معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى الإعداد العلمي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=777)
-   -   مجلس المذاكرة والتلخيص والفوائد العلمية (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=11385)

توكل 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م 10:48 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس:

تايع المسائل الثلاثة
س1: اذكر الدليل على أن الله عز وجل وحده المستحق للعبادة، وأنهلا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته
. لأنَّ العِبادةَ لا تَصْلُحُ إلاَّ للهِ تعالَى، وصَرْفَها لغيرِ اللهِ ظُلْمٌ،قالَ تعالَى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{
قولُهُ تعالَى}: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَاللهِ أَحَدًا{
قالَ تعالَى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} وفيالحديثِ: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا: أَنْتَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا))
قالَ تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِوَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}،
وقالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَغَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُلَكُمْ}.
س2: ما عقوبة من مات مشركاً ؟
النار قالَ تَعَالَى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَمِنْ أَنْصَارٍ}.
-
وقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَالْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَالنَّارَ)).
س3: لمسمي الشرك ظلماً ؟
الظلم هو وضع الشئ في غير محله او صرفه لغير أهله
الشرك ظلماً لأنَّ العِبادةَ لا تَصْلُحُ إلاَّ للهِ تعالَى، وصَرْفَها لغيرِ اللهِ ظُلْمٌ
س4: ما معنى الولاء والبراء ؟
الولاء الحُبُّ في اللهِ، والْمُوالاةُ في اللهِ،
والبراء َالْبُغْضُ فِي اللهِ والْمُعاداةُفي اللهِ
مِنْ أصولِ العقيدة الإسلاميَّةُ: أن يُوَالِيَ أَهْلَها، ويُبْغِضَ أهلَ الشرْكِويُعادِيَهم
س5: ما حكم موالاة الكفار؟ وهل تنافي الإيمان كله أو كماله الواجب ؟
) يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّةَ:نفسَ الإيمانِ يُنافِي مُوَادَّتَهُ، كما يَنْفِي أحَدُ الضِّدَّيْنِ الآخَرَ،فإذا وُجِدَ الإيمانُ انْتَفَى ضِدُّهُ وهوَ مُوالاةُ أعداءِ اللهِ، فإذا كانَالرجُلُ يُوالِي أَعداءَ اللهِ بقَلْبِهِ كانَ ذلكَ دَليلاً علَى أنَّ قَلْبَهُليسَ فيهِ الإيمانُ الواجِبُ.
س6: من ترك شيئاً لله عوضه اللهخيراً منه، اذكر ما يشهد لهذه الجملة مما درست.
قالَ تعالَى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيإِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُمِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوابِاللهِ وَحْدَهُ} الآيَةَ.
لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِالآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ...} الآيَةَ.
في بابِ الْمُوالاةِ وفي بابِ المعاداةِ لا قِيمةَللنَّسَبِ، فأَخوكَ في العقيدةِ هوَ أخوكَ الحقيقيُّ، وعَدُوُّكَ الحقيقيُّ هوَعَدُوُّكَ في العَقيدةِ.
قولُهُ تعالَى: {وَلَوْ كَانُواآبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}ثم ذَكَرَ سُبحانَهُ أنَّهُ جازاهم بخمسةِ أشياءَ
1فقالَ جلَّ وعلا: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ} أيْ: جَمَعَهُ فيقلوبِهم وثَبَّتَهُ لا تُؤَثِّرُ فيهاالشُّبَهُ ولا الشُّكوكُ)
2 {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍمِنْهُ} أيْ: قَوَّاهُم {بِرُوحٍ مِنْهُ} سببٌ للحياةِ الطَّيِّبَةِ.
3: {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} وهيَ دارُ كَرامتِهِ، فيها ما لا عينٌ رأتْ،ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قلبِ بَشَرٍ.

{4
رَضِيَ اللهُعَنْهُمْ} هذا أنَّ اللهَيُحِلُّ عليهم رِضوانَهُ }وَرَضُواعَنْهُ} بإدخالِهِ إيَّاهم الجنَّةَ
).
5وقولُهُ تعالَى: {أُولَئِكَحِزْبُ اللهِ} إضافةُ تَشريفٍ ببيانِ اختصاصِهم بهِتعالَى.
أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفلاحُ: هوَ الفَوْزُ والظَّفَرُ بسعادةِ الدنيا ونعيمِ الآخِرةِ،
قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: (وفيهِ سِرٌّ بَديعٌوهوَ أنَّهُم لَمَّا أَسْخَطُوا الأقاربَ والعشائرَ في اللهِ عَوَّضَهم اللهُبالرِّضا عنهم، وأَرضاهُم عنه بما أعطاهُم مِن النعيمِ الْمُقيمِ، والفَوْزِالعظيمِ، والفَضْلِ العميمِ
س7 فسر باختصار الآيات التالية :-
أ. {إنّا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم .. }الآية.
تَذكيرُ هذه الأُمَّةِ بهذه النِّعمةِ العظيمةِ، وهيَ إرسالُ هذا النبيِّ الكريمِ،وتَحذيرُها أن تَفعلَ مِثلَ ما فَعَلَ قومُ فِرعونَ فيُصيبَهم ما أصابَهم.
ب. {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع اللهأحدا}.
وهوَ كلُّ مَوْضِعٍ بُنِيَ للصلاةِ والعِبادةِ وذِكْرِ اللهِ تعالَى
فلا تَدْعُوا فيها معَ اللهِ أحدًا؛ لأنَّها بُيوتُ اللهِ، فكيفَ تَدْخُلُ بيتَهُوتَدْعو معه غيرَهُ؟.لا مَلَكًا مُقَرَّبًا، ولا نَبِيًّا مُرْسلاً، وما دونَ ذلكَ مِنْ بابِ أَوْلَى،
ج. {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخريوادّون من حاد الله ورسوله … }الآية.
لا تَجِدُ في أيِّ وقتٍ مِن الأوقاتِ قومًا يؤمِنون باللهِ واليومِ الآخِرِ. الإيمانَ الصحيحَ الذي يَتَوَافَقُ فيهِ الظاهِرُ معَالباطِنِ. يُوَادُّ الْمُحَادِّينَ للهِ ورسولِهِ،أيْ من عادَى اللهَ ورسولَهُ هذا معنَى الْمُحَادَّةِ،فبابِ الْمُوالاةِ و المعاداةِ لا قِيمةَ للنَّسَبِ،ولوْ كانَ أَقربَ قَريبٍ؛ ولهذا أَكَّدَ اللهُ تعالَى هذا المعنَى وضَرَبَالأمثلةَ ببَعْضِ القَرابةِ.
جازاهم بخمسةِ أشياءَ، قلوبٌ مؤمِنةٌ مُخْلِصَةٌ لا تُؤَثِّرُ فيها الشُّبَهُ-رُوحًا؛ لأنَّهُ سببٌ للحياةِ الطَّيِّبَةِ-دارُ كَرامتِهِ،-يُحِلُّ عليهم رِضوانَهُ وأَرضاهُم عنه بما أعطاهُم- اختصاصِهم بهِ تعالَى والفَوْزُ والظَّفَرُ بسعادةِ الدنيا ونعيمِ الآخِرةِ

توكل 4 ذو الحجة 1431هـ/10-11-2010م 03:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصولالثلاثة التي يجب على العبد معرفتها
س1: ما معنى الرشدوالإرشاد؟
الرُّشْدُ: هوَ الاستقامةُ علَى طريقِ الحقِّ، ضِدُّ الْغَيِّ؛ أَيّ ضدالضلالُ الذي يُفْضِي إلَى الْخُسرانِ.
الإرشاد أن يدل علَى طريقِ الحقِّ
س2: ما معنى الطاعة؟
مُوَافَقَةُ المُرَادِ فِعْلاً للمأمورِ وَتَرْكًا للمحظورِ.
س3: ما معنى الحنيفية؟وما معنى الملة؟
الحَنِيفِيَّةُ: هيَ المِلَّةُ المائِلَةُ عن الشركِ، المَبْنِيَّةُ علىالإخلاصِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أيْ: طَرِيقُهُ الدِّينِيُّ الَّذِييَسِيرُ عليهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ
س4: ما معنى التوحيد؟ واذكرأقسامه.
التوحيدُ لُغَةً: مَصْدَرُ وَحَّدَ يُوَحِّدُ وهذا لا يَتَحَقَّقُ إلاَّ بِنَفْيٍ وإثباتٍ؛ نَفْيِ الحكمِ عَمَّا سِوَىالمُوَحَّدِ، وإثباتِهِ لهُ، فَيَنْفِي الأُلُوهِيَّةَ عَمَّا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى، وَيُثْبِتُهَا لِلَّهِوحدَهُ
.وفي الاصطلاحِ هوَ إفرادُ اللَّهِ بالعبادةِأيْ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لاتُشْرِكَ بهِ شيئًا، لا تُشْرِكَ بهِ نَبِيًّا مُرْسَلاً، ولا مَلَكًا مُقَرَّبًا،ولا رَئِيسًا، ولا مَلِكًا، ولا أَحَدًا مِن الخَلْقِ، بلْ تُفْرِدُهُ وَحْدَهُبالعبادةِ مَحَبَّةً وتعظيمًا ورغبةً ورهبةً.
وهناكَ تعريفٌ أَعَمُّ للتوحيدِ، وهُوَ: إِفْرَادُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَىبِمَا يَخْتَصُّ بِهِ.
وأنواعُ التوحيدِ ثلاثةٌ:
الأَوَّلُ: توحيدُالرُّبُوبِيَّةِ، وهُوَ إفرادُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى بالخَلْقِ والمُلْكِوالتَّدْبِير:
-
قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَل}:اللَّهُخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ. {
الثاني: توحيدُ الألوهيَّةِ، وهُوَ إفرادُ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعَالَى بالعبادةِ،بأنْ لا يَتَّخِذَ الإنسانُ مَعَ اللَّهِ أحَداً يَعْبُدُهُ وَيَتَقَرَّبُ إليهِكما يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى وَيَتَقَرَّبُ إليهِ.
الثالثُ: توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ، وهُوَ إفرادُ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعَالَى بماسَمَّى بهِ نَفْسَهُ، وَوَصَفَ بهِ نَفْسَهُ في كتابِهِ، أوْ على لسانِ رسولِهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلكَ بإثباتِ ما أَثْبَتَهُ، ونَفْيِ مانَفَاهُ، منْ غيرِ تَحْرِيفٍ ولا تعطيلٍ، ومنْ غيرِ تَكْيِيفٍ ولا تَمْثِيلٍ.

س5: بين معنى العبادة بمفهومها العام ومفهومهاالخاص.
العبادةُ بِمَفْهُومِهَا العامِّ هيَ: التَّذَلُّلُ لِلَّهِ مَحَبَّةً وتعظيمًا؛بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ، على الوجهِ الَّذِي جاءَتْ بهِشَرَائِعُهُ.
أمَّا المفهومُ الخاصُّ للعبادةِ( اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ من الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِوالباطنةِ، كالخوفِ والخشيَةِ والتَّوَكُّلِ والصلاةِ والزكاةِ والصيامِ، وغيرِذلكَ منْ شرائعِ الإسلامِ).
س6: ما الفرق بين العبادة الكونية والعبادةالشرعية؟
العبادةٌ الكَوْنِيَّةٌ، وهيَ: الخضوعُ لأمرِ اللَّهِ تَعَالَى الكَوْنِيِّ، وهذهِشاملةٌ لجميعِ الخلقِ لا يَخْرُجُ عنها أَحَدٌ فهيَ شاملةٌ للمؤمنِ والكافرِ والبرِّ والفاجرِ.
العبادةٌ الشرعيَّةٌ، وهيَ الخضوعُ لأمرِ اللَّهِ تَعَالَى الشرعيِّ، وهذهِ خاصَّةٌبِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى، وَاتَّبَعَ ما جَاءَتْ بهِ الرُّسُلُ
س7: فسر باختصار قوله تعالى : {وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
العبادةُ هيَ التي خُلِقَ لها الناسُ، خُلِقَ لها الثَّقَلاَنِ، وهيَ توحيدُاللَّهِ، وطاعةُ أوامرِهِ، واجتنابُ نواهيهِ،يعني: يُوَحِّدونه في العبادةِ، ويَخُصُّونه بها بفعلِ الأوامرِ وتركِ النواهي.
س8: ما أعظم ما أمر الله به؟
أعظمُ ما أمرَ اللَّهُ بِهِ التوحيدُ، وهوَ إفرادُ اللَّهِ بالعبادةِ
س9: ما أعظم ما نهى اللهعنه؟
وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ،
وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ
س10: ما معنىالشرك ؟ واذكر أنواعه.
الشِّرْكُهُوَ: دَعْوَةُ غَيْر الله مَعَ اللهُ.
والشركُ نَوْعَانِ:
شِرْكٌ أكبرُ، وَشِرْكٌ أصغرُ.
فالنوعُ الأَوَّلُ: الشِّرْكُ الأكبرُ، وهُوَ كُلُّ شِرْكٍ أَطْلَقَهُ الشارعُ وكانَ مُتَضَمِّنًالخروجِ الإنسانِ عنْ دِينِهِ.
النوعُ الثاني: الشِّرْكُ الأصغرُ، وهُوَ كلُّعَمَلٍ قَوْلِيٍّ أوْ فِعْلِيٍّ أَطْلَقَ عليهِ الشرعُ وَصْفَ الشركِ، ولكنَّهُ لايُخْرِجُ عن المِلَّةِ.
س11: فسر باختصار قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً}.
أَمَرَ اللَّهُ سبحانَهُ وتَعَالَى بعبادتِهِ، وَنَهَى عن الشركِ بهِ، وهذايَتَضَمَّنُ إثباتَ العبادةِ لهُ وَحْدَهُ، فَمَنْ لم يَعْبُد اللَّهَ فهوَ كافرٌمُسْتَكْبِرٌ، ومَنْ عَبَدَ اللَّهَ وعَبَدَ مَعَهُ غيرَهُ فهوَ كافرٌ مُشْرِكٌ،وَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ فهوَ مسلمٌ مُخْلِصٌ.
س12: ما الأصول الثلاثة التي يجب علىالإنسان معرفتها؟
وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ، ومَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ، ومَعْرِفَةُ دِينِ الإسلامِبالأَدِلَّةِ
س13: ما معنى كلمة (الأصول) ؟
هي التي يَقومُ َ عليها الإسلام، وهيَ التي يُسْأَلُ عنها العَبْدُ فيقَبْرِهِ.
س14: تحدث باختصار عن أهمية معرفة هذهالأصول الثلاثة.
الإنسانُ إذا عَرَفَ ربَّهُ، وعَرَفَ نَبِيَّهُ، وعَرَفَ دِينَالإسلامِ بالأَدِلَّةِ؛ كَمُلَ لهُ دِينُهُ، فهذا هوَ الْعِلْمُ الشرعيُّ الذي لابُدَّ منهُ.
س15: لو أقر العبد بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماءوالصفات هل يكفيه عن توحيد الألوهية ؟ اذكر الدليل.
العبادةُ لا تَصِحُّ إلاَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ومَنْ أَخَلَّ بتوحيدِ الألوهيةفهوَ مُشْرِكٌ كافرٌ، وإنْ أَقَرَّ بتوحيدِ الربوبيَّةِ والأسماءِ والصفاتِ.
قالَ اللَّهُ تَعَالَى} : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَمِنْ أَنْصَارٍ{.
س16: فسر باختصار قوله تعالى : {الحمد لله رب العالمين}مع بيان دلالتها على وجوب إفراد اللهتعالى بالعبادة.
استغراق أنواعالحمدوالحمد معناه: الثناء بصفات الكمال للهوالعالمين: جمع عالَم، والعالم: اسم لأجناس ما يُعلم، وهو كل ما سوى الله جل وعلا، فكل حمدٍ مُستحَق لله، الإله الذي لا يعبد بحق إلا هو
فيستيقن المؤمن -بتلاوته لهذه الآية- ربوبية الله -جل وعلا- له، واستحقاقه للحمد،واستحقاقه جل وعلا لكل ثناء، ولكل وصفبالكمالات.

س17: ما معنى قول المؤلف : (ربي اللهالذي رباني، وربى جميع العالمين بنعمه )؟
(رَبَّانِي)أيْ: خَلَقَني وأَوْجَدَني، ثمَّ رَبَّانِيبنِعَمِهِ الظاهرةِ والباطنةِ.

ورَبَّىجميعَ العَالَمِينَ) هذا تعميمٌ؛ أيْ: ربَّانِي أنا ورَبَّى جميعَالعالَمِينَفاللهُ جلَّ وعَلاَ يُنْعِمُ الإنعامَ الذييَصِلُ إليهِ في بَطْنِ أُمِّهِ والإنعامُ الذييَحْصُلُ لهُ بعدَ خُروجِهِ إلَى الدنيافيُجْرِي اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى لهُ مِن الأرزاقِ بالأسبابِ ما قضاهُ وقَدَّرَهُلهُ



توكل 4 ذو الحجة 1431هـ/10-11-2010م 03:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس


بميعرف العبد ربه؟
الأســئـــلــــــة
س1: بم عرفت ربك ؟
بآياتِهِ ومَخلوقاتِهِبالآياتِ الشَّرعيَّةِ والكَونيَّةِ؛ فإنَّهُ يَدْخُلُ قولُهُ(ومخلوقاتِهِ)تحتَ قولِهِ: (بآياتِهِ)؛لأنَّ المخلوقاتِ هيَ الآياتُ الكَونيَّةُ، مِنْ بابِ عَطْفِ الخاصِّ علَى العامِّ،
س2: وضح دلالةالآيات والمخلوقات على وحدانية الله تعالى.
أولاً: استمرارٍ أنظمتها مُنذُأنْ خَلَقهاَ تعالَى
ثانيًا: الانتظامُ البديعُ، بسيرٍ سَخَّرَها لهُخالِقُها لا تَتَعَدَّاهُ ولا تَقْصُرُ عنه.
علَى الدوامِ، فهذا دَليلٌ علَىعَظمةِ الخالقِ وقُدرتِهِ وحِكمتِهِ.
ثالثًا: ما فيهم مِن الْمَنافِعِ العظيمةِ، معَ ما في ذلكَ مِن الْحِكَمِ والآياتِ التي لايُحصِيها إلاَّ اللهُ تعالَى.
س3: اذكر أنواع الآيات، وما معنىالآية في اللغة ؟
أنواع الآيات شَّرعيَّةِ وكَونيَّةِ
الآيةُ العَلاَمَةُ والدَّلاَلَةُ، والبُرْهانُ والحُجَّةُ.
س4: يطلق لفظ (الرب) ويراد به (المعبود) اذكر بعض الأدلة علىذلك.
قولُهُ تعالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوارَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ}.
قولُهُ تعالَى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} .

س5: عرف بالحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى.
ابنُ كثيرٍ هوَ الْمُفَسِّرُ المؤرِّخُ إسماعيلُ بنُ عمرَ بنِ كثيرٍ، أبو الفِداءِ،
وُلِدَ سنةَ 700هـ في دِمَشْقَ
نَشَأَ يَتيمًا، ورُزِقَحافِظةً نَادِرَةً، فاشْتَغَلَ بالحديثِ ودَرَسَ الفِقهَ
وأَخَذَعنْ شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميَّةَ
كتبُه التفسيرِالمشهورُ- و(البدايَةُ والنهايَةُ) في التاريخِ،-(جامِعُ الْمَسانيدِ والسُّنَنِ)- (إرشادُ الفقيهِ إلَى مَعْرِفَةِ أدِلَّةِ التنبيهِ)، ماتَرَحِمَهُ اللهُ سنةَ 774هـ.
س6: فسر باختصار الآياتالتالية :-
أ. {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر … }الآية .
ومِنْآياتِهِ الليلُ والنهارُ) أيْ: ومِن الأَدِلَّةِ والبَراهينِ وذلكَ مِنْ وُجوهٍ:
أَوَّلاً: تَعاقُبُهما، بانتظامٍ كاملٍ وتَناسُقٍ بَديعٍ.
ثانيًا: اختلافُهما بالطُّولِ والقِصَرِ
والحاصلُ: أنَّهذه آياتٌ عظيمةٌ مِنْ آياتِ اللهِ تعالَى، كَرَّرَ لأَجْلِ أنَّ الإنسانَ يَصْطَحِبُ الذكْرَ فلا يَغْفُلُ ولا يَنْسَى،
والشمسُ والقمرُ
أولاً: استمرارٍ أنظمتها مُنذُأنْ خَلَقهاَ تعالَى
ثانيًا: الانتظامُ البديعُ، بسيرٍ سَخَّرَها لهُخالِقُها لا تَتَعَدَّاهُ ولا تَقْصُرُ عنه.
علَى الدوامِ، فهذا دَليلٌ علَىعَظمةِ الخالقِ وقُدرتِهِ وحِكمتِهِ.
ثالثًا: ما فيهم مِن الْمَنافِعِ العظيمةِ، معَ ما في ذلكَ مِن الْحِكَمِ والآياتِ التي لايُحصِيها إلاَّ اللهُ تعالَى.
ب. {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرضفي ستة أيام …}الآية .
هذا فيهِ إخبارٌ مِن اللهِ تعالَىبأنَّهُ خَلَقَ هذا العالَمَ سَماواتِهِ وأَرْضَهُ وما بينَ ذلكَ في سِتَّةِأيَّامٍ، أوَّلُها: الأَحَدُ، وآخِرُها الْجُمُعَةُ، مِنها أربعةُ أيَّامٍ للأرضِويَومان للسماءِ،.
والظاهِرُ أنَّ هذه الأيَّامَ كأيَّامِناالتي نَعْرِفُ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى ذَكَرَها مُنَكَّرَةً، فتُحْمَلُ علَى ما كانَمَعروفًا، ولوْ شاءَ اللهُ تعالَى لَخَلَقَها في لَحْظَةٍ، ولكنه رَبَطَالْمُسَبَّباتِ بأسبابِها كما تَقتضيهِ حِكمتُهُ سُبحانَهُ وتعالَى.
ج. {يا أيها الناس اعبدوا ربكمالذي خلقكم والذين من قبلكم … }الآية.
خِطابٌ لجميعِ الْخَلْقِمؤمِنِهم وكافرِهم.
لطاعُة الله بالإيمانِ والامتثالِ للأوامِرِوالنواهي، معَ الْمَحَبَّةِ والتعظيمِ.
حيث أَوْجَدَكم مِنَ العَدَمِ بتقديرٍ عظيمٍوصُنْعٍ بَديعٍ، ورَبَّاكُمْ بأصنافِ النِّعَمِ، وَخَلَقَ الذينَ مِنْقَبْلِكم.


علي جلابنة 15 ذو الحجة 1431هـ/21-11-2010م 10:07 PM

لا فرق بين ما يسمى بالأصول الثلاث و ثلاثة الأصول فانتبه يا طالب العلم !!!
 
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين اما بعد :

فلقد قال الشيخ علي الخضير فك الله أسره في كتابه "الوجازة في شرح الأصول الثلاثة" حول تسمية الكتاب :

المسألة الأولى : ( اسم الكتاب ) سماه المصنف بالأصولالثلاثة فقال : في الدرر 1 / 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب علىالإنسان معرفتها ؟ فقل : معرفة العبد ربه، ودينه ،ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم سردها .
أما الشيخ عبد الرحمن بن قاسم جامع الدرر السنية قال في حاشيته : حاشية ثلاثة الأصول ، مما يدل على أنه يرى أن اسمها ثلاثة الأصول ، وكذا في مجموعمؤلفات الشيخ محمد في القسم الأول في العقيدة ص 183 سُميت أيضا ثلاثة الأصول ، وكذاشيخنا محمد العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله خيرا في شرحه قال : شرح ثلاثةالأصول .
والذي يظهر لي أن كل ما سبق ليس بدقيق بل اسمها الأصول الثلاثة لأنهذا هو تسمية المصنف كما نص على ذلك وذكرنا كلامه قبل اسطر ، حيث قال : في الدرر 1 / 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب على الإنسان معرفتها ؟ فقل : معرفةالعبد ربه، ودينه ،ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، ثم سردها .
وأيضا الذييظهر أن المصنف لا يهتم كثيرا بالتفريق بين اسم الأصول الثلاثة أو ثلاثة الأصول ،ولذا في الدرر 1 / 117 في رد على رسالة جاءته وفيها .... وغير ذلك من النصوص،الدالة على حقيقة التوحيد، الذي هو مضمون ما ذكرت، في رسالتك، أن الشيخ محمد : قررلكم ثلاثة أصول، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، والولاء والبراء، وهذا هو حقيقةدين الإسلام اهـ .
ومرة قال : 1 / 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجبعلى الإنسان معرفتها ؟ فقل : معرفة العبد ربه، ودينه ،ونبيه محمداً صلى الله عليهوسلم .
وقال في الدرر 1 / 146 وطلب الأمير : عبد العزيز بن محمد بن مسعود، منالشيخ رحمه الله، أن يكتب رسالة موجزة في أصول الدين، فكتب هذه، وأرسلها عبد العزيزإلى جميع النواحي، وأمر الناس أن يتعلموها .
فكتب رسالة بعد البسملة والحمد لهفقال : أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة معرفة ثلاثة أصول، والعمل بهن ، الأصلالأول : في معرفة العبد ربه، ثم ذكر ذلك . الأصل الثاني : في معرفة دين الإسلام ،الأصل الثالث : في معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
فتلاحظ أنه مرة يكتبالأصول الثلاثة ومرة ثلاثة الأصول مع أن المعنى والمضمون تقريبا واحد.

علي جلابنة 15 ذو الحجة 1431هـ/21-11-2010م 10:37 PM

ملخص
 
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد :
فرسالة الأصول الثلاث هي عبارة عن ثلاثة أقسام:
القسم الأول : المقدمة:وهي عبارة عن ثلاثة مقدمات ، وثلاثة مواضيع ، كل موضوع يبدأ بكلمة : " اعلمرحمك الله " وهذا من أدب الشيخ مع تلاميذه وقراءه فانتبه يا رعاك الله !! .
أ - الأولى في وجوبأربع مسائل.
ب - الثانية في وجوبثلاث مسائل.
ج - في بيان ملةإبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
القسم الثاني : صلب الموضوع وهو الحديث عنالأصول الثلاثة،فبدأ بالأصول الثلاثة:
الأصل الأول عن معرفة الله، ثم الثاني عن معرفة الدينومراتبه الثلاث، ثم الثالث عبارة عن سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - باختصارشديد.
القسم الثالث : نهاية وخاتمة الكتاب،فالنهاية ضمنها المصنف بعض قضايا الآخرة، منها الإيمانبالبعث والحساب ثم قضية مهمة وهي وجوب الكفر بالطاغوت مع ذكر معناهورؤوسه.
وأسلوب الكتاب أسلوب مبسطومختصر وعنده اهتمام كبير بذكر الأدلة، وأحياناً يستعمل أسلوب السؤال والجواب، وإنكان هذا ليس كثيراً إنما أستخدمه في الأصل الأول وهو معرفةالرب.
ملاحظة: الاسم الصحيح للرسالة هو ثلاثة الأصولوأدلتها. وورد أيضا عنه أن اسمها : الأصول الثلاث وأدلتها . فانتبه وراجع مقالي في ذلك .
قالفضيلة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم - حفظه الله - فيكتابه الدليل إلى المتونالعلمية:
" الأصول الثلاثة وأدلتها " للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاببن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف التميمي المتوفي سنة (1206هـ) رحمه الله تعالى اشتملت على تقرير توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والولاءوالبراء وذكر الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها وهي معرفة الله سبحانه،ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ،ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم.
طبعاته:
طبع عدة مرات منها:ـ
1 ـ طبعة إدارة الطباعة المنيريةبمصر دون تاريخ بتعليق الشيخ محمد منيرالدمشقي ،ويليها شروط الصلاة وواجباتهاوأركانها ،والقواعد الأربع للمؤلف.
2 ـ طبعة دار المعارف المصرية بتعليق أحد أفاضل العلماء راجعها وصححها الشيخأحمد محمد شاكر.
3 ـ طبعة المكتبالإسلامي سنة (1389هـ) بعنوان عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة.
4 ـ في مطبعة التمدن بالخرطونباعتناء الشيخ أحمد حسون بعنوان متن الدين الإسلامي ، ويليها كشف الشبهات للمؤلف.
5 ـ طبعة مكتبة الإمام البخاريالدار السلفية للنشر والتوزيع والبحث العلمي بالإسماعيلية بمصر دون تاريخ في (40) صفحة بتعليق أشرف بن عبد المقصود بن عبد الرحيم.
6 ـ ضمن مجموع متون طبع في مطبعة المنار بمصر سنة (1340هـ).
7 ـ ضمن المجموعةالعلمية السعودية من نفائس الكتب الدينية والعلمية راجعها وصحح أصولها سماحة الشيخمحمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى.
8 ـ ضمن مجموع الرسائل المفيدة المهمة في أصول الدينوفروعه طبع في مطبعة المدني بمصر سنة (1380هـ) من ص(5) إلى ص(17).
9 ـ ضمن المجموعة العلميةالسعودية " من درر علماء السلف الصالح " حققها وراجع أصولها سماحة الشيخ عبد اللهبن محمد بن حميد رحمه الله تعالى، طبعت في مطبعة النهضة الحديثة في مكة سنة (1391هـ) من ص (221) إلى ص (234).
10 ـ ضمن مجموعة الرسائل السلفية للشيخ علي بن عبدالله الصقعبي رحمه اللهتعالى الطبعة الأولى سنة (1402هـ) من ص إلى ص (51).
11 ـ مع كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، طبعفي مطبعة سفير بالرياض ، نشر دار ابن خزيمة بالرياض سنة (1414هـ) وهي طبعة مشكولةبالشكل الكامل.
12 ـ ضمن مؤلفاتالشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1/183 ـ 197) دون تاريخ.
13 ـ ضمن الجامعالفريد المطبوع في مؤسسة مكة للطباعة والإعلان دون تاريخ على نفقة الشيخين عبدالعزيز ومحمد العبد الله الجميح من ص (237) إلى ص (277) .
14 ـ ضمن مجموع فيه إحدى عشرة رسالة ، تصحيح ومراجعةالشيخين أحمد محمد شاكر وعلي محمد شاكر ، نشر دار المعارف بمصر من ص (95) إلىص(111).
ترتيبه:
رتبه على طريقة السؤال والجواب الشيخ محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدنيالمتوفي سنة (1363هـ) رحمه الله تعالى.
طبع في المطبعة الماجدية في مكة المكرمة سنة (1351هـ).
ثم طبع بعنوان " أصول الدينالإسلامي " ويليها " عقيدة السلف: للشيخ محمد الطيب المذكور دون تاريخ ، نشرها أحدطلبة العلم في المسجد الحرام.
وطبع ثالثة سنة (1413هـ) باسم:" تسهيل الأصول الثلاثة " ويليه الأصولالثلاثة وأدلتها " باعتناء وتخريج الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي نشر دار ابنخزيمة للنشر والتوزيع ـ الرياض.
كما طبع رابعة سنة (1419هـ) نشر دار نور المكتبات في جدة، ودار البشائرالإسلامية في بيروت، ويليه نظمه للشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني.
شروحه:
1 ـ " شرح ثلاثةالأصول " لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى، اعتنى بهوخرج أحاديثه وكتب هوامشه الشيخ علي بن صالح المري والشيخ أحمد بن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، نشرته دار الفتح للنشر والتوزيع في المدينة المنورة، الطبعة الأولىسنة (1416هـ).
2 ـ " شرح ثلاثةالأصول " لفضيلة الشيخ صالح العثيمين ،إعداد الشيخ فهد بن ناصر السليمان ،نشرته دارالثريا للنشر والتوزيع سنة (1414هـ) في مجلد لطيف.
3 ـ " الأصول في شرح ثلاثة الأصول " تأليف الشيخ عبد اللهالمحمد اليحيى طبع الطبعة الأولى سنة (1414هـ) في مجلد، ومعه: شرح القواعد الأربع،وشرح شروط الصلاة.
4 ـ " شرحوتيسير الأصول الثلاثة " تأليف الشيخ محمد محمد منير آدم، نشرته دار أجنادين فيالرياض سنة (1414هـ).
حواشيه:
" حاشية ثلاثة الأصول " للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتوفي سنة (1392هـ) رحمه الله تعالى ، طبعت الطبعة الأولى في مطبعة الترقي بدمشق سنة (1375هـ) وطبعت بعد ذلك أكثر من مرة.
الشروح المسجلة:
1 ـ شرح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فيشريطين.
2 ـ شرح فضيلة الشيخمحمد بن صالح العثيمين في أشرطة.
3 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.
4 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في (8) أشرطة.
5 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد أمانالجامي - رحمه الله - في شريطين وشرح آخر في (10) أشرطة.
6 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في (6) أشرطة.
7 ـ شرح الشيخ محمدالفراج في (10) أشرطة.
8 ـ شرحالشيخ صالح السحيمي في (4) أشرطة.
9 ـ شرح الشيخ عبيد الجابري في (6) أشرطة.
10 ـ شرح الشيخ عبد الله السبت في شريطين.
11 ـ شرح الشيخ عمر العيد في (10) أشرطة.
12 ـ شرح الشيخ عبدالله السعد في أشرطة.
13 ـ شرحالشيخ عبد الله الغنيمان في (6) أشرطة.
14 ـ شرح حاشية الأصول الثلاثة للشيخ صالح العبود في (11) شريطاً
15 ـ شرح الشيخ زيد المدخلي في (7) أشرطة.
16 - شرح الشيخ عبد الكريم الخضير .
-17 شرح الشيخ الراجحي .
-18 شرح الشيخ البراك .
-19 شرح الشيخ صالح العصيمي .
-20 شرح الشيخ خالد بن سليمان الصائغ .
-21 شرح الشيخ سهيل بن رفاع العتيبي .
-22 شرح الشيخ طاهر بن محمد المجرشي .
-23 شرح الشيخ محمد بن صالح الحربي .
-24 شرح الشيخ سليمان بن صالح الغصن .
-25 شرح الشيخ فهد بن سعد أبا حسين .
-26 شرح الشيخ راشد بن عثمان الزهراني .
-27 شرح الشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي .
-28 شرح الشيخ محمد بن يحيى الفيفي .
-29 شرح الشيخ سعد بن سعيد الحجري .
-30 شرح الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد ، و الشيخ : عزام بن محمد الشويعر ، والشيخ : تركي بن عبد الله الغامدي .

وغيرهم كثير كثير كثير ، ومن أراد المزيد فليدخل البث المباشر ولينظر شروح المشايخ حفظ الله العايش منهم ورحم الله الميت منهم .
نظمه:
نظمه الشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني المتوفي سنة (1378هـ) رحمه اللهتعالى ،وسمى نظمه: " تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول في التوحيد" طبع فيمطبعة المدينة المنورة دون تاريخ.
ثم طبع ثانية سنة (1419هـ) نشر دار نور المكتبات بجدة، ودار البشائرالإسلامية ببيروت، بعناية الشيخ مد بن أحمد مكي.
مختصراته:
اختصره الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري المتوفي سنة (1387هـ) رحمه الله تعالى، وطبع مع رسالة المؤلف " أذكار الصباح والمساء " في مؤسسة النور للطباعة والتجليد في الرياض دون تاريخ.
ثم طبع بعد ذلك عدة مرات منهاطبعة دار العاصمة بالرياض سنة (1410هـ) وعليه حاشية حفيد المؤلف الشيخ الدكتور سعدبن ناصر بن عبد العزيز الشثري المسماه " المصقول في التعليق على مختصر ثلاثةالأصول".

والله تعالى أعلى وأعلم
أصل الكلام بحث لأخينا : همام النجدي وفقه الله .

تاشفين 26 ذو الحجة 1431هـ/2-12-2010م 05:30 PM

الأصل الثالث
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ النبي صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من ولد اسماعيل
ـ توفي وله من العمر ثلاث وستون
ـ أربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا
ـ الهجرة واجبة بشرطين 1 القدرة 2 عدم استطاعة اظهار شعائر الاسلام
ـ بعد الهجرة كمل دين الاسلام واستقرت شرائعه
ـ توفي يوم الاثنين ولا خلاف في ذلك والمشهور أنه في الثاني عشر من ربيع الأول
البعث قبل الموت
خلاصة الأدلة على وقوع البعث
1 اخبار الله بذلك
2 الله قادر على الخلق الأول وبالتالي هو قادر على الخلق الثاني
3 الله قادر على خلق السموات والأرض وهي أعظم فهو قادر على خلق ما دونها وهي اعادة البعث
4 قدرة الله على تحويل الخلق من حال إلى حال
الحكمة من إرسال الرسل
كل رسول أرسل إلى قومه بأمرين 1 عبادة الله 2 الكفر بالطاغوت ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
الكفر بالطاغوت
الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد
رؤوس الطواغيت خمسة
1 ابليس
2 من عبد وهو راض
3 من دعا الناس الى عبادته
4 من ادعى شيئا من علم الغيب
5 من حكم بغير ما أنزل الله

توكل 15 محرم 1432هـ/21-12-2010م 01:16 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس



الأسئلة
س1: بين معنى العبادة، واذكر بعضأنواعها.
اسمٌ جَامِعٌ لكلِّ مَا يُحِبُّه اللَّهُ ويَرْضَاهُ، مِن الأقوالِ والأعْمَالِ،الظَّاهِرَةِ والبَاطِنَةِ
الإسلامِ، والإيمانِ، والإحسانِ)هذه الأنواعُ الثلاثةُ هيَ أَعْظَمُمَراتِبِ الدِّينِ، وأَعْظَمُ أنواعِ العِبادةِ فالعِبادةُ تَشْمَلُ الدِّينَ كلَّهُ
س2: ماحكم صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله تعالى ؟ مع الدليل ووجهالاستدلال.
مُشْرِكٌ الشرْكَ الأكبرَ؛ لأنَّهُ أَشْرَكَ معَ اللهِ غيرَهُ، وكافرٌ؛ لأنَّهُجَحَدَ حقًّا للهِ تعالَى فصَرَفَهُ لغيرِهِ،
. {ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عندربه} .
وَوَجْهُ الدلالةِ أنَّ اللَّهَ سبحانَهُ وتَعَالَى بَيَّنَأنَّ مَنْ يَدْعُو معَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فإنَّهُ كافرٌ؛
س3: فسرباختصار الآيتين التاليتين مع بيان دلالتها على وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة :
أ. {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} .
أَخْبَرَ اللَّهَ تَعَالَى أنَّ المساجدَ، وهيَ مَوَاضِعُ السجودِ أوْ أَعْضَاءُالسجودِ، لِلَّهِ، وَرَتَّبَ على ذلكَ ألا يُعبد معهُ غَيْرَهُ بالدعاءأوغيره من العبادات.
ب. {ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عندربه} .
كل دعوة لغير اللهأيَّاً كان؛ فإن ذلك الداعي لا دليل له بمافعلوحِسابُ هذا الذي دَعَا معَ اللهِ غيرَهُ عندَ رَبِّهِ، وهوَ حِسابٌ لا فَلاحَ معه
فدعوة غير الله -جل وعلا- كفر
س4: اذكر أقسام الدعاء.
الدعاءَ نَوْعَانِ:
-
دعاءُ مَسْأَلَةٍ.
: هوَ دعاءُ الطلبِ؛ أيْ: طلبِ الحاجاتِ، و يَتَضَمَّنُ الافتقارَ إلى اللَّهِ تَعَالَى واللجوءَ إليهِ،وَاعْتِقَادَ أنَّهُ قادِرٌ كريمٌ واسعُ الفضلِ والرحمةِ
وَيَجُوزُ إذا صَدَرَ منالعبدِ لمِثْلِهِ من المخلوقِينَ إذا كانَ المدعوُّ يَعْقِلُ الدعاءَ، وَيَقْدِرُعلى الإجابةِ كقولِ القائلِ: يا فلانُ أَطْعِمْنِي
-
ودعاءُ عبادةٍ.
بأَنْ يَتَعَبَّدَ بهِ للمَدْعُوِّ؛ طَلَبًا لثوابِهِ،وَخَوْفًا منْ عقابِهِ، وهذا لا يَصِحُّ لغيرِ اللَّهِ، وَصَرْفُهُ لغيرِ اللَّهِشِرْكٌ أَكْبَرُ مُخْرِجٌ عن المِلَّةِ
س5: اذكر أحكام دعاء غير اللهتعالى.
بالنسبة لدعاءُ المَسْأَلَةٍ إذا صَدَرَ منالعبدِ لمِثْلِهِ من المخلوقِينَ إذا كانَ المدعوُّ يَعْقِلُ الدعاءَ، وَيَقْدِرُعلى الإجابةِ كقولِ القائلِ: يا فلانُ أَطْعِمْنِي جائز
أما إذا كان طَلَبًا للثواب ِأوَخَوْفًا منْ عقابِ،فلا يَصِحُّ لغيرِ اللَّهِ، وَصَرْفُهُ لغيرِ اللَّهِشِرْكٌ أَكْبَرُ مُخْرِجٌ عن المِلَّةِ
س6: ما الذييشترط لمعرفة أن العمل المعيّن عبادة ؟
لا بد أن يكون مأموراً به، أومُخبَراً عنه بأن الله -جل وعلا- يحبه ويرضاه
س7: اذكر دليلاً على أن الخوف عبادة لا يجوز صرفها لغيرالله تعالى
وَدَلِيلُ الخَوْفِقَوْلُهُ تَعَالى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُأوْلِيَآءَهُ فَلاَ تَخَافُـوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
س8: بيّن معنى الخوف، واذكر أنواعه، وحكم كل نوع، مع الاستدلال
معنى الخوف:هُوَ انْفِعَالٌ يَحْصُلُ بِتَوَقُّعِ ما فيهِ هلاكٌ أوْ ضَرَرٌ أوْ أَذًى،
الخوفُ وهوَ أقسامٌ:
الأولُ: خوفُ السرِّ وهذا يختصُّ بِهِ سبحانَهُ وهوَ كونُ الإنسانِ يخافُ منْ أجلِ قُدْرَةٍ خَاصَّةٍ سرِّيةٍليستْ حسَبَ الحسِّ ؛لأَِنَّهُ القادرُ على كلِّ شيءٍ، وهوَ الذي يُخافُ
صرفه لغيرالله تعالى مِنْ وَثَنٍ أوْ وَلِيٍّ مِن الأولياءِ بعيدًا عنه أن يُصيبَهُ بمَكروهٍ وهذاالخوفُ هوَ الواقِعُ بينَ عُبَّادِ القبورِ والمتعلِّقينَ بالأولياءِ هذا هوَ الشِّرْكُ الأَكْبَرُ،
الثاني: خوفُ الأسبابِ الحسيةِ مثلُ أنْ يخافَ اللصَّ أو السارقَ أو العدوَّ، فيُعِدَّ العُدَّةَ منَ السلاحِاللازمِ، كلُّ هذا لا بدَّ منهُ، فإنَّ هذا الخَوْفَ خَوْفٌ حسيٌّ لا بأسَبِهِ، لكِنْ لا يجوزُ خوفُ العدوِّ خوفًا يمنعُ منْ جهادِهِ، ونصرِ الحقِّ، وإنَّمايَحْمِلُه هذا الخوفُ على الإعدادِ للعدوِّ وأَخْذِ الحذَرِ
فالخوفُ الطبيعيُّ الذي جُبِلَ عليهِ الإنسانُ، مثلَخوفِ الإنسانِ الحيةَ والعقربَ والسَّبُعَ، فيتباعدُ عنها ويَقْتُلُهاواللَّهُ جَبلَ النَّاسَ على الخوفِ مِمَّا يُؤْذِي حتَّى يَتَحَرَّزَ منهُ،وهذا لا حرجَ فيهِ، إذا انْعَقَدَتْ أسبابُهُ.
النوعُالثالثُ:أن يَتْرُكَ الإنسانُ ما يَجِبُ خَوْفًا مِن الناسِ، كأن يَتْرُكَالأمْرَ بالمعروفِ والنهيَ عن الْمُنْكَرِ خَوْفًا مِن الناسِ، فهذا خَوفٌمُحَرَّمٌ مذمومٌ
النوعُالرابعُ:خوفُ تَعَبُّدٍ وتَعَلُّقٍ، والتأَلُّهِ الذي يَحْمِلُ علَى الطاعةِ والبُعْدِ عن الْمَعْصِيَةِ، وهذا خاصٌّباللهِ تعالَى، وتَعَلُّقُه بهِ مِنْ أعْظَمِ واجباتِ الدِّينِ ومُقتضياتِالإيمانِ، وتَعَلُّقُه بغيرِ اللهِ تعالَى مِن الشرْكِ الأكبَرِ؛ لأنَّ الخوفَ مِنْأعظَمِ واجباتِ القلبِ
س9: بين معنى الرجاء واذكر أنواعه وحكم كلنوع مع الاستدلال.
معنى الرجاء الطَمَعُ في أمْرٍقريبِ المَنالِ ويكونُ في بعيدِ المنالِ تَنْزِيلاًلهُ مَنْزِلَةَ القريبِ وانتظارُ الشيءِ المحبوبِ يَتضمَّنُ التذلُّلَ والخضوعَ، فلايكونُ إلاَّ للهِ سُبحانَهُ وتعالَى،
أنواعه:
- رجاءٌ مَحمودٌ:وهوَ رَجاءُ رَجُلٍ عَمِلَ بطاعةِ اللهِراجٍ لثوابِهِ، ورَجُلٍ أَذْنَبَ ثمَّ تابَفهوَ راجٍ لِمَغفِرَةِ اللهِ تعالَى قالَ تعالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىرَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَعَذَابَهُ}
2 - رجاءٌ مذمومٌ:وهوَ رجاءُ رجُلٍ مُتَمَادٍ في التفريطِوالخطايا يَرْجُو رحمةَ اللهِ بلا عمَلٍ ، فهذا هوَ الغرورُ والتمَنِّي والرجاءُالكاذبُ.
س10: ما الفرق بين الرجاء المحمود والغرور والتمنيالمذموم ؟
والفرْقُ بينَ الرجاءِ والتمَنِّي:أنَّ الرجاءَ يكونُ معَبَذْلِ الْجُهْدِ وحُسْنِ التوَكُّلِ، والتمَنِّيَ يكونُ معَ الكَسَلِ،


توكل 15 محرم 1432هـ/21-12-2010م 01:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس



الأسئلة
- س1: مامعنى التوكل على الله تعالى؟ اذكر أهميته، مع الدليل
التفويضُ إلى اللَّهِ، والاعتمادُ عليهِ في كلِّ الأمورِ معَ الأخذِ بالأسبابِ،
أهميةالتوكل:
1-أنَّ اللهَ تعالَى جَعَلَهُ سَببًا لنَيْلِ مَحَبَّتِهِ،قالَ تعالَى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} .
2- دَليلٌ علَى صِحَّةِ إسلامِ المتوَكِّلِ، قالَ تعالَى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِفَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}.
س2: ما حكم التوكل على غير الله؟ مع ذكرالدليل، وبيان وجه الاستدلال.
حكم التوكل على غير الله:
النوعُالأَوَّلُ:التوَكُّلُ علَى غيرِ اللهِ فيما لا يَقْدِرُ عليهِ إلاَّ اللهُ:شِرْكٌ أَكْبَرُ؛ لأنَّ التوكُّلُ علَى اللهِ مِنْ تَمامِ الإيمانِ ، قالِ تعالَى: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْمُؤْمِنِينَ} .
النوعُ الثاني:أنيَتَوَكَّلَ علَى حيٍّ حاضرٍ مِنْ مَلِكٍ أوْ وزيرٍ أوْ مسؤولٍ فيما أَقْدَرَهُاللهُ عليهِ مِنْ رِزْقٍ أوْ دَفْعِ أَذًى، وهذا شِرْكٌ أَصْغَرُ، بسببِ قُوَّةِتَعَلُّقِ القلبِ بهذا الإنسانِ واعتمادِهِ عليهِ.
أمَّا إذا اعْتَقَدَ أنَّه سببٌ، وأنَّ اللهَ تعالَى هوَ الذي أَقْدَرَهُ علَى هذا الشيءِ وأَجراهُ علَىيَدَيْهِ فهذا لا بأسَ بهِ
النوعُ الثالثُ:الاعتمادُ علَى الغيرِ في فِعْلِ ما يَقْدِرُ عليهِ نِيابةً عنه، فهذا جائزٌ دَلَّعليهِ الكتابُ والسُّنَّةُ والإجماعُ، لكن لا يُعْتَمَدُ عليهِ بلْ يَتَوَكَّلُ علَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى في تَيسيرِ أَمْرِهِالذي يَطْلُبُهُ إمَّا بنفسِهِ أوْ بنائِبِهِ؛
س3: ما الفرق بين التوكل والتوكيل؟
التوكل التفويضُ إلى اللَّهِ، والاعتمادُ عليهِ في كلِّ الأمورِ فهو عبادة قلبية
التوكيل الاعتمادُ علَى الغيرِ في فِعْلِ ما يَقْدِرُ عليهِ نِيابةً عنه، فهذا جائزٌ التوكيل والوكالة باب فقهي
لا تَقولُ: تَوَكَّلْتُ علَى فُلانٍ، إنَّمَا تَقولُ: وَكَّلْتُ فلانًا.
س4: اذكر أحكامالتوكل
الأَوَّلُ: التَّوَكُّلُ على اللَّهِ تَعَالَى، وهُوَ واجبٌ لا يَتِمُّ الإيمانُ إلاَّ بهِ، وَسَبَقَ دَلِيلُهُ.
الثَّاني: تَوَكُّلُ السِّرِّ، بأنْ يَعْتَمِدَ على مَيِّتٍ في جَلْبِ منفعةٍ،أوْ دَفْعِ مَضَرَّةٍ. فهذا شِرْكٌ أكبرُ نَبِيًّا، أوْ وَلِيًّا، أوْ طَاغُوتًا عَدُوًّا لِلَّهِ تَعَالَى.
الثَّالثُ: التَّوَكُّلُ على الغيرِ فيما يَتَصَرَّفُ فيهِ الغيرُ، معَ الشعورِبِعُلُوِّ مَرْتَبَتِهِ وانْحِطَاطِ مَرْتَبَةِ المُتَوَكِّلِ عنهُ، فهذا نوعٌ من الشركِ الأصغرِ؛ لقوَّةِتَعَلُّقِ القلبِ بهِ والاعتمادِ عليهِ..
الرابعُ: التَّوَكُّلُ على الغيرِ فيما يَتَصَرَّفُ فيهِ المُتَوَكِّلُ، بحيثُيُنِيبُ غيرَهُ في أمْرٍ تَجُوزُ فيهِ النيابةُ، فهذا لا بأسَ بهِ بدلالةِ الكتابِوالسُّنَّةِ والإجماعِ؛
س5: ماحكم قول القائل : (توكلت على الله ثم عليك) ؟
أن هذا لا يصلح؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب
س6: هل التوكل على الله ينافي الأخذ بالأسباب ؟ وضحذلك.
لا يجوز للعبد أن يتخلى عن بذلالسبب؛ لأنه من تمام التوكل، ولا يلتفت إلى السبب،: (الالتفات إلى الأسباب قدح في التوكل - الالتفات إلى الأسباب قدح في التوحيد - ومحو الأسباب - أن تكون أسباباً - قدح فيالعقل لهذا نقول: التوكلهو: ما يجمع شيئين:
أولاً:تفويض الأمر إلى الله جلوعلا؛ لأن الله هو الذي بيده الملك.
الثاني:عدم رؤية السبب الذيفُعل.
وإنمايعلم أنه جزء مما ينتج المقصود، و يفوض الأمر إلى اللهجل وعلا.

س7: مامعنى الرغبة والرهبة والخشوع؟ وما الدليل على أنها من العبادات؟ وما حكم صرفها لغيرالله تعالى ؟
الرَّغْبَةُ:مَحَبَّةُ الوصولِ إلى الشيءِالمحبوبِ.
الرَّهْبَةُ: الخوفُ المُثْمِرُ لِلْهَرَبِ من المَخُوفِ،فهيَ خوفٌ مَقْرُونٌ بعملٍ.
الخُشُوعُ: الذُّلُّوالتَّطَامُنُ لعظمةِ اللَّهِ، بحيثُ يَسْتَسْلِمُ لقضائِهِ الكَوْنِيِّ والشرعيِّ.
قال تعالى:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًاوَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}والدعاءُ هنا شَامِلٌ لدعاءِالعبادةِ وأَنَّها عِبَادَاتٌ قَلْبِيَّةٌ، مِن أَجَلِّ العِبَادَاتِ، وصَرْفُها لِغَيْرِاللَّهِ شِرْكٌ أَكْبَرُ
س8: هل ينبغي للإنسان أن يغلّب جانب الرجاء أو الخوف ؟ وضح ماتقول.
قالَ بعضُ العلماءِ:
يُغَلِّبُ جانبَ الرجاءِ في حالِ المرضِ، وجانبَ الخوفِ فيحالِ الصِّحَّةِ؛ لأنَّ المريضَ مُنْكَسِرٌ ضعيفُ النفسِ، وَعَسَى أنْ يَكُونَ قداقْتَرَبَ أَجَلُهُ، فَيَمُوتَ وهُوَ يُحْسِنُ الظنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وفيحالِ الصحَّةِ يكونُ نَشِيطًا مُؤَمِّلاً طولَ البقاءِ، فَيَحْمِلُهُ ذلكَ علىالأَشَرِ والبَطَرِ، فَيُغَلِّبُ جانبَ الخوفِ لِيَسْلَمَ منْ ذلكَ.
وقِيلَ:
يكونُرجاؤُهُ وخوفُهُ وَاحِدًا سواءً؛ لِئَلاَّ يَحْمِلَهُ الرجاءُ على الأمْنِ منْمَكْرِ اللَّهِ، والخوفُ على اليَأْسِ منْ رحمةِ اللَّهِ. وَكِلاهُمَا قَبِيحٌمُهْلِكٌ لصاحبِهِ.
س9: ما معنى الخشية؟ وما الدليل على أنها عبادة؟ وما حكم خشية غير اللهتعالى ؟
الخَوْفُ المَبْنِيُّ على العِلْمِ بعظمةِ مَنْ يَخْشَاهُ وكمالِ سلطانِهِ؛
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
الخَشْيةَ عِبَادَةٌ مِن أَجَلِّ العِبَادَاتِ، فَصَرْفُها لِغَيْرِ اللَّهِ شِرْكٌأَكْبَرُ
س4: ما الفرق بين الخشية والخوف ؟
الْخَشيَةَ بمعنَى الخوفِ، ولكنَّ الخشيَةَ أَخَصُّ؛ لأنَّها مَبْنِيَّةٌ علَىعِلْمٍ بعَظَمَةِ مَنْ يَخشاهُ،
أما الخوف فمبني على ضعف الخائف

س10: ما معنىالإنابة؟ وما الدليل على أنها عبادة ؟
والإنابةُ معناها الرجوعُ إلى اللَّه والتوبةُ إليه والاستقامةُ على طاعتِهِ، فهذهِعبادةٌ للَّهِ
وَدَلِيلُهَا قولُهُ تَعَالَى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْوَأَسْلِمُوا لَهُ}.
س11: ما الفرق بين الإنابة والتوبة؟
هيَ قريبةٌ منْ معنى التَّوْبَةِ، إلاَّ أنَّهَا أَرَقُّ منها؛ لِمَا تُشْعِرُ بهِمن الاعتمادِ على اللَّهِ واللُّجُوءِ إليهِ
فإنَّ التَّوْبَةَ: الإِقْلاَعُ عنالذَّنْبِ، والنَّدَمُ عَلَى مَا فَاتَ، والعَزْمُ عَلَى أنْ لاَ يَعُودَ إِلَيْهِ،والإِنَابَةُ: تَدُلُّ عَلَى ذلك، وتَدُلُّ عَلَى الإِقْبَالِ عَلَى اللَّهِبالعِبَادَاتِ، والإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ: رُجُوعٌ عَمَّا لاَ يَنْبَغِيبالكُلِّيَّةِ، وقَصْدٌ إلى مَا يَنْبَغِي مِن رِضَاهُ.

توكل 15 محرم 1432هـ/21-12-2010م 02:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأسئلة
س1: بين معنى الاستعانة، وما الدليل على وجوب إفراد الله تعالى بها؟ مع ذكروجه الاستدلال.
طَلَبُ العونِ؛ الاستعانةُ باللهِ، وهيَ الاستعانةُ المتضمِّنَةُ كمالَ الذُّلِّ مِن العَبْدِلربِّهِ معَ الثِّقَةِ بهِ والاعتمادِ عليهِ، وهذه لا تكونُ إلاَّللهِ.
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وتقديمُ المعمولِ هنا يُفيدُالْحَصْرَ
س2: بين أحكام الاستعانة بغير الله تعالى.
1-الاستعانةُ بالمخلوقِ علَى أَمْرٍ قادرٍ عليهِ، ومعنَى الاستعانةِ بالمخلوقِ: أنتَطْلُبَ مِنه أن يُعينَكَ ويُساعِدَكَ، وشَرْطُ ذلكَ أنْ يكونَ في أَمْرٍ يَقْدِرُعليهِ، فهذه إنْ كانتْ علَى بِرٍّ وخيرٍ فهيَ جائزةٌ والْمُعينُ مُثابٌ؛ لأنَّهُإحسانٌ، قالَ تعالَى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّوَالتَّقْوَى}.
وإنْ كانتْ علَى إثمٍ فهيَ حَرامٌ، قالَ تعالَى: {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
الاستعانةُ بالأمواتِ أوْ بالأحياءِ علَى أَمْرٍغائبٍ لا يَقْدِرون عليهِ فهذا شِرْكٌ؛ لأنَّهُ إذا استعانَ بالميِّتِ أوْ بِحَيٍّعلَى أَمْرٍ بعيدٍ غائبٍ عنه
لا يَقْدِرُ عليهِ؛ فهذا يَدُلُّ علَى أنَّهُ يَعتقِدُأنَّ لهؤلاءِ تَصَرُّفًا في الكونِ، وأنَّ معَ اللهِ مُدَبِّرًا.
س3: بين معنىالاستعاذة، واذكر أحكامها، مع الاستدلال.
الاستعاذةُ: هيَ الاعتصامُ والالتجاءُ إلَى مَنْ تَعْتَقِدُ أنَّهُ يُعيذُكَويُلْجِئُكَ.
1الاستعاذةُ بصفاتِهِ، والاستعاذةُ بكلماتِهِ وبعِزَّتِهِ، ونحوُ هذا، كما في بعضِالأورادِ الصحيحةِ الثابتةِ فهذهاستعاذةٌ باللهِ سُبحانَهُ وتعالَى.
2أما الاستعاذةُ بالأمواتِ أوْ بالأحياءِ غيرِ الحاضرينَالقادرينَ فهذا شركٌ
3 أمَّا الاستعاذةُ بمخلوقٍ يُمْكِنُالعَوْذُ بهِ؛ لأنَّهُ قادرٌ، فهذا يَجوزُ
س4: بين معنى الاستغاثة، واذكرأحكامها، مع الاستدلال.
أنْ تَطْلُبَ الغوثَ مِمَّنْ يَستطيعُ أنْ يُنْقِذَكَ مِنْ ضِيقٍ أوْ شِدَّةٍ.
الاستغاثةَ: تَطْلُبُ مِنه أن يُزيلَ ما فيكَ مِنْشِدَّةٍ، وهذا لا يكونُ إلاَّ للهِ سُبحانَهُ وتعالَى القادِرِ علَى كلِّ شيءٍتَتَضَمَّنُ كَمالَ الافتقارِ إلَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى، واعتقادَكِفايتِهِ.
الأَوَّلُ: الاستغاثةُ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وهذا منْ أفضلِ الأعمالِوأَكْمَلِهَا، هُوَ دَأْبُ الرُّسُلِ وأتباعِهِم.
وَدَلِيلُه{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْفَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِمُرْدِفِينَ}، الثاني: الاستغاثةُبالأمواتِ أوْ بالأحياءِ غيرِ الحاضرينَ القادرينَ على الإغاثةِ؛ فهذا شركٌ؛قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَوَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَاتَذَكَّرُونَ}.
الثالثُ: الاستغاثةُ بالأحياءِ العالِمِينَ القادرينَعلى الإغاثةِ؛ فهذا جائزٌ كالاسْتِعَانَةِ بِهِم؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى في قِصَّةِموسى :
{فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَىالَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيهِ}.
س5: بين معنى الذبح، وما الدليل على أنه عبادة لا يجوزصرفها لغير الله تعالى ؟
إِزْهَاقُ الرُّوحِ بإراقةِ الدَّمِ على وَجْهٍ مخصوصٍ،
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّالْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ
س6: اذكر أحكام الذبح من حيث منافاته للإيمان وعدمها؟
الأَوَّلُ: أنْ يَقَعَ عِبَادَةً، بأنْ يُقْصَدَ بهِ تعظيمُ المذبوحِ لهُ،والتَّذَلُّلُ لهُ، والتَّقَرُّبُ إليهِ؛ فهذا لا يكونُ إلاَّ لِلَّهِ تَعَالَى علىالوجهِ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
وَصَرْفُهُ لغيرِ اللَّهِ شِرْكٌأكبرُ.
وَدَلِيلُهُ قولُهُتَعَالَى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَوَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ}.
الثاني: أنْيَقَعَ إِكْرَامًا لضيفٍ، أوْ وَلِيمَةً لِعُرْسٍ، أوْ نحوَ ذلكَ، فهذا مَأْمُورٌبهِ؛ إمَّا وُجُوبًا أو اسْتِحْبَابًا؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِفَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ))،
الثالثُ: أنْ يَقَعَ على وَجْهِ التَّمَتُّعِ بالأكلِ، أو الاتِّجَارِ بهِ،ونحوِ ذلكَ،
فالأصلُ فيهِ الإباحةُ لقولِهِ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْأَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَارَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} .
وقدْ يَكُونُ مَطْلُوبًا أوْمَنْهِيًّا عنهُ حَسْبَمَا يكونُ وسيلةً لَهُ
س7: ما معنى النذر؟ وما الدليل على أنه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى؟ مع بيان وجه الاستدلال.
وهُوَ: إلزامُ الإنسانِ نفسَهُ بشيءٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُمُسْتَطِيرًا}
س8: اذكر أنواع النذر، ومتى يجب الوفاء به ؟
النذر ينقسمإلى قسمين:
-
نذر مطلق. لا يكون عنمقابلة، وهذا غير مكروه، أن يوجب على نفسه عبادة لله -جل وعلا- بدون مقابلة، مثلاًيقول قائل: (لله عليَّ نذر أن أصلي الليلة عشر ركعات طويلات وهذامحمود.
-
ونذر مقيد. ما كان عن مقابلة، وهو أن يقول قائلمثلاً: (إن شفى الله -جل وعلا- مريضي صمت يوماً هذا مشروط، يوجبعبادة على نفسه مشروطة بشيء يحصل له قدراً.وهومكروه
والوفاء بالنذر في كلا الأمرين واجب،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه،ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه))
س9قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((النذر لا يأتي بخير..)) الحديث، بين معنى الحديث، واذكر بعض ما يستفاد منه
لأن المؤمن المقبل على ربه ما يعبد الله -جل وعلا- بالمقايضة، يعبد الله -جل وعلا- ويتقرب إليه؛ لأن الله يستحق ذلك منه، فهذا النوع مكروه، النوع الأول محمود، وهذاالنوع مكروه

توكل 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م 11:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

توكل 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م 11:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

توكل 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م 11:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

توكل 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م 11:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

توكل 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م 11:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

توكل 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م 12:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلهوصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كلدرس
الأصل الثاني: معرفةدين الإسلامبالأدلة
الأسئلة
س1: ما معنى إقامة الصلاة ؟
إقامةُ الصلاةِهوَ التَّعَبُّدُ للهِ تعالَى بفِعْلِها علَى وجهِالاستقامةِ والتمامِ في أوقاتِها وهيئاتِها، وافيَةَ الأركانِوالواجباتِ والسُنَنِ القوليَّةِ والفعليَّةِ
س2: عرف الصيام لغةوشرعاً.
والصِّيامُ لُّغَةِ:الإِمْسَاكُ.
وشرْعِا:هو الإمْسَاكُ عن الأَكْلِ، والشُّرْبِ، والجِمَاعِ، مَعَالنِّيَّةِ، في وقتٍ مَخْصُوصٍ، مِن شَخْصٍ مَخْصُوصٍ
س3: عرف الحج لغة وشرعاً.
الحَجُّ لُغَةً:قَصْدُ الشَّيْءِوإِتْيانُه.
وشَرْعًا:قَصْدُ مَكَّةَ،لأِعمَالٍ مَخْصُوصٍ، في زَمَنٍ مَخْصُوصٍ
س4: فسر باختصار الآيات التالية :-
أ. {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماًبالقسط}.
شهادةُ اللَّهِ لنفسِهِ حَكَمَ وأَعْلَمَ وأَخْبَرَ؛بأنَّهُ لا إلهَ إلاَّ هوَ،أعظَمُ شَهادةٍ التوحيدِ، مِنْ أَجَلِّ شَاهِدٍ وهوَ: {اللهُ} سُبحانَهُوتعالَى، ثمَّ{وَالملائكةُ} وشهادةُأهلِ العلمِ بذلكَ، والمرادُ بهم أُولُو العلمِبشريعتِهِ أُولِو الْعِلْمِ: الأنبياءُ والْعُلَمَاءُ. وأنَّهُ تَعَالَى قائمٌ بالقسطِ؛ أي: العدلِ وفي هذهِ الآيَةِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ لأهلِ العلمِ؛ حيثُأَخْبَرَ أنَّهُم شُهَدَاءُ مَعَهُ ومعَ الملائكةِ، وهذهِالشهادةُ أعظمُ شهادةٍ؛ لعِظَمِ الشاهدِ والمشهودِ بهِ، فالشاهدُ هوَ اللَّهُوملائكتُهُ وَأُولُو العلمِ، والمشهودُ بهِ توحيدُ اللَّهِ في أُلُوهِيَّتِهِ،
ب. {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براءمما تعبدون ...}الآيات.
يَتَبَرَّأُ خليلُ الرحمَنِ مِن الآلِهَةِ التي عليها قومُهُ، فتَبَرَّأَ مِن الشرْكِوأهلِهِ، معَ أنَّهُم أَقْرَبُ الناسِ إليهِ: أبوهُ، وقومُهُ يُقابِلُ قولَهُ: (لا إلهَ) فمعنَى: (لا إلهَ) هوَ معنَى{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}وهذانَفْيٌ إلا الذي بَرَأَنِيوابتدَأَ خَلْقِي، وهذا فيهِ معنَى (إلاَّ اللهُ).
ثمَّ قالَ مُؤَكِّدًا هذه العقيدةَالسليمةَ أنهيُرشِدُني ويُوَفِّقُني إلَى سلوكِ الصراطِالمستقيمِ.
فهذه الكلمةُ العظيمةُ - وهيَ كلمةُ التوحيدِ - جَعَلَهاإبراهيمُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ باقيَةً في عَقِبِهِ.
لعلَّهُم يَرْجِعون مِن الشرْكِ إلَىتحقيقِ هذه الكلمةِ
ج. {قل يا أهل الكتاب تعالواإلى كلمة سواء بيننا وبينكم …} الآية
هَلُمُّوا وأَقْبِلُوا
إلى الكلمةُ العادِلةُ، نحنُ وأنتمْ سواءٌ فيها بالتخَلِّي عن الشرْكِ؛ ولا يَتَّخِذَ بعضُنا البعضَ الآخَرَ ربًّا مُطَاعًا مِنْ دونِ اللهِفيَفْرِضَ طاعتَهُ علَى غيرِهِ، فلاَّيُتَّخَذَ ربًّا ومُشَرِّعًا إلاَّ اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى، لأنَّ مِنْ مُستلْزَماتِ الشهادةِ أنْنُفْرِدَ اللهَ تعالَى بالتشريعِ، فلا حُكْمَ إلاَّ ما شَرَعَ اللهُ تعالَى فإن امْتَنَعوا وأَبَوْا أنْ يَنقادوا لهذه الكلمةِ العظيمةِ فصَرِّحوالهم بأنكم مسلمون، وأنكم بَرِيئونَ مِنهم وما هم عليهِ.
د. {لقد جاءكمرسول من أنفسكم …}الآية .
وَصف للرسولَ بأنَّهُميَعْرِفونَ صِدْقَهُ ونَسَبَهُ، ويُمْكِنُهُم الجلوسُ معه، وسماعُ خِطابِهِوكلامِهِ؛ لأنَّهُ ليسَ بغريبٍ عليهم.
شديدٌ عليهِ كلُّ ما فيهِ مَشَقَّةٌ عليكم مِنْ آصارٍوأغلالٍ؛ لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بُعِثَ بالحنيفيَّةِالسَّمْحةِ.
حريص علَى هِدايتِكم وإنقاذِكم مِن النارِ يرأف ويرحم المؤمِنينَ.
هـ. {وما أمروا إلا ليعبدواالله مخلصين له الدين …}الآية
وما أُمِرَ الَّذِينَ كَفَرُوا، إلاَّ ليُوَحِّدُوا اللَّهَ، ويُفْرِدُوهبالعِبَادَةِ، مائِلِينَ عن الأدْيانِ كلِّها، إلى دِينِ الإِسْلاَم ِو يُقِيمُوا الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ، بأَرْكَانِهَا، وواجِبَاتِهَافي أَوْقَاتِهَا، ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ عندَ مَحَلِّها، فالذي أُمِرُوا به في هذه الآيةِ الكَرِيمَةِ، هو المِلَّةُ والشَّرِيعَةُالمُسْتَقِيمَةُ
و. {يا أيها الذينآمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم …} الآية
أَمَرَ تَعَالَى عِبَادَه المُؤْمِنينَ، مِن هذه الأُمَّةِ بالصِّيامِ، فَرَضَه وأَوْجَبَهُ عَلَيْهِم، كَمَا أَوْجَبَه عَلَى مَنكَانَ قَبْلَهم فالصَّوْمِ التَّقْوَى، لِمَافيه مِن قَهْرِ النَّفْسِ، وكَسْرِ الشَّهَواتِ ولِمَا فيهمِن زَكَاةِ النُّفُوسِ وتَطْهِيرِها، وتَنْقِيَتِها مِن الأَخْلاَطِ الرَّدِيئَةِ،والأَخْلاَقِ الرَّذِيلَةِ،.
ز. {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا …}الآية
وللَّهِ فَرْضٌ واجِبٌ عَلَى النَّاسِ أَِدَاءِ النُّسُكِ، في الحج وذلك عَلَى المُسْتَطِيعِ مِن النَّاسِ، أنْ يَحُجَّالبَيْتَ.
أي القُدْرَةُ بِنَفْسِه عَلَى الذَّهابِ،ووُجُودُ الزَّادِ والرَّاحِلَةِ، بعدَ قَضَاءِ الوَاجِبَاتِ عَلَيْهِ، وغَيرُ ذلكمِمَّا هو مَعْلُوم ٌفمَن وَجَدَ مَا يَحُجُّ به، ولَمْ يَحُجَّحتَّى مَاتَ، فهو كُفْرٌ بِهِ، وقَدْ سَمَّى تَعَالَى تَارِكَ الحَجِّ كَافِرًا،وذلكلآكِدِيَّةِ رُكْنِيَّتِه،

سليمان العماني 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م 10:39 AM

تلخيص الفصل الأول : المسائل الأربع:


س1: ما الحكمة من ابتداء الشيخ بالبسملة ؟
تأسيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يبدأ كتابة رسائلة بالبسملة فقدْ وَرَدَ في
(صحيحِ البخاريِّ) في كتابِ: بدءِ الوَحْيِ: ((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ...)).
أمَّا الأحاديثُ القَوْلِيَّةُ في مَسألةِ البَسملةِ، كحديثِ: ((كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ)).

س2: ما الدليل على مشروعية البدء بالبسملة ؟
الأوَّلُ:كتابُ اللهِ تعالَى حيث بُدِئَ بالبَسْمَلَةِ.
والثاني: ماكانَ يَصْنَعُهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في كِتاباتِهِ إلَى الْمُلوكِ.

س3: اشرح البسملة ؟
* بسم الله : أي أبتدء وأتبرك باسم الله تبارك اوتعالى .
*ولفظُ الْجَلالةِ (اللهُ)اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ تعالَى الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ: الْمَأْلُوهُ حُبًّا وتَعظيمًا.
*وقولُهُ: (الرحمنِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ ذو الرحمةِ الواسعةِ.
*وقولُهُ: (الرحيمِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ، ومعناهُ: مُوصِلُ رحمتِهِ إلَى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ.
** فائدة :
قالَ ابنُ القَيِّمِ رحمَهُ اللهُ: (الرحمنُ دالٌّ علَى الصفةِ القائمةِ بهِ سُبحانَهُ، والرحيمُ دالٌّ علَى تَعَلُّقِها بالمرحومِ، فكان الأَوَّلُ للوَصْفِ، والثاني للفِعْلِ، فالأوَّلُ دالٌّ علَى أنَّ الرحمةَ صِفَتُهُ، والثاني دالٌّ علَى أنَّهُ يَرْحَمُ خَلْقَهُ برحمتِهِ، وإذا أَرَدْتَ فَهْمَ هذا فتَأَمَّلْ قولَهُ: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يَجِئْ قطُّ: رحمنٌ بِهِم.
فعُلِمَ أنَّ (رحمن) هوَ الموصوفُ بالرحمةِ، و (رحيم) هوَ الراحمُ برَحمتِهِ).


س4: ما الفوائد المنتقاة من قول المؤلف ( اعلم رحمك الله ) ؟
* هذا دعاءٌ مِن الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ لكَ أيُّها القارئُ يَدُلُّ علَى مَحَبَّتِهِ لكَ، وشَفَقَتِهِ عليكَ، وأنَّهُ راغبٌ في حُصولِ الخيرِ لكَ.
* كلمةُ (اعْلَمْ)يُؤْتَى بها مِنْ بابِ التنبيهِ وحَثِّ السامعِ علَى أن يُصْغِيَ لِمَا سَيقالُ، فهيَ أمْرٌ بتحصيلِ العِلْمِ، والتَّهَيُّؤِ لِمَا سيُلْقَى إليكَ مِن العُلومِ.
* " رحمك الله " : جملة الْمُرادَ بها الدعاءُ للمتعَلِّمِ بالرحمةِ؛ أيْ: غَفَرَ اللهُ لكَ ما مَضَى مِنْ ذُنوبِكَ، ووَفَّقَكَ وعَصَمَكَ فيما يُسْتَقْبَلُ.

س5: ما الفرق بين الدعاء بـ ( المغفرة ) و ( الرحمة ) ؟
* المغفرة : الدعاء بمغفرة ما سبق من الذنوب والآثام .
* الرحمة : الدعاء لِمَا يُسْتَقْبَلُ بالتوفيقِ للخيرِ والسلامةِ مِن الذنوبِ.

** فائدة / المسائل الأربع التي ينبغي على المسلم معرفتها ؟- العلم .
- العمل به .
- الدعوة اليه .
- الصبر عليه .


س6: ما الذي نفهمه من قول المؤلف : ( يجب ) ؟
هذا ما نسميه الوجوبُ العَيْنِيُّ، وهوَ ما يَجِبُ أداؤُهُ علَى كلِّ مُكَلَّفٍ بعينِهِ.

س7: ما الفرق بين التعلم والعلم ؟
* التعلم هو : تحصيل العلم .
* العلم : مَعرِفَةُ الْهُدَى بدليلِهِ.

س8: ما المقصود بـ ( العلم ) في نظر المؤلف ؟
الْعِلْمُ الشرعيُّ، والمقصودُ بهِ ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ، ونحوِ ذلكَ ممَّا لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ.

س9: ما الدليل على أن العلم واجب ؟
حَديثُ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)).

س10: لماذا خص المؤلف رحمه الله هذه الثلاثة أصول بالذكر ؟
لأنَّها هيَ أُصولُ الإسلامِ التي لا يَقومُ إلاَّ عليها، وهيَ التي يُسْأَلُ عنها العَبْدُ في قَبْرِهِ.


س11: كيف نستدل على معرفة الله تعالى ؟
بالنظَرِ في الآياتِ الشرعيَّةِ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ، والنظَرِ في الآياتِ الكَوْنِيَّةِ التي هيَ المخلوقاتُ، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما شَرَعَهُ اللهُ تعالَى والانقيادَ لهُ.


س12: ما الحكمة من ضرورة التعرف على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ هوَ المبلِّغُ عن اللهِ تعالَى، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما جاءَ بهِ مِنْ عندِ اللهِ تعالَى مِن الْهُدَى ودِينِ الحقِّ.

س13: للاسلام معنيان . معنى عام ، ومعنى خاص . اشرحهما ؟
* المعنى العام : ووَرَدَتْ أدِلَّةٌ تَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ مَوجودٌ في الشرائعِ السابقةِ والدليل :
-قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عن التوراةِ وأنبياءِ بني إسرائيلَ: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا}، فوَصْفُ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى أنبياءَ بني إسرائيلَ بالإسلامِ؛ ممَّا يَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ ليسَ خاصًّا بهذه الأُمَّةِ بلْ هوَ عامٌّ.
-وذَكَرَ اللهُ تعالَى عنْ موسَى عليهِ السلامُ أنَّهُ قالَ لقومِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}.
-وعنْ أبناءِ يَعقوبَ عليهِ السلامُ: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبـَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.

* المعنى الخاص :الإسلامُ بالمعنَى الخاصِّ فيُرادُ بهِ: الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا بهِ، وجَعَلَهُ خاتِمَةَ الأديانِ، لا يُقبَلُ مِنْ أَحدٍ دِينٌ سواهُ والدليل :
- قالَ تعالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.فهذه الآيَةُ تُفيدُ أنَّ اللهَ تعالَى ارْتَضَى لهذه الأُمَّةِ الإسلامَ دِينًا، فيُفَسَّرُ بالمعنَى الخاصِّ.

س14: ما الفرق بين الدليل العقلي ، والدليل السمعي ؟
* الدليل العقلي : هوَ ما ثَبَتَ بالنظَرِ والتأَمُّلِ.
* الدليل السمعي :هوَ ما ثَبَتَ بالوحيِ مِنْ كتابٍ أوْ سُنَّةٍ.

س15: ما معنى : ( العلم بالعلم ) ؟
أن يَتَحَوَّلَ الْعِلْمُ إلَى سُلوكٍ واقعيٍّ يَظهرُ علَى فِكْرِ الإنسانِ وتَصَرُّفِهِ.

** فائدة : الفُضَيْلِ بنِ عِياضٍ رَحِمَهُ اللهُ: (لا يَزالُ العالِمُ جاهلاً حتَّى يَعْمَلَ بعِلْمِهِ فإذا عَمِلَ بهِ صارَ عالمًا)، وهذا كلامٌ دقيقٌ؛ لأنَّهُ إذا كانَ عندَهُ عِلْمٌ ولكنه لا يَعملُ بهذا الْعِلْمِ فهوَ جاهلٌ؛ لأنَّهُ ليسَ بينَهُ وبينَ الجاهلِ فَرْقٌ إذا كانَ عندَهُ علْمٌ ولكنه لا يَعْمَلُ بهِ، فلا يكونُ العالِمُ عالِمًا حقًّا إلاَّ إذا عَمِلَ بما عَلِمَ.

س16: ما عقوبة من لا يعمل بعلمه ؟
الإنسانَ الذي لا يَعْمَلُ بعِلْمِهِ سيكونُ عِلْمُهُ حُجَّةً عليهِ، كما وَرَدَ في حديثِ أبي بَرْزَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، ومنها: وعنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ)).

س16: ما المقصود بهذه العبارة ( والدعوة اليه ) ؟ وما الدليل ؟
الدعوةُ إلَى توحيدِ اللهِ وطَاعتِهِ، وهذه وَظيفةُ الرُّسُلِ وأَتْبَاعِهم، قالَ تعالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} .

س17: على الداعي أن يكون مُتَّصِفًا بما يكونُ سَببًا لقَبولِ دَعوتِهِ وظُهورِ أَثَرِها. عدد بعض الأمثلة ؟* التقوى .
* الاخلاص .
* العلم .
*الحِلْمُ وضَبْطُ النفْسِ عندَ الغَضَبِ.
* أنْ يَبْدَأَ بالأَهَمِّ فالأَهَمِّ علَى حَسَبِ البيئةِ التي يَدْعُو فيها،فمَسائِلُ العَقيدةِ وأصولِ الدِّينِ تأتي في الْمَقامِ الأَوَّلِ، وقدْ دلَّ علَى ذلكَ قولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لِمُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ...)) الحديثَ.
* أنْ يَسْلُكَ في دعوتِهِ الْمَنْهَجَ الذي نَصَّ اللهُ عليهِ في كِتابِهِ الكريمِ،يقولُ سُبحانَهُ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، والْحِكمةُ مَعْرِفَةُ الحقِّ والعملُ بهِ، والإصابةُ في القولِ والعملِ، وهذا لا يكونُ إلاَّ بفَهْمِ القرآنِ، والفقهِ في شرائعِ الإسلامِ وحقائقِ الإيمانِ، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}: الأمْرُ والنهيُ المقرونُ بالترغيبِ والترهيبِ، وإِلاَنَةِ القولِ وتَنشيطِ الْمَوعوظِ.{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فيَسْلُكُ كلَّ طريقٍ يَكونُ أَدْعَى للاستجابةِ: مِن الالتزامِ بالموضوعِ، والبُعْدِ عن الانفعالِ، والترَفُّعِ عن المسائلِ الصغيرةِ في مُقابِلِ القضايا الكُبرَى؛ حِفْظًا للوَقْتِ، وعِزَّةً للنفْسِ، وكمالاً للمُروءةِ.


س18: ما المقصود بهذه العبارة ( الصبر على الأذي ) ؟ وما الدليل ؟
الصبرُ علَى الأَذَى في الدعوةِ إلَى اللهِ تعالَى، بأنْ يكونَ الداعيَةُ صابرًا علَى ما يَنالُهُ مِنْ أَذِيَّةِ الناسِ؛ لأنَّ أَذِيَّةَ الدُّعاةِ مِنْ طبيعةِ البَشَرِ إلاَّ مَنْ هَدَى اللهُ، كما قالَ تعالَى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا}.

س19: ما المراد بالعصر ؟
والعصْرُ الْمُرَادُ بهِ: الزمَنُ الذي تَقَعُ فيهِ الأحداثُ مِنْ خيرٍ أوْ شَرٍّ، أَقْسَمَ اللهُ بهِ؛ لأنَّ أفعالَ الناسِ وتَصَرُّفَاتِهم كُلَّها تَقَعُ في هذا الزمَنِ، فهوَ ظَرْفٌ يُودِعُهُ العِبادُ أعمالَهم؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ، فهوَ جَديرٌ أن يُقْسِمَ بهِ.

س20: اشرح قوله تعالى : ( ان الانسان لفي خسر ) ؟
أقسم اللهُ تعالَى بالعصْرِ علَى أنَّ الإنسانَ في خُسْرٍ، والألِفُ واللامُ للاستغراقِ والشمولِ بدليلِ الاستثناءِ بعدَهُ؛ أيْ: كلُّ إنسانٍ في خُسْرٍ، كقولِهِ تعالَى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
والْخُسْرُ: هوَ النُّقصانُ والْهَلَكَةُ؛لأنَّ حياةَ الإنسانِ هيَ رأسُ مالِهِ، فإذا ماتَ ولم يُؤْمِنْ ولم يَعملْ صالحًا خَسِرَ كلَّ الْخُسرانِ.
ولم يُبَيَّنْ هنا نوعُ الْخُسرانِ في أيِّ شيءٍ بلْ أُطْلِقَ لِيَعُمَّ، فقدْ يكونُ مُطْلَقًا كحالِ مَنْ خَسِرَ الدنيا والآخِرةَ وفَاتَهُ النعيمُ، واسْتَحَقَّ الجحيمَ، وقدْ يكونُ خاسرًا مِنْ بعضِ الوُجوهِ دونَ بعضٍ.
والذي يُستفادُ مِنْ مَفهومِ الآيَةِ: أنَّ الْخُسرانَ قدْ يكونُ بالكُفْرِ - والعِياذُ باللهِ:

- قالَ تعالَى:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ}.

وقدْ يكونُ بتَرْكِ العمَلِ:

-قالَ تعالَى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}
-وقالَ تعالَى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}.
-وقالَ تعالَى: {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
وقدْ يكونُ الْخُسرانُ بتَرْكِ التَّوَاصِي بالْحَقِّ كُلِّيَّةً، أو التواصِي بالباطلِ، وليسَ بعدَ الحقِّ إلاَّ الضَّلالُ. وقدْ يكونُ بتَركِ التواصِي بالصبْرِ كُلِّيَّةً، أوْ بالوُقوعِ في الْهَلَعِ والْجَزَعِ، قالَ تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.

س21: ما هي أوصاف من سلم من الخسران كما ذكرت سورة العصر ؟

* {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} هذا هوَ الوَصْفُ الأَوَّلُ لِمَنْ يَسْلَمُ مِن الْخَسارِ وهوَ وَصْفُ الإيمانِ، والمعنَى: إلاَّ الذينَ آمَنُوا بما أَمَرَ اللهُ تعالَى مِن الإيمانِ بهِ، وهوَ الإيمانُ باللهِ والملائكةِ والكتابِ والنَّبِيِّينَ، وكلِّ ما يُقَرِّبُ إلَى اللهِ تعالَى مِن اعتقادٍ صحيحٍ، وعِلْمٍ نافعٍ.
*{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الْمُرَادُ بالعمَلِ الصالحِ: أفعالُ الخيرِ كلُّها، سواءٌ كانتْ ظاهِرةً أوْ باطِنةً، وسواءٌ كانت مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ اللهِ تعالَى أوْ مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ العِبادِ، وسواءٌ كانتْ مِنْ قَبيلِ الواجِبِ أوْ كانتْ مِنْ قَبيلِ الْمُسْتَحَبِّ، إذا كانت خالِصَةً صَوابًا.
*{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} الْمُرَادُ بالحقِّ في هذه الآيَةِ - واللهُ أَعْلَمُ - هوَ ما تَقَدَّم مِن الإيمانِ باللهِ والعملِ الصالحِ .
*{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}،جميعُ أنواعِ الصبْرِ: الصبرُ علَى طاعةِ اللهِ وأداءِ فَرائضِهِ، والقيامِ بحقوقِهِ وحقوقِ عِبادِهِ، فهذا يَحتاجُ إلَى صَبْرٍ، والصبرُ عنْ مَعصيَةِ اللهِ؛ لأنَّ النفْسَ أَمَّارَةٌ بالسُّوءِ فلا بُدَّ للإنسانِ أن يَصْبِرَ؛ لئلاَّ يَقَعَ في الْمَعْصِيَةِ.


س22: اشرح معنى كلام الشافعي ؟

معنَى قولِ الشافعيِّ:لوْ أنَّ اللهَ جَلَّ وعَلاَ ما أَرْسَلَ للبَشريَّةِ طريقًا ومِنهاجًا إلاَّ هذه السورةَ القصيرةَ ذاتَ الثلاثِ الآياتِ لكانتْ كافيَةً؛ لأنَّ هذه السورةَ رَسَمَت الْمَنهجَ الذي شَرَعَهُ اللهُ تعالَى طريقًا للنَّجاةِ، وهوَ:الإيمانُ، والعمَلُ الصالحُ، والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.
فهذه الأمورُ الأربعةُ هيَ التي تَحْصُلُ بها النَّجاةُ، فلوْ أنَّ اللهَ تعالَى ما أَنْزَلَ إلاَّ هذه السورةَ لكان مَنْ أَرادَ اللهُ هِدايَتَهُ يَعْرِفُ أنَّهُ لا نَجاةَ لهُ إلاَّ بالإيمانِ، والعَمَلِ الصالحِ، والتواصِي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.

س23: ما الذي أفاده قول البخاري : ( العلم قبل القول والعمل ) ؟
أَفادَتْ هذه التَّرجمةُ أنَّ قولَ الإنسانِ وعملَهُ لا اعتبارَ لهُ في مِيزانِ الشرْعِ إلاَّ إذا كانَ قائمًا علَى الْعِلْمِ، فالْعِلْمُ شَرْطٌ لصِحَّةِ القولِ والعملِ.

س24: اشرح الآية الكريمة : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} ؟
* {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ} الْخِطابُ للرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهوَ يَشمَلُ الأُمَّةَ، وهذا هوَ الْعِلْمُ.
* {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}هذا هوَ العَمَلُ.

س25: ما الذي نستفيده من الآية الكريمة السابقة ؟
أولاً:علَى فَضْلِ الْعِلْمِ.
ثانيًا:علَى أنَّ الْعِلْمَ مُقَدَّمٌ علَى العَمَلِ.

سليمان العماني 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م 10:41 AM

تلخيص الفصل الأول : المسائل الأربع:


س1: ما الحكمة من ابتداء الشيخ بالبسملة ؟
تأسيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يبدأ كتابة رسائلة بالبسملة فقدْ وَرَدَ في
(صحيحِ البخاريِّ) في كتابِ: بدءِ الوَحْيِ: ((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ...)).
أمَّا الأحاديثُ القَوْلِيَّةُ في مَسألةِ البَسملةِ، كحديثِ: ((كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ)).

س2: ما الدليل على مشروعية البدء بالبسملة ؟
الأوَّلُ:كتابُ اللهِ تعالَى حيث بُدِئَ بالبَسْمَلَةِ.
والثاني: ماكانَ يَصْنَعُهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في كِتاباتِهِ إلَى الْمُلوكِ.

س3: اشرح البسملة ؟
* بسم الله : أي أبتدء وأتبرك باسم الله تبارك اوتعالى .
*ولفظُ الْجَلالةِ (اللهُ)اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ تعالَى الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ: الْمَأْلُوهُ حُبًّا وتَعظيمًا.
*وقولُهُ: (الرحمنِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ ذو الرحمةِ الواسعةِ.
*وقولُهُ: (الرحيمِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ، ومعناهُ: مُوصِلُ رحمتِهِ إلَى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ.
** فائدة :
قالَ ابنُ القَيِّمِ رحمَهُ اللهُ: (الرحمنُ دالٌّ علَى الصفةِ القائمةِ بهِ سُبحانَهُ، والرحيمُ دالٌّ علَى تَعَلُّقِها بالمرحومِ، فكان الأَوَّلُ للوَصْفِ، والثاني للفِعْلِ، فالأوَّلُ دالٌّ علَى أنَّ الرحمةَ صِفَتُهُ، والثاني دالٌّ علَى أنَّهُ يَرْحَمُ خَلْقَهُ برحمتِهِ، وإذا أَرَدْتَ فَهْمَ هذا فتَأَمَّلْ قولَهُ: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يَجِئْ قطُّ: رحمنٌ بِهِم.
فعُلِمَ أنَّ (رحمن) هوَ الموصوفُ بالرحمةِ، و (رحيم) هوَ الراحمُ برَحمتِهِ).


س4: ما الفوائد المنتقاة من قول المؤلف ( اعلم رحمك الله ) ؟
* هذا دعاءٌ مِن الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ لكَ أيُّها القارئُ يَدُلُّ علَى مَحَبَّتِهِ لكَ، وشَفَقَتِهِ عليكَ، وأنَّهُ راغبٌ في حُصولِ الخيرِ لكَ.
* كلمةُ (اعْلَمْ)يُؤْتَى بها مِنْ بابِ التنبيهِ وحَثِّ السامعِ علَى أن يُصْغِيَ لِمَا سَيقالُ، فهيَ أمْرٌ بتحصيلِ العِلْمِ، والتَّهَيُّؤِ لِمَا سيُلْقَى إليكَ مِن العُلومِ.
* " رحمك الله " : جملة الْمُرادَ بها الدعاءُ للمتعَلِّمِ بالرحمةِ؛ أيْ: غَفَرَ اللهُ لكَ ما مَضَى مِنْ ذُنوبِكَ، ووَفَّقَكَ وعَصَمَكَ فيما يُسْتَقْبَلُ.

س5: ما الفرق بين الدعاء بـ ( المغفرة ) و ( الرحمة ) ؟
* المغفرة : الدعاء بمغفرة ما سبق من الذنوب والآثام .
* الرحمة : الدعاء لِمَا يُسْتَقْبَلُ بالتوفيقِ للخيرِ والسلامةِ مِن الذنوبِ.

** فائدة / المسائل الأربع التي ينبغي على المسلم معرفتها ؟- العلم .
- العمل به .
- الدعوة اليه .
- الصبر عليه .


س6: ما الذي نفهمه من قول المؤلف : ( يجب ) ؟
هذا ما نسميه الوجوبُ العَيْنِيُّ، وهوَ ما يَجِبُ أداؤُهُ علَى كلِّ مُكَلَّفٍ بعينِهِ.

س7: ما الفرق بين التعلم والعلم ؟
* التعلم هو : تحصيل العلم .
* العلم : مَعرِفَةُ الْهُدَى بدليلِهِ.

س8: ما المقصود بـ ( العلم ) في نظر المؤلف ؟
الْعِلْمُ الشرعيُّ، والمقصودُ بهِ ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ، ونحوِ ذلكَ ممَّا لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ.

س9: ما الدليل على أن العلم واجب ؟
حَديثُ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)).

س10: لماذا خص المؤلف رحمه الله هذه الثلاثة أصول بالذكر ؟
لأنَّها هيَ أُصولُ الإسلامِ التي لا يَقومُ إلاَّ عليها، وهيَ التي يُسْأَلُ عنها العَبْدُ في قَبْرِهِ.


س11: كيف نستدل على معرفة الله تعالى ؟
بالنظَرِ في الآياتِ الشرعيَّةِ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ، والنظَرِ في الآياتِ الكَوْنِيَّةِ التي هيَ المخلوقاتُ، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما شَرَعَهُ اللهُ تعالَى والانقيادَ لهُ.


س12: ما الحكمة من ضرورة التعرف على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ هوَ المبلِّغُ عن اللهِ تعالَى، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما جاءَ بهِ مِنْ عندِ اللهِ تعالَى مِن الْهُدَى ودِينِ الحقِّ.

س13: للاسلام معنيان . معنى عام ، ومعنى خاص . اشرحهما ؟
* المعنى العام : ووَرَدَتْ أدِلَّةٌ تَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ مَوجودٌ في الشرائعِ السابقةِ والدليل :
-قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عن التوراةِ وأنبياءِ بني إسرائيلَ: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا}، فوَصْفُ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى أنبياءَ بني إسرائيلَ بالإسلامِ؛ ممَّا يَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ ليسَ خاصًّا بهذه الأُمَّةِ بلْ هوَ عامٌّ.
-وذَكَرَ اللهُ تعالَى عنْ موسَى عليهِ السلامُ أنَّهُ قالَ لقومِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}.
-وعنْ أبناءِ يَعقوبَ عليهِ السلامُ: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبـَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.

* المعنى الخاص :الإسلامُ بالمعنَى الخاصِّ فيُرادُ بهِ: الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا بهِ، وجَعَلَهُ خاتِمَةَ الأديانِ، لا يُقبَلُ مِنْ أَحدٍ دِينٌ سواهُ والدليل :
- قالَ تعالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.فهذه الآيَةُ تُفيدُ أنَّ اللهَ تعالَى ارْتَضَى لهذه الأُمَّةِ الإسلامَ دِينًا، فيُفَسَّرُ بالمعنَى الخاصِّ.

س14: ما الفرق بين الدليل العقلي ، والدليل السمعي ؟
* الدليل العقلي : هوَ ما ثَبَتَ بالنظَرِ والتأَمُّلِ.
* الدليل السمعي :هوَ ما ثَبَتَ بالوحيِ مِنْ كتابٍ أوْ سُنَّةٍ.

س15: ما معنى : ( العلم بالعلم ) ؟
أن يَتَحَوَّلَ الْعِلْمُ إلَى سُلوكٍ واقعيٍّ يَظهرُ علَى فِكْرِ الإنسانِ وتَصَرُّفِهِ.

** فائدة : الفُضَيْلِ بنِ عِياضٍ رَحِمَهُ اللهُ: (لا يَزالُ العالِمُ جاهلاً حتَّى يَعْمَلَ بعِلْمِهِ فإذا عَمِلَ بهِ صارَ عالمًا)، وهذا كلامٌ دقيقٌ؛ لأنَّهُ إذا كانَ عندَهُ عِلْمٌ ولكنه لا يَعملُ بهذا الْعِلْمِ فهوَ جاهلٌ؛ لأنَّهُ ليسَ بينَهُ وبينَ الجاهلِ فَرْقٌ إذا كانَ عندَهُ علْمٌ ولكنه لا يَعْمَلُ بهِ، فلا يكونُ العالِمُ عالِمًا حقًّا إلاَّ إذا عَمِلَ بما عَلِمَ.

س16: ما عقوبة من لا يعمل بعلمه ؟
الإنسانَ الذي لا يَعْمَلُ بعِلْمِهِ سيكونُ عِلْمُهُ حُجَّةً عليهِ، كما وَرَدَ في حديثِ أبي بَرْزَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، ومنها: وعنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ)).

س16: ما المقصود بهذه العبارة ( والدعوة اليه ) ؟ وما الدليل ؟
الدعوةُ إلَى توحيدِ اللهِ وطَاعتِهِ، وهذه وَظيفةُ الرُّسُلِ وأَتْبَاعِهم، قالَ تعالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} .

س17: على الداعي أن يكون مُتَّصِفًا بما يكونُ سَببًا لقَبولِ دَعوتِهِ وظُهورِ أَثَرِها. عدد بعض الأمثلة ؟* التقوى .
* الاخلاص .
* العلم .
*الحِلْمُ وضَبْطُ النفْسِ عندَ الغَضَبِ.
* أنْ يَبْدَأَ بالأَهَمِّ فالأَهَمِّ علَى حَسَبِ البيئةِ التي يَدْعُو فيها،فمَسائِلُ العَقيدةِ وأصولِ الدِّينِ تأتي في الْمَقامِ الأَوَّلِ، وقدْ دلَّ علَى ذلكَ قولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لِمُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ...)) الحديثَ.
* أنْ يَسْلُكَ في دعوتِهِ الْمَنْهَجَ الذي نَصَّ اللهُ عليهِ في كِتابِهِ الكريمِ،يقولُ سُبحانَهُ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، والْحِكمةُ مَعْرِفَةُ الحقِّ والعملُ بهِ، والإصابةُ في القولِ والعملِ، وهذا لا يكونُ إلاَّ بفَهْمِ القرآنِ، والفقهِ في شرائعِ الإسلامِ وحقائقِ الإيمانِ، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}: الأمْرُ والنهيُ المقرونُ بالترغيبِ والترهيبِ، وإِلاَنَةِ القولِ وتَنشيطِ الْمَوعوظِ.{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فيَسْلُكُ كلَّ طريقٍ يَكونُ أَدْعَى للاستجابةِ: مِن الالتزامِ بالموضوعِ، والبُعْدِ عن الانفعالِ، والترَفُّعِ عن المسائلِ الصغيرةِ في مُقابِلِ القضايا الكُبرَى؛ حِفْظًا للوَقْتِ، وعِزَّةً للنفْسِ، وكمالاً للمُروءةِ.


س18: ما المقصود بهذه العبارة ( الصبر على الأذي ) ؟ وما الدليل ؟
الصبرُ علَى الأَذَى في الدعوةِ إلَى اللهِ تعالَى، بأنْ يكونَ الداعيَةُ صابرًا علَى ما يَنالُهُ مِنْ أَذِيَّةِ الناسِ؛ لأنَّ أَذِيَّةَ الدُّعاةِ مِنْ طبيعةِ البَشَرِ إلاَّ مَنْ هَدَى اللهُ، كما قالَ تعالَى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا}.

س19: ما المراد بالعصر ؟
والعصْرُ الْمُرَادُ بهِ: الزمَنُ الذي تَقَعُ فيهِ الأحداثُ مِنْ خيرٍ أوْ شَرٍّ، أَقْسَمَ اللهُ بهِ؛ لأنَّ أفعالَ الناسِ وتَصَرُّفَاتِهم كُلَّها تَقَعُ في هذا الزمَنِ، فهوَ ظَرْفٌ يُودِعُهُ العِبادُ أعمالَهم؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ، فهوَ جَديرٌ أن يُقْسِمَ بهِ.

س20: اشرح قوله تعالى : ( ان الانسان لفي خسر ) ؟
أقسم اللهُ تعالَى بالعصْرِ علَى أنَّ الإنسانَ في خُسْرٍ، والألِفُ واللامُ للاستغراقِ والشمولِ بدليلِ الاستثناءِ بعدَهُ؛ أيْ: كلُّ إنسانٍ في خُسْرٍ، كقولِهِ تعالَى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
والْخُسْرُ: هوَ النُّقصانُ والْهَلَكَةُ؛لأنَّ حياةَ الإنسانِ هيَ رأسُ مالِهِ، فإذا ماتَ ولم يُؤْمِنْ ولم يَعملْ صالحًا خَسِرَ كلَّ الْخُسرانِ.
ولم يُبَيَّنْ هنا نوعُ الْخُسرانِ في أيِّ شيءٍ بلْ أُطْلِقَ لِيَعُمَّ، فقدْ يكونُ مُطْلَقًا كحالِ مَنْ خَسِرَ الدنيا والآخِرةَ وفَاتَهُ النعيمُ، واسْتَحَقَّ الجحيمَ، وقدْ يكونُ خاسرًا مِنْ بعضِ الوُجوهِ دونَ بعضٍ.
والذي يُستفادُ مِنْ مَفهومِ الآيَةِ: أنَّ الْخُسرانَ قدْ يكونُ بالكُفْرِ - والعِياذُ باللهِ:

- قالَ تعالَى:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ}.

وقدْ يكونُ بتَرْكِ العمَلِ:

-قالَ تعالَى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}
-وقالَ تعالَى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}.
-وقالَ تعالَى: {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
وقدْ يكونُ الْخُسرانُ بتَرْكِ التَّوَاصِي بالْحَقِّ كُلِّيَّةً، أو التواصِي بالباطلِ، وليسَ بعدَ الحقِّ إلاَّ الضَّلالُ. وقدْ يكونُ بتَركِ التواصِي بالصبْرِ كُلِّيَّةً، أوْ بالوُقوعِ في الْهَلَعِ والْجَزَعِ، قالَ تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.

س21: ما هي أوصاف من سلم من الخسران كما ذكرت سورة العصر ؟

* {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} هذا هوَ الوَصْفُ الأَوَّلُ لِمَنْ يَسْلَمُ مِن الْخَسارِ وهوَ وَصْفُ الإيمانِ، والمعنَى: إلاَّ الذينَ آمَنُوا بما أَمَرَ اللهُ تعالَى مِن الإيمانِ بهِ، وهوَ الإيمانُ باللهِ والملائكةِ والكتابِ والنَّبِيِّينَ، وكلِّ ما يُقَرِّبُ إلَى اللهِ تعالَى مِن اعتقادٍ صحيحٍ، وعِلْمٍ نافعٍ.
*{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الْمُرَادُ بالعمَلِ الصالحِ: أفعالُ الخيرِ كلُّها، سواءٌ كانتْ ظاهِرةً أوْ باطِنةً، وسواءٌ كانت مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ اللهِ تعالَى أوْ مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ العِبادِ، وسواءٌ كانتْ مِنْ قَبيلِ الواجِبِ أوْ كانتْ مِنْ قَبيلِ الْمُسْتَحَبِّ، إذا كانت خالِصَةً صَوابًا.
*{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} الْمُرَادُ بالحقِّ في هذه الآيَةِ - واللهُ أَعْلَمُ - هوَ ما تَقَدَّم مِن الإيمانِ باللهِ والعملِ الصالحِ .
*{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}،جميعُ أنواعِ الصبْرِ: الصبرُ علَى طاعةِ اللهِ وأداءِ فَرائضِهِ، والقيامِ بحقوقِهِ وحقوقِ عِبادِهِ، فهذا يَحتاجُ إلَى صَبْرٍ، والصبرُ عنْ مَعصيَةِ اللهِ؛ لأنَّ النفْسَ أَمَّارَةٌ بالسُّوءِ فلا بُدَّ للإنسانِ أن يَصْبِرَ؛ لئلاَّ يَقَعَ في الْمَعْصِيَةِ.


س22: اشرح معنى كلام الشافعي ؟

معنَى قولِ الشافعيِّ:لوْ أنَّ اللهَ جَلَّ وعَلاَ ما أَرْسَلَ للبَشريَّةِ طريقًا ومِنهاجًا إلاَّ هذه السورةَ القصيرةَ ذاتَ الثلاثِ الآياتِ لكانتْ كافيَةً؛ لأنَّ هذه السورةَ رَسَمَت الْمَنهجَ الذي شَرَعَهُ اللهُ تعالَى طريقًا للنَّجاةِ، وهوَ:الإيمانُ، والعمَلُ الصالحُ، والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.
فهذه الأمورُ الأربعةُ هيَ التي تَحْصُلُ بها النَّجاةُ، فلوْ أنَّ اللهَ تعالَى ما أَنْزَلَ إلاَّ هذه السورةَ لكان مَنْ أَرادَ اللهُ هِدايَتَهُ يَعْرِفُ أنَّهُ لا نَجاةَ لهُ إلاَّ بالإيمانِ، والعَمَلِ الصالحِ، والتواصِي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.

س23: ما الذي أفاده قول البخاري : ( العلم قبل القول والعمل ) ؟
أَفادَتْ هذه التَّرجمةُ أنَّ قولَ الإنسانِ وعملَهُ لا اعتبارَ لهُ في مِيزانِ الشرْعِ إلاَّ إذا كانَ قائمًا علَى الْعِلْمِ، فالْعِلْمُ شَرْطٌ لصِحَّةِ القولِ والعملِ.

س24: اشرح الآية الكريمة : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} ؟
* {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ} الْخِطابُ للرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهوَ يَشمَلُ الأُمَّةَ، وهذا هوَ الْعِلْمُ.
* {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}هذا هوَ العَمَلُ.

س25: ما الذي نستفيده من الآية الكريمة السابقة ؟
أولاً:علَى فَضْلِ الْعِلْمِ.
ثانيًا:علَى أنَّ الْعِلْمَ مُقَدَّمٌ علَى العَمَلِ.

سليمان العماني 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م 12:48 PM

الفصل الثاني / المسائل الثلاث :


** فائدة : هذه الْمَسائلُ الثلاثُ مُجْمَلُها:
الأولَى: في توحيدِ الرُّبوبيَّةِ.
والثانيَةُ: في توحيدِ الأُلوهِيَّةِ.
والثالثةُ: في الوَلاءِ والْبَرَاءِ.

س1: ما أهمية تعلم هذه المسائل الثلاث ؟
هذه الْمَسائلُ الثلاثُ مَسائلُ عَظيمةٌ لا بُدَّ مِنْ تَعَلُّمِها والعمَلِ بها؛ لأنَّها قاعدةُ الدِّينِ وأساسُ العَقيدةِ.


س1: ما الدليل على أن الله هو الذي خلقنا ؟
هناك دليلين على أن الله هو الذي خلقنا :
* السمع / كقولِهِ تعالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وقولِهِ تعالَى: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}.
* العقل / دَلَّ عليهِ قولُ اللهِ تعالَى في سورةِ الطُّورِ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}، ففي هذه الآيَةِ دليلٌ عقليٌّ علَى أنَّهُ لا بُدَّ مِنْ خالِقٍ، وأنَّهُ لم يُوجَدْ هذا الكونُ صُدْفَةً.

س2: القِسْمَةَ العقليَّةَ تَقتضِي ثلاثةَ أُمورٍ . عددها ؟
- إمَّا أننا خُلِقْنَا بدونِ خالقٍ، وهذا لا يُمْكِنُ؛ لأنَّ الْخَلْقَ لا بُدَّ أن يَتَعَلَّقَ بخالِقٍ كالتحريكِ يَتَعَلَّقُ بِمُحَرِّكٍ، فلا يُمكِنُ للشيءِ أن يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكانِهِ إلاَّ بوُجودِ مُحَرِّكٍ لهُ، وهذا أَمْرٌ ضَروريٌّ يَعرِفُهُ العُقلاءُ.
- أننا خَلَقْنَا أنْفُسَنا، وهذا أَشَدُّ فَسادًا ممَّا قَبْلَهُ؛ لأننا مَعدومونَ، والْمَعدومُ لا يُمْكِنُ أنْ يكونَ قادرًا علَى إيجادِ نفسِهِ؛ لأنَّ العَدَمَ نقْصٌ، والخَلْقَ كمالٌ، فكيفَ يكونُ الناقصُ كاملاً،
- أنَّهُ لا بدَّ لنا مِنْ خالقٍ وهوَ الربُّ القادِرُ. ولهذا قالَ تعالَى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} يعنِي: هلْ هم خُلِقوا هكذا دونَ خالقٍ؟ هذا الأمرُ الأوَّلُ، أمْ هم الخالقونَ؟ يعني: لأنفسِهم، هذا الأمرُ الثاني، والأمرُ الثالثُ لم تَذْكُرْهُ الآيَةُ؛ لأنَّهُ إذا امْتَنَعَ الأمرُ الأوَّلُ والثاني يَتعيَّنُ الأمرُ الثالثُ.

** فائدة : رزق الله لعباده يتعلق بتوحيد الربوبية .

س3: ما الدليل على أن الله هو الرازق ؟
- كقولِ اللهِ تعالَى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.
- وقولِهِ تعالَى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.
- وقولِهِ تعالَى: {إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

س4: ما معنى الرزق ؟
والرِّزْقُ: اسمٌ لما يَسُوقُهُ اللهُ إلَى الحيوانِ فيَأْكُلُهُ، قالَ في (القاموسِ): الرِّزْقُ - بالكسْرِ -: ما يَنْتَفِعُ بهِ كلُّ مُرتَزِقٍ.

س5: الرِّزْقُ نوعانِ. عددهما ؟
- خاصٌّ: وهوَ الرزْقُ الحلالُ للمؤمِنينَ، وهذا هوَ الرزْقُ النافعُ الذي لا تَبِعَةَ فيهِ إذا كانَ عَوْنًا علَى طاعةِ اللهِ تعالَى، قالَ تعالَى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
- عامٌّ: وهوَ ما بهِ قِوامُ البَدَنِ، سواءٌ كانَ حلالاً أوْ حَرامًا، وسواءٌ كانَ الْمَرزوقُ مُسلِمًا أوْ كافرًا، قالَ تعالَى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا}.

س6: ما المقصود ب( الهَمَل ) ؟
الهمَلُ بالتحريكِ: هوَ السُّدَى المتروكُ ليلاً ونهارًا، ولم يَرِد اللفظُ هذا في القرآنِ الكريمِ، إنَّمَا الذي وَرَدَ في القرآنِ الكريمِ: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى}، ووَرَدَ في القرآنِ الكريمِ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}.فالهَمَلُ، والسُّدَى، والعبَثُ، بمعنًى واحدٍ، وهوَ المتروكُ الذي لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى.

س7: ما الدليل على أن الله لم يتركنا هَمَلا ؟
* السمع : كقولِهِ تعالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ.
* العقل : فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا حكيمٌ، فقدْ خَلَقَنَا ورَزَقَنا، وأَرْسَلَ إلينا الرُّسُلَ، وأَنزلَ عليهم الكُتبَ، وأَوْجَبَ علينا طاعتَهم، وأَمَرَنا بقِتالِ المعانِدينَ، فلوْ لم يكنْ هناكَ حسابٌ ولا عِقابٌ، ولا ثَوابٌ ولا جَزاءٌ؛ لكان هذا مِن العبَثِ الذي يُنَزَّهُ اللهُ تعالَى عنه.
فاللهُ تعالَى شَرَعَ هذه الأمورَ لِمَعادٍ يُحاسَبُ عليهِ الإنسانُ، المحسِنُ بإحسانِهِ، والْمُسيءُ بإساءتِهِ، فهذا الدليلُ العقليُّ يَدُلُّ علَى أنَّ اللهَ تعالَى لم يَتْرُكْنا هَمَلاً، وأنَّ الجزاءَ الأُخْرَوِيَّ تَعْقُبُهُ الحياةُ الأَبَدِيَّةُ، وهيَ الحياةُ الحقيقيَّةُ كما في قولِهِ تعالَى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} سَمَّاها حياةً معَ أنَّ الدنيا حياةٌ، لكنَّها حياةٌ إلَى زوالٍ وانقضاءٍ.
وأمَّا حياةُ البقاءِ والخلودِ فهيَ الحياةُ في الدارِ الآخِرَةِ، إمَّا في عذابٍ سَرْمَدِيٍّ، وإمَّا في نَعيمٍ دائمٍ، نَسألُ اللهَ الكريمَ مِنْ فَضْلِهِ.

س8: ما المقصود بالرسول ؟
هو النبي صلى الله عليه وسلم .

س9: ما هي الغايَةَ مِنْ بَعثةِ الرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؟
طاعته ، والدليل / قالَ تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ}.

س10: ما الحكمة من ارسال الرسل؟
الحكمةُ مِنْ إرسالِ الرسُلِ فهيَ هِدايَةُ البَشَرِيَّةِ إلَى الصراطِ المستقيمِ، وبيانُ عِبادةِ اللهِ تعالَى علَى الوجهِ الْمَرضيِّ.

س11: دلل / على أن من أطاع الرسول دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ؟
دَلَّ عليهِ القرآنُ الكريمُ في آياتٍ كثيرةٍ، قالَ تعالَى: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّين وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وفي الجانبِ الآخَرِ: {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}.
وعنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: ((مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)).

س12: اشرح الآية الكريمة ( {إنَّا أَرْسَلْنَا إلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيكُم كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً}[المزمل:14-15]. )؟
- قولِهِ تعالَى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ}، يعني: لكُفَّارِ قُريشٍ، والْمُرَادُ: سائرُ الناسِ.
- {رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ}، يعني: شاهدًا علَى أعمالِكم، كما في قولِهِ تعالَى: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}.
- قولِهِ تعالَى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} هوَ موسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وعَدَمُ تَعيينِهِ؛ لعَدَمِ دخلهِ في التشبيهِ، أوْ لأنَّهُ معلومٌ غَنِيٌّ عن البيانِ.

س13: ما المقصود من هذه الأية ؟
والمقصودُ مِنْ هذه الآيَةِ - واللهُ أَعْلَمُ - تَذكيرُ هذه الأُمَّةِ بهذه النِّعمةِ العظيمةِ، وهيَ إرسالُ هذا النبيِّ الكريمِ، وتَحذيرُها أن تَفعلَ مِثلَ ما فَعَلَ قومُ فِرعونَ فيُصيبَهم ما أصابَهم.
والمعنَى: أنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ أَرْسَلَ إليكم رَسولاً كما أَرسلَ إلَى فِرعونَ رَسولاً، فانْظُرُوا ماذا كانَ مَوقفُ فِرعونَ وقومِهِ مِن الرسولِ؛ لأنَّ سُنَّةَ اللهِ واحدةٌ لا تَتغيَّرُ ولا تَتَبَدَّلُ.

** فائدة /
قالَ تعالَى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً}، وأَصْلُ الوَبيلِ في اللغةِ بمعنَى: الثقيلِ الشديدِ، كما وَرَدَ عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.
تقولُ العَرَبُ: كَلأٌَ وَبيلٌ، وطَعامٌ وَبيلٌ؛ أيْ: ثقيلٌ رَديءُ العُقْبَى، والطعامُ الذي يُسْتَمْرَأُ تَهْضِمُهُ الْمَعِدَةُ بِراحةٍ وفي وقتٍ قصيرٍ، أمَّا إذا كانَ الطعامُ لا يُسْتَمْرَأُ فإنَّ الْمَعِدةَ لا تَهْضِمُهُ بسُهولةٍ، وتَحتاجُ إلَى وقتٍ أطولَ، وقدْ يكونُ لهُ عَواقبُ وَخيمةٌ.
وقدْ قالَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: (الحقُّ ثَقيلٌ مَرِيٌّ، والباطلُ خَفيفٌ وَبِيٌّ)، يعني: عاقِبتُهُ وَخيمةٌ.
أمَّا الحقُّ فإنَّهُ - وإنْ كانَ الإنسانُ يَحْسَبُ أنَّهُ ثَقيلٌ عليهِ - فهوَ مَرِيٌّ خَفيفٌ، عاقِبتُهُ حَميدةٌ.
فاللهُ تعالَى أَخَذَ فِرعونَ أَخْذًا شَديدًا مُهْلِكًا؛ وذلكَ بإغراقِهِ وجُنودِهِ في البحرِ فلم يُفْلِتْ مِنهم أَحَدٌ، ثمَّ بعدَ ذلكَ في عذابِ الْبَرْزَخِ إلَى يومِ القيامةِ، ثمَّ عَذابِ النارِ، قالَ تعالَى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.

** فائدة : هذه المسألة ( الثَّانِيَةُ:أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، ) في توحيد الألوهية .

س14: ما معنى العبارة السابقة ( أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ،لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، ) ؟
أنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُوجِبُ علَى الْمُكَلَّفِينَ إفرادَهُ بالعِبادةِ؛ لأنَّهُ هوَ الْمُسْتَحِقُّ للعِبادةِ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ؛ لأنَّهُ سُبحانَهُ وتعالَى هوَ الخالقُ الرازقُ، لهُ الْمُلْكُ والأَمْرُ، فلا يَرْضَى سُبحانَهُ وتعالَى أنْ يُشْرَكَ معه أحدٌ مهما بلَغَ هذا الشخصُ مِن الطَّهارةِ والعُلُوِّ والرِّفعةِ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ.
وإذا كانَ اللهُ تعالَى لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معه لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وهم مُقرَّبونَ إلَى اللهِ تعالَى، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وقد اصطفاهم اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى، فإنَّ غيرَهم مِن الْخَليقةِ مِنْ بابِ أَوْلَى؛ لأنَّ العِبادةَ لا تَصْلُحُ إلاَّ للهِ تعالَى، وصَرْفَها لغيرِ اللهِ ظُلْمٌ، قالَ تعالَى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
واللهُ جلَّ وعلا لا يَرْضَى لعِبادِهِ الكُفْرَ، وإنَّمَا يَرْضَى لهم الإسلامَ، كما قالَ تعالَى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.

س15: ما المقصود بـ ( المساجد ) في قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}؟
هوَ كلُّ مَوْضِعٍ بُنِيَ للصلاةِ والعِبادةِ وذِكْرِ اللهِ تعالَى.

س16: اشرح الآية الكريمة ( قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}؟
إنكم إذا دَخَلْتُم المساجِدَ للعِبادةِ فلا تَدْعُوا فيها معَ اللهِ أحدًا؛ لأنَّها بُيوتُ اللهِ، فكيفَ تَدْخُلُ بيتَهُ وتَدْعو معه غيرَهُ.
وقولُهُ تعالَى: {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا}
{أَحَدًا} نَكِرَةٌ، والنكِرَةُ في سِياقِ النهيِ تُفيدُ العُمومَ؛ أيْ: فلا تَدْعُوا معَ اللهِ أحدًا كائنًا مَنْ كانَ، لا مَلَكًا مُقَرَّبًا، ولا نَبِيًّا مُرْسلاً، وما دونَ ذلكَ مِنْ بابِ أَوْلَى، كما تَقَدَّمَ.

** فائدة : هذه المسألة ( أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) في الولاء والبراء .

س17: ماذا تفهم من الآية السابقة ( لا تجد قوما يؤمنون بالله ... ) ؟
أنَّ مَنْ أطاعَ الرسولَ فيما أَمَرَ، واجْتَنَبَ ما عنه نَهَى وزَجَرَ، ووَحَّدَ اللهَ سُبحانَهُ، فهذه هيَ العَقيدةُ الإسلاميَّةُ، ومِنْ أصولِ هذه العقيدةِ: أن يُوَالِيَ أَهْلَها، ويُبْغِضَ أهلَ الشرْكِ ويُعادِيَهم، قالَ تعالَى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ} الآيَةَ.
وعن ابنِ عباس رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ)).
فالحُبُّ في اللهِ، والْمُوالاةُ في اللهِ، والْمُعاداةُ في اللهِ: مِنْ مُقْتَضَيَاتِ مِلَّةِ إبراهيمَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، ومِنْ لَوازِمِ دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.






س18: اشرح العبارة ( وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ ) ؟
أي: الولدِ والوالدِ؛ لأنهما أَقرَبُ قَريبٍ للإنسانِ، إمَّا الأصلُ وإمَّا الفَرْعُ، ثمَّ يأتي بعدَ هذا الإخوانُ وهم الأَعوانُ، ثمَّ بعدَ هذا تأتي بَقِيَّةُ القَرابةِ.
لكن في بابِ الْمُوالاةِ وفي بابِ المعاداةِ لا قِيمةَ للنَّسَبِ، فأَخوكَ في العقيدةِ هوَ أخوكَ الحقيقيُّ، وعَدُوُّكَ الحقيقيُّ هوَ عَدُوُّكَ في العَقيدةِ.
فأَخوكَ الحقُّ هوَ أخوكَ في العقيدةِ ولوْ كانَ في أَقْصَى الدنيا.
وعدُوُّكَ الحقُّ هوَ عَدُوُّكَ في العَقيدةِ ولوْ كانَ أَقربَ قَريبٍ؛ إذ ليسَ هناكَ اعتبارٌ للأنسابِ في مِيزانِ الإسلامِ، إنَّمَا الاعتبارُ بهذه العَقيدةِ؛ ولهذا أَكَّدَ اللهُ تعالَى هذا المعنَى وضَرَبَ الأمثلةَ ببَعْضِ القَرابةِ.

س19: ما معنى قولِ المؤلِّفِ رَحِمَهُ اللهُ: (ولا يَجوزُ لهُ مُوالاةُ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ) ؟
أيْ: عادَى اللهَ ورسولَهُ هذا معنَى الْمُحَادَّةِ، وأَصْلُ الْمُحَادَّةِ في اللغةِ: أنْ تكونَ في جانِبٍ، والشخصُ الذي تُعانِدُهُ في جانِبٍ آخَرَ، ولا رَيْبَ أن مَنْ لم يُطِع اللهَ ورسولَهُ فإنَّهُ يَصْدُقُ عليهِ أنَّهُ مُحَادٌّ للهِ ورسولِهِ، كأنَّهُ بتَصَرُّفِهِ هذا في جانبٍ، واللهُ سُبحانَهُ ورسولُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في جانبٍ آخَرَ.
والْمُوالاةُ معناها: الْمُصادَقَةُ والْمُوَادَّةُ والْمَحَبَّةُ، وهيَ تُشْعِرُ بالقُرْبِ والدُّنُوِّ مِن الشيءِ.

س20: اشرح الآية ( {لاَ تَجِدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ... ) ؟
- قالَ تعالَى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا}، والفعلُ {لا تَجِدُ} بضمِّ الدالِ، وإذا كانتْ مَضمومةً فهذا نَفْيٌ، ويقولُ علماءُ البلاغةِ: إنَّ النفيَ أَبْلَغُ مِن النهيِ؛ لأنَّ النهيَ مُتَعَلِّقٌ بالْمُسْتَقْبَلِ، والنفيَ مُتَعَلِّقٌ بالماضي والْمُستقبَلِ، فيكونُ المعنَى: لا تَجِدُ في أيِّ وقتٍ مِن الأوقاتِ قومًا يؤمِنون باللهِ واليومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ.
- معنَى {يُؤْمِنونَ بِاللهِ} أيْ: يؤمِنون الإيمانَ الصحيحَ الذي يَتَوَافَقُ فيهِ الظاهِرُ معَ الباطِنِ.

** فائدة /
الْمِعيارَ الصحيحَ لِمُعَادَاةِ الكُفَّارِ هوَ الإيمانُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، وهذا يُوجِبُ علَى الإنسانِ أن يَتَفَقَّدَ إيمانَهُ، فإن حَصَلَ عندَهُ مَيْلٌ أوْ رُكونٌ لِمَنْ يُحَادُّ اللهَ ورسولَهُ؛ فعليهِ أنْ يُرَاجِعَ نفسَهُ ويَتَأَمَّلَ في إيمانِهِ؛ لأنَّ مُوالاتَهم قدْ تكونُ دليلاً علَى فَقْدِ الإيمانِ بالكُلِّيَّةِ، أوْ علَى ضَعْفِهِ علَى حَسَبِ ما يَقومُ بالقَلْبِ.
- قولُهُ تعالَى: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} أيْ: لا يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ ولوْ كانوا الأقربينَ.وقولُهُ: {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}، قالَ الراغبُ: (العشيرةُ: اسمٌ لكلِّ جماعةٍ مِنْ أقاربِ الرجُلِ الذينَ يَتَكَثَّرُ بهم) ا. هـ.
- ثم ذَكَرَ سُبحانَهُ أنَّهُ جازاهم بخمسةِ أشياءَ، وبَدَأَ تعالَى بأَلْطَافِهِ الدنيويَّةِ فقالَ جلَّ وعلا: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ} أيْ: جَمَعَهُ في قلوبِهم وثَبَّتَهُ وأَرساهُ، فهيَ قلوبٌ مؤمِنةٌ مُخْلِصَةٌ لا تُؤَثِّرُ فيها الشُّبَهُ ولا الشُّكوكُ.(18) {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} أيْ: قَوَّاهُم {بِرُوحٍ مِنْهُ} أيْ: بنورٍ وهُدًى ومَدَدٍ إلهيٍّ، وإحسانٍ رَبَّانِيٍّ، وسَمَّاهُ اللهُ رُوحًا؛ لأنَّهُ سببٌ للحياةِ الطَّيِّبَةِ.
- ثمَّ ذَكَرَ آثارَ رَحمتِهِ الأُخْرَوِيَّةِ فقالَ سُبحانَهُ: {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} وهيَ دارُ كَرامتِهِ، فيها ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قلبِ بَشَرٍ.
- {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ}المعنَى: أنَّ اللهَ يُحِلُّ عليهم رِضوانَهُ بطَاعَتِهم إياهُ في الدنيا.
- {وَرَضُوا عَنْهُ} في الآخِرةِ بإدخالِهِ إيَّاهم الجنَّةَ وما فيها مِن الكَراماتِ، وهذا أعلَى مَراتبِ النَّعِيمِ.

** فائدة / قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: (وفيهِ سِرٌّ بَديعٌ وهوَ أنَّهُم لَمَّا أَسْخَطُوا الأقاربَ والعشائرَ في اللهِ عَوَّضَهم اللهُ بالرِّضا عنهم، وأَرضاهُم عنه بما أعطاهُم مِن النعيمِ الْمُقيمِ، والفَوْزِ العظيمِ، والفَضْلِ العميمِ).
- قولُهُ تعالَى: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ} إضافةُ تَشريفٍ ببيانِ اختصاصِهم بهِ تعالَى.
- {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفلاحُ: هوَ الفَوْزُ والظَّفَرُ بسعادةِ الدنيا ونعيمِ الآخِرةِ، وذُكِرَتْ كلمةُ {حِزْبُ اللهِ} في الأَوَّلِ لبيانِ اختصاصِهم بهِ تعالَى كما مَرَّ، والثانيَةِ لبيانِ اختصاصِهم بسعادةِ الدارَيْنِ.

س21 : عدد مظاهر موالاة الكفار ؟
أوَّلاً: الرضا بكُفْرِ الكافرينَ وعَدَمُ تَكفيرِهم، أو الشكُّ في كُفْرِهم، أوْ تَصحيحُ أيِّ مَذْهَبٍ مِنْ مَذاهبِهم الكافِرَةِ.
ثانيًا: التَّشَبُّهُ بهم بعَادَاتِهم وأَخلاقِهم وتقالِيدِهم؛ لأنَّهُ ما تَشَبَّهَ بهم إلاَّ لأنَّهُ مُعْجَبٌ، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقولُ: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)).
ثالثًا: الاستعانةُ بهم، والثِّقَةُ بهم، واتخاذُهم أعوانًا وأنصارًا.
رابعًا: مُعاونتُهم ومُناصرَتُهم.
خامسًا: مُشارَكَتُهم في أعيادِهم بإعانتِهم، إما بالحضورِ أوْ بالتهنئةِ.
سادسًا: التَّسَمِّي بأسمائِهم.
سابعًا: السفَرُ إلَى بلادِهم لغيرِ ضَرورةٍ، بلْ للنُّزْهَةِ ومُتْعَةِ النفسِ.
ثامِنًا: الاستغفارُ لهم والترَحُّمُ عليهم إذا ماتَ مِنهم مَيِّتٌ.
تاسعًا: مُجامَلَتُهم ومُدَاهَنَتُهُم في الدِّينِ.
عاشرًا: استعارةُ قَوانِينِهم ومَناهِجِهم في حُكْمِ الأُمَّةِ وتَربيَةِ أبنائِها.

سليمان العماني 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م 01:20 PM

الفصل الثالث / معنى الحنيفية :

س1: ما الأسلوب الموجود في قول المؤلف ( أعلم أرشدك الله ) ؟ وما معناه ؟
أسلوب دعاء . ومعنى أرشدك الله أي : أيْ: دلَّكَ وهداكَ إلَى الرُّشْدِ.

س1: ما المقصود بالمصطلحات التالية :
- الرشد : هوَ الاستقامةُ علَى طريقِ الحقِّ، وهوَ ضِدُّ الْغَيِّ؛ لأنَّ الْغَيَّ هوَ الضلالُ الذي يُفْضِي بصاحبِهِ - والعِياذُ باللهِ - إلَى الْخُسرانِ.
- الطاعةُ: هيَ مُوافَقَةُ أَمْرِ الشرْعِ بفِعْلِ المأمورِ واجتنابِ الْمَحْظُورِ.
- الْحَنِيفِيَّةُ: هيَ مِلَّةُ إبراهيمَ ، وأَصْلُ الحنيفيَّةِ مَأخوذةٌ مِن الْحَنْفِ، والحَنْفُ معناهُ: الْمَيْلُ، فالحنيفُ: هوَ المائلُ عن الشرْكِ قَصْدًا وإخلاصًا إلَى التوحيدِ، والْحَنيفُ هوَ الْمُقْبِلُ علَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى، الْمُعْرِضُ عنْ كلِّ ما سواهُ، قالَ تعالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا} ، والقانِتُ: هوَ الخاشِعُ الْمُطِيعُ.
- الْمِلَّةُ: هيَ بمعنَى الدِّينِ، وهيَ اسمٌ لكلِّ ما شَرَعَهُ اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى لعِبادِهِ علَى أَلْسِنَةِ أنبيائِهِ.
- العِبادةُ: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحِبُّهُ اللهُ ويَرضاهُ مِن الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ) مِن: الصلاةِ، والزكاةِ، والصيامِ، والحجِّ، والْمَحَبَّةِ، والخوفِ، والرجاءِ، والتوَكُّلِ، والاستعانةِ، والاستغاثةِ، ونحوِ ذلكَ.
- الإخلاصُ: هوَ أنْ يَقْصِدَ العبدُ بعَمَلِهِ رِضَا ربِّهِ وثَوابَهُ، لا غَرَضًا آخَرَ مِنْ: رِئاسةٍ، أوْ جَاهٍ، أوْ شيءٍ مِنْ حُطَامِ الدنيا.

س2 : عدد ثمرات الاخلاص ؟
1- أنَّهُ بتحقيقِ الإنسانِ لتوحيدِ رَبِّهِ وإخلاصِهِ العُبوديَّةَ لهُ تَكْمُلُ لهُ الطاعةُ، ويَخرُجُ مِنْ قَلْبِهِ تَأَلُّهُ ما يَهواهُ.
2 - مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِ ربِّهِ صُرِفَتْ عنه المعاصي والذنوبُ، كما قالَ تعالَى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}، فعَلَّلَ صَرْفَ السوءِ والفحشاءِ عنه بأنَّهُ مِنْ عِبادِهِ الْمُخْلَصينَ لهُ في عِباداتِهم، الذينَ أَخْلَصَهم اللهُ واختارَهم واخْتَصَّهُم لنفسِهِ.
3 - مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِ رَبِّهِ فهوَ في حِرْزٍ مِن الشيطانِ، قالَ تعالَى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}، وقالَ الشيطانُ: {فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}.

س3: ما الدليل على أن الله أمر جميع الناس باخلاص العباده له سبحانه ؟
قولِهِ تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} .

س4: ما الدليل على أن الله خلق الناس لعبادته ؟
قالَ اللهُ تعالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}

س5: ما الفرق بين الانس والجن ؟
والجِنُّ: عالَمٌ غَيْبِيٌّ قائمٌ بِذَاتِهِ، يَخْتَلِفُ عن الإنْسِ؛ لأنَّهُ مخلوقٌ مِنْ نارٍ والإنسُ مِنْ طينٍ.
قالَ تعالَى: {خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} .
سُمُّوا جِنًّا لاجتنانِهم؛ أي: استتارِهم عن العيونِ، واجتماعُ الجيمِ معَ حَرْفِ النونِ في لُغةِ العَرَبِ يَدُلُّ علَى السِّتْرِ، قالَ تعالَى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}.
والإنسُ : البشَرُ، الواحدُ: (إِنْسِيٌّ) سُمُّوا بذلكَ؛ لأنَّ بعضَهم يَأْنَسُ ببَعْضٍ، والأَنَسُ الطُّمأنينةُ.

س6: ما معنى ( يعبدون ) في قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) ؟
أيْ: يُفْرِدُونَنِي بالعِبادةِ، والإفرادُ بالعِبادةِ معناهُ: التوحيدُ.
وقدْ وَرَدَ قي الحديثِ القُدسيِّ عنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأَْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأَْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ)) .
فهذا الحديثُ يَدُلُّ علَى أنَّ الوَظيفةَ التي أُنِيطَتْ بهذا الْمُكَلَّفِ: هيَ عِبادةُ اللهِ والتفرُّغُ لِمَا خُلِقَ لأَجْلِهِ.

س7: ما معنى التوحيد :
- في اللغة : أيْ: يُفْرِدُونَنِي بالعِبادةِ، والإفرادُ بالعِبادةِ معناهُ: التوحيدُ.
وقدْ وَرَدَ قي الحديثِ القُدسيِّ عنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأَْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأَْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ)) .
فهذا الحديثُ يَدُلُّ علَى أنَّ الوَظيفةَ التي أُنِيطَتْ بهذا الْمُكَلَّفِ: هيَ عِبادةُ اللهِ والتفرُّغُ لِمَا خُلِقَ لأَجْلِهِ.
- المعنى العام للتوحيد : إفرادُ اللهِ بالرُّبوبيَّةِ، والأُلوهيَّةِ، والأسماءِ والصفاتِ.

س8: كيف يكون افراد الله بالعبادة ؟
(إفرادِ اللهِ بالعِبادةِ) أيْ: قولاً، وقَصْدًا، وفِعلاً، فيُفْرَدُ اللهُ بالأقوالِ، والأفعالِ، والْمَقاصِدِ.
والْمُرَادُ بالعِبادةِ هنا في كلامِ الْمُصَنِّفِ: العِبادةُ الشرعيَّةُ، وهيَ الخضوعُ لأمْرِ اللهِ الشرعيِّ، وأمْرُ اللهِ الشرعيُّ هوَ القِيامُ بالتكاليفِ.
أمَّا العِبادةُ الكَوْنِيَّةُ: فهيَ الْخُضوعُ لأَمْرِ اللهِ الكونيِّ، والعِبادةُ الكونيَّةُ عامَّةٌ لكلِّ مَخلوقٍ، فالذي يَنقادُ لأَقدارِ اللهِ تعالَى داخِلٌ في المعنَى الثاني للعِبادةِ، وهيَ العِبادةُ الكونِيَّةُ.

س9: مالفَرْقُ بَيْنَ أمْرِ اللهِ الكونيِّ وأَمْرِ اللهِ الشرعيِّ؟
أَمْرَ اللهِ الشرعيَّ: ما شَرَعَهُ اللهُ لعِبادِهِ مِن التكاليفِ، وأَمْرَ اللهِ الكونيَّ: ما يَقضيهِ اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى ويُقَدِّرُهُ علَى عِبادِهِ: مُؤمِنِهم وكافِرِهم، بَرِّهِم وفاجِرِهم، مِنْ مَرَضٍ، أوْ فَقْرٍ، أوْ فَقْدِ محبوبٍ، ونحوِ ذلكَ.
والدليلُ علَى أنَّ العِبادةَ تَكونُ كَوْنِيَّةً قولُ اللهِ تعالَى: {إِنْ كُلْ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} ، فهذه هيَ العُبوديَّةُ الكونيَّةُ التي لا تَخُصُّ المؤمِنَ، بلْ هيَ عامَّةٌ لكلِّ مَخلوقٍ، فالعِبادةُ الْمَقصودةُ في هذا البابِ - التي هيَ معنَى التوحيدِ -: هيَ العِبادةُ الشرعيَّةُ التي لا يَنقادُ لها إلاَّ المؤمِنُ الْبَرُّ.

س10: ما المقصود بـ ( الشرك ) في الأصل ؟
النصيب . فإذا أَشْرَكَ معَ اللهِ غيرَهُ؛ أيْ: جَعَلَ لغيرِهِ نَصيبًا.

س11: لماذا نهى الله عن الشرك ؟ وما الدليل ؟
لأنَّه أَعْظَمَ الحقوقِ حقُّ اللهِ تعالَى، وحقُّ اللهِ تعالَى إفرادُهُ بالعُبوديَّةِ، فإذا أَشْرَكَ معَ اللهِ غيرَهُ ضَيَّعَ أَعْظَمَ الحقوقِ.
ورَدَ عن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: سألتُ - أو: سُئِلَ - رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (أيُّ الذنْبِ عندَ اللهِ أَعْظَمُ؟ - وفي لفظٍ: أَكْبَرُ - قالَ ((أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ..)). وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لِمُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عَبَادِهِ؟)) قالَ: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...))

س12: بم عرف المؤلف الشرك ؟
هوَ أنْ يَجْعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ، مَلَكًا، أوْ رسولاً، أوْ وَلِيًّا، أوْ حَجَرًا، أوْ بَشَرًا، يَعبُدُهُ كما يَعْبُدُ اللهَ، وذلكَ بدُعائِهِ، والاستعانةِ بهِ، والذبْحِ لهُ، والنَّذْرِ لهُ، وغيرِ ذلكَ مِنْ أنواعِ العِبادةِ.( الشرك الأكبر ) .

س13: عدد أنواع الشرك الأكبر ؟1
- شِرْكُ الدعاءِ: وهوَ أن يَضْرَعَ إلَى غيرِ اللهِ تعالَى، مِنْ نَبِيٍّ، أوْ مَلَكٍ، أوْ وَلِيٍّ، بقُرْبِةٍ مِن الْقُرَبِ - صلاةٍ، أو استغاثةٍ، أو استعانةٍ - أوْ يَدْعُوَ مَيِّتًا، أوْ غَائِبًا، أوْ نحوَ ذلكَ مِمَّا هوَ مِن اختصاصِ اللهِ تعالَى، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}.
2 - شِرْكُ النِّيَّةِ والإرادةِ والقَصْدِ: بأن يأتيَ بأَصْلِ العِبادةِ رِيَاءً، أوْ لأَجْلِ الدنيا وتَحصيلِ أَغراضِها، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (أَمَّا الشِّرْكُ فِي الإِرَادَاتِ وَالنِّيَّاتِ فَذَلِكَ الْبَحْرُ الَّذِي لاَ سَاحِلَ لَهُ، وَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ، فَمَنْ أَرَادَ بِعَمَلِهِ غَيْرَ وَجْهِ اللهِ، وَنَوَى شَيْئًا غَيْرَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ وَطَلَبِ الجزاءِ مِنه، فقدْ أَشْرَكَ في نِيَّتِهِ وَإِرَادَتِهِ...).
واعتبارُ شِرْكِ النِّيَّةِ والقَصْدِ مِن الشرْكِ الأكبَرِ محمولٌ علَى ما ذَكَرْنَا، وهوَ أن يَأْتِيَ بأَصْلِ العملِ رِياءً أوْ لأَجْلِ الدنيا، ولم يكنْ مُرِيدًا وَجْهَ اللهِ تعالَى والدارَ الآخِرةَ، وهذا العَمَلُ علَى هذا الوَصْفِ لا يَصْدُرُ مِنْ مُؤمِنٍ، فإنَّ المؤمِنَ - وإنْ كانَ ضَعيفَ الإيمانِ - لا بُدَّ أن يُريدَ اللهَ والدارَ الآخِرةَ، لكن إن تَسَاوَى القَصدانِ أوْ تَقَارَبا فهذا نَقْصٌ في الإيمانِ والتوحيدِ، وعَمَلُهُ ناقصٌ لفَقْدِهِ كَمالَ الإخلاصِ.
وإن عَمِلَ للهِ وَحدَهُ وأَخْلَصَ في عمَلِهِ إخلاصًا تامًّا، وأَخَذَ عليهِ جُعلاً معلومًا يَستعينُ بهِ علَى العَمَلِ والدينِ، فهذا لا يَضُرُّ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى جَعَلَ في الأموالِ الشرعيَّةِ، كالزَّكَواتِ، وأموالِ الفَيْءِ وغيرِها، جُزءًا كبيرًا يُصْرَفُ في مَصالِحِ المسلمينَ.
3 - شِرْكُ الطاعةِ: وهوَ أن يَتَّخِذَ لهُ مُشَرِّعًا سوَى اللهِ تعالَى، أوْ يَتَّخِذَ شَريكًا للهِ في التشريعِ فيَرْضَى بِحُكْمِهِ ويَدينَ بهِ في التحليلِ والتحريمِ، عِبادةً وتَقَرُّبًا وقَضاءً وفَصْلاً في الْخُصوماتِ، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
ولمَّا سَمِعَ عديُّ بنُ حاتمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرأُ هذه الآيَةَ، قالَ: (إنَّا لسنا نَعْبُدُهم، قالَ: ((أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونَهُ، وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتُحِلُّونَهُ؟)) قالَ: بلَى، قالَ: ((فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)).
4 - شِرْكُ الْمَحَبَّةِ: وهوَ اتِّخاذُ الأندادِ مِن الْخَلْقِ يُحِبُّهُم كحُبِّ اللهِ تعالَى، فيُقَدِّمُ طَاعتَهم علَى طاعتِهِ، ويَلْهَجُ بذِكْرِهم ودُعائِهم، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ}.

س14: عدد أنواع المحبة كما ذكرها ابن القيم رحمه الله ؟
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (وها هنا أربعةُ أنواعٍ مِن الْمَحبَّةِ يَجِبُ التفريقُ بينَها، وإنَّمَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ بعَدَمِ التمييزِ بينَها:
أحدُها: مَحَبَّةُ اللهِ، ولا تَكْفِي وَحْدَها في النجاةِ مِنْ عذابِ اللهِ والفوزِ بثَوابِهِ، فإنَّ المشركينَ وعُبَّادَ الصليبِ واليهودَ وغيرَهم يُحِبُّونَ اللهَ.
الثاني: مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ، وهذه هيَ التي تُدْخِلُهُ في الإسلامِ وتُخْرِجُهُ مِن الكُفْرِ، وأَحَبُّ الناسِ إلَى اللهِ أَقْوَمُهم بهذه الْمَحَبَّةِ وأَشْهَدُهم فيها.
الثالثُ: الحبُّ للهِ وفيهِ، وهيَ مِنْ لَوازِمِ مَحَبَّةِ ما يُحِبُّهُ اللهُ، ولا يَستقيمُ مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ إلاَّ بالحبِّ فيهِ ولهُ.
الرابعُ: الْمَحَبَّةُ معَ اللهِ، وهيَ الْمَحَبَّةُ الشِّركيَّةُ، وكلُّ مَنْ أَحَبَّ شيئًا معَ اللهِ، لا للهِ، ولا مِنْ أَجْلِهِ، ولا فيهِ، فقد اتَّخَذَهُ نِدًّا مِنْ دونِ اللهِ، وهذه مَحَبَّةُ الْمُشرِكينَ).

س14: ما المقصود بالشرك الأصغر ؟ وعدد أمثلة عليه ؟
الشرْكُ الأصغَرُ فهوَ: كلُّ ما نَهَى عنه الشرْعُ مِمَّا هوَ ذَريعةٌ إلَى الشِّرْكِ الأَكْبَرِ، ووسيلةٌ للوُقوعِ فيهِ، وجاءَ في النصوصِ تَسميتُهُ شِرْكًا، كالْحَلِفِ بغيرِ اللهِ تعالَى، والرياءِ اليسيرِ في أفعالِ العِباداتِ وأقوالِها، وبعضِ العباراتِ مثلِ: (مَا شاءَ اللهُ وشِئْتَ)، ونحوِها ممَّا فيهِ تَشريكٌ بينَ اللهِ وخَلْقِهِ مِثلِ: (لولا اللهُ وفلانٌ)، و(ما لي إلاَّ اللهُ وأنتَ)، (وأنا مُتَوَكِّلٌ علَى اللهِ وعليكَ)، (ولولا أنتَ لم يكنْ كذا)..

س15: اشرح قوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) ؟
هذه الآيَةُ جَمَعَتْ بينَ الأمرينِ: الأمْرِ بالعبادةِ، والنهيِ عن الشرْكِ، مِمَّا يَدُلُّ علَى أنَّ العِبادةَ لا تَتِمُّ إلاَّ باجتنابِ الشرْكِ قَليلِهِ وكثيرِهِ؛ لأنَّ {شيئًا} نَكِرةٌ في سِياقِ النهيِ فتُفيدُ العُمومَ؛ أيْ: لا شِركًا أصغرَ ولا أكبرَ، لا مَلَكًا ولا نَبِيًّا ولا وَلِيًّا ولا غيرَهم مِن المخلوقينَ، كما أنَّهُ تعالَى لم يَخُصَّ نوعًا مِنْ أنواعِ العِبادةِ، لا دُعاءً، ولا صَلاةً، ولا تَوَكُّلاً، ولا غيرَها ليَعُمَّ جميعَ أنواعِ العِبادةِ.

س16: ما حكم كل من الشرك الأكبر ؟ والشرك أصغر ؟
حُكْمُ الشرْكِ: فالأكبرُ مُخْرِجٌ مِن الْمِلَّةِ، وقدْ حَرَّمَ اللهُ الْجَنَّةَ علَى صاحبِهِ؛ إذْ ليسَ معه شيءٌ مِن التوحيدِ، قالَ تعالَى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وأمَّا الأصغَرُ: فلا يُخْرِجُ مِن الْمِلَّةِ، لكنه وَسيلةٌ إلَى الأَكْبَرِ، وصاحبُهُ علَى خَطَرٍ عظيمٍ، فعلَى العَبْدِ أن يَحْذَرَ الشرْكَ مُطْلَقًا، فإنَّ بعضَ الْعُلَمَاءِ يَرَى أنَّ الآيَةَ الْمَذكورةَ عامَّةٌ في الشرْكِ الأصغرِ والأكبرِ، وأنَّ قولَهُ: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} أيْ: ما هوَ أَقَلُّ مِن الشرْكِ، واللهُ أَعْلَمُ.

سليمان العماني 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م 04:03 PM

الفصل الرابع : الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها :


س1: ما هي الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها ؟
معرفة العبد لربه ودينه ونبيه .

س2: ما الحكمة من استخدام المؤلف لصيغة السؤال والجواب في الجملة السابقة ؟
لأنها طريقة نافعةٌ في تقريرِ المعلوماتِ وسُرْعَةِ فَهْمِها، والطالِبُ يُدْرِكُ المعانِيَ ويَفْهَمُها إذا أُلْقِيَتْ عليهِ بطريقةِ السؤالِ والجوابِ؛ لأنَّ المخاطَبَ إذا طُرِحَ عليهِ السؤالُ اسْتَعَدَّ وتَهَيَّأَ لفَهْمِ الجوابِ.( وتسمى طريقة التدريس الحوارية ).
** فائدة / ذكر الشيخ الأصول الثلاثة مجملا ثم ذكرها تفصيلا وهذه أيضًا مِن الطُّرُقِ الْعِلْمِيَّةِ الْجَيِّدَةِ؛ لأنَّ النُّفوسَ إذا عَرَفَت الشيءَ إجمالاً تَطَلَّعَتْ إلَى مَعْرِفَتِهِ تَفصيلاً، والتفصيلُ بعدَ الإجمالِ مِنْ مَقاصِدِ البُلغاءِ كما في عِلْمِ المعاني...

س3: ما معنى الرب ؟
الرب في الأصل هو : المربي ومِنْ هذه الكلمةِ تَشَعَّبَتْ مَعانٍ أخرَى لكلمةِ الربِّ مِن: الْمَالِكِ، والْمُدَبِّرِ، والْمُتَصَرِّفِ، والْمُتَعَهِّدِ.
والْمُصَنِّفُ يُريدُ المعنَى الأَوَّلَ؛ لأنَّهُ قالَ: (الذي رَبَّانِي)، فانْتَقَلَ إلَى المعنَى الأساسيِّ للكلمةِ الذي هوَ التربيَةُ.

س4: ما معنى قول المؤلف : ( رباني ) ؟
أي خَلَقَني وأَوْجَدَني، ثمَّ رَبَّانِي بنِعَمِهِ الظاهرةِ والباطنةِ.

س5: كيف يربي الله تعالى الانسان بنعمته سبحانه ؟
يُنْعِمُ علَى هذا العبدِ مُنذُ أن يَخْلُقَهُ، الإنعامَ الذي يَصِلُ إليهِ في بَطْنِ أُمِّهِ بدُونِ حَوْلٍ مِنه ولا قُوَّةٍ، والإنعامُ الذي يَحْصُلُ لهُ بعدَ خُروجِهِ إلَى الدنيا، عندَما يَكْبُرُ ويَكْدَحُ ويَعيشُ، فيُجْرِي اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى لهُ مِن الأرزاقِ بالأسبابِ ما قضاهُ وقَدَّرَهُ لهُ.

س6: علل / لا يستحق العبادة الا الله تعالى ؟
لأن مَنْ لا يَقْدِرْ علَى الْخَلْقِ لا يَسْتَحِقَّ أنْ يكونَ مَعبودًا.

** فائدة :
ذَكَرَ اللهُ تعالَى أَوصافَ الآلِهَةِ التي لا تَصْلُحُ للعِبادةِ في سُورةِ الفُرقانِ في قولِهِ تعالَى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا} .فذَكَرَ اللهُ سُبحانَهُ سَبعةَ أوصافٍ كلُّها أوصافُ نَقْصٍ تَدُلُّ علَى أنَّ هذه الأوصافَ التي وُجِدَتْ في الآلِهَةِ لا تَصْلُحُ أنْ تكونَ الآلِهَةُ معها مَعبودةً؛ لأنَّ المعبودَ هوَ الذي يَخْلُقُ ويَرزُقُ، ويُحْيِي ويُميتُ، ولهذا قالَ تعالَى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}.

س7: اشرح الآية الكريمة {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} ؟
- الحمدُ: هوَ الاعترافُ للمحمودِ بصفاتِ الكمالِ معَ مَحَبَّتِهِ وتَعظيمِهِ، وهذا قَيْدٌ أساسيٌّ، فلو اعْتَرَفَ بالْمَحامِدِ والأوصافِ وذَكَرَها، ولكن بدونِ مَحَبَّةٍ ولا تعظيمٍ فإنَّهُ لا يُسَمَّى حامدًا.
- قولُهُ: {للهِ} اللامُ هذه تُسَمَّى لامَ الاستحقاقِ.
- قولُهُ: {ربِّ العالمينَ} مَرَّ أنَّ المعنَى: خالِقُهم ومُدَبِّرُ شُؤونِهم، الْمُتَصَرِّفُ بأحوالِهم وأرزاقِهم، قالَ تعالَى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} .

** فائدة / يُقالُ: عالَمُ الإنسانِ، وعالَمُ الحيوانِ، وعالَمُ النباتِ، وسُمِّيَ العالَمُ عالَمًا؛ لأنَّهُ علامةٌ علَى خالِقِهِ ومُوجِدِهِ ومَالِكِهِ..

سليمان العماني 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م 05:14 PM

الفصل الخامس : بم يعرف ربه :

** فائدة / يقصد المؤلف بالسؤال السابق : أي بم عرفت الله تعالى ، ما الذي دلك عليه ؟

س1: ما المقصود بالآية في اللغة ؟
الدليل والبرهان.

س2: الآية في اللغة نوعان . عددهما ، واشرح الفرق بينهما ؟
- آياتٌ شَرعيَّةٌ: ويُرادُ بها: الوحيُ الذي جاءَتْ بهِ الرُّسُلُ، فهوَ آيَةٌ مِنْ آياتِ اللهِ، قالَ تعالَى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَّاتٍ بَيِّنَاتٍ} .
2 - آياتٌ كَونيَّةٌ: والآياتُ الكَونِيَّةُ هيَ المخلوقاتُ، مِثلُ: السماواتِ، والأرضِ، والإنسانِ، والحيوانِ، والنباتِ، وغيرِ ذلكَ.

س3: كيفَ كانَ الوحيُ دليلاً وبُرهانًا علَى اللهِ تعالَى؟
- أوَّلاً: أنَّ هذا الوحيَ الذي جاءتْ بهِ الرُّسُلُ جاءَ وَحْيًا مُتَكَامِلاً مُنْتَظِمًا لا تَناقُضَ فيهِ ولا اضطرابَ، قالَ تعالَى عن القرآنِ: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}.
- ثانيًا: أنَّ هذه الآياتِ الشَّرعيَّةَ قامَتْ بِمَصالِحِ العِبادِ، وهيَ كَفيلةٌ بسَعادَتِهم في دينِهم ودُنياهم.

** فائدة / الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ يقولُ: (فقلْ: بآياتِهِ ومَخلوقاتِهِ)
فإذا فَسَّرْنَا الآياتِ : بالآياتِ الشَّرعيَّةِ والكَونيَّةِ؛ فإنَّهُ يَدْخُلُ قولُهُ (ومخلوقاتِهِ) تحتَ قولِهِ: (بآياتِهِ)؛ لأنَّ المخلوقاتِ هيَ الآياتُ الكَونيَّةُ، فيكونُ كلامُ الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ بابِ عَطْفِ الخاصِّ علَى العامِّ، علَى سبيلِ الاهتمامِ بالخاصِّ، فإنَّهُ المخلوقاتِ معَ أنَّها دَاخلةٌ في الآياتِ للاهتمامِ بها؛ لأنَّها مَرْئِيَّةٌ يُدْرِكُها العالِمُ وغيرُ العالِمِ.

س4: الليل والنهار آيتان من آيات الله . عدد وجوه ذلك ؟
- أَوَّلاً: تَعاقُبُهما، فهذا يَذْهَبُ، وهذا يأتي بعدَهُ بانتظامٍ كاملٍ وتَناسُقٍ بَديعٍ.
- ثانيًا: اختلافُهما بالطُّولِ والقِصَرِ؛ فإنَّ هذا مِنْ آياتِ اللهِ، ولوْ فُرِضَ أنَّ الليلَ ما يَزيدُ أبدًا، والنهارَ ما يَزيدُ أبدًا، لكان هذا مِنْ آياتِ اللهِ أيضًا، ولكنَّ كونَ الليلِ يَزيدُ في الشتاءِ ويَقْصُرُ النهارُ، والنهارَ يَزيدُ في الصيفِ ويَقْصُرُ الليلُ، هذا أيضًا مِنْ آياتِ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى.

س5: الشمس والقمر آيتين من آية الله . عدد وجوه ذلك ؟
- أولاً: جَريانُهما باستمرارٍ مُنذُ أنْ خَلَقَ تعالَى الشمسَ والقمَرَ إلَى أن يَأْذَنَ اللهُ تعالَى بخَرابِ هذا الكونِ، والشمسُ والقمرُ يَجريانِ باستمرارٍ كما في قولِهِ تعالَى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}.
- ثانيًا: الانتظامُ البديعُ، فالشمسُ تَسيرُ في فلَكِها في مُدَّةِ سَنَةٍ، وهيَ في كلِّ يومٍ تَطْلُعُ وتَغرُبُ بسيرٍ سَخَّرَها لهُ خالِقُها لا تَتَعَدَّاهُ ولا تَقْصُرُ عنه. والقمرُ يُبديهِ اللهُ كالخيطِ ثمَّ يَتزايدُ نُورُهُ ويَتكامَلُ حتَّى يَنتهيَ إلَى إبدارِهِ وكَمالِهِ، ثمَّ يَأْخُذُ في النُّقصانِ حتَّى يَعودَ إلَى حالتِهِ الأُولَى.
قالَ تعالَى: {لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أيْ: لا يُمْكِنُ أن تُوجَدَ الشمسُ في الليلِ فتُدْرِكَ القمَرَ، ولا الليلُ سابقُ النهارِ فيَدْخُلَ عليهِ قبلَ انقضاءِ سُلطانِهِ.
{وَكُلٌّ} مِن الشمسِ والقمرِ والنجومِ {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أيْ: يَتَرَدَّدونَ علَى الدوامِ، فهذا دَليلٌ علَى عَظمةِ الخالقِ وقُدرتِهِ وحِكمتِهِ.
- ثالثًا: ما فيهما مِن الْمَنافِعِ العظيمةِ، قالَ تعالَى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابِ}.
وفي الشمسِ مَنافِعُ عظيمةٌ للعُلْوِيَّاتِ؛ فإنَّ القمرَ يَسْتَمِدُّ نورَهُ مِن الشمسِ، وللسُّفْلِيَّاتِ: مِن الإنسانِ، والحيوانِ، والنباتِ، والبحارِ، وغيرِ ذلكَ، ولولا طلوعُ الشمسِ وغروبُها لَمَا عُرِفَ الليلُ والنهارُ، ولأَطْبَقَ الظلامُ علَى العالَمِ أو الضياءُ.
وفي سَيْرِ القمَرِ تَظْهَرُ مَواقيتُ العِبادِ في مَعاشِهم وعِبادتهِم ومَنَاسِكهم، فتَمَيَّزَتْ بهِ الأشهُرُ والسُّنونُ، وقامَ حِسابُ العالَمِ معَ ما في ذلكَ مِن الْحِكَمِ والآياتِ التي لا يُحصِيها إلاَّ اللهُ تعالَى.

س7: اشرح قوله تعالى : ( ومن آياته الليل والنهار ... ) ؟
يعني: وإنْ كانَ الشمسُ والقمرُ مِن المخلوقاتِ العظيمةِ فإنَّ هذا لا يَقتضِي أن يُسْجَدَ لهما؛ لأنَّهما مخلوقانِ مُدَبَّرَانِ مُسَخَّرَانِ.
{وَاسْجُدُوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ} أي: اعْبُدُوهُ وَحْدَهُ؛ لأنَّهُ الخالقُ العظيمُ، ودَعُوا عِبادةَ ما سواهُ مِن المخلوقاتِ وإنْ كَبُرَ جِرْمُها، وكَثُرَتْ مَصالِحُها، فإنَّ ذلكَ ليسَ مِنها وإنَّمَا هوَ مِنْ خالقِها تَبارَكَ وتعالَى.
{إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} فخُصُّوهُ بالعِبادةِ وإخلاصِ الدِّينِ لهُ.

س8: كم استغرق خلق السماوات ؟ وخلق الأرض ؟ والدليل والشرح ؟
اللهِ تعالَى بأنَّهُ خَلَقَ هذا العالَمَ سَماواتِهِ وأَرْضَهُ وما بينَ ذلكَ في سِتَّةِ أيَّامٍ، أوَّلُها: الأَحَدُ، وآخِرُها الْجُمُعَةُ، مِنها أربعةُ أيَّامٍ للأرضِ ويَومان للسماءِ،كما قالَ تعالَى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.
ويكونُ معنَى قولِهِ سُبحانَهُ: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} أيْ: في تَتِمَّةِ أربعةِ أيَّامٍ لا أنَّها أربعةُ أيَّامٍ مُسْتَقِلَّةٌ عن اليومينِ الأَوَّلَيْنِ، وإلاَّ لكانت الأَيَّامُ ثمانيَةً.
والظاهِرُ أنَّ هذه الأيَّامَ كأيَّامِنا التي نَعْرِفُ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى ذَكَرَها مُنَكَّرَةً، فتُحْمَلُ علَى ما كانَ مَعروفًا، ولوْ شاءَ اللهُ تعالَى لَخَلَقَها في لَحْظَةٍ، ولكنه رَبَطَ الْمُسَبَّباتِ بأسبابِها كما تَقتضيهِ حِكمتُهُ سُبحانَهُ وتعالَى.

س9: ما معنى ( استوى على العرش ) ؟وما هو العرش ؟ وماذا تفهم من الآية ؟
أيْ: علا وارْتَفَعَ.
والعرْشُ: هوَ ذلكَ السقْفُ الْمُحيطُ بالمخلوقاتِ.
وفي الآيَةِ إثباتُ استواءِ اللهِ علَى عَرْشِهِ علَى ما يَليقُ بجَلالِهِ وعَظمتِهِ، وأَدِلَّةُ عُلُوِّ اللهِ علَى خَلْقِهِ واستوائِهِ علَى عَرْشِهِ أكثرُ مِنْ أنْ تُحْصَرَ، وأَجمعَ المسلمونَ علَى ذلكَ.

** فائدة / قولُهُ تعالَى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} أيْ: يُغَطِّي كلُّ واحدٍ مِنهما الآخَرَ فيَذْهَبُ ظَلامُ هذا بضِياءِ هذا، وضِياءُ هذا بظَلامِ هذا.
وكُلٌّ مِنهما يَطْلُبُ الآخَرَ طَلَبًا {حَثِيثًا} أيْ: سريعًا لا يَتَأَخَّرُ عنه، بلْ إذا ذَهَبَ هذا جاءَ هذا، وإذا جاءَ هذا ذَهَبَ هذا.

س10: ما المقصود بـ ( المعبود ) ؟
هو الْمُسْتَحِقُّ لأَِنْ يُعْبَدَ دُونَ سِواهُ.
** فائدة / ليسَ الْمُرَادُ أنَّ مِنْ معاني الربِّ: المعبودَ، وإلاَّ لَزِمَ مِنه أنَّ كلَّ ما عُبِدَ مِنْ دونِ اللهِ فهوَ رَبٌّ، وهذا ليسَ بصحيحٍ.
والْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ لم يَقْصِدْ أنَّ مِنْ معاني (الربِّ): المعبودَ، وإنَّمَا قَصَدَ أنَّ الربَّ هوَ الْمُسْتَحِقُّ لأَِنْ يُعْبَدَ؛ لأنَّهُ بعدَ أن ساقَ الآيَةَ مِنْ سورةِ البقرةِ ذَكَرَ كلامًا لابنِ كثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ، وهوَ قولُهُ: (الخالِقُ لهذه الأشياءِ هوَ الْمُسْتَحِقُّ للعبادةِ).
س11:اشرح الآية الكريمة ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ... ) ؟
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} هذا خِطابٌ لجميعِ الْخَلْقِ مؤمِنِهم وكافرِهم.
وقولُهُ: {اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} أيْ: أَطيعُوا رَبَّكُمْ بالإيمانِ والامتثالِ للأوامِرِ والنواهي، معَ الْمَحَبَّةِ والتعظيمِ.
وقولُهُ تعالَى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أيْ: أَوْجَدَكم مِنَ العَدَمِ بتقديرٍ عظيمٍ وصُنْعٍ بَديعٍ، ورَبَّاكُمْ بأصنافِ النِّعَمِ، وَخَلَقَ الذينَ مِنْ قَبْلِكم.
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أيْ: مِنْ أَجْلِ أن تَحْصُلوا علَى التَّقْوَى، والتَّقْوَى: اتِّخَاذُ وِقايَةٍ تَحْفَظُكم مِنْ عذابِ اللهِ باتِّباعِ الأوامِرِ واجتبابِ النواهِي.
وقولُهُ تعالَى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا} أيْ: بِساطًا مُهَيَّئًا تَسْتَقِرُّون عليها وتَنتفِعُون بالأَبْنِيَةِ، والزراعةِ، والسلوكِ مِنْ مَكانٍ إلَى مَكانٍ، وغيرِ ذلكَ مِنْ وُجوهِ الانتفاعِ.
وقولُهُ تعالَى: {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} أيْ: وَجَعَلَ السماءَ بِناءً لِمَسْكَنِكم، وأَوْدَعَ فيها مِن الْمَنافِعِ ما هوَ مِنْ ضَروراتِكُم وحاجاتِكم كالشمْسِ والقمَرِ والنجومِ.
وقولُهُ تعالَى: {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} الْمُرَادُ بالسماءِ: السَّحابُ، كما ذَكَرَهُ الْمُفَسِّرُونَ، وأَطْلَقَ عليهِ سَماءً؛ لأنَّهُ فَوقُ؛ وكلُّ ما علا وارْتَفَعَ فهوَ سَماءٌ، والماءُ: هوَ الْمَطَرُ.
والماءُ النازلُ مِن السماءِ هوَ مَادَّةُ الحياةِ للأحياءِ في الأرضِ جَميعًا، سواءٌ أَنْبَتَ الزرْعَ مُباشَرَةً أوْ كوَّنَ الأنهارَ والبُحيراتِ العَذْبَةَ، أو انساحَ في طَبقاتِ الأرضِ فتَتَأَلَّفُ مِنه المياهُ الْجَوْفِيَّةُ، قالَ تعالَى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، وقالَ تعالَى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}.
وقولُهُ تعالَى: {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} جَمْعُ: ثَمَرَةٍ، والثمَرَةُ: هوَ ما تُخْرِجُهُ الأرضُ مِنْ حبوبٍ وخَضارٍ، وما تُخْرِجُهُ الأشجارُ مِنْ فواكهَ.
{فَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا} أيْ: أَشباهًا ونُظراءَ تَصْرِفُونَ لهم العِبادةَ أوْ شيئًا مِنها.
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أيْ: تَعلمونَ أنَّ هذه الأندادَ ليستْ مُمَاثِلَةً للهِ تعالَى، وتَعلمونَ أيضًا أنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتعالَى هوَ الْمُسْتَحِقُّ للعِبادةِ.
فجَمَعَتْ هذه الآيَةُ بينَ الأمرِ بعِبادةِ اللهِ وَحدَهُ والنهيِ عنْ عِبادةِ ما سِواهُ.

س12:عدد أمثلة على الشرك الخفي ؟
هوَ أنْ يقولَ: (واللهِ وحَيَاتِكِ يا فُلانَةُ، وحَياتِي)، ويقولُ: (لولا كَلْبَةُ هذا لأَتَانَا اللصوصُ، ولولا البَطُّ في الدارِ لأتَى اللصوصُ)، وقولُ الرجلِ لصاحبِهِ: (ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ)، وقولُ الرجلِ: (لولا اللهُ وفلانٌ)، لا تَجْعَلْ فيها (فُلان) فإنَّ هذا كلَّهُ بهِ شِرْكٌ.

س13: كيف يتجنب المسلم الشرك ؟
لَمَّا قالَ الصحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهُم للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: كيفَ نَتَّقِيهِ؟ قالَ: قولوا: ((اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ نَعْلَمُهُ)) .

س14: ذكرت الآية السابقة بُرهانَيْنِ عقْلِيَّيْنِ علَى إبطالِ الشرْكِ والتنديدِ بالمشرِكينَ الذينَ عَبَدُوا معَ اللهِ غيرَهُ. ما هما ؟
- البُرهانُ الأوَّلُ: إذا كنتم تُقِرُّونَ بأنَّ اللهَ هوَ الخالِقُ الرازِقُ الْمُحْيِي الْمُميتُ الْمُدَبِّرُ لهذا الكونِ فيَلْزَمُكم أن تَعْتَرِفوا بوحَدْانِيَّتِهِ، فإنَّ مَنْ كانتْ هذه صِفَتَهُ فهوَ الإلهُ الْمُسْتَحِقُّ للعبادةِ، وما عَداهُ فهوَ مَربوبٌ مَأْلُوهٌ لا يَمْلِكُ لنفسِهِ ولا لغيرِهِ نَفْعًا ولا ضَرًّا، قالَ تعالَى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} .
- البُرهانُ الثاني: أنَّ هذه الآلهةَ المعبودةَ مِنْ دُونِ اللهِ تعالَى ليسَ لها ما يُخَوِّلُها لأَِنْ تُعْبَدَ، فإنَّها كما قالَ اللهُ تعالَى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا}

س15: اشرح قول ابن كثير (الْخَالِقُ لِهذِهِ الأَشْيَاءِ، هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعبَادَةِ). ؟
أنَّ الذي خَلَقَ هذه الأشياءَ، وأَوْجَدَها مِن العَدَمِ علَى غيرِ مِثالٍ سابِقٍ هوَ الذي يَسْتَحِقُّ أن يُعْبَدَ وَحدَهُ، ولا يُشْرَكَ بهِ غيرُهُ؛ لأنَّ كلَّ مَنْ سِواهُ تعالَى وتَقَدَّسَ مخلوقٌ، مَربوبٌ، مُتَصَرَّفٌ فيهِ.

توكل 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م 08:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

مرتبة الإيمان
الأسئلة
س1: ما معنى الإيمان لغة وشرعاً ؟
الإيمانُ فياللغةِ:التصديقُ.
وفي الشرعِ:اعتقادٌ بالقلبِ، وقولٌ باللسانِ، وعملٌبالجوارحِ،وهُوَ بِضْعٌ وسبعونَشُعْبَةً.
س2: عدد أركان الإيمان،مع الاستدلال
أركانُهُ سِتَّةٌ حِينَمَا سَُأَلَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإيمانِ، فقالَ: ((الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَبِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ،وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ))، مُتَّفَقٌ عليهِ
الدليلُ علَى هذه الأركانِ السِّتَّةِ قولُهُ تعالَى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّواوُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَبِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِوَالنَّبِيِّينَ}
س3: ما الفرق بين الإيمان والإسلام؟
الإسلامُ:هوَ الانقيادُ الظاهرُ بطاعةِ اللَّهِ وتركِمعصيتهِ.
والإيمانُ يشملُ الأعمالَ الباطنةَ ممَّا يتعلَّقُبالقلوبِ وتصديقِها، ويُطْلَقُ الإسلامُ على الإيمانِ ويُطْلَقُ الإيمانُ علىالإسلامِ.
فإذا قيلَ: الإيمانُ، عَمَّ الجميعَ، وإذا قيلَ: الإسلامُ، عَمَّ الجميعَ،
س4: ما معنى الكلمات التالية :
بضع: من الثلاثةِ إلى التسعةِ.
شعبة : الجزءُ من الشيءِ.
إماطة الأذى: إزالةُالأَذَى: وهُوَ ما يُؤْذِي المَارَّةَ منْ أحجارٍ، وأشْوَاكٍ
الملائكة: عالَمٌ غَيْبِيٌّ، مَخْلُوقُونَ، عَابِدُونَ للَّهِ تَعَالَى،
س5: ما الفرق بين شعب الإيمان وأركانه ؟
الإيمانَ إذا كانَ بمعنَى الاعتقادِ فهوَ الأركانُ السِّتَّةُ؛ لأنَّ كلَّالأركانِ الستَّةِ اعتقادٌ.

وأمَّا الإيمانَ ومايَشتمِلُعلَيه من الأعمالِ وأنواعِها وأَجناسِها فهوَ شعب الإيمان.
س6: يتضمن الإيمان باللهتعالى أربعة أمور، اذكرها.
الأول: الإيمانُ بوُجودِ اللهِ تعالَى.
الثاني: الإيمانُ برُبوبيَّتِهِ.
الثالث: الإيمانُ بأُلوهيَّتِهِ.
الرابعُ: الإيمانُ بأسمائِهِ وصِفاتِهِ،مِنْ غيرِ تَحريفٍ ولا تَعطيلٍ، ولا تَكييفٍ ولا تَمثيلٍ، قالَ تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
س7: اذكر دلالة الشرعوالعقل والحس والفطرة على وجود الله تعالى.
دلالة الشرع: الكُتُبَ السماويَّةَ كُلَّها تَنْطِقُ بذلكَ، وما جَاءَتْ بهِ من الأحكامِالمُتَضَمِّنَةِ لمصالحِ الخلقِ دليلٌ على أنَّها منْ رَبٍّ حكيمٍ عليمٍ بمصالحِخَلْقِهِ
دلالة العقل: لا يُمْكِنْ أنْ تُوجِدَ ِالمخلوقاتُ نَفْسَهَا بِنَفْسِهَا، ولا أنْ تُوجَدَ صُدْفَةً، لابدأنْ يكونَلها مُوجِدٌ، وهُوَ اللَّهُ ربُّ العالمينَ.
وقدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى هذا الدليلَ العقليَّ،والبرهانَ القطعيَّ في سورةِ الطُّورِ، حيثُ قالَ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْهُمُ الْخَالِقُونَ}
دلالة الحس:
أَحَدُهُمَا:أنَّنَا نَسْمَعُ وَنُشَاهِدُ منْإجابةِ الدَّاعِينَ، وغَوْثِ المَكْرُوبِينَ، ما يَدُلُّ دلالةً قاطعةً على وجودِهِتَعَالَى وما زَالَتْإجابةُ الداعِينَ أَمْرًا مَشْهُودًا إلى يَوْمِنَا هذا، لِمَنْ صَدَقَ اللُّجُوءَإلى اللَّهِ تَعَالَى وَأَتَى بشرائطِ الإجابةِ.
الوجهُ الثاني: أنَّ آياتِالأنبياءِ التي تُسَمَّى المُعْجِزَاتِ، وَيُشَاهِدُهَا النَّاسُ أوْ يَسْمَعُونَبها، بُرْهَانٌ قاطعٌ على وجودِ مُرْسِلِهِم،
دلالة الفطرة: كلَّ مخلوقٍ قدْ فُطِرَ على الإيمانِ بخالقِهِ منْ غيرِ سبقِ تفكيرٍ أوْ تعليمٍلقولِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُيُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ))
س8: ما الفرق بينالربوبية والألوهية ؟
الربُّ لا شَرِيكَ لهُ ولا مُعِينَ.
والرَّبُّ:مَنْ لهُالخَلْقُ والمُلْكُ والأمرُ، فلا خَالِقَ إلاَّ اللَّهُ
الإلهُ الحقُّ لا شَرِيكَ لهُ، و(الإلهُ) بمعنى (المَأْلُوهِ) أي: (المعبودِ) حُبًّا وتَعْظِيمًا:
س9: استدل على بطلانعبادة غير الله تعالى من النقل والعقل.
أَبْطَلَ اللَّهُ تَعَالَى اتِّخَاذَ المشركينَ هذهِ الآلهةَ بِبُرْهَانَيْنِعَقْلِيَّيْنِ:
الأَوَّلُ:أنَّهُ ليسَ فيهذهِ الآلهةِ التي اتَّخَذُوهَا شيءٌ منْ خصائصِ الألوهيَّةِ،فهيَ مخلوقةٌ لا تَخْلُقُ، ولاتَجْلُبُ نَفْعًا لِعَابِدِيهَا، ولا تَدْفَعُ عنهم ضَرَرًا، ولا تَمْلِكُ لهمحَيَاةً ولا مَوْتًا، قالَاللَّهُ تَعَالَى: {وَاتَّخَذُوامِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَيَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَحَيَاةً وَلاَ نُشُورًا}.
وإذا كانتْ هذهِحالَ تلكَ الآلهةِ؛ فإنَّ اتِّخَاذَهَا آلهةً منْ أَسْفَهِ السَّفَهِ، وأَبْطَلِالباطلِ.
الثَّانِي: أنَّ هؤلاءِ المشركينَ كَانُوايُقِرُّونَ بأنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ الربُّ الخالقُ،الَّذِيبِيَدِهِ مَلَكُوتُكلِّ شيءٍ، وهُوَ يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليهِ
مما يَسْتَلْزِمُأنْ يُوَحِّدُوهُ بالألوهيَّةِ كما وَحَّدُوهُ بالربوبيَّة
س10: ما معنى الإيمانبأسماء الله وصفاته ؟
اِثْبَاتُ مَا أَثْبَتَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ في كتابِهِ، أوْ سُنَّةِ رَسُولِهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسماءِ والصفاتِ، على الوجهِ اللائقِ بهِمنْ غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ ولا تمثيلٍ

توكل 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م 08:09 AM

تابع مرتبة الإيمان
س11: ضل في باب الأسماءوالصفات طائفتان. اذكرهما، وبين بطلان قولهماباختصار.
ضَلَّ في باب الأسماءوالصفات طَائِفَتَانِ:
إحدَاهُمَا: المُعَطِّلَةُأَنْكَرُواالأسماءَوالصفاتِ أوْ بَعْضَهَازَاعِمِينَ أنَّه تَشْبِيهَاللَّهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ. وهذا الزعمُ باطلٌ لوجوهٍ؛ منها:
الأَوَّلُ:أنَّهُ يَسْتَلْزِمُ تَّنَاقُضِ في كلامِ اللَّهِ سبحانَهُ؛فقد أَثْبَتَ الله لنفسِهِ الأسماءَ والصفاتِ، وَنَفَى أنْ يكونَكَمِثْلِهِ شَيْءٌ فبذلك ليس هناك تشبيه
الثانِي:أنَّهُ لا يَلْزَمُ من اتِّفَاقِ الشيئَيْنِ في اسمٍ أوْ صفةٍ أنْيَكُونَا مُتَمَاثِلَيْنِ فإذا ظَهَرَ التَّبَايُنُ بينَ المخلوقاتِفيما تَتَّفِقُ فيهِ منْ أسماءٍ أوْ صفاتٍ، فالتَّبَايُنُ بينَ الخالقِ والمخلوقِأَبْيَنُ وَأَعْظَمُ.
الطائفةُ الثانيَةُ: المُشَبِّهَةُ أَثْبَتُوا الأسماءَ أو الصفاتِ معَ تَشْبِيهِاللَّهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ وهذا الزعمُ باطلٌ لوجوهٍ؛منها:
الأَوَّلُ:أنَّ مُشَابَهَةَ اللَّهِ تَعَالَىلِخَلْقِهِ أَمْرٌ باطلٌ يُبْطِلُهُ العقلُ والشرعُ
الثاني:أنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَاطَبَ العِبَادَ بما يَفْهَمُونَ منْحيثُ أصلُ المعنَى،أمَّا الكُنْهُ الَّذِي عليهِ ذلكَ المعنَىفهوَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بذاتِهِوصفاتِهِ فإذا ظَهَرَ التَّبَايُنُ بينَ المخلوقاتِفيما تَتَّفِقُ فيهِ منْ أسماءٍ أوْ صفاتٍفالتَّبَايُنُفيها بينَ الخالقِ والمخلوقِ أَبْيَنُ وأعظمُ.
س12: اذكر بعض ثمرات الإيمان باللهتعالى
الأُولَى: تَحْقِيقُ توحيدِ اللَّهِ تَعَالَىبحيثُ لا يَتَعَلَّقُ بغيرِهِ رَجَاءً ولا خَوْفًا، ولايَعْبُدُ غيرَهُ. الثَّانِيَةُ:كمالُ مَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَعْظِيمِهِبِمُقْتَضَى أسمائِهِ الحُسْنَى وصفاتِهِ العُلْيَا. الثالثةُ:تَحْقِيقُعبادتِهِ بِفِعْلِ ماأَمَرَ بهِ،وَاجْتِنَابِما نَهَى عنهُ.
س13: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالملائكة.
الأوَّلُ:الإيمانُبوجودِهِم.
الثاني:الإيمانُ بِمَنْ عَلِمْنَا اسمَهُ منهم بِاسْمِهِ، (كِجِبْريلَ) ومَنْ لم نَعْلَم اسمَهُ نُؤْمِنُ بهم إِجْمَالاً.
الثالثُ:الإيمانُ بما عَلِمْنَا منْ صفاتِهِم،كصِفَةِ جبريلَ؛فَقَدْ أَخْبَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ رَآهُ علىصِفَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عليها، ولهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، قدْ سَدَّ الأُفُقَ
الرابعُ: الإيمانُ بما عَلِمْنَا منْ أعمالِهِمالتي يَقُومُونَ بها بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى،كَتَسْبِيحِهِ والتَّعَبُّدِ لهُليلاً ونهارًا بدونِ مَلَلٍ ولا فُتُورٍ.
س14: اذكر بعض ثمرات الإيمانبالملائكة.
الأُولَى:العلمُبِعَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ وسُلْطَانِهِ؛فإنَّ عَظَمَةَ المخلوقِ منْ عظمةِ الخالقِ. الثَّانيَةُ:شُكْرُ اللَّهِ تَعَالَى علىعِنَايَتِهِ بِبَنِي آدمَ،حيثُوَكَّلَ منْ هؤلاءِ الملائكةِ مَنْ يَقُومُ بِحِفْظِهِم،وكتابةِ أعمالِهِم، وغيرِ ذلكَ منْ مصالِحِهِم.
الثَّالثةُ:مَحَبَّةُ الملائكةِ على ما قَامُوابهِ منْ عبادةِ اللَّهِ تَعَالَى
س15: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالكتب.
الأوَّلُ:الإيمانُ بأنَّنُزُولَهَا منْ عندِ اللَّهِ حَقٌّ.
الثَّاني:الإيمانُ بما عَلِمْنَا اسمَهُ منها باسمِهِ،كالقرآنِ الَّذِي نَزَلَ علىمُحَمَّدٍصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ، والتوراةِ التي أُنْزِلَتْ على موسَىصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والإنجيلِ الَّذِيأُنْزِلَ على عيسىصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ، والزَّبُورِ الَّذِي أُوتِيَهُ دَاوُدُصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأمَّا ما لمْنَعْلَم اسمَهُ فَنُؤْمِنُ بهِ إِجْمَالاً.
الثَّالثُ:تَصْدِيقُ ما صَحَّ منْ أخبارِهَا،كأخبارِ القرآنِ، وَأَخْبَارِ ما لمْ يُبَدَّلْ أوْيُحَرَّفْ من الكُتُبِ السابقةِ.
الرَّابعُ:العملُ بأحكامِ ما لمْ يُنْسَخْ منها،والرِّضَاوالتسليمُ بهِ، سواءٌ فَهِمْنَا حِكْمَتَهُ أمْ لم نَفْهَمْهَا. وجميعُ الكُتُبِالسابقةِ مَنْسُوخَةٌ بالقرآنِ العظيمِ،
س16: اذكر بعض ثمرات الإيمانبالكتب.
الأُولَى:العلمُ بعنايَةِ اللَّهِ تَعَالَىبعبادِهِ؛حيثُأَنْزَلَلكلِّ قومٍ كتابًا يَهْدِيهِم بهِ.
الثَّانِيَةُ:العلمُ بِحِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَىفي شَرْعِهِ،حيثُشَرَعَ لكلِّ قومٍ ما يُنَاسِبُ أحوالَهُم

توكل 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م 08:14 AM

تابع مرتبة الإيمان
س17: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالرسل.
الأَوَّلُ: الإيمانُ بأنَّ رِسَالَتَهُم حَقٌّمن اللَّهِ تَعَالَى،فَمَنْ كَفَرَبِرِسَالَةِ واحدٍ منهم فقدْ كَفَرَ بالجميعِ، كَمَا قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍالْمُرْسَلِينَ}.
الثَّاني:الإيمانُ بِمَنْ عَلِمْنَا اسمَهُمنهم بِاسْمِهِ،مثلُمُحَمَّدٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى ونوحٍعليهم الصلاةُ والسلامُ. وَهَؤُلاءِ الخمسةُ هم أُولُوالعَزْمِ من الرُّسُلِ، وقدْ ذَكَرَهُم اللَّهُ تَعَالَى في مَوْضِعَيْنِ منالقرآنِ:
في سورةِ الأحزابِفي قولِهِ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَالنَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىوَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}.وفي سورةِالشُّورَى في قولِهِ: {شَرَعَلَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَاوَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَاوَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَتَتَفَرَّقُوا فِيهِ}. وأمَّا مَنْ لمْنَعْلَم اسْمَهُ منهم فَنُؤْمِنُ بهِ إجمالاً،
الثَّالِثُ:تَصْدِيقُ مَا صَحَّ عنهم منْأخبارِهِم.
الرَّابِعُ:العَمَلُ بشريعةِ مَنْ أُرْسِلَإلينا منْهُم،وهُوَ خَاتَمُهُممُحَمَّدٌصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُرْسَلُ إلى جميعِ النَّاسِ
س18: اذكر بعض ثمرات الإيمانبالرسل.
الأُولَى:العلمُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَىوَعِنَايَتِهِ بعبادِهِ،حيثُأَرْسَلَ إليهم الرُّسُلَ؛ لِيَهْدُوهُم وَيُبَيِّنُوالهمْ كَيْفَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ؛ لأنَّ العقلَ البَشَرِيَّ لا يَسْتَقِلُّ بمعرفةِذلكَ.
الثَّانيَةُ:شُكْرُهُ تَعَالَى على هذهِ النعمةِ الكُبْرَى.
الثَّالثةُ:مَحَبَّةُ الرُّسُلِ عليهم الصلاةُوالسلامُ وَتَعْظِيمُهُم،والثناءُعليهم بِمَا يَلِيقُ بهم؛ لأنَّهُم رُسُلُ اللَّهِ تَعَالَى، ولأنَّهُم قامُوابعبادتِهِ، وَتَبْلِيغِ رِسَالَتِهِ، وَالنُّصْحِ لعبادِهِ.
س19: اذكر ما يتضمنه الإيمان باليومالآخر.
الأَوَّلُ:الإيمانُ بالبعثِ؛وهُوَ إحياءُ المَوْتَى حينَ يُنْفَخُ في الصُّورِالنفخةُ الثانيَةُ،
والْبَعْثُ حَقٌّثابتٌ دلَّ عليهِ الكتابُ والسُّنَّةُ وإجماعُ المسلمينَ.
قالَ اللَّهُتَعَالَى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}.
وقالَ النبيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةًغُرْلاًمُتَّفَقٌ عليهِ.
الثاني:الإيمانُ بالحسابِوالجزاءِ،يُحَاسَبُ العبدُ علىعَمَلِهِ ويُجَازَى عليهِ، وقدْ دَلَّ على ذلكَ الكتابُ والسُّنَّةُ وإجماعُالمسلمينَ:
قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّإِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.
فلوْ لم يَكُنْ حِسَابٌ ولا جزاءٌ لكانَ هذا من العَبَثِالَّذِي يُنَزَّهُ الرَّبُّ الحكيمُ عنهُ، وقدْ أَشَارَ اللَّهُ تَعَالَى إلى ذلكَبقولِهِ: {فَلَنَسْأَلَنَّالَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّعَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ}.
الثالثُ:الإيمانُ بِالْجَنَّةِ والنارِ،وَأَنَّهُمَا المَآلُ الأَبَدِيُّللخلقِ؛ فالجنَّةُ دارُ النعيمِ التي أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى للمؤمنينَالمُتَّقِينَ،
وأمَّاالنَّارُ؛فَهِيَدارُ العذابِ التي أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى للكافرينَ الظالمينَ، الذينَكَفَرُوا بهِ وَعَصَوْا رُسُلَهُ، فيها منْ أنواعِ العذابِ والنَّكَالِ مَا لايَخْطُرُ على البالِ
وَيَلْتَحِقُ بالإيمانِ باليومِ الآخرِ
الإيمانُ بكلِّ ما يكونُ بعدَ الموتِ،مثلِ:
أ- فِتْنَةِ القبرِ:
وهيَ سؤالُ المَيِّتِ بعدَ دَفْنِهِ عنْ رَبِّهِوَدِينِهِ ونَبِيِّهِ، فَيُثَبِّتُ اللَّهُ الذينَ آمَنُوا بالقولِ الثابتِ،فيقولُ: (رَبِّيَ اللَّهُ، ودِينِيَ الإسلامُ، وَنَبِيِّيمُحَمَّدٌصَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
وَيُضِلُّ اللَّهُالظالمِينَ، فيقولُ الكافرُ: (هَاهْ هَاهْ، لا أَدْرِي).
وَيَقُولُالمُنَافِقُ أو المُرْتَابُ: (لا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ شَيْئًافَقُلْتُهُ).
ب- عَذَابِ القبرِونعيمِهِ:
فيكونُ العذابُللظالمينَ من المنافقينَ والكافرينَ
وأمَّا نَعِيمُالقبرِ فللمؤمنينَ الصادقِينَ:
س20: اذكر بعض ثمرات الإيمان باليومالآخر.
الأُولَى:الرغبةُ في فعلِ الطاعةِ،والحرصُ عليها؛ رجاءً لثوابِ ذلكَ اليومِ.
الثانيَةُ:الرَّهْبَةُ عندَ فِعْلِ المعصيَةِ،والرِّضَى بها؛ خَوْفًا منْ عقابِ ذلكَ اليومِ.
الثالثةُ:تَسْلِيَةُ المؤمنِ عَمَّا يَفُوتُهُ من الدنيا بِمَا يَرْجُوهُ منْ نعيمِالآخرةِ وَثَوَابِهَا.

توكل 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م 08:31 AM

تابع مرتبة الإيمان
س21: بيِّن دلالة الشرع والعقل والحس على ثبوتالبعث.
أمَّا مِن الشرعِ قالَ اللَّهُتَعَالَى: {زَعَمَ الَّذِينَكَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّلَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقد اتَّفَقَتْجميعُ الكُتُبِ السماويَّةِ عليهِ.
وأمَّا الحِسُّ؛فقدْ أَرَى اللَّهُعِبَادَهُ إحياءَ الموتَى في هذهِ الدنيا، مثالُ في قِصَّةِ الْقَتِيلِ الَّذِياخْتَصَمَ فيهِ بَنُوإسرائيلَ،فَأَمَرَهُم اللَّهُ تَعَالَى أنْ يَذْبَحُوا بقرةًفَيَضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا؛ لِيُخْبِرَهُم بمَنْ قَتَلَهُ.
مثال آخر: قِصَّةِإبراهيمَالخليلِحينَ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أنْ يُرِيَهُ كيفَ يُحْيِي الموتَى، فَأَمَرَهُاللَّهُ تَعَالَى أنْ يَذْبَحَ أَرْبَعَةً من الطيرِ وَيُفَرِّقَهُنَّ أَجْزَاءًعلى الجبالِ التي حَوْلَهُ، ثُمَّ يُنَادِيَهُنَّ فَتَلْتَئِمُ الأجزاءُ بَعْضُهَاإلى بَعْضٍ، وَيَأْتِينَ إلىإبراهيمَسَعْيًافهذهِ أمثلةٌحسِّيَّةٌ واقعيَّةٌ تَدُلُّ على إمكانيَّةِ إحياءِ الموتَى وأمَّا دَلاَلَةُ العقلِ فَمِنْ وَجْهَيْنِ:
أحدُهُمَـاأنَّ اللَّهَتَعَالَى فاطرُ السمواتِ والأَرْضِ وما فيهما، خالِقُهُمَا ابتداءً، والقادرُ علىابتداءِ الخَلْقِ، لا يَعْجَزُ عنْ إعادتِهِ:قالَاللَّهُ تَعَالَى:{وَهُوَ الَّذِييَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}.
الثَّاني أنَّ الأَرْضَ تكونُ مَيْتَةًهامدةً،ليسَ فيها شَجَرَةٌ خضراءُ،فَيَنْزِلُ عليها المطرُ، فَتَهْتَزُّ خضراءَ حَيَّةً، فيها منْ كلِّ زوجٍ بهيجٍ
س22: بيِّن دلالة الشرع والعقل والحس على ثبوت عذاب القبرونعيمه
أمَّا الشرعُ::خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ بَعْضِحِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِيقُبُورِهِمَا... )وَذَكَرَالحديثَ، وفيهِ: ((أَنَّأَحَدَهُمَا كَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِن البَوْلِ))وفي روايَةٍ: ((مِنْ بَوْلِهِ))((وأنَّ الآخَرَ كانَ يَمْشِيبالنَّمِيمَةِ)).

وأمَّا الحِسُّ فالنائِمَيَرَى في مَنَامِهِ أنَّهُ كانَ في مكانٍ فسيحٍ بَهِيجٍ يَتَنَعَّمُ فيهِ، أوْأنَّهُ كانَ في مكانٍ ضَيِّقٍ مُوحِشٍ يَتَأَلَّمُ منهُ، وَرُبَّمَا يَسْتَيْقِظُأَحْيَانًا مِمَّا رَأَى، ومعَ ذلكَ فهوَ على فِرَاشِهِ في حُجْرَتِهِ على ما هوَعليهِ. والنومُ أَخُوالموتِ؛ ولهذا سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَفَاةً،
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَمَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىعَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}.
وأمَّا العقلُ:فإنَّ النَّائمَ فيمَنَامِهِ يَرَى الرُّؤْيَا الحقَّ المطابقةَ للواقعِ، وَرُبَّمَا رَأَى النبيَّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صِفَتِهِ، ومَنْ رَآهُ على صِفَتِهِ فقدْرَآهُ حَقًّا، ومعَ ذلكَ فالنَّائِمُ في حُجْرَتِهِ على فراشِهِ بعيدٌ عَمَّارَأَى، فإذا كانَ هذا مُمْكِنًا في أحوالِ الدنيا، أَفَلاَ يَكُونُ مُمْكِنًا فيأحوالِ الآخرةِ؟!
وأمَّااعْتِمَادُهُم فيما زَعَمُوهُ على أنَّهُ لوْ كُشِفَ عن المَيِّتِ في قبرِهِلَوُجِدَ كما كانَ عليهِ، والقبرُ لم يَتَغَيَّرْ بِسَعَةٍ ولا ضيقٍ، فَجَوَابُهُمنْ وجوهٍ؛ منها:
الأَوَّلُ:أنَّهُ لا تَجُوزُ مُعَارَضَةُ ما جاءَ بهِ الشرعُبمثلِ هذهِ الشُّبُهَاتِالدَّاحِضَةِ، التي لوْ تَأَمَّلَ المُعَارِضُ بها ما جاءَ بهِ الشرعُ حَقَّالتَّأَمُّلِ لَعَلِمَ بُطْلاَنَ هذهِ الشُّبُهَاتِ
الثاني:أنَّ أحوالَ البَرْزَخِ منْ أُمُورِ الغَيْبِ التي لا يُدْرِكُهَاالحِسُّ،ولوْ كانتْ تُدْرَكُبالحسِّ لَفَاتَتْ فائدةُ الإيمانِ بالغيبِ، ولَتَسَاوَى المؤمنونَ بالغَيْبِوالجاحدونَ في التصديقِ بها.
الثالثُ:أنَّ العذابَ والنعيمَ وَسَعَةَ القبرِ وَضِيقَهُ، إنَّمايُدْرِكُهَا المَيِّتُ دُونَ غَيْرِهِ،وهذا كما يَرَى النائمُ في منامِهِ أنَّهُ في مكانٍضَيِّقٍ مُوحِشٍ، أوْ في مكانٍ واسعٍ بَهِيجٍ، وهُوَ بالنسبةِ لغيرِهِ لمْيَتَغَيَّرْ مَنَامُهُ هوَ في حُجْرَتِهِ وَبَيْنَ فِرَاشِهِوغطائِهِ.
الرابعُ:أنَّ إِدْرَاكَ الخَلْقِ محدودٌ بما مَكَّنَهُم اللَّهُ تَعَالَى منْإِدْرَاكِهِ،ولا يُمْكِنُ أنْيُدْرِكُوا كلَّ موجودٍ، فالسَّمَاواتُ السبعُ والأَرْضُ ومَنْ فِيهِنَّ، وَكُلُّشيءٍ يُسَبِّحُ بحمدِ اللَّهِ تَسْبِيحًا حَقِيقِيًّا، يُسْمِعُهُ اللَّهُ تَعَالَىمَنْ شاءَ منْ خَلْقِهِ أَحْيَانًا، ومعَ ذلكَ هوَ مَحْجُوبٌعنَّا.وهكذا الشياطينُوالجِنُّ يَسْعَوْنَ في الأَرْضِ ذهَابًا وإِيَابًا، وقدْ حَضَرَت الجنُّ إلى رسولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسْتَمَعُوا لقراءتِهِ وَأَنْصَتُوا،وَوَلَّوْا إلى قَوْمِهِم مُنْذِرِينَ، ومعَ هذا فهم مَحْجُوبُونَ عَنَّا
وإذا كانَ الخلقُلا يُدْرِكُونَ كلَّ موجودٍ، فإنَّهُ لا يَجُوزُ أنْ يُنْكِرُوا ما ثَبَتَ منْأُمُورِ الْغَيْبِ ولم يُدْرِكُوهُ.
س27: فسر باختصارالآيتين التاليتين:-
أ. {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرقوالمغرب} الآية
ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أنَّ اليهودَ يَتَّجِهونَ إلَى الْمَغرِبِ، والنصارَىيَتَّجِهُون إلَى الْمَشْرِقِ، واللهَ نَفَى أنْ يكونَ هذا هوَ الْبِرَّ؛لأنَّهُم لم يُحَقِّقُوا الإيمانَ باللهِ والملائكةِ والكتابِ والنبِيِّينَ… هذه أنواعُ الْبِرِّ كُلُّها فالبِرَّ الحقيقيَّ في الإيمانِ وتَوابعِ الإيمانِ مِن الأعمالِالصالحةِ قالَابنُكثير ٍمَن اتَّصَفَ بهذه الآيَةِ فقدْ دَخَلَ في عُرَى الإسلامِ كلِّها وأَخَذَبِمَجامِعِ الخيرِ كُلِّهِ
ب. {إنَّا كل شيء خلقناه بقدر} .
كلَّ شيءٍ مِن المخلوقاتِ العُلويَّةِ والسُّفليَّةِ بتقديرٍ سابِقٍ لِخَلْقِ اللهُ، وذلكَ بكتابتِهِ في اللوحِ المحفوظِ، فهوَ يَقَعُ كما كُتِبَ بوقتِهِوقَدْرِهِ، وجميعِ ما اشْتَمَلَ عليهِ مِن الصفاتِ،

توكل 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م 09:22 AM

تابع مرتبة الإيمان
س23: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالقدر.
الأوَّلُ: الإيمانُ بعِلْمِ اللهِ تعالَى،
وأنَّهُ عالِمٌ بما كانَ، وما يكونُ، وكيفَيكونُ.
الثاني: الإيمانُ بالكتابةِ،
وأنَّ اللهَ كَتَبَ ما عَلِمَ أنَّهُ كائنٌإلَى يومِ القِيامةِ.
والثالثُ: الإيمانُ بأنَّهُ لا يَحْصُلُ في هذا الكونِ إلاَّ ما شاءَ اللهُ.
والرابعُ: الإيمانُ بأنَّ اللهَ جَلَّ وعلا خَلَقَ الْخَلْقَ وأعمالَهموأفعالَهم.

س24: الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية باطل. بيِّنذلك.
والإيمانُ بالقَدَرِ لا يَمْنَحُ العبدَ حُجَّةً على ما تَرَكَ من الواجباتِ، أوْ فَعَلَ منالمعاصِي
وهذا باطلٌ منْ وجوهٍ:
الأَوَّلُ:قولُهُ تَعَالَى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوالَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍكَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْعِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّوَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ}.
ولوْ كانَ لهمحُجَّةٌ بالقَدَرِ ما أَذَاقَهُم اللَّهُ بَأْسَهُ.
الثاني:قولُهُ تَعَالَى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَوَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ للنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِوَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. ولوْ كانَ القَدَرُحُجَّةً للمخالفينَ لم تَنْتَفِ بإرسالِ الرُّسُلِ
الثالثُ:النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ قَدْكُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِأَوْ مِنَ الْجَنَّةِ))، فَقَالَ رَجُلٌمِن القَوْمِ: أَلاَ نَتَّكِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((لاَ، اعْمَلُوا فَكُلٌّمُيَسَّرٌ))، ثُمَّ قَرَأَ{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}الآيَةَ. وفي لفظٍ: ((فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَلَهُ)). فَأَمَرَ النبيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعملِ، وَنَهَى عن الاتِّكَالِ على القَدَرِ.
الرابعُإنَّ اللَّهَ تَعَالَىأَمَرَ العبدَ وَنَهَاهُ، ولم يُكَلِّفْهُ إلاَّ مايَسْتَطِيعُ،قالَ اللَّهُتَعَالَى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. ولوْ كانَ العبدُمُجْبَرًا على المعصية لكانَ مُكَلَّفًا بما لا يَسْتَطِيعُ الخلاصَ منهُ، وهذاباطلٌ، ولذلكَ إذا وَقَعَتْ منهُ المعصيَةُ بِجَهْلٍ أوْ نسيانٍ أوْ إكراهٍ فلاإِثْمَ عليهِ؛ لأنَّهُ مَعْذُورٌ.
الخامسُ لا حُجَّةَ للمرءِ فيما لا يَعْلَمُهُ:وقَدَرَ اللَّهِ تَعَالَى سِرٌّ مَكْتُومٌ، لا يُعْلَمُ بهِإلاَّ بعدَ وقوعِ المَقْدُورِ،وإرادةُ العبدِ لِمَا يَفْعَلُهُ سابقةٌ على فِعْلِهِ، فتكونُ إرادتُهُ الفعلَ غيرَمَبْنِيَّةٍ على عِلْمٍ منهُ بِقَدَرِ اللَّهِ
السادسُ:أنَّنَا نَرَى الإنسانَ يَحْرِصُعلى ما يُلاَئِمُهُ منْ أمورِ دُنْيَاهُ حتَّى يُدْرِكَهُ،ولا يَعْدِلُ عنهُ إلى ما لا يُلاَئِمُهُ،، فلماذا يَسْلُكُ في أمرِ الآخرةِ طريقَ النَّارِ دونَ الجنَّةِوَيَحْتَجُّ بالقدرِ
السابعُ:أنَّ الْمُحْتَجَّ بالقدرِ على ماتَرَكَهُ من الواجباتِ أوْ فَعَلَهُ من المعاصِي،لو اعْتَدَى عليهِ شخصٌ فَأَخَذَ مالَهُ أو انْتَهَكَحُرْمَتَهُ ثُمَّ احْتَجَّ بالقدرِ لم يَقْبَلْ حُجَّتَهُ، فكيفَ لا يَقْبَلُ الاحتجاجَ بالقَدَرِفي اعتداءِ غيرِهِ عليهِ، وَيَحْتَجُّ بهِ لنفسِهِ
وَيُذْكَرُ أنَّأميرَ المؤمنينَعمرَ بنَ الخَطَّابِرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُفِعَ إليهِ سارقٌ اسْتَحَقَّالقَطْعَ، فَأَمَرَ بقَطْعِ يَدِهِ، فقالَ: مَهْلاً يا أميرَ المؤمنينَ، فإنَّماسَرَقْتُ بِقَدَرِ اللَّهِ، فَقَالَعُمَرُ: (ونحنُ إنَّما نَقْطَعُ بِقَدَرِاللَّهِ).
س25: اذكر بعض ثمرات الإيمان بالقدر.
الأُولَى:الاعتمادُ على اللَّهِ تَعَالَى عندَ فِعْلِ الأسبابِ،بحيثُ لا يَعْتَمِدُ على السببِنَفْسِهِ؛
الثانيَةُ:أنْ لا يُعْجَبَ المرءُ بِنَفْسِهِ عندَ حُصُولِمُرَادِهِ؛لأنَّهُ نعمةٌ مناللَّهِ تَعَالَى، بما قَدَّرَهُ منْ أسبابِ الخيرِ والنجاحِ،
الثالثةُ:الطُّمَأْنِينَةُ والراحةُ النفسيَّةُ بما يُجْرَى عليهِ فلا يَقْلَقُبِفَوَاتِ محبوبٍ، أوْ حُصُولِ مَكْرُوهٍ؛ لأنَّ ذلكَ بِقَدَرِ اللَّهِ وهُوَ كائنٌ لا محالةَ.
س26: ضلَّ في باب القدرطائفتان. اذكرهما، وبيِّن بطلان مذهبهما باختصار.
إِحْدَاهُمَا:الجَبْرِيَّةُ
قالُوا: إنَّ العبدَ مُجْبَرٌ على عملِهِ، وليسَ لهُ فيهِ إرادةٌ ولا قُدْرَةٌ.
هذا باطل حيث
1)إنَّ اللَّهَتَعَالَى أَثْبَتَ للعبدِ إرادةً ومشيئةً، وَأَضَافَ العملَإليهِ:
قالَ اللَّهُتَعَالَى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُالدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ}.
2)إنَّ كلَّ إنسانٍيَعْلَمُ الفرقَ بينَ أفعالِهِ الاختياريَّةِ بإرادتِهِ؛كالأَكْلِ والشُّرْبِ وَبَيْنَ ما يَقَعُ عليهِ بغيرِ إرادتِهِ؛كالارْتِعَاشِ من الحُمَّى فهوَ في الأَوَّلِ فاعلٌ مُخْتَارٌبإرادتِهِ منْ غيرِ جبرٍ، وفي الثاني غيرُ مُخْتَارٍ ولا مُرِيدٍ لِمَا وَقَعَعليهِ.
الثانيَةُ:القَدَرِيَّةُ
قالوا: إنَّ العبدَ مُسْتَقِلٌّ بعملِهِ في الإرادةِ والقدرةِ، وليسَ لمشيئةِاللَّهِ تَعَالَى وَقُدْرَتِهِ فيهِ أَثَرٌ
هذا باطل حيث
1)إنَّ اللَّهَتَعَالَى خالِقُ كلِّ شيءٍ، وكلُّ شيءٍ كَائِنٌ بِمَشِيئَتِهِ.قالَ تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّنَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأََمْلأََنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}.
2)إنَّ الكَوْنَ كُلَّهُ مَمْلُوكٌ للَّهِ تَعَالَى، والإنسانُ مَمْلُوكٌ للَّهِ تَعَالَى، ولايَتَصَرَّفَ فيمِلْكِ المَالِكِ إلاَّ بِإِذْنِهِ وَمَشِيئَتِهِ

توكل 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م 10:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

مرتبةالإحسان

س1: عرف الإحسان لغةً وشرعاً.
الإحسانُ ضِدُّالإساءةِ، وهُوَ: أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى،
الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُفَإِنَّهُ يَرَاكَ
س2: اذكر أقسامالإحسان.
الإحسانُ في الأَصْلِنَوعانِ:
-1
إحسانٌ في عِبادةِ الخالِقِ وهوَ الْمُرَادُ
-2 إحسانٌ في حُقوقِ الخلْقِ،وهوَ نَوعان:
النوع الأول:إحسانٌ واجبٌ، َبِرِّ الوالدينِ، وصِلَةِالأرحامِ، والإنصافِ في جميعِ الْمُعاملاتِ
النوعُالثاني:الإحسانُ المستحَبُّ، وهوَ ما زادَ علَى الواجِبِ مِنْ: بَذْلِنَفْعٍ بَدَنِيٍّ، أوْ مالٍ، أوْ عِلْمِيٍّ
وأَجَلُّ أنواعِ الإحسانِ:الإحسانُ إلَى مَنْ أساءَ إليكَ،
س3: اذكر مراتب الإحسان، معالتوضيح
قالَ ابنُ القَيِّمِرَحِمَهُ اللَّهُ:
فالعبادةُ مَبْنِيَّةٌ على هذَيْنِالأمرَيْنِ:غايَةُ الحبِّ، وغايَةُالذُّلّ، فَفِي الحُبِّ الطلبُ، وفي الذُّلِّ الخوفُ والهربُ
مراتب الإحسان :
1)عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ كأنَّهُ يَرَاهُ - عِبَادَةُ طَلَبٍ وشَوْقٍ، يَجِدُ الإنسانُ مِنْ نفسِهِ حَاثًّا عليها؛ هذاالَّذِي يُحِبُّهُ فَيَقْصِدُهُ وَيُنِيبُ إليهِويَتَقَرَّبُ إليهِ سبحانَهُ وتَعَالَى،
2) عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ لأنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يرَاهُ وهذهِ عبادةُ الهَرَبِوالخوفِ؛ ولهذا كانتْ هذهِ المرتبةُ ثانيَةً في الإحسانِ فَتَعْبُدُهُ عبادةَ خائفٍ منهُ،هاربٍ منْ عذابِهِ وعقابِهِ. وهذهِ الدرجةُ عندَ أَرْبَابِ السلوكِ أَدْنَى منالدرجةِ الأُولَى.
س4: ما معنى الإحسان إلىالخلق؟
أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى، فَيَبْذُلَ المعروفَ لعبادِاللَّهِ في
1)مالِهِ يُنْفِقَ وَيَتَصَدَّقَ وَيُزَكِّيوَأَفْضَلُ أنواعِ الإحسانِ بالمالِالزكاةُ؛لأَِنَّ الزكاةَ أحدُ أركانِ الإسلامِ وَيَلِي ذلكَمَا يَجِبُ على الإنسانِمنْ نَفَقَةٍ لزوجتِهِ، وأُمِّهِ، وَأَبِيهِ، وَذُرِّيَّتِهِ ثُمَّ الصدقةُ علىالمساكينِ
2) جَاهِهِ ؛ النَّاسَ مراتبُ، مِنْهُممَنْ لهُ جاهٌ يَشْفَعُ للمحتاجُ إمَّا بِدَفْعِضَرَرٍ أوْ بِجَلْبِ خيرٍ
3) ِعِلْمِهِ؛ تَعْلِيمًا فيالحَلَقاتِ والمجالسِ العامَّةِ والخاصَّةِ، حتَّى لوْ كُنْتَ في مجلسِ قَهْوَةٍ،فإنَّ من الخيرِ والإحسانِ أنْ تُعَلِّمَ النَّاسَ، ولكن اسْتَعْمِل الحكمةَ فلاتُثْقِلْ على النَّاسِ، النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَيَتَخَوَّلُهُم بالموعظةِ ولا يُكْثِرُ
4)أمَّا الإحسانُ إلى النَّاسِبالبَدَنِ
تُعِينُ رجلٌ تَحْمِلُ متاعَهُ معهُ، أوْ تَدُلُّهُ على طريقٍ

تابع
مرتبةالإحسان

س1: عرف الإحسان لغةً وشرعاً.
الإحسانُ ضِدُّالإساءةِ، وهُوَ: أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى،
الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُفَإِنَّهُ يَرَاكَ
س2: اذكر أقسامالإحسان.
الإحسانُ في الأَصْلِنَوعانِ:
-1
إحسانٌ في عِبادةِ الخالِقِ وهوَ الْمُرَادُ
-2 إحسانٌ في حُقوقِ الخلْقِ،وهوَ نَوعان:
النوع الأول:إحسانٌ واجبٌ، َبِرِّ الوالدينِ، وصِلَةِالأرحامِ، والإنصافِ في جميعِ الْمُعاملاتِ
النوعُالثاني:الإحسانُ المستحَبُّ، وهوَ ما زادَ علَى الواجِبِ مِنْ: بَذْلِنَفْعٍ بَدَنِيٍّ، أوْ مالٍ، أوْ عِلْمِيٍّ
وأَجَلُّ أنواعِ الإحسانِ:الإحسانُ إلَى مَنْ أساءَ إليكَ،
س3: اذكر مراتب الإحسان، معالتوضيح
قالَ ابنُ القَيِّمِرَحِمَهُ اللَّهُ:
فالعبادةُ مَبْنِيَّةٌ على هذَيْنِالأمرَيْنِ:غايَةُ الحبِّ، وغايَةُالذُّلّ، فَفِي الحُبِّ الطلبُ، وفي الذُّلِّ الخوفُ والهربُ
مراتب الإحسان :
1)عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ كأنَّهُ يَرَاهُ - عِبَادَةُ طَلَبٍ وشَوْقٍ، يَجِدُ الإنسانُ مِنْ نفسِهِ حَاثًّا عليها؛ هذاالَّذِي يُحِبُّهُ فَيَقْصِدُهُ وَيُنِيبُ إليهِويَتَقَرَّبُ إليهِ سبحانَهُ وتَعَالَى،
2) عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ لأنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يرَاهُ وهذهِ عبادةُ الهَرَبِوالخوفِ؛ ولهذا كانتْ هذهِ المرتبةُ ثانيَةً في الإحسانِ فَتَعْبُدُهُ عبادةَ خائفٍ منهُ،هاربٍ منْ عذابِهِ وعقابِهِ. وهذهِ الدرجةُ عندَ أَرْبَابِ السلوكِ أَدْنَى منالدرجةِ الأُولَى.
س4: ما معنى الإحسان إلىالخلق؟
أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى، فَيَبْذُلَ المعروفَ لعبادِاللَّهِ في
1)مالِهِ يُنْفِقَ وَيَتَصَدَّقَ وَيُزَكِّيوَأَفْضَلُ أنواعِ الإحسانِ بالمالِالزكاةُ؛لأَِنَّ الزكاةَ أحدُ أركانِ الإسلامِ وَيَلِي ذلكَمَا يَجِبُ على الإنسانِمنْ نَفَقَةٍ لزوجتِهِ، وأُمِّهِ، وَأَبِيهِ، وَذُرِّيَّتِهِ ثُمَّ الصدقةُ علىالمساكينِ
2) جَاهِهِ ؛ النَّاسَ مراتبُ، مِنْهُممَنْ لهُ جاهٌ يَشْفَعُ للمحتاجُ إمَّا بِدَفْعِضَرَرٍ أوْ بِجَلْبِ خيرٍ
3) ِعِلْمِهِ؛ تَعْلِيمًا فيالحَلَقاتِ والمجالسِ العامَّةِ والخاصَّةِ، حتَّى لوْ كُنْتَ في مجلسِ قَهْوَةٍ،فإنَّ من الخيرِ والإحسانِ أنْ تُعَلِّمَ النَّاسَ، ولكن اسْتَعْمِل الحكمةَ فلاتُثْقِلْ على النَّاسِ، النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَيَتَخَوَّلُهُم بالموعظةِ ولا يُكْثِرُ
4)أمَّا الإحسانُ إلى النَّاسِبالبَدَنِ
تُعِينُ رجلٌ تَحْمِلُ متاعَهُ معهُ، أوْ تَدُلُّهُ على طريقٍ

توكل 9 صفر 1432هـ/14-01-2011م 02:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

دليل مراتب الدين (حديث جبريل الطويل)
س5:مامعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل))؟
إِنَّها مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بعِلْمِهِ
تَعْرِيضًا للسَّامِعِينَ: أنَّ كلَّ مَسْؤُولٍ، وسَائِلٍ عنها، فهو كذلك، وكَفُّالسَّامِعِينَ عَنِ السُّؤَالِ عن وَقْتِها
س6: ما معنى قوله: ((أن تلد الأمةربتها))؟
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ علَى أقوالٍ مِنها:
- أنَّ هذا إخبارٌ بأنَّ السَّرَارِيَّ تَكْثُرُ وَلَدُها مِنْ سَيِّدِها بِمَنْزِلَةِ سَيِّدِها، لا سيَّما إذاكَثُرَت الأموالُ، وبَدَأَ الولَدُ يَتَصَرَّفُ في المالِ فيكونُ هوَ السَّيِّدَالْمُطاعَ
-وقيلَ: إنَّ الحديثَ دَليلٌ علَى أنَّ الإماءَ يَلِدْنَالْمُلوكَ أمُّ الْمَلِكِ أَمَةً، إنَّهُ سيكونُ سَيِّدًا لأُمِّهِ ولغيرِ أُمِّهِ مِنْأفرادِ الرَّعِيَّةِ، واللهُ أَعْلَمُ.
س7: ما معنىالأمارات؟
العَلاَمَات وأماراتُها وأَشراطُها بمعنًى واحدٍ.
والْمُرَادُ بهُا الأَماراتُ التيتَتَقَدَّمُ الساعةَ بأزمانٍ مُتطاوِلَةٍ، وهيَ الأشراطُ الصغرَى، وليسَ الأشراطُ الكُبْرَى: كطُلوعِ الشمسِمِنْ مَغْرِبِها، وظهورِ الدَّجَّالِ، ونُزولِ عيسَى عليهِ السلامُ
س8: ما الذي ينبغي أن يقوله مَن سُئل عما لايعلم؟
أن يَكِلَ الْعِلْمَ إلَى عالِمِهِ ولا يَتَكَلَّفَ في الجوابِ، بلْ يقولُ: اللهُأَعْلَمُ.
أمَّا في حياتِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فإنَّ الْعِلْمَيُمْكِنُ أن يُؤْخَذَ مِنه فيقولَ المسؤولُ: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ، لكنْ بعدَوَفاتِهِ يقولُ: اللهُ أَعْلَمُ. قيلَ في (اللَّهُ أَعْلَمُ): نِصْفُ العِلْمِ، يَعْنِي: أنَّ العِلْمَ يَنْقَسِمُإلى قِسْمَيْنِ: فَوَظِيفَةُ مَا تَعْلَمُ، أنْ تُجِيبَ عنه بِمَا تَعْلَمُه، ومَالاَ تَعْلَمُه، تَقُولُ فيه: اللَّهُ أَعْلَمُ.
س9: أيهما أفضل: إظهار العبادة أوإسرارها؟
كل بحسبه أَعْمَالِ الجَوَارِحِ الظَّاهِرَةِ، أركان الإِسْلاَمُ تُظهر أما أعمال القلوب والتطوع فإسرارها أفضل والله أعلم
س10: تحدث باختصار عن أهمية حديث جبريل عليهالسلام.
حديثٌ عظيمٌ قد اشْتَمَلَ علَى جميعِ وَظائفِ الأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ، وعلومُالشريعةِ كلُّها راجعةٌ إليهِ، ومُتَشَعِّبَةٌ مِنه، لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْجَمْعِهِ علمَ السنَّةِ،
ما ذُكِرَ في هذا الحديثِ هوَ الدِّينُ؛ لأنَّهُ اشْتَمَلَ علَى أُصولِ الدِّينِوعقائدِهِ مِن الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ ويبين عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ وشَرَفُه وجَلاَلَتُه: أَمْرٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ.، واللهُأَعْلَمُ
س11: ما سبب اختيار المؤلف لرواية مسلم لحديث عمر دونسائر الروايات؟
لِمَا فيه مِن زَوائِدِ الفَوَائِدِ، .
س13: بين ما يدل عليهقوله عليه الصلاة والسلام: ((هذا جبريل أتاكم يعلمكمأمر دينكم
دَليلٌ علَى أنَّ ما ذُكِرَ في هذا الحديثِ هوَ الدِّينُ؛ لأنَّهُ اشْتَمَلَ علَىأُصولِ الدِّينِ وعقائدِهِ مِن الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ،
سؤال العالم ينبه لمسائل مهمة تغيب عن الكثيرواللهُأَعْلَمُ.

الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم

الأسئلة
س1: تكلم باختصار عن أهمية الأصلالثالث.
فحقيقة هذا الأصل العلم ببعض سيرةالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا العلم متعين لتكون الشهادة بأن محمداً رسول الله عنعلم ومعرفة، لو قيل له: من محمد هذا ؟ فلميعرفه، كانت شهادته مدخولة،
أن يَعْبُدَ اللهَ تعالَى علَى عِلْمٍ وبَصيرةٍ وتكونَ عِبادتُهُ صحيحةًمَقبولةً عنْ طريقِ التَّلَقِّي مِن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.
س2: اذكر بعض ما يتضمنه معرفة النبي صلى الله عليهوسلم.
معرفةُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَضَمَّنُخمسةَ أمورٍ:
الأَوَّلُ:معرفتُهُ نَسَبًا أَشْرَفُ النَّاسِ نَسَبًاهاشِمِيٌّ قُرَشِيٌّ عَرَبِيٌّ
الثاني:مَعْرِفَةُ سِنِّهِ، وَمَكَانِ وِلادَتِهِ،وَمُهَاجَرِهِ.
فقَدْوُلِدَ بِمَكَّةَ، وَبَقِيَ فيها ثلاثًا وخمسينَ سَنَةً، ثُمَّ هَاجَرَ إلىالمدينةِ فَبَقِيَ فيها عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فيها في ربيعٍ الأَوَّلِسنةَ إِحْدَى عَشْرَةَ بعدَ الهجرةِ.
الثالثُ:معرفةُ حياتِهِ النبويَّةِ،وهيَ ثلاثٌ وعشرونَ سنةً،فقدْ أُوحِيَ إليهِ ولهُ أربعونَ سنةً،
الرابعُ:بِمَاذَا كانَ نَبِيًّا وَرَسُولاً؟ فقدْ كانَ نَبِيًّاحينَ نَزَلَ عليهِ قولُ اللَّهِ تَعَالَى: {اقْرَأْ بِاسْمِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَالأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْيَعْلَمْ}.
ُثمَّ كانَ رَسُولاً حينَ نَزَلَ عليهِ قولُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَفَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلاَ تَمْنُنْتَسْتَكْثِرُ (5) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}. النبيَّ هوَ مَنْ أُوحِيَ إليهِ بِشَرْعٍ ولم يُؤْمَرْ بِتَبْلِيغِهِ، والرسولَمَنْ أَوْحَى اللَّهُ إليهِ بِشَرْعٍ وَأُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ والعملِ بهِ، فَكُلُّرسولٍ نبيٌّ، وليسَ كلُّ نَبِيٍّ رسولاً.
الخامسُ:بِمَاذَا أُرْسِلَ، ولماذا؟ فقدْ أُرْسِلَ بتوحيدِاللَّهِ تَعَالَى وشريعتِهِ المُتَضَمِّنَةِ لفعلِ المأمورِ وَتَرْكِ المحظورِ،وَأُرْسِلَ رَحْمَةً للعالمينَ حتَّى يَنَالُوا بذلكَ مَغْفِرَةَاللَّهِ ورِضْوَانَهُ، وَيَنْجُوا منْ عقابِهِ وسَخَطِهِ.

توكل 9 صفر 1432هـ/14-01-2011م 02:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

تابع الأصل الثالث: معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
س3: اذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم.
وَهُوَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ وَهَاشمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ العَرَبِ،وَالعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِإِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ،
عَبْدِالمُطَّلِبِ اسْمُه: شَيْبَةُ، ويُقَالُ له: شَيْبَةُ الحَمْدِ، لِجُودِهِ، وجِمَاعُ أَمْرِقُرَيْشٍ إليه
هَاشِمٍ اسْمُهُ عَمْرٌو:أَوَّلُ مَنْ هَشَمَالثَّرِيدَ معَ اللَّحْمِ لقومِهِ في مَكَّةَ في سِنِي الْمَحْلِ،
قُرَيْشٍ واسمُهُ فِهْرُ بنُ مالكٍ، وقيلَ: قريشٌ هوَ النَّضْرُ بنُ كِنانةَ جدُّ فِهْرِ بنِمالكٍ،
س4: كم له من العمر؟ومتى نبئ ؟
وَلَهُ مِنَالعُمْرِ ثَلاَثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ،وَثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ نَبِياًّ رَسُولاً
س5: بم نبئ؟ وبم أرسل ؟
نُبِّئَبِإقْرَا، وَأُرْسِلَ بِالمُدَّثِّرِ،
س6: في أي بلد نشأ؟ وإلىأي بلد هاجر؟
بلَدُهُ مَكَّةُ، وَهَاجَرَ إلى المدينةِ
س7: بم بعثه الله عز وجل؟ معالدليل.
بَعَثَهُ اللهُبِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَفَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلاَ تَمْنُنْتَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.
س8: كم له من العمر حين هاجر إلى المدينة؟
هَاجَرَ إلى المدينةِ كان عمره ثلاثًا وخمسينَ سَنَةً،
س9: متى عرج به إلى السماء ؟
َبَعْدَ عَشْرَ سِنِينَ من الدعوة عُرِجَ بِهِ إِلىالسَّمَاءِ
س10: متى فرضت الصلاة؟
بعدعَشْرَ سِنِينَ، فَرض الصَّلاَةِ التي هي عِمَادُ الدِّينِ في ليلةٍ الإسراءَ والْمِعراجَ
س11: فسر باختصار صدر سورة المدثر
:{يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ. ، المُتَدَثِّرُ ، المُتَغَشِّي بثِيابِهِ مِن الرُّعْبِ، الذي حَصَلَ له مِنرُؤْيَةِ المَلَكِ، عندَ نُزُولِ الوَحْيِ.
{قمْ فَأَنْذِرْ} انْهَضْ فخَوِّفِ المشرِكينَ وحَذِّرْهُمُ العذابَ يُنْذِرُ عَنِالشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ فصارَ رسولاً بأمرِهبالنذارةِ..
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ.
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}أَيْ: طَهِّرْأَعْمَالَكَ عَنِ الشِّرْكِ. ونَفْسَكَ من الذُّنُوبِ
{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}الرُّجْزُ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا: تَرْكُهَا وَأَهْلِهَا، وَالبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَاس12: لم هاجر النبي صلىالله عليه وسلم من مكة ؟
ِمُفَارَقَةِ المُشْرِكِينَ وأَوْطَانِهِم، ليظْهَرِدِينِه، والدَّعْوةِ إلى اللَّهِ فذلك واجِبٌ وفَرْضٌ،ومَا لاَ يَتِمُّ الوَاجِبُ إلاَّ به، فهو وَاجِبٌ، ولاَ يَتِمُّ الفَرْضُوالوَاجِبُ، إلاَّ مَعَ مُفَارَقَةِ المُشْرِكِينَ عن الأَوْطَانِ،
س13: مَن صاحبه حين هاجرإلى المدينة ؟
أبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
س14: اذكر باختصار قصة هجرته إلىالمدينة.
كانَ أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قدْ تَجَهَّزَ مِنْ قَبْلُ للهجرةِ إلىالمدينةِ، فَقَالَ لهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي))،فَتَأَخَّرَ أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَصْحَبَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّم
اجْتَمَعَ كُبَرَاء قريش في دارِ النَّدْوَةِ،وَتَشَاوَرُوا لقَتْلِ النبيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛جميعا فَيَتَفَرَّقُ دَمُهُ في القبائلِ،
فَأَعْلَمَاللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا أَرَادَ المشركونَ،وَأَذِنَ لهُ بالهجرةِ، خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَبُو بكرٍ فَأَقَامَا فيغارِ جَبَلِ ثَوْرٍ ثلاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُما عبدُ اللَّهِ بنُ أبي بكرٍ،َيَنْطَلِقُ في آخِرِ الليلِ إلىمَكَّةَ، فَيُصْبِحُ في قُرَيْشٍ؛ فلا يَسْمَعُ بِخَبَرٍ حولَ النبيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبِهِ إلاَّ وَعَاهُ، حتَّى يَأْتِيَ بِهِ إليْهِمَاحينَ يَخْتَلِطُ الظلامُ،وقدحْفَظُهُمَا اللَّهُ بِعِنَايَتِهِ حتَّى إنَّقُرَيْشًا لَيَقِفُونَ على بابِ الغارِ فلا يَرَوْنَهُمَا
ولَمَّا سَمِعَأهلُ المدينةِ من المهاجرينَ والأنصارِ بخروجِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم، كَانُوا يَخْرُجُونَ صباحَ كُلِّ يَوْمٍ إلى الْحَرَّةِ،يَنْتَظِرُونَ قُدُومَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبِهِ،اليومُ الَّذِي قَدِمَ فيهِ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَبَّ المسلمونَ للقاءِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهمالسلاحُ؛ تَعْظِيمًا وإجلالاً لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَإِيذَانًا باستعدادِهِم للجهادِ والدفاعِ دونَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم،نَزَلَ في بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ في قُبَاءَ، وَأَقَامَ فِيهم بِضْعَ لَيَالٍ،وأسَّسَ المسجدَ.
ثُمَّ ارْتَحَلَ إلى المدينةِ والناسُ معَهُ وآخَرُونَيَتَلَقَّوْنَهُ في الطُّرُقَاتِ.
س15: ما معنى اسم (محمد) ؟
الذي يُحْمَدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُحْمَدُ غيرُه، وهو عَلَمٌ مُشْتَقٌّ مِنالتَّحْمِيدِ، ولِمَا فيه مِن الخِصَالِ الحَمِيدَةِ،
س16: ما معنى النبوة؟
مِن النَّبَأِ؛ وهو الخَبَرُ؛ لأَِنَّهُ يُخْبِرُ عن اللَّهِ ومِن الارْتِفَاعُ، لاِرْتِفَاعِ رُتْبَتِه، ارْتَفَعَ عَلَى غيرِه وهي جُزْءٌ مِن الرِّسَالَةِ؛ إذ الرِّسَالَةُ تَتَنَاوَلُ النُّبُوَّةَ وغيرَها، وكلُّرَسُولٍ نَبِيٌّ، وليس كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولاً.
س17: ما الفرق بين النبي والرسول ؟
النبي:إِنْسَانٌ ذَكَرٌ، أُوحِيَ إليه بِشَرْعٍ، ولَمْ يُؤْمَرْ بِتَبْلِيغِه
الرَسُول: إِنْسَانٌ ذَكَرٌ، أُوحِيَ إليه بِشَرْعٍ وأُمِرَ بِتَبْلِيغِه
فالرِّسَالَةُ أَعَمُّ مِن جِهَةِ نَفْسِهَا، وأَخَصُّ مِن جِهَةِأَصْحَابِهَا؛ والنُّبُوَّةُ أَخَصُّ مِن جِهَةِ نَفْسِهَا وأَعَمُّ مِن جِهَةِأَصْحَابِهَا.
وكلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ، وليس كُلُّ نَبِيٍّرَسُولاً.
س18: من حضن النبي صلىالله عليه وسلم بعد وفاة أمه ؟
جَدِّه، ثُمَّ عَمِّهأَبِي طَالِبٍ.
س19: ما معنى هجر الرجز؟
تَرْكُ الأصنامِوالأوثانِ والإعراضُ عنها، والبَراءةُ مِنْ أَهْلِها،
س20: لماذا سمي عبد المطلب بهذا الاسم ؟
اسْمُه: شَيْبَةُيُقَالُ له: شَيْبَةُ الحَمْدِ، لِجُودِهِ، وجِمَاعُ أَمْرِقُرَيْشٍ إليه.سُمِّيَبعَبْدِ المُطَّلِبِ؛لأَِنَّ عَمَّه المُطَّلِبَ قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ، وهو رَدِيفُه، وقَدْ تَغَيَّرَلَوْنُه بالسَّفَرِ، فحَسِبُوه عَبْدًا لَهُ، فَقَالُوا: هذا عبدُ المُطَّلِبِ،فَعَلِقَ بِهِ هذَا الاسْمُ
س21: ما الفرق بين الوثن والصنم؟
الوثن : ليس على هيئة صورة و يُعبد من دون الله
الصنم: يكون على هيئة صورة: كوكب، جني، شجرة، آدمي......
شيء مصنوع على هيئة صورة، ممايعبد من دون الله صار صنماً.

توكل 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م 01:57 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
معنى الهجرة وحكمها
الأسئلة
س1: ما معنى الهجرة لغةً وشرعاً ؟
معنى الهجرة لغةً : الترْكُ والخروجُ مِنْ بَلَدٍ أوْ أَرْضٍ إلَى أُخْرَى
معنى الهجرة شرعاً: الانتقالُ مِنْ بَلَدِ الشرْكِ إلَى بَلَدِ الإسلامِ وهي مِنْ أَبْرَزِ تَكاليفِ الولاءِ والبَرَاءِ
س2: ما حكم الهجرة؟ معالدليل
الهجرةُ فَريضةٌ علَى هذه الأُمَّةِ مِنْ بَلَدِ الشرْكِ إلَى بَلَدِ الإسلامِ
الدليلُ قولُهُ تعالَى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُالْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّامُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةًفَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَيَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُأَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا}
س3: متى تنقطع الهجرة؟ مع ذكرالدليل
باقية إلى أن تقوم الساعة تنقطع الهجرة عند عَدَمُ قَبُولِ التوبةُ، وذلك إذا طَلَعَتالشمسُ مِنْ مَغْرِبِها؛
الدليل مِن السُّنَّةِ قولُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ:((لاَتَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلاَ تَنْقَطِعُالتَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا))
س5: ما حكم السفر إلى بلاد الكفار؟
الأَصْلَ تحريمُ السفَرِ إلَى بلادِ الكُفْرِفالإنسانُ مأمورًا بالهجرةِ مِنْ بلادِالكُفْرِ،
لا يَجوزُ السفَرُ لبلادِ الكُفْرِ إلاَّ بثلاثةِ شُروطٍ:
الشرْطُ الأَوَّلُ:أنْ يكونَ عندَهُ عِلْمٌ يَمْنَعُهُ مِمَّا يَرِدُ عليهِ مِنالشُّبُهاتِ والإشكالاتِ. الشرْطُ الثاني:أنْ يكونَ عندَهُ دِينٌيَمْنَعُهُ مَمَّا يَرِدُ عليهِ مِن الشَّهَواتِ؛ والتَفريقٍبينَ ما أَحَلَّ اللهُ وما حَرَّمَ اللهُ ومِنْ وَسائلِ السلامة
-أنْ يكونَ المسافِرُمُتَزَوِّجًا.
-وأنْ تكونَ زَوجتُهُ معه ليُعِفَّ نفسَهُ ويَتَحَصَّنَمِن الحرامِ، إذا كانَ يُريدُ الإقامةَ للدعوةِ أوْ للدراسةِ مَثَلاً.
الشرْطُ الثالثُ:أن يَتَمَكَّنَ مِنْإظهارِ دينِهِ والقيامِ بعِبادةِ رَبِّهِ، كما أَمَرَ اللهُ جَلَّ وعلا، ويَحْذَرَ مِنْ مُوالاةِ المشرِكينَ؛ لأنَّ مُوالاتَهم تُنَافِي الإيمانَ.
س6: ما حكم الإقامة في بلاد الكفار ؟
الإقامةُ في بلادِ الكُفَّارِ؛فإنَّ خَطَرَهَا عظيمٌ على دينِ المسلمِ وأخلاقِهِوسلوكِهِ وآدابِهِ،
يَنْبَغِي بلْ يَتَعَيَّنُ التَّحَفُّظُ منْ ذلكَ، وَوَضْعُ الشروطِ فالإقامةُ في بلادِ الكُفْرِ لا بُدَّ فيها منْ شَرْطَيْنِأَسَاسِيَّيْنِ:
الشرطُالأَوَّلُ:أَمْنُ المُقِيمِ على دِينِهِ، بالعلمِوالإيمانِ مُضْمِرًا لعداوةِ الكافرينَ وبُغْضِهِم،مُبْتَعِدًا عنْ مُوَالاَتِهِم وَمَحَبَّتِهِم؛ فإنَّ مُوَالاَتَهُم وَمَحَبَّتَهُممِمَّا يُنَافِي الإيمانَ باللَّهِ لأنَّ مَحَبَّتَهُم تَسْتَلْزِمُ مُوَافَقَتَهُم واتِّبَاعَهُم، أوْعلى الأَقَلِّ عَدَمَ الإنكارِ عليهم
الشرطُ الثاني:أنْ يَتَمَكَّنَمنْ إظهارِ دينِهِ؛ بحيثُ يقومُ بشعائرِ الإسلامِ بدونِ مُمَانِعٍ، فلا يُمْنَعُمنْ إقامةِ الصلاةِ والجُمُعَةِ والجماعاتِ ولا يُمْنَعُ من الزكاةِ والصيامِ والحَجِّ وغيرِهَا منْشعائرِ الدينِ، فإنْ كانَ لا يَتَمَكَّنُ منْ ذلكَ لم تَجُز الإقامةُ لوُجُوبِالهجرةِ حينئذٍ

توكل 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م 02:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
تابع معنى الهجرة وحكمها
الأسئلة

س7: اذكر دوافع الناسإلى الإقامة في بلاد الكفر إجمالاً، مع بيان حكم كلدافع.
تَنْقَسِمُ الإقامةُ في دارِ الكفرِ إلىأقسامٍ:
1:أنْ يُقِيمَللدَّعْوَةِ إلى الإسلامِ والترغيبِ فيهِ، فهذا نوعٌ من الجهادِ، فَرْضُكِفَايَةٍ على مَنْ قَدَرَ عليها، بشرطِ أنْ تَتَحَقَّقَ الدعوةُ، وأنْ لا يُوجَدَمَنْ يَمْنَعُ منها فالدعوةَ إلى الإسلامِ منْواجباتِ الدينِ
2:أنْ يُقِيمَلدراسةِ أحوالِ الكافرينَ والتَّعَرُّفِ على ما هُمْ عليهِ منْ فسادِ العقيدةِ،وانحلالِ الأخلاقِ لِيُحَذِّرَ النَّاسَ من الاغترارِ بهم، وَيُبَيِّنَ لِلْمُعْجَبِينَ بهم حقيقةَحَالِهِم،
وهذهِ من الجهادِ أيضًا؛ لِمَا يَتَرَتَّبُ عليها منالتحذيرِ من الكفرِ وَأَهْلِهِ لكنْ لا بُدَّ منْ شَرْطٍ:أنْ يَتَحَقَّقَ مُرَادُهُبدونِ مَفْسَدَةٍ أعظمَ منهُ فإنْ تَحَقَّقَمُرَادُهُ معَ مَفْسَدَةٍ أَعْظَمَ مثلِ: أنْ يُقَابِلُوا فِعْلَهُ بِسَبِّالإسلامِ ورسولِ الإسلامِ وَأَئِمَّةِ الإسلامِ وَجَبَ الكَفُّ؛ ويُشْبِهُ هذا أنْيُقِيمَ في بلادِ الكفرِ ليكونَ عَيْنًا للمسلمينَ؛ لِيَعْرِفَ ما يُدَبِّرُوهُللمسلمينَ من المكايدِ، فَيَحْذَرَهُم المسلمونَ، كَمَا أَرْسَلَ النبيُّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُذَيْفَةَ بنَ اليَمَانِ إلى المُشْرِكِينَ فيغَزْوَةِ الخَنْدَقِ لِيَعْرِفَ خَبَرَهُم.
3:أنْ يُقِيمَ لحاجةِ الدولةِ المسلمةِ وَتَنْظِيمِ عَلاقاتِهَا معَدُوَلِ الكُفْرِ؛ كَمُوَظَّفِي السفاراتِ.
فَحُكْمُهَا حُكْمُ ماأَقَامَ منْ أجلِهِ، فالمُلْحَقُ الثقافيُّ مَثَلاً، يُقِيمُ لِيَرْعَى شُئُونَالطَّلَبَةِ، وَيُرَاقِبَهُم، وَيَحْمِلَهُم على التزامِ دينِ الإسلامِ وأخلاقِهِوآدابِهِ، فَيَحْصُلُ بِإِقَامَتِهِ مصلحةٌ كبيرةٌ، وَيَنْدَرِئُ بِهَا شَرٌّكبيرٌ.
4:أنْ يُقِيمَلِحَاجَةٍ خَاصَّةٍ مُبَاحَةٍ؛ كالتجارةِ والعلاجِ، فَتُبَاحُ الإقامةُ بِقَدْرِالحاجةِ. وقدْ نَصَّ أهلُ العلمِ رَحِمَهُم اللَّهُ على جَوَازِ دُخولِ بلادِالكُفَّارِ للتجارةِ، وَأَثَرُوا ذلكَ عنْ بعضِ الصحابةِ رَضِيَ اللَّهُعَنْهُم.
5:أنْ يُقِيمَللدراسةِ، وهيَ منْ جِنْسِ ما قَبْلَهَا إقامةٌ لحاجةٍ، لكنَّها أَخْطَرُ منهاوَأَشَدُّ فَتْكًا بِدِينِ المُقِيمِ وأخلاقِهِ؛ فإنَّ الطالبَ يَشْعُرُ بِدُنُوِّمَرْتَبَتِهِ، وَعُلُوِّ مَرْتَبَةِ مُعَلِّمِيهِ، فَيَحْصُلُ منْ ذلكَتَعْظِيمُهُم والاقتناعُ بآرائِهِم وأفكارِهِم وسُلُوكِهِم، فَيُقَلِّدُهُم إلاَّمَنْ شاءَ اللَّهُ عِصْمَتَهُ، وهُمْ قليلٌ.
ثُمَّ إنَّ الطالبَيَشْعُرُ بحاجتِهِ إلى مُعَلِّمِهِ، والتَّوَدُّدِ إليهِوَمُدَاهَنَتِهِ فيما هوَ عليهِ من الانحرافِ والضلالِ.
والطالبُ في مَقَرِّ تَعَلُّمِهِ لهُ زملاءُ، يَتَّخِذُ منهم أصدقاءَ،يُحِبُّهُم وَيَتَوَلاَّهُم وَيَكْتَسِبُ منهم.
لذا وَجَبَ التَّحَفُّظُ فيهِ أَكْثَرَ مِمَّا قَبْلَهُ بشُرُوطٌ:
أولا: النُّضُوجِ العقليِّالَّذِي يُمَيِّزُ بهِ بينَ النافعِ والضارِّ، وَيَنْظُرُ بهِ إلى المستقبلِ البعيدِ.
ثانيا: عِلْمِ بالشريعةِ ما يَتَمَكَّنُ بهِ منالتمييزِ بينَ الحقِّ والباطلِ، لِئَلاَّ يَنْخَدِعَ بماهُمْ عليهِ من الباطلِ فَيَظُنَّهُ حَقًّا
ثالثا:أنْ يكونَ عندَالطالبِ دينٌ يَحْمِيهِ، وَيَتَحَصَّنُ بهِ من الكفرِوالفسوقِ.
فأسبابُ الكفرِوالفسوقِ هناكَ قَوِيَّةٌ وكثيرةٌ متنوِّعَةٌ، فإذا صَادَفَتْ مَحَلاًّ ضعيفَالمقاومةِ عَمِلَتْ عَمَلَهَا.
رابعا:أنْ تَدْعُوَ الحاجةُ إلى العلمِ الَّذِي أَقَامَ منْ أَجْلِهِ،بأنْ لا يُوجَدُ لهُ نظيرٌ في المدارسِ فيبلادِهِم، فإنْ كانَ منْ فُضُولِ العلمِ الَّذِي لا مَصْلَحَةَ فيهِ للمسلمينَ، أوْكانَ في البلادِ الإسلاميَّةِ من المدارسِ نظيرُهُ، لم يَجُزْ أنْ يُقِيمَ في بلادِالكفرِ منْ أجلِهِ؛
:6أنْ يُقِيمَ للسَّكَنِ، وهذا أَخْطَرُ مِمَّا قَبْلَهُ، وَأَعْظَمُ فشُعُورِهِ بأنَّهُ مُوَاطِنٌ مُلْتَزِمٌ بما تَقْتَضِيهِ الوطنيَّةُ منْمَوَدَّةٍ ومُوَالاةٍ وَيَتَرَبَّى أهلُهُ بينَ أهلِالكفرِ، فَيَأْخُذُونَ منْ أخلاقِهِم وَعَادَاتِهِم، وربَّمَا قَلَّدُوهُم فيالعقيدةِ والتَّعَبُّدِ؛ فإنَّ المُسَاكَنَةَ تَدْعُو إلىالمُشَاكَلَةِ.
وكيفَ تَطِيبُ نفسُ مُؤْمِنٍ أنْ يَسْكُنَ في بلادِ كُفَّارٍ تُعْلَنُفيها شَعَائِرُ الكفرِ، ويكونُ الحُكْمُ فيها لغيرِ اللَّهِ ورسولِهِ، في ذلكَ خطرِ عظيمِعليهِ، وعلى أهلِهِ وأولادِهِ، في دينِهِم وأخلاقِهِم.
س17: كيف تجمع بين حديث: ((لا تنقطِع الهِجْرة حتىتنقطع التوبةُ))وحديث: ((لا هجرةَ بعد الفتحِ ولكنجهادٌ ونية))؟
الهجرةَباقيَةٌ إلَى يومِ القِيامةِ باتِّفاقِ أهلِالْعِلْمِ أحوالُ البلادِكأحوالِ العِبادِ، فهِجرةُ الإنسانِ مِنْمكانِ الكفْرِ والمعاصي إلَى مكانِ الإيمانِ والطاعةِ كتَوبتِهِ مِن الكُفْرِوالمعصيَةِ إلَى الإيمانِ والطاعةِ، وهذا أَمْرٌ مِن اللهِ لعِبادِهِ المؤمِنينَ بالهجرةِ مِن البلَدِ الذي لا يَقْدِرونَفيهِ علَى إقامةِ الدِّينِ، وأنَّهُ لا عُذْرَ لأَحَدٍ في تَرْكِ عِبادةِ اللهِوتوحيدِهِ فيها؛ لأنَّهُ إن مُنِعَ مِنها في بَلَدٍ وَجَبَ عليهِ أن يُهاجِرَ إلَىبَلَدٍ آخَرَ.
لاَ هِجْرَةَ بَعْدَالْفَتْح.المقصودُبهِ: لا هِجرةَ مِنْ مَكَّةَ بعدَ فَتْحِها؛ لأنَّها صارَتْ دارَ إسلامٍ،وكلُّ بلدٍ يُفْتَحُ ويكونُ بلَدَ إسلامٍ فإنَّ الهجرةَ لا تَجِبُ مِنه

توكل 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م 02:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
كمال دين الإسلام
الأسئلة
س4: متى أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببقية شرائعالإسلام ؟
بعدَ استقرارِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بالمدينةِ، فالأمْرُبالشرائعِ جاءَ بعدَ بِناءِ العَقيدةِ؛ لأنَّ التوحيدَ أساسُ الأعمالِ؛ ولهذااسْتَمَرَّت الدعوةُ في مَكَّةَ في موضوعِ بِناءِ العَقيدةِ، ولم تَأْتِ الشرائعُبالتكاليفِ إلاَّ بعدَ الهجرةِ إلَى المدينةِلَمَّا قامَتِ الدولةُ شُرِّعَتِ الشرائعُ
س8: متى توفي النبي صلى الله عليه وسلم؟
توفي النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يومَ الاثنينِ، والمشهورُ أنَّهُ فيالثانِيَ عَشَرَ مِنْ ربيعٍ الأَوَّلِ
س9: اذكر باختصار قصة وفاته صلى الله عليهوسلم.
ابْتَدَأَ بهِ المَرَضُ صلواتُ اللَّهِ وسلامُهُ عليهِ في آخرِ شهرِ صَفَرٍوأَوَّلِ شهرِ ربيعٍ الأَوَّلِ، فَخَرَجَ إلى الناسِ عَاصِبًا رأسَهُ، فَصَعِدَالمِنْبَرَ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: ((إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَالدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَاللَّهِ)).
فَفَهِمَهَا أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَكَىوقالَ: بأَبِي وأُمِّي، نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَبْنَائِنَاوأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا.
فقالَ النبيُّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَابَكْرٍ))، ثُمَّ قالَ: ((إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّفِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً غَيْرَرَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ خُلَّةُ الإِسْلاَمِوَمَوَدَّتُهُ)).
وَأَمَرَ أبا بكرٍ أنْيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ولمَّا كانَ يومُ الاثنَيْنِ الثانيَ عَشَرَ - أو الثالثَعَشَرَ - منْ شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ من السنةِ الحاديَةَ عَشْرَةَ من الهجرةِ،اخْتَارَهُ اللَّهُ لجِوارِهِ.
فَلَمَّا نَزَلَ بهِجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَهُ في ماءٍ عِنْدَهُ، وَيَمْسَحُ وجهَهُ ويقولُ: ((لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ لَسَكَرَاتٍ)).
ثُمَّ شَخَصَ بَصَرَهُ نحوَ السماءِ وقالَ: ((اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى)).
فَتُوُفِّيَ ذلكَ اليومَ، فاضْطَرَبَ الناسُ لذلكَ،وَحُقَّ لهم أنْ يَضْطَرِبُوا، حتَّى جاءَ أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَعِدَالمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليهِ، ثُمَّ قالَ: (أمَّا بَعْدُ، فإنَّمَنْ كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ ماتَ، ومَنْ كانَ يَعْبُدُاللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حيٌّ لا يموتُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَامُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْقُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}،{إِنَّكَمَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}).
فَاشْتَدَّ بُكَاءُ الناسِ، وَعَرَفُوا أنَّهُ قدْ ماتَ.
س10: فيم كُفِّن النبي صلى الله عليه وسلم؟
كُفِّنَ بثلاثةِ أثوابٍ - أيْ: لَفَائِفَ - بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، ليسَ فيها قميصٌولا عِمَامَةٌ،
س11: متى دفن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف صلى الناس عليه؟
صَلَّى الناسُ عليهِ أَرْسَالاً بدُونِ إمامٍ.
ثُمَّ دُفِنَ ليلةَالأربِعاءِ بعدَ أنْ تَمَّتْ مُبَايَعَةُ الخليفةِ مِنْ بَعْدِهِ، فعليهِ مِنْرَبِّهِ أفضلُ الصلاةِ وأَتَمُّ التسليمِ.
س12: ما هو الخير الذي دل الأمة عليه؟ وما هو الشر الذي حذرها منه صلىالله عليه وسلم ؟
كل مايُقرب إلى الله ويكون محبوباً إلى الله إلا بينه عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة،وأعلى ذلك التوحيد فقد بينه بياناً شافياً مفصلاً، ويتبع ذلك جميع الأمور من الفرائض والواجبات والمستحبات، و المسنونات إلى أقل الأمور
الشر الذيحذرها منه
كان، أو سيكون في هذه الأمة إلاوحذرها منه، فحذر - عليه الصلاة والسلام - أمته من الشرك بالله بأنواعه، ومن أنواع المعاصي، وأنواع الأثام، وأنواع المعاملات الباطلة،وما سيحدث في المستقبل فحذرها من تقليد فارس والروم واليهود والنصارى، ومن الفتن كفتنة الخوارج والبدع بأنواعها حذر أمته وشدد التحذير في أمر المسيح الدجال،
س13:فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان ما تدل عليه:
‌أ. {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكمجميعا} .
مِن شَرَفِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه خَاتَمُ النَّبِيِّينَ،وأَنَّه مَبْعُوثٌ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، إلىالثَّقَلَيْنِ كُلِّهِم، وأَنَّ طَاعَتَه فَرْضٌ عَلَيْهِم كُلِّهم، وهو مُقْتَضَىرِسَالَتِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاَ يَمْتَرِي في ذلك إلاَّمُكَابِرٌ مُعَانِدٌ.
وتدل على عُمُومِ بَعْثِه إلى النَّاسِ جَمِيعًا، عَرَبِهِم وعَجَمِهِم،و إلى النَّاسِ كَافَّةً
ب. {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلامدينا}.
بهذا الدِّينِ، وبهذا الْمَنْهَجِ الشاملِ الكاملِ تَمَّتْ نِعمةُ اللهِ سُبحانَهُوتعالَى علَى هذه الأُمَّةِ.لابدللأُمَّةِ أن تُدْرِكَ قِيمةَ هذا الدِّينِ، ثمَّ تَحْرِصَعلَى الاستقامةِ عليهِ.
فمَنْ لا يَرْتَضِي هذاالدِّينَ مَنْهَجًا يَسيرُ عليهِ في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، فإنَّهُ يَرْفُضُ مااختارَهُ اللهُ تعالَى، وهذه الآيَةُ دَليلٌواضِحٌ علَى رِعايَةِ اللهِ وعِنايتِهِ بهذه الأُمَّةِ،حيثُ اختارَ لها دِينَهاوارْتَضَاهُ وأَحَبَّهُ سُبحانَهُ وتعالَى
‌ج. {إنك ميت وإنهمميتون}.
إنكَ يا مُحَمَّدُ ستَموتُ وتُنْقَلُ مِنْ هذه الدارِ لا مَحالةَوالجميع سيَموتونَ، ويُنْقَلونَ مِنْ هذهالدارِ لا مَحالةَ، في ساحةِفَصْلِ القضاءِ تَختصمون إلَى اللهِ تعالَى، وتَحتكمونَ إليهِ فيما تَنازَعْتُمْفيهِ؛ فيَفْصِلُ بينَكم بحُكْمِهِ العادِلِ.

توكل 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م 02:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
البعث بعد الموت
الأسئلة
‌ س13:فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان ما تدل عليه:
د. {ليجزي الذين أساؤوا بما عملواويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}.
أنَّ اللهَ تعالَى لا يَظْلِمُ أحدًا، فيَجْزِي الذينَ أساءُوا بإِساءَتِهم، وأمَّاالذينَ عَمِلُوا الْحُسْنَى فهؤلاءِ جَزاؤُهم الجنة، فلَمَّا أَحْسَنُواالعمَلَ أَحْسَنَ اللهُ مَثوبتَهم وجَزَاءَهم.
فهذه الآيَةُ مِنالآياتِ الدالَّةِ علَى ثُبوتِ الحسابِ،
هـ. {زَعَمَ الذين كَفَرُوا أن لن يبعثوا قل بلى وربيلتبعثن}.
زَعَمُوا أنَّهُم لن يُبْعَثُوا؛ وهم يَزعمون أنَّ اللهَ تعالَى لا يَقْدِرُ علَى بَعْثِهم بعدَ الموت
أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّه: أَنْ يُقْسِمَ بِرَبِّهِ عَزَّوجَلَّ: عَلَى وُقُوعِ المَعَادِ، ووُجُودِه.
قُلْ يَا مُحَمَّدُ: بَلَى ورَبِّي، جَوابُ تَحْقِيقٍ، وقَسَمٌ باللَّهِ العَظِيمِ لتبعثن يومَ القِيَامَةِ لتُخْبَرُنَّ بِجَمِيعِ أَعْمَالِكُم؛ جَلِيلِهَا وحَقِيرِهَا، صَغِيرِهَاوكَبِيرِهَا،
س14: اذكر دليلاً علىالبعث والجزاء.
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوابِالحُسْنَى}.
س15: ما حكم من كذَّب بالبعث؟ معالدليل.
مَنْ كَذَّبَ بالبعثِ فهوَ كافر والدليل. {زَعَمَ الذين كَفَرُوا أن لن يبعثوا قل بلى وربيلتبعثن}.وَجْهُ الدَّلالةِ: أنَّ اللهَ تعالَى كَفَّرَهم بإنكارِهم البَعْثَ، وسَمَّىمَقالَتَهم زَعْمًا؛ فدَلَّ ذلكَ علَى أنَّ مَنْ أَنْكَرَهُ فهوَكافرٌ.
س16: كيف ترد على من أنكر البعث؟
أَوَّلاً:إنَّ أَمْرَ البعثِتَوَاتَرَ بهِ النقلُ عن الأنبياءِ والمرسَلِينَ وَتَلَقَّتْهُ أُمَمُهُم بالقَبُولِ،
ثانيًا:إنَّ أمْرَ البعثِ قدْشَهِدَ العقلُ بإمكانِهِ؛وذلكَ منْ وجوهٍ:
1- كلُّ أَحدٍ لا يُنْكِرُ أنه مَخْلُوقًا بعدَالعدمِ، وأنَّهُ حادثٌ بعدَ أنْ لمْ يَكُنْ، فالذي خَلَقَهُ وَأَحْدَثَهُ قادرٌ على إعادتِهِ بالأَوْلَى،
2 - كُلُّ أَحَدٍ لا يُنْكِرُ عظمةَ خَلْقِ السماواتِوالأرضِ؛لِكِبَرِهِمَا وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِمَا، فَالَّذِي خَلَقَهُمَا قادرٌ علىخلقِ الناسِ وَإِعَادَتِهِم بالأَوْلَى:
3 - كُلُّ يُشَاهِدُ الأرضَ مُجْدِبَةً مَيِّتَةَالنباتِ، فإذا نَزَلَ المطرُ عليها أَخْصَبَتْ، وَحَيِيَ نَبَاتُهَا بعدَ الموتِ. والقادرُ على إحياءِ الأرضِ بعدَ مَوْتِهَا قادرٌ على إحياءِ الموتَى وَبَعْثِهِم،ثالثًا:إنَّ أَمْرَ البعثِ قدْ شَهِدَ الحِسُّ والواقعُبإمكانِهِ فيما أَخْبَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى بهِ منْ وَقَائِعِ إحياءِ الموتَى
رابعًا:إنَّ الحكمةَ تَقْتَضِي البعثَ بعدَ الموتِ؛ لِتُجَازَىكلُّ نفسٍ بما كَسَبَتْ، وَلَوْلاَ ذلكَ لَكَانَ خَلْقُ الناسِ عَبَثًا لا قيمةَلهُ، ولا حِكْمَةَ منهُ، ولم يَكُنْ بينَ الإنسانِ وبينَ البهائمِ فَرْقٌ في هذهِالحياةِ

توكل 15 صفر 1432هـ/20-01-2011م 12:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
الحكمة من إرسال الرسل
الأسئلة
س1: لِمَ أرسل الله الرسل؟ مع ذكرالدليل.
وَأَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَوالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَىاللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} .
س2: من أول الرسل؟ ومن هو خاتمهم؟ مع ذكرالدليل.
أول الرسل: نُوحٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، الدليل قولِهِ تَعَالَى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍوَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}
خاتم الرسل: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ الدليل قَوْلِهِ تَعَالَى:
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَاللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.
س3: ما الدليل على أن الله بعث في كل أمة رسولاً؟
قالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاًأَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
س9: فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان وجه استدلالالمؤلف بها:
‌أ) قوله تعالى: {رسلاً مبشرينومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعدالرسل}.
وَظيفةٍ الرُّسُلِ، يُبَشِّرُونَ مَنْ أطاعَ اللهَواتَّبَعَ رِضوانَهُ بالخيراتِ، ويُنذِرُون مَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وكَذَّبَ رُسُلَهُبالعِقابِ والعذابِ فلم يَبْقَ للخَلْقِ علَى اللهِ حُجَّةٌ بعدَ الرُّسُلِ؛
لأنَّهُم بَيَّنُوا للناسِ أَمْرَ دِينِهم، ومَرَاضِيَ رَبِّهمومَسَاخِطَهُ، وطُرُقَ الجنَّةِ وطُرُقَ النارِ، فلم يَبْقَ لِمُعْتَذِرٍ عُذْرٌ
ب) قوله تعالى: {إنا أوحينا إليككما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}.
أوحى الله إلى نوحٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ،وحي خاص، وحي رسالة فإنَّ رسالتَهُ كانتْ إلَى أهلِ الأرضِ أوَّلُ الرُّسُلِ،، المرسلون من بعده ولوْ كانَ هناكَ رَسولٌ قَبلَ نُوحٍ لذُكِرَ
‌ج) قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبواالطاغوت}.
أَرْسَلْنا رسولٍ في كلِّطائفةٍ وقَرْنٍ وجِيلٍ مِن الناسِ يَدْعُو أمَّتَهُ أَطِيعُوا الله ووحِّدُوهُ واسْتَقِيمُوا على دينِهِ ، واجْتَنِبُوا الطَّاغوتَ أي اجْتَنِبُواالشركِ بِهِ ومعصيتهِ


معنى الكفر بالطاغوت
س4: عرف الطاغوت لغةً وشرعاً، معالتوضيح.
الطاغوت لغةً: مُشْتَقٌّ من الطُّغْيَانِ، والطُّغْيَانُ مُجَاوَزَةُ الحدِّ،
الطاغوت شرعاً: كُلُّ مَا تَجَاوَزَ بهِ العبدُ حَدَّهُ مِنْ معبودٍ أوْ مَتْبُوعٍ أوْ مُطَاعٍ
س5: عدد رؤوس الطواغيت.
- إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ.
-
وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ.
-
وَمَنِ ادَّعَىشَيْئاً مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ.
-
وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادَةِنَفْسِهِ.
-
وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
س6: ما حكم التحاكم إلىالطاغوت ؟
من أَرَادَ أنْ يَكُونَ التَّحَاكُمُ إلى غيرِ اللَّهِ ورسولِهِ، وَرَدَتْ فيهِ آياتٌبِنَفْيِ الإيمانِ عنهُ، وآياتٌ بِكُفْرِهِ وَظُلْمِهِ وَفِسْقِهِ.
س7: ما حكم من حكم بغير ما أنزل الله؟
- فإذا حَكَمَ بغيرِ ما أَنْزَلَ اللهُ مُعْتَقِدًا أنَّ حُكْمَهُ أَصْلَحُ، أوْأنَّهُ مِثلُ حُكْمِ اللهِ تعالَى، فهذا كافِرٌ كُفْرًا يُخْرِجُ مِن الْمِلَّةِ.
-
أمَّا إذا لم يَحْكُمْ بما أَنْزَلَ اللهُ، ولم يَسْتَخِفَّ بهِ، ولميَعتَقِدْ أنَّ غيرَ حُكْمِ اللهِ أَحْسَنُ، فهذا يكونُ ظالِمًا.
-
أمَّا إذاحَكَمَ بغيرِ ما أَنْزَلَ اللهُ، وهوَ يَعتقدُ أنَّ حُكمَ اللهِ أَنْفَعُوأَصْلَحُ، وأنَّ غيرَهُ لا خَيرَ فيهِ، ولكنه حَكَمَ مِنْ أجْلِ مُجاراةٍ للمحكومِلهُ، أوْ مِنْ أجْلِ رِشوةٍ، أوْ نحوِ ذلكَ، فهذا يكونُ فاسِقًا.
فعلَى هذاالقولِ تُنَزَّلُ الأوصافُ علَى حَسَبِ الحامِلِ لهذا الحاكِمِ
س8: بين دلالة قول الله تعالى : {فمن يكفربالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}على معنى لا إله إلاالله ؟
هذه الآيَةَ متَضَمِّنَةٌ للنفيِ والإثباتِ وهو معنى لا إله إلاالله
يكفر بالطَّاغُوتِ تَنْفِي جميعَ أنواعِ العِبادةِ عنْ غيرِ اللهِ تعالَى، (لا إله)
ويؤمن باللَّهِ: تُثْبِتُ جميعَ أنواعِ العِبادةِ للهِ (إلاالله)

رأس الأمر وعموده وذروة سنامه
س10: اشرح حديث:((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيلالله))باختصار.
رأسُ الدينِ هوَ الإسلامُ، يعني: شهادةَأنْ (لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ) وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، فمَنْ التزمَ بها دَخَلَالإسلامَ.الركنُ الثاني الصلاة هيَأعظمُ الأركانِ بعدَ الشهادتَيْنِ،بهاقِوامُ الدِّينِ الذي لا يَقومُ الدِّينُ إلاَّ بهِ ثمَّ يَلِي ذلكَ الزكاةُ والصيامُ والحجُّوبقيةُ أوامرِ اللَّهِ.صيانَةَ الدينِ وحمايتَهُ،بالجهاد وبِهِ دعوةُ النَّاسِ إلىدينِ اللَّهِ وإِلْزَامُهُم بالحَقِّ. وهو أَعْلاَهُ وأَرْفَعُه،، منْ جهةِ ماتَضَمَّنَهُ منْ حمايةِ الدينِ، والدعوةِ إلى الحقِّ .. واللَّهُ أعلمُ.
س11: ترجم بإيجاز لابنالقيم رحمه الله تعالى.
هو: الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي أيُّوبَ الزَّرْعِيُّ،الدِّمَشْقِيُّ المَعْرُوفُ: بابْنِ قيِّمِ الجَوْزِيَّةِ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِالمَقْبُولَةِ، المُتَوَفَّى سَنَةَ سَبْعِمِائَةٍ وإِحْدَى وخَمْسِينَ.
س12: ختم المؤلف رحمهالله تعالى ورفع درجته رسالته القيمة بقوله: (والله أعلم وصلى الله على محمد وآلهوصحبه وسلَّم)، اذكر الفوائد العلمية لهذه الخاتمة.
خَتَمَ الشيخُ رَحِمَهُ اللهُ بِرَدِّ الْعِلْمِإلَى اللهِ تعالَى المحيطِ بكلِّ شيءٍ عِلْمًا.
والصلاةُ علَى مُحَمَّدٍ مِن اللهِ تعالَى أيثَناؤُهُ عليهِ في الْمَلأَِ الأَعْلَى؛ يُريدُ بذلك الدعاءَ،بمعنَى: اللَّهمَّ صَلِّ... (وآلِهِ) الْمُرَادُ: جَمِيعُ أَتباعِهِ علَى دِينِهِ (وصَحْبِهِ) وهم كلُّ مَن اجْتَمَعَبالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مؤمِنًا وماتَ علَى ذلكَ.
(وسَلَّمَ) أي: اللَّهمَّسَلِّمْهُ: مِن النقائصِ والرذائلِ والآفاتِ، وفي الجمْعِ بينَهما سِرٌّبَديعٌ، ففي الصلاةِ حُصولُ المطلوبِ وهوَ الثناءُ عليهِ، وفي السلامِ زَوالُالمرهوبِ.

سليمان العماني 21 صفر 1432هـ/26-01-2011م 10:15 AM

أنواع العبادات التي أمر الله بها :

س: ماهي أعظم ثلاثة أنواع من العبادة /
1. الاسلام .
2. الايمان .
3. الاحسان .

س: ما الفرق بين الشرك والكفر ؟
1. الشرك : أن يشرك العبد مع الله أحدا .
2. الكفر : أن يجحد العبد حقا من حقوق الله فيصرفه الى غيره .

س: ما الفرق بين البرهان والدليل ؟
البرهان : هو الدليل الذي لا يترك في الحق لبسا ، ويكون قطعيا ، أما الدليل فهو أضعف من البرهان وقد يكون ظنيا .

س: يحتمل الدعاء في القرآن الكريم الى معنيين اثنين . عددهما ؟
1. المعنى الأول : دعاء العبادة / وهو امتثالا لأمر الله تعالى ( أدعوني أستجب لكم ) .
2. المعنى الثاني : دعاء المسألة / وهو أن يسأل الله أن يجلب له نفعا أو يدفع عنه ضرا .

يتبع ...

عاضة البقمي 5 ربيع الأول 1432هـ/8-02-2011م 11:56 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
قوله-اعلم رحمك الله-دعاءلك بالرحمةفاءذا رحمك الله فاءنك تكون سعيدا بها في الدنيا والاخرة
قوله-يجب -الواجب -هو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه--والمستحب-هو مايثاب فاعله ولايعاقب تاركه--والمباح-لاثواب في فعله ولاعقاب في تركه
فقوله-يجب يعنى ان هذا الامر ليس هو من المستحب ولا من المباح بل هو من الواجب العينى
فاءذا تركنا تعلم هذه المسائل فاءننا ناثم لان هذاشان الواجب
قوله-اربع مسائل-يعنى مباحث سميت مسائل لانها يجب ان يسال عنها ويعنى بها
وهى كتالى
العلم-ويقصد به العلم الشرعى
العمل به-العلم مقرون بالعمل والعمل هوثمرة العلم
الدعوة اليه-فالواجب عليك التبليغ والبيان ودعوة الناس الى الخير
الصبر على الاذى فيه-فالواجب على من يدعو الى الله ويريد وجه الله ان يصبر على الاذى وان يستمر فى الدعوة الى الله
والدليل=سورة العصر=11
هذا والحمدلله رب العالمين

الفقيره لربها 12 ربيع الأول 1432هـ/15-02-2011م 08:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الشيخ صالح الفوزان
اعلم رحمك الله (اعلم)كلمه تشير الى الاهتمام بالموضوع فهذه الكلمه تدل على اهميه الموضوع التي تبدأ فيه و(اعلم) فعل امر اي تعلم مايأتي
_العلم:هو ادراك الشي على ماهو به في الواقع
_الجهل:هو ادراك الشي على خلاف الواقع (فهو ضد العلم)
وقوله(رحمك الله)هذا دعاء لطالب العلم فالشيخ يدعي لطلاب العلم بأن يرحمهم الله
وقوله(أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل)
_الواجب:مايثاب فاعله ويعاقب تاركه ويعني أننا أن لم نتعلم هذا فأننا نأثم على تركه لأنه واجب
المسأله الاولى:العلم وهو معرفه الله ومعرفه نبيه ومعرفه دين الاسلام بالادله
المسأله الثانيه:العمل به
المسأله الثالثه:الدعوه اليه
المسأله الرابعه:الصبر عاى الاذى
فهذه المسائل الاربع يجب ان نتعلمها والدليل قوله تعالى (والعصر*ان الانسان لفي خسر*الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
(الا الذين امنوا)هذه المسأله الاولى العلم
(وعملو الصالحات)هذه المسأله الثانيه العمل
(وتواصوا بالحق)هذه المسأله الثالثه الدعوه اليه
(وتواصوا بالصبر)هذه المسأله الرابعه الصبر على الاذى

سليمان العماني 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م 07:09 AM

القسم الثاني : الأصول الثلاثة
س: ما الفرق بين الشرك والكفر ؟
* الشرك : أن يشرك العبد مع الله أحد غيره ، فيصرف له أنواع العبادات كالخوف والرجاء وغيرهما .
* الكفر : أن يجحد العبد حق الله تعالى فيصرفه الى غيره .

س: ما هو البرهان ؟ وما الفرق بينه وبين الدليل ؟
البرهان هو : الدليل الذي لا يترك في الحق لبسا ، ولا يترك التباسا عند السامع ، وهو أقوى من الدليل ، لأن الدليل قد يكون ظنيا ، ولكن البرهان لا يكون الا قطعيا .

س: نستنتج من حديث : ( الدعاء هو العبادة ) ، أن الدعاء أهم أنواع العبادات ، عدد وجوه ذلك؟
o أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالضمير المنفضل ( هو ) والذي يفيد التوكيد .
o أنه أتى باللام في قوله : ( العبادة ) ، أي أن الدعاء هو العبادة لا غيره .

س: الدعاء في القرآن الكريم يتناول معنيين اثنين . ما هما ؟
o الدعاء هو امتثالا لأمر الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) .
o دعاء المسألة وهو دعاء الله بجلب منفعة أو دفع ضر .

س: ما هو الخوف ؟
الخوف هو انفعال يحدث بتوقع ما فيه ضرر أو هلاك .

س: عدد أنواع الخوف ؟ وحكم كل نوع ؟
• الخوف الطبيعي : وهو الخوف من سبع أو ضبع أو عدو ، وهذا ليس بعبادة ولا ينافي الايمان ، قال الله في موسى : ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) ، وهذا الخوف لا يلام عليه الإنسان إذا انعقدت أسبابه أما إذا كان وهمياً أوله سبب ضعيف فهو مذموم لأن صاحبه جبان.
• خوف السر ، وهو أن يخاف غير الله تعالى ، كالأوثان أو الأصنام ، وهذا الخوف حاصل بين عبّاد القبور ، والمتعلقين بالأولياء ، قال الله في قوم هود : ( ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) . وهذا الخوف هو الشرك الأكبر .
• أن يترك الانسان ما يجب ، خوفا من الناس ، كأن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا نوع محرم مذموم .
• خوف تعبد وتعلق هو أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فيدعوه الخوف لطاعته، وهذا النوع هو خوف التعبد والتأله الذي يحمل على الطاعة والبعد عن المعصية وهذا خاص بالله تعالى.

س: ما الفرق بين الخوف والخشية ؟
الخشية أخصُّ من الخوف ، وهي مقرونة بمعرفة الله تعالى ، قال الله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .

س: ما هو الرجاء ؟
الرجاء هو : الطمع أو انتظار الشيء المحبوب .

س: الرجاء نوعان . عددهما ؟
• رجاء محمود: وهو رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله فهو راج لثوابه، ورجل أذنب ذنوباً ثم تاب منها، فهو راج لمغفرة الله تعالى وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه.
• رجاء مذموم: وهو رجاء رجل متمادٍ في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب.

س: ما الفرق بين الرجاء والتمني ؟
الرجاء يكون مع العمل وبذل الجهد ، والتمني يكون مع الكسل .

س: اللقاء يوم القيامة نوعان . عددهما ؟
 نوع خاص : وهو خاص للمؤمنين .
 نوع عام : وهو للناس كافة .

س: عرف العمل الصالح ؟
العمل الصالح هو : العمل الخالص من الرياء الموافق لشرع الله من واجب أو مستحب .
س: ما هي محركات القلوب كما ذكرها ابن القيم ؟
 المحبة .
 الخوف .
 الرجاء .

س: اذا انعدمت المحبة من قلب المحبوب ، فما الذي يحركها ؟
• كثرة ذكر المحبوب .
• ذكر آله ونعمه .

س: ما معنى التوكل ؟
التوكل هو أن يعتمد العبد على ربه في كل أموره ودنياه مع فعل الأسباب المأذون فيها .

س: التوكل على الله نوعان . ما هما ؟
o التوكل على الله في تحصيل الرزق والعافية وغيرها . ( غايته مطلوبة لكنه ليس عبادة )
o التوكل على الله في تحصيل مرضاته . ( غايته العبادة ) .

س: التوكل على غير الله أنواع . عددها ؟
 التوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من جلب المنافع ودفع المضار، وهذا شرك أكبر لأنه إذا كان التوكل على الله من تمام الإيمان، فالتوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه غير الله من الشرك الأكبر.
 أن يتوكل على حي حاضر من ملك أو وزير أو مسؤول فيما أقدره الله عليه من زرق أو دفع أذى، وهذا شرك أصغر، بسبب قوة تعلق القلب بهذا الإنسان واعتماده عليه. أما إذا اعتقد أن هذا الإنسان سبب، وأن الله تعالى هو الذي أقدره على هذا الشيء وأجراه على يديه فهذا لا بأس به إذا كان لهذا الإنسان أثر صحيح في حصول المراد. لكن كثيراً من الناس قد لا يمر على باله هذا المعنى، ويكاد يعتمد على هذا الإنسان في حصول مراده.
 الاعتماد على الغير في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه فهذا جائز دل عليه الكتاب والسنة والإجماع. وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم علياً في ذبح بقية بدنه في حجة الوداع، ووكل أبا هريرة رضي الله عنه على الصدقة.

س: عدد فضائل التوكل ؟
• أن الله جعله سببا في نيل محبته . ( ان الله يحب المتوكلين ) .
• أنه دليل على صحة اسلام المتوكل . قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}.

س: ما المقصود بـ ( الرهبة ) ؟
الرهبة هو : الخوف المثمر للهرب من المخوف ، فهو خوف مقرون بعمل .

س: ما المقصود بـ ( الرغبة ) ؟
الرغبة هي : السؤال والتضرع والابتهال مع محبة الوصول الى الشيء المحبوب .

س: مال المقصود بـ ( الخشوع ) ؟
الخشوع هو : التذلل والتطامن .

س: ما الفرق بين الخشوع والخضوع ؟
o الخشوع : يغلب أن يكون في القلب أو البصر أو الصوت ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ، ( وخشعت الأصوات ) .
o الخضوع : يغلب أن يكون في البدن .

س: ما الفرق بين الخشية والخوف ؟
o الخشية : أخصُّ من الخوف ، لأنها مبنية على علم بعظمة من يخشاه .


س: ما الفرق بين التوبة والانابة ؟
 التوبة : هي اقلاع وندم وعزم على الا يعود .
 الانابة : اقلاع وندم وعزم على ألا يعود مع الاستمرار في الاقبال على الطاعات .

س: ذكر ابن القيم أن الانابة انابتين . ما هما ؟
• إنابة لربوبيته: وهي إنابة المخلوقات كلها يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر، قال الله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}، فهذا عام في حق كل داع أصابه ضر كما هو الواقع. وهذه الإنابة لا تستلزم الإسلام بل تجامع الشرك والكفر، {ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ}.
• إنابة لإلهيته: وهي إنابة أوليائه، إنابة عبودية ومحبة، وتتضمن أربعة أمور: محبته، والخضوع له، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه.

س: عدد أنواع الاستعانة ؟
o الاستعانة بالله، وهي الاستعانة المتضمنة كمال الذل من العبد لربه مع الثقة به والاعتماد عليه، وهذه لا تكون إلا لله فهي تتضمن ثلاثة أشياء:
* الأول: الخضوع والتذلل لله تعالى.
* الثاني: الثقة بالله جل وعلا.
* الثالث: الاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
o الاستعانة بالمخلوق على أمر قادر عليه. ومعنى الاستعانة بالمخلوق: أن تطلب منه أن يعينك ويساعدك، وشرط ذلك أن يكون في أمر يقدر عليه، فهذه إن كانت على بر وخير فهي جائزة والمعين مثاب على لأنه إحسان، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، وإن كانت على إثم فهي حرام، قال تعالى: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
o الاستعانة بالأموات أو بالأحياء على أمر غائب لا يقدرون عليه فهذا شرك؛ لأنه إذا استعان بالميت أو بحي على أمر بعيد غائب عنه لا يقدر عليه؛ فهذا يدل على أنه يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً في الكون وأن مع الله مدبراً.
o الاستعانة بأعمال وأحوال محبوبة شرعاً، فهذا النوع مشروع بدليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
س: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} في هذه الآية اجتمع أمران عظيمان عليهما مدار العبودية. ما هما؟
( اياك نعبد ) : تبرؤ من الشرك .
( اياك نستعين ) : تبرؤ من الحول والقوة الا لله .

س: ما المقصود بـ ( الاستعاذة ) ؟
الاستعاذة: هي الاعتصام والالتجاء إلى من تعتقد أنه يعيذك ويلجئك.

س: ما المقصود بـ ( الاستغاثة ) ؟
الاستغاثة أن تطلب الغوث ممن يستطيع أن ينقذك من ضيق أو شدة.

س: ما الفرق بين الاستعاذة والاستغاثة ؟
o الاستعاذة : أن تطلب من الله تعالى أن يعصمك ويحميك ويحفظك .
o الاستغاثة : أن تطلب منه سبحانه أن يزيل ما بك من كرب وشدة .

س: عدد أنواع الذبح ؟
• يقع عبادة لله يقصد بها الذابح تعظيم المذبوح له، والتقرب إليه، وهذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، فلو تقرب بالذبح لشخص من سلطان أو غيره لوقع في المشرك. وعلامة ذلك أنه يذبح في وجهه، أي: يريق الدم ساعة حضوره. فهذا معناه التعظيم، ودليل على أنه قصد بهذا التقرب إليه. وكذا لو ذبح للأولياء أو للجن كما يفعله كثير من الجهلة في بعض الجهات فهذا من الشرك الأكبر الذي يخرج صاحبه من الملة والعياذة بالله.
• الذبح إكراماً للضيف أو لوليمة عرس، فهذا مأمور به في الشرع إما وجوباً أو استحساناً. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: "أولم ولو بشاة"، وفي قصة الأنصاري الذي جاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فإنه لما ذهب يذبح لهم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إياك والحلوب" فذبح لهم.. فأقره النبي عليه الصلاة والسلام على ذبحه لهم.
• أن يكون الذبح للتمتع بالأكل من المذبوح أو الاتجار به فهذا على الأصل في المنافع وهو الإباحة. قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ}1فامتن الله علينا بالأكل من هذه الأنعام.

س: ما هو النذر ؟ وما حكمه ؟
النذر: أن يلزم الإنسان نفسه شيئاً غير لازم بأصل بالشرع، فيلزم نفسه بصدقة أو صيام أو صلاة أو غير ذلك، إما بتعليقة على شيء نحو: إن شفى الله مريضي لأصومن ثلاثة أيام أو أتصدق بكذا، أو يكون ابتداء نحو: لله علي أن أتصدق بكذا. والجمهور على أنه مكروه. وقالت طائفة بتحريمة؛لإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال:"إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل"، ولكنه إذا وقع وجب الوفاء به في الجملة.

س: عدد معاني الدين في اللغة ؟
1- الطاعة والانقياد. يقال: دان ديناً وديانة، أي: خضع، وذل وأطاع.
2- ما يتدين به الإنسان، يقال: دان بكذا، أي: اتخذه ديناً وتعبد به.

س: ما المقصود بـ ( الدين الاسلامي ) ؟
الدين الإسلامي: هو الدين الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، جعله خاتمة الأديان، وأكمله لعباده، وأتم به عليهم النعمة.




س: يقوم الدين الاسلامي على ثلاث أسس . ما هي ؟
1. الأساس الأول: الاستسلام لله بالتوحيد.
2. الأساس الثاني: الانقياد لله تعالى بالطاعة.
3. الأساس الثالث: البراءة من الشرك ومن أهل الشرك.

س: عدد مراتب الدين ؟
الإسلام، والإيمان، والإحسان.

س: ما المقصود بـ ( الأركان ) ؟
الأركان هو: جانب الشيء الأقوى الذي لا يقوم ولا يتم إلا به.

س: ما المقصود بـ ( الشهادة ) ؟
الشهادة : هي الاعتقاد الجازم الذي يعبر عنه اللسان.

س: ما الحكمة من اختيار قول ( شهادة الا اله الا الله ) ، ولم يقال ( اعتقاد لا اله الا الله ) ؟
اختير لفظ الشهادة دون لفظ الاعتقاد من باب التوكيد والجزم حتى كأن هذا الذي تعتقده كأنك تشاهده والذي تشاهده تشهد به.

س: ما الحكمة من جعل الشهادتين ركنا واحدا ؟
لأن المشهود به متعدد. والجواب عن هذا السؤال من وجهين:
الأول: أن هاتين الشهادتين أساس صحة الأعمال وقبولها إذ لا يقبل العمل ولا يكون صحيحاً إلا بأمرين:
1- الإخلاص لله سبحانه.
2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فإذا تحققت شهادة أن لا إله إلا الله، وإذا وجدت المتابعة تحققت شهادة أن محمداً رسول الله. فإذا كانت الشهادتين هم أساس الأعمال صح أن يكون ركناً واحداً.
الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله، فالشهادة له بالرسالة والعبودية من تمام أن لا إله إلا الله، فكأن الثانية تكملة للأولى.
س: دل قوله تعالى : ( شهد الله أنه لا اله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط ... ) ، دل على فضل العلم من وجهين . أذكرهما ؟
• الوجه الأول: أن الله تعالى خصهم بالذكر دون سائر البشر؛ لأن الله لم يذكر من البشر أحداً إلا أولي العلم، فإنه سبحانه ذكر نفسه المقدسة {شَهِدَ اللَّهُ}، وذكر الملائكة وهم ليسوا من البشر، ولم يذكر من البشر إلا أولي العلم، فلو كان من البشر من هو أفضل من أولي العلم أو مثلهم لذكر.
• الوجه الثاني: أن الله تعالى قرن شهادتهم بشهادته، وهذه رفعة لهم، حيث إنهم يشهدون بألوهية الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة.

س: ما معنى : ( لا اله الا الله ) ؟
أي: شهادة أن لا إله إلا الله "لا معبود حق إلا الله" فلا إله، أي: "لا معبود"، وأصل إله بمعنى: مألوه، من أله يأله إلهة، أي: عبد يعبد عبادة، والتأله في لغة العرب معناه: التعبد. فـ"لا" هنا نافية للجنس وتسمى أيضاً في بعض كتب النحو بـ"لا التبرئة"، فإذا قال: لا إله إلا الله، تبرأ من جميع المعبودات إلا الله. و"إله" اسم "لا" والخبر محذوف، والنحويون يقدرون الخبر كلمة "موجود"، وهذا التقدير ليس بصحيح إذ لا يصح أن يقال: إله موجود إلا الله؛ لأن فيه آلهة موجودة كثيرة غير الله سبحانه وتعالى. مثل الأشجار والأحجار والأشخاص إلى غير ذلك، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}. فهذا التقدير لا يصلح، والصواب أن يكون التقدير لا إله حق أو لا إله معبود بحق. "إلا الله" سبحانه وتعالى، "وإلا" حصر، ولفظ الجلالة بدل من الضمير المستتر في الخبر؛ لأن خبر "لا" إذا قلنا: لا إله معبود بحق، أو قلنا: لا إله حق، فيه ضمير مستتر فيكون لفظ الجلالة بدلاً من هذا الضمير، هذا هو إعراب كلمة الإخلاص، وإنما ذكرت إعرابها لأنه قد يمر على الطالب في بعض كتب النحو تقدير الخبر بكلمة "موجود" وقد تبين فساده.
قوله: "[لا إله] نافياً جميع ما يعبد من دون الله. "إلا الله" مثبتاً العبادة لله وحده، لا شريك له في عبادته، كما أنه ليس له شريك في ملكه"، أي: أن هذه الكلمة العظيمة اشتملت على نفي وإثبات، فإن معناها: لا معبود بحق إلا إله واحد، وهو الله وحده لا شريك له كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}، مع قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، ففيها إثبات الألوهية الحقة لله تعالى، وترك عبادة ما سواه، وأن ما سوى الله ليس بإله وأن إلهية ما سواه من أبطل الباطل، قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.
فـ"لا إله إلا الله" اشتملت على أمرين هما ركناها: النفي "لا إله"، والإثبات "إلا الله"، والنفي المحض ليس بتوحيد، وكذلك الإثبات المحض، فلا بد من الجمع بينهما.

س: ما الفوائد المستفادة من قوله تعالى : ( واذ قال ابراهيم لأبيه وقومه انني براء مما تعبدون ، ... ) ؟
أولاً: أن الآية دليل على وجوب البراءة من الشرك والمشركين، فيصلح أن نستدل بالآية على الجزئية الثالثة التي ذكرها الشيخ قبل قليل وهي البراءة من الشرك وأهله.
ثانياً: الآية دليل على فضيلة من يورث أولاده هدى وصلاحاً وأن الإنسان ينشئ أولاده ويربيهم ويورثهم الهدى والصلاح فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام جعل هذه الكلمة باقية في عقبه وفي ذريته.
الفائدة الثالثة: أن الآية فيها دليل على أن من الكمال العقلي والإدراك السليم أن يتبع المرء الهدى ولو خالف أهله وقومه وأهل بلاده.

س: أربعة أمور لا تتم شهادة أن محمداً رسول الله إلا بها. عددها ؟
• طاعته فيما أمر .
• تصديقه فيما أخبر .
• اجتناب ما عنه نهى وزجر .
• ألا يعبد الله الا بما شرع .

س: ما هو تعريف الصلاة ؟
الصلاة هي التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال على هيئة مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.

س: كيف تكون ( اقامة الصلاة ) ؟
إقامة الصلاة هو التعبد لله تعالى بفعلها على وجه الاستقامة والتمام في أوقاتها وهيئاتها. فيأتي بها وافية الأركان والواجبات حريصاً على سننها القولية والفعلية.

س: عدد ثمرات اقامة الصلاة ؟
o ثمرات إقام الصلاة أنها صلة بين العبد وربه.
o فيها انشراح الصدر.
o قرة العين.
o الهداية إلى فعل الخير، والانزجار عن الفحشاء والمنكر.

س: عدد ثمرات اخراج الزكاة ؟
• ثمرات إخراج الزكاة تطهير نفس الغني من الشح والبخل .
• تطهير نفس البخيل من الحسد والضغينة على الأغنياء.
• وسد حاجة الإسلام والمسلمين وطهرة المال.
• حصول الآثار الطيبة على البلاد والعباد.

س: ما هو تعريف ( الصيام ) ؟
الصيام هو الإمساك عن المفطرات تعبداً لله تعالى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

س: عدد فوائد الصوم ؟
o من فوائد الصوم ترك شهوات النفس .
o تربية الإرادة.
o جهاد النفس وتعويدها على الصبر والتحمل.
o وإشعار الصائم بنعم الله عليه.
o في الصوم فوائد صحية.
o هو أكبر عون على تقوى الله عز وجل.

س: ما هو تعريف ( الحج ) ؟
الحج هو: قصد مكة لأداء مناسك الحج في زمن مخصوص.

س: ما المقصود بـ ( الايمان ) ؟
والإيمان هو التصديق الجازم بجميع ما أمر الله ورسوله بالتصديق به المتضمن للعمل الذي هو الإسلام.

س: ما الفرق بين ( شعب الايمان ) ، و ( أركان الايمان ) ؟
أركان الايمان هي اعتقاد ، وأما شعب الايمان فهي الأعمال والأنواع والأجناس .

س: الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور . عددها ؟
• الإيمان بوجود الله تعالى.
• والإيمان بربوبيته.
• والإيمان بألوهيته.
• الايمان بأسمائه وصفاته .

س: ما المقصود بـ ( الايمان بأسماء الله وصفاته ) ؟
إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

س: من هم ( الملائكة ) ؟
عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور، عابدون لله تعالى، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ولا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى.

س: الإيمان بالملائكة لا يتم إلا إذا تحقق فيه أمور. عددها ؟
o الأول: الإيمان بوجودهم وأنهم مخلوقون عابدون لله قائمون بما أمروا به.
o الأمر الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه باسمه ومن لم يعلم اسمه فالإيمان به إجمالاً.
o الثالث: نؤمن بما علمنا من صفاتهم وهيئاتهم، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن عبد الله بن مسعود قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبرئيل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم"2. والمراد بالتهاويل: الأشياء المختلفة الألوان.
o الإيمان بما علمنا من أعمالهم ووظائفهم التي دلت عليها النصوص.

س: والإيمان بالكتب لا يتم إلا بأربعة أمور. عددها ؟
 أولاً: الإيمان بأنها منزلة من عند الله حقاً.
 والثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وأما ما لا نعرفه منها فنؤمن به إجمالاً.
 الأمر الثالث: التصديق بما صح من أخبارها، كأخبار القرآن،وأخبار ما لم يحرف وما لم يبدل من أخبار الكتب السابقة، مثل الرجم فإنه من الأخبار التي لم تحرف فيما حرف من التوراة.
 الرابع: العمل بأحكام ما لم ينسخ، وهذا بالنسبة لكتابنا وهو القرآن، وما لم ينسخ من أخبار الكتب السماوية السابقة مثل الرجم فإن الرجم ثبت في شريعتنا وهذا دليل على أنه لم ينسخ.

س: ما الفرق بين الرسول والنبي ؟
• الرسول، وهو: من بعثه الله إلى قوم وأنزل عليه كتاباً، أو لم ينزل عليه كتاباً لكن أوحى إليه بحكم لم يكن في شريعة من قبله.
• النبي هو: من أمره الله أن يدعو إلى شريعة سابقة دون أن ينزل عليه كتاباً، أو يوحي إليه بحكم جديد ناسخ أو غير ناسخ، وعلى ذلك فكل رسول نبي وليس كل العكس.

س: الإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور. عددها ؟
o الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من عند الله تعالى، وأنهم لا يأتون بشيء من عند أنفسهم كما قال تعالى عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
o الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم، وأن هناك رسلاً نؤمن بهم إجمالاً ولا نعرف أسمائهم؛ إلا القليل.
o الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
o الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.



س: الايمان باليوم الآخر لا يتم الا بثلاثة أمور . عددها ؟
• الأول : الايمان بالبعث .
• الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء.
• الثالث: الإيمان بالجنة والنار.

س: ما المقصود بـ ( القدر ) ؟
تقدير الله تعالى لما سيكون حسب ما سبق به علمه واقتضته حكمته سبحانه وتعالى.

س: الإيمان بالقدر لا يتم إلا بأربعة أمور. عددها ؟
 الأول: الإيمان بعلم الله تعالى وأنه عالم بما كان وما يكون وكيف يكون.
 الثاني: الإيمان بالكتابة وأن الله كتب ما علم أنه كائن إلى يوم القيامة.
 الثالث: الإيمان بأنه لا يحصل في هذا الكون إلا ما شاء الله.
 الرابع: الإيمان بأن الله جل وعلا خلق الخلق وأعمالهم وأفعالهم.

س: الإحسان في الأصل نوعان. ما هما ؟
 إحسان في عبادة الخالق .
 إحسان في حقوق الخلق.

س: الاحسان في حقوق الخلق نوعان . ما هما ؟
• إحسان واجب، وهو أن تقوم بحقوقهم الواجبة على أكمل وجه كبر الوالدين وصلة الأرحام والإنصاف في جميع المعاملات، يدخل في هذا النوع الإحسان إلى البهائم ثم الإحسان في القتل لما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة".
• النوع الثاني: "الإحسان المستحب وهو ما زاد على الواجب من بذل نفع بدني أو مالي أو علمي، فيساعد الإنسان من احتاج إلى مساعدته ببدنه أو بماله أو بعلمه، فهذا كله داخل في باب الإحسان، وأجل أنواع الإحسان: الإحسان إلى من أساء إليك كما قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

س: عبادة العبد لله كأنه يراه تبعث على أمرين اثنين . ما هما ؟
o الأمر الأول: الإخلاص لله عز وجل بعبادته، فلا يعبده رياء ولا سمعة ولا مدحاً وهو يعتقد أن الله يراه.
o الثاني: أن يتقن العبادة ويحسن أداءها. فيصلي صلاة من يشاهده ربه وهو يرى ربه.

س: ما معنى : ( أن تلد الأمة ربتها ) ؟
أي أن يكون ولد المرأة هو سيدها .

عاضة البقمي 7 ربيع الثاني 1432هـ/12-03-2011م 12:01 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الاستعانه بالله:
العبد محتاج الى الاستعانه بالله في فعل المامور وترك المحظور والصبر على المقدور.
(إياك نعبد)تبرؤمن الشرك.
(وإياك نستعين)تبرؤمن الحول والقوة.
الاستعاذه بالله تعالى هى التى تتضمن كمال الافتقارإليه سبحانه والاعتصام به.
الفرق بين الاستعاذة والاستغاثة:
الاستعاذه:تطلب من الله أن يعصمك وأن يمنعك وأن يحصنك.
الاستغاثة:تطلب منه أن يزيل مافيك من شدة.
وهذا لايكون إلالله سبحانه وتعالى القادر على كل شي.

عاضة البقمي 17 ربيع الثاني 1432هـ/22-03-2011م 08:03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم.
س-الناس ثلاثةأصناف في الهجرة من بلد الكفرعلى ثلاثة أضرب:
الصنف الأول:تجب عليه الهجرة:وهو القادر عليها مع عدم إمكان إظهار دينه فمن بقي في بلد الشرك وهو قادر على الهجرة ولايقدر على إظهار دينه فهو ظالم لنفسه.مرتكب حراما بالإجماع.
الصنف الثاني:من لا هجرة عليه وهو العاجز عن الهجرة إما لمرض أو إكراه على الإقامة .وعليه ان يعتزل الكفار ما استطاع ويظهر دينه ويصبر على أذاهم ويدعوهم الى الاسلام بلمعامله الحسنه.
الصنف الثالث:من تستحب له الهجره ولا تجب عليه من قدر على الهجره لكنه متمكن من إظهار دينه فيقوم بدعوه وتعريف الناس بذالك.


الساعة الآن 10:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir