![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
الإجـــــابة على أسئلة (محاضرة علاج الفتور فى طلب العلم ) س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك. الدين لا يقوم إلا على أساس العلم والإيمان؛ فبالعلم يُعرف هدى الله جل جلاله، وبالإيمان يُتبع هذا الهدى؛ حتى تحصل العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام دينه، وكان له وعد من الله تعالى بالهداية والنصر، وإن خذله من خذله، وإن خالفه من خالفه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَزَالُ مِنْ أمتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) [رواه الشيخان من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وهذا لفظ البخاري]، فضَمِن الله تعالى لمن يقوم بأمره؛ أن لا يضره من يخذله ولا من يخالفه، مهما كانت درجة الخذلان، ومهما كانت درجة المخالفة. س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما. *النوع الأول: فتور تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من الضعف والنقص: وهذا من طبائع النفوس، ولا يُلام عليه عليه الإنسان، وقد روى ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح، عن عبد الله بن عمر بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَتِي فَقَدْ اهْتَدَى ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)) [وأخرجه أيضًا الإمام أحمد، والطحاوي، وابن حبان]. ورُوي أيضًا من حديث أبا هريرة، وابن عباس، وأبي أمامة الباهلي، وجعد بن هبيرة بألفاظ متقاربة؛ فهذا الحديث يبيّن لنا أن كل عمل يعمله الإنسان فله فترة، فمن كانت كانت فترته إلى قصد واعتدال بما لا يخل بالفرائض؛ فهو هو غير ملوم، ومن كانت فترته إلى انقطاع، وإلى سلوك غير سبيل السنة؛ فهو مذموم، وهذا الفتور العارض هو بمثابة الاستراحة، وإجمام النفس، يعود العامل بعدها إلى ما كان يعمل بنشاط متجدد بإذن الله عز وجل. وكان من هدي الأئمة أنهم يجعلون لفترتهم بعض الأعمال المساعدة؛ من تهيئة الدفاتر، وبري الأقلام، وبعضهم ينشد الأشعار، ويقرأ في الدواوين وطرائف الأخبار، وبعضهم يتاعهد الرمي، وغير ذلك من الأعمال التي تُجّم النفس، وفيه نفع وفائدة لطالب العلم. فالمقصود أن يَفقه طالب العلم أن الفتور الطبيعي -الذي هو من طبيعة النفس-؛ هذا لا تكون معالجته بمغالبته بالجد والاجتهاد والقضاء عليه، فهذا خلاف فطرة الإنسان، وإنما يكون علاجه بإعطاء النفس حقها، من الراحة والاستجمام والقصد والاعتدال، وأن يجعل طالب العلم لحال فتورة من الأعمال ما يناسبها، حتى يتهيأ لمعاودة العمل بجدٍ، ونشاطٍ، وعزيمة، واستعداد؛ وأن يحرص في فترته أن يضبط ما يمكن أن نسميه بالحد الأدني لا يخل به، حتى يبقى مواظبًا على شئ من العلم، لا ينقطع عن العلم انقطاعًا كليًا، لكن يلزم نفسه بقدر معين، حتى يبقى مواصلًا لطلب العلم، فإذا عاد إليه نشاطه، فإذا هو لم يخسر في حال فترته كثيرًا. * النوع الثاني: من الفتور- وهو الفتور الذي يُلام عليه العبد-: هو الفتور الذي يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر. فإذا ضعف اليقين والصبر؛ سلطت على الإنسان آفات من كيد الشيطان، وعلل النفس، وعواقب الذنوب، ولا سبيل له إلى الخلاص منها إلا بالاعتصام بالله تعالى، وبالإلحاح عليه في الدعاء أن يرزقه العلم والإيمان، وأن يصرف عنه كيد الشيطان، وأن يعيذه من شره نفسه، ومن سيئات أعماله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا)). فكيد الشيطان، وشر النفس، وعواقب الذنوب، من أعظم الصوارف عن ما ينفع الإنسان في دينه ودنياه. - وإذا ضعف اليقين؛ ضعفت العزيمة، ودنت الهمة، وسهلت، واحتجب عن العبد هدى الله عز وجل، واتبع المرء هواه، فافتتن بالدنيا، وغرّه طول الأمل، وغفل وقسى قلبه، والتفت إلى وساوس الشياطين، ودبّت إلى النفس آفات خطيرة تصرفه إلى طلب الدنيا ومتاعها العاجل؛ لأنه قصر نظره عن ما يجب عليه أن يقصده، فبدل أن يقصد بعلمه، وطلبه للعلم ما عند الله عز وجل من الثواب العظيم؛ صار نظر قلبه إلى عاجل مُتع الدنيا، وطلب زينتها، فافتتن بها، وحمله ذلك على الرياء لطلب الثناء، ومتاع الدنيا، وحمله أيضًا على العجب بما عنده؛ والعجب داء خطير، له آثار وأخطار ينبغي لطالب العلم أن يحذر منها، فإنه من أسباب محق بركة العلم، ويحمله ذلك أيضًا على كفران النعمة، وعدم شكر نعمة الله تعالى عليه بالعلم، وقد قال الله عز وجل: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ}. - وضعف الصبر كذلك له آثار خطيرة، تؤدي بالإنسان إلى أسباب عديدة تؤدي به إلى الفتور؛ فمنها: وهن النفس، وضعف العزيمة، وسرعة التأثر بالأعراض، وطلب الأمور العاجلة التي لا يحتاج المرء فيها إلى الصبر، فالنار قد حفت بالشهوات، واتباع الهوى ما يحتاج فيه المرء إلى صبر، فإذا ضعف صبر الإنسان كان أسرع شيئًا إلى اتباع هواه، وإذا اتبع المرء هواه، وقسى قلبه، وطال أمله؛ دبت إليه آفات كثيرة تؤدي به إلى الفتور. والمقصود أن علاج ضعف اليقين، وضعف الصبر يكون بتقوية اليقين، وحمل النفس على الصبر على استقامة وسداد. س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها. ينبغي على طالب العلم أن يزهد في الدنيا، ويعلم أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضه؛ فهي دار اختبار ونعيمها زائل لا محالة، ومهما كثر ذلك النعيم فهو قليل مقارنة بما أعده الله تعالى للمتقين في الدار الآخرة دار القرار. كما ينبغي لطالب العلم أن يأخذ من الدنيا ما يعينه على طاعة الله عز وجل لأن الافتتان بالدنيا، والإكثار منها يُفسد القلب ويُشغله عن الطاعات، ويؤدي به إلى الفتور . فمن وجد في نفسه ميل إلى الدنيا وملذاتها فعليه أن يُلحّ على الله تعالى بالدعاء أن يرزقة اليقين والصبر والإيمان، وأن يهديه ، ويصرف عنه كيد الشيطان ، ويعيده من شر نفسه والهوى. كما أن عليه أن يشغل تلك النفس بطلب العلم النافع ، وليتذكر ما عند الله تعالى له من ثواب إذا أخلص نيته في هذا الطلب. أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طلب الهدى فهتدى وسأل الله العافية فعفى عنه وعافاه س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب. أكبر سببين للفتور هما ضعف اليقين وضعف الصبر، ولكن هناك أسباب أخرى هي: 1- علل النفس الخفية؛ من العجب، والرياء، والحرص على المال، والشرف؛ هذا مما يورث الفتور في طلب العلم: فبعضها ناتج عن ضعف اليقين؛ مثل العجب، والرياء، والحرص على المال والشرف؛ وبعضها ناتج عن ضعف الصبر؛ مثل وهن العزيمة، وسرعة التأثر بالأعراض، والعوائق، والعوائد؛ هذه غالبًا تكون ناتجة عن ضعف الصبر، ولها تأثر أيضا بضعف اليقين. المقصود أن طالب العلم، وإن حصّل علمًا كثيرًا، ينبغي له أن يحذر من آفة العجب، فإنها ماحقة لبركة العلم، وكذلك الرياء؛ الرياء ناتجٌ عن ضعف اليقين؛ لأن الذي يوقن بمراقبة الله عز وجل له، ويوقن بأن ثواب الله عز وجل خيرٌ وأبقى، ويوقن بأن الناس لا يملكون له نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله، فلأي شئٍ يصرف قلبه إليه؟! فوجود الرياء في قلب طالب العلم هو من أسباب ضعف اليقين، وكذلك الحرص على المال، والشرف، وكذلك آفات كثيرة؛ هذه الآفات تؤدي به إلى الفتور عن طلب العلم لله عز وجل، وقد ينشط في طلب العلم إذا كان لأجل أن يمدحه الناس ويثنون عليه، ولأجل أن يتكسّب به شيئًا من متاع الدنيا؛ فهذا طلب العلم لغير الله عز وجل، ومن طلب العلم بهذه النية؛ فهو على خطرٍ عظيم، ومن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة؛ من طلب العلم ليُقال عالم –والعياذ بالله-. 2- عواقب الذنوب: الإنسان قد يقترف بعض الذنوب الخطيرة، التي قد يعُاقب عليها؛ بالحرمان من فضل طلب العلم، والحرمان من بركة العلم؛ كالوقيعة في الأعراض، وخصوصًا أعراض العلماء. ينبغي لطالب العلم -بل يجب على طالب العلم- أن يحتاط لنفسه ويحذر آفات اللسان، وكم من إنسان حُرم العلم، وحُرم بركة العلم بسبب وقيعته في أعراض الناس؛ وخصوصًا الوقيعة في أعراض العلماء، ينبغي لطالب العلم أن يحذر من ذلك أشد الحذر. وكذلك التفاخر على الأقران؛ ينبغي لطالب العلم أن ينأى بنفسه عن ذلك، وأن لا يتفاخر على أقرانه، ولا يستكثر بما يمدح عليه، فإن ذلك يُخشى على صاحبه أن لا يُبارك له في علمه، وقد يقوده ذلك إلى العجب؛ والعجب آفة خطيرة. 3- تحميل النفس ما لا تطيق: فإن من حمّل نفسه على ما لا تطيق؛ قد عرّضها للانقطاع عن طلب العلم. 4- العوائد الخاطئة في طرق طلب العلم؛ فيعسّر طالب العلم على نفسه في طريقة طلبه للعلم: فينبغي لطالب العلم أن يسلك في طلبه للعلم طريقة ميسرة غير شاقة عليه، فإذا كان يرى من نفسه أن طريقته في طلب للعلم طريقة عَسِرة، ومشقتها غير محتملة؛ فليعد النظر في طريقته لطلب العلم، وليسأل عالمًا يتوصّل به إلى طريقةٍ، ميسرةٍ، نافعةٍ، وصحيحه في طلب العلم. 5- الموازنات الجائرة: يوازن نفسه بكبار العلماء، يوازن نفسه بكبار القرّاء، يوازن نفسه بكبار الحفّاظ؛ فإذا يرى أنه لم يطق ما أطاقوه، ولم يتمكن من محاكاتهم ومجارتهم؛ عاد على نفسه باللوم والتعنيف، وربما قاده ذلك إلى الفتور والانقطاع؛ لأنه يرى أن بينه وبينهم مسافات طويلة لا يمكن أن يبلغها، وهذه حيلة من حيل الشيطان، ولو أن طالب العلم صبر على ما كان متيسرًا له ولم ينقطع؛ فإنه يُرجى له بتقدمه في طلب العلم، وتنمية مهارته، أن يصل إلى ما وصل إليه كثير من العلماء. 6- الرفقة السيئة: وإذا كان الإنسان في مجتمعٍ، أو لديه رفقة سيئة؛ فليحرص على أن يتقي شرهم، وتأثيرهم عليه في الفتور؛ وخصوصًا إذا كان في قلب المرء نوازع إلى الاستمتاع ببعض شهوات الدنيا، فإن تسلط الرفقة السيئة عليه يكون أكثر؛ لأنهم يأتونه من المواضع التي يضعف فيها، فيرغبونه في فضول المباحات، ثم في بعض المكروهات، ثم ربما جرّوه إلى المحرمات، وأقل ما يصيبه منهم أنهم يلهونه عن طلب العلم، ويلهونه بأمورٍ لا تنفعه في دينه ودنياه، فإذا ابتلي بذلك فليحرص على تجنب ذلك ما استطاع، ما لم يكن فيه قطيعة من رحم، وإن كان لهم ما يوجب الحق من الرحم ونحوه، فليقتصر من خلطتهم على قدر ما يتأدى به الواجب، ويجتنب تأثيرهم عليه. 7- فتتان الإنسان بالدنيا وتطلعه إلى متاعها وزينتها: نبغي لطالب العلم أن يزهد في الدنيا، هذا أمرٌ مهم؛ لأن الافتتان بالدنيا إذا دخل في قلب العبد أفسده، وليأخذ من الدنيا ما يجعله بلاغًا له إلى طاعة الله عز وجل، والتقرب إليه، وليعرف لهذه الدنيا قدرها؛ فإنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فينبغي أن يعرف حقيقة الدنيا، والزهد في الدنيا من أسباب محبة الله عز وجل للعبد، كما في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ))كلما كان الإنسان أزهد في الدنيا على استقامة وسداد؛ كان أقرب إلى نيل محبة الله عز وجل. س5: اذكر سبعة وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية. 1- تحصيل اليقين وتحصيل الصبر: هذا أعظم ما يعالج به الفتور، وهو أصل العلاج، بقيّة العلاجات الأخرى تبعٌ لهذا العلاج، وهي مما يُستعان به على تحصيل الصبر، ومما يُستعان به على تحصيل اليقين، فيقصد طالب العلم إلى الأصل؛ وهو تحصيل الصبر، وتحصيل اليقين. فاليقين هو أساس العلاج، يعني إذا قارنّا بين الصبر واليقين، نجد أن اليقين هو الأصل؛ لأن صاحب اليقين يسهل له الصبر أكثر ممن ضعف يقينه. واليقين أمرٌ مهم، بل هو أعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها على عباده. 2- الفرح بفضل الله، وشكر نعمة الله: هاتان الخصلتان إذا كانتا عند طالب العلم، ورسخت في قلبه، وانتهجها في عمله؛ فليبشر بخير عظيم، وبركات كثيرة؛ فإن الله عز وجل يحب من يفرح بفضله -الفرح المحمود- {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، والله عز وجل ينظر إلى قلب العبد إذا آتاه الهدى؛ هل يفرح به أو لا يفرح به؟ هل يرفع به رأسه، أو لا يرفع به رأسه؟ هل يعرف له قدره، أو لا يعرف له قدره؟ فإذا كان طالب العلم يعرف لهدى الله عز وجل قدره، ويفرح به، يرفع به رأسه، ويدعو إليه، ويبينه للناس؛ فإن الله عز وجل يحب منه هذا العمل، وإذا أحبه الله عز وجل منه؛ توالت عليه زيادات هذا العمل، وكذلك إذا كان العبد يشكر الله عز وجل؛ الشكر بالثناء، الشكر بالعمل، الشكر بطلب المزيد؛ فإن الله عز وجل يعطيه، ويزيده، ولا حدود لعطاء الله عز وجل، كل ما يخطر في بالك، لا يمكن أن تحصر به فضل الله عز وجل، يعطيك ما لا يخطر على بالك، إذا أنت تفرح بفضل الله عز وجل، وتشكر نعمة الله، وقد قال الله عز وجل في القرآن العظيم كما في سورة الأنعام: {أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَاۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} . 3-تذكير النفس بفضل العلم وشرفه: فتذكير طالب العلم نفسه بفضائل طلب العلم، يزيده يقينًا، ويزيل عنه حجاب الغفلة، وطول الأمد، وما يحصل له من نسيان بعض فضائل طلب العلم، فإنه بالتذكر يعالج كثيرًا من الآفات بإذن الله عز وجل. 4-الإعراض عن اللغو: وهو مهم جدًا لعلاج الفتور، ولا يستقيم لطالب العلم حصول طلب العلم على الوجه الصحيح المرضي، وهو لا يعرض عن اللغو، والإعراض عن اللغو من أعظم أسباب الفلاح، جعله الله عز وجل بعد الصلاة مباشرة في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون}، الجمع بين الصلاة والإعراض عن اللغو؛ هذا فيه تنبيه على أن النفس كالنبات، تحتاج إلى غذاءٍ يقويها، وإلى وقاية تحميها؛ فالصلاة غذاءٌ للروح، والإعراض عن اللغو حماية؛ بل هو أصل الحمايات؛ الإعراض عن اللغو، وكثير من الآفات إنما تتسلط على الإنسان بسبب عدم اعراضه عن اللغو؛ اتباعه لفضول الكلام، لفضول المخالطة، لفضول كذا، لفضول كذا، كثيرٌ من اللغو يجر إلى معاطب، فاجتنابه، وإعراضه عن اللغو من أوله؛ يسهّل له النجاة والسلامة من آفات كثيرة. 5- معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها ما لا تطيق: ينبغي لطالب العلم أن يعرف قدر نفسه، قدر ما تطيقه، فيأخذ من الأمور بما يطيق {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا}، ويحرص على أن يجتهد فيما يطيق، وفيما ييسره الله عز وجل، فإنه بعد ذلك تنفتح له أبواب العلم بإذن الله عز وجل، ويحصل منها على ما ييسره الله عز وجل له، وإذا كان سائرًا في طريقه طلب العلم على شكر نعمة الله عز وجل؛ فإن الله تعالى يزيده، كما قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}. 6- الحذر من علل النفس الخفية: التي قد يحرم بسببها من بركة العلم، ومن مواصلة طلب العلم؛ كالعجب، والغرور، والمراءاة، والتسميع، وحب الرياسة، والعلو في الأرض، والمراء، والتعالي، واستكثار العلم، والتفاخر، ونحو ذلك. 7- تنظيم الوقت: تقسيم الأعمال إلى أقسام، حتى ينجز في كل وقت منها قدرًا ويحصل له بتجزئة الأعمال؛ إتمام أعمال كثيرة بإذن الله عز وجل؛ وشعور المرء بالإنجاز؛ يدفعه إلى المواصلة في طلب العلم، وإلى أيضًا علاج الفتور، لأنه يجد أن لعمله ثمره، وأنه قد حصّل شيئًا من ثمرة العمل، فيدفعه ذلك إلى الاستكثار من العمل. |
اقتباس:
أحسنتِ أختي الفاضلة التفطن لمواطن الإجابة ، ولكن مع ذلك نريد أن نتدرب على تلخيصها بأنفسنا ولا نعتمد على النسخ ، فكما ترين هذا التدريب ليس عليه درجات ومتاح لكم الاطلاع على المادة لإجابة الأسئلة ، لأن الهدف هو أن نتدرب على كيفية الإجابة ؛ فنذكر مثلا السبب ووجه كونه يسبب الفتور ، أو العلاج والدليل عليه ، ونتدرب على الكتابة بأسلوبنا : مثال : من وصايا علاج الفتور : الفرح بفضل الله : [ الوصية ] قال الله - عز وجل - : { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون } [ الدليل عليها ] فمن فرح بفضل الله أن منّ عليه بطلب العلم ، ورفع به رأسه ، فجزاؤه أن يزيده الله منه. [ وجه كونه علاج للفتور ] بارك الله فيكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين. |
بإذن الله تعالى.. جزاكم الله خيراً وجعل ماتبذلونه في ميزان حسناتكم
|
اقتباس:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 3 / 3 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا بما يعين على حسن الفهم وجودة التصوّر) : 3 / 3 ثالثاً: التحرير العلمي (ذكر خلاصة القول في كلّ مسألة بتفصيل وافٍ بالحاجة العلمية من غير تطويل واستيعاب الأقوال -إن وجدت- وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 7/ 8 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل فتؤدي الغرض بأسلوب مباشر وميسّر وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 3 / 3 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 3/ 3 مجموع الدرجات: 19 من 20 أحسنتِ التلخيص وبيان أهم المسائل، بارك الله فيكِ، ونفع بكِ. توجيهات: - تُراجع التنبيهات التي دوّنت في التلخيص. - استوفى التلخيص أكثر مسائل الدرس، ومن المسائل التي تطرّق لها شرّاح الحديث ولم تذكريها:مسألة: هل تغيير المنكر بمعنى إزالته؟، وفائدة تعليق الأمر بالتغيير بالمنكر دون فاعله، آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حكم إنكار ما كان مستورًا عنه فلم يره، ولكن علم به، ومسألة: هل وجوب الإنكار متعلّق بظن الانتفاع؟ - أحسنتِ ترتيب المسائل عمومًا، وكان الأجود أن يكون شرح قوله: (وذلك أضعف الإيمان) بعد بيان معنى (يغيّره)، حتى يكون شرح مفردات الحديث متسلسلًا، ثم يكون البدء بذكر المسائل العلمية التي تناولها الشرّاح بالشرح والبحث. - ينقص تلخيصك استيعاب ما في المسائل من الأقوال، وذكر حجّة كل قول، كما أنه في تحرير مراتب الإنكار ينقصه بيان على من تجب هذه المراتب، ومتى تسقط، ليكون الكلام في المسألة وافيًا بذكر ما يتصل بها. - ويمكنك مراجعة ما تم التنبيه عليه بتأمّل التلخيص التالي، وفقكِ الله وسددكِ. اقتباس:
|
مثال تطبيقي في تلخيص شرح حديث أبي سعيد الخدري: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ...)
الأول: استخلاص العناصر وأسماء المسائل. بقراءة الدرس، وكلما مرّت به مسألة دوّنها -ولا بأس أن نبدأ بالتدوين في ورقة-، مع الإشارة للشرح الذي تضمّن تلك المسألة، مادام أنه يلخّص من عدة شروح، ويمكن أن يرمز للشراح برموز لتسهيل العملية؛ فمثلًا يرمز للشيخ ابن عثيمين (ع)، وللشيخ محمد حياة السندي (ح)، ونحو ذلك. مثاله: في شرح ابن عثيمين: اقتباس:
شرح قوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره) - إعرابها. ع - المراد بالرؤية. ع س ص [أي ابن عثيمين وسعد الحجري وصالح آل الشيخ] - المراد بالمنكر. ع ح س ج [ابن عثيمين ومحمد حياة وسعد الحجري وابن رجب] ثانيا: بعد استخلاص العناصر وأسماء المسائل نرتبها. والغالب أن الشرح الواحد تكون مسائله متناولة من الشارح بترتيب معتبر، أما عند التلخيص من عدة شروح فنحتاج للنظر إلى أوجه التناسب بين المسائل. ففي المثال السابق: ترتيب العناصر والمسائل المستخلصة: * شرح قوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده) - إعرابها. ع - المراد بالرؤية. ع س ص - المراد بالمنكر. ع ح س ج ثالثا: التحرير العلمي. بعد استخلاص المسائل نجمع ما يتصل من الكلام بكل مسألة من جميع أجزاء الدرس، ومن جميع الشروح إذا كان التلخيص منها جميعًا، فهذا يساعد على تحقيق جودة التحرير بذكر خلاصة القول فيه واستيعاب جميع الأقوال، وإتمام ذلك في أقلّ مدة بإذن الله. ومما يساعد على ذلك وجود الرموز التي تدلنا على مواضع ورود المسألة. مثال ذلك: تحرير القول في مسألة المراد بالرؤية، وقد وردت في ثلاثة شروح، ونلاحظ أن لأهل العلم فيها قولان: اقتباس:
- المراد بالرؤية في قوله: (من رأى). لأهل العلم قولان في المراد بالرؤية في الحديث: الأول: العلم، فتشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك، وهذا ما رجّحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. وحجته: أنه مادام أن اللفظ يحتمل هذا المعنى الأعمّ، فإنه يُحمل عليه، وإن كان ظاهر الحديث يدلّ على أنه رؤية العين. الثاني: أنها رؤية العين؛ فرأى بمعنى أبصر بعينيه، وإنما يُنزَّل السمع المحقق منزلة الرأي بالعين، وهذا ما رجّحه الشيخ صالح آل الشيخ. وحجته: أن (رأى) تعدّت إلى مفعول واحد، فتكون بصرية. ولأن العلم بالمنكر لا يُكتفى به في وجوب الإنكار. ولأن تقييد وجوب الإنكار برؤية العين يفيد زيادة تأكيد على التثبّت في هذه الأمور. رابعا: حسن الصياغة. ومما يساعد على حسن صياغة الملخّص الاستعانة بكلام أهل العلم وعباراتهم الواردة في الشروح. خامسًا:حسن العرض. وفيه تراعى المعايير الواردة في دروس الدورة. ومن ذلك: البدء بذكر العناصر مجرّدة، وتمييز العناصر وأسماء المسائل بلون مختلف. |
اقتباس:
1: أحسنتِ فصل قائمة العناصر في أول التلخيص ثم التفصيل ، وأحسنتِ استخلاص مسائل فرعية تحت كل عنصر ، ويُفضل بيانها كذلك في القائمة أعلى التلخيص كما سأبين لكِ في الأنموذج بإذن الله. 2: بالنسبة لعنصر : مباحث المعاني المتعلقة بالأحكام وعددها 14 ومنها .. ما رأيكِ لو قلتِ : مباحث المعاني المتعلقة بالأحكام ، ثم خصصتِ تحتها مسألتين فرعيتين : 1: عددها ، 2: أهميتها وذلك لأنه لم يرد في الدرس ذكر الأنواع الأربعة عشر ، وإنما خص بالذكر خمسة منها فقط. 3: في صياغة المسائل ، يفضل أن يكون العنوان واضحًا ؛ فلا نجعل فيه ضميرًا يعود على كلمة قبل أو بعد العنوان ، مثلا قولك : ما خص به من السنة: نقول : تخصيص الكتاب بالسنة ؛ فنوضح مرجع الضمير في كلام الناظم. 4: العام أنواعه ثلاثة ، وتخصيص الكتاب بالسنة ، أو تخصيص السنة بالكتاب تتبع الخاص. 5: التحرير العلمي : وقد أحسنتِ فيه جدًا ، لكن ثمة طريقة أفضل لعرض المسائل الخلافية ، فلا نجعلها في جملة واحدة وإنما نوضحها كالآتي : القول الأول : - قال به فلان ... - حجتهم : القول الثاني : قال به فلان ... - حجتهم : الراجح : .... و نذكر الدليل على ترجيح هذا القول ، أو علة الأقوال المرجوحة أو كليهما حسب المتوفر لكم في الدرس. وإليكِ قائمة بالعناصر والمسائل الفرعية تحتها ليتبين لكِ طريقة عرضها ، وصياغتها وما فاتكِ منها : اقتباس:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 2 / 3 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا بما يعين على حسن الفهم وجودة التصوّر) : 3 / 3 ثالثاً: التحرير العلمي (ذكر خلاصة القول في كلّ مسألة بتفصيل وافٍ بالحاجة العلمية من غير تطويل واستيعاب الأقوال -إن وجدت- وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 6 / 8 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل فتؤدي الغرض بأسلوب مباشر وميسّر وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 2 / 3 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 3 / 3 ________________________________ مجموع الدرجات: 16 من 20 بارك الله فيكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين. |
الساعة الآن 09:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir