلك تكلم ابن الصلاح على التصحيح في الأعصار المتأخرة، ولم ير التصحيح في الأعصار المتأخرة وكان السبب أو أعظم سبب دفعه إلى هذا أنّ أسانيد هذه الكتب لو فتشنا فيها فإن فيها من هو عريّ عن [التوثيق]، أو نحو هذا الكلام الذي ذكره ابن الصلاح، فهذا قد يوجد في بعض كتب الحديث فما بالك بأسانيد التفسير.

-بالنسبة لتواتر القرآن:
أما القرآن من حيث هو فإن تواتره بلغ الذروة في التواتر التي لا يعلى عليها أبدا، هذا أمر لا أظن أن أحدا يجهله فإنه من وقت النبي صلى الله عليه وسلم والأمة تتلقاه واحدا عن واحد، وليس هناك واحد من أفراد الأمة لا يقرأ القرآن، ولا يكون أخذ قراءته عن شيخ بغضّ النظر عن ذلك الشيخ، هل أخذ عنه القرآن كله بأكمله أو هل هذا الشيخ من الذين تصدروا للقراءات أو قد يكون معلما في مدرسة أو أبا أو أخا أو غير ذلك..، لكن لا بد أن يكون هذا القرآن قد تُلقي بالتداول من وقت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر.

تماضر 20 شوال 1436هـ/5-08-2015م 05:15 PM

الملخص الرابع لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغفر له

النوع الثاني من الاختلاف في التفسير :
هو الاختلاف من جهة الاستدلال.
عناصر الدرس:
-متى وقع هذا الاختلاف.
-سبب عدم وجود هذا النوع من الاختلاف في الثلاث العصور الأولى.
-أقسام الاختلاف الواقع من جهة الاستدلال.
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
-أمثلة على التفسير المذموم من جهة تنزيل ما يعتقده المفسر على آيات القرآن.
والثانـي: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
-احتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها.
-الفرق بين من اعتقد اعتقادًا ونزل آيات القرآن عليه ، ومن فسره بمجرد اللفظ بلغة العرب.
-بيان المراد بالتفسير بالرأي.
-حكم التفسير بالرأي.
-حكم من تكلم في القرآن برأيه.
-الضابط في التفسير بالرأي.

-متى وقع هذا الاختلاف :
وقع بعد عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفاً لا يكاد يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين، مثل تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه وابن مردويه.

-سبب عدم وجود هذا النوع من الاختلاف في الثلاث العصور الأولى :
لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق،
تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق.


-أقسام الاختلاف الواقع من جهة الاستدلال:
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون فجاء الغلط في أنهم قرروا عقيدة عندهم وجعلوا القرآن يفهم على وفق ما يعتقدونه وهذا نوع من أنواع التفسير بالرأي المذموم.

-أمثلة على التفسير المذموم من جهة تنزيل ما يعتقده المفسر على آيات القرآن :
1-أن يفسر القرآن على وفق ما يعتقد يأتـي الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
2-يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
3-يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.
4-كذلك من جهة الفقه تجد أن بعض المفسرين الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة ينحى في الفقه منحاً، يذهب إلى مذهب يرجح في المسألة ترجيحاً ثم هو يأتي إلى الآية فيفسر الآيات التي فيها الأحكام يفسرها على ما يعتقد من المذهب الفقهي يعني يفسرها على ما يذهب إليه فيأتي في ذلك بغلط حيث إنه فسر الآية لا على ما تدل عليه ولكن على ما يذهب إليه هو فيكون حمل القرآن على رأي.


والثانـي: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
-احتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها:
1- مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة.
لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل فمثلاً:
أ/الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال
أ- {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
ب-وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
ب/مثال آخر (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً ، لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة.
أ- لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض.
ب-وقال: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
#فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فالصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.

2-مراعاة لحال المخاطبين.
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر إذاً فهنا حصل الغلط من هذه الجهة.

-الفرق بين من اعتقد اعتقادًا ونزل آيات القرآن عليه ، ومن فسره بمجرد اللفظ بلغة العرب:
الأول من التفسير بالرأي المذموم الذي توعد فاعله، والثاني من التفسير بالرأي الذي أخطأ من ذهب إليه.


-بيان المراد بالتفسير بالرأي:
معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.
-حكم التفسير بالرأي :
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

-حكم من تكلم في القرآن برأيه:
يحرم ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.

-الضابط في التفسير بالرأي:
أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه هو ما لم يرع فيه وإنما وجهه على أحد الاحتمالات في العربية وأخطأ فيما وجه إليه الكلام.

أمل عبد الرحمن 23 شوال 1436هـ/8-08-2015م 03:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 211776)
تلخيص محاضرة :بلغة المفسر من علوم الحديث، لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالله الحميد.

-أقسام تفسير القرآن :
1-تفسير القرآن بالقرآن.
2-تفسير القرآن بالسنة.
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4-تفسير القرآن بأقوال التابعين.
5-تفسير القرآن بلغة العرب.

-ما يرد في التفسير لا يخرج عن كونه خبرًا أو إنشاءً :
1-فالإنشاء : يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسير.
2-والخبر: يتثبت منه من مبدأ التثبت في قبول الأخبار ومعرفة صحيح الإسناد من خطأه.

الفرق بين الخبر والإنشاء:
الإنشاء:
1-لا يدخله التصديق والتكذيب.
2-لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
الخبر:
1-يدخله التصديق والتكذيب.
2-وضع المحدثون لقبوله ضوابط وشروط.

-أمثلة على تفاسير تروي بالإسناد:
تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، وهكذا دواليك.

-بيان عناية علماء التفسير بالإسناد:
أن هؤلاء العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك. ولو لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد الأسانيد مع صعوبة الكتابة في تلك العصور.


-ضوابط قبول الحديث عند المحدثين :
-بالنسبة للراوي فلا تقبل روابة المبتدع إذا روى ما يؤيد بدعته.
-إذا كان الراوي موثقا في علم وضعف في علم آخر:
فإنه يعتمد عليه فيما وثق فيه ؛ فمحمد بن إسحاق عمدة في السيرة، فإذا روى شيئًا في السيرة؛ فإن عنايته بالسيرة معروفة، وقد أثنى عليه أهل العلم في عنايته بالسيرة، وكذلك عاصم بن أبي النجود، أو عاصم ابن بهدلة في عنايته بالقراءات؛ فهو حجة في القراءات، ولكنه متكلم فيه من جهة الحديث؛
ويقول الشيخ حفظه الله الله: لكن أنا أرى أن الكلام في محمد بن إسحاق، أو في عاصم بن أبي النجود، لا يُوصلهما إلى درجة الضعف، إلا فيما استنكر عليهما، وهذا الذي يستنكر على الراوي، ليس مخصوصًا بهما، لأجل الكلام الذي فيهما، بل حتى بعض الثقات، فهناك بعض الأوهام التي يقع فيها بعض الثقات، هذه الأوهام تُتقى أيضًا، وتُجتنب، وهكذا أيضًا بالنسبة لمحمد بن إسحاق، وعاصم بن أبي النجود؛ فما عُرف عنهما من أوهامٍ وهموا فيها، فإنها تُتقى، وتُجتنب، وأما ما سوى ذلك،فالأصل فيه القبول ويكون من قبيل الحديث الحسن.



-أما الرواية :

* إذا كانت مما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ويتساهل فيه ، ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فلا يمكن إطلاقًا أنني حينما أقول: {الحمد لله رب العالمين} أنني سأحتاج إلى ما يفسر لي معنى هذه اللفظة، لا، أنا عربي وأعي وأدرك معنى هذه اللفظة، والقرآن معظمه وغالبه كله يدرك بلغة العرب،

*أما إذا صار لهذا الحديث أو الحكم أصلا؛ فهذا لا أحد يمكن أن يشك في قبوله، مثل ما لو جاء حديث يدل على فضل صلاة الجماعة -صلاة الجماعة مقررة بأحاديث أخرى-؛ فإنهم يتسمحون في ذلك, ويعدون هذا من باب الترغيب والترهيب، ونحو ذلك؛ إما ترغيب في حضور صلاة الجماعة, أو الترهيب من ترك صلاة الجماعة.


*وأما إن كان هذا الحكم يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه

*وكذلك ما يتعلق بأبواب الفضائل الأخرى؛ مثل: فضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب
فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وهم يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا
وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.

= إذن هذا يدلنا على أنه لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة ، ومبدأ التثبت لا بد معه من تطبيق منهج المحدثين في قبول الأخبار وردها.
...ومما يدل على هذا دلالة واضحة جدا ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
والدليل على هذا ما نجده مثلاً في كتاب العلل لابن أبي حاتم، فابن أبي حاتم أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" ثم نجد أن هناك أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وبل ومن آثار التابعين يعني من أقوال التابعين وكلها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.

-ضوابط تدبر كتاب الله :
فتدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك.
-لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا.
-كذلك أيضًا نجد أن في كتب التفسير بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت، حتى وإن كانت وردت في كتب التفسير فلا بد أن نطبق عليها قواعد المحدثين، وإلا فإن دين الله سيكون عرضة للوضع والكذب.
-كذلك أيضًا نجد أن كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
فالعمل مع الإسرائيليات كما قال ﷺ : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يُشعر بأن هناك ما يمكن أن يُصدق وهناك ما يمكن أن يُكذب من ما يأتي عن أهل الكتاب، وهناك ما يمكن أن يُتوقف فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فهذا مما لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم.
مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو غير ذلك من بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.
لكن في المقابل نجد أن هناك بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في تفسير كتاب الله جل وعلا، وهذا تزخر به كثير من كتب التفسير، وبخاصّة كتب التفسير التي أُودعت في بطون بعض الكتب، مثل: كتاب التفسير من صحيح البخاري، أو كتاب التفسير من صحيح مسلم، أو المرويات المنثورة في صحيح مسلم.

-بيان ما يحتاجه المفسر لتفسير كتاب الله:
أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ في كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم أو للترمذي أو الدار قطنيأو صححها بعض الأئمة كالبخاري ومسلم وما صححه الترمذي ولم يخالفه غيره من الأئمة وكذلك ما وجده في( مستدرك أبي عبد الله الحاكم) وصححها الحاكم، ولم يتعقبه الذهبي، ولم نجد كلاما لأحد من الأئمة.
مع العلم أنه لا بد من النظر في أسانيد (أبي عبد الله الحاكم) ولا يكتفى بحكمه، وليس شرطا أن يكون الذهبي قد تعقبه في كل شيء؛ لأن (الذهبي) -رحمه الله- ألف كتابه هذا الذي هوالتلخيص في بداية عمره وكان متعجلاً في كتابته، فترك (الذهبي) أشياء كثيرة لم يتعقب الحاكم فيها، وهي متعَقَبة في حقيقة الأمر؛ فينبغي في الحقيقة أنه إذا نظر في كتاب التفسير في (مستدرك أبي عبد الله الحاكم) ينبغي أن يبذل جُهدا آخر، يحاول أن ينظر هل هناك من تكلم على هذه الرواية تصحيحاً، أو تضعيفا من أئمة آخرين؛ خاصة من الأئمة الذين يمكن أن تشد اليد بأحكامهم، فإن لم يجد فإنه على الأقل يمكن أن يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.وغيرهم .


-ما يفيده إطلاق مصطلح الحسن على الحديث في العصور الثلاث الأولى :
في إطلاقهم لفظ الحُسن على بعض المرويات ما يُشعر بتخفيف هذه الشروط، ولست أقصد بالحسن هنا على تعريف ابن الصلاح، فإطلاق وصف الحُسن على بعض الأحاديث كان موجودا في كلام عروة بن الزبير وهو من التابعين، وكان يوجد في عصر أتباع التابعين كشعبة، كان يطلق لفظ الحسن على بعض المرويات، هكذا: عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي. بالنسبة لبقية علماء الحديث كالإمام أحمد، أو علي بن المَديني، أو أبي حاتم الرازي، أو البخاري، أو غيرهم، فهذا موجود في كلامهم بكثرة، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى، مِن أكثر من أشاع ذلك وأشهره، وأكثر من ذِكْرِه، لكن إذا نظرنا لإطلاقهم وصف الحُسن فإذا به في كثير من الأحيان يُطلق هذا الوصف على بعض الأحاديث التي فيها -ضعف،- ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه.
-أسباب ضعف الحديث:
1- إما بسبب سقط في الإسناد.
2- وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته.
فإن هذا الطعن :
أ-إما أن يكون إما في عدالته.
ب- وإما في حفظه.
ج-وإما في صفة روايته، وإن كان هذا سيعود إلى سبب من أسباب الضعف الأخرى، وهو مثلا: السقط في الإسناد، لكن صفة الرواية حينما نأتي على سبيل المثال :
إطلاق بعض العلماء القول: (بأنه لا تقبل رواية الراوي إذا روى ما يؤيد بدعته)، إذن صفة الراوي.. أو صفةالرواية، هذه يمكن أن يدخل فيها بعض أسباب الضعف, أو بعض أسباب الرد؛ الذي ترد من أجله الرواية.

وكماورد كذلك في رواية عبيد الله بن موسى- وهو العبسي-، عن سفيان بن عيينة، ويبدو أن عبيد الله بن موسى هو الذي يتحمّل تبعة الخطأ في تلك الرواية، حتى إن الإمام أحمد شدّد - كما رأينا - ووصفها بأنها كذب، فليس معنى هذا أن عبيد الله بن موسى يمكن أن يكذب.
عبيد الله بن موسى عدْل في نفسه، وهو موثوق أيضا بالحفظ، ولكن تُكلم في حفظه، في بعض رواياته، وهذا لا يمكن إطلاقا أن يكون عن عمد من عبيد الله بن موسى، ولكن يمكن أن يكون بأحد سببين:
أ- إما على سبيل الوهم الذي لا يسلم منه بشر، - وهذا الذي أُنشئ لأجله علم العلل؛ علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات؛ لأنه علم نشأ لبيان أوهام الثقات -
ب-وإما أن يكون عبيد الله بن موسى أَسْقَط من الإسناد؛ يعني دلّس، حتى لو لم يكن موصوفا بالتدليس، فإن الذي لا يكون موصوفا بالتدليس ليس معنى ذلك أنه لا يَصْنع هذا.

-بيان ما يقبل من المراسيل ومايرد :
فالمراسيل التي اتفق العلماء على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة، والله تعالى أعلم.

-بيان العمل بالحديث المعنعن :
العمل عند البخاري، وعند الدارقطني، وعند أبي حاتم، وأبي زرعة -رحم الله الجميع-. أن الإسناد الذي حصل فيه زيادة راوي الأصل عندهم -طبعا الزيادة تكون في الموضع الذي فيه عنعنة- فإن كان ذلك الموضع فيه عنعنة : فإنهم لا يأخذون بذلك الإسناد الناقص؛ وإنما يأخذون بالإسناد الزائد. ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين:
1*(وهو الأهم)
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
انظروا، هذا تحقيقٌ منهم للأصل الذي ذكرته وهو: لا بد أن يكون هناك تصريح بالسماع. فإنه في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي؛ فإنهم يأخذون بالإسناد الزائد ولا يقبلون الإسناد الناقص إلا إذا توفر السماع في موضع الزيادة.
2*
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.


- الفرق بين رواية الحديث وبين العمل بالحديث الضعيف:
فرواية الحديث الضعيف مثل: ما نجده مثلاً عند بعض الأئمة: كأبي نُعيم في الحلية، أو الخطيب البغدادي في التاريخ، أو ابن عساكر، أو نحو ذلك من روايتهم للحديث الضعيف، فبعض أهل العلم قالوا: لا بد أن نُبيِّن ضعفه صراحةً أو تلميحاً.


-أسانيد القراءات :
بالنسبة لأسانيد القراءات الذي يظهر والله تعالى أعلم أنه لا ينبغي التشديد فيها من حيث جهالة بعض رجال الإسناد؛ لكن بالنسبة للانقطاع أو الخلل في الإسناد مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك فهذا ينبغي أن يصحح وينبغي أن ينبه عليه،
لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه؛ لأنه قد ورد التساهل فيه حتّى في بعض الكتب الحديثية فبعض الكتب الحديثية وخاصة الأجزاء الحديثية يوجد فيها من هذا القبيل، ولذلك تكلم ابن الصلاح على التصحيح في الأعصار المتأخرة، ولم ير التصحيح في الأعصار المتأخرة وكان السبب أو أعظم سبب دفعه إلى هذا أنّ أسانيد هذه الكتب لو فتشنا فيها فإن فيها من هو عريّ عن [التوثيق]، أو نحو هذا الكلام الذي ذكره ابن الصلاح، فهذا قد يوجد في بعض كتب الحديث فما بالك بأسانيد التفسير.

-بالنسبة لتواتر القرآن:
أما القرآن من حيث هو فإن تواتره بلغ الذروة في التواتر التي لا يعلى عليها أبدا، هذا أمر لا أظن أن أحدا يجهله فإنه من وقت النبي صلى الله عليه وسلم والأمة تتلقاه واحدا عن واحد، وليس هناك واحد من أفراد الأمة لا يقرأ القرآن، ولا يكون أخذ قراءته عن شيخ بغضّ النظر عن ذلك الشيخ، هل أخذ عنه القرآن كله بأكمله أو هل هذا الشيخ من الذين تصدروا للقراءات أو قد يكون معلما في مدرسة أو أبا أو أخا أو غير ذلك..، لكن لا بد أن يكون هذا القرآن قد تُلقي بالتداول من وقت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر.

بارك الله فيك ونفع بك.
يلاحظ الاعتماد على النسخ الحرفي في كثير من أجزاء الملخص، ونوصي الطلاب بالتعبير بأسلوبهم وتلخيص عبارات الشارح حفظه الله.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 14/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 92/100
وفقك الله.

أمل عبد الرحمن 28 شوال 1436هـ/13-08-2015م 09:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 211797)
الملخص الرابع لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغفر له

النوع الثاني من الاختلاف في التفسير :
هو الاختلاف من جهة الاستدلال.
عناصر الدرس:
-متى وقع هذا الاختلاف.
-سبب عدم وجود هذا النوع من الاختلاف في الثلاث العصور الأولى.
-أقسام الاختلاف الواقع من جهة الاستدلال.
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
-أمثلة على التفسير المذموم من جهة تنزيل ما يعتقده المفسر على آيات القرآن.
والثانـي: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
-احتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها.
-الفرق بين من اعتقد اعتقادًا ونزل آيات القرآن عليه ، ومن فسره بمجرد اللفظ بلغة العرب.
-بيان المراد بالتفسير بالرأي.
-حكم التفسير بالرأي.
-حكم من تكلم في القرآن برأيه.
-الضابط في التفسير بالرأي.

-متى وقع هذا الاختلاف :
وقع بعد عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفاً لا يكاد يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين، مثل تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه وابن مردويه.

-سبب عدم وجود هذا النوع من الاختلاف في الثلاث العصور الأولى :
لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق،
تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق.


-أقسام الاختلاف الواقع من جهة الاستدلال:
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون فجاء الغلط في أنهم قرروا عقيدة عندهم وجعلوا القرآن يفهم على وفق ما يعتقدونه وهذا نوع من أنواع التفسير بالرأي المذموم.

-أمثلة على التفسير المذموم من جهة تنزيل ما يعتقده المفسر على آيات القرآن :
1-أن يفسر القرآن على وفق ما يعتقد يأتـي الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
2-يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
3-يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.
4-كذلك من جهة الفقه تجد أن بعض المفسرين الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة ينحى في الفقه منحاً، يذهب إلى مذهب يرجح في المسألة ترجيحاً ثم هو يأتي إلى الآية فيفسر الآيات التي فيها الأحكام يفسرها على ما يعتقد من المذهب الفقهي يعني يفسرها على ما يذهب إليه فيأتي في ذلك بغلط حيث إنه فسر الآية لا على ما تدل عليه ولكن على ما يذهب إليه هو فيكون حمل القرآن على رأي.


والثانـي: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
-احتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها:
1- مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة.
لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل فمثلاً:
أ/الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال
أ- {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
ب-وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
ب/مثال آخر (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً ، لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة.
أ- لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض.
ب-وقال: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
#فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فالصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.

2-مراعاة لحال المخاطبين.
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر إذاً فهنا حصل الغلط من هذه الجهة.

-الفرق بين من اعتقد اعتقادًا ونزل آيات القرآن عليه ، ومن فسره بمجرد اللفظ بلغة العرب:
الأول من التفسير بالرأي المذموم الذي توعد فاعله، والثاني من التفسير بالرأي الذي أخطأ من ذهب إليه.


-بيان المراد بالتفسير بالرأي:
معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.
-حكم التفسير بالرأي :
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

-حكم من تكلم في القرآن برأيه:
يحرم ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.

-الضابط في التفسير بالرأي:
أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه هو ما لم يرع فيه وإنما وجهه على أحد الاحتمالات في العربية وأخطأ فيما وجه إليه الكلام.

ممتازة بارك الله فيك.
فاتك فقط تقسيم النوع الأول، وقد ورد في كلام ابن تيمية رحمه الله في أول المتن، وهو مهم جدا فالمرجو مراجعته.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 96 %
وفقك الله


الساعة الآن 02:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir