![]() |
اقتباس:
لا داعي لتكرار المسائل المسائل الواضحة كقولنا مرجع الضمير في قوله تعالى: {وما هو بقول شاعر} ثم نفس المسألة في قوله: {وما هو بقول كاهن} لأن السياق متصل ومفهوم أنه يتكلم عن القرآن ويخاطب به الله أهل مكة، فلا داعي كل مرة أن نسأل إلا إذا حصل اختلاف. التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 98/100 وفقك الله |
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) ) تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )من المخاطب في الآية رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. مرجع الضمير في "إنّا " و"نحن" على الله، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. المقصود بـ "نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا" أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ذكره الأشقر. مقصد الآية إظهار منة الله بإنزال القرآن العظيم على رسوله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير. إثبات الوحي والنبوة بيّنت الآيات أن القرآن أنزله على الله على رسوله، لم يأت به من عنده كما يدعيه المشركون، حاصل قول الأشقر وأشار إلي ذلك ابن كثير. بيان ما تضمنه القرآن فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك، ذكره السعدي. تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) ) من المخاطب في الآية رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. مناسبة الآية لما قبلها لما ذكر الله أنه أنزل القرآن على رسوله وفيه الوعدُ والوَعيدُ، وفيه بيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، أمره بالصبرُ على ذلك، ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}، حاصل قول السعدي. فائدة إضافة حكم لـ "ربك" لدلالة على أن الحكم من مقتضيات الربوبية. المراد بـ "فاصبر لحكم ربك" القول الأول: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ، ذكره السعدي وأشار إلي بعضه ابن كثير. القول الثاني: اصبر على تأخير نصرك إلى أجل اقتضته حكمة الله، ذكره الأشقر. المقصود بـ " منهم " الكافرين والمنافقين والمعاندين، ذكره ابن كثير والسعدي. معنى "آثما" الآثم هو الفاجر في أفعاله فاعل الإثم والمعاصي، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر. المراد بـ " آثما" عتبة بن الربيعة، ذكره الأشقر. معنى"كفورا" هو الكافر بقلبه الغالي في الكفر، حاصل قول ابن كثير والاشقر. المراد بـ"كفورا" الوليد بن المغيرة، ذكره الأشقر. مناسبة ذكر هذه الآية عندما قال عُتبةُ بنُ رَبيعةَ، والوليدُ بنُ الْمُغيرةِ للنبيِّ "صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ": ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ، نزلت هذه الآيات تنهى النبي"صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" على طاعتهما وأمرته بالصبر، حاصل قول الأشقر. بعض أنواع الصبر وبم يتأتى كل نوع صبر للحكم القدري : ويتأتى بعدم السخط صبر للحكم الديني: يتأتى بالمضي عليه وألا يُعاق عنه بعائق حاصل قول السعد تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) ) من المخاطب في الآية رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. المرادب بـ" واذكر اسم ربّك " القول الأول: ذكر الله عموما فيدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ، حاصل قول ابن كثير والسعدي. القول الثاني: الصلاة، ذكره الأشقر. المراد بـ "بكرةً وأصيلا" أي: أول النّهار وآخره، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر، وأضاف الأشقر أن المراد بأول النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخره: صلاةُ العصْرِ. مقصد الآية الإكثار من ذكر الله طرفي النهار. تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) ) من المخاطب في الآية رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. مقصد الآية الحث على قيام الليل. المراد بـ" فاسْجُدْ لَهُ" أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ذكره السعدي. تضمن الآية الأمر بالإكثار من الصلاة لأن الله أمر بكثرة السجود ولا يكون ذلك إلا بكثرة الصلاة، حاصل قول السعدي. تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) ) من المراد بـ "هؤلاء" كفار مكة ومن هو موافق لهم، ذكره الأشقر وأشار إلى ذلك ابن كثير والسعدي. المقصود بـ " العاجلة" الدنيا، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. المراد بـ "يحبون العاجلة" حب العاجلة هو حبّ الدّنيا والإقبال عليها والانصباب إليها وإيثارها والاطمئنان إليها، وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر. المقصود بـ" وَيَذَرُونَ" أي: يَتْرُكُونَ العملَ ويُهْمِلُونَ، ولا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به، قاله الأشقروالسعدي. المراد بـ{وَرَاءَهُمْ} القول الأول: أمامَهم، ذكره السعدي. القول الثاني: خلف ظهورهم، ذكره ابن كثير. المراد بـ "يوما ثقيلا" هو يومُ القيامةِ، ذكره السعدي. مقدار يوم القيامة مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ، قاله السعدي. سبب التعبير عن يوم القيامة باليوم الثقيل سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، قاله الأشقر. مقصد الآية ذم حب الدنيا وترك العمل للآخرة وبيان أن هذا من سبيل الهالكين. تفسير قوله تعالى:(نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) ) المراد بـ{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ} أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ، قاله السعدي، ووافقه ابن كثير والأشقر. معنى {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه، قاله السعدي وذكره بعضه الأشقر. المراد بـ{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} على قولين: القول الأول : وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا، قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد ورواه عنهم كثير ووافقه السعدي. القول الثاني: لو شِئْنَا لأَهْلَكْنَاهم وجِئْنَا بأَطوعَ للهِ منهم، قاله الأشقر، وروى ابن كثير عن ابن زيد وابن جرير في معناه. دلالة الآية على ثبوت البعث لأن الذي خلق الخلق وأَحْكَمْ خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه وأَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم،وهذا دليل عقلي وهواستدلالٌ بالبداءة على الرّجعة. حاصل قول ابن كثير والسعدي. المقصود بـ {إنّ هذه} أي: هذه السّورة، قاله ابن كثير والأشقر. معنى كون السورة تذكرة يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ، قاله السعدي. معنى }سبيلا} أي طريقًا ومسلكًا، قاله ابن كثير، والسعدي. المراد بـ { فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا} أي: من شاء اهتدى بالقرآن واتخذ طريق الإيمان والطاعة، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر. دلالة الآية على وجود مشيئة للعبد وليس كما يدعي الجبرية فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم، والعبد هو الذي يختار طريق الخير أو طريق الشر. تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ) المعنى الإجمالي للآية لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا، {إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا}، فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك). حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر. دلالة الآية على بطلان قول القدرية دلت الآية على أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله وأنه مشيئته مجردة لا تفعل شيئا إلا أن يأذن الله ويقدر ذلك، وهذا خلاف ما يقول القدرية الذين يزعمون أنه لا قدر. تفسير قوله تعالى:(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) ) المراد بـ{وَالظَّالِمِينَ} الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى، قاله السعدي. المراد بـ {يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ} القول الأول: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها، حاصل قول والسعدي والأشقر . القول الثاني: يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، قاله الأشقر. سبب استحقاق البعض العذاب لظلهم وعنادهم، قاله السعدي. |
اقتباس:
ينتبه جيدا لصياغة المسائل، وأظن أنه مع مراجعة بسيطة لما مضى من تطبيقات وتلخيصات تسترجعين إن شاء الله ما تعلمناه في السابق. كذلك يراعى عدم تشقيق المسألة الواحدة. التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30 (فاتتك مسائل آية كاملة، جل من لا يسهو) - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 94/100 وفقك الله |
اقتباس:
أحسنت، بارك الله فيك التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 29/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 95/100 وفقك الله |
أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال ●نشأته: -لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى، وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور: 1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى. 2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم. باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه. ←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق. ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ . -بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين. https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif ●أسبابه: جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين: ◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان. -الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به. ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ. ←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى. -الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به. ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك. ← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول. مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم. ← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن. وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا. فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ. ◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به. واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل. مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال. وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال. وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن. مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به. {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج. فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟ لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن. ●التفسير بالرأي: - تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح. -حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة. -المفسرون بالرأي على قسمين: القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ. القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن. فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً}يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها. ولهذا صنف أصحاب المذاهب العقدية كل مذهب صنف في تفسير القرآن مصنفاً ينصر به مذهبه، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً. https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif |
التضمين:
تعريفه: الجادة في اللغة أن يتعدى الفعل بحرف جر يناسبه، فإذا خالف الفعل الجادة وتعدى بحرف جر آخر لا يناسبه، فيكون هذا الفعل قد ضمن معنى فعل آخر وتعدّى بحرف جر يناسب الفعل الآخر المُضمَّن فيه ولا يناسب الفعل الأصلي.فالتضمينُ إذًا هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ، لهذا فالتضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ. وقاعدة التضمين مهمة جدا لأنها من أنفع علوم التفسير. أركان التضمين: الركن الأول: الفعل المذكور. الركن الثاني: حرف الجر المذكور. الركن الثالث: الفعل المُضمَّن. ويدخل في ذلك شبه الفعل: أحد مشتقاته، كاسم الفاعل أو اسم المفعول ونحو ذلك، فليس شرطا أن نعبر عن المعنى المضمن بفعل، إنما قد يكون أحد مشتقاته وهو ما عناه بـشبه الفعل. ومثاله قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} يمكننا تفسير المعنى المضمن هكذا: ومن يرد هامّا فيه بإلحاد بظلم فكلمة (هامّا) اسم فاعل. أقوال النحاة فيه: المذهبُ الأولُ: وهو رأيُ البصريِّين، يقولون بالتضمينُ، وذلك لأن التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. وهذا هو القول الراجح. والمذهبُ الثاني: وهو رأيُ الكوفيِّين، لا يرون التضمين بل يقولون بالتعاقُبُ، فالكوفيِّون يَرَوْنَ جوازَ التعاقُبِ بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ، ويأخُذَ معناه. أمثلة على التضمين: 1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} الفعل سأل يتعدى بنفسه وبـ"عن" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر. والتقدير: لقد ظلمك بسؤال ضم نعجتك إلي نعاجه. 2- {من أنصاري إلى الله} لو أردتَ أن تَبْحَثَ عن فعلٍ أو شِبهِه مناسبًا للمعنى الذي تضمَّنَتْه الآيةُ فإنه يكونُ المعنى: مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ. لكن الذي لم أفهمه هنا أن الآية هنا ليس بها فعل؟ 3-{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الفعل يفتنونك يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"عن" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر. والتقدير: وإن كادوا ليفتنونك فيصدونك عن الذي أوحينا إليك. 4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا} الفعل نصرناه يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"من" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر. والتقدير: نصرناه فنجّيناه من القوم. 5- {عينا يشرب بها عباد الله} فالعين لا يُشرب بها. والتقدير عينا يشربُ فيَرْوَى بها المقرَّبُون. 6- {ثم استوى إلى السماء} الفعل استوى يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر. والتقدير: أنه جلّ وعلا استوى قاصدا إلى السماء. 7- {لأصلبنكم في جذوع النخل} الفعل أصلبنكم يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر. 8- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} الفعل يرد يتعدى بـنفس وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر. والتقدير: يرد هامًا بظلم فيه. 9-{منهم من إن تأمنه بقنطار} الفعل تأمنة يتعدى بـ"على" وهنا تعدى بـ"الباء" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر. علاقة التضمين باختلاف التنوع التضمين يتضمن زيادة معنى على الفعل الأصلي وقد يختلف تقديره من شخص لآخر وهذا أحد أسباب اختلاف التنوع. ( لا أدري مدى صحة هذا القول؟ أرجو الإيضاح ) _______________________________________________________________________________________________ أسئلة متعلقة بمسائل استطرادية وردت بشرح الشيخ صالح آل الشيخ: س: يقول: هل نستطيع أن نقول إنه لا يوجد اسم يدل على صفة فعلية لله – جل وعلا؟ ج: لا نستطيع؛ لأن أسماء الله – جل وعلا – منها ما يكون فيه صفات الذات وفيه ما يكون الصفات الفعلية، نعم ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم ولكن قد يكون من أسمائه ما هو من قبيل الصفات الفعلية مثل: (الخالق، والرزاق، والستير ونحو ذلك). س: يقول: فسرت كلمة (عسعس) بأقبل وأدبر فظاهر التفسيرين التناقض فكيف الجمع بينهما؟ ج: ليس متناقضاً هذا يسمى الألفاظ المشتركة يعني يرد هذا ويرد هذا (عسعس الشيء) بمعنى أقبل (عسعس الشيء) بمعنى أدبر. اللديغ هو الملدوغ واللديغ هو أيضاً السليم من اللدغ تقول فلان لديغ يعني سلم من اللدغ وفلان لديغ بمعنى ملدوغ أصابه اللدغ هذا يجري بعض العلماء يجعل هذا في باب التضاد، وبعضهم لا يجعله في باب التضاد هذا من باب استعمال اللفظ في معنيين فأكثر يسمى المشترك. هنا: {والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس} هنا: {الليل إذا عسعس} يكون المراد بتفسير من فسر عسعس بأنه أقبل يعني والليل إذا أقبل أو من فسر عسعس بالإدبار قال والليل إذا أدبر ورُجح الثاني وهو الإدبار بفائدة قوله: {والصبح إذا تنفس} لكن كلا التفسيرين صحيح. يعني أن تفسير اللفظ بالمشترك لا يعد اختلافاً؛ لأن هذا صحيح، وهذا صحيح، وقد يرجح أحدهما على الآخر لأضرب من الترجيح. |
أنواع الاختلاف الواقع في التفسير النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال الاختلاف من جهة الاستدلال ●نشأته: -لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى؛ وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور: 1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى. 2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم. باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً؛ وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها؛ فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه. ←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق. ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ . -بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين. https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif ●أسبابه: جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين: ◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان. -الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به. ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ. ←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى. -الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به. ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك. ← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول. مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم. ← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن. وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا. مع العلم أن الدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ. ◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به. واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل. مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال. وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال. وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن. مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به. {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج. آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟ على المعهود في القرآن، وفي القرآن أن الزينة خارجةٌ عن الذات، فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة؛ لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن. التفسير بالرأي: - تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح. -حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة. -المفسرون بالرأي على قسمين: القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ. القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن. فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد صاحبه اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها. وقد صنف أصحاب المذاهب العقدية تفاسير ينصرون بها مذهبهم، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية مثل أحكام القرآن للبيهقي، أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي. https://mail.google.com/mail/images/cleardot.gif |
اقتباس:
فاتتك قائمة العناصر، وذكر خلاصة مختصرة لما جاء في الدرس. وقد عرضت جميع مسائل الدرس تقريبا وشرحتيها شرحا جيدا، وإن كان هناك ما هو أمثل منها نتيجة لاختلاف الموضوع الأصلي الذي انطلق منه الكلام، فأنت جعلت الموضوع الأصلي هو التضمين، وأسست الملخّص عليه، أما في القائمة التالية، فمنطلق التلخيص هو اختلاف المذاهب في تعدية الأفعال على غير الجادّة. يتبين لك المقصود بمطالعة القائمة التالية: الحذف والتضمين عناصر الدرس:● موضوع الدرس ● تمهيد: .. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف. ● مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة. .. المذهب الأول: التعاقب ... - معناه ... - أصحابه ... - مثاله . المذهب الثاني: التضمين ... - شرطه ... - معناه ... - أصحابه ... - مثاله ● المذهب الراجح ● علاقة التضمين باختلاف التنوع ● لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟ ● خلاصة الدرس. التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 96/100 وفقك الله |
اقتباس:
انتبهي لعنصر التمهيد فهو مهم جدا للملخص. وهناك ملاحظة واحدة على أغلب ملخصاتك وهو حصول إسهاب أحيانا في الشرح يخرجه عن سمت التلخيص، مثل مسألة تفسير لفظ "الزينة" وغير ذلك فأنت ممتازة، زادك الله من فضله الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال عناصر الدرس:● موضوع الدرس ● تمهيد: - حكم التفسير بالرأي. - فضل تفاسير الصحابة والتابعين ● جهات الخطأ في الاستدلال .. أ: جهة الاعتقاد ..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني ● أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد - أصحابه - أنواعه: .. 1- النوع الأول .. مثاله . .2- النوع الثاني: .. مثاله - نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة. - حكم هذا النوع من التفسير ● ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني - أصحابه - مثاله - حكم هذا النوع من التفسير ● خلاصة الدرس. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 98 % وفقك الله |
★★تلخيص كﻻم ابن القيم حول قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..."★★
★ مسائل تفسيرية في اﻵية: ●المراد بالحياة في قوله تعالى: "يحييكم ": -القول اﻷول: الحق، قاله مجاهد. -القول الثاني : القرآن وفيه الحياة والثقة والنجاة في الدنيا والآخرة، قاله قتادة. -القول الثالث: اﻹسﻻم أحياهم به بعد موتهم بالكفر، قاله السدي. -القول الرابع: الجنة فإنها دار الحيوان، حكاه أبو على الجرجاني. -القول الخامس : إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوي بالحرب والجهاد فلو تركوا لجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم قلت الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة، قاله الفراء ووافقه الواحدي وابن إسحاق وعروة بن الزبير. ←ذكر ابن القيم أن كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا. وقال أن الآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، وكمال الحياة في الجنّة، والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة، فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة . ● اﻷقوال في المراد بقوله تعالى: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}: -القول اﻷول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان، ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين، وهو المشهور. ←ذكر ابن القيم أن وجه مناسبة هذا القول أن التثاقل عن الاستجابة سبب في أن يحولّ اللّه بين العبد وبين قلبه، فلا يمكنه بعد ذلك من الاستجابة عقوبة له على تركها بعد وضوح الحق واستبانة وذلك كقوله تعالى: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل}. -القول الثاني : أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة. ←رجح ابن القيم هذا القول، وقال أن هذا أنسب بالسياق؛ لأن الاستجابة أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه. ★مسائل تفسيرية أخرى: قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} ● المعنى الإجمالي للآية: كان كافرًا ضالًّا فهديناه، قاله ابن عبّاس وجميع المفسّرين. ●اﻷقوال في المراد ب" نورا يمشي به ": -أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها. -ثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور. -ثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم. ●فائدة: في هذه اﻵية جمع للمؤمن بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة. ★فوائد : ●أحدها: الحياة الحقيقيّة الطّيبة: هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول. فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة. ●ثانيها: أن الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة: - حياة بدنه: الّتي بها يدرك النافع والضار، ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه، ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الملك. - حياة قلبه: الّتي بها يميّز بين الحق والباطل، والغي والرشاد، والهوى والضلال ، فيختار الحق على ضدّه. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الرسول بالروح الذي ألقي إليه. وإذا بطلت هذه الحياة بطل تمييزه، وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوّة يؤثر بها النافع على الضار. ●ثالثها: أن وحي الله روح ونور، قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال أيضا: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}. ●رابعها: في الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجاب بالجوارح. ●خامسها: في الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به، فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}. |
اقتباس:
اجتهدي دائما أن توظفي كلام المفسّر توظيفا جيدا في الملخص، وذلك بمحاولة الربط وإيجاد العلاقة بين كلامه وبين الموضوع الرئيس، ثم اجعلي آخر شيء أن تكون استطرادا لا يتصل مباشرة بالدرس. وهذا تلخيص للدرس أرجو أن يفيدك. تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ● مقصد الآية ● معنى قوله تعالى: {لما يحييكم} ● الحياة المذكورة في الآية ● أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع ● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة ● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} ● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله ● مقصد الآية أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول. ● بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم} ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي: 1- الحق، قاله مجاهد 2- القرآن، قاله قتادة 3- الإسلام، قاله السدي 4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون. 5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا. والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة ● الحياة المذكورة في الآية - القول الأول: أنها حياة الروح والقلب وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن. قال قتادة: {لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة. وقال السّديّ: {لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر . - القول الثاني: أنها الحياة العزيزة وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله. قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم. وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. - القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة قال بعض المفسّرين: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة. والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، ويحيي الأمم حياة العزة والقوة في الدنيا، وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة الطيبة النافعة في الدّنيا والآخرة. وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد. ● أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة: - الأولى: حياة بدنه الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ. - والثانية: حياة قلبه وروحه وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة. وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور. ● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة في قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة. قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه. وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا: أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها. وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور. وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم. ● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} ورد في معناها قولان: - القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين. - القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم. قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه. ● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله. - على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح. - ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 94 % وفقك الله |
اقتباس:
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك. وقد أجدت في كتابة الرسالة، وظهر ذلك بوضوح في تنوع مصادرها والاستشهاد لمقاصدها بمختلف أنواع الأدلة. ومما يحسن الإشارة إليه ويفيد في توضيح مقصد الرسالة التعرض لأسباب النزول ومناسبة الآية لسياق الآيات التي وردت ضمنها، وهي في قصة موسى عليه السلام، وقصة زواج نبينا صلى الله عليه وسلّم من السيدة زينب رضي الله عنها خاصة وقد أشرت إلى ذلك عند تفسير السلف للمراد بالقول السديد في الآية. وللإفادة، فإنه يمكنك الاقتصار على أحد مقاصد الآية في كتابة الرسالة التفسيرية، وليكن: الأمر بالقول السديد (هذا للفائدة وليس للإلزام) وبذلك تكون هناك فسحة في تناول المقصد باستفاضة ومعالجة لقضية من أهم القضايا التي يحتاجها المسلمون، دون إغفال الإشارة إلى كون قول السداد من تقوى الله لكن ليس بنفس التفصيل لمسألة الأمر بالتقوى. التقييم: أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 19 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18 رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10 = 97 % وفقك الله |
تحت الإعداد رسالة حول معنى ردء السيئة بالحسنة فإن درء السيئة بالحسنة ورد في موضعين في القرآن الكريم؛ الأول: في سورة الرعد{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)} الثاني: في سورة القصص{أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)} معنى الدرء لغة: الدفع. ففي القاموس المحيط: دَرَأَهُ، كَجَعَلَهُ، دَرْءاً ودَرْأَةً: دَفَعَهُ. وفي لسان العرب: درأ: الدَّرْءُ: الدَّفْع. دَرَأَهُ يَدْرَؤُهُ دَرْءًا ودَرْأَةً: دَفَعَهُ. وفي مختار الصحاح: (الدَّرْءُ) الدَّفْعُ. وقد تنوعت عبارات السلف في بيان معنى درء السيئة بالحسنة ومن رويت عنهم آثار من الصحابة والتابعين على أقوال: الأول: يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك قاله ابن عباس في آية الرعد، وحكاه عنه البغوي. وقال به ابن مسعود، وذكره الألوسي. الثاني: دفع سيئات أعمالهم بصالحها فابن عباس قال في معنى الآية: "يدفعون بالصالح من العمل السيء من العمل"، وهذا رواه عنه القرطبي وابن الجوزي والبغوي، واستدل الأخير بــ: قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} وما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها ، السر بالسر والعلانية بالعلانية ". وما رواه عقبة بن عامر رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ، ثم عمل حسنة ، فانفكت عنه حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت أخرى ، حتى يخرج إلى الأرض ". وذكر هذا القول أيضا القرطبي عن ابن عباس فقال:"يدفعون بالعمل الصالح السيئ من الأعمال"، وقال أن هذا القول أعم ما قيل في الآية ويتناول بقية الأقوال، واستدل بقوله تعالى{إن الحسنات يذهبن السيئات} وبقوله - عليه السلام - لمعاذ : "وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" . ( الأدلة التي أوردها القرطبي فيها إشارة إلى أن الحسنات تدفع سيئات الشخص نفسه بينما الأقوال الأخرى التي أوردها وقال أن هذا يتناولها أغلبها فيها إشارة إلى دفع سيئات الغير بالحسنات؛ أليس هكذا يوجد تعارض بين الدليل والمستدل عليه ؟ ) ومجاهد قال "يدفعون بحسنات أفعالهم التي يفعلونها سيئاتهم"، رواه ابن جرير عنبن وكيع عن أبي عن سفيان عن منصور عن مجاهد. وابن شجرة قال:"يدفعون بالعمل الصالح ما تقدم من ذنب"، ذكره الماوردي. القول الثالث: دفع الذنب بالتوبة فابن كيسان قال:"يدفعون الذنب بالتوبة"، ذكره البغوي وابن الجوزي. القول الرابع: دفع سيء القول بالقول الحسن فقتادة قال:" ردوا عليهم معروفا" واستدل بقوله تعالى{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، ذكره البغوي. ومقاتل : "يدفعون ما سمعوا من الأذى والشتم من المشركين بالصفح والعفو"، ذكره البغوي. والضحاك قال:"يدفعون الفحش بالسلام"، ذكره القرطبي. والنقاش قال:"يدفعون بالسلام قبح اللقاء"، ذكره الماوردي. القول الخامس: دفع الفعل السيء بالفعل الحسن فابن زيد قال:" يدفعون الشر بالخير, لا يكافئون الشرّ بالشر، ولكن يدفعونه بالخير"، رواه الطبري عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد. وروى نحوه ابن أبي حاتم عن أَبي يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ عن أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. والحسن قال:" إذا حرموا أعطوا، وإذا ظلموا عفوا، وإذا قطعوا وصلوا"، ذكره البغوي. والضحاك قال:"يدفعون بالحسنة السيئة"، ذكره السيوطي، ورواه أيضا ابن أبي حاتم عن جويبر عن الضحاك. وسعيد بن جبير قال : "يدفعون المنكر بالمعروف"، ذكره القرطبي. وروى ابن أبي حاتم عنيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عن ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أنه قال: بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ يَعْنِي: يردون معروفا على من يسئ إِلَيْهِمْ. وجويبر قال: "يدفعون الظلم بالعفو"، ذكره القرطبي. والقتبي قال: "يدفعون سفه الجاهل بالحلم؛ فالسفه السيئة ، والحلم الحسنة" ، ذكره القرطبي. ويحيى بن سلام قال:"يدفعون بالحلم جهل الجاهل"، ذكره الماوردي. وذكر الألوسي عنه أنه قال"بالعلم الجهل وبالكظم الغيظ". أما عبارات المفسرين فحاصلها أن درء السيئة بالحسنة هو رد إساءة القول أو الفعل بالقول أو الفعل الحسن والإحسان إلي الغير بالعفو والصفح. قال الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {ويدرءون بالحسنة السّيّئة}:معنى {ويدرءون} : يدفعون - بما يعلمون من الحسنات - ما تقدم لهم من السيّئات. قال الثعلبي (ت: 427هـ ): يدفعون بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قال الماوردي(ت:450هـ): يدفعون بالتوبة ما تقدم من معصية. قال البغوي(ت:516هـ): لا يكافئون الشر بالشر، ولكن يدفعونه بالخير. قال ابن عطية(ت:546هـ): وقوله: وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي ويدفعون من رأوا منه مكروها بالتي هي أحسن، وقيل: يدفعون بقول: لا إله إلا الله، شركهم وقيل: يدفعون بالسلام غوائل الناس. ذكره في موضع ىالرعج وقال في موضع العنكبوت:" وَيَدْرَؤُنَ معناه يدفعون هذا وصف لمكارم الأخلاق أي يتعاقبون ومن قال لهم سوءا لا ينوه وقابلوه من القول الحسن بما يدفعه. قال القرطبي (ت: 671هـ): قال ابن كثير (ت: 774هـ ): "وقوله {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} أَيْ: لَا يُقَابِلُونَ السَّيِّئَ بِمِثْلِهِ، وَلَكِنْ يَعْفُونَ وَيَصْفَحُونَ". قال السعدي (ت: 1376هـ)وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ }أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه. فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟ قال ابن عاشور( ت: 1393هـ) : درؤهم السيئة بالحسنة وهي من أعظم خصال الخير وأدعاها إلى حسن المعاشرة قال تعالى{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }[ فصلت : 34 ]، فيحصل بذلك فائدة دفع مضرة المسيء عن النفس ، وإسداء الخير إلى نفس أخرى ، فهم لم يردوا جلافة أبي جهل بمثلها ولكن بالإعراض مع كلمة حسنة وهي{ سلام عليكم }.. قال طنطاوي( ت: 1431هـ): أى : أن من صفات أولى الألباب - أيضا - أنهم يدفعون بالعمل الصالح العمل السئ ، كما فى قوله - صلى الله عليه وسلم - " وأتبع السيئة الحسنة تمحها "أو أنهم يدعفون سيئة من أساء إليهم بالإِحسان إليه ، أو بالعفو عنه ، متى كان هذا الإِحسان أو العفو لا يؤدى إلى مفسدة . |
ودلت آية الرعد على أن رد الإساءة بالتي هي أحسن له فضل كبير عند الله حيث قال تعالى{أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}
وبتأمل الأقوال الواردة في معنى درء السيئة بالحسنة نجد أنها تندرج كلها تحت باب الإحسان فالقول ... إحسان إلى النفس والقول.... إحسان إلى الغير فالإحسان يشمل الإحسان إلى الغير والإحسان إلى النفس بخلاف الإنعام الذي يقتصر على الغير فقط. وإذا كان دفع السيئة بالحسنة أحد صور الإحسان؛ فإن الإحسان أبوابه وميادينه واسعة جدا وقد تعددت الآيات الدالة على الأمر بالإحسان: ففي ميادين الصبر على المصائب، قال تعالى وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ هود155 وفي ميدان أداء الحق لأهله، قال الله تعالى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ البقرة 178 وقال تعالى في أداء الحق للمرأة المطلقة: الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وفي ميدان الحروب والجهاد في مجالات النفس، ومجالات المعارك، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ العنكبوت69 وفي ميدان مجاهدى النفس لكظم الغيظ، قال تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران 134) وفي ميدان التحاور مع أهل الكتاب، قال تعالى وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ العنكبوت46 وفي ميدان الخلافات والخصومات، قال تعالى وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فصلت 34 وفي ميدان معالمة الفقراء واليتامى، قال تعالى وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الإسراء 34 وفي ميدان العلاقات الاجتماعية بين الناسن، قال تعالى وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا النساء 86 وفي مجالات العلاقات الاقتصادية، قال تعالى وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة195) والإحسان له ثمرات جليلة منها: أ- معية الله للمحسنين (وكفى به شرفا) : إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) ب- حب الله للمحسنين (وكفى به جزاء) : وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) «4» 34- لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) «8» ج- جزاء الإحسان في الدنيا والآخرة: 35- وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) «9» 36- بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) «10» 37- الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) «11» |
الساعة الآن 02:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir