ثبت بالتنصيص و الآثار القاطعة في الثبوت من الوحيين أن سورة الفاتحة لها أسماء كثيرة و ألقاب و أوصاف جمة تدل على خصيصة هذه السورة و فضلها على ما سواها و لذلك فإن هذه السورة :
1ــ لها أسماء كثيرة : - و اسم السورة هو ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.-و من أسمائها : فاتحة الكتاب و الفاتحة و أم الكتاب و أم القرآن و الحمد لله رب العالمين و الحمد ....
2ــ لها ألقاب و أوصاف : - ولقب السورة: ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرُّرِ أسمائها.- و منها : الكافية و الشافية و الوافية و الرقية و الصلاة و الدعاء.....
3ــ كثرة أسمائها و ألقابها تدل على عظمتها و أنها من خصوصية هذه الأمة
4ــ على كثرة أسمائها و ألقابها و اختلاف الأمرين يقدم ذكرها بالأسماء على تسميتها بالألقاب إلا أن يكون اللقب أشهر أو أكثر تداولا ومن أجل التشويق أو لاعتبار صحة عد اللقب إسما كما هو ثابت ي الصحيحين من حديث محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد».
وهذه ألقابٌ وأوصاف مَدح له صلى الله عليه وسلم، وهي أسماؤه باعتبار دلالتها على المسمَّى.

أم القرآن هنا سورة الفاتحة، وفي معنى تسميتها بأم القرآن أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها إلى قولين:
القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فهي أم القرآن باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفّق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجّاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.
وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.

القول الثاني: سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.

قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).

تعد سورة الفاتحة من أكثر سور القرآن أسماء والمَوْشية ألقابا ، وذلك دال على عظيم فضلها ، إذ لم تطلق هذه الألقاب عبثا ،ولا وُسمت بتلك الأسماء اعتباطا ، بل لغزير ما اكتنزته ، وكبير ما حوته ، ولا أدل على ذلك من قوله عليه الصلاة والسلام : "هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" . فهي أشبه بناد فسيح احتضن جم الأصول والقواعد ، وحوى كثيرا من الفوائد والفرائد ، حتى أمكن الجزم أنها أوعبت في البيان ، و استوفت ما ورد تفصيلا في القرآن .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوائد يوم الأحد 15 / 3 / 1439هـ
يحسن بطالب العلم أن ينتبه لضعف بعض المرويات في فضل سورة الفاتحة،
والضعف في بعض المرويات إما أن يكون من جهة الإسناد وإما أن يكون من جهة المتن.

معنى تسمية الفاتحة بالسبع المثاني : فيه أقول لأهل العلم :
القول الأول : لأنها تثنى في كل ركعة و تعاد في القرآن : قال قتادة: (فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة وتطوع). رواه عبد الرزاق وابن جرير وقال بهذا المعنى غير قتادة من الصحابة و التابعين...
القول الثاني : لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحدا قبله : روى ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: فما المثاني؟ قال: " هي أم القرآن، استثناها الله لمحمد صلى الله عليه وسلم، فرفعها في أم الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم، ولم يعطها لأحد قبله)
القول الثالث : قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إذ قال: (وإنما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهي كذا وكذا آية .
القول الرابع : لأنها مما يثنى به على الله تعالى .
القول الخامس : المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مثنى أو مشتق من المثنى الدال على اثنين : و اختلف في معنى ذلك على أقول و من أشهرها و أولاها كما يذهب جمهور العلماء " أن حروفها وكلماتها مثناة مثل: الرحمن الرحيم، إياك وإياك، الصراط الصراط، عليهم عليهم، غير غير في قراءة عمر، وهذا القول ذكره الثعلبي والواحدي في البسيط وابن الجوزي غير منسوب لأحد معروف.
ـــ للمثاني معاني كثيرة في لغة العرب : منها منها ما كان بعد المبادئ، وأثناء الشيء، وما انعطف وانحنى وإن لم يردّ آخره على أوَّله ...

من أسماء سورة الفاتحة : الشافية ، الكافية ، الأساس ، الكنز ، أم الكتاب ، السبع المثاني ،الدعاء ، الصلاة ، الوافية
الراجح أن سورة الفاتحة مكية

فوائد يوم الاثنين 16 / 3 / 1429هـ

ذكر عدد من المفسّرين أسماءً أخرى للفاتحة حتى أوصلوها إلى نحو ثلاثين اسماً عامّتها ألقاب وأوصاف أُخذت من بعض الأحاديث والآثار، وفي بعضها تكرار، وفي بعضها نظر من جهة عدم ظهور دلالة النصّ على إرادة التسمية.
ومما ينبغي أن يعلمه طالب علم التفسير أن الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين على نوعين:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدلُّ بنصّها على ما استدلَّ بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى؛ ففُهم من ذلك النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج.

وصف العظيم في قوله تعالى " القرآن العظيم " وهذا الأخير من أسماء الفاتحة : و هو على قولين :
القول الأول: صفة مقيّدة، والمراد به سورة الفاتحة، وإطلاق لفظ القرآن على بعض آياته من باب إطلاق الكل على الجزء، كما لو سمعت رجلاً يقرأ سورةً ثمّ قلت: هو يقرأ القرآن، كان خبرُكَ عنه صادقاً؛ وإن لم يكن يقرأ القرآن كلّه.
وهذا القول هو قول جمهور المفسّرين، لما تقدّم من الأحاديث، ويكون عطف "القرآن العظيم" على "السبع المثاني" لأجل تغاير الصفات مع كون الموصوف واحداً، كما في قول الله تعالى: {تلك آيات الكتاب وقرآن مبين} ، وقوله تعالى: {غافر الذنب وقابل التوب}.
والقول الثاني: صفة كاشفة، والمراد القرآن كلّه، وهذا قول مجاهد بن جبر والضحاك بن مزاحم، وقال به من علماء اللغة أبو عبيدة وأبو علي القالي.
وهذا القول وإن كان حقاً في نفسه من حيث أن القرآن كلّه عظيم إلا أنّ المراد بهذا القرآن مخصوص بما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة؛ ووصف العظم يتفاضل، فالقرآن بعضه أعظم من بعض، والفاتحة أعظم سورة في القرآن، وهي أولى بوصف القرآن العظيم.

سورة الفاتحة : مكية و ليست مدنية وهو قول جمهور المفسرين :
وقال ابن عطية: (ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير الحمد لله رب العالمين).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وسورة الحجر مكية بلا ريب).
قال: (وكذلك قول من قال: الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب. ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم)ا.هـ

جزاكم الله خيرا

فوائد مجلس الثلاثاء :
 

- اتفق العلماء على أن آيات سورة الفاتحة سبع آيات ؛ لقوله تعالى : { ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم } ، واختلفوا في عدِّ البسملة آية من الفاتحة على قولين ، والاختلاف فيها كالاختلاف في القراءات ، إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة - رضي الله عنهم - ، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين - كما ذكر ذلك ابن الجزري - رحمه الله - في طيبة النشر ..

صح القول عن علي بن ابي طالب أن البسملة آية من الفاتحة وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد
وفي العد المكي المروي عن عبد الله بن كثير المكّي مقرئ أهل مكّة
والعد الكوفي المروي عن أبي عبد الرحمن السُّلمي مقرئ أهل الكوفة
وأما من قال انها ليست آية من الفاتحة فهم أبي حنيفة والأوزاعي ومالك ورواية عن أحمد
وباقي اصحاب العد " العد البصري
والعد الشامي وهو الدمشقي المرويّ عن عبد الله بن عامر اليحصبي
والعد الحمصي المروي عن شريح بن يزيد الحمصي
وقد كان في كل مصر من هذه الأمصار قراء تلقوا القراءات بالأسانيد المتصلة الى قراء الصحابة وكانت تؤخذ منهم أعداد الآيات كما تؤخذ القراءات .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوائد درس اليوم الثلاثاء - ععد ايات سورة الفاتحة:
١- سورة الفاتحة سبع ايات باجماع القراء والمفسرين وقد دل عليه النص كما دل عليه الاجماع

٢- مع اتفاق العلماء ان ايات الفاتحة سبع ققد اختلفو على عد البسملة انها اية منها على قولين: الاول انها اية منها والاخر انها ليست اية منها وان "انعمت عليهم" رآس اية

٣- الصواب في الخلاف في عد اليسملة اية من الفاتحة انه كلاختلاف في القرآءات اذ كلا القولين متلقيان عن القرآء المعروفين بالاسانيد المشتهرة الى الصحابة رضى الله عنهم

والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
فائدة يوم الثلاثاء

سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القرَّاء والمفسّرين، وقد دلَّ على ذلك النصّ كما دلَّ الإجماع ، وما ذكر من الأقوال الشاذة فغير صحيح من جهة الإسناد، وغير معتبر من جهة المتن.
الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.

سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القراء والمفسرين.
وقد حكى الإجماع على ذلك جماعة من أهل العلم، منهم: ابن جرير الطبري، وابن المنذر، وأبو جعفر النحاس، وأبو عمرو الداني، والبغوي، وابن عطية، والشاطبي، وابن الجوزي، وعلم الدين السخاوي، وابن تيمية، وابن كثير، وغيرهم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوائد عدّ آيات سورة الفاتحة
ّ* أجمع القراء والمفسرين على ان آيات سورة الفاتحة سبع آيات.
*وكذلك أتفق علماء العدد على ان سورة الفاتحة سبع آيات.
# وحُكي ان آيات سورة الفاتحة ست آيات وهذا قول الحسين بن علي الجعفي وقد قال ابن عطية عن هذا القول شاذ لا يعول عليه.
# والقول الثاني نسب للحسن البصري وعمرو بن عبيد المعتزلي انها ثمان آيات وهذا القول لا يصح عن الحسن البصري وهذا القول شاذ.
@ وكذلك اختلفوا على البسملة هل هي آية من سورة الفاتحة ام لا على قولين:
الأول انها آية وهذا قول الشافعي ورواية عن أحمد والعد المكي والعد الكوفي.
والثاني البسملة ليست آية وهذا قول ابوحنيفة ومالك ورواية عن أحمد والاوزاعي وباقي أصحاب العدد وعندهم ( أنعمت عليهم ) رأس آية.

والمقصود أنَّ سورة الفاتحة سبع آيات من غير خلاف بين أهل العلم، وما ذكر من الأقوال الشاذة فغير صحيح من جهة الإسناد، وغير معتبر من جهة المتن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.

قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته : و بعد :
فائدة اليوم لدرس عدد آيات سورة الفاتحة :
ثبت بالنص و بالإجماع و اشتهر في الآفاق و اعتد به علماء العد المدني الأول، والعد المدني الأخير، والعد المكي، والعد الكوفي، والعد البصري، والعد الشامي ; كل ذلك تظافر و نهض للجزم بأن عدد آيات سورة الفاتحة سبعة ، وما ذكر من الأقوال الشاذة فغير صحيح سندا ، و غير معتبر متنا . و أكتفي بذكر شاهد واحد ن النص و هو قول الله تعالى: " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم " و شاهد آخر بالإجماع الذي حكاه غير واحد من أهل العلم منهم ابن جريرالطبري قال رحمه الله : (لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك) ; يقصد أن عدد آيات سورة الفاتحة سبعة .

أشكر شيخنا عبد العزيز الداخل و كافة هيئة الإدارة الحريصين على تعليمنا و إفادتنا . و جزاهم الله عنا خيرا . و أسأل الله تعالى أن يثيبهم على جهودهم و ينفع بعلمهم و عملهم إنه نعم المولى و نعم المجيب . و وفق الله طلبة العلم و طالباته في هذا الصرح العلمي المبارك و في كافة طرق و سبل طلب العلم آمين و لنجعل نصب أعيننا حديث النبي الكريم صلى الله عليه و سلم" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طرقا إلى الجنة " و قوله أيضا " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه " و قول الشاعر : العلم يجدوا العمى عن قلب صاحبه *** كما يجدوا ظلمة الليل القمر . حياكم الله تعالى .